قصص

قصه قبر ادم (قصه كامله)

قصه قبر ادم (قصه كامله) اي حرب في الدنيا دي ليها نهاية إلا حرب الخير والشر.. حرب ملهاش نهاية، الخير بينتصر في جولات والشر بينتصر في جولات.. وربنا هو بس عالم بالنهاية
..
قبر آدم
الجزء الاول
اي ممكن يكون احساس اي شخص مننا لو دخل في يوم ونام.. صحي لقي نفسه بيدفن، بيقال ان الإنسان الميت بيحس بكل حاجة حواليه من تغسيل وتكفين حتي الوصول للمدفن وإرخاء الكفن عن الوجه.
طيب هي قاعدة ثابتة؟ هل فعلاً هو مجرد احساس ولا في ناس بتكون عايشة وبتدفن؟
..
أنا دلوقتي في التابوت.. نفسي أصرخ في الناس كلها واقولهم انا عايش والله انا عايش.. لكن في حاجة منعاني من الكلام، شوية وسمعت الناس بتقول
( وحدوووه.. لا إله إلا الله)(كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
والتابوت اتحط على الارض واتفتح.. وأنا لسه بحاول اتكلم.. شايف أبويا وعمي واخويا وصحبي رامي
..
اخويا ورامي شلوني من التابوت ونزلوا بيا القبر.. وأنا بصرخ من جوايا ( لا لا أنا ممتش أنا عايش مش عايز أموت دلوقتي.. متسبونيش هنا لوحدي)
كنت سامع الشيخ بيدعي دعاء المتوفي
(اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا. اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة)
..
اتحطيت علي الارض ورخوا الكفن عن وشي وسبوني وخرجوا وهما بيقولوا مع السلامه يا آدم.. مع السلامه
كنت ببكي بحرقة.. الاحساس صعب جداً ميتوصفش.. اتقفل الباب وبقيت لوحدي في الضلمة مع الأموات
وبمجرد ما خرجوا جسمي فك وقدرت اتحرك.. لكن في اللحظة دي أنا شوفت نمل.. نمل كتير جداً وكبير بيخترق الكفن وبيقطع في لحمي
صرخت بعلو صوتي ولأول مرة صوتي يخرج.
وعلى مرمي البصر شوفتها.. ايوة هي من تاني الست اللي ملامحها مألوفة بالنسبالي بس مش عارف هي مين؟
نص وشها المشوه والملامح المفزعة حرفيا وقلتلي بصوت اجش
_ نقضت العهد ليه.. نقضت العهد لييييه؟
_ عهد اي أنا معملتش حاجة
_ هتفضل في العذاب ده لحد ما تموت.. هخلي الموت ليك رحمة هتتمناها
_ هو انتي بتعملي فيا كده ليه؟ هو انا اعرفك يا ست انتي؟
..
في اللحظة دي شوفت تعبان.. ايوة تعبان كبير خارج من وراها وبيقرب مني.. صرخت بعلو صوتي وانا بقول يااارب
حطيت ايديا علي وشي كنت ببكي وبقول نجيني يارب.. نجيني يارب
في الوقت ده آذان الفجر آذن ومعاه كل حاجة اختفت
رجعت راسي لورا وانا بسأل نفسي.. أنا عملت اي عشان استاهل كل ده؟
شريط ذكرياتي عدي قدام عينيا وافتكرت الموضوع بدأ ازاي.. هحكي كل حاجة
أنا المهندس آدم عبد العزيز من مواليد المنصورة
سني 24 سنة، عايش مع والدي.. ووالدتي متوفاه من زمان وليا اخ واحد اسمه حسام
احنا من عيلة كبيرة لكن مش متماسكة.. يعني كل واحد عايش في حاله
أكتر واحد قريب ليا في العيلة دي.. هو صاحبي رامي اللي هو بالمناسبة متجوز بنت خالتي أماني
بصراحة رغم ان هيا بنت خالتي لكن مش برتحلها وشعور عدم الراحة ده لما بيجيلي تجاه شخص مش بحب تجمعني بيه اي حاجة
مقدرش اقول اي حاجة جديدة في حياتي.. حياة تقليدية وروتينية لاقصي درجة.. لحد ما في يوم حصلت حاجة غيرت حياتي تماما وكانت بداية حكايتي.. وهي اللي وصلتني للمكان ده
كان يوم فرح ابن عمي ايهاب وبصراحة كان يوم جميل.. ايهاب ريح نفسه من زن اهله واخد واحدة من برة العيلة
المهم الفرح كان معمول في الجنينة بتاعت بيت عمي.. والناس بترقص وفرحانة.. رامي بصلي وقال
_ عقبال ما نفرح بيك يا صحبي
_ بذمتك حد يرتكب الجريمة دي في حق نفسه
_ الجواز جريمة.. ليه بتفكر كده
_ هههه.. في الحقيقة انا مستغرب ازاي متجوز واحدة زي أماني ومش شايفها جريمة
..
في الوقت ده مكنتش شايف أن اماني واقفة ورايا ولقيتها بتقولي
_ شكراً يا ابن خالتى.. بقي كده شايف ان جوازه مني جريمة
_ أنا مبحبش اكون منافق يا أماني بس بصراحة محدش في العيلة بيطيقك واولهم انا
_ ومين قالك اني مهتمة بده.. انا مش عاوزة حد ولا ههمني حد
_ وبعدين حد يجي فرح بفستان اسود.. هو انتي زعلانة ولا حاجة
_ لا وهزعل ليه؟
..
في الوقت ده انا تليفوني رن وكان واحد صاحبي بيرن عليا.. اخدت التليفون واتمشيت شوية في الجنينة ونسيت نفسي وبعدت
وبعد ما خلصت اكتشفت اني بعدت جداً عن الفرح وعشان كده قررت ارجع
وانا ماشي دوست علي حاجة في الارض.. حاجة مدفونة.. بصراحة اخدني الفضول اعرف ده اي
نزلت علي الارض وبدأت احفر بايدي.. عشان الاقي كيس معقود من القماش وجواه حاجة
فتحت الكيس.. عارفين كان جواه اي؟
صورة مرات ايهاب عليها لغة مش مفهومة وفي شعر ريحته وحشة اوي.. لكن في حاجة غريبة بتحصل أنا بدوخ ورجليا بتتقل حاسس اني مش عارف اقف على رجلي
الدنيا بتلف بيا.. وقعت علي الأرض وانا مش حاسس بالدنيا.. اسودت الدنيا في عينيا
والمشهد اتبدل تماما.. وشوفت نفسي واقف في مكان ضلمة حيطانة مسمطة مفيش باب ولا شباك ولا متنفس فيه
حاولت اتحرك لكن معرفتش رجليا كانت ثابتة في الارض.. وظهر قدامي جسم لواحدة مكنتش شايف وشها.. لكن هي قربت مني لحد ما شوفتها لما وشها بقي قدام وشي
واحدة نص وشها مشوه شعرها ابيض.. بس انا حاسس اني اعرفها، ملامحها مش غريبة عليا.. انا متأكد اني شوفتها قبل كده.. كان علي وشها اشد انواع الغضب.. وقلتلي بصوت اجش تخين
_ نقضت العهد ليه.. لييييه؟
_عهد اي وانتي مين؟
_ أنت نقضت عهد عشيرتي.. انتقامي منك كبير
..
وصرخت في وشي صرخة مدوية.. فوقت لقيت نفسي لسه علي الارض تليفوني بيرن.. كان بابا فتحت الخط
_ انت فين يبني.. قلقتني عليك؟
_ انا كويس يا بابا.. انا جاي اهو؟
..
رجعت علي الفرح تعبان ومرهق وحاسس بدوخة.. ومش مصدق اللي شوفته ده.. هو ده حقيقة ولا وهم
في اللحظة دي افتكرت الكيس القماش انا لما قومت من علي الارض مكنش موجود.. عاوز احذر ايهاب بس خايف ميصدقونيش.. خايف يتقال عليا مجنون.. وقررت اسكت ايوة سكت
المهم ان الفرح خلص.. وكل واحد رجع علي بيته
رجعت البيت وانا لسه في دماغي اللي حصلي..
ويا تري مين اللي ليه مصلحة في آذية مرات ايهاب؟
..
فضلت صاحي مش عارف انام.. الفجر آذن عليا قومت دخلت الحمام عشان اتوضي.. فتحت المية لكن.. المية نزلت من الحنفية سودا.. ايوة مية سودة.. مكنتش مصدق
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بستعيذ بالله وانا في الحمام انا مكنتش مدرك انا بعمل اي.. وفي اللحظة دي النور قطع.. لكن… يتبع الجزء الثاني
قبر آدم
الجزء الثاني
مكنتش شايف حاجة.. حتي ايديا مش شايفها، اتحركت عشان افتح باب الحمام.. لكن مكنش في باب أصلا.. عايز اتكلم او اصرخ لكن صوتي مبيطلعش.. صوتي مكتوم
افتكرت ان التليفون في جيبي.. طلعت التليفون ونورت.. أنا مش في الحمام
انا في نفس المكان من تاني.. الحيطان المسمطة
الجو حر جداً.. وحاسس في حد بيتنفس في وشي بدأت الف التليفون في كل حتة عشان اشوف حاجة ملهاش تفسير ومكنتش فاهمها
شوفت واحد قاعد في ركن ساند ضهره علي الحيطة ومخبي راسه بين ايديه
لقيت نفسي بقرب منه وبسأله
_ أنت مين؟
..
رفع وشه ناحيتي.. في اللحظة دي حسيت ان الكهربا ضربت في جسمي.. عشان اللي كان قاعد ده يبقي أنا.. لكن بوقه متخيط وكان بيعيط وهو عايز يتكلم ومش عارف وبعدها مسك سكينة كانت قدامه في الأرض.. وعمل اخر حاجة ممكن اتوقعها
كان بيقطع ايده.. منظر صعب مش قادر اتحمله
وسمعت من بعيد
( الله أكبر.. الله أكبر) الآذان.. غمضت عينيا وفتحتها لقيت نفسي في الحمام والنور شغال.. شغلت المية، نزلت بشكل طبيعي مية عادية جداً
اتوضيت وطلعت وصليت الفجر وفضلت علي السجادة ادعي ان ربنا يرحمني من اللي بشوفه ده
..
قومت عشان انام.. نمت بعمق.. كنت أول مرة انام بالشكل ده.. قومت واخويا حسام بيصحيني وبيقولي
_ اصحي يا عم كل ده نوم.. الساعة بقت 2 الضهر
_ بتقول كام.. انا نمت كل ده أزاي؟
_ مش عارف انا من الصبح بحاول اصحيك
..
قومت من السرير ودخلت الحمام.. وخرجت لبست واكلت لقمة ونزلت
قولت هروح لرامي اقعد معاه شوية… دخلت سوبر ماركت في الطريق عشان اجيب حاجة اشربها
لقيت راجل كبير قاعد.. اخدت العصير وحسبت الراجل وخارج من المحل.. لقيت شاب بيقولي
_ اي هي السرقة بقت عيني عينك كده وفي بجاحة كمان
_ سرقة اي يا استاذ في اي؟
_ انت واخد العصير ده من غير ما تحاسب عليه
_ لا يا استاذ حسبت الحج جوه
_ حج.. حج مين؟
_ تعالي يا استاذ.. الحج ده!!!
دخلت المحل مفيش اثر لحد قاعد.. ازاي انا لسه محاسبه علي العصير.. ببص علي المكتب الفلوس موجودة
كنت في حالة من الذهول مش مصدق نفسي.. يعني اي.. يعني انا مجنون؟
الشاب اتكلم وقال
_ ممكن توصفلي الراجل اللي كان قاعد هنا؟
_ حاضر.. هو راجل كبير شعره ابيض وكان لابس جلبية بيضة
..
حسيت ان الشاب ده خاف.. وقال
_ يا استاذ الوحيد اللي كان بيقعد هنا هو ابويا.. ابويا اللي اتوفي من خمس سنين
_ اتوفي!!.. اتوفي ازاي انا لسه شايفوا في المحل؟
_ انا مستغرب زيك.. في حاجة غلط
خرجت من المحل وانا مش عارف مالي.. ركبت مواصلة لحد بيت رامي.. وخبطت علي البيت
رامي فتحلي.. لقيت نفسي بحضنه وبعيط
قلي
_ مالك بس يا صحبي.. في اي؟
_ انا بشوف حاجات غريبة يا رامي.. انا مش كويس خالص
_ طيب ادخل بس واحكيلي
..
دخلت البيت وكانت اماني قاعدة وبدأت احكي كل حاجه لرامي اللي قلي
_ هي حاجة غريبة فعلاً.. انت ممكن تروح لشيخ يا صحبي ممكن يفيدك
_ مش عارف يا رامي.. ربنا يسهل
لأول مرة احس ان اماني متعاطفة معايا وقلتلي
_ صلي على النبي كده واهدي.. اكيد دي تهيؤات
_ لا يا اماني مش تهيؤات.. انا عملت حاجه جايز تكون هي السبب في ده
_ عملت اي؟
_ انا يوم فرح ايهاب.. لقيت عمل مدفون في الجنينة والعمل ده لمرات ايهاب.. ومن ساعة ما مسكت العمل ده بايدي.. وانا حالي اتبدل
..
حسيت الذهول علي ملامحهم.. واتكلم رامي وقال
_ أنت قولت لايهاب حاجة؟
_ لا خوفت ميصدقونيش ويتقال عليا مجنون
_ والعمل ده فين؟
_ معرفش.. اختفي معرفش راح فين!
_ طيب ادخل دلوقتي ارتاح.. وانا هوديك شوية كده لواحد اعرفه
وفعلا دخلت أوضة الضيوف كنت محتاج فعلاً أنام وارتاح.. حطيت راسي علي المخدة وروحت في النوم.. فتحت عينيا لقيت نفسي واقف في المقابر وبالتحديد قدام قبر أمي.. مكتوب علي شاهد القبر
هنا ترقد المغفور لها باذن الله نادية حسن عبد التواب… وانا واقف ولسه هرفع ايدي وهقري الفاتحة
لقيت ايد اتحطت علي كتفي.. اتلفت كانت امي لكن الملامح مفزعة… وش ازرق منفوخ عينين جاحزة بشكل مخيف.. وقلتلي
_نقضت العهد لييييه.. لييييه؟
_ عهد اي يا أمي؟
..
حطت ايديها علي رقبتي.. وبدأت تخنق تخنق فيا
وصحيت.. صحيت عرقان وباخد نفسي بالعافية.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قومت لقيت رامي قاعد في الصالة.. قولتلي اني عايز اروح للراجل ده دلوقتي.. عاوز اعرف اي اللي انا بشوفه ده
..
فعلاً هو متأخرش وقلي يلا يا صحبي
خرجت معاه وركبنا عربيته وروحنا مكان بعيد.. مسجد كان شكله من بره جميل
دخلنا المسجد ولقينا واحد عنده لحية بيضة وشكله راجل طيب.. سلم عليه رامي وسلمت عليه
واتكلم وقال
_ خير ان شاء الله؟
_ انا هحكيلك يا عم الشيخ
وفعلا حكيت كل حاجة حصلت.. الشيخ اتكلم وقال
في حد مؤذي كان بيحاول يأذي البنت دي.. وانت لقيت العمل لكن اكبر غلطة عملتها انك مسكت العمل بايدك وطلعته من مكانه وده نقض العهد اللي بين الساحر والجن وعشان كده هما بينتقموا منك
_ والحل اي يا مولانا؟
_ كل حاجة بايد ربك
..
وحط ايده على دماغي وقال
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.. اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. اعوذ بالله من كل شيطان مارد
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ
وكرر اية اكتر من عشر مرات
بسم الله الرحمن الرحيم
( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )
صدق الله العظيم
كنت حاسس جسمي بيوجعني.. الشيخ وقف القراية وهو بيقولي كفاية كده النهاردة.. روح وبكرة عدي عليا
قومت مشيت من الجامع ورجعت البيت.. كنت حاسس اني تعبان ومجهد.. لكن لقيت رامي بيرن عليا وبيقولي
_ أنا غلطان اني وديتك للشيخ.. الشيخ لقيوه اهل بيته ميت ومقطوع لسانه
الراجل ده ذنبه في رقبتك.. افتكر انك السبب في كل حاجه حصلت
..
مكنتش مصدق .. روحت قعدت مع بابا وقولتله
انا عايز اتكلم معاك وحكيت لبابا كل حاجة وكان حسام موجود كمان لكن بابا قلي وهو بيضحك
_ دي تهيؤات يا حبيبي صلي وقرب من ربنا مفيش حاجه هتأذيك
كنت عارف ان ده هيكون رد فعله وكنت للاسف حزين.
دخلت اوضتي عشان انام.. وقلقت فجاة في نص الليل.. الجو برد جداً، جيت اقوم لكن راسي اتخبطت في حاجة.. لما ركزت طلع تابوت
أنا في التابوت ورايح ادفن.. وانا لسه عايش
كل اللي اعرفه اني دخلت انام زي كل يوم.. ومعرفش اي حصل بعدها.. لكن.. يتبع الجزء الثالث والاخير
قبر آدم
الجزء الثالث والاخير
مش عارف افتكرت كل ده ليه.. أنا خلاص كلها ساعات واموت… هو انا مش ممكن اكون بحلم هو ممكن يكون ده وهم.. اه أنا هنام دلوقتي وهصحي وهلاقي نفسي فى بيتنا واخويا وابويا معايا
عشان ده مستحيل يكون حقيقة.. مستحيل
..
سمعت ضحكة سخرية من كلامي وتفكيري.. وصوت اخترق عقلي وبيقولي
_ لا مش حلم.. مش حلم يا آدم.. ده مكانك ده قبرك يا آدم انت خلاص ميت دلوقتي
_ لا لا انا عايش.. عايش سمعاني انا عايش
..
في الوقت ده ظهرت وشوفتها.. ايوة شوفتها من جديد بس المرة دي كان وشها متأاكل مش مشوه كانت بتزحف علي الارض زي التعبان وجاية ناحيتي
انا حاسس نفسي مش قادر اتحرك.. صرخت وانا بقول يارب ياااارب.. نجيني يارب
يارب انا عارف اني عصيتك كتير عارف اني كنت بعيد عنك.. يارب نجيني يارب نجيني يارب
كنت ببكي بحرقة
قومت من مكاني واتحاملت علي نفسي لاول مرة كل حتة في جسمي بتوجعني.. كل حتة في جسمي بتنزف من النمل اللي قطع لحمي
اتحركت.. حركتي كانت بطيئة جداً… حاسس اني مش عارف امشي
فجأة حاجة شدتني من رجلي.. مش قادر اشوف من اللي بيشدني من رجلي مش عارف ابص ورايا
فضلت اضرب في اللي مسكني من رجلي اللي انا معرفش هو اي اصلا.. لحد ما سبني وحسيت بألم شديد في رجلي
بدأت ازحف علي الارض لحد ما وصلت لباب القبر.. فضلت اخبط وارزع علي الباب بتاع القبر.. أفتحولي القبر ده انا عايش.. أنا ممتش أفتحولي الباب
أفتحولي الباب.. أنا عااااايش
اااااه… يارب يارب
فضلت اخبط علي الباب والحيطان محدش عايز يفتحلي.. محدش مصدق اني لسه عايش… او ممكن محدش سامعني.. مين هيسمعني وانا وسط أموات… كل دقيقة جوه القبر بتعدي سنين
والالم والتعب بيزيد
وقعت علي الارض من التعب.. ومعرفش من التعب ولا من اي بالظبط لقيت نفسي بنام.. ايوة بنام
وشوفت نفسي واقف في مكان ضلمة وواقفة قدامي نفس الست.. نفس الشيطانة تاني
ولقيتها قربت مني ووشها بقي في وشي.. جلد وشها كان بيسيح وقلتلي
_ انت السبب في عقابي.. وانت اللي هتدفع تمن كل حاجة عملتها
وعملت اخر حاجة ممكن اتوقعها.. مدت ايدها وشقت صدري.. صرخت من الالم وفوقت باخد نفسي بالعافية
بدأت افقد الامل اني هطلع من القبر.. خلاص دي نهايتي.. انا خلاص من الاموات
عارفين قعدت في القبر قد اي؟ 3 ايام متواصلين كل يوم بصرخ من الالم والوجع
وخلاص جسمي بقي هزيل وبتتسحب منه الروح والحياة
لكن حصلت حاجة مكنتش علي البال ولا علي الخاطر
في تالت يوم سمعت صوت ناس جاية من قدام القبر.. وحدوووه.. لا إله إلا الله
مكنتش مصدق.. تحاملت علي نفسي رغم الالم اللي بيجتاح كل جسمي وقومت وقفت ومستني الباب يتفتح.. والدموع في عينيا وبقول يارب
واتفتح باب القبر.. مش قادر اوصف المشهد
بمجرد ما الباب اتفتح أنا خرجت.. التربي اتكلم وقال
_ سلام قول من رب رحيم.. سلام قول من رب رحيم
التربي طب ساكت.. مات ايوة مات.. تخيل لو انت مكانه وشايف قدامك واحد طالع من القبر عريان والدم بينزف من كل حتة في جسمه
الناس بدأت تصرخ وتجري وتقول.. في جن خرج من القبر.. حتي الجثة سابوها علي الارض وجريوا
المنظر كان صعب.. خرجت بره القبر بصعوبة وفضلت ماشي بترنح يمين وشمال.. لحد ما وصلت للطريق السريع الرئيسي.. ووقعت على الأرض
خلاص بموت والدنيا بتسود
فتحت عينيا على شمعة.. شمعة بتنور في وشي
اي ده انا فين؟
بصيت حواليا.. نور الشمعة كان منور جزء بسيط من المكان
ومع النور البسيط ده انا شوفت.. شوفت الفزع والرعب بعيني.. طريق طويل علي يميني وشمالي كائنات اقل حاجة تتقال عنها.. انهم مش بشر مفيش بشر بالبشاعة دي.. مهما وصفت في شكلهم مش هوصل الصورة
وكلهم في لمحة هجموا عليا
..
فوقت لقيت نفسي في المستشفى.. بفتح عيني بالعافيه متركبلي جهاز تنفس.. وفي اسلاك وخراطيم متوصلة بجسمي.. كنت متوقع اني هفوق هلاقي اهلي حواليا.. لكن للأسف ملقتش حد.. رامي بس اللي كان واقف وكان بيعيط واتكلم وقال
_ حمد الله على السلامة يا صحبي.. انا كنت حاسس والله كنت حاسس انك عايش.. كنت عمال بكدب نفسي واقول آدم عايش.. آدم عايش
مكنتش قادر اتكلم.. لكن كنت مصدوم ان ابويا واخويا مش موجودين
ودخلت اماني وهي بتعيط وبتقولي حمد الله علي السلامه يا ابن خالتي.. شدة وتزول ان شاء الله
عاوز ارفع ايدي اسألهم ابويا فين وحسام فين؟
لكن نظراتهم كانت فضحاهم واضح انهم مش مصدقين اني عايش
بكيت.. فعلاً احساس صعب ممكن يعيشه اي انسان بس مش اي حد هيقدر يتحمله
..
اسبوع في المستشفى عشان اقدر اقوم علي رجلي.. نفسي اعرف من السبب في الاذية دي كلها وليه؟
هو في حاجه في الدنيا تستدعي ان ده يحصل
قبل ما امشي دخلت الحمام.. وبصيت علي نفسي في المراية ولاول مرة معرفش نفسي
شخص هزيل عنده شعر ابيض في راسه شكلي مقبض جداً
خرجت من المستشفى ورجعت البيت
اول ما خبطت وفتحلي حسام.. رجع لورا والخوف والذعر ماليين وشه.. وجري من قدامي ونده علي بابا
اللي خرج للصالة وقلي
_ اطلع بره انت مين وعاوز اي مننا؟
_ انا آدم يا بابا.. آدم ابنك
_ انت مش ابني.. أنا ابني مات ودفنته
_ ممتش يا بابا كنت عايش جوه القبر.. كنت عايش
_ ده تخريف.. ده مش حقيقي لاخر مرة هقولك اطلع برة بدل ما اطلبلك الشرطة
_ شرطة!!.. أنا مش متخيل انك مش مصدق اني ابنك بلاش تصدق عينك.. صدق قلبك أنا ابنك
_ اطلع بره بيتي دلوقتي
احساس الكسرة من اقرب ناس ليك صعب جداً… خرجت وانا مش عارف انا رايح فين؟
روحت علي الجامع عشان مش عارف اروح فين.. رميت جسمي علي ارض الجامع ونمت
لكن شوفت كابوس صعب.. كابوس عشت تفاصيله
حلمت اني جوه القبر من تاني.. بس المرة دي كل الاموات اللي في التربة واقفين حواليا باكفانهم المرعبة.. وكلهم في نفس واحد.. ارجع قبرك يا آدم.. ارجع قبرك يا آدم
..
صحيت علي صوت ناس كتير بتقول اندهوا الشيخ عبد الجواد.. الراجل ده ممسوس ده بيتلوي علي الارض
وبعد شوية سمعت واحد بيقول
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك
اعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد واحاذر
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
اعوذ بالله من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون
فضل يكرر في الكلام ده لحد ما فوقت.. وقلي
_ انت اتأذيت كتير يبني بس الله المعين باذن الله هنقدر نعالجك
انا بعتني والدك عشان اعالجك وهو كان خايف تكون اتمسيت من القبر
سلم امرك لله ومتشلش هم وباذن الله هعالجك
..
في الوقت ده لقيت ابويا واخويا جيلي الجامع وابويا باس علي دماغي وقلي
_ سامحني الصدمة كانت شديدة عليا..حقك عليا يبني.. حقك عليا
رجعت معاهم البيت حاسس اني غريب وسطهم وواكتر حاجة كانت مديقاني
بصات الناس ليا.. واستمرت جلسات الشيخ معايا عشان يقدر يخرج من عليا الجن ويفك السحر
لكني سألته عن الشيخ اللي مات بسبب انه عالجني وكان رده عليا
_ الراجل ده كان بيعالج الاول بالسحر والعياظ بالله وقرر يتوب لكن الجن رفض وهدده كتير ومقابلته ليك ومحاولة معالجتك خلتهم انتقموا منه
الحياة بدأت تكون احسن.. بدأت ارجع زي الاول واحسن.. لكن
في يوم روحت زورت رامي اللي كان تعبان وعاوزني شوية.. روحتله
لقيت اماني بتصلي.. مش عوايدها بس ماشي
رامي اتكلم وقال
_ شايف اماني بتصلي وتدعي اتغيرت خالص عن الفترة الاخيرة.. بس انا حاسس انها مش طبيعية في حاجة غلط
عموما انت جاي من سكة بعيدة ومحتاج تريح.. ادخل اوضة الضيوف ونام شوية والدولاب في لبس ليا لو هتغير
..
دخلت عشان فعلاً كنت محتاج انام.. فتحت الدولاب وبطلع غيار وقعت صورة علي الارض.. لما دققت في الصورة كانت صورة مرات ايهاب
حسيت بصداع وفلاش بالك سريع عدي قدامي وكل حاجة اترتبت ورا بعضها صح
اماني كانت بتحب ايهاب وكانت عاوزة تتجوزه لكن هو مكنش بيحبها وعشان كده قررت تأذيه وعملت العمل لمراته ومن حظي المهبب اني لاقيته
والست اللي بتظهرلي بدأت اركز وافتكر الملامح المألوفة اللي هيا ملامح اماني
اماني هي اللي عيشتني في الرعب ده كله وخلتني ادفن صاحي.. اماني هي السبب .. جوايا بركان غضب طلعت للصالة وانا مقرر هعمل اي
لقيت اماني لسه علي ساجدة الصلاة بتدعي.. دخلت المطبخ جبت سكينة وانا متردد عن الفعل ده.. وبمجرد ما قامت مسكت السكينة ونزلت فيها ضرب وانا بقولها
_ دلوقتي افتكرتي ربنا.. أنتي السبب في كل حاجه حصلتلي جاية تتوبي بعد اي يا شيطانة
انتي مكانك في القبر مكاني.. مكانك مش في الدنيا
موتي.. موتي يا شيخة
..
رامي صرخ وجاي يجري عليا يشوف اللي حصل لمراته.. ومسكني ونزل ضرب فيا وهو بيقولي ليه
ليه كده يا صحبي.. عملتلك اي ليه كده؟!!
انا قتلتها ب20 طعنة وتستاهل اكتر.. شعور الامبالاة تمكن مني.. الناس اتلمت في ثواني واتقبض عليا.. محكتش حاجة عشان عارف انه محدش هيصدقني
أنا دلوقتي في السجن بكتب بدمعي رسالة لاهلي قبل ما انتحر.. قبل ما انهي حياتي بايدي
وكلها ساعة وهيلاقوني جثة.. مكنتش طمعان في اي حاجة غير اني اعيش مرتاح لكن للقدر رأي اخر.
تمت
محمود الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى