قصص

قصه لعبة حبيبة

قصة مستوحاة من احداث حقيقية
الجزء الأول
كنت في قمة السعادة بسبب انبهاري بنفسي، وده مش غرور، الافضل اسميها ثقة، لا، مش كفاية كلمة ثقة.. دي اول نقطة في هرم الثقة عند العبد لله.. ابتسمت لكلام عقلي وسيبته يتكلم اكتر ويديني جرعات تحفيز اعلى من اللي انا فيها، وده لما قالي.. ” حقك تفتح صدرك ع الاخر ياض يا “معاذ”، ماحدش جاب تقديرك في دفعتك، انت البريمو ياض”.. فضلت لفترة غير معلومة راكن راسي لورا، بفكر في ايام الكلية واجتهادي في دراستي بمجال الحاسبات والمعلومات، لدرجة ان زمايلي اوقات كانوا بيندهوني “بعبقرينو الدفعة”.. غمضت عيني مع تنهيدة طويلة، الاضواء الخفيفة الملونة باكتر من لون، واللي كانت ماليه المكان، كانت مساعداني على حالة الاسترخاء اللي انا كنت فيها، وده برغم وجود صوت الاجهزة العالي واللي عددهم مش قليل حواليا، لكن كل ده مش فارق معايا، لإن ده بالنسبة لي “روتين يومي”، وهو هو نفس الروتين اللي بيخلق حالة من التعود لكل حاجة بتحصل حواليا.
فضلت سرحان لحد ما حسيت بأيد على كتفي وسمعت صوت حد بيهمس جنبي:
ـ انا ماشي يا استاذ “معاذ” عشان اتأخرت على ماما.
رفعت راسي ببطء ولفيتها ناحية اللي كان بيتكلم، فتحت عيني بتركيز ورديت عليه بصوت واطي:
ـ هي الساعة كام معاك؟
فتح موبايله لثواني وبعدها قالي:
ـ الساعة 9 يا استاذ.
اضاءة “السايبر” الخفيفة، او زي ما بيقولوا عليه محل “البلايستشن”، ماكانتش حاجز عشان اشوف وش “عبدالرحمن” وهو بيتكلم بخجل، برغم انه في عمر الجموح والتحول الفجائي من افكار طفل، لافكار راجل لسه دقنه بتنبت، الا ان الولد ده مختلف.. هادي بطبعه وكلامه محسوب وعلاقاته كان بيدرسها من قبل يدخلها، تقريبا انا اقرب حد له، مش بس بحكم المودة اللي بيننا، لكن في سبب تاني مهم.. الجيرة اللي بتربطنا ببيت الحج “عبدالله”، حما اخته الست “ام حبيبة”، قطع سرحاني في تفاصيله خبطة قويه على الارض، اتنفض “عبد الرحمن” وهو قاعد، قرب مني ولزق فيا من خضته، لحظة واضاءة السايبر نورت والاصوات جواه عليت وكل واحد قاعد على جهاز سابه، الانظار كلها اتجهت ناحية صوت، والصوت ده كان جاي من عند زاوية من زوايا “السايبر”، وفي نفس الناحية، كان في كرسي واقع على الارض، وده تقريبا كان سبب الخبطة اللي سمعناها، كل اللي قاعدين سحبوا الكراسي ووقفوا، راحوا ناحية شابين كانوا واقفين قصاد بعض في تأهب وبيستعدوا لخناقة، قومت من مكاني عشان اعرف في ايه، بس وقفني “عبدالرحمن” وهو بيتهته في الكلام بعمر طفل خمس سنين، مش شاب صغير في بداية ال 17 سنة:
ـ رايح فين يا استاذ “معاذ”؟
بصتله باستغراب من سؤاله اللي مش في محله، وشاورت بايدي ناحية تجمع الشباب في السايبر:
ـ هكون رايح فين يا “عبدالرحمن”!.. ما انت شايف اللي بيحصل، هروح افهم في ايه.
رد عليه وهو لسه متبت في كف ايدي:
ـ دول شباب ضايعة مش من مستواك، سيبك منهم وماتقربش من مشاكلهم.
استغربت لتفكيره وكلامه، وطبطبت على ايده اللي كانت مكلبشه فيا:
ـ خليك انت هنا لحد ما اعرف في ايه وارجعلك.
قام من مكانه وساب ايدي، عدل من لبسه وهو بيستعد انه يمشي:
ـ اللي تشوفه حضرتك، انا همشي عشان الحق اروح لأختي قبل ما ارجع البيت.
ـ بلاش حضرتك دي يا”عبدالرحمن”، احنا بينا كام سنه يتعدوا ع الصوابع، غير اننا اصحاب.. ولا ايه؟
هز راسه مع ابتسامه خفيفه، في اللحظة دي اصوات الشباب عليت، فاترعش جسم عبدالرحمن رعشة خفيفه لكن ملحوظة، وبدون اي تعليق مشي ناحية باب السايبر، اما انا، ف روحت ناحية المشكلة اللي واضح انها ماكنتش هينة، واتأكدت من ده لما قربت وسمعت واحد من الشباب اللي بينهم الخناقة، بيقول للتاني وهو مقرب منه وعيونه حمره من شدة العصبية والغضب:
ـ يا ابن الكلب.. انا تعمل فيا كده؟.. وديني وما اعبد لاوريك يا “سيف”.
رد عليه بعصبية واحد الحق معاه، مش قلقان ولا حتى مهزوز من تهديداته.. وبكل هدوء وبرود خبطه على كتفه خبطات خفيفة:
ـ اتكلم على قدك وحياة ابوك، لادفنك مطرحك من قبل ما تنطق جملة زيادة.
كور الشاب قبضة ايده وبعزم مافيه وجهها لوش “سيف”:
ـ تدفن مين ياض يانجس؟.. بقى ليك عين تتكلم بعد اللي عملته!.. قال وانا اللي كنت مفكرك صاحبي وسري، تقوم تشهر بيا!!
حط “سيف” ايده على خده اللي خد عليه الضربة من صاحبه “ناصف”، وبقوة واحد بيدافع عن نفسه باتهامات باطلة، ده غير اهانته بالضرب قصاد اللي واقفين، رفع ايده ومسك صاحبه من ياقة قميصه وهو بيتنفس بتقل وصعوبة، لكن في اللحظة دي اتدخلوا الشباب اللي تقريبا كانوا بيتفرجوا وهم مستنين لما قتيل يتقتل عشان يفتكروا يفكوا الاشتباك، وكنت انا من الضمن.. مش ببرء نفسي، بس انا كنت مستني وعاوز افهم اسباب اللي بيحصل، وحقيقي ماكنتش متوقع ان المشكلة توصل للضرب ومد الايد، وفعلا.. دقايق وبعد صعوبة فكينا ما بينهم، وبعد ما بعدناهم عن بعض، صرخت بصوت عالي وقولت ل “سيف”:
ـ ممكن نفهم في ايه؟
رد عليا وهو بيبص ل “ناصف”:
ـ ما تسأل الحيوان ده اللي بيتهمني بحاجات ماعرفش عنها حاجة.
قام”ناصف” وكان رايح يضربه، اتكاتروا عليه الشباب ومسكوه، وساعتها اتكلم بعصبية:
ـ اللي يعمل عملتك يوطي بوزه في الارض ويخرس خالص.
بصلي وكمل كلامه وهو بيشاور ناحية “سيف”:
ـ البيه اللي عامل صاحبي وحامي اسراري، خد من على موبايلي الرسايل اللي بيني وبين البنت اللي هخطبها، ومش كده وبس.. ده هكر موبايلها وخد كل صورها وبعتها لكل اصحابنا، وبعدين انا ماحدش معاه الباسوورد بتاعي غيره، ااه ياندل، ده.. ده خلاني مااسواش حاجة قصاد اصحابنا وقصاد قرايبي، فضحني وفضحها ابن الكلب، وديني لاحبسه.
كل الموجودين بصوا لسيف بنظرات ضيق واشمئزاز، حكموا عليه بالادانة الفورية حتى من قبل ما يسمعوا دفاعه عن نفسه، وكان معنى نظراتهم اللي بتنطق من غير كلام “الا اعراض البنات والشرف، دي حاجة مافيهاش نقاش”.. الصمت استمر لدقايق مع تبادل نظرات عيونهم ناحية سيف، وفي المقابل بص هو حواليه، ناحية عيون الشباب المتجهة ناحيته، بلع ريقه واتكلم بقلق وهو بيحاول يرفع عن نفسه التهمة:
ـ والله العظيم ما عملت كده، مش عشان هو صاحبي وبس، لا، عشان لا اخلاقي ولا تربيتي يسمحولي ان اعمل حاجة زي دي، غير اني ماليش في جو الالكترونيات ده ولا حتى ليا في وسائل التواصل.
فضلنا اكتر من نص ساعة في جدال ومناقشات، ولحظات من الاهانة والعصبية لحد ما حسيت بالتعب، ف استأذنت ان امشي بعد ماانتهى الحوار علة ان الموبايلات حصلها تهكير، من “سيف” بقى او من غيره، مش ده المهم.. الاهم ان الحكاية اتقلبت لفضيحة كبيرة هتحكي عنها الحارة شهر قدام، وكمان هتبقى تريند للشهر الجاي.
خرجت من السايبر اللي كان على ناصية الحارة اللي ساكن فيها، الدنيا كانت هادية، ومع بداية نسمة الخريف.. الجو كان بيحكم على اهل الحارة بالليل، انهم يقعدوا جوه بيوتهم ويقفلوا عليهم الابواب والشبابيك، وده بعد ما تعب اليوم بيحل على اجسامهم، فببتحول الحارة لحالة من سكون، مايتسمعش فيها غير اصوات كلاب الشوارع اللي مالهاش مأوى.
وصلت للعمارة اللي فيها شقتي، عمارة قديمة زي باقي عمارات وبيوت الحارة، بس سكن يصلح للمعيشة، وصلت قصاد الشقة اللي في الدور التالت، فتحت الباب بهدوء عشان ماقلقش امي اللي اكيد نايمة، بعد كده دخلت بنفس الهدوء، وبعد ما تفحصت الشقة بنظرات سريعة، وزي ما اتوقعت.. لقيت ان النور كان مطفي والسكون سيد المكان.
اتعدلت وقفلت الباب ورجعت اتسحبت ناحية اوضتي ودخلتها، روحت ناحية السرير ورمين نفسي عليه، خدت لحظات على وضعي وانا بفكر في اكتر من حاجة مافيش ما بينهم ترابط، لحد ما فجأة سمعت صوت صرخة عالية!.. اتوترت وعقدت حواجبي، ركزت ناحية الصوت، لكن فجأة اتوترت بفزع بعد ما رجع الصوت يتكرر، صرخة تانية وتالتة، بس ده مش صوت حد عنده مشكلة او خناقة مثلا، زي ما اوقات بيحصل جوه الحارة، لا.. دي صرخة من واحدة ست، صرخة بخوف ومعاها طلب للنجدة، برقت عيني للسقف لمدة ثانية اواقل، تفكيري وقف، ومعاه الصوت هو كمان.. سكت، قلقي زاد اكتر بسبب الصمت الغريب اللي ورا الصرخات المجهولة دي.
اتعدلت وقعدت على طرف السرير، وبدون تردد قومت وروحت ناحية بلكونة اوضتي، فتحتها وخرجت بره، حسيت بلسعة برد خفيفة سببها تيار هوا غريب، وقفت عند سور البلكونة وسندت عليه كفوف ايدي، ماكنش في حاجة ولا في حد ماشي في الشارع، اتنهدت بعمق ونزلت ايدي من على السور عشان ارجع اوضتي، وفي لحظة ما بلف بجسمي، لمحت بطرف عيني حاجة غريبة، البيت اللي قصادنا فيه حاجة مش طبيعية، او غير معتاد رؤيتها بالنسبالي، وبالتحديد اكتر في بلكونة الدور التاني، ضوء قوي ولونه غريب خارج من فتحات شيش البلكونة، ضيقت عيني وركزت اكتر، كان الضوء بينور باللون الاحمر للحظة، وفي اللحظة اللي بعدها يطفي، ولحظة ما بينور بلمح حد خياله واقف ورا باب البلكونة، خد واقف جوه الاوضة.. لا والاغرب ان في الدقايق دي، ايا كان عددها، اللي واقف او الضل ده ماكنش بيتحرك من مكانه، ولو هوصف احساسي بدقة.. فانا حسيت اننا واقفين قصاد بعض، زي ما انا مركز معاه وفي وقفته، هو كمان بيبادلني نفس التركيز والنظرات، وبرغم اختفائه ورا شيش البلكونة وجهلي بملامحه وهويته، لكن كان التخمين الوحيد اللي هديت بيه قلقي، انه واحد من اهل البيت.. ما هو احيانا المجهول بيوصلنا لحالة من التشتيت والخوف الغير مبرر والغير معروف مصدره، وعشان انهي حاجة مش فاهم لها معنى، ده غير طبعا ان اللي بعمله ده في عرف الخلق، تجسس على الجيران.. رجعت بضهري لورا وانا عيني متوجهه ناحية بلكونة الجيران، لحد ما اتخبطت في باب بلكونة اوضتي، دخلت بسرعة وقفلته.. حاولت اشتت تركيزي في اللي شوفته بأي حاجة، بصيت في ساعتي اللي كانت قربت 11ونص، بعد كده بصيت ناحية اللاب توب بتاعي وافتكرت الشغل المهم اللي ورايا، وساعتها قولت مع نفسي “اغير هدومي والحق اخلصه قبل ما انام”.
وماخدتش دقايق وبعدهم قعدت على السرير وخرجت اللاب توب عشان ابدأ شغل، بس واضح ان الليل واحداثه فرض نفسه وبقوة، هروبي للشغل اتقطع بحاجة جديدة، خبط شديد على باب بيت في الشارع، ومن قرب الصوت.. فهمت انه على باب حد قريب من بيتي، ده اذا ماكنش في العمارة اللي قصادنا.. المرة دي نيمت فضولي وخدرته، ماهتمتش لا بخبط في وقت متأخر ولا غيره، جملة “انا مالي” على قد ماهي قمة السلبية، بس اوقات بيبقى ليها مذاق خاص بيوصل لراحة العقل والذهن بطريقة رهيبة، وبعد ما قولت لنفسي الجُملة دي، رجعت اكمل اللي بدأته، واللي اتقطع للمرة التانية لما باب اوضتي اتفتح، اتفزعت من مكاني لان ده من النادر لما بيحصل، واللي قلقني اكتر لما لقيتها امي.. دخلت وهي ملامحها قلقانة ومتوترة على غير عادتها، قربت ووقفت قصادي من غير ما تتكلم، وبحركة سريعة لفت وشها ناحية البلكونة اللي كانت مقفوله، ورجعت بصتلي وقالتلي بقلق:
ـ كويس انك صاحي، البس هدومك وتعالى بسرعة، انا مستنياك بره.
ـ خير يا ماما.. ارجوكي ما تقوليليش اننا هننزل الشارع في الوقت ده؟
طبعا فهمت اللي في دماغي، امي وحافظة طبعي، وعشان كده ردت عليا بكلام الست المصرية الاصيلة:
ـ ياحبيبي الجيران لبعضيها، بيت الحاج “عبدالله” مقلوب، انا صحيت من نومي على صوت صراخ حريمه.
ـ حضرتك فاتك كتير، اللي بيحصل عندهم في جزء مالحقتهوش.
وطبعا كنت اقصد التكسير اللي كان على الباب قبل صوت الستات.
ـ انت بتقول ايه؟.. مش فاهمه!
ـ مش مهم يا ست الكل.. ماتشغليش بالك بيهم.
ردت عليا وهي بتخرج من الاوضة:
ـ دقيقة وتحصلني، واضح ان عندهم مشكلة كبيرة، انا هروحلهم لايكونوا محتاجين حاجة.
خرجت امي وقفلت الباب، بصيت ناحية البلكونة وكان صوت الصراخ بيزيد، اتنهدت ورفعت كفوف ايدي وفركت بيهم وشي، كنت بأكد لنفسي اني صاحي وان ده مش حلم دمه تقيل وانا طرف من اطرافه، قومت من مكاني، لبست حاجة تقيلة وخرجت لأمي، بصتلي بدون ما تتكلم معايا وراحت ناحية باب الشقة، فتحته وشاورتلي عشان احصلها، وفعلا.. خرجنا من البيت في اتجاه البيت اللي قصادنا، بيت ولاد الحج عبدالله، لكن ساعتها لاحظت وبمجرد خروجي من بيتنا، ان مش احنا بس اللي انتبهنا للي بيحصل، وده لما لمحت معظم سكان الشارع واقفين في بلكوناتهم وبيبصوا بتركيز ناحية البيت، في محاولة منهم لفهم سبب اللي بيحصل.. وبمجرد ما وصلنا البيت، بصيت لأمي باستغراب، الباب كان مفتوح على اخره وده مؤشر مايطمنش، وقفنا قصاد السلم اللي بيطلع للدور التاني، واللي كان جاي من ناحيته صوت ستات بتص*رخ، سبقتني امي بخطوات، والخطوات اللي فرقت بيني وبينها، خلتها وصلت للشقة قبلي، بس في حاجة غريبة.. امي وقفت قصاد باب الشقة المفتوح وماتحركتش من مكانها، عيونها برقت واتفتحت على اخرها، وده خلاني اتأكد ان في كارثة جوه الشقة، من قبل حتى ما اشوف بعيني، بس تخميناتي والتعقيب عليها بكلمة كارثة، يعتبر ظلم للي شوفته بعيني بعد ما وصلت قصاد شقة الدور التاني، اللي شوفته هو الفزع بعينه، فزع مُتجسد في جثت*ين ممددين على الارض!.. وقفت مذهول من المنظر اللي قصادي، واللي كان وصفه كالتالي.. عفش الصالة مش في مكانه، ما اقصدش انه اختفى، لا.. بالمعنى الحرفي مقلوب، كراسي الصالون اللي عاوز رجاله تشدها مقلوبه على وشها، والسجاد متشال ومتبهدل، وفي اوراق كتير متقطعة ومحدوفه في اركان الصالة، حتى ستارة البلكونة نصها واقع.. ولحظة ما بصيت للستارة والبلكونة، افتكرت الشخص اللي كان واقف من شوية وراها، وساعتها خطر في بالي سؤال” معقولة يكون له يد في اللي حصل”.. وفي لحظة سؤالي لنفسي، قطع تركيزي اللي اهم من عفش متكسر او غيره.. صراخ الستات اللي حاضنين بناتهم وبيبكوا، وجثث البنات اللي سايحين في د*مهم على الارض، واحده منهم كان نازل د*م على كف ايدها بعد ما شُريانها اتق*طع، قربت منها.. كانت “حبيبة”، انا اعرفها كويس، دي بنت صغيرة في 3 اعدادي وتبقى بنت اخت “عبدالرحمن”، والجثة التانية بعيدة عنها بمسافة، كانت في نهاية الطرقة اللي بتودي لاخر الشقة.. روحت ناحيتها، وبشوية تركيز عرفتها، كانت صاحبة حبيبة واهلها جيراننا في الحارة، البنت عيونها مبرقة ونازل من بوقها مادة لونها ابيض، وعلى هدومها اثار دم، بس من غير اي جروح، ولما دققت النظر فيها، لمحت عرق رقبتها بينبض وصدرها بينزل ويطلع.. وده معناه انها عايشة ولسه فيها الروح، وعند ملاحظتي دي صرخت بعلو صوتي..
ـ حد معاه تليفون، عاوز اتصل بالاسعاف بسرعة.
ماحدش رد عليا، كل اللي موجودين كانوا في حالة غريبة، حالة تعدي مجرد احساس بالحزن، اقدر اقول انها مفاجأة من الوضع اللي فيه بناتهم، لدرجة انهم مش سامعين حد غير صرخات صحت كل اللي نايمين جوه بيوتهم، بس وقتها في رد جالي من صوت واحدة بتصرخ، ماكانتش موجوده معانا في الصالة.. لفيت وشي بتوتر بين اللي قاعدين على الارض، وبعدها بصيت شمال ويمين، لحد ما لمحت “عبدالرحمن” بيبصلي وبيقوم من جنب اخته، وفهمت من نظراته كده اني اجي معاه عشان يوصلني للست اللي بتصرخ، او بمعنى اصح بتستنجد بأي حد يلحقها وهي بتقول “الحقوا بنتي”.. مشيت ورا عبد الرحمن بخطوات سريعة، دخل اوضة في اخر الشقة، وصلت عندها ووقفت على بابها، ومن اللي شوفته واضح ان الليلة لسه مفاجأتها المرعبة مش هتخلص، الست اللي كانت بتص*رخ من سكان الحارة، كانت قاعدة في زاوية من زاويا الاوضة جنب بنت من نفس عمر البنات اللي في الصالة، صاحبتهم وفي نفس السنة الدراسية، بس الوضع كان مختلف ومريب في نفس الوقت، البنت كانت فايقه بالمعنى الحرفي، قاعدة وضامة رجلها عليها وجسمها بيترعش، لا والاغرب، واللي خلاني اترعبت، اني لمحت البنت ماسكة في ايدها سك*ين، والسكينة دي كان على حرفها دم!
التحليل اللي جه في بالي وطبيعي ييجي في ذهن اي حد يشوف المنظر، ان البنت دي ممكن تكون سبب مباشر او حتى غير مباشر، في الكارثة اللي بره.. بس ازاي غير مباشر؟!.. ده سؤال من ضمن بركان الاسئلة اللي انفجر جوه عقلي، وفي لحظة، لمحت جنب البنت تليفون.. قربت منه وبدون ما امسكه لمحت انه مفصول، ومش بس كده.. دي شاشته كانت متشققه ومتكسره، وكأن سرطان وضرب فيها.. وقتها شتت انتباهي صوت “عبدالرحمن” لما قرب مني وقالي:
ـ انا مش فاهم في ايه يا استاذ معاذ.
ماردتش على كلامه بأي توضيح، وده بسبب ان حالي ما يقلش عن حاله، استغراب وذهول، لفيت وشي ناحيته وسألته بلهفة:
ـ جوز اختك فين؟.. فين ابو حبيبة؟
رد وقالي:
ـ مش عارف، بس مش موجود في البيت.
بعد ما خلص جملته سمعنا صوت رجولي بيتكلم بعصبية، كان في حد بيزعق بره، ولما لفيت عشان اخرج من الاوضة، وقفني صوت صرخة الست اللي في الاوضة، فرجعت لفيت وشي ناحيتها، البنت اللي كانت فايقة من ثواني، بوقها كان بينزل منه سيل وخط لونه اسود، سيل غزير لدرجة ان نزلت قطراته على هدومها، وفجأة، البنت اتهزت هزة خفيفة ومالت بجسمها على الجنب، ووقعت ممددة على الارض بنفس الوضع اللي كانت قاعدة بيه من لحظات!
كده التلات بنات تقريبا بقوا في عداد الاموات، طب ايه السبب، ماحدش فاهم!.. قطع نظراتي اللي كانت متثبتة على البنت وامها، صوت الراجل اللي كان مستمر في صراخه في الصالة، ساعتها خرجت بسرعة عشان استجمع تركيزي واعمل اي حاجة، او الحق انقذ ما يمكن انقاذه، واول خرجت، لاحظت ان الوضع كان زي ما سيبته من دقايق، بأستثناء لمة مجموعة من اهل الحارة اللي جم على الاصوات، واللي كانوا واقفين مذهولين هم كمان، من اللي شايفينه، وفي وسطهم، كان واقف الراجل اللي بيزعق، ابو حبيبة.
بصيتله وهو بيبص لمراته وبيقولها:
ـ انتي كنتي فين لما كل ده حصل؟
مراته كانت حاضنه بنتها ومابتردش عليه، روحت ناحيته وقولتله:
ـ مش وقت اسئله واجوبه يا ابو حبيبه، عاوزين دلوقتي بس نكلم الاسعاف ضروري عشان نلحق البنات دي.
بصلي وعقد حواجبه، واضح من نظراته ناحيتي ان كلامي ماعجبوش، واللي اكد احساسي انه قالي:
ـ بتقول ايه يا معاذ؟.. لو اتصلت بالاسعاف الحوار هيكبر، وهلاقي الحكومة جاية وراهم.
استغربت من كلامه وسألته:
ـ اصلًا!.. هو حضرتك مش هتكلم الشرطة؟.. ده امر لابد منه، اومال هتسيب الموضوع كده من غير ما تفهم سبب اللي حصل للبنات!
ماردش عليا، لف وشه ناحية مراته وقالها بغضب شديد:
ـ اوعي عشان انزل البت العربية، وخلي الستات ينزلوا بناتهم ويكلموا اجوازهم.
وفعلا.. الراجل عمل اللي كان في دماغه، وبعد ما نزلوا البنات عربيته وطلع بيهم على اقرب مستشفى، لكن مع وصولهم للمستشفى، كل اللي قاله ابو حبيبه ومحاولاته انه يغطي ع اللي حصل، اتبخر في الهوا.. وده لان سجلات المستشفى اتفتحت وخدوا بيناناتهم وسبب دخولهم الطوارئ، وطبعا اتقال بالمختصر كده حال البنات، وبسبب الحالة اللي كانوا فيها، وفي ثانية، الدنيا اتقلبت، واول حاجة عملها دكتور الطوارئ، انه بص للممرض اللي كان جنبه وقاله بقلق:
ـ اتصل حالا بقسم الشرطة، بلغهم ان في مصابين دخلوا المستشفى وان في اشتباه في جريمة قت*ل.
ابو البنت كان مذهول من اللي قاله الدكتور، ماكنش متوقع او ماكنش عاوز ان ده يحصل، هو كان عاوز الحكاية زي ما بدأت جوه شقته، تنتهي برضه عند شقته، طب ايه السبب ماعرفش.. بس الموضوع خرج من ايده وكأن امر ونفذ، خاصة لما اتأكد الدكتور ان بنته في حالة حرجة جدا، والبنتين اصحابها، دخلوا العناية المركزة في حالة غيبوبة كاملة، والحقيقة ان ماعداش وقت ولقينا واحد داخل علينا بلبس عادي، بص بنظرات غير عادية، وبدون اي توقعات عشان اعرف هويته، فهمت ان ده ظابط من قسم الشرطة. بعد كده قرب مننا وسألنا وهو بيتفحص وشوشنا:
ـ مين اهالي البنات اللي دخلوا من شوية المستشفى؟
بصوا لبعض وكل واحد فيهم مستني التاني يرد، لحد ما رجع الظابط يكرر سؤاله بس بشكل مختلف:
ـ جرى ايه؟.. هو ماحدش منكوا له صلة قرابه بالبنات؟
ردت عليه ام “مروة”، البنت اللي كانت ماسكة الس*كين :
ـ لا لا حضرتك.. احنا اهالي البنات.
قاطع كلامها صوت ابو البنت التانية واللي كان اسمها “اسماء”:
ـ الحالة اللي فيها بناتنا مخليانا معدومين التركيز، وده السبب اللي مخلينا مش عارفين نتكلم مع حضرتك او نرد عليك.
ـ لا انا عاوزكوا تركزوا معايا، ومش بس كده.. انا عاوزكوا كمان تجاوبوا على كل اسئلتي.
بعد ما الظابط قالهم كده، رجعوا يبصوا لبعض بقلق، وقبل ما واحد منهم يرد، سمعنا صوت خطوات جايه ناحيتنا لحد ما وقفت قريب مننا، وده كان الدكتور اللي باشر حالات البنات من وقت دخولهم المستشفى.. قرب مننا اتكلم ووجه كلامه لاهالي البنات:
ـ اسفين لحضراتكم، وجودكم هنا مالوش لازمة، غير انه هيعمل قلق للمرضى اللي موجودين في المستشفى، ولادكوا دلوقتي في غيبوبة، يعني مش حاسين بيكوا ولا انتوا تقدروا تشوفوهم، فالافضل للجميع انكوا ترجعوا بيوتكوا، واي جديد هنبلغكم بيه.
بصوا للدكتور بأعتراض على كلامه، وقبل ما يترجموا نظراتهم لكلمات رفض، اتكلم الظابط وقال للدكتور:
ـ في كل الاحوال هم لازم يخرجوا معايا بره المستشفى.
قاطعه واحد من اهالي البنات:
ـ هنخرج معاك نروح فين يا حضرة الظابط؟.. وازاي نسيب بناتنا وهم في الحالة دي؟
رد عليه الظابط:
ـ ما هو كلام الدكتور كان واضح، وجودكم هنا لا هيقدم ولا هيأخر، مش اكتر من قلق ع الفاضي، اما بخصوص هتروحوا فين، فاحنا هنروح كلنا للبيت اللي حصل فيه الحادث عشان المعاينة، كفاية ان ماحدش بلغنا اول ما اكتشفتوا اللي حصل لبناتكم، دي.. دي لوحدها جريمة.
وبمجرد ما قال الظابط اخر جملة، بصيت لابو حبيبة، هو السبب الرئيسي في اللي اتقال، وفي المقابل، هو كمان بص ناحيتي وكأنه فاهم معنى نظراتي، لكن النظرات ماكنش منها فايدة، احنا في النهاية استسلمنا لقرار الظابط ومن قبله الدكتور، ورجعنا على الحارة اللي كان معظم سكانها صاحيين بسبب اللي حصل، دخلنا البيت وسط مجموعة من امناء الشرطة ومعاهم الظابط، واول حاجة قابلها الظابط، كانت الشقة اللي في الدور الارضي، ودي اللي كانت ساكنة فيها ام ” ماهر عبدالله” ابو “حبيبة”، بص الظابط لماهر وقاله:
ـ افتح لي الشقة دي.
عقد حواجبه بضيق وقاله:
ـ الشقة مافيهاش غير امي، ودي ست كبيرة في السن وصحتها على قدها، اكيد ماعندهاش علم باللي حصل في البيت.
وقبل ما الظابط يرد، اتفتح باب الشقة بهدوء وخرجت من وراه الحجه “ام ماهر”، لف الظابط وشه ناحيتها وقالها:
ـ اسفين يا حاجة، انا بس عاوز اسألك على حاجة كده.. ده يعني لو الكلام مش هيتعبك.
ردت عليه وهي بتبص في وشوش اللي واقفين:
ـ لا يا ابني اسأل براحتك، مافيش تعب ولا حاجة.
بس قبل ما يتكلم الظابط، بصت ناحية مرات ابنها ووجهتلها باقي الحوار:
ـ بت يا “ثريا”.. عارفه لو ما ربتيش عيالك، هطلع الشقة عندي واربيهم بنفسي من اول وجديد.
ورجعت لفت وشها للظابط وابنها اللي كان واقف جنبه وكملت كلامها، الكلام اللي في الاساس اجابة لأسئلة الظابط اللي كان هيقولها، بالبلدي كده “ريحت الموضوع وجابت من الاخر”:
ـ انا ماعرفتش انام منهم، من اول الليل ويادوب خدت علاجي وكنت بغمض عيني، اقوم ايه، اقوم الاقيلك بهايم بتجري فوق راسي، وياريت على جريهم وبس، ده غير الحاجات اللي كانت بتقع وبتتكسر فوق نافوخي، لا والشياطين كان كل جريهم بصراخ وزعيق.
ضيقت عينها وبصت لابنها اللي كان مصدوم من كلام امه..
“يتبع”
ضيقت عينها وبصت لابنها اللي كان مصدوم من كلام امه:
ـ حتى انت يا شايب ياعايب، كنت سامعه صوتك وانت بتصرخ في عيالك وهم بيجروا زي المجانين، طب هم وعيال.. اما انت يا شحط، بتجري وراهم ليه؟
حطيت ايدي على بوقي، اللي هو “شر البلية ما يضحك”.. “ام ماهر” لبست ابنها في مصيبة من غير ما تحس وسلمته تسليم اهالي، وده بعد ما بص الظابط لابو حبيبة نظرة صقر كانت هتقسمه نصين، ونفس النظرات كانت من اهالي البنات، خاصة انه كان ممانع وبشدة ان حد يتصل بالشرطة، الراجل راح في ستين داهيه، وقتها اتكلمت مع نفسي وقولت في سري.. “ياريتك ما كنتي اتكلمتي يا حجه”، بس في اللحظة دي اتكلم ماهر بلهفة وتوتر وقال للظابط:
ـ والله العظيم انا كنت بره البيت، حتى اسألوا “عبدالرحمن” اخو مراتي، هو اللي اتصل بيا عشان اجي.
خلص جملته ولف وشه ناحية امه وقالها:
ـ ادخلي يا حجه كملي نومك، ادخلي ياامه ربنا يكرمك، انا كده على ايدك هروح اللومان.
اتكلم الظابط اللي قطع الحوار الغريب ده بين ماهر وامه:
ـ فين مرات ماهر واخوها؟
رد عليه عبد الرحمن واخته من بين اللي واقفين، وبعد ردهم سألهم:
ـ هو ماهر ماكنش موجود وقت ما اكتشفتوا اللي حصل للبنات؟
ف ردوا الاتنين في نفس واحد:
ـ لا ماكنش موجود.
واكد عبد الرحمن كلام نسيبه، بانه فعلا اتصل وجابه من مكان شغله عشان يلحقهم، بس يفضل السؤال قائم في ذهني، مين اللي اتكلم بصوت رجولي في الشقة؟.. وقتها ربطت كلام ام ماهر بحوار الصوت اللي سمعته، مع الضل اللي كان واقف ورا شيش البلكونة، وده مالوش الا معنى واحد، ان كان في حد فعلا جوه الشقة مع البنات، وتقريبا هو ده الاقرب للتفسير المعقول.. ايوه كان في حد وهو السبب ورا اللي حصل للبنات، بس جت في بالي حاجة مهمة اوي خلتني نطقت بدون اي ترتيب:
ـ في واحده من البنات كانت ماسكة في ايدها سكينة لما دخلنا الشقة.
الانظار اتوجهت ناحيتي، ومن ضمنهم الظابط اللي سألني:
ـ وانت بقى تبقى مين؟
رديت عليه بشوية توتر:
ـ انا “معاذ” جار الحج عبدالله، انا ووالدتي اول ناس في الحارة جم البيت، واحنا طبعًا حينا لما سمعنا صرخات الستات.
طبعا بكلامي ده، كنت لقطة بالنسبة للظابط، بصلي وكأن انا اللي عندي حل المشكلة كلها، واسباب وخيوط الموضوع في ايدي، وقبل ما يسألني في اي حاجة، طلع شقة الدور التاني اللي كان فيها البنات، و “ماهر” طلع وراه… لكننا بعد ما دخلنا الشقة، طلب الظابط ان ماحدش يقرب من حاجة فيها، وبعد كده بص للمنظر اللي سيبناه قبل خروجنا بالبنات، ماكنش في جديد او تغيير، خد الظابط “السكينة والموبايل اللي كان مكسور”.. ومسكه للحظات، بعدهم سأل اللي كانوا واقفين:
ـ الموبايل ده يخص انهي واحدة من البنات؟
اتكلمت ام “مروة” بأن الموبايل ده يخص بنتها، فسألها الظابط باستغراب:
ـ في واحدة تدي بنتها موبايل على حالته دي؟!
ردت وهي بتهز راسها بالنفي:
ـ الموبايل لسه ابوها مشتريه من شهر، كانت فرحانة بيه ومستحيل تكسره، انا حتى فضلت اتصل عليها عشان اعرف سبب تأخيرها بس ماردتش، وده اللي خلاني قلقت عليها لما فضلت عند حبيبة للوقت ده، وقلقت اكتر لما لقيت التليفون مغلق، فروحت لجارتي ام اسماء وسألتها اذا كانت بنتها رجعت ولا لا، ف قالت ان اسماء هي كمان مارجعتش، ولما قلقنا على بناتنا، جينا على بيت الحج “عبدالله” وفضلنا لخبط لوقت طويل.. ولما ماحدش رد، قلقنا اكتر، لحد ما نزلت سلفة ام حبيبة اللي ساكنة في الدور التالت وفتحت لنا الباب، بعد كده خبطنا على الشقة بس ماحدش من البنات رد، ف نزلت من فوق ام حبيبة وفتحت باب الشقة بمفتاحها، واول ما فتحت، شوفنا اللي خلانا هنموت من الخضة واحنا واقفين، والباقي بقى حضرتك عارفة.
لف الظابط وشه ناحية ام حبيبه وسألها:
ـ يعني ماكنتيش موجوده في شقتك وقت اللي حصل مع البنات؟
ردت عليه بحزن:
ـ ياريتني كنت موجوده، ماكنش جرا اللي جرا، اللي حصل، ان على الساعة 9 وربع تقريبا، جه “عبدالرحمن” اخويا الصغير، وبعد ما دخل الشقة وقعد، خرج من جيبه فلاشه وقالي:
ـ بقولك ايه يا “ثريا”، انا حملت على الفلاشة فيلم رعب انما ايه، هيعجبك اوي، تعالي نشغله ونتفرج عليه سوا.
ردت عليه حبيبه:
ـ اتفرجوا براحتكم يا عبدالرحمن، بس بره الشقة.
استغربت للي قالته، فسألتها:
ـ ليه بقى يا ست حبيبه؟
ـ عشان اصحابي جايين دلوقتي، اصل احنا مطلوب مننا اننا نعمل ابحاث ونسلمها قبل الامتحانات، ولو اتفرجت معاكم مش هعمل حاجة.
وقتها قولت احسن حاجة اكلم سلفتي، وفعلا.. اتصلت عليها وقولتلها اننا هنيجي نسهر معاها انا والعيال واخويا، ف وافقت واتبسطت، خصوصا ان جوزها مسافر، بعدها سيبنا الشقة لحبيبة واصحابها وطلعنا شقة سلفتي، ويمكن بسبب صوت التلفزيون العالي ماسمعتش ولا انتبهت لاي حاجة من اللي حكتها حماتي.
وبعد ما خلصت ام حبيبة كلامها، فضل سؤال، وده اللي قاله الظابط لام مروة:
ـ طب انا اللي عرفته ان بنتك كانت ماسكه سكينة في ايدها، يعني ممكن تكون أذت اصحابها بشكل من الاشكال.
ـ شكل ايه بس حضرتك، البنات اصحاب من وقت ما كانوا في حضانة، وطلعوا مع بعض لحد ما هم دلوقتي في اعدادي، لا لا لا.. دي بنتي وانا عارفاها، مستحيل تأذيهم.
وبعد ما الست جاوبت، قضى الظابط باقي الليل في اسئلة بيحاول من خلالها يوصل لحاجة، خاصة ان مافيش مدخل يثبت منه ان اللي حصل للبنات، فيه شبهة سرقة او قتل، ماحدش اصلا دخل او خرج من البيت اللي بابه زي الداهيه ومابيتفتحش بسهوله، وهنا رجع السؤال يلح جوه عقلي من تاني.. “اومال اللي شوفته ده يبقى مين؟”.. كنت في قمة التردد ما بين ان اقول اللي شوفته، وبين اني اسكت لادخل في حوار طويل ويا عالم هيخلص على ايه، وفضلت كده لحد ما النهار قرب يطلع، وساعتها كان قفل الظابط الشقة وطلب من الموجودين انهم يخرجوا منها، وبعد خروجنا، نزلنا وخرجنا من البيت وكل واحد راح لشقته، اما انا بقى، فانا ما صدقت وصلت للشقة ودخلت اوضتي، لكن قبل دخولي، طلبت من امي انها تسيبني لحد ما اصحى لوحدي وماتصحينيش مهما حصل.
قعدت على السرير ورجعت بضهري لورا، رجعت شريط الساعات اللي فاتت في محاولة ربط الامور ببعضها لعل وعسى افهم حاجة، بس قطع تفكيري صوت اشعار على موبايلي، فتحت الموبايل عشان اتفاجئ ان بدل الاشعار خمسة او ستة، كلهم بيأكدوا ان حصل عندي كارثة كبيرة، والكارثة دي كانت بأختصار كده.. ” تم اختراق حساباتك الشخصية”.. سحبت اللاب توب من جنبي، كنت في حالة رعب، وده مش معناه قلق على حاجات شخصية هتتسرق، انا الاهم عندي ان الداتا اللي متحملة والخاصة بشغل الشركة، ماتتلمسش، دي لو حصلها حاجة اكيد هترفد، لا، كلمر الرفد دي حاجة بسيطة، ده انا ممكن اروح السجن، بس اتفاجئت ان كل الشغل موجود وتمام، فضلت اقلب في الملفات، كانت زي ماهي، حمدت ربنا ورجعت لورا وبصيت قصادي.. “اومال الاشعار اللي جالي مقصود بيه ايه؟”.
ومن التعب وضغط التفكير، فردت ضهري ونمت، وفضلت نايم لحد ما صحيت بعد الضهر على اصوات عالية تحت البيت، خرجت البلكونة، وزي ما توقعت في الليلة اللي فاتت، موضوع فضيحة “سيف وصور خطيبته” ده غير اللي حصل للبنات، كانت مواضيع بيتكلم عنهم القريب والغريب، رجعت اوضتي عشان اخرج اطمن على امي، بس وقتها، تليفوني رن، مسكت عشان اعرف اللي بيتصل، كان “علي”، صاحبي، رديت عليه، وبعد نقاش في احداث امبارح قالي:
ـ انا عرفت ان في عيل في الشارع اللي ورانا، لقوه هو التاني واقع في اوضته ومش بيتحرك، ده غير ان الواد “سعيد”، اتقفلت كل حساباته الشخصية، وماحدش فاهم السبب.
قفلت معاه المكالمة من غير ما نوصل لاجابة محددة، ورا كل اللي بيحصل ده؟
والحقيقة ان اليوم عدا اليوم من غير ما الاقي اجابة، لحد ما قربت الساعة على نص الليل، في الوقت، وفجأة كده، سمعت جرس باب الشقة وهو بيرن، ومن بعده سمعت خطوات امي رايحة ناحية الباب، وبعد ما فتحته سمعت صوت واحدة بتقولها:
ـ الحقيني يا خالتي ام معاذ.
خرجت من اوضتي، كانت ام حبيبة، ملامحها كانت قلقانه ووشها مخطوف، شاورت لي امي استنى لحظات وهترجع، وفعلا.. خرجت امي مع الست وتابعتهم من البلكونة لحد ما دخلوا البيت، دقايق وسمعت اصوات عالية خارجة من شقة الدور التاني، الصوت اختلط ببكا اطفال، وقتها فكرت ان انزل من البيت واروحلهم، بس اديت لنفسي دقايق وبعدها القرار اللي هاخده هنفذه بدون تردد، بس قبل اي قرار وتنفيذه، لمحت امي خارجة من البيت، بصت حواليها بتوتر ورفعت وشها ناحيتي، ثواني وكان باب الشقة بيتفتح ودخلت امي، راحت ناحية الكنبة وهي بتاخد نفسها بالعافية.. فضلت ساكته للحظات وانا قصادها مستنيها تفهمني ايه اللي حصل، لحد ما لفت وشها ناحيتي وقالتلي:
ـ اللي بيحصل ده حاجة ماتتصدقش.
رفعت حاجبي باستغراب:
ـ طيب ما تقولي الحاجة الاول، وبعدها ييجي حكمك اذا كنت هصدقها ولا لا.
رجعت ضهرها لورا وهي بتبلع ريقها:
ـ انا ثريا خدتني على شقتها.
ـ تقصدي اللي الظابط قفلها؟!
ردت بضيق:
ـ ايوه هي، وسيبني اكمل، اللي فهمته منها انهم كانوا قاعدين في شقة سلفتها، بس نزل ابنها الصغير، الواد “عبدالله” عشان يجيب كتبه من شقتهم، وبس كده.
ـ هو ايه اللي بس كده.. ما تكملي يا امه؟!
ـ اقصد ان نزوله كان بلوة، اصل لما لما دخلت الشقة، شوفت الواد قاعد في ركن وبيترعش، وشه كان خايف من حاجة، بس ساعتها امه قعدت جنبه وفضلت تهز فيه، وبرضه ما نطقش، عينه كانت مبرقه ناحية باب اوضة قصده، مابتحودش لا شمال ولا يمين، قربت منه وفضلت اكلمه، بس برضه فضل على حاله، ولما امه عيطت، لف وشه ناحيتها ورفع ايده وهو بيشاور ناحية باب الاوضة، بصيت انا وثريا مكان ما بيشاور، ماكنش في حاجة، مافيش غير الباب اللي كان متوارب، وساعتها اتكلم الواد بخوف:
ـ انا شوفته يا ماما، شوفت الراجل كان واقف ورا الباب وبيبص عليا.
شدت ثريا ابنها في حضنها وكملت عياط، بس انا حاول اتماسك عشان اخلي الواد يكمل كلامه، وفعلا.. لما قولت كلمتين يهدوه، قالي وهو بيخبي وشه في حضن امه:
ـ الراجل كان طويل ولابس اسود، ماكنتش عارف اشوف شكله عشان ماكنش واضح، بس هو.. هو فضل واقف وبيحرك الباب ويهزه، وبعدها صرخ وخرج من الاوضة، وفضل يمشي لحد ما راح الاوضة اللي في اخر الشقة.
مانكرش اني قلقت من كلام الواد، وده خلاني قومت وروحت ناحية الاوض اللي قال عليها وبصيت جواها، بس ماكنش في حد او في حاجة، بعدها رجعت لأمه وقولتلها:
ـ افلام الرعب اللي بتقعدي ابنك قصادها وهو في السن ده، غلط، عاوزه تتفرجي عليها براحتك، لكن ابنك لا، وياريت لو تاخدي منه التليفون.
ردت عليا وهي بتقوم من مكانها:
ـ والله يا خالتي ابوه خد منه ومن اخته التليفونات من فترة، وده يعني عشان المذاكرة، ما انتي فاهمه، ادعيلها يا خالتي انها تروق وترجع البيت.
حزنت من جوايا على حزنها اللي واضح في صوتها، ودعيت لبنتها انها تخف وتقوم بالسلامة، بس لاحظت حاجة في كلامها اول مرة تقولها، وعشان كده سألتها بلهفة:
ـ حاجة ايه؟
ـ ثريا قالت وسط كلامها ” دي البت مريم ربنا نجدها من اللي حصل”.
لما امي قالت كده، سألتها:
ـ البت مريم مين؟
ـ ماهو ده نفس السؤال اللي سألته لثريا، واللي جاوبتني عليه لما قالتلي:
ـ دي بنت من اصحاب “حبيبة”، بس ساكنة في منطقة بعيده عننا، ماكملتش نص ساعة معاهم وجت استأذنت عشان تعرفني انها راجعه بيتها.
وبعد ما خلصت ثريا جملتها ماردتش عليها، وبعد شوية، خرجنا من الشقة وجيت على هنا.
سرحت في جملة ام “حبيبة”.. الجملة اللي معناها، ان البنت دي ممكن تكون عارفه حاجة، او عرفت حاجة قبل ما تمشي، وعشان كده قولت في بالي ” لازم اروح بكره وابلغ الشرطة باللي عرفته، ممكن يعرفوا سبب للي حصل”.. لكن تاني يوم ظروف شغلي منعتني، لكن الغريب هنا بقى، ان اللي حصل مع الواد اتكرر تاني، وده عرفته لما جت ام حبيبة واشتكت انهم طول الليل بيسمعوا خبط في الشقة، والافظع من ده كله، كام السبب اللي جت عشانه لأمي، واللي عرفته لما قالتلها:
ـ احنا مانمناش طول الليل من اصوات ابواب الشقة اللي بتتقفل وتتفتح، ويادوب بس غمضت عيني، ومافيش ثواني وفَتحت تاني، واول ما فَتحت، لقيت نفسي في صالة شقتي وبنتي ممدة على الارض وسايحة في دمها، ولسه بقرب منها، قامت نص قومه وهي بتطوح ولفت وشها ناحيتي وقالتلي وهي بتتألم:
ـ انا محبوسه يا ماما.
وبعدها المكان كله اتبدل واتغير، ومش بس كده، ده الخشب كان بيتكسر ويختفي، والارض كانت بتتهز وبلاطها بيتشقق، وبعد كده لقيت نفسي في مكان غريب، واقرب وصف للي شوفته، اني كنت انا وبنتي وسط غابة شجرها ميت، مافيهاش ورق.. واللي عليها ورق بيبقى دبلان وبيقع، بصيت ناحيه بنتي، كانت بتبعد وكأن في حد بيسحبها بعيد عني، كانت بتصرخ وتستنجد بيا، بس انا كنت متكتفة ومش قادره اتحرك، وفضلت في الحلم ده لحد ما فوقت على ايد بتهز كتفي، كان جوزي اللي صحي على صوت نفسي اللي باخده بصعوبه.
وكالعادة امي ماعندهاش تفسير للي بيحصل مع العيلة دي، لحد ما جه في بالي ان اخلي امي تطلب من ام حبيبة، تكلم “مريم” صاحبة بنتها، وده من غير ماتعرفها هي عاوزاها في ايه، ولما تيجي تبعتلنا، وفعلا ده اللي حصل، بعد ساعة جت البنت وطلعت الشقة عند سلفة “ثريا”، وبعد ما قعدنا بدأت انا معاها الكلام:
ـ خلصتي البحث اللي كان مطلوب منك يا مريم؟
ردت بهدوء ماكنش واضح على ملامحها اي حاجة اقدر افهم منها انها عارفه سبب اللي حصل لاصحابها:
ـ ايوه من زمان، انا بعد ما خلصت الجزء المطلوب مني، سيبتهم ومشيت عشان بيتي بعيد، واصلا ماكنش ينفع استنى اكتر من كده.
ـ ليه؟
ـ عشان حذرتهم وهددتهم اني همشي، بس ما هتموش بكلامي، فمشيت وسيبتهم.
بصينا لبعض واحنا مستغربين من اللي بتقوله، ولما لاحظت علينا التعجب كملت كلامها:
ـ اليوم ده انا فاكراه كويس، بعد ما بدأنا نجهز اوراق البحث اللي كان هيلف علينا بالدور، يعني كانت كل واحده هتكتب فيه جزء، بدأت انا.. ويادوب خلصت دوري، ولقيت مروة قالت:
ـ انا زهقانه.
ردت عليها “اسماء”:
ـ واحنا لحقنا يا بنتي.
اتكلمت “حبيبة” وهي متحمسة جدا:
ـ هاتي موبايلك يا”مروة”.
شدت منها الموبايل، وتقريبا بعتت رسالة لحد، وبعد دقيقة جالها اشعار رسالة، فتحتها وبصتلنا وهي بتبتسم:
ـ بس، وصل اللي هيسلينا شوية.
قاطعت كلامها وسألتها:
ـ وده يبقى ايه اللي هيسليكم؟
ـ لينك لعبة.
ماحدش رد على جملتها، كلنا استغربنا والصمت ساد المكان، واللي قطعه صوت “عبدالرحمن” لما قام وقال:
ـ همشي انا عشان متأخرش.
وقتها جالي احساس خلاني قولتله بعصبية:
ـ ما تقعد مكانك يا “عبدالرحمن”، خلينا نشوف اخرة الحوار ده ايه.
بصلي بملامح متوترة انا عارفها كويس، ولما لقاني اتعصبت رجع مكانه وقعد، كان واضح انه فهم اللي بيدور جوه عقلي، بس مستني اتأكد واحط ايدي على دليل، لكن البت ماستنتش كتير.. قبل ما ارجع اكمل كلامي، كانت هي كملت:
ـ ما هو اللينك ده بعته خال “حبيبة” على تليفون اسماء، هي اللي قالت كده.
بصت ام حبيبة لاخوها، وبعدها لفت وشها لمريم وسألتها:
ـ قالت ايه يا حبيبتي؟
ـ قالت ان خالها قالها على لعبة حلوة كل العيال بيلعبوها الايام دي، ومن خلال اللعبة بتطلب اي حاجة بتتمناها وهتتحقق، وقبل ما نشغل اللعبه حذرتهم من اننا مانعرفش ايه اللي جوه اللعبة دي، غير ان ماما كانت مفهماني خطورة الالعاب اللي بتكون مش معروف مصدرها او ايه اللي جواها، ولما مافرقش كلامي معاهم، سيبتهم ومشيت.
بصيت لعبد الرحمن وساعتهة فهمت كل حاجة، واسباب اللي كان بيحصل الايام اللي فاتت.
ـ هو انا كنت بعلمك اصول الحاسبات وشغل الالكترونيات عشان تشتغل هكر يا عبدالرحمن؟!
لما قولتله كده، الولد الهادي الوديع ملامحه اتبدلت، كأنه مش هو.. بصلي بنظرة تحدي وابتسم ابتسامه خفيفه وقالي:
ـ بس ايه رأيك، عجبتك، مش كده!.. التلميذ بيتفوق على استاذه برضه، يرضيك افضل باقي حياتي “عبد الرحمن” الخجول اللي مايعرفش حاجة في دنيته، اهو انا علمت عليهم كلهم واخترقت موبايلاتهم وفضحتهم.
اتعصبت عليه:
ـ انت اتجننت، طيب وبنت اختك واصحابها ذنبهم ايه.
رد بنفس هدوئه المستفز:
ـ الصراحه مالهمش ذنب، الذنب عندك يا استاذ “معاذ”، كل شوية تكلمني عن اللعبة الاصلية اللي عندك، فاكرها؟
لحظة ما سألني، برقت عيني بفزع ةضربت بكف ايدي راسي، ازاي انسى حاجة زي دي.. الاشعار اللي وصلي كان يقصد اختراق اللعبة، قومت ناحيته في حركة فجائية وصرخت في وشه وانا بقوله:
ـ انا اعتبرتك سري، اللعبة كان فيها طلاسم وتعويذات حقيقية، ده غير ان اللي ضفته عليها من باب شغفي بشغلي، لكن انا.. انا مستحيل كنت هبعتها لحد واهليه يتأذي بسببها.
قام ووقف قصادي وقالي بتحدي:
ـ اهو انا بقى خدتها من عندك، وفضلت افكر، اجربها على مين، اجربها على مين، وبصراحة مالقتش غير حبيبة واصحابها، بس ماتوقعتش انها تعمل كل ده، وبصراحة انا بعتها لكام واحد تاني، واتمنى بس ماينشروهاش مابينهم، وقتها بقى لازم تعلن عن نفسك يا استاذي وتقدم لها براءة اختراع.
من ضيقي منه حدفته على الكنبه اللي كانت وراه، اختل توازنه ووقع عليها، سيبت مصيره بين ايدين اخته، تشوف بقى هي هتعمل معاه ايه، اما انا، ف رجعت شقتي، فتحت اللاب توب وعملت حذف للينك اللعبة وللسورس بتاعها.. وبعد ما عدوا كام يوم واحنا في انتظار اي واحدة من البنات تفوق، فاقوا اتنين منهم، وفضلت “حبيبة” في الغيبوبة، ولما سألوا واحدة منهم عن اللي حصل، قالتلهم بصعوبة:
ـ انا فتحت “حبيبة” اللعبة اللي على الموبايل، واللي طلبت مننا ننقط د*م على ورقة قصادنا، وده بعد ما نجرح نفسنا بالس*كين، ونقول التعاويذ اللي كانت مكتوبة، ده شرطها عشان تحقق لنا اللي هنطلبه منها، وبمجرد ما حبيبه قالت الكلام اللي كان مكتوب، العفش بدأ يتهز ويتحرك من مكانه، اترعبنا من اللي بيحصل، واللي زود خوفنا، اننا سمعنا صوت باب الاوضة بيتفتح، وخرج من جوه واحد طويل وشكله مخيف وصرخ فينا، ماكملتش حبيبة كلامها وقامت من مكانها بسرعة، و.. و.. واحنا كمان.. بقينا نجري ورا بعض، والحاجات اللي في الصالة كانت بتقع وبتتكسر، ومش فاكرة ايه اللي حصل بعد كده.
ومن الوقت ده اتقفلت حكاية البنات عند الشرطة، وفضلت متعلقة جوه شقة الدور التاني اللي اتلبست بالجن والعفاريت، الشقة اللي اهل البيت جابوا فيها مشايخ كتير يطهروها من اللي بيحصل جواها من امور مرعبة، وسماعهم لاصوات مخيفة في نص الليل، وحتى “عبدالرحمن”، قصته اتقفلت معايا وتحاشيت الكلام معاه نهائي، لكن لحد دلوقتي، البنات بيتعالجوا عن دكتور نفسي من اثر الصدمة اللي اتعرضوا ليها يوم ما فتحوا لينك اللعبة… واللي للأسف، كنت انا السبب بشكل او بأخر انها توصل لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى