قصص

قصه وادي الغربان

قصه وادي الغربان
انا مازن شاكر الدالي، صحفي علي قدي، يعني لسه ببدأ، ابن الاستاذ شاكر الدالي، واحد من اعظم مدرسين التاريخ في المنيا، ابويا هو قدوتي وحبيبي وصاحبي، وكانت اكتر حاجه ممتعه في حياتي من بعد وفاه والدتي الله يرحمها، لما كنا بنقعد انا وهو بالليل في بلكونه البيت وقت المغرب مع كوبايتين شاي، ويقعد بقى يحكي لي عن الحياه والدنيا وعن ذكرياته وساعات عن التاريخ، وفي سنه 2005.. وبالتحديد في 29 ديسمبر 2005 ، قامت المنيا كلها علي خبر فِضل محير الناس شهور، وهي جريمه بني مزار المشهوره، وقته الناس اتقسموا.. منهم اللي قال ان اللي عمل كده بيتاجر في الاعضاء، ومنهم اللي قال ان اللي عمل كده بيعمل ده عشان يفتح كنز مرصود، خصوصا وان الصعيد مليانه مقابر فراعنه، في منها اللي اكتشفوه، وفيه منها اللي محدش اكتشفه، وطبعا الجريمه دي فضلت شاغله بالي كتير زي بقية الناس، وفي يوم كنت قاعد في البلكونه بالليل زي عادتي بسمع ام كلثوم، سألت نفسي.. ازاي حد ممكن يعمل كده، وازاي الجهل ممكن يوصل الناس انها تفكر ان في مقبره ممكن تتفتح بالاعضاء التناسليه للبني ادمين، اكيد في سبب علمي لكل ده، وقتها دخل عليا ابويا ودار بيينا الحوار التالي واللي حقيقي كان اغرب حكايه سمعتها من ابويا في حياتي :
– ادي الشاي التمام، اتفضل يابطل، مازن … مازن ….. لا ده انت مش معايا خالص، مالك ياواد سرحان في ايه ؟
-اسف يابابا، سرحت شوية، بس ايه ده ايه ده.. عامل الشاي بنفسك، تسلم ايدك يا حبيبي.
– سرحان!.. مالك ياحبيبي، ايه اللي شاغل بالك ؟
– حوار جريمه بني مزار ده يابابا شاغل تفكيري جدا، اصل انا مش مستوعب ان مفيش سبب علمي للي بيحصل، وكمان متضايق جدا من فكره ان الناس فاكره ان اللي حصل ده عشان يفتحوا مقبره فرعونيه وبتاع، بص.. انا حاسس كده إن اللي بيتقال ده جهل.
قعدابويا وهو بيقولي…
-لا يا ابني.. مش كل حاجه يامازن لازم يكون لها سبب، في حاجات في الكون حوالينا مش سهل نلاقي لها اسباب.
-غريبة!.. ازاي وحضرتك راجل متعلم ومثقف ودارس تاريخ تقول كده؟
-عشان في مواقف وحاجات انت ياابني ماتعرفهاش وانا نفسي مريت بيها.
– مواقف زي ايه مش فاهم ؟
-بص ياابني انا هحكي لك اغرب موقف عدي عليا في حياتي، ويمكن لولا الموقف ده انا كن

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ت استحاله اصدق ان في حاجات خارجه عن الطبيعه والمألوف، واللي حكيلك عنه ده، حصل في يناير 1982.. وبالتحديد الخميس 14 يناير، وقتها كنا في عز الشتا، وكنت انا اصغر من دلوقتي، كنت لسه عايش في القاهره، وكان اعز اصدقائي هو الدكتور مصطفي غالي اللي كنت بزوره في اليوم ده انا واتنين تانيين من صحابنا، وده لأننا كنا متعودين نسهر سوا كل خميس، يعني كنت انا ومصطفي وعزيز وايهاب، بس يومها قالنا ايهاب :

– سمعتوا اللي حصل؟
رديت انا عليه:
– ايه اللي حصل؟
– بيقولوا عفريت السادات بيظهر عالمنصه.
– نعم ؟.. انت مجنون ياايهاب ؟.. عفريت ايه بس، ماعفريت الا بني ادم.
– والله ياشاكر الناس بتقول كده، والحراسه اللي بتقف عند المنصه، بيقولوا إنهم شافوه وبيشوفوه كل يوم.
– مفيش حجه اسمها جن وعفاريت ياايهاب، كل حاجه في الدنيا ليها سبب علمي ومنطقي، يعني اللي بتقوله ده تخريف، ولا انت ايه رايك يادكتور مصطفي ؟
رد مصطفي :
-بلاش انا ياشاكر لان رائيي مش هايعجبك.
ليه يعني؟
-ما انا اصل بصفتي دكتور نفسي، ومن كتر الحاجات اللي عيشتها وشوفتها، احب اقولك ان مش كل حاجه بتخضع لسبب علمي، في حاجات مش بتخضع لاي اسباب علميه، ودي اسمها خوارق للطبيعه.
– انا مصدوم من كلامك يامصطفي، بقى انت اللي بتقول كده ؟
– اه انا اللي بقول كده، وكمان عندي الف دليل يخليك تصدقني ياشاكر، تعالي معايا، انا هوريك حاجه.
قومت معاه انا وايهاب وعزيز (وعزيز كان محامي بالمناسبه،).. قومنا ودخلنا مكتب مصطفي اللي طلع من جيبه مفتاح وفتح دولاب كان موجود في اخر المكتب، الدولاب ده كان غريب جدا، كله ملفات وصناديق!
– كل الملفات دي قضايا عدت عليا، قضايا عجز الطب النفسي عن تفسيرها، بس اكتر واحده اثرت فيا، كانت قضيه جابهالي عزيز.
وقتها رد عزيز :
– جريمه وادي الغربان ؟
– بالضبط ياعزيز.. فاكرها ؟
– وهي دي تتنسي ؟
بصيتلهم باستغراب وسألتهم:
-معلش ممكن افهم ؟
ولسه عزيز هيحكي، لقيت مصطفي وقفه بأشاره من ايده:
-لا.. احنا مش هنحكي لك، كده كده القضيه عدى عليها 10 سنين ومابقتش سر، دي التقارير بتاعتها، ودي تسجيلات للمريض، اسمعها واقراها، والخميس الجاي نتكلم فيها انا وانت وعزيز، والحاجات دي صدقني، هتثبت لك بجد ان في عالم تاني غير العالم بتاعنا، عالم احنا منعرفش عنه حاجه.
خدت الملف والصندوق الصغير وروحت، الفضول كان هيموتني وعايز افهم الورق ده مخبي ايه جواه، حاولت انام ليلتها، ماعرفتش، ف قومت فتحت الصندوق والورق وبدات اقرا، قريت التقرير الاول، التقرير كان مكتوب فيه الاتي…
الاسم :منصور سعيد ناجي
السن : 18 سنه
الحاله.. انه في يوم 12 ديسمبر 1972.. قد تم تحويل المتهم من قِبل النيابه العامه لبيان حالته العقليه، حيث انه متهم بقتل 4 اشخاص من ذويه، واستخدام بعض اعضائهم الجسديه في طقوس شعائريه، وادعائه بان المسئول عن الحادث، هو جن يقطن بمنطقه وادي الغربان بالمقطم، وذلك الجن هو المسئول عن قتلهم، وقد تم تحويله لاستبيان صحه قواه العقليه، ومعرفه ما اذا كان مسئول عن افعاله ام لا.
قلبت تاني عشان الاقي صور بشعه ل 4 شباب، غالبا في نفس سن منصور، واحد منهم عينه متشاله من مكانها، والتاني رقبته مقطوعه ووشه مشوه تماما، والتالت بطنه مفتوحه بشكل غريب، وواضح من التقارير ان الكبد بتاعه مش موجود، والاخير مكان القلب مفتوح ومش موجود! الصور كانت بشعه فعلا، بس فيها عامل مشترك، وشم عند الصدر شكله غريب، وعلامات رعب رهيبه باينه علي وش كل واحد منهم!
ومع تقليبي كمان مرة، لقيت كلام كتير مكتوب بالانجليزي مافهمتهوش، غالبا دي اسماء الادويه اللي بياخدها، ولقيت في الصندوق شرايط كاسيت مترقمه من 1 ل 10.. طلعتهم وبدأت اسمع بالترتيب…
في اول شريط، الدكتور مصطفي كان بيتكلم معاه :-
– ايه يامنصور.. احكي لي، قتلتهم ليه ؟
– انا ماقتلتش حد يادكتور، ابويا هو السبب، منه لله، انا خسرت حياتي وحياه ولاد عمامي ب 5 جنيه يادكتور، انا حتي مش عارف هو هيجيلي امتى، انا خايف!
– طب بالراحه كده وفهمني بس عشان انا مش فاهم منك ولا كلمه؟
– الدور عليا… انا معادي النهارده، صدقني هموت النهارده بالليل.
– ياابني محدش يقدر يعرف معاد موته، اهدى كده وفهمني هو مين يامنصور، اهدى عشان اعرف افهم منك.. ممكن ؟
– حاضر بس خليه يمشي، ماتخليهوش ياخدني معاه والنبي، انا مش عايز يتعمل فيا اللي شوفته اتعمل في ولاد عمامي.
– حاضر … ياحمدي.. من فضلك هات لي حقنه مهدئه وسرنجه حالا.
– حاضر يادكتور..
– ها.. احسن دلوقتي يامنصور ؟
– الحمد لله يادكتور.
– احكي لي بقى، ايه اللي حصل ؟
– انا عندي 18 سنه، احنا من السيده يادكتور، في الاساس احنا من بورسعيد، انا وعمامي وعماتي اتهجرنا في 1968 وروحنا كلنا عالقاهره وعيشنا هناك في السيده زينب، احنا عيله كبيره عايشة في بيت كبير مع بعض، كنت انا وولاد عمي عزوه في المنطقه، كنا 5 في عمر بعض.. (سالم ,حسين , منصور, اسماعيل, ابراهيم ).. وكلنا جالنا التجنيد مع بعض، اصل الفرق بينا وبين بعض ميكملش كام شهر، ودلوقتي يعني احنا في حالة حرب، يعني اللي بيخش الجيش مابيطلعش، ده في ناس فضلت في الجيش واتجوزت وخلفت وهي في الجيش، والله اعلم هطلع امتي، اه.. اصل احنا من بورسعيد، والبورسعيديه معروفين بالوطنيه، بس الموضوع معانا كان مختلف، احنا ولا كان فارق معانا بلد ولا غيره، احنا كان بالنسبه لنا حوار الجيش ده كابوس كبير، اعمامي كانو شايفين انه شرف، بس انا كنت وحيد ابويا علي اخ صغير، وابويا ماكانش مقتنع بأني ادخل الجيش واقعد سنين وماعرفش انا هخرج امتي، وعشان كده وقتها حصلت في بيت العيله بدل الخناقه، 100 خناقه، وكانت اغلب قعدتنا انا وولاد عمي فوق السطح، وفي يوم كنا قاعدين، لقيت ابويا طالع لي وقالي..
– منصور انت ياض..
– نعم ياابويا.
– انا لقيت الحل اللي هيخلصك من حوار الجيش ده.
– خير ياابويا.. ايه هو ؟
– دكتور ياابني في حته في المقطم اسمها وادي الغربان، انا كنت عالقهوه وقاعد مع جماعة صحابي، واحد منهم قالي علي واحد تمرجي اسمه عاشور، عاشور شغال مع دكتور بيعمل عمليات صغيره، يعني يقطع صباع ولا يعمل عاهه بسيطه ماتبانش، ولما تعمل كده وتروح تفرز في الجيش، هتطلع غير لائق، وبياخد من النفر 5 جنيه بس.
– يقطع صباعي؟؟؟
-يعني يقطع صباعك ولا تقضي عمرك كله في الجيش والبلد في حاله حرب؟.. ياابني انا ماحيلتيش غيرك انت واخوك الصغير، وانا مش مستعد حد فيكم يروح مني، وكمان شوف ولاد عمامك برضه، وبعدين اللي هيعملك العمليه ده دكتور.. مش حد اي كلام .
– طب عمامي لو عرفوا الحوار ده هيزعلوا؟
– ساعتها يبقي حطيناهم قصاد الامر الواقع، يعني هيزعلوا شويه والموضوع هيتنسي، وكده كده الموضوع مش هاياثر اوي علي مستقبلكم، احنا تجار وعندنا تجارتنا، يعني مش هتبقوا شايلين هم تشتغلوا عند حد والحد ده يقولكم حاجه عشان الصابع المقطوع.
واللي قاله عملته، رجعت للشباب وحكيت لهم اللي ابويا قاله، وبصراحة كلهم رحبوا بالفكره، وتاني يوم بالليل روحنا لعاشور انا وولاد عمي عالقهوه واتفقنا معاه علي كل حاجه، واتقفنا كمان نتقابل معاه بعدها بيوم بالليل عشان محدش يحس بينا، وفعلا.. نزلنا بعد نص الليل وروحنا معاه، المكان مالهوش مواصلات، حته كده فوق جبل المقطم صعب نطلعها بعربيه، ف طلعنا علي رجلينا، المكان كان بيت، بس الغريب انه قصاد البيت ده وبعيد كده، في قلعه غريبه اوي عمري ماشوفتها، او تقدر تقول بواقي قلعه فوق الجبل، شكلها لوحده يرعب، وفوق منها غربان كتير جدا، المكان كله غربان، اتاخدت كده وسألت عم عاشور..
– ايه الغربان دي كلها ياعم عاشور، وليه بتلف حوالين القلعه دي بالذات؟
انت فاكر ان انت بس اللي جيت هنا، احنا كل يوم بنعمل بدل العمليه دي 10 عمليات، تفتكر الصوابع اللي بتتقطع دي بتروح فين؟.. ما احنا بندفنها هناك طبعا، ف الغربان بتتلم علي ريحه الدم وبتاكلها، وكلنا بنُرزق، ماهي لو اتهرشت هنروح في داهيه .
وبعد كلامه ده دخلنا البيت، وفي اوضه حقيره جواه كده، قابلنا الدكتور عدلي، الدكتور اللي هيعمل العمليه، كان شكله ملخبط كده، ماتفهمش هو مجنون ولا مدمن!
– انتو صحاب؟
لما قالنا كده، قولناله..
– لا احنا ولاد عم.
بصه عين الدكتور كانت غريبه، حسيت عنيه بتلمع وهو بيرد علينا:
– حلو ده، طب مين فيكم اللي هيبتدي ؟
كلنا كنا خايفين، بس حسين اول واحد دخل، وبعدها سالم واسماعيل وابراهيم وفي الاخر انا، خلصنا العمليه ورجعنا تعبانين، وطبعا لما عمامي عرفوا اللي حصل ثارو جدا واتهمونا اننا مش رجاله، بس بعد شويه الوضع هدي وعدت الحكايه وفعلا قبلوا بالامر الواقع، وعدى اليوم طبيعي واليوم اللي بعده كمان، بس بعد 3 ايام كنت في اوضتي، ماعرفش انا كنت صاحي ولا نايم، بس كنت هلكان جدا، وفجاه حسيت بهبوط وحسيت عنيا تقيله.. وفجأه.. النور قطع، الجو بقى برد بشكل غريب، حتي النفس اللي بتنفسه ساقع والهوا حواليا زي التلج، انا مش عارف افتح عنيا، ولما فتحتها بالعافية، لقيت نفسي متمدد علي حاجه زي سرير كده بس رخام في مكان غريب، ماكنتش عارف انا فين، انا كل اللي حسيت بيه ان جسمي كله متكتف، شويه وعنيا بدات تتعود عالمكان اللي كان ضلمه، والغريب بقى إن الغربان بتلف فوق المكان بشكل كبيى، والاغرب ان في غربان عالحيطان واقفين في وضع سكون تام، تشوفهم تحس انهم تماثيل لولا حركه راسهم، زي مايكونوا واقفين بيتفرجوا، انا مش عارف انا فين، بس انا حاسس اني في وادي الغربان، المكان زي مايكون خرابه والسما ظاهره قصادي، ونور القمر اللي كان عامل زي الهلال بس اصغر، ولما حاولت اكتشف انا فين وايه اللي حواليا ده، لقيت جسمي مفرود علي حاجه عامله زي السرير كده، بس هي معموله من رخام، والغريب ان في 5 منه مرصوصين بشكل عامل زي دايره، وعليهم 5 اجسام، جسمي واحد منهم.. يعني تقدر تقول إن كلنا رجلينا كانت مشكلة نص الدايره ، وفي نص الدايره دي كان واقف خيال كبير، مش عارف ده بني ادم ولا ايه وضعه، جسم كبير اوووي شبه هيئه البني ادمين، لابس عبايه سودة مغطيه كل جسمه، ايده كبيره ودراعاته طويله جدا وماسك في ايده حاجه زي سكينه، ايده ورجله متسلسله بسلاسل، سلاسل بتلمع في النور الضعيف اللي في المكان، حاولت اقوم، ماعرفتش، جسمي كله مربوط مكانه، ماكنتش قادر اتحرك خالص، بس انا.. انا عايز اعرف انا فين ومين اللي حواليا دول، وبعدين ايه اللي احنا لابسينه ده، ده شبه الكفن شويه، بس لا ده مش كفن، ريحه المكان كلها دم وعطن، وريحتنا نفسها غريبه، مش عارف ده بخور ولا ايه ده!
لكن فجأه ووسط رعبي وقلقي، بدا المخلوق اللي جوه الدايره ده يتحرك، وبدات اسمع صوت همهمه كده غريب، ولما حاولت اميز ايه اللي بيتقال ماعرفتش، بس كل اللي كنت سامعه صوت واطي وتخين اووي بيقول…
-اقسمت عليك ياهاصور، بحق النار والنور ويوم البعث من القبور، بحق مدبر الامور، أمرك بالحضور، وكشف المستور، أمرك بالحضور.. يتبع
(ده الجزء الأول من قصة وادي الغربان .. دمتم طيبين)
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
٢قصه وادي الغربان
لكن فجأه ووسط رعبي وقلقي، بدا المخلوق اللي جوه الدايره ده يتحرك، وبدات اسمع صوت همهمه كده غريب، ولما حاولت اميز ايه اللي بيتقال ماعرفتش، بس كل اللي كنت سامعه صوت واطي وتخين اووي بيقول…
-اقسمت عليك ياهاصور، بحق النار والنور ويوم البعث من القبور، بحق مدبر الامور، أمرك بالحضور، وكشف المستور،
أمرك بالحضور.. الواحا الواحا الساعه الساعه العجل العجل، بحق شيوم اجيبوا مسرعين، احضر ياهاصور انت وجنودك المخلصين وافتحو لي الابواب، وتقبلوا قرباني هذا، بحق رابط الدم، تقبلوا قرابيني .. دم الخادم … دم القرابين… ولحمهم، فلتتقبل مني ياسيد الجان، ولتفتح الابواب، بحق هيمش وشاميس وبحق كل ملوك الجان .
الكلام اتكرر كتير جدا، لحد ما الجسم اللي واقف في النص ده اتحرك وراح عند جسم من الاجسام المتمدده زيي كده، ورفع السكينه بتاعته ورشقها في قلب الجسم ده، واول ما رشق السكينه في قلب الجسم وطلعها، ابتدا شكلها يتغير، بقت عامله زي اللي طالع منها نور، وفوق مكان القلب بالضبط وبنفس السكينه، رسم حرف كده شكله غريب، انا كأني كنت شايف الرسمه ومش عارف شةفتها من مكاني ازاي، وفجاه نار غريبه طلعت من تحت الارض وحرقت المكان اللي عليه الجسم اللي الخيال ده ضربه بالسكينه، وفي لحظة.. المكان كله اتحول لكتله نار بعد ماكان برد، والسلاسل اللي في ايد ورجل الكائن ده اتفكت، كأنها اتكسرت، ومع تكسيرهم كنت سامع صوت صريخ رهيب، كأن فيه حد بيتحرق، وكمان سمعت صوت بيقول..
– تم فتح الباب الاول و قبول القربان الاول.. ( القلب )، ميعاد القربان التاني بعد اكتمال القمر المظلم .
وبعد الكلام اللي سمعته ده، قومت من النوم مخضوض!
ياستار يارب، ايه الحلم الغريب ده!
صحيت علي اذان الفجر خايف جدا ومش عارف اعمل ايه، الحلم كأنه حقيقي فعلا!
قومت بعدها وانا قلقان، وبما إن من عادات العيله اننا كلنا بنفطر سوا، ف اتجمعنا كلنا عالفطار، والغريب ان حسين مكانش موجود!
وساعتها عمي سأل بعلو صوته :
– ألا هو فين حسين ؟
– مش عارفين ياعمي.
ردت ام حسين مرات عمي:
– حسين رجع امبارح تعبان ونام.
رد عليها عمي:
– اطلعي صحيه، قال تعبان قال.. بلاش دلع.
– حاضر.
وطلعت مرات عمي تصحيه، لكننا بعدها سمعنا صرخه من مرات عمي اللي هزت البيت كله، ولما طلعنا نجري لقينا حسين في السرير والدم مغرق المكان كله، ومش بس كده.. ده حسين كان لابس لبس غريب اوي شبه الكفن شويه بس مش كفن، وريحه الاوضه عفن رهيب، ووشه كله محروق لدرجه ان ملامحه مش باينه، وقتها افتكرت الحلم واترعبت، يعني انا ماكنتش بحلم ولا ايه ؟
طلعنا الحريم بره ووقفنا نبص واحنا مذهولين، مين اللي دخل بيتنا وقتل ابن عمي واحنا كلنا موجودين!
بعد كده جه البوليس والنيابة، واللي عرفته بعد كده ان في حد فتح جسم ابن عمي باله حاده من اول رقبته لحد بطنه واخد قلبه من جسمه، وفوق صدره حفر بحاجه حرف مش مفهوم، والغريب بقى ان مفيش لا باب ولا شباك مفتوح بالقوه، ومفيش اي بصمات غريبه!
وطبعًا بسبب كده، بقينا كلنا متهمين، لان اللي قتله اكيد من جوه البيت، وحقيقي كان يوم صعب وطويل ومرعب، وبعد ما اليوم ده عدى، قعدت انا وسالم واسماعيل وابراهيم، كانت الصدمه علينا شديده اوي، ماهو حسين كان بالنسبه لنا اخ، تخيل اخوك اتقتل وانت مش عارف مين قتله ؟
وبعد ما قعدنا في صمت طويل، لقيت نفسي بقولهم..
– اناحاسس ان الموضوع له علاقه باللي احنا عملناه.
وساعتها كان رد ابراهيم…
– هو احنا يعني كنا عملنا ايه يامنصور؟
– ياابراهيم انت مش فاهم حاجه.
– طب فهمني.
انا كنت خايف اقوله عالحلم لا يقولوا عليا اتجننت، بس قررت اقول:
-انا قبل مايموت المرحوم بليله، حلمت حلم غريب اوي.
رد عليا سالم..
– حلمت اننا في وادي الغربان.. صح؟
-ايه ده.. وانت عرفت منين ؟
– لاني حلمت اننا كنا هناك وخوفت احكي تقولوا اني مجنون.
وبدانا نحكي لبعض الحلم، واللي اكتشفته اننا كلنا حلمنا نفس الحلم بنفس التفاصيل، والمشكله اننا كلنا كنا خايفين وماحدش فاهم فيه ايه ومين اللي دخل وسطنا وقتل حسين، وبعد يومين من تحقيقات نيابه وبوليس، اكتشفنا ان في حد اخد قلب حسين من الجثه، وان مفيش اي اثر لخلع في باب ولا شباك، وان اللي قتل واحد من جوه البيت، وبقي البيت كله بيشك في بعض، وبعد يومين.. يومين بالضبط من التعب والارهاق واستلام الجثه والدفنه، وبعد اول يوم عزا.. اخيرًا نمت من التعب!
وليلتها اتكرر نفس الحلم تاني، بس المره دي دايره فيها اربع اشخاص نايمين علي سراير رخام، وانا كنت واحد منهم، كان جوايا تأكيد ان الاجسام التانيه دي هي ولاد عمي الباقيين، وبرضه كنا في نفس المكان، والغربان اللي ماليه المكان، ونفس شكل السما، بس القمر كان اكبر شويه، كان المره دي هلال، واحنا لابسين لبس شبه الكفن كده وادينا ورجلينا مش بتتحرك، ماحدش فينا عارف يتحرك، حاولت اتكلم او اقوم.. مش قادر، لكن بالعافيه بس كف ايدي اتحرك، حاولت اعمل اي حاجه.. مش عارف، فضلت احاول اقوم مافيش فايدة، لدرجه اني من كتر ماكنت بحاول، ايدي اتعورت واتملت تراب، خوفت اوي من جوايا لأني كنت حاسس ان في مصيبه هتحصل، بس لقيتني بستسلم لقدري، ياترى مين فينا هيموت، ونفس الجسم واقف في نص الداير، مش باين ملامح وشه وفي ايده نفس السكينه اللي بتلمع وفضل يلف حوالينا، كأنه بيختار الضحيه، لحد ماوقف عند المكان اللي جنبي ورفع السكينه، وساعتها شوفت ابشع منظر ممكن اشوفه، فتح بطن اللي جنبي والدم نطر في كل حته، وطلع من بطنه حاجه، كنت سامع انين الجسم اللي جنبي لأنه كان بيتعذب اوي، وبعد كده مسك السكينه وبدأ يرسم علي صدر الجسم ده رمز بيها، والغريب اني نايم في وضع مايسمحليش اشوف هو بيرسم ايه، بس حسيت اني شايف الرسمه، كانها بتترسم قصادي.
وبعد ما خلص، رجع مكانه في نص الدايره وسمعت صوت بيقول :
-تم فتح الباب الثاني و قبول القربان الثاني ( الكبد )، ميعاد القربان الثالث بعد اكتمال الهلال .
وهنا صحيت من النوم لقيت نفسي في اوضتي، كنت ببص علي كف ايدي لقيت عليه تراب ولقيته متعور، قمت مخضوض وانا بجري زي المجنون، طلعت بره الشقه اخبط علي بيوت عمامي، عايز اعرف مين جري له ايه، سالم ولا ابراهيم ولا اسماعيل، كنت بصرخ عالسلم من الخوف، البيت كله صحي علي صوتي، وقتها لقيت اسماعيل وابراهيم نازلين علي وشهم نفس نظره الرعب، كده يبقي سالم اللي مات، من غير تفكير طلعنا جري علي بيته ودخلنا، ولما فتحنا اوضته، ماكانش موجود فيها، ولا كان فيها اي اثر لاي حاجه، هديت شويه يمكن لسه مرجعش، اصله متعود يسهر برة كتير، ولما عمامي وابويا حاولوا يهدوني، ماكنتش عارف اقولهم اي حاجه، انا كنت عمال اصرخ…
– هنموت كلنا، احنا هنموت .
– استهدي بالله ياابني، انت اكيد متأثر بموت حسين، اطلع نام ياابني واهدي، انا عارف ان الصدمه شديده عليكم، وعلينا احنا كمان .
اما عمي قال كده، طلعت حاولت انام، وطبعا ماعرفتش، ماعرفتش لأن كل تفكيري في سالم، بس فين وفين وعلى بعد الفجر نمت، بس صحيت علي صويت في البيت كله، امي ونسوان البيت كله، ومعاهم صوت دوشه في الشارع، وفجأة.. لقيت امي داخله بتلطم وبتعيط وهي بتصحيني..
– قوم يامنصور … قتلوا ابن عمك….. قتلوا سالم.
قمت مخضوض ونزلت اجري من مكاني، لقيت عمامي وولاد عمامي وابويا واقفين عند المحل في قمه الانهيار، شابين يروحوا من عيله واحده في نفس الاسبوع، وقصادهم، لقيت سالم متمدد في المحل، كان لابس نفس اللبس اللي كان لابسه حسين واللي شوفته في الحلم مرتين، بطنه مفتوحه، والدم في كل حته، ونفس الرسمه اللي شوفتها في الحلم رسومه علي بطنه، هنا بقى قامت الدنيا لان مفاتيح المحلات مش مع حد بره العيله، والحكومه كانت متاكده ان القاتل واحد مننا، وبعد الفحص اكشتفنا ان جثه سالم ناقص منها الكبد، وبعد 3 ايام من موت حسين، دفننا سالم جنبه، وفضلت انا واسماعيل وابراهيم اللي ماكناش عارفين ننام من الرعب، وده لاني اكتشفت انهم حلمو نفس الحلم، بس يوم الدفن بالليل اتكررت نفس المأساه بتاعت يوم ما مات حسين، بعدها بيومين مات سالم، ويوم مامات سالم، بعدها بيومين حلمنا نفس الحلم تاني، واتكررت نفس المأساه.
في الحلم، كنا 3 بس.. عاملين شكل مثلث مش دايره، ونفس الجسم واقف في النص وبيلف بيننا، بيختار ضحيته ومعاه نفس السكينه، بدأ يلف علينا واحد واحد واختار ضحيته، وكان واحد من الاتنين التانيين.. مش انا، قرب منه ورفع السكينه ونزل بيها علي جسمه، والمره دي كان ابشع من اي حاجه ممكن تشوفها، المره دي نزل بالسكينه علي رقبته وقطعها، وفتح بوق اللي قتله عالاخر، لدرجه ان وشه تحس انه كان بيتقطع، وبعد كده.. مد ايده جوه بقه وطلع لسانه للاخر وقطعه بالسكينه، ونفس اللي بيعمله كل مره عمله، نقش حرف جديد علي صدر القتيل، ونفس الصوت اتكرر..
– تم فتح الباب الثالت و قبول القربان الثالث ، ميعاد القربان الرابع بعد التربيع الاول .
من بشاعه المنظر والخوف فتحت عنيا وماقدرتش اقوم، حسيت اني محتاج انام وبس، وده ببساطة لاني عارف ان بعد شويه هعرف مين تاني مات، اسماعيل ولا ابراهيم، حسيت اني مستسلم لقدري واني خلاص مقرر اني كده كده ميت، بس فجأه.. لقيت ابراهيم داخل عليا الاوضه وبيخبط بجنون..
– اسماعيل مات يامنصور، احنا لازم نهرب، لقوا جثته فوق السطح ولابس الكفن اياه.
-ولسانه مقطوع مش كده؟
-ورقبته كمان مقطوعه، قوم احنا لازم نهرب، مفيش وقت.
– هنهرب من ايه ؟
– من اي حاجه ومن اي حد، احنا لازم نلحق نفسنا، احنا قدامنا يومين وواحد فينا هيموت، قوم يلا بينا مافيش وقت.
-طططب.. طب هنروح فين بس.
– البوليس شاكك فينا، وفي حد بيلاحقنا واحنا مش فاهمين فيه ايه، احنا لازم نلحق نفسنا ونتصرف.
– ايوه يعني هنتنيل نعمل ايه.
– مفيش غير عاشور الممرض، يلا قوم معايا.
قومنا فعلا وطلعنا علي بيت عاشور، ماكانش موجود وقتها، وفي اللحظة دي لقيت ابراهيم بيقولي:
– احنا هنطلع له وادي الغربان حالا.
طلعنا على العياده ولقينا عاشور، اول ماشافنا حاول يهرب، بس مسكناه وبكل خوف وحقد وغل، نزلنا فيه ضرب.
-انا متاكد ان موت ولاد عمي له علاقه بيك وباللي حصل، انطق وفهمني فيه ايه ، انتو بتتاجروا في الاعضاء وعشان كده قتلتوهم.. مش كده ؟
– اعضاء ايه يا استاذ.. والله الموضوع مش كده خالص.
– طب انطق بقولك.. انتوا عملتوا فينا ايه.
– انا مش عارف والله.. والله معرفش.
نزلنا فيه ضرب ضرب لحد ماصرخ:
– خلاص خلاص.. هقول كل حاجه حاضر.
– قول.
– احنا مش اول مره نعمل حوار قطع الصوابع ده، بس الدكتور عدلي مجنون بالتاريخ، القلعه اللي فوق دي فيها كنز مرصود من ايام المماليك ومش بيتفتح الا بالدم، دكتور عدلي يعرف واحد دجال اسمه سعيد، بقالهم سنين بيحاولوا يفتحو المقبره دي مش عارفين، واليوم اللي جيتوا فيه، بعد مامشيتوا، نده لي وقالي :
– عاشور.. اجري انده لي سعيد حالا.
نزلت ندهت سعيد، ولما جه قفلو علي نفسهم الباب، بس انا سمعتهم من ورا الباب وهما بيتكلموا…
-انا لقيت لك اللي طلبته.
– ازاي؟
– 5 ولاد عم من دم واحد، هيفتحوا بيبان المقبره.
– جيبتهم ازاي؟
– هم جم مع بعض عشان يزوغوا من الجيش…
-دول جم لقضاهم، بس متأكد.. 5 ولاد عم!!!
– اه والله.. تخيل؟
– وبعدين؟
– عملت لهم العمليه، وخدت من لحمهم ودمهم وشيلتهولك عشان نكمل الطقوس.
– حظك حلو، بعد يومين بدايه الشهر وهنعرف نعمل الطقوس، خلي بالك.. الطقوس بتحتاج 14 يوم عشان ال5 ابواب يتفتحوا، ولما القمر يبقي هلال، ومع كل حركه للقمر، بيتقبل قربان ويتفتح باب، المخطوطه بتقول كده.
-خلاص اجيلك بعد يومين.
وبعد يومين طلب مني دكتور عدلي اطلع القلعه معاه، طلعنا ودخل اوضه معينه كده، بعد كده طلع من شنطته كيس و5 ازايز فيهم دم، كل ازازه مكتوب عليها حاجه بالانجليزي، وراح بمشرط معور نفسه، وبدأ يرسم على الارض بالدم شكل دايره كبيره، وقالي هات ايدك وعورني ورسم دايره اصغر من الكبيره جواها، وخرج منها 5 اسهم، رسم في نهاية كل سهم رسمه بدم من اللي في الازازه، وفتح الشنطه وطلع منها اكياس صغيره مكتوب عليها نفس الكلام اللي عالازايز ، وكل كيس كان فيه صباع، وبدأ يدفن كل صباع عند كل سهم، وده حسب المكتوب عالازازه والكيس، وبعدها بص في الساعه، وانا برضه بصيت لقيتها 11 ونص.. ابتسم وقال حلو.. فاضل نص ساعه.. يلا بينا ياعاشور .
وكمل عاشور كلامه:
-ده كل اللي اعرفه والله العظيم .
رد عليه ابراهيم :
-خلاص انت هتيجي معانا للحكومه تشهد بكده.
وقتها رديت عليه:
-يشهد بأيه ياابراهيم، انت اتجننت، دي مصيبه اكبر، انت عارف عقوبه التهرب من الجيش، طب بلاش ده وده، انت متخيل ان في حد ممكن يصدقنا ولا يصدقه من اصله؟؟
-طب والحل يامنصور!
– احنا نروح للدكتور وناخده ونروح للدجال ده، وزي ماحضر العفريت يصرفه، النهارده هيكون فاضل 5 ايام والقمر يبقي بدر، ومابقاش في وقت، انطق ياعاشور الزقت.. فين بيت دكتور زفت ده ؟
– حاضر.. هوديكم له.
خدنا عاشور وروحنا لدكتور عدلي، ومع الاسف مكانش في البيت، ولما سألنا الجيران، عرفنا انه بقاله 9 ايام ماظهرش، وقتها بصيت لعاشور وسالته :
– طب عارف بيت سعيد؟
– اه اعرفه.
– طب ودينا عنده.. يلا.
وروحنا المنطقه اللي ساكن فيها سعيد في جبل المقطم، هو كان ساكن ورا المدافن في بيت قديم، واول ماوصلنا المنطقه، الناس فضلت تبص لنا وتبص لعاشور بصات غريبه.. يُتبع
(ده الجزء الثاني من قصة وادي الغربان، .. دمتم طيبين)
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
٣
روحنا المنطقه اللي ساكن فيها سعيد في جبل المقطم، هو كان ساكن ورا المدافن في بيت قديم، واول ماوصلنا المنطقه، الناس فضلت تبص لنا وتبص لعاشور بصات غريبه، وعند بيت سعيد وقفنا، البيت محروق تماما، حاولنا نفهم من الجيران ايه اللي حصل، بس ماحدش كان عايز يقولنا، كل اللي بيسمع سيرته بيجري، بعدها قابلنا واحد قاعد علي قهوه في وش البيت، واول ماجيبنا سيره البيت وشه قلب وقال..
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سعيد ايه.. انتوا جايين له ليه ده ؟
– هو اذى حد يخصنا وجايين له يفك لنا العمل ده ولا يقولنا هانعمل ايه.
– لا حول ولا قوه الا بالله، الموذي ابن الموذي كان نفع نفسه يااستاذ، اتفضلوا اقعدوا اشربوا حاجه، واد ياحربي.. شوف الاساتذه يشربوا ايه ؟
– مالهوش لزوم ياحاج، احنا بس عايزين نعرف هو فين ؟
-مش هاتعرف توصله يااستاذ.
ليه ايه اللي حصل؟
– مات وغار في داهيه.
– مات ازاي؟!
-ابدا.. كان فيه راجل غريب كده كل شويه يتردد عليه، كان بيجيله كل كام يوم ، انا صاحب القهوه دي، كنت بشوفه كل يوم بيدخله، ومن 9 ايام جاله في نص الليل، وبعد شويه لقينا البيت كله مولع نار، واصوات بشعه خارجه من البيت، كأن في الف واحد جوه، بعدها سمعناه بيصرخ هو والدكتور، وحاولنا نطفي النار، والله يااستاذ النار فضلت 3 ايام والعه، وبعد 3 ايام.. الناس قدرت تطفي النار ومالقيناش جوه البيت غير جثثهم المتفحمه، ادي اخره السحر وغضب ربنا، لعنه الله على السحره واللي بيعرفهم.
وبص لعاشور بقرف، عاشور اللي ودي وشه الناحيه التانيه لانه غالبا عارف انه هو المقصود.
خرجنا من عنده واحنا مش عارفين نعمل ايه ولا نروح فين، فضلنا محتارين وهربانين من كل حاجه، وعدي اول يوم وتاني يوم والوقت بيجري، وكل واحد فينا مقتنع إنه بكره هايموت، بس ياتري مين؟.. وبعد فترة، لقيت ابراهيم فجاه بيقولي..
– انا لقيت الحل.
– ايه هو؟
– مش دكتور الزفت ده دفن لحمنا ورسم بالدم في اوضه في القصر طلسم وله علاقة بالسحر؟
– اه.. علي كلام عاشور هو ده اللي حصل.
– خلاص، احنا نروح نفس المكان وننبش ونطلع اللي هو دفنه وندفنه في مكان تاني، وبكده نبقي هربنا من الجن ده.
انت شايف ان الهبل ده حل ؟
– عندك حل تاني ؟
-لا.
-خلاص يبقي تتنيل تسكت.
– طب هنعرف هو دفنهم فين ازاي.
– من عاشور، نروح له ونجيبه من قفاه ونطلع بيه علي هناك.
ورحنا لعاشور اللي اول ماشافنا اترعب.
-ايه تاني، انا معملتش حاجه تاني.
-تعالى.. انت هتورينا هو دفن الحاجه فين.
-لا بقولكوا ايه.. انا مش هخش المكان ده تاني، العمر مش بعزقه، اه.
– ماهو ياتخش وتورينا المكان وممكن تنفد بحياتك، يااما احنا اللي هنموتك لأننا كده كده ميتين، ف مش هاتفرق لو قتلناك او موتت جوة.
-تتت.. تموتوني.. لا وعلى ايه، انا مكن اخرج لو دخلت، حاضر .. حاضر..
خدنا عاشور ورحنا القصر، كانت الدنيا ليل، دخلنا المكان اللي كان مقبض جدا، الغربان في كل حته، والاغرب انها واقفه مكانها زي ماتكون تماثيل، لولا لمعه عنيها كنت قولت انها تماثيل، هي نفس الاوضه اللي بنحلم بيها، شاورلنا على الارض، وشوفنا الرسمه اللي قال عنها موجوده، والحاجة اللي تخض في الرسمه، ان فيه 3 اسهم الدم فيهم بقى عامل زي الحفر عالارض، محفور ولازق فيها ومش بيتمسح هو والدايره، والاغرب ان فيه سهمين منهم والدايره الصغيره الدم فيهم سايل ودافي كانه لسه مدلوق حالا، فهمت ان دول انا وابراهيم، كنت خايف اقرب منهم حقيقي، بس ابراهيم فهم نفس اللي فهمته وبداء يحفر ويحاول يمسح الدم، والغريب رغم ان الدم سايل، الا انه مش بيتمسح، حاول ابراهيم يحفر الارض بس فجاه ظهر من وراه خيال كبير، خيال انا شايفه وبحاول احذره منه، بس مش قادر انطق، وواضح ان مش انا بس اللي شايف، ده عاشور كمان لأنه صرخ بعلو حسه…
-اعوذبالله.. اعوذ بالله.. اعوذبالله…
وهو قال كده ومقالش جملة غيرها، اتجاه المخلوق ده بقى ناحيه عاشور، حسيته بيزوم بغضب رهيب، وفجأه النار مسكت في جسمه كله وبقا يصرخ بهستريا وهو واقف مكانه مش قادر يتحرك، والغريب ان ابراهيم كمان متجمد في مكانه، مش بيتحرك، شويه وقرب منه الشي ده وهو باصص له، كنت اول مره اشوف وشه، شبه الكلب واسود اوي، عينه صفرا ومشقوقه زي عين التعبان ولسانه شبه لسان التعبان، جلده اسود جدا وتخين زي جلد التمساح، شكله مرعب، وطى علي ابراهيم والمره دي مسك عينه الاتنين وطلعهم من مكانهم، وبالسكينه دبحه ورسم علي صدره علامه جديده.
وبعدها طبعا سمعت نفس الصوت:
– تم فتح الباب الرابع وقبول القربان الرابع.. ( العين )، معاد القربان الاخير عند اكتمال البدر، ولك الهلاك والعقاب علي خيانه العهد.
وبص لي بصه بصه غضب رهيب، دي كانت اول مره اشوف كل حاجه وانا صاحي، جثه ابراهيم قصادي وعاشور ماسكه فيه النار، ومع ده كله لقيت سهم عالارض بينشف والدايره الصغيره بتنشف وفضل سهم واحد، والوحش ده بيبص لي وانا مرعوب، بس انا عارف اني مش هموت دلوقتي.. لسه يومين، وفي لحظة.. اختفي زي ماظهر، خرجت من القصر بصرخ زي المجنون، ماكنتش متحمل كميه الرعب اللي عيشتها، الناس اتلمت عليا وسالتني عاللي حصل، ولما قولتلهم.. ماحدش بقى مصدقني، ف جابوني هنا، انا مابكدبش يادكتور صدقني، والله انا مش بكدب.
– طب اهدى يامنصور.. اهدى.. انا هخلي الممرضه تديلك منوم وترتاح وبكره نكمل.
– مفيش بكره يادكتور، بقولك النهارده المعاد ، انا مش عايز انام … مش عايز انااااااااااااااااااام .. مش عايز.
وبس.. لحد هنا كانت كل التسجيلات والورق اللي معايا خلصت، بعدها حسيت ان مفيش اي حاجه تثبت كلام دكتور مصطفي، دي تسجيلات لواحد بيستهبل، حسيته مقلب من مصطفي زي عادته، وبعد ما عدى الاسبوع واتجمعنا تاني انا ومصطفي وايهاب وعزيز واتفتح الكلام، قولتله…
– قعدت تقولي اقرا واسمع وهاتتاكد ده مجرد كلام من واحد بيحاول يهرب من العقاب.. ده بيستهبل يا دكتور.
– يعني انت حللتها كده؟
– التفسير المنطقي ان منصور ده عارف بحوار الكنز او سمع عنه، وقرر يستغل حاله الهلع اللي كانت عند ولاد عمامه ويقتلهم، وهو اللي عمل التأليفه دي كلها عشان يعمل مجنون ويهرب من العقاب، او ممكن عشان الميراث عمل فيلم كده، وده عشان ياخد هو كل حاجه.
رد عزيز :
-لا يااستاذ.. القانون بيقول القاتل لايرث.
وقتها رديت :
-هو ماكانش عارف انه هايتقفش.
ضحك مصطفي وقالي :
-انا سيبتك تقرا الحكايه كلها، لكن ماقولتلكش النهايه كانت ايه، وليه انا ماعرفتش احل اللغز، انا رايي تحكي انت اللي عندك يا عزيز.
وساعتها قال عزيز :
-انا كنت المحامي اللي كلفوه اهل منصور بالدفاع عنه، حسيت ان قواه العقليه مش تمام، الصور بتاعه الشباب دي انا اللي جيبتها لمصطفي لما عرضت عليه يتابع القضيه بنفسه، بس مع الاسف دي كانت اقصر قضيه اترافعت فيها، لان بعد يومين بالضبط وفي نفس التاريخ والوقت اللي قال عليهم منصور، لقينا جثته، قضيه مكملتش 24 ساعه من وقت القبض عالجاني، وكانت مدتها 14 يوم من اول ضحيه اتقتلت، وفي صور تانيه معايا انت ماشوفتهاش.
طلع لي صوره لشاب وشه مشوه ومتعلق في ملايه، زي مايكون شانق نفسه ودماغه مليانه دم بشكل غريب، وصوره تانيه فيها رسمه عالارض، دايرتين جوه بعض، واسهم كتير طالعه منها.
رديت بثقة وانا ببتسم :
-برضه مش اثبات، تلاقيه لما حس انه ميت ميت.. قرر هو يموت نفسه بأيده.
راح مصطفي طلع لي تقرير طبي تاني مكتوب فيه :
الاسم : منصور سعيد ناجي
السن : 18 سنه
سبب الوفاه : كسر في الجمجمه من خلف الراس، وقد قام الجاني بشق اسفل الراس وانتزاع المخ بالكامل، ثم قام بشنق المتوفي والقيام بنقش حروف غير مفهومه بأداه حاده علي الصدر.
وصور للوشم اللي عالصدر وشكل الراس وهي مفتوحة حرفيًا من ورا!
بعد كده قالي مصطفي :
-ها.. لسه شايف انه انتحر ؟.. ايه، هيطلع مخه من مكانه بأيده مثلا وهيشنق نفسه.. طب ايه، هيشنق نفسه قبل ولا بعد؟.. والوشم اترسم امتي ؟
بلعت ريقي بقلق ورديت :
-لا انا كده توهت ومش فاهم ايه اللي حصل ؟
رد مصطفي :
-بعد اخر شريط انت سمعته، خليت الممرضين ادوله حقنه منومه، ودخلناه اوضه مقفوله، وحاولنا اننا نشيل من قصاده اي حاجه ممكن يأذي بيها نفسه، لدرجه اني امرتهم يربطوا ايده ورجله في السرير ب كلابشات، بس الفضول خلاني حطيت كاسيت بيسجل تحت سريره، وصدقني مش عارف ليه عملت كده، وده شريط الكاسيت الوحيد اللي انت مسمعتهوش.
طلعه من جيبه وقام حطه في جهاز الكاسيت، وفضلنا حوالي ربع ساعه مفيش اي صوت، بس والله ياابني بعدها انا جسمي كله قشعر من اللي سمعته، وكانت اول مره اصدق في الجن والعفاريت، وان فيه سحر وسحره ملاعين ربنا يكفينا شرهم، وده لأني سمعت همهمه بكلام مش مفهوم، صوت زي صوت التعابين، وسمعت صوت منصور بيصرخ:
– حرام عليك متموتنيش، انا معملتش حاجه، حرام عليك.
وفجاه صوته اتغير كأنه بيتخنق وسمعت صوت خبط،
وبعدها صوت كانه جاي من جهنم
– تم فتح الباب الاخير و قبول القربان الاخير(العقل) وعوده طهموش.
تمت
محمد_شعبان
زينب_ابراهيم
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان
قصه وادي الغربان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى