قصص

قصه وش ميت

قصه وش ميت قصه وش ميت “السوق مليان وشوش، والرك بقى عالتربية، ولا دول ماتعلموش، ولا انفصام في شخصييية.. واقلب عالوش التاني واديهم الوش التايواني”

لما لقيته بيغني ومنسجم اوي مع الأغنية، طفيت الموبايل اللي كان مشغله على السماعات، وبصيتله من فوق لتحت بقرف..
-وذمتك ودينك يا شيخ، ليك نفس تغني وسط القرف والمشاكل اللي احنا فيها دي كلها!.. انت ايه ياض انت، مابتحسش!.. ماعندكش دم احمر زي اللي عند البني أدمين!
قولتله كلامي ده وقعدت على الكرسي اللي في اخر المحل وانا متضايق ومخنوق، قرب من ضهري وحط إيده على كتفي وبعد كده لف ووقف قصادي..
قصه وش ميت
-طب ولما ما اغنيش، عاوزني اعمل ايه يعني يا عم رشدي، احط إيدي على خدي واقعد جنبك بقى وافضل احرق في سجاير، ولا الطم واعدد زي الولايا؟!
طفيت السيجارة اللي كنت مولعها وبصيتله بقرف اكتر وهو واقف قدامي..
-لا يا عم زعزوعة، ماقولتش لا تعدد ولا تولول، انا كل اللي اقصده، إنك تفوق كده وتعرف حجم الكارثة اللي احنا فيها، احنا يا بيه اتراكم علينا فلوس بالكوم، اشي كهربا.. وفلوس ضرايب، ده غير الديانة اللي واخدين منهم البضاعة بالأجل، مش كل يوم والتاني واحد منهم يجي ويعمل لنا غاغة!.. وطبعًا الغاغة دي بتطلع سمعة على المحل وبتوقف حاله اكتر ماهو واقف اساسًا، واهو.. ادي النتيجة، قاعدين انا وانت ووشنا في وش في بعض بعد ما مشينا حتة العيل اللي كان بيشتغل معانا، عشان مش لاقيين ندفعله مرتبه، وطبعًا بقعدتنا انا وانت دي، لا بنبيع ولا بنشتري، المحل اهو.. حاله بقى واقف.
سكتت شوية وبعد كده كملت كلامي وانا ببص للشارع بضيق..
-والله انا ما عارف ايه اللي جرى للناس، هم بطلوا يلبسوا، ولا المشكلة من عندنا ولا ايه.. انا مابقتش عارف ولا فاهم حاجة!
سحب زعزوعة ابن عمي كرسي، وقعد قدامي.. بص لي لمدة ثواني وهو ساكت، بعد كد

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ه بص للمحل وكأنه اول مرة يشوفه، وبعد بصته دي بص لي تاني بتركيز وهو بيقرب مني اوي..

-العيب في الهيكل.. البوودي عدم اللامؤاخذة.
-العيب في الهيكل!.. هيكل ايه وبوودي ايه، انا مش فاهم منك حاجة.
-انا هفهمك.. لما يبقى عندك عربية وعاوز تشغلها في الإيجار، يعني تأجرها لناس زي ما معارض العربيات بتعمل يعني.. ياترى بقى هينفع تأجرها والبوودي بتاعها قديم ومهكع، ولا لازم تجددها وتروق عليها كده وتخليها عروسة، وبعد كده تأجرها؟!
جاوبته بسرعة ومن غير تفكير..
-لا طبعًا.. هجددها وهروق على شكلها عشان تغري الزباين ويأجروها باستمرار، بس ده ايه علاقته بالمحل برضه؟
قرب مني اكتر وهو بيكلمني بصوت واطي..
-افهم يا عم رشدي.. المحل ده هنعتبره واي كأنه عربية، والزبون اللي بيبص عليه من برة، هو الزبون اللي هيأجر مننا العربية، تفتكر بقى ممكن الزبون يتشد او يدخل المحل يشتري منه، وهو شكله قديم ومكتوب على يافطته الدنچوان!
سرحت شوية في كلامه، وبعد كده رديت عليه..
-اومال!.. تقصد ايه يا زعزوعة، ماتقصر وتجيب مالأخر!
-فل.. هقولهالك على بلاطة.. المحل ده عاوز يتروق، يعني من ابو ناهية كده، عاوز يتجدد.. ديكورات جديدة بقى ويافطة جديدة بأسم جديد، على شوية بضاعة مستوردة كده تتحط في واجهة البترينة، واتفرج ساعتها يا عم رشدي على الزباين اللي هتدخل لنا.
ضربت كف بكف بعد ما سمعت اللي قاله..
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. يا جدع انت دماغك دي فيها ايه، شايل مخك وحاطط مكانه صندل!.. بقولك مديونين وعلينا فلوس بالكوم، تيحي انت وتقولي توضيب ويافطة جديدة، لا وايه.. عاوز كمان شوية بضاعة مستوردة!… يا ابني هو مش الكلام ده كله عاوز فلوس، ولا احنا هنمشيها بالحب كده؟!
-لا طبعًا عاوز فلوس، بس الفكرة بقى دلوقتي مش في إنه عاوز فلوس ولا لأ.. الفكرة إننا متفقين على نفس الكلام، وطالما اتفقنا وانت شايف إن كلامي مظبوط، يبقى كده ماقدمناش غير الفلوس، اه.. سهلة.. هنتصرف فيها ونتوكل على الله ونجدد.
ضربت كف بكف تاني..
قصه وش ميت
-استغفر الله العظيم، هو انت بتقول اي كلام وخلاص، ولا انت رافع حاجة عالصبح ولا فيك ايه بالظبط!.. يا ابني واحنا هنتصرف في الفلوس دي منين بس؟
ابتسم ابتسامة هبلة وهو بيقوم يقف..
-سهلة يا عم رشدي.. انا امي شايلة وديعتين في البنك، فهتكلم معاها بالحب كده، وهخليها تفك واحدة منهم وتديهالي، وبأذن الله خير، ومن ناحيتك انت بقى، فانت تدور في دفاترك القديمة.. يعني، فكر كده لا يكون ليك فلوس عند فلان ولا علان.. ولو عرفت تتصرفلنا في مبلغ على الفلوس اللي هاخدها من امي.. يبقى كده اتعشت، ها.. قولت ايه؟
-قولت ايه في ايه.. لا طبعًا انا ماليش فلوس عند حد، بل بالعكس بقى، ده احنا مديونين زي ما انت عارف.
سكت زعزوعة لما قولتله كده وانا كمان سكتت، او تقدر تقول كده إن كل واحد مننا سكت لما وصلنا لطريق سد.. بس شهادة لله من بعد كلامه ده، انا فضلت سرحان طول اليوم من وقت ما نزلت المحل، لحد ما قفلت بالليل وطلعت البيت، ومع طلوعي للبيت وانا سرحان وشارد كده، مراتي خدت بالها إن دماغي مشغولة في حاجة، وعشان كده قربت مني وسألتني بحنيتها المُعتادة..
-مالك يا رشدي.. من ساعة ما طلعت من المحل وانت سرحان ومابتتكلمش.. احكيلي يا اخويا مالك، يمكن لما تحكي ترتاح.
اول ما قالتلي كده ما صدقت، وكأني كنت مستني عايدة مراتي تسأل عشان احكيلها على كل الكلام اللي دار ما بيني وما بين اخوها، مرزوق ابن عمي وشريكي، او زي ما اتعودنا نقول له من وهو صغير.. (زعزوعة).. فحكيتلها على كل الكلام اللي دار ما بيننا، وبعد ما خلصت، سَرحت لثواني وبعدهم قولتلها..
-هو برضه معاه حق.. احنا المحل بتاعنا ده ما تجددش من سنين، في الوقت اللي كل اصحاب المحلات اللي حوالينا، عمالين يجددوا ويصرفوا على مكان أكل عيشهم.. بس انا هعمل ايه يعني، ما كله على يدك.. انا مش هعرف اتصرف في أي فلوس من أي حد، وغير كده وكده كمان.. حتى لو فكرت استلف من حد، تفتكري مين ممكن يسلف حد في الايام الصعبة اللي احنا فيها دي؟!
بصت لي عايدة وفضلت ساكتة لثواني، ومن غير أي مقدمات، خبطتني على رجلي وقامت وقفت….
-ولا تشغل بالك يا اخويا.. ماتشيلش هم، انا هتصرف.
قالتلي كلامها ده وراحت ناحية الدولاب، فتحته وطلعت منه علبة الدهب بتاعتها اللي بمجرد فتحتها، حطتها قدامي على السرير..
-ده الدهب بتاعنا يا اخويا، خد منه وبيع وجدد المحل واشتري بضاعة، ولما ربنا يكرم وتجيلك فلوس.. ابقى هاتلي دهب غيره، او حتى ماتجيبش، المهم إننا نفضل مستورين.
بصيت للدهب وبصيتلها وانا ساكت، مابقتش عارف اقولها ايه.. انا حقيقي محتاج لكل جنيه هيجيلي من الدهب ده، وفي نفس الوقت برضه، مش هاين عليا اخد منها اي حتة دهب انا جيبتهالها في يوم من الايام!.. فضلت محتار والكلام واقف على طرف لساني لحد ما قولتلها..
-انا فعلًا محتاج لفلوس والمحل لازم يتجدد.. بس…
قاطعتني بسرعة قبل ما اكمل..
قصه وش ميت
-مابسش يا اخويا.. مابسش.. انت بيع الدهب وجدد محلنا، ماهو المحل ده مش بتاعك لوحدك، اه.. ده بتاعنا كلنا.. وتجديده ده هيبقى عشاننا وعشان مصلحتنا، وكمان عشان مصلحتنا، لازم المحل يفضل شغال، ولا انت شايف غير كده؟!
ماقدرتش ارد عليها بالرفض لما قالتلي كده، عايدة معاها حق، المحل ده باب رزق ليا وليها ولولادنا، وكمان لاخوها وامها، وعشان كلامها الموزون ده، وافقت إن انا اخد الدهب وابيعه، لكني قبل ما اخده، بوست على راسها وقولتلها..
-ربنا ما يحرمني منك يا اجدع زوجة وبنت عم في الدنيا، وربنا يقدرني واجيبلك احسن منه.
ولحد هنا بقى وقبل ما اكمل لك.. خليني اقولك انا مين بالظبط وايه اللي وصلني للنقطة دي.
انا رشدي اباظة رشدي، راجل عندي ٣٣ سنة، من القاهرة، او بالظبط يعني.. من حي السيدة زينب، ابويا وامي ماتوا ورا بعض، وقت ما كان عندي ١٥ سنة، وعمي هو اللي رباني من بعد موت ابويا ومن بعده امي.. امي اللي ماجابتش غيري لأنها شالت الرحم بعد ما ولدتني على طول.. ولو هتسألني رباني ازاي وهو عنده بنت، فانا هقولك إن انا ماكنتش عايش معاهم في نفس الشقة، انا فضلت عايش في شقة ابويا وامي الله يرحمهم، وعمي مراته كانوا تملي بيخلوا بالهم مني لأنهم عايشين في الشقة اللي فوقيا، هم وابنهم مرزوق اللي اصغر مني بحوالي تسع سنين، وبنتهم عايدة اللي كانت اصغر هي كمان، بس بحوالي خمس سنين .. ومع مرور الأيام، وشغل عمي في محل الملابس اللي هو وابويا كانوا وارثينه عن جدي.. انا كبرت، وبعد ما خلصت دبلوم، نزلت اشتغلت مع عمي وقت ما ابنه وبنته كانوا بيدرسوا، ومع مرور الأيام اكتر واكتر.. اتجوزت بنت عمي وعيشنا في شقتي، وعمي بعد جوازنا بحوالي سنتين كده اتوفى، فورثت انا وابنه مرزوق اللي دلعه “زعزوعة”.. واتسمى بالأسم ده لأنه كان بيحب القصب اوي وهو صغير، وكمان لأنه رفيع شويتين تلاتة.. واهي.. الدنيا فضلت ماشية لحد ما محل الملابس بتاعنا واللي قريب من العمارة اللي احنا ساكنين فيها في حي السيدة زينب، حاله بقى واقف.. لا بقينا بنبيع ولا بنشتري، وده طبعًا خلى وضعنا المالي بقى صعب اوي، وخصوصًا لما فلوس الكهربا والبضاعة اللي جايبنها بالأجل اتراكمت علينا، وابتدوا الديانة بقى مع الوقت يعملوا لنا قلق ومشاكل.. قلق ومشاكل فضلنا فيهم لفترة كبيرة اوي، لحد ما فكر زعزوعة في فكرة تجديد المحل اللي من بعد ما حكيت لمراتي عليها وقررت تساعدني، خدت الدهب بتاعها وبيعت نصه تقريبًا، وبالفلوس اللي خدتها من بعد ما بيعت الدهب، وفلوس الوديعة بتاعت أرملة عمي، قدرنا نجمع مبلغ محترم ونوينا نجدد المحل، ومن عند تجديد المحل، بتبدي الحكاية تاخد شكل تاني خالص، او بالظبط يعني، من عند اليوم اللي نزلت فيه من البيت ودخلت المحل على زعزوعة، يومها لقيته واقف بيتشاكل مع صبي القهوجي كالعادة..
-انت ياض انت مش هتبطل نصب انت والمعلم بتاعك؟.. قهوة ايه اللي بسبعة جنيه، ما انا بقالي سنين بشربها بخمسة، ايه الجديد يعني؟!
رد عليه صبي القهوجي وهو شوية شوية هيعيط ياعيني..
-وانا مالي يا عم زعزوعة، ما الأسعار هي اللي غليت، وبعدين دلوقتي القهوة بقت بتيجي في كوباية كارتون عشان الفيرس بعيد عنك.
-اه اه.. حَور بقى وقولي فيرس ومكرونة.. ما خلاص استفضينا من الحوار ده.. هي خمسة جنيه مافيش غيرها، وألا ورحمة ابويا ها..
قصه وش ميت
قاطعته قبل ما يكمل وقربت منه..
-بس يا ابني بقى، خمسة ايه وسبعة ايه.. ما تدي للواد اللي هو عايزه، تعالى يا حماصة.
قرب مني صبي القهوجي اللي مسحت على راسه، وطلعت من جيبي عشرة جنيه واديتهاله..
-خد ياسيدي، ادي عشرة جنيه.. خد السبعة بتوع زعزوعة، وهات لي قهوة كمان وتعالى خد خمسة.
ضحك الواد وسابني ومشي، قربت من ابن عمي اللي بص لي بضيق..
-يا عم رشدي كده هيطمعوا فينا.. انت مش شايف حالتنا عاملة ازاي، ده احنا بنكح تراب يا جدع.
رديت عليه وانا بقعد على كرسي من كراسي المحل..
-يا ابني اسلك بقى عشان ربنا يكرمنا في اللي احنا داخلين عليه، ده الواد طول النهار شقيان وطالع عين اللي جابوه عشان في اخر اليوم يلاقي لقمة حلال، لا وايه.. انت كمان واقف تفاصل معاه في اتنين جنيه.. يا أخي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
شوح لي بإيده وكأن كلامي مالوش لزمة يعني، بعد كده مسك كشكول كان فاتحه وقرب مني..
-فكك من حماصة ومن القهوة بقى وقول لي.. احنا هنسدد لمين الأول، ام شفعات الدلالة اللي بنتها كل يوم والتاني تيجي تعمل لنا هوليلة قصاد المحل، عشان فلوس القمصان المتأخرة.. ولا للواد ناصر ابن عمك حامد اللي جه وزعق معانا اول امبارح.. ولا.. ولا نسدد الأول لفرج اللي بيجيب لنا البضاعة المستوردة؟!
بصيت في الكشكول بتركيز وبعد كده قولتله..
-لا.. احنا نسدد لفرج، وهقولك ليه.. احنا كده كده هنحتاجه لأنه هيجيب لنا البضاعة الجديدة اللي هنحتاجها بعد التوضيب، وبعده نسدد لام شفعات لأنها برضه بتجيب لنا قمصان مستوردة، وخلي الواد ناصر ده في الأخر خالص، كده كده عمك حامد من منطقتنا ومننا وعلينا، بس المهم بقى قبل ده كله، فين الراجل بتاع الديكورات اللي قولت عليه؟!
-زمانه على وصول.. على ما تشرب قهوتك، يكون جه.
خلصت كلام مع ابن عمي وقعدت احسب في الفلوس اللي هندفعها لحد ما حماصة جاب لي القهوة.. القهوة اللي شربتها وولعت سيجارة وفضلت مركز في الحسابات لحد ما لقيت زعزوعة بيرد على تليفونه، بعد كده وقف قصاد باب المحل وسلم على شاب كان ماسك في إيده لابتوب، ودخلوا هم الاتنين..
-ده رشدي.. ابن عمي وشريكي يا فرغلي.. وده فرغلي بتاع الديكورات اللي قولتلك عليه يا رشدي.
سلمت عليه وانا ببتسمله، فسلم عليا هو كمان وابتدينا نتكلم في الشغل، فَتح اللابتوب وابتدى يفرجنا على اشكال محلات لحد ما زعزوعة قال له..
-بس.. الاستايل ده جامد، هو ده المطلوب.
بصيت له باستغراب اوي لما قال كده..
-مطلوب ايه.. ده كده هيبقى بيت رعب، مش محل ملابس، انت مش شايف يا ابني كمية الوشوش العجيبة اللي متعلقة على حيطان المحل، ولا الديكورات اللي تخض دي؟!
اتدخل وقتها فرغلي وقال لي..
-لا يا استاذ رشدي، مش بيت رعب ولا حاجة، دلوقتي المحلات ديكوراتها مابقتش زي زمان، ماهو الناس دلوقتي بقوا بيتشدوا للحاجة الغريبة، وكل ما تعمل الديكور غريب، كل ما الزبون هيتشد لمكانك وهيدخل لك اكتر.
خبط زعزوعة فرغلي في كتفه وهو بيقولي..
-سامع.. سامع الناس اللي عندها بُعد نظر، وبعدين فرغلي ده عم الديكورات.. ده مش بس بيعمل ديكورات للمحلات، ده كمان بيعمل ديكورات لفلل ولأماكن فخمة اوي، وفوق ده كله بقى.. ساعات بيعمل ديكورات للمرسح.
رفعت حاجبي وانا ببص له اوي..
-مرسح كمان!.. لا بسم الله ماشاء الله.. طب واقتراحات حضرتك ايه بقى لأسم اليافطة يا أستاذ مرسح.. قصدي يا استاذ فرغلي؟
رد عليا فرغلي وهو بيبص لي وبيبص لابن عمي..
-لا.. موضوع الاسم ده حاجة انتوا اللي بتختاروها، وكمان انتوا اللي بتختاروا المكان اللي هنشتري منه الديكورات لأنها متفاوتة في الأسعار.
وفعلًا.. انا وزعزوعة قعدنا مع بعض واتفقنا على أسم للمحل، وكمان اتفقنا على الأماكن اللي هنجيب منها الديكورات، او بالتحديد يعني.. زعزوعة هو اللي بص لي وبص لفرغلي بكل ثقة وقال لنا..
-لو على الديكورات.. فانا معارفي بالناس اللي هنشتري منهم كتير اوي، زي مثلًا عبد الفتاح ابن عم محمد بتاع ورشة الخشب، اهو ده بقى زبون عندي، وكمان الورشة بتاعته بتعمل الأشكال الغريبة بتاعت الوشوش الخشب دي، فمن الأخر كده.. بدل ما نروح لمحلات انتيكة ونشتري منها، احنا نروحله ونخليه يعملهالنا بسعر الجملة.
وبرضه اللي قال عليه زعزوعة حصل، راح هو واتفق على كل الديكورات وابتدوا العمال شغل في المحل، وده طبعًا بعد ما سددنا الفلوس اللي علينا للناس اللي ذكرتهم، وكمان دفعنا مُقدم البضاعة الجديدة، لكن بعد ما توضيب المحل خلص، ووقت ما كنا بنرص الديكورات الاخيرة والبضاعة، فجأة وقف زعزوعة وقال لي باستغراب وهو ماسك قناع خشب غريب كده، قريب في شبه من بقية الاقنعة اللي علقها على الحيطة..
-بقولك يا رشدي.. الوش ده لقيته في الكرتونة مع الوشوش، هو زيادة.. فوق الطلبية يعني، بس تفتكر الواد عبد الفتاح حطهولي جدعنة منه فوق البيعة، ولا ممكن يكون اتحط بالغلط؟!
كنت مشغول في رص البضاعة لما قال لي كلامه ده، فشاورتله بإيدي وانا بقوله..
-ماعرفش يا اخي.. ما تاخد الوش وتروح انت تسأله، وسيبني بقى اخلص اللي ورايا، انا لسه ورايا هم ما يتلم والافتتاح خلاص بكرة.
قصه وش ميت
وقف زعزوعة هرش في راسه، بعد كده حط الوش في مكان ما على الحيطة اللي في اخر المحل..
-لا يا عم مش هروحله، انا خلاص اعتبرته هدية، ولو جه وسأل عليه، انا ممكن اديله فلوسه، او ارخم عليه واقوله إنه هدية.. اصله عجبني بصراحة وانا علقته خلاص.
ماهتمتش بكلام زعزوعة وكملت رص في البضاعة، وبعد يوم مرهق ومتعب، روحت نمت.. وتاني يوم عملنا افتتاح للمحل والحمد لله بيعنا كويس، لكن تاني يوم الافتتاح على طول، وبعد ما نزلت المحل متأخر وفضلنا شغالين بيع طول اليوم انا وابن عمي، اول ما الساعة جت ١١ بالليل والرِجل بقت اهدى شوية في المحل، لقيت زعزوعة واقف قدامي وبيقولي بتعب وهو بيفتح عينه بالعافية..
قصه وش ميت
-خلااص.. انا جيبت جاز، من قبل الضهر وانا واقف على رجلي لما خلاص هموت، انا هروح البيت انام عشان اقدر افتح بكرة من بدري، وانت بقى خليك سهران، ووقت ما تلاقي الشارع بقى هادي والمحلات بتقفل، ابقى اقفل معاهم.
بصيتله وانا بعد الفلوس وبحطها في درج المكتب الصغير اللي قصادي..
-حاضر يا زع زع بيه.. تحت امرك، اتفضل انت روح وماتشيلش هم، انا هفضل قاعد لحد الفجر لو حبيت.
ضحك على كلامي وهزرنا شوية وخد بعضه وروح.. روح وسابني قاعد لحد ما الساعة جت ١٢ ونص، بعد نص الليل، في الوقت ده كانت المحلات اللي حواليا ابتدت تقفل، فهديت نور المحل شوية، وقعدت على كرسي المكتب وريحت ضهري لورا.. ويادوب غمصت عيني لثواني وانا بفرك فيهم، فجأة اتنفضت في مكاني لما حسيت إن حد ضربني بالقفا!
قومت وقفت وانا بتلفت حواليا زي المجانين، المحل كان فاضي ومافيهوش حد غيري!
قعدت في مكاني وبصيت على الشاشة اللي بيتعرض فيها فيديو كاميرات المراقبة بتاعت المحل، رجعت الفيديو بتاع الكاميرة الداخلية دقيقة لورا، وساعتها برقت للشاشة وانا مفزوع!
انا شوفت فيها حاجة غريبة اوي، زي ما يكون خيال او ضل اسود عدى من ورايا بسرعة، في الثانية اللي غمضت عيني فيها!
قفلت الشاشة بسرعة، وقومت قفلت المحل وانا بقول لنفسي، إن انا بكرة الصبح لازم اوري الفيديو ده لزعزوعة.
خلصت تقفيل في المحل وطلعت على البيت جري، واول ما دخلت، مالقتش لا مراتي ولا عيالي!
طلعت موبايلي من جيبي واتصلت بيها، ولما ردت عليا بعد كام رنة، عرفت إنها طلعت تبات عند امها هي والولاد، وده لأن حماتي تعبانة شوية ومحتاجة رعاية منها، وكمان طلعتلها لأن اخوها اول ما طلع من المحل، نام وماقدرش يسهر يراعي امه.. ف اطمنت عليها وعرفت منها مكان الاكل اللي بعد ما سخنته واتعشيت، دخلت اوضتي، بس بعد ما فردت جسمي على السرير واتغطيت، ومسكت ريموت التلفزيون اللي كان قصادي على طول وشغلته، بعد حوالي نص ساعة او ازيد، لقيت باب الأوضة بيتفتح بالراحة، اتعدلت في مكاني وبصيت بترقب عشان الاقيه مرة واحدة اتفتح على اخره، ومراتي واقفة قصاده!
بصيت لها باندهاش اوي وسألتها..
-انتي نزلتي امتى يا عايدة؟!.. وبعدين انا ماسمعتش صوت باب الشقة وهو بيتفتح ولا حتى حسيت بيكي، هي مرات عمي كويسة؟!
هزت لي راسها بمعنى اه.. بعد كده دخلت وفردت جسمها جنبي على السرير من غير ما تنطق بولا كلمة، سيبتها نامت وقولت إنها تعبانة ولا حاجة وفضلت قاعد مركز مع التلفزيون، لحد ما ابتدى يطلع من مراتي صوت غريب وهي مدياني ضهرها، كان صوت أشبه بصوت الحشرجة، استمر يادوب لثواني، ومرة واحدة.. اتحول لصوت حيوان او كلب بيزوم!
قربت إيدي منها وخبطت على ضهرها بالراحة وانا مقلق منها..
-عايدة.. انتي.. انتي كويسة؟!
لكنها برضه ماردتش عليا، فقررت ازقها اجمد وانا بقولها بصوت اعلى..
-يا عايدة.. انتي كويسة بقولك.. ما تردي عليا يا..
وقبل ما اكمل كلامي، لقيت عايدة مسكتني من دراعي بقوة غريبة، وكأنها راجل مش ست، وفعلًا الإيد اللي مسكتني دي، ماكانتش إيد مراتي ولا إيد ست من أساسه، دي كانت إيد لراجل بشرته سمرا.. ومع المسكة دي ووقت ما كنت بحاول اسحب إيدي منها، فجأة لقيت صاحب الإيد لَف وبص لي، وساعتها حسيت إن جسمي كله بيترعش من الخضة، انا اللي جنبي ماكانتش مراتي، ده كان راجل فعلًا لون بشرته سمرا.. وشه مافيهوش ملامح.. او تقدر تقول بالبلدي كده، إن ماكنش له وش من اساسه، اللي قصادي ده كان شخص وشه متشال، ولما بقول وشه متشال.. فانا ماقصدش إن جلد وشه متشال واللي باين منه عضم، لا.. انا اللي اقصده إن راسه مقطوع منها الجزء بتاع الوش ده كله.. مقطوع بقى بالجلد والعضم وكل حاجة، ومش باين منه بس، غير منظر مقرف ومقزز.. منظر خلاني زقيت إيده بسرعة وطلعت اجري ناحية باب الأوضة اللي اول ما وصلتله، اترزع بكل قوة!
فضلت احاول افتح في الباب، لكنه ماكنش بيفتح، ولما فضلت اخبط وازعق على أمل إن حد يلحقني من المخلوق الغريب اللي معايا في الأوضة ده، غصب عني وقفت مرة واحدة، وقفت اول ما سمعت صوت خطوات رجله وهو جاي من ورايا، كانت خطوات صوتها غريب ورعب.. وكأنه بيجر رجله، مابيمشيش عليها، وقفت لمدة دقيقة كده وانا مش عارف اتصرف ازاي، هل ابص ورايا، ولا اخبط على الباب تاني واحاول افتحه ولا اعمل ايه!
مخي وقف عن التفكير، بالظبط زي الزمن اللي حسيت إنه وقف بيا، لحد ما فجأة وغصب عني، لفيت وبصيتله بسرعة، وساعتها صرخت بعلو صوتي لما لقيته في وشي بالظبط، وبسرعة رهيبة، مسك رقبتي بإيده اليمين ورفعني من على الأرض، وبإيده الشمال.. كتم بوقي عشان ماصرخش، فضلت ارفس برجليا وانا متعلق في الهوا وضهري للباب، لكن مافيش فايدة.. قوته كانت اكبر بكتير من مُقاومتي، فبالتالي.. ابتديت اسلم وشوية بشوية لحد ما فقدت الوعي والدنيا ضلمت تمامًا من حواليا.. يتبع
(ده الجزء الأول من قصة وش ميت.. )
قصه وش ميت
٢
مخي وقف عن التفكير، بالظبط زي الزمن اللي حسيت إنه وقف بيا، لحد ما فجأة وغصب عني، لفيت وبصيتله بسرعة، وساعتها صرخت بعلو صوتي لما لقيته في وشي بالظبط، وبسرعة رهيبة، مسك رقبتي بإيده اليمين ورفعني من على الأرض، وبإيده الشمال.. كتم بوقي عشان ماصرخش، فضلت ارفس برجليا وانا متعلق في الهوا وضهري للباب، لكن مافيش فايدة.. قوته كانت اكبر بكتير من مُقاومتي، فبالتالي.. ابتديت اسلم وشوية بشوية لحد ما فقدت الوعي والدنيا ضلمت تمامًا من حواليا..
قصه وش ميت
فضلت فاقد للوعي لفترة مش فاكر قد ايه، هو كل اللي انا فاكره، إني فُقت على صوت رنة موبايلي اللي كان جاي من بعيد!
فتحت عيني لقيت نفسي نايم على الأرض وضهري مسنود على باب أوضة النوم المقفول، قومت بسرعة من مكاني وانا بدور عليه في كل مكان، الشخص اللي كان معايا في الأوضة وخنقني ده راح فين؟!.. حرفيًا قلبت الأوضة عليه وفي الأخر مالقتهوش، فاضطريت في النهاية إن انا اروح ناحية على موبايلي اللي كان على الكومودينو وارد على زعزوعة، والمفاجأة الأكبر هنا بقى، إن انا لما رديت عليه لقيته بيقولي..
(انت فين يا عم رشدي.. العصر آذن بقاله اكتر من نص ساعة وانت لسه نايم، ومراتك يا سيدي هي كمان لسه نايمة، بس هي معاها عذرها، دي ياعيني طول الليل سهرانة جنب امي.. ما تفوق كده يا عم وانزل لي بقى)
قفلت معاه ودخلت خدت دش، بس الاغرب بقى من كل اللي انا مريت بيه، سواء من اللي شوفته بالليل واللي انا متأكد إنه مش حلم، او نومي لساعات طويلة بالشكل ده، هي علامات الصوابع الزرقا اللي لقيتها على رقبتي، مكان ما العفريت او الشىء ده كان بيخنقني!
قصه وش ميت
العلامات دي اللي اول ما شوفتها، خلصت حمامي بسرعة وخرجت لبست ونزلت جري على المحل، ومع وصولي وقبل ما اتكلم مع زعزوعة في اي حاجة، حكيت له بسرعة على اللي مريت بيه من اول اللي حصل لي وانا قاعد لوحدي في المحل، لغاية اللي شوفته وانا بايت لوحدي في الشقة، وعشان اثبت له إن انا مش بخرف ولا بيتهيألي، وريته أثار الصوابع، وبعد كده شغلت التسجيل بتاع كاميرات المراقبة وقت ما كنت قاعد لوحدي في المحل، وهنا بقى كانت الكارثة الأكبر من كل اللي حكيته.. الفيديو ماكنش فيه اي حاجة غريبة، الخيال اللي انا شوفته وانا قاعد لوحدي بالليل، ماكنش له أي أثر في الفيديو!
بص لي ابن عمي باستغراب وبعد كده سرح وهو بيقولي..
-انت الظاهر كده يا رشدي، السهر بتاع الايام اللي فاتت والتعب حَل عليك وبقى بيتهيألك حاجات غريبة، وبقى يجيلك كوابيس وانت نايم.
اتعصبت عليه اول ما قال لي كده..
-انت عبيط يا ابني انت، بقولك شوفته بعيني زي ما انا شايفك دلوقتي كده، يعني ماكنش كابوس، وبعدين انا كنت نايم على السرير.. ولما صحيت، لقيت نفسي نايم قصاد الباب وجسمي مكسر… ايه بقى، بمشي وانا نايم يعني وانا اللي خنقت نفسي برضه لحد ما رقبتي علمت بالمنظر ده؟!
رفع كتافه وهو بيقولي بقلق..
-ماعرفش.. حقيقي مش عارف ولا لاقي تفسير، بس نصيحتي ليك، شغل قرأن وانت قاعد لوحدك في الشقة، ده لو يعني اختي مانزلتش تبات معاك هي والعيال وفضلت بايتة مع امي الليلة دي كمان.
سكتت ومابقتش لاقي كلام اقولهوله، وفضلت ساكت ومسهم طول اليوم لحد ما الليل جه، وعلى الساعة حداشر ونص كده، استأذن زعزوعة وطلع البيت عشان ينام لأنه فاتح المحل من بدري، بس المرة دي بقى اول ما طلع، شغلت قرأن في المحل وفضلت قاعد بتلفت حواليا لحد ما مرة واحدة، لقيت صوت القرأن سكت!
طلعت الفلاشة اللي كنت حاططها في السماعات وحاولت اشغلها تاني، وبرضه ماشتغلتش، ساعتها بقيت هتجنن.. السماعات الصب منورة وكل حاجة شغالة، بس كل ما احاول اشغل عليها قرأن، سواء من موبايلي او من الفلاشة، مابتنطقش!
قصه وش ميت
سيبت الصب وروقصه حت قعدت على الكرسي، وفضلت قاعد في مكاني وانا مركز اوي على الشاشة اللي شغال عليها فيديوهات كاميرات المراقبة… الدنيا كانت تمام وعادية جدًا لمدة دقايق، لكن بعد شوية، ابتديت الاحظ حاجة غريبة اوي.. الكاميرة كانت كل شوية صورتها تنطفي وترجع تشتغل تاني، ومش اي كاميرة.. دي نفس الكاميرةاللي متوجهة عليا وعلى نص المحل!
قربت من الشاشة وركزت معاها اكتر، عشان اتفاجىء بنفس وش الراجل اللي شوفته بالليل في أوضتي وهو بيبص للكاميرة!
اول ما شوفته بيبص لي من جوة الشاشة، اتنطرت من مكاني وبصيت حواليا، لكني مالقتش حاجة، المحل كان هادي والكاميرة في مكانها!.. ولما رجعت ابص للشاشة من تاني، مالقتش اي حاجة برضه، الصورة عادية ومابتتهزش حتى!
قفلت الشاشة من تاني، وقومت قفلت المحل وروحت على البيت، بس المرة دي قبل ما اطلع اتصلت بمراتي وسألتها اذا كانت في شقتنا ولا لأ، ولما جاوبتني وقالتلي إن امها لسه تعبانة، والمفروض إنها هتبات الليلة دي كمان عندها، قفلت معاها التليفون وطلعت شقة مرات عمي.. مرات عمي اللي بعد ما اطمنت عليها، قربت من عايدة وقولتلها..
-عايدة.. بقولك ايه، انا بشوف حاجات غريبة وانا بايت لوحدي تحت، ما تنزلي تباتي معايا الليلة دي وبكرة الصبح ابقي اطلعي لمرات عمي.
ضحكت لما قولتلها كده وقالتلي بكسوف..
-يا راجل.. بقى خايف برضه تنام لوحدك، ولا انا وحشتك ومابقتش قادر تنام ولا ليلة بعيد عني.
-وحشتيني ايه ونيلة ايه بس يا عايدة.. بقولك شوفت زفت عفريت ولا جن وانا نايم لوحدي وكان هيموتني، انا خلاص.. مش هنام لوحدي تحت تاني.
اتعصبت لما قولتلها كده وردت عليا بضيق..
-يا راجل.. ده بدل ما تجاملني وتقول لي لا يا حبيبتي طبعًا وحشتيني، تقوم تقولي وحشتيني ايه ونيلة ايه، طب ايه رأيك بقى إن انا مش هنزل ولا هسيب امي تبات لوحدها إلا لما تخف.. ولو على النوم لوحدك يا سي رشدي، اخرج نام على كنبة الصالة اللي برة دي، والصبح ابقى ادخل نام مكان مرزوق اخويا لما يصحى.
قصه وش ميت
بعد ما سمعت من عايدة الكلمتين دول، خرجت من أوضة مرات عمي بعد ما اطمنت عليها، وخدت لي من دولابها بطانية، بعد كده روحت فردت جسمي على كنبة الصالة لحد ما غمضت عيني اول ما حسيت بالدفا وابتديت اروح في النوم.. لكني بمجرد ما نمت، حلمت بحلم غريب اوي.. حلمت إن انا واقف في مكان غريب مليان اشجار، وقصادي بالظبط كان في نار مولعة في الأرض، وحوالين النار دي.. كان في تلات رجالة واقفين، اتنين منهم كانوا ماسكين راجل من درعاته وكأنهم مكتفينه، والمميز فيهم بقى هو شكلهم ولبسهم.. الناس دول افارقة، بالتحديد يعني من وسط او جنوب افريقيا، وده ببساطة كده لأن بشرتهم سمرا ولبسهم شبه لبس القبائل الأفريقية اللي بشوفهم في التلفزيون.. بس المصيبة الكبيرة بقى ماكانتش في اشكالهم ولا في اللي هم بيعملوه، المصيبة الأكبر كانت في الراجل التالت اللي قرب منهم، كان ماسك في ايده سلاح ابيض كبير شبه السيف، رفعه لفوق ونزل بكل قوة على رقبة الشخص المتكتف، عشان يفصل راسه تمامًا عن جسمه!
اتدحرجت الراس دي ووصلت تحت رجلي، وقبل ما اركز معاها او حتى ابص لها، لقيت إيد سمرا برضه اتمدت وخدتها، كانت إيد راجل من الاتنين اللي كانوا مكتفين الشخص اللي اتدبح.. خد الراس وراح بيها بعيد، وفي لحظة.. لقيت المشهد حواليا بيتبدل.. كنت واقف وسط مكان مقفول.. زي خيمة كبيرة وانا واقف في نصها، وقصادي بالظبط، كان نفس الراجل اللي خد الراس، وبرضه الراس كان في إيده، بس المرة دي بقى، كان حاططها على ترابيزة خشب شبه الترابيزات اللي بتبقى عند الجزارين وبيقطعوا عليها اللحمة.. والوقعة السودة هنا، إنه كان بيسلخ الراس بكل سهولة وكأنه جزار بني أدمين، وبعد ما سلخها وبقت عضم، ابتدا ينشر العضم ده بمنشار لحد ما قَسم عضم الراس نصين بالطول.. لحظات مروا عليا عُمر بحاله وانا بتمنى اصحى عشان المنظر القذر اللي انا شايفه ده يختفي، وفعلًا المنظر اختفى وانا صحيت، بس في الحقيقة انا صحيت على مصيبة اكبر، والمصيبة دي كانت صوت زعزوعة اللي لقيته بيزق فيا وهو بيقول لي..
-قوم يا رشدي.. قوم بسرعة في كارثة، الناس اللي ساكنين في العمارة اللي فيها المحل اتصلوا بيا وقالوا لي إن في دخان جامد اوي خارج من المحل.. المحل بيولع يا رشدي.. قوم بسرعة، شقانا بيتحرق.
قومت بسرعة وجريت انا وهو على المحل، واللي قاله كان مظبوط.. النار كانت ماسكة في المحل من جوة والباب مقفول، فتحناه بسرعة وابتدينا نطفي نار احنا والجيران، لكن النار كانت غريبة، كل ما كنا نرمي جواها مايه او تراب.. كانت بتعلى اكتر.. وعلوها ده وقرب زعزوعة من المحل، خلوا جزء منها يمسك في دراعه وبالفعل اتحرق.. ولأن الناس كانوا مشغولين بالنار القوية اللي خارجة من المحل، فزعزوعة فضل يطفي في دراعه وانا فضلت اساعده من غير اي فايدة، وعقبال ما المطافي جت وانا طفيته، كان المحل بقى رماد، وزعزوعة هو كمان دراعه كان اتحرق بشكل كبير جدًا!
بعد كده كل اللي انا فاكره كانت صدمات وصور متلاحقة مريت بيها.. شكل المحل بعد ما المطافي طفته وهو متفحم، المستشفى اللي اتحجز فيها زعزوعة بسبب الحرق القوي اللي في دراعه، وانتهت المشاهد دي بوقوفي جوة المحل وهو متفحم، ومعايا بعض الجيران اللي ساعدوني في إننا نخرج بواقي البضاعة والاكسسوارات.. وبعد ما خرجنا كل الحاجات اللي يعتبر كان في أجزاء منها سليمة إلى حد ما.. لفت نظري من وسطهم حاجة غريبة اوي، الوش الخشب اللي كان متعلق عند الحيطة اللي في أخر المحل.. الوش ده كان في جزء منه محروق، والجزء اللي اتحرق من الخشب ده خلاني اشوف اللي جواه بوضوح.. ده.. ده.. ده عضم بني أدم!!!
قصه وش ميت
مسكت الوش وانا مبرق ومابقتش عارف اعمل ايه، الوش ده هو سبب كل المصايب، المحل ماحدش حرقه، ولا حتى كان جواه أي حاجة ممكن تحرقه، ده غير فيديوهات كاميرات المراقبة اللي مرتبطة بموبايلي، الفيديوهات اللي لما بصيت فيها بعد الحريق، شوفت النار وهي طالعة لوحدها من عند اخر المحل، وكمان انا متأكد قبل ما اقفل إن كل حاجة كانت سليمة… وبعدين هو اشمعنى يعني كل البضاعة اللي في المحل اتحرقت والوش ده ماتفحمش، غريبة اوي دي.. مع إنه كان في الوش بالظبط، والحيطة من حواليه كلها متفحمة تمامًا!
في الوقت ده وانا ماسكه وباصص له باستغراب، افتكرت حاجة مهمة اوي.. ده نفس الوش اللي زعزوعة قال إنه ماطلبوش من عبد الفتاح وجاله بالغلط مع الوشوش التانية، ايوة.. هو عبد الفتاح.. انا لازم اروح لعبد الفتاح ابن عم محمد واعرف الزفت ده اصله ايه.
خدت الوش وطلعت جري على ورشة عم محمد اللي ابنه عبد الفتاح بيديرها، دخلت على عبد الفتاح ورزعت الوش على المكتب اللي هو قاعد عليه وقولتله بزعيق..
-الزفت ده اصله ايه.. انا بقالي ايام بشوف حاجات غريبة، وكمان محلي اتحرق وابن عمي في المستشفى وبيتي اتخرب، وكله بسبب الزفت ده.. انطق، الوش اللي جواه عضم بني أدم ده اصله ايه؟!
مسك عبد الفتاح الوش وبدأ يقلب فيه بقرف…
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم على الصبح، بقى انت جايلي الساعة تمانية الصبح عشان تقول لي إن الوش الغريب ده خرب بيتك!.. طب ايه رأيك بقى يا عم رشدي إن الوش ده اصلًا مش من عندي، اه والله العظيم.. انا اصلًا مابشتغلش في الشكل ده.
قرب منه ومسكته من رقبته بغضب..
-وديني وما أعبد يا عبد الفتاح، لو ما قولتلي الوش ده اصله ايه وحطيتهولنا في الاكسسوارات اللي طلبناها منك ليه، لا هكون جايب أجلك.
زق إيدي بقوة وقال لي بعصبية اكتر..
-يا عم حلفتلك بالله العظيم إنه مش من عندي، وبعدين هو لو من عندي وجالكوا فوق البضاعة او جالكوا بالغلط، تقدر تقول لي بقى انا مش هسأل عليه ليه، يا سيدي الوش ده احنا أصلًا مانعرفش نعمل الشغل اللي فيه، ده شغل افريقي على ابوه… طب هقولك انا بقى على حاجة من الأخر… ياض يا بدر.. انت ياض يا بدر.
اول ما نده بصوت عالي وقال يا بدر، جه واحد من صبيانه وقاله بطاعة..
-اوامرك يسطى عبده؟!
مسك الوش وشاور بيه للواد..
قصه وش ميت
-البضاعة اللي انت حطيتها في الكرتونة اللي راحت لمحل عمك زعزوعة، كان فيها الوش ده؟!
ارتبك الواد اول ما شاف الوش وبلع ريقه بالعافية..
-ها!.. لا لا.. الوش ده.. الوش ده مش..
قربت من الواد وقولتله وانا مبرق..
-الوش ده مش ايه.. انت تعرف حاجة ومخبيها؟!
بِعد الواد عني وفضل ساكت، فخرج عبد الفتاح من ورا مكتبه ومن غير اي كلام ضربه بالقلم..
-انت بتحور.. جيبت منين الوش ده ياض..ايوة ما انا اللي مربيك وحافظك صم، انت شكلك كده بيقول إنك بتحور.. انطق ياض وقولي، انت اللي حطيت الوش ده في الكرتونة؟!
حط الواد إيده على وشه وابتدى يعيط..
-وربنا.. وربنا يا اسطى انا ما ليا ذنب.. انا ما ما ما..
-انت لسه هتمأمأ.. الوش ده جه للكرتونة ازاي، وماتكدبش عليا وتقولي ماعرفش، ماهو اكيد السما ماكانتش بتمطر وشوش خشب وانت رايح لهم بالكرتونة…. ما تنطق ياض ولا هربطك في المخزن لحد ما يبان لك صاحب..
-حاضر يسطا.. حاضر… انا هحكيلك على كل حاجة، ناصر.. ناصر ابن خالتي هو اللي لما قولت قدامه إن عم زعزوعة بيوضب المحل، وطالب مننا طلبية وشوش زينة، اتضايق اوي وفضل ساكت.. وبعدها بيوم سألني عن معاد تسليم الطلبية فقولتله، وساعتها قال لي إنه هيديني حاجة احطها في الكرتونة، وقصادها.. قال لي هديك ٢٠٠ جنيه.. وفعلًا يا اسطى عبده، هو.. هو.. هو لما انا روحتله بالكرتونة، حط فيها الوش ده، وبعد كده انا قفلتها تاني وروحت بيها لعم زعزوعة، وبعد ما عملت زي ما قال لي، اداني ال ٢٠٠ جنيه.
قصه وش ميت
اول ما الواد قال كده، مسكت الوش وقربت منه..
-ناصر ابن خالتك ده يبقى مين.. اديني عنوانه وقول لي اسمه ناصر ايه.
-اس اس اسمه.. اسمه ناصر حامد، ابوه يبقى عم حامد تاجر الشنطة، جوز خالتي فوزية الله يرحمها.. ده حتى كان في مرة قال إن ابوه بيتعامل معاكوا وبيجيب لكوا البضاعة بالقسط و..
سيبت الواد بيتكلم وخدت الوش وطلعت جري على بيت حامد، ايوة انا عارفه.. عم حامد هو تاجر الشنطة اللي بيلف على مصانع الملابس وبياخد منهم شغل، وبعد كده بيبيعه للمحلات بالقسط وبسعر أغلى.. الراجل ده له عندنا فلوس واحنا بنتعامل معاه من زمان، بس ايه اللي يخلي ابنه يعمل فينا كده!.. والحقيقة السؤال ده مافضلش داير في عقلي كتيى، لأني عرفت اجابته اول خدت بعضي وطلعت شقته وفضلت اخبط لحد ما الباب اتفتح، واللي فتح لي كان ابنه ناصر.. ناصر اللي اول ما شافني، وشاف الوش اللي في ايدي، ضحك ضحكة شيطانية وهو بيقولي..
-حياتك الباقية، هعتبر إن بقى عندك دم وجاي تعزيني.. ادخل ادخل.. كنت حاسس إنك هتعرف.
ساب الباب مفتوح ودخل قعد على كنبة قصاد الباب، ف دخلت وراه وانا بقوله بصوت عالي..
-ايه الوش ده وزرعته وسط الاكسسورات بتاعتنا ليه؟!
مسك ريموت التلفزيون ووطى صوت القرأن اللي كان شغال، وشاور لي ناحية كرسي قدامه..
-حُط الوش على الترابيزة دي، واقعد عالكرسي وانا هحكيلك.
قصه وش ميت
رزعت الوش وقعدت على الكرسي، وقبل ما اقول اي حاجة، اتكلم ناصر وهو باصص لصورتين متعلقين على الحيطة، كانت صورة لعم حامد وعليها شريطة سودة، وجنبها صورة لابن عم حامد التاني.. وهو ولد من صاحب القدرات الخاصة، اسمه رزق.. وبرضه كان محطوط على صورته شريطة سودة، بص لهم ناصر وابتدى يتكلم..
-رزق.. كان اسمه رزق، ابويا كان بيحبه اوي وسماه رزق، كان بيحبه رغم إن امي ماتت وهي بتولده، ورغم إنه اتولد بمتلازمة داون.. ويمكن اللي اتولد بيه ده، خلانا كنا بنعيش عشانه هو وبس.. كل فلوسنا كان ضايعة عليه وكنا مبسوطين وراضيين، لحد ما اكتشفنا إنه عنده ورم في المخ ومحتاج لعملية، ف حاولنا بكل الطرق إننا نلم فلوس العملية لأنه كان هيعملها في مستشفى خاصة، بسبب إن دوره كان لسه ماجاش في المستشفيات الحكومي، لكننا في الحقيقة ماقدرناش.. كنا واقفين على عشر تلاف جنيه، وعشان كده انا وابويا حاولنا نطلب منكوا فلوس البضاعة المتأخرة.. لكنكوا رفضتوا واتححجتوا بإنكوا مديونين، ومافيش.. بعد يومين من خناقتي معاكوا، اخويا رزق مات.. وبعده على طول ابويا تعب ودخل المستشفى من الزعل عليه، لكن في الوقت ده بقى وعلى الناحية التانية، كان صاحب محل الأنتيكات اللي انا بشتغل فيه، جايله بضاعة من مزاد هو دخل فيه وكسبه.. ومن ضمن البضاعة دي كانت لوحة، لوحة غالية اوي معظم اللي بيتعاملوا معاه كانوا عايزين يشتروها، ومن ضمن الناس اللي بيتعاملوا معاه دول.. كان راجل افريقي، سمسار تحف من السنغال، السمسار ده طلبني في بيته اللي في مصر هنا… ولما روحتله وقبل ما يفاتحني في اللي طالبني عشانه، فرجني على التحف اللي عنده، ومن ضمنها كان صندوق خشب فيه الوش ده.. الوش اللي قال لي إن اسمه وش الميت، مصنوع من طبقتين الخشب اه.. لكن جواه مقدمة راس او عضم وش واحد ميت، او بالظبط يعني.. عضم وش راجل مُغتصب اتحكم عليه بالأعدام، والوش او القناع ده.. كان عمه اللي عامله بعد ما خد راس الراجل وبالبلدي كده شفاها، ولما سألته صنعه ليه، قال لي لأنه بيساعده في أمور السحر اللي كان بيمارسها، ولما عمه ده مات، ولأنه ماكنش عنده ولاد.. ورث منه الوش وحطه جوة صندوق خشب عليه طلاسم بتوقف شر القناع، وقال لي بالنص كده، لو القناع ده خرج من الصندوق واتحط في مكان ما، صاحبه مش ساحر، المكان ده بيخرب.. وبعد ما خلصنا فرجة على التحف، قال لي إنه طلبني لأنه عاوزني اقنع الراجل اللي انا شغال معاه إنه يبيعله اللوحة، وفي المقابل، هيديني فلوس وواحدة من التحف اللي عنده، وفعلًا وافقت.. وافقت وكنت مقرر إن انا هاخد تحفة غالية اوي، لكن تاني يوم، ولما قابلت الواد بدر ابن عمتي اللي قال لي إن عنده ضغط شغل، والكلام ما بيننا جاب بعضه وعرفت إنكوا طالبين طلبية وشوش خشب من الورشة اللي هو شغال فيها، لأنكوا بتجددوا محلكوا.. الدم غلي في عروقي، ايوة.. ما انا اتأكدت وقتها إنكوا معاكوا فلوس، واكبر دليل على كده، إنكوا هتجددوا المحل، وساعتها كان القرار.. انا هاخد الوش او القناع ده من الراجل، واقنع صاحب المحل يبيعله اللوحة، وبعد ما اعمل كده.. اخلي بدر يزرعه وسط الوشوش اللي رايحالكوا.. ولحد الوقت ده كنت ممكن اتراجع او ضميري يأنبني، لكن بعد موت ابويا، وبعد ما اقنعت صاحب المحل إنه يبيع اللوحة للراجل السنغالي ووافق، اخدت منه الفلوس والوش لأنه بالنسبة للسنغالي كانت اللوحة اغلى بكتير اوي من وش مسحور، وبعد كده بقى اديت لبدر ٢٠٠ جنيه وخليته يجيلي بالكرتونة اللي فيها الوشوش اللي رايحة لكوا على هنا، وحطيت جواها الوش.. واهو.. من شوية بس عرفت إن محلكوا ولع، وكل التوضيبات اللي انتوا عاملينها راحت هدر.. وصدقني، صدقني يا رشدي، انت او مرزوق لو كنتوا اتأذيتوا بسبب الوش ده او كان حصلكوا حاجة، انا عمري.. عمري ما كنت هندم لحظة لأنِ ماكنش عندي اغلى من رزق وابويا الله يرحمهم، ودلوقتي.. لو عاوز تسيبه، سيبه.. سيبه في البيت عندي هنا يمكن البيت يولع بيا واموت.. انا كده كده حياتي مابقاش ليها لزمة.
كنت بسمعه وانا بدمع زي ما هو كمان كان بيدمع، لكن بعد ما خلص كلامه، قومت وخدت الوش من على الترابيزة وقولتله قبل ما امشي..
قصه وش ميت
-اخوك وابوك الله يرحمهم، لولاهم ولولا اللي انت حكيته، ولولا إن انا طيب وعمري ما أذيت حد بقصد، عمري ما كنت هسيبك إلا وانا جايب أجلك، إنما دلوقتي.. وبعد ما هم ماتوا وبعد ما المحل اتحرق ومعاه دراع مرزوق.. فكده نبقى خالصين، مالكش عندي مليم، والوش مش هسيبه.. الوش انا هخلص منه بمعرفتي، انت لازم تعيش عشان يفضل الحزن ياكل في قلبك، زي ما النار أكلت المحل بالبضاعة اللي فيه.
قصه وش ميت
بعد ما خلصت كلامي معاه خرجت وسيبته وروحت لزعزوعة المستشفى، بس وانا في طريقي، عديت على النيل وحدفت الوش جواه… واديني اهو.. بكتب الحكاية دي بعد مرور سنة تقريبًا، بكتبها بعد ما ربنا كرم وزعزوعة خف ووضبنا المحل من تاني وجيبنا فيه بضاعة ووقفنا على رجلينا، والحمد لله المحل اشتغل كويس اوي، وده طبعًا بعد ما مرات عمي فكت الوديعة التانية واديتهالنا، ومراتي كمان ادتني باقي الدهب وبيعته، ده غير إن انا اتصرفت في فلوس من راجل جارنا وبعد كده سددتهاله، وبكتب الحكاية كمان.. بعد ما ناصر سافر وساب مصر خالص، وحقيقي ماعرفش هو راح فين، بس سمعت طراطيش كلام كده من ناس، إنه سافر يشتغل مع سمسار تحف سنغالي، وتقريبًا ده الشخص اللي حكالي عنه، اما بقى بالنسبة لبدر ابن خالته، فده انطرد من الورشة بعد اللي عمله، وراح اشتغل في ورشة تانية برة السيدة زينب خالص.. اما بقى عن السبب اللي مخليني بكتبلك القصة دي دلوقتي، هو إن انا وانا بتمشى امبارح انا ومراتي وعيالي في وسط البلد، عدينا على محل انتيكات.. والمصيبة بقى، إنِ شوفت في فاترينة المحل ده نفس الوش بس متجدد ومترمم.. ايوة.. هو.. نفس الوش.. وش الميت.
تمت
قصه وش ميت
#محمد_شعبان
قصه وش ميت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى