يُعتبر هذا الكتاب من الكتب المحفزة لكل شخص، حيث يُقدّم لنا الكاتب من خلاله خلاصة عن تجارب السابقين، بالإضافة لبعض النصائح المهمة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يتحمّل مسؤوليّة كل القرارات التي يتخذها في حياتهِ، فيما يلي سنقوم بتلخيص مجموعة من أهم الأفكار الواردة في كتاب هذه حياتك لا وقت للتجارب للمؤلف جيم دونوفان.
مقدمة:
قد يكون كل شيئ في حياتك رائعًا ولكنّك فقط تودّ أن يكون أفضل من ذلك، إنّنا جميعنا نرغب في النمو وتوسيع آفاقنا، هناك دائمًا الكثير لكي نعطيهِ ونفعلهُ ونملكهُ ونكون عليهِ، إنّ الطبيعة الإنسانيّة هي التي تجعلنا نرغبُ في تجربة أفضل ما يُمكن أن تقدمهُ لنا الحياة.
أرجو أن تستخدم هذا الكتاب ولا تقرأهُ فقط، قم بتطبيقهِ، خذ منه كل ما تحتاج إليهِ لجعل حياتك هي الحياة التي ترغبُ فيها، قم بذلك الآن لأنّك تستحق ذلك، قم بذلك الآن لأنّ أسرتك تستحق أفضل حياة ممكنة، والأهم من ذلك هو أن تقوم بذلك الآن، لأنّها حياتك وليست مجرد تجربة ثوب جديد.
يُمكنك تغيير حياتك، لا يهم من أين تبدأ، أو مدى الانحدار الذي وصلت إليهِ، فيُمكنك أن تحقق النجاح طوال حياتك، كما يُمكنك تغيير حياتك كلها بحيثُ تكون أفضل مما أنت عليهِ، لقد كنت في القاع، وأنا أعلم بماذا يُمكنك أن تشعر في هذهِ الحالة، كما أعرف أنّك قادر على تغيير ظروفك، فلقد فعلتها وشاهدت كثيرين غيري يفعلون ذلك.
أولًا: الرضا والسلوك
إنّ الرضا هو أوّل مفاتيح النجاح في الحياة، فالرضا يعني أن نقبل أنفسنا، وظروفنا، والعالم من حولنا كما هو، وليس كما نرغب أن يكون، ويعني أيضًا التخلّص من الهروب والإنكار وأن نصبح أمناء على أنفسنا، كما يعني تحليل الموقف وتقبّل ما لا يُمكننا تغييرهُ أو السيطرة عليهِ، وبمعنى أن نمتلك الشجاعة على تغيير الأشياء التي لدينا القدرة على تغييرها، كما يعني أن نكون حكماء حتّى نعرف الفرق بين الموقفين.
هناك دعاء رائع، دعاء السكينة الذي يُذكرنا بأن نكون أكثر رضًا:
اللهم ألهمني السكينة لتقبّل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها، والحكمة لأعرف الفرق بينهما.
الإنكار:
إنّني هنا أتحدث عن أي موقف نقوم فيهِ بخلق أعذار لأنفسنا، على سبيل المثال، عندما يكون وزنك زائدًا بمقدار 50 رطلًا، وتقوم أنت بالتماس العذر لنفسك على أنّ عظامك كبيرة، هل عظامك كبيرة بالفعل، أم أنّ وزنك زائد من الإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة؟
تقبّل نفسك على ما أنت عليهِ الآن، سواء كنت جيدًا أو سيئًا، كن صريحًا مع نفسك واعترف بمكانك الحقيقي، أنا لا أقترح عليك تجاهل إنقاص وزنك إلى معدّل معقول وأكثر صحة، ولكنّي بكل بساطة أقترحُ عليك أن تتقبّل حالتك الراهنة أولًا والاعتراف بها.
إنّ الأشخاص الذين تغلبوا على مشاكل إدمانهم للكحوليات، أو العقاقير الطبيّة، أو المقامرة، تعلموا أولًا الاعتراف بمشاكلهم وتقبلها، فهذا القبول يُشيرُ إلى رغبتك في حل المشكلة والذي بدورهِ سيمنحك القدرة على تغييرها.
اعترف بأنّك من أوجدت موقفك الحالي، سواء بوعيك أو بدونهِ، وتحمّل مسؤليته وكن راغبًا في تغييره.
كلما استطعت تقبّل حقيقة الموقف، فسوف تتمكّن من اتخاذ خطواتك الأولى نحو حياة سعيدة وناجحة.
ثانيًا: القرارات والأحلام
إنّ كل ما تفعلهُ وكل ما لا تفعلهُ يبدأ بقرار، فإنّك تقرر إمّا أن تنهض من فراشك في الصباح أو لا، وتقرر ما ترتديهِ، وتقرر ما إذا كنت ستذهب إلى العمل أم لا، وإذا ذهبت فمع أي شخصٍ تقضي وقتك وهكذا، وغالبًا ما يتم اتخاذ هذهِ القرارات دون وعي وبدون الكثير من التفكير.
وعلى المدى البعيد فإنّ قراراتنا تؤثر على توجّهات حياتنا، قد تكون قرّرت أن تبقى في فراشك ولا تذهب للعمل، ولكن إذا كنت تقوم بذلك على أساس منتظم فربما لم تعد لديك وظيفة تذهبُ إليها، وبدلًا من ذلك، فعليك أن تذهب إلى العمل لكي تربح المال الذي تحصل بهِ على ما تريد في الحياة.
في الواقع إنّ كل شيئ في حياتك، سواء كان عملك أو علاقاتك، أو صحتك، هو نتيجة لقراراتك واختياراتك الماضية.
يحدث التغيير في لحظة:
إنّ كل تغيير يسبقه قرار، فيُمكنك تغيير اتجاهات حياتك في لحظة، وذلك عن طريق اتخاذ قرار بالتغيير، إنّ أي شخص نجح في تغيير عادة الشراب أو الأكل أو التدخين أو تعاطي المخدرات جاء في لحظة واتخذ قرارًا بالتغيير، ولقد بدأ التغيير في اللحظة التي اتخذ فيها القرار، قد يستغرق الأمر أعوامًا للوصول إلى هذهِ المرحلة، ولكن قرار التغيير يأتي في لمح البصر.
لديك حلم:
إنّ كل شيئ في عالمنا، كل وسيلة جديدة أو اختراع، كل فكرة ناشئة، كل أغنية تم غناؤها، كل كتاب تمّ تأليفه، كل إنجاز كبير وصغير قد تمّ بفكرة، إنّ كل إنجاز رائع كان حلمًا في عقل الشخص الذي قام به.
إنّ الأمر ينجح:
إنّ الحياة التي أعيشها الآن قد بدأت في خيالي منذ عدة سنوات، فلقد تخيلت أنّني أعيش في منزل بالريف محاط بالغابات مع زوجة محبة، وأن أكون متميزًا في حياتي وأن أمارس العمل الذي أحبهِ، والآن فإنّني أعيش هذا الحلم، إنّني أتلقى يوميًا خطابات من أشخاص تحركوا للعمل بإلهام من أشياء قرأوها في أحد كتبي أو مقالاتي، إنني أقضي أيامي في الكتابة والتحدث إلى أشخاص من جميع أنحاء العالم، ولدي الفرصة لأشاركهم ما تعلمتهُ، بالطبع لديّ أحلام جديدة، وكلّما زاد إنجازي، زادت أحلامي، إنّ ذلك جزء طبيعي من التقدّم في العالم بأكملهِ.
ثالثًا: الأهداف
إذا كنت تريد قضاء إجازة، فهل تقفُ صابرًا في طابور التذاكر بالمطار وتصل إلى الموظف وتضع حقيبتك على الأرض ثُم تقول للموظف: إنّني أريد الذهاب لقضاء إجازة، أرجو إعطائي تذكرة لمكان ما؟ بالطبع لا، فعندما تغادر المنزل مع أسرتك لقضاء إجازة، فإنّك تكون قد خططت لهذا منذ شهور، فلقد قررت واتفقت على المكان الذي ترغبون الذهاب إليه، وقمت بعمل جدول للرحلة، وانتهيت من ترتيبات السفر والفندق، وحصلت على كتيبات خاصة بالأماكن التي تود زيارتها، وقمت باختيار بعض الأشياء الخاصة التي تحب عملها، وقد تحصى الأيّام حتّى موعد الرحيل، وشعورك بالإثارة يزداد حتّى اللحظات الأخيرة، وربما تكون أنت وأسرتك قد قمتم بزيارة المكان بخيالكم مرات ومرات، وأخيرًا يأتي اليوم الذي خططت لهُ بعناية وانتظرتهُ طويلًا وتخيلتهُ بدقة لقضاء الإجازة مع الأسرة.
آه إنّ ذلك رائع، هذا ما تقولهُ عندما تشعر حقيقةً بما تخيلتهُ من قبل، فهو أفضل كثيرًا مما تخيّلت.
إنّها حياتك وليست مجرّد تجربة:
إذا كنت مستعدًا لبذل كل هذا المجهود للتخطيط لإجازة، فلماذا تترك حياتك للمصادفة، لماذا تستيقظ في الصباح، وتغتسل، وترتدي ملابسك، وتخرج من الباب وتسير دون هدف، بالطبع حياتك تستحق على الأقل الاهتمام الذي تعطيهِ للإجازة.
إن معظم الناس يعيشون حياتهم كل يوم دون أن تكون لديهم أدنى فكرة عمّا يُريدونه أو أين هم ذاهبون، إنّهُ لمن المحزن أنّ معظمنا يقضي وقتًا ويبذل جهدًا في تخطيط إجازتهِ أكثر مما يقصيهِ في تخطيط حياتهِ.
أمّا أنت يا صديقي، فإنّك لست واحدًا من هؤلاء الناس، فإذا كنت كذلك لما كنت قد انتقيت هذا الكتاب، أنت ترغب في المزيد، إنّ حقيقة أنّك قرأت فيهِ ووصلت إلى هذا الجزء يعني أنّك ترغب في النجاح الدّائم في حياتك.
تحديد الأهداف – التطبيق:
فيما يلي إرشادات لكيفيّة تدوين أهدافك:
يجب أن تتم كتابتها في زمن المضارع، (أنا أمتلك، أنا أكون، أنا أسمح، أنا أكسب)، فإنّ عقلك الباطن يفهم الأشياء كما هي موضوعة أمامهُ، وهو لا يستجيب إلى الأزمنة الماضيّة والمستقبليّة، إنّ كتابة عبارة مثل سوف يكون سوف تجعل عقلك الباطن يبتعدُ عن تحقيق هذه الأهداف في المستقبل.
يجب أن تكون الأهداف في صيغة إيجابيّة، إنّ كتابة سوف أفقد 20 رطلًا من وزني، لن تفيد في تحقيق الهدف، فإنّ عقلك الباطن لا يُمكنهُ العمل على فكرة عكسيّة. إنّ الأوامر السلبيّة مثلًا، لا أستطيع، لن أفعل، أخسر، لا يتم تفسيرها من قبل العقل الباطن.
على سبيل المثال إذا قلت لك لا تفكّر في الفيل الوردي، فماذا يحدث؟ إذا قلت لك فكّر في أي شيئ تريدهُ ولكن لا تفكّر في الفيل الوردي، فإنّك على الفور تفكّر في الفيل الوردي، أليس كذلك؟ إنّ هذا هو ما يحدث مع أهدافك، اجعلها أهدافًا إيجابيّة، فبدلًا من قول: سوف أفقد 20 رطلًا يُمكنك كتابة: في اليوم أي التاريخ أو قبل هذا اليوم سوف أصل إلى وزني المثالي وهو 120 رطلًا.
عند التعامل مع أهداف يُمكن قياسها مثل الوزن أو المال فيجب أن تكون محددة قدر الإمكان وأن تحدد ميعادًا لتحقيقها، على سبيل المثال، فإنّ عبارة (المزيد من المال) لن تحقق نتيجة، فهي هدف غير محدد، ولكن أفضل طريقة هي إنني أستمتع بامتلاك عملي الخاص واكتساب 1000 دولار إضافّة شهريًا عند حلول أول يوليو.
رابعًا: الطاقة والحماس
لكي تعيش حياة مثيرة ومنتجة، لكي تحيا بأحلامك وتحقق أهدافك، فإنّك بحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة، إنّ الأمر يتطلب المزيد من الطاقة والصحة البدنية لكي تستمتع بحياتك لأقصى درجة، وللأسف فإنّ معظم أفراد مجتمعنا ينقصهم كل من الصحة البدنيّة ومخازن الطاقة المتطلبة لذلك، إنّ كثيرًا منّا وحتّى الأطفال يفقدون القدرة الجسمانيّة لعيش الحياة التي نرغب بها ونستحقها.
ولكنّ الجيد هنا هو أنّ الوقت ليس متأخرًا لتغيير حالتك الجسمانيّة، فبينما لديك تحديات جسمانيّة لا يُمكنك عمل شيئ بشأنها، هناك دائمًا مكان لتحسين حالتك الكليّة. إذا أردت دليلًا على ذلك، فكل ما عليك عملهُ هو مشاهدة مسابقة الأولمبياد لمتحدي الأعاقة ورؤية أشخاص لديهم تحديات جسمانيّة خطيرة ولكنّهم تجاهلوها واستمروا في حياتهم وحققوا نجاحات. إبدأ مما أنت عليهِ الآن، اتخذ قرارًا بالعناية بصحتك الجسمانيّة.
تمرين بدني:
لا يُمكن أن يكتمل الحديث عن الطاقة دون أن نتحدّث عن التمارين الرياضيّة. لقد سمعت هذا التعبير، استخدمهُ وإلّا فسوف تفقدهُ، إنّ تمرينًا بسيطًا سوف يُساعد على الحفاظ على لياقة جسمك وصحة قلبك ولن يتطلب الكثير من الوقت وقد يكونُ ممتعًا، لقد أشارات الدراسات الأخيرة إلى أنّ الشخص البدين الذي يتمتعُ باللياقة أفضل من النحيف الذي يفتقر إلى اللياقة. والمهم هنا إيجاد نشاط أو مجموعة من الأنشطة تستمتعُ بها وتقوم بممارستها بانتظام. إنّ أفضل وأبسط أساليب اللياقة الكاملة هو السير لمدة 30 إلى 40 دقيقة عدة مرات أسبوعيًا. إنّ ذلك لا يكلفك شيئًا، كما أنّهُ لا يتطلب أدوات خاصة، كما يُمكنك أن تفكّر في طلب مساعدة من مدرب لتخطيط برنامج مناسب لك، هناك تحذير: إبدأ أي تمرين بسيط، ولتجنّب الإصابات لا تضغط على جسمك، بالطبع عليك استشارة طبيبك قبل البدء في أي برنامج رياضي.
خامسًا: الخوف والإيمان
إذا كان عليك أن تحيا الحياة التي ترغب بها وتستحقها فيجب أن تتعلّم كيفيّة التغلّب على مخاوفك، إنّ الخوف هو أكبر مدمر للأحلام، ولقد منع الكثير من الناس من الحصول على ما يُريدون أكثر من أي عامل آخر، فهو يمنعك من اتخاذ الخطوات اللازمة لنجاحك ويجعلك تظل في مكانك دون تقدّم.
إنّ العمل أثناء الخوف يتسبّب في التوتر ويحدّ من تدفق الدّم إلى المخ، مما يؤدي إلى زيادة تعقيد الموقف، والآن فإننا لا نعاني فقط من حالة الخوف، ولكن تفكيرنا وقدراتنا على حل المشاكل قد تمت إعاقتها. إنّني لا أستطيع التأكيد بالشكل الكافي على أهميّة تعلّم تخطي الخوف بأيّة طريقة كانت والاستمرار بالعمل.
إنّ إحدى الطرق لعمل ذلك، هي أن يكون لدينا إيمان راسخ بالله وأنّ نعرف أنّنا إذا قمنا بدورنا فإنّ كل شيئ سوف يُصبح على ما يُرام. لاحظ أنّني قلت قمنا بدورنا، لأنّ هناك أفعالًا واضحة يُمكننا القيام بها في أي وقت، ويجب أن نكون على استعداد لعملها، إنّني دائمًا ما أحب عبارة (قم يا عبدي أقم معك).✨✨
رائع ومفيد جداٍ.