اساطير حقيقيه

ماري الدمويه. اسطورتها وكل ماتريد معرفته عنها

أسطوره ماري الدمويه

منذ أكثر من مائة عام كانت هناك امرأة اسمها “ماري”، في يوم من الأيام حدث لها حادث فظيع أدى لتشويه وجهها لتنزف حتى الموت.. لكن روحها لم تسكن.. ليرهب شبحها العالم بأكمله..

إن وقفت أمام المرآة في الظلام وقلت اسمها عدة مرات، سيظهر لك وجهها المشوه المخيف في المرآة.. وإن لم تسارع بإضاءة النور والهرب ستحاول تشويه وجهك، وربما تسحبك لعالم المرآة، أو يجد أحدهم جثتك وعليها علامات الفزع!!..

هذا ما روته الأساطير عن “ماري الدموية” أو Bloody Mary، التي احتل ذكرها جزءاً مهماً من أساطير شعوب العالم والأوروبيين بشكلٍ خاص.. والتي اختلف شعوب العالم بوصفها.. لكن الأسطورة في النهاية كانت واحدة.. أسطورة الشبح الذي يظهر ليؤذيك إن قلت اسمه أمام المرآة عدد مرات معين..

وأساطير رعب المرآة قديمة قدم الأزل.. فقديماً كانوا يغطون المرايا عند جنازة شخص ما لاعتقادهم أن روحه إن ظهرت لأحد في مرآة فإن روحه ستظل محبوسة داخلها إلى الأبد..

وقبل أن نتطرق للأسطورة.. يجب أن نعلم أن اسم “ماري الدموية” لم يكن اسماً وهمياً.. بل إن هناك ملكة اعتلت عرش إنجلترا لفترة كان يطلق عليها اسم “ماري الدموية” هي “ماري تيودور” المولودة عام 1516، والتي حكمت إنجلترا لفترة قصيرة مدتها خمس سنوات فقط لا غير (1553-1558).. ابنة الملك “هنري الثامن” – الذي لا يتمتع بسمعة تاريخية طيبة – والملكة “كاثرين الأراجونية”.. وكانت زوجة للملك “فيليب الثاني” ملك إسبانيا.. وتم إطلاق هذا اللقب عليها نظراً لأن عهدها القصير الدموي قد أُعدِم فيه أكثر من ثلاثمائة شخص حرقاً في إنجلترا بتهمة الهرطقة..

أسماء مختلفة :

اختلف الكثيرون على الاسم الذي يجب قوله في المرآة لتظهر له “ماري الدموية”، واختلفت الوسائل أيضاً، لكن تلك الاختلافات لا تؤثر كثيراً على الوسيلة نفسها التي تدعو “ماري” للظهور..

هناك أسماء متعددة لـ”ماري” نفسها باختلاف الشعوب المتدوال لديهم الأسطورة، ومن تلك الأسماء:

Mary Lou, Mary Jane, Black Agnes, Aggie, Svarte Madame, Hell Mary, Mary Worth.

ويعتبر الاسم الأخير “ماري وورث” ثاني أكثر الأسماء انتشاراً لـ”ماري” بعد “ماري الدموية”.

طقوس! :

كما أن هناك أسماء كثيرة لـ”ماري الدموية”، فهناك وسائل متعددة أيضاً لاستدعائها.. لكن جميع الباحثين في أصل الأسطورة اتفقوا على أن الشروط الأساسية للطقوس شيئان، أولهما أن تتم الطقوس أمام مرآة في غرفة مظلمة، والثاني هو تكرار اسم “ماري الدموية” أو “ماري وورث” أو النداء عليها بعبارة “ماري، لقد قتلت طفلك” عدد مرات معين يتراوح ما بين خمس مرات، أو عشر، أو ثلاث عشرة، أو مائة مرة.. مع إعلاء الصوت بكل محاولة ليصل الصوت والصراخ كالنداء على “ماري”..

بغض النظر عن الخرافة في الأمر وعدم منطقيته.. لأن قول عبارة واحدة أمام المرآة مائة مرة ليست وسيلة لاجتذاب الأرواح.. وإنما هي الوسيلة المثلى للإصابة بالنُعاس!..

بعض الروايات اشترطت إشعال الشموع أمام المرآة –ولا يجهل أحد دور الشموع بأي طقس سحري بشكلٍ عام– أو الدوران في دوائر أمام المرآة..

ماذا لو

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ظهرت “ماري”؟!

تختلف رواية الأسطورة عما يحدث عند ظهور “ماري”، فهناك من يقول إنها تخرج لتشوه وجه من استدعاها بأظافرها “وأحياناً مخالبها”، أو بسكين تحملها في يدها، أو بأسنانها “ارتبطت تلك الرواية بأن “ماري” تأكل لحوم البشر”، أو تقتلع العينين “وفي تلك الحالة يكون هناك فجوات سوداء مكان العينين”، أو تدفعه للانتحار رغماً عن إرادته، وهناك رواية تقول إنها تصيب المستدعي بالجنون، أو تسحبه داخل عالمها في المرآة..

وهناك أقاويل أخرى بأن ليس هناك ضرر شديد من استدعائها، فهناك ما يُروى بأنها تظهر بوجهها في المرآة فقط، أو تكون مستعدة للإجابة عن بعض الأسئلة -ألا يتذكر أحد المرآة المسحورة في كارتون “ديزني” الشهير؟!– أو تتحول المياه بحوض الاستحمام إلى دماء، وهناك رواية طريفة يتداولها الأطفال وهي أن “ماري” تمنح الحلوى عند ظهورها!..
أصل الأسطورة

كعادة الأساطير التي يشترك فيها العديد من الشعوب باختلاف ثقافاتهم، تتعدد الروايات لأصل أسطورة “ماري الدموية”.. بعض الباحثين ومنهم عالمة الفولكلور “جانيت لانجوليس” التي كانت من أوائل المهتمين بتلك الأسطورة ببحثها الذي نُشر عام 1978 وصلت لأن “ماري” هي ساحرة من القرون الوسطى تم إحراقها بتهمة السحر الأسود، والبعض يرجحون أن لها أصلا حديثا وأنها امرأة لقيت مصرعها بحادث سير نتج عنه تشوه وجهها بشدة، وأقاويل أخرى ترجح أنها كانت ملكة إنجلترا التي سبق الحديث عنها بالمقدمة..

ولكن كل تلك الأقاويل لم تلق صدى لدى المتخصصين نظراً لأنها تعتمد على خرافات الأشباح والأرواح التي حتى وإن لاقت اهتماماً علمياً لا يؤخذ الحديث عنها بجدية غالباً.. وأيضاً لأن أغلب تلك التحليلات لم يوثق من مصادر تاريخية لها قيمة، فقط بعض أساطير الجدات التي تروى قبل النوم..

ويقال أيضاً إن “ماري” ما هو إلا اسم آخر للشيطان ذاته، أو إن لها علاقة به “أخته، زوجته، ابنته”..

وهناك رابط ما بأساطير الإنجلـيز الشعبية القديمة عن “بانشي”، وهي -حسب الخرافة- شبح امرأة يظهر كل فترة لإخبار الناس بأحداث مستقبلية كموت أو إصابة أحدهم، وينطبق الوصف الذي قيل عنها مع وصف “ماري”، بنفس منطق شبح المرأة التي يظهر من خلال المرآة..

وأيضاً “آنيس السوداء” التي يتم ذكرها ببعض أسماء “ماري” التي ذكرت في البداية، ويصفونها بأنها امرأة عملاقة ذات بشرة زرقاء تستدرج الأطفال لتأكلهم، وعلى نفس الوتيرة تأتي أساطير “جيني ذات الأسنان الخضراء” بأوروبا و”المرأة الصارخة” بالمكسيك و”النداهة” المصرية..

لماذا يخاطر البعض باستدعاء “ماري”؟

ربما يتساءل البعض، إن كان من ثوابت الأسطورة أن مصير من يستدعي “ماري” يتراوح ما بين الموت والجنون وتشوه الوجه أو الغياب بعالم المرآة.. فلماذا يحاول البعض استدعاءها وجلب الموت أو ما هو أسوأ لنفسه؟!..

يجيب بعض علماء النفس على هذا السؤال بأن الإنسان أحياناً ما يُدمن الخطر أو يستعذبه، وأيضاً لأن الكثيرين ممن يحاولون استدعاء “ماري” عبر المرآة من الأطفال أو المراهقين، فالأطفال من سن 9 إلى 12 عاما تصنف مرحلتهم العمرية تلك على أنها “مرحلة روبنسون العُمرية”، وهذه السن يحاول فيها الأطفال إرضاء شهوتهم للمغامرة بالاشتراك بألعاب خطيرة مثل تحضير الأرواح عبر لوح الويجا أو العبث بأشياء يظنونها سحراً، أو التسلية بذلك في حفلات السمر والأوقات التي لا توجد بها رقابة من الكبار..

وربما لأن البعض يؤمن بأن ليس هناك ضرر ما من ظهور “ماري” على الإطلاق..

وهناك نظرية أخرى تعطي بعداً آخر للأسطورة وهي أن بعض أساطير المرآة القديمة تعطي الفتيات العوانس أملاً برؤية عريسهن المستقبلي من خلال القيام بطقوس معينة أمام مرآة في الظلام مع إشعال شمعة، لتظهر لهن المرآة لمحة خاطفة لوجه هذا العريس..

وتلك الطقوس القديمة بالذات تثبت أن “ماري الدموية” ما هي إلا انعكاس مخيف وتحوير لتلك الطقوس.. كطقوس أخرى لاستحضار أرواح الموتى عن طريق لفظ أسمائهم ثلاث مرات أمام المرآة “بعض الأقاويل تستبدل سطحا مائيا بالمرآة”، أو لمعرفة قدر حب شخص لك عن طريق تكرار اسمه أمام المرآة عدد مرات معين.. بالتقنية الشهيرة لـ”تحبني، لا تحبني”طبعاً كلنا عارفينها

سحر أسود :

هناك بعض التفاسير بأن كلمة “ماري الدموية” ما هي إلا تحريف لاسم “مريم العذراء” التي تنطق “ماري” في الغرب، وفي هذا ربط بأساطير طقوس السحر الأسود الذي يرتبط مع الأسطورة بقول بعض كلمات الكتب المقدسة بالعكس أمام المرآة وما إلى ذلك من أساليب السحر المقترنة بالإلحاد والعياذ بالله!..
لكن كل تلك التفسيرات ما هي إلا محاولات لربط خرافة راسخة في الوجدان الجمعي للبشر ببعض ممارسات السحر الأسود كما يظنه البعض..

ولكن ما اتفق عليه الجميع ومنهم الباحثون بأصول تلك الأسطورة أن تكرار لفظ اسم “ماري الدموية” أو أي اسم آخر لعدد مرات يبلغ حتى المليون مرة لن ينتج عنه أي شيء ماعدا بعض الهلاوس البصرية في بعض الحالات أو الهلع غير المبرر والناتج عن الاعتقاد بتلك الخرافات والذي يقنع العقل الباطن أن شيئاً خارقاً للطبيعة قد حدث

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى