قصص

مزمار الجحيم (كامله)

مزمار الجحيم
١
ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم…!
وده كان دايمًا رد أي حد لما يسمع عن الجن والعفاريت وما وراء الطبيعة وما إلى ذلك
بس أنا كان دايمًا رأيي مختلف عنهم وشايف إن الكلام ده كلام فارغ وملوش أي أساس من الصحة، وأي حد بيحكيله قصة ولا أتنين عشان يتشهر بيها، وإنهم حتى لو موجودين هيبقوا أقوى مني في إيه يعني؟
أنا اسمي توفيق شاب في العشرينات من عمري وحيد الأب والأم، مغامر بطبعي وشايف عامة إن الجن والعفاريت والكلام ده، مش بالشكل اللي شايفه الناس دايمًا، وإنهم موجودين فعلاً ولكن مجرد كائنات عايشة في الضلمة وبس. ولأن دايمًا صحابي بيقولولي “أنت مش هتصدق يا توفيق غير لما تتلبس”.
قررت أتحداهم وأتحدى أي حد بيؤمن بيهم وبوجدهم بالطريقه دي.
فجربت حبة تعاويذ من علي النت علي شوية طلاسم ورموز غريبة، لدرجة إن كنت بمشي اشغل أغاني في الحمام، ووصلت إن أنا فضلت أبحلق في المراية نص ساعه وبردو مكنش بيحصل أي حاجة وعايش حياتي طبيعي جدًا، أصل العفاريت خايفة مني وكده.
لحد ما جه يوم وصاحبي عبدالله لقيته بيخبط علي باب الشقة وعمال يرزع ويقول:
– يا توفيق يا توفيق جبتلك حاجة بمليون جنيه وإن شاء الله تجيلنا ملبوس بيها ونرتاح من عِندك.
فتحتله الباب وقولتله:
– مالك بتقول إيه؟
لقيته قالي بلهفة:
بقولك يابني جايبلك حاجه بمليون جنيه، وطالما أنت شجاع أوي كده ورينا بقا هتعمل إيه ؟
– وإيه بقى الحاجة دي يابو العريف ؟
عدل التي شيرت اللي كان لابسة اكنه راجل مهم وقال:
– بيت.. أه زي ما بقولك كده، بيت بقاله خمسين سنه متفتحش ولا حد لمسه والكلام عليه كتير أوي ومحدش راضي يسكن فيه، وبيقولوا إن في عريس من أسبوعين سكن فيه، ويدوبك الليلة اللي قعدها في الشقة طفش يومها, هو وعروسته، وبيقولوا إنهم اتجننوا أساسًا وبقوا ماشيين بيهلوسوا في الشارع وبيقولوا إن الجن بيغني في دماغهم ومش راضيين يسيبوهم.
قولتله بسخرية:
– بيغنوا ؟
ضحك وقال:
-أه زي ما بقولك كده وممكن تقضي الليلة دي ببلاش، أنا قولت للسمسار إنك هتجرب تقعد فيها ليلة ولو عجبتك هتأجرها.
-ا طب والسمسار قالك إيه ؟
لقيت عبدالله ضحك تاني وقالي:
– ياعم وهيقول إيه هو أصلاً بيقول إن البيت ده مالوش صاحب، وإن العريس ده أساسًا سكن في الشقة من غير ما يدفع مليم لحد ما حصل اللي حصل، وقالي كمان نصيحه بلاش عشان البيت ده ملعون وهيلعن أي حد هيسكن في زي ماشوفت ده لدرجة إنه عرض عليا شقق تانيه وبيقولي أوريهملك أحسن من الشقة الملعونة دي وبسعر مناسب، بس طبعًا أنا عايزها ملبوسة عشان تورينا شجاعتك يا بطل.
ضحكت لعبدالله وقولتله:
-أنت مصدق الكلام ده يابني هو أي حد يقولك كلمتين تصدقه ولا إيه؟
لقيت عبدالله ابتسم وقالي:
-طب ماتجرب طالما أنت مبتخفش كده.
بصراحة أنا كنت مقلق في الأول بس فكرت ووافقت:
– بقولك إيه وليه نستنا بكره ؟، الليل قرب أهو، يلا نروح دلوقتي.
لقيت (عبدالله) قالي: وليه لا يلا، بس افتكر إنك هتبات لوحدك هناك أنا مليش دعوة ياعم، لحسان حاجه تلبسني كده ولا كده أنا لسه شباب.
-ومين قالك إني عايزك أصلاً أنا هبات لوحدي وهوريكم إن الكلام ده كله فاضي، ولو عايز تعلقلي كاميرات علق أنا مش بخاف.
لقيت عبدالله ابتسم بخبث وقالي:
-طب يلا يا بطل نمشي أنت كده كده مش محتاج حاجة ده هي ليلة هتقضيها وهتروح.
– تمام ياعم، ورينا الشقىة بتاعتك دي… قالك ملبوسة قال.
اتحركنا فعلاً ووصلنا البيت هناك، وكان المكان عبارة عن بيت من دور واحد ومن طراز قديم والهيكل الخارجي متأكل تمامًا، البتي كده يدي على القرن اللي فات ولا اللي قبله، قرفت من المكان صراحه وقوبا لعبدلله:
-هو في حد ساكن هنا غير العريس ده؟
– لا ياعم البيت ده مهجور من سنين أساسًا.
وقتها كانت الساعه جت 9 فلقيت عبدالله بيقولي هتكل أنا علي الله يا صاحبي، وابقى أشوفك بكره ده لو طلعت حي أو مش مجنون يعني.
لقيته فضل يضحك ويهزر ويكتر في الكلام فقولتله:
-بقولك إيه أنا اللي جي بمزاجي وهوريك إن الكلام ده كدب كله.
عبدالله سابني ومشي وأنا دخلت البيت والدور الأرضي بالتحديد، ولقيته كالاتي المكان كان عادي ومتنضف، كان بالنسبة لمنظرة اللي بره فده قصر، وده تقريبًا عشان الراجل اللي سكن هنا من أسبوعين زي مابيقولوا يعني، المهم كان تصميم المكان كلاسيكي من أيام زمان والأبواب كانت واسعة، وطويلة، والصالة صغيرة نسبيًا، بس الطرقة كانت طويلة وبيتفرع منها 3 أوض.
دخلت أوضة منهم لقيتها واسعه جدًا وفيها الحمام بتاعها وكان متعلق في المكان صور لناس كتير عازفين، وتقريبا دول العيلة اللي كانت في المكان أو صحاب المكان يعني، وكان كلهم شكلهم مريب..
ف بصيت علي الاوضة اللي في وش الأوضة دي لقيتها مقفولة بقفل قديم فسيبتها، وفضلت اتمشى في المكان لأنه واسع جدًا بصراحه، وأنا ماشي اتشنكلت في كرسي وخبطت في صورة منهم راحت وقعت ولقيت ورا الصورة دي ورقة كبيرة موجود فيها زي معزوفة، وفيها في الأخر زي رسومات غريبة، فضلت أدور في كل الصور ولقيت ورا كل صورة معزوفة غير المعزوفة التانيه.
بمعني إن الشكل بيبقى مختلف، أنا طبعًا مش خبير في العزف لكن الغريب إنها بردو بتنتهي بنفس الرسومات الغريبة دي اللي علي حد علمي يعني بيسموها (طلاسم) بس في نفس الوقت الكلام كان عادي، قادر اقراه لكني مش قادر افهمه..
صراحه كده أنا بدأت أخاف من المكان بس غروري وكبريائي خلوني أكمل ومخافش وأقول لنفسي اجمد كده أنت هتخاف ولا إيه..
عدا ساعة واتنين لغاية ما جت الساعة 12 فقولت أما أريح ضهري شوية علي الكنبه وأقوم أشوف بقيت البيت لغاية ما الصبح يجي وامشي من المكان المريب ده…
بعدها بشوية مش كتير سمعت صوت جي من ورايه زي صوت عزف، استغربت وقومت ابص في الساعة لقيتها 12:05..
قومت من مكاني مخضوض، وعمال ابص حواليا، فلما ركزت لقيت العزف جي من صورة،خوفت ورجعت لورا شوية، روحت لقيت صوت معزوفة تانيه جاية من ورايا وفضلت كل صورة تطلع صوت معزوفة غير التانيه واللي قطع الصوت ده وخلى في المكان حالة صمت صوت جاي من جوه، صوت معزوفة مرعبة خلت قلبي يرتجف وجسمي كله اتسمر مكانه.
فضلت عشر ثواني واقف مش بتحرك لغايه ما جاتلي الشجاعة واتحركت من مكاني واتجهت للصوت المرعب ده ولقيته طالع من الاوضه اللي مقفوله بالقفل في الاول كنت خايف من الصوت وعايز امشي.
بس بعد كده قررت اني افتح القفل ده، لكن القفل كان مصدي لدرجة اني لما شديته اتفتح… ولما اتفتح الباب شوفت منظر عمري ما هنساه في حياتي ابدا!
لقيت المكان منظم جدا وكلاسيكي من الطراز القديم، ولقيت شخص في نص الاوضه مديني ضهره وبيعزف علي مزمار، وكان صوت العزف جميل جدا لدرجة ان انا اندمجت معاه، وفضلت اقرب من الشخص ده و روحت قايله بطريقة تلقائية:
انت بتعزف حلو جدا، بس انت مين وايه موضوع الصور اللي بتغني بره دي؟
لقيته لف الكرسي وهو مبتسم جدًا لدرجه ان الابتسامة كانت من الودن اليمين للودن الشمال، وكانت ابتسامه مريبه ومخيفة في نفس الوقت…
كررت السؤال تاني وقولت:
انت مين؟
لكنه بردو مردش فكملت كلام وقولت:
– المكان هنا المفروض فاضي، مفيهوش حد انت ايه اللي جابك هنا، وإيه الاوضه دي، وإزاي الأوضه دي الوحيده اللي نضيفه كده في الشقة؟
لقيته فضل مبتسم وبيتكلم وهو مبتسم:
– انا “فاروق” انت اللي مين وايه اللي جابك هنا؟
صراحه انا بدائت اقلق من طريقته وضحتكه المريبه دي، فخدت نفس وقولت:
– انا مأجر المكان هنا انت بقى ايه اللي جابك هنا؟
ردت عليا بابتسامة بدأت تتلاشى مع الوقت:
– بس انا مأجرتش المكان ده لحد.
خلص الجملة وابتسامتة كانت تلاشت تماما.. فرديت عليه بتوتر:
-بس انا مأجر المطان من السمسار..
-وانا صاحب البيت.
قال الجملة دي بغضب شديد جدا، فبعدها نطقت وقولت:
– إزاي يعني انا السمسار قالي إن المكان مهجور هنا من سنين، وإن في حد جه هنا من اسبوعين وطفش ومقالش إنه شاف حد ساكن هنا …
ابتسم ابتسامة تانية مريبة جدا وقال:
– “انا الجحيم”
في الوقت ده لقيت المكان بداء يتهز والحيطة بدائت تتشقق, والدهان اللي علي الحيطة بداء يقع، بعديها الراجل ده بداء جلده يقع وشكله يتغير وضهره ينحني، وكان شخص رفيع وطويل جدا وبشرته سوده مخيفه وكان جسمه متأكل زي الهيكل العظمي.
فلقيته مسك العصاية اللي بيمسكها المايسترو ، و بدأ يحركها ويقول في كلام غريب ويضحك وضحكته بدأت تعلي اكتر واكتر، ولقيت كائنات غريبة كتير في المكان بتتحرك وبتبصلي وبتقرب مني.
لغاية ما لقيت المكان كله بيعزف معزوفة شيطانية مخيفه، وأنا مش عارف اتصرف إزاي او اعمل ايه، كنت حاسس وقتها ان جسمي كله متلبش..
مزمار الجحيم
٢
فلقيت المكان عمال يتهز والكائنات دي بتقرب مني أكتر وأكتر.
محستش بنفسي غير وانا بجري وبحاول افتح الباب فجيت احاول افتحه ف الاول مرضاش يتفتح، و كان في حاجه زي كائن اسود قافل علي الباب ففضلت ازقه لغاية ماتفتح بس وأنا خارج علي السلم بره لقيت فاروق ده ولا الهيكل العظمي بيضحك وبيقول:
– “معزوفة الجحيم عمرها ما هتسيبك يا توفيق وهترجع”
وبدأ الصوت يعلي أكتر وأكتر وأكتر لدرجة إني لما وصلت لأول الشارع كان لسه صوت المعزوفة في وداني أكنه بيجري ورايه ومش راضي يسبني..
محستش بنفسي غير وانا عند بيت عبدالله, وعمال ارزع علي الباب زي المجنون, وانادي عليه واقوله يا عبدالله يا عبدالله إصحى الله يخربيتك هموت، لقيت والدة فتحت البيت ورقعت بالصوت وتقول:
– مين هيموت يا ولا يا توفيق
لقيت الجيران كلهم صحيوا فقولتلهم:
-معلش يا جماعة في سوء تفاهم هنا صحيناكوا علي الفاضى إحنا أسفين..
فكان علي وشي علامات خوف والدة توفيق قادره تميزها وأنا مش قادر اخفيها..
قطع حبل تفكيري انا ووالده عبدالله صحيان (عبدالله)وهو بيقول:
-في ايه ياما ايه الدوشه دي في حد يصوت الفجر كده.
ردت عليه وقالتله:
– شوف صاحبك يا عبدالله عمل انهي مصيبه جايلنا وش الفجر وبيقولك هيموتوني.
فبصتلي وقالت:
ألا مين اللي هيموتوك يا واد متقلقنيش..
ابتسمت ابتسامه خفيفه وقولتلها:
– مفيش حد ده ده ده هزار عادي مقلب يعني يا حجه…
-هزار بردو يا توفيق عامتاً انا هسيبك ولو في اي حاجه قولي يابني انتو لسه شباب وعودكم اخضر..
قطع كلامها عبدالله وهو بيقولها:
– ماشي ياما خشي انتي جوه اما نشوف المصيبه دي…
لقيت (عبدالله) بيقولي:
– صدقت بقى يابو العريف ولا لسه بتكابر، ألا انت طلعت من هناك إزاي أصلا، وايه اللي حصل؟
فضلت اتهته في الكلام ومش عارف اقول ايه…
روحت لقيت عبدالله بيقولي:
– بقولك ايه ياعم انت، انت شكلك ملبوس وهتلبسني معاك قوم روح ياعم مش ناقصه عفاريت وجن “وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم”.
-بقولك ايه انت زي مادخلتني في المصيبة دي لازم تخرجني منه، انا بقولك أهو لحسان وديني لهقول لأمك علي اللي حصل وانت عارف بقى هي ممكن تعمل ايه، انا دلوقتي مش بتكلم علي حاجه عاديه الموضوع طلع بجد وشوفت عفاريت بجد وهياكل عظميه وشكلهم هيموتوني، انا لسه صوت المعزوفة دي في دماغي ومش راضيه تطلع..
استغرب من كلامي وقال:
-معزوفة؟
– اه يابو العريف المكان ملبوس بجن فنان تقريبا…
بصلي بقرف وهو بيقول:
– إنت بتهزر يابني إنت مبتحرمش، وبعدين إيه إللي حصل احكيلي؟
بعدها حكيتلوا كل اللي حصل من أول ما دخلت البيت وشوفت (فاروق) لغاية ما جتله، بعديها لقيت وشه إتخطف وفضل يتهته ويقول:
-(فاروق) ده يبقااااا…
عليكت صوتي وقولت:
-يبقى إيه يا زفت قول..
– يبقى صاحب البيت ده ..
استغربت كلامة وقولت:
-طب وعرفت منين إنه صاحب الزفت البيت الله يخربيتك انت والبيت والمعزوفة في يوم واحد..
قالي:
– ما السمسار هو اللي قالي، وقالي كمان إنهم ملاقوش جثث سكان البيت، وإن الجيران إللي كانو ساكنين في الكام بيت اللي ف الشارع قالوا انهم من ساعة ما اختفوا كانو بيسمعو صوت ناس بتعزف معزوفة شيطانية زي اللي انت بتحكي عنها دي، واتصلو بالشرطة كذه مره مكانوش بيلاقو حاجه، لغاية ما الجيران مشيوا ومن ساعتها الشارع ده شبه فاضي تقريباً..
وإن لما حد كان بيجي يسكن ف البيت ده كان يا بيروح العباسية يا بيموت يا بيمشي يغني في الشارع، وإن محدش قدر ينجوا من اللعنة دي..
قطعت كلام (عبدالله)وقولتله:
– لعنة، لعنة ايه دي، لاااا احنا متفقناش علي كده انت مقولتليش ان الموضوع في لعنة وموت وكلام من ده، وبعدين انت مقولتليش ليه الكلام ده قبل ماروح، انت كده ضيعت حياتي ومستقبلي، بقولك ايه انا مش هموت لوحدي…
لقيت عبدالله بيقول:
– لا يا حلو انت كنت عايز تجرب فانا خليتك تجرب وإنت حر، انا مضربتكش علي إيدك انت اللي كنت عاملي فيها شجاع من الاول واحنا قولنالك” إنت مش هترتاح غير لما تتلبس”
في اللحظة دي وقعت في الارض وفضلت أقول :
-المعزوفة شغاله في دماغي عمالين يعزفو في دماغي.
عبدالله وقتها فضل يسمي الله لغاية مابقيت كويس وقولت:
– المعزوفة كانت شغاله في دماغي يا عبدالله والله اكني كنت في البيت بالظبط هما هيموتوني يا عبدالله ولا ايه انطق قولي أي حاجه يأخي…
بعديها (عبدالله) قالي:
– مش هتموت يأخي بعد الشر، بس مفيش غير طريقه واحده بس هي اللي هتنقذك…
– إيه هي إنجز.
رديت وهو قلقان:
– هنروح نسأل السمسار هو اللي يعرف الحكايه كويس…
بعدها نمت ساعتين و روحنا شوفنا السمسار وماكنش موجود، فسألنا عليه كتير وفضلنا 3 ايام ندور عليه وكانت حالتي بتدهور يوم عن يوم، والمعزوفة مكنتش بتسيبني ابداً، وكانت شغاله في ودني أكني في حضرة “فاروق” ذات نفسه بس بعدين عرفنا السمسار سافر فين،
وقولنا هنروحله تاني يوم الصبح ودخلنا نمنا، بس في نص الليل صحيت أخش الحمام ولما دخلت لقيت الباب إترزع ورايه ولقيت صوت موسيقة طالعه من المرايه بتاعت الحمام، بصيت علي المرايه لقيت (فاروق) ماسك المزمار في إيده وبيعزف ومبتسم جدا وفجأه لقيت حاجه بتشدني من رجلي ببص علي رجلي لقيت كائنات سوده وصغيرة زي اللي كانت في بيت (فاروق) ولقيت صوت المعزوفة اشتغل تاني و (فاروق) بيقولي:
– متحاولش يا توفيق مش هتقدر توقفني علي إللي بعمله أبداً..
بعدها صرخت وقولت:
-انت عايز مني ايه انا معملتش حاجه سيبني في حالى..
وفي اللحظة دي بدائت احاول افتح الباب ولكن مقدرتش أفتحه والكائنات دي فضلت تشدني اكتر واكتر وفضلوا يقطعوا في البنطلون و (فاروق) كانت ضحكته عماله تعلي في المكان…
لغاية ما لقيت عبدالله عمال ينادي عليا وفجأه لقيت كل حاجه في المكان اختفت، بعدها عبدالله فتح الباب وفضل يسندني ويقولي:
– مالك يابني انت كنت عمال تصرخ وصحتني من النوم..
وقتهتا مكنتش قادر اتكلم من الصدمه والخوف، لكن حكيتله علي اللي حصل وبعدها مقدرتش انام للصبح…
~~
الصبح طلع واتحركنا لغاية ما وصلنا للمكان اللي في السمسار، أول ما شافنا (السمسار)ضحك وقال:
-انا عارف إنتو جايين ليه بس للأسف الحل الوحيد في حاجه واحده و ضاعت…
رديت عليه باستغراب:
– ضاعت!!
-اه ضاعت هو إنت فاكر ان اللي قابلك محاولش إنه يفك اللعنة من عليه؟.. لكن لا طبعاً حاولوا كتير بس مقدروش يفكو اللعنة من عليهم.
-يعني ايه، يعني خلاص انا هموت .
ضحك وقال:
احتمال كبير لا، لأن مفيش غير واحد بس مات اللي هو صاحب المذكرات، و اللي المفروض انه قايل هنفك اللعنة إزاي منها.
-طب اشمعني هو اللي مات، ومذكرات ايه دي مش فاهم؟
قالي:المذكرات بتاعته دي لو عايزها خدها، بس ملهاش لازمة لأن الصفحه المهمه إتقطعت منها.
– ودي فين المذكرات دي؟
رد وقالي:
-موجوده عندي في البيت…
رديت عليه بتسرع:
– طب مستني ايه طيب ما يلا بينا نروح نجيب المذكرات..
فابتسم :
-وبعد مانجيبها هيحصل ايه يعني، ولا هيحصل حاجه اهم صفحه في الكتاب مقطوعه زي ماقولتلك، بقولك انا بصيت عليها كتير وملقتهاش.
اتعصبت عليه وقولت:
– بقولك ايه انت هتيجي معايه وهتساعدني انا مش هتجنن ، انا لما صوت المعزوفة ده بيرن في دماغي بحس إن بركان في دماغي والع..
قالي وهو مبتسم:
-ماهو بيتغذي علي عقولكوا لغاية ماتتجننوا…
– يعني ايه بيتغذي علي عقولنا؟
– معرفش لما تقراء المذكرات هتفهم، مش انت عايز تشوف المذكرات وتتاكد بنفسك؟
-ايوه ودلوقتي.
في اللحظة دي وقعت علي الارض والمعزوفة اشتغلت في دماغي وصوتها بداء يعلي أكتر وأكتر بس المرادي سمعت صوت (فاروق) وهو بيقولي”متحاولش تنبش ف اللي مالكش في عشان هتموت زيه يا توفيق ” وفضل صوت المعزوفة يعلي اكتر واكتر وانا بصرخ وبقول:
– مش راضي يسيب دماغي هيموتني
بعدها اغمي عليا وصحيت لقيت (عبدالله) في وشي وبيقولي:
-طمني عليك يا (توفيق) انت فضلت تهلفط بكلام وتقول هيموتني هيموتني وفضلت تدندن بنغمة غريبه.
بدائت ابكي واقوله:
-هيموتني يا (عبدالله) هو قالي لو نبشت في الموضوع ده هموت…
-اهدي انت بس وانشاء الله ربنا يفتح في عيونا اللي مشافوش الناس في المذكرات دي وهنلاقي حل، انا مش هسيبك والله بس انت اهدي بس…
– ازاي يا (عبدالله) بيقولك في كتير قبلنا ومفيش حد نجي، يعني انا مصيري واضح، وكل ده عشان فضلت اقول مفيش عفاريت ومفيش جن وعملت نفسي شجاع، بس والله ماعرف إن كل ده هيحصل..
فبصلي بنظرة شفقة وقال:
– اهدي بس انت كده عشان نعرف نتصرف، ادينا في الطريق أهو وهنوصل لبيت (السمسار) وهنلاقي حل بعون الله..
في اللحظة دي لقيت في مراية الميكروباص اللي ركبينوا (فاروق):
– فاروق اهو فاروق اهو.
-فين ده؟
-في المراية اهو والله وعمال يضحك ومبتسملي، في اللحظة دي حسيت إن انا جسمي تلج والمعزوفة بدائت ترجع في دماغي تاني، وكانت الكائنات دي حوليا ، بس المره دي بدأت اقاومها ؛واصرخ وانا بقول:
– مش هتسيطر عليا يا (فاروق).
بعدها بصتلهم وقولت:
-دماغي هتنفجر مش قاادر يااارب ..
وفي اللحظة دي لقيت (فاروق) بيهمس في ودني، ويقول:
– مش هتقدر توقفني يا (توفيق) دماغك دي ملكي، وهتسمع معزوفتي لغاية ماتموت..
بعدها بدأ يضحك وضحكتة تعلى ويقول:
-دماغك دي ملكي ومعزوفتي هتعيش للأبد معاك.
لغاية ما لقيت (عبدالله) بيخبط علي كتفي…وبيقولي:
– توفيق يا توفيق قوم الله يرضي عليك انت بقالك مده مغمي عليك..
قومت مش فاهم حاجه وكان جسمي مكسر جدا وتعبان، وقولت:
-يعني ايه مغمي عليا بقالي كتير، انا وانت والسمسار كنا في ميكروباص وشوفت (فاروق) وفضلت المعزوفة شغالة..
وقالي وهو بيضحك:
– ميكروباص ايه وبتاع إيه ياعم احنا روحنا بعربية السمسار، فوق انت لسه صاحي اساساً…
حطيت ايدي على راسي اشوف نفسي سخن ولا ايه، وفضلت اعدل في هدومي وقولت:
-طب إحنا فين طيب؟
-في بيت السمسار ياعم.
– طب وهو راح فين.
-بيعملنا أكل وجي أهو.
بعدها بعشر دقايق لقيت السمسار داخل علينا وجبلنا اكل وشاي وضايفنا، فقربت منه وقولتله؛
– سيبك من الاكل دلوقتي، هي فين المذكرات بقى؟
ضحك وهو بيقول:
-متستعجلش اوي كده هجيبهالك بس ناكل عيش وملح مع بعض، وبعد كده هجبلك المذكرات واتصرف انت بقى..
– تمام.. بس انت مقولتليش، لقيت المذكرات دي فين؟
رد عليا بابتسامه غريبة وكأنه بيفتكر حاجه وقالي:
-الشرطة استجوبتني بعد حادث موت صاحب المذكرات دي لكن بعدها بيومين لقيت طرد مبعوت بإسم سمير في الاول معرفتش مين ده، لغاية مافتحت المذكرات وعرفت إن هو صاحب المذكرات، لكن فين باقي المذكرات الله واعلم بقى، المهم يعني اني لقيت الموضوع ملهوش لازمة، فركنتها ، وكل اللي كان بيطلبوها، بيرجعها تاني..
– طب انت قريتها يعني عشان تعرف انها ملهاش لازمة؟
-يعني شوية كلام في الاول كده وعن إن هو بيتغذي علي عقولكوا والكلام ده والباقي بس انا مفهمتش.
-طب ومحدش لقي حل من المذكرات دي.
-انت اول واحد يجي يطلب يشوفها كلهم كانو بيروحو لدجالين وناس من دي عشان يفكو اللعنة بس مصيرهم كان بيبقى واحد.
خلصنا اكل وكلام وبعديها بدائت اقراء في المذاكرات اللي كانت كالتالي :
مزمار الجحيم
٣
خلصنا اكل وكلام وبعديها بدائت اقراء في المذاكرات اللي كانت كالتالي :
– في البداية اعرفكم بنفسي، انا سمير عوض شاب مصري فقير،عازف علي قد حالي، ماكنتش لاقي مكان اسكن فيه، بعد ما عمارتنا انهارت لانها كانت قديمة، وماكنش قدامي غير إني الاقي اي مكان اسكن في وخلاص، لغاية ماعرفت سمسار وقالي علي بيت (فاروق افندي)..
في البداية هو حظرني ، ولكن انا مكنش قدامي غير البيت ده لأني كنت بسيط علي قد حالي..
لكني ماكنتش اعرف ان البيت ده هيبقى بداية لعنة حياتي… البيت الملعون ده هو السبب في تغيير حياتي تماما، بعد اول ليلا ليا في شوفت صور بتطلع صوت معزوفة شيطانيه مخيفه لغاية ما جه الصوت اللي غطي علي الصوت ده كله هو صوت “معزوفة الجحيم” وهي معزوفة شياطنية بتدخل دماغك ومش بتطلع منها إلا بعد موتك، لكن انا مستسلمتش للمعزوفة دي وفضلت ابحث كتير عن علاج عند شيوخ وما الي ذلك..
وبعد كشف كتير اكتشفت ان المعزوفة دي بتتغذي علي “عقلك وخوفك” وتخليك تشوف حاجات انت بس اللي تقدر تشوفها من الجحيم الي الهلاك، ودايما فاروق هو البطل الاعظم في كل رواية من روايات الخوف دي، وإن بعد بحث كتير عن قصه فاروق، إكتشفت إنه كان عازف من خمسينات القرن الماضي، وكان مشهور في المناطق الشعبية جدا لدرجة انه كان لي معزوفات كتيره باسمه..
لغاية ما في يوم من الايام اكتشف خيانة مراته (سعاد) وده سبب لي ألم نفسي كبير جدا ادي للجنون وعدم ثقتة بأي حد حواليه الا فرقته الموسيقية، وبداء ينطوي علي نفسة ويبعد عن الناس لدرجة انه مكنش بينزل الشارع، وكان هو وفرقتة الموسيقية قاعدين دايماً في بيته بيعزفوا اغاني حزينة ليل ونهار أكن فاروق بيحتضر جوه، حتي مكانوش يعرفوا كانو بياكلو منين ولا مين اللي بيجبلهم الاكل، وكان في بعض الناس بيقولو انهم بيسمعوا اصوات غريبة من جوه البيت واصوات ناس بتصرخ واصوات معزوفة شيطانيه كل اللي بيسمعها جسمه بيبداء بالقشعريرة والخوف المفرط، لدرجة كان الجيران بيخبطو عليهم ولكن محدش كان بيرد ابداً، ولكن كان في صوت حد جوه بيعزف هذه المعزوفة اللي مش بتنتنهي..
وفي ناس كانو بيقولو انهم كانو بيشوفو دجال اسمه (مسعود) كان بيخش البيت وكان بيعمل اعمال دجل وشعوذة وانهم لاقوه في مره خارج لبسه ملطخ بالدماء، ووقتها مسعود ده كان سره باتع وحلال المشاكل زي مابيقولو، بعدها بفتره الاصوات من جوه البيت اختفت ومبقتش موجوده خالص، ولكن بعدها بمده مش طويله بدأت المعزوفة تشتغل تاني…
ولكن المرادي كانت بتشتغل بعد منتصف الليل وبصوت اعلي وبحده اكثر شيطانية ، مقدرتش الناس تتحمل تلك الاصوت إلا واقتحمو البيت ليلا، وكانت الشقة فاضيه مفيش فيها إلا عفش وصور محطوطة علي الحيطة للفرقة الموسيقية المكونة من ثلاث افراد ورابعهم فاروق، بس بعدها بخمس دقايق لقو المكان اشتغل في المعزوفة تاني والمرادي المعزوفة طالعه من الصور ولما دخلو جوه لقو فاروق واقف في منتصف الاوضة ولكن المرادي كان وشه شاحب ورفيع جدا زي الهيكل العظمي وكان المكان مليان بكائنات صغيره والمعزوفة دي بدأت تشتغل ، الجيران خافو وسابو البيت فورا من الرعب، بعدها بفتره مش طويله اختفت سعاد، وده اللي خلي اهلها يروحو يشوفوها في بيت فاروق خصوصاً بعد كثرة الكلام عن وجود جن وعفاريت جوه البيت، ولكنهم دخلو مطلعوش مره تاني…
بعدعا تم ابلاغ الشرطه عن اختفاء العائلة دي ولكن تم قفل القضية لاجل غير مسمي، والجيران اللي اقتحمو المنزل انتابهم الجنون والهلع بانهم بيشوفوا فاروق في كل مكان، وان المعزوفة مش بتفارقهم وبعد كده بفتره الناس سابو بيوتهم في الشارع ومبقاش غير قليل منهم, انا يمكن ايامي محدوده وممكن اكون في عداد الموتي لأني عرفت الحل متأخر جدا بس لو انت خدت المذكرات دي حاول تنقذ نفسك الحل سهل بس متخلوش يملك خوفك ولكن هو قدر يتمكن مني.
الكلام وقف علي كده وكأن كان في كلام تاني بس مش متكمل، قلبت الورقة اللي بعديها لقيتها مقطوعه، بس مش ده اللي شغلني ابدا..
قطع حبل افكاري عبدالله وهو بيقولي:
-ألا الورقة دي جبتها منين يا (توفيق)
=ورقه إيه دي؟
-دي ياعم لقيتها في جيب البنطلون بتاعك وقعت واحنا جايين انهارده.
شديت الورقة من ايد عبدالله و لقيتها الورقة اللي كانت موجوده ورا الصورة اللي في بيت فاروق، مسكت الورقة وركزت فيها لقيتها نفس الورق اللي من المذكرات دي هي هي اكنها مقطوعه من المذكرات، بعدها جالي صداع شديد وبدأت المعزوفة تشتغل تاني في دماغي بس المرادي كانت اقوي من اي مره اكنه تحذير من (فاروق) اني بلعب في عداد عمري، بس المرادي مستسلمتش للمعزوفة وقدرت اقاوم اكتر واقول بصوت عالي مش هتقدر تسيطر علي عقلي يا فاروق.
بعدها بصيت لعبدالله وقولت:
– انا عايز اعرف ترجمه الكلام الغريب ده
رد عليا عبدالله وقالي:
-النت مسابش حاجه ياعم احنا نشوف ايه الكلام ده.
-طيب يالا مستني ايه الموضوع مستعجل.
-حاضر حاضر
وفعلا دخلنا علي النت وكتبنا الكلام الموجود اللي اكتشفنا بعدها انه بلغه مصريه قديمة وشعبية مش طلاسم ولا حاجه وكان بيستخدمها المناطق الشعبية بينهم وبين بعض عشان محدش يفهمهم فضلنا نترجم الكلام وكان كالاتي ” لا يقهر الجحيم إلا الجحيم ” وكان في جمله تانيه بتقول”سنري من هو الامهر بالعزف” دول كانو الجملتين اللي موجودين في الورقة مش عارف حسيت ان الجملة دي ليها معني كبير وفضلت ابحث عنها انا وعبدالله لغاية ما إكتشفت ان في نوع من انواع الاعمال السفلية بنقدر اننا نبطلها عن طريق التحدي وهو تحدي للشخص او الروح دي وده العمل اللي عمله مسعود لفاروق وانهم فعلا مكانوش بياكلو لحد ما ماتو في المكان ده ولكن ارواحهم لسه عايشه في المكان ، وفاروق بيظهر لكل اللي ينبش في مكانهم.
مش عارف الفكره دي جاتلي منين ولا ازاي جاتلي الجرأة اعمل كده مع اني معرفش عن العزف غير مبدائ بس فجأه واحده لقيتني بقول لعبدالله:
– هو مش ياسر وخالد ونادر بيعرفو يعزفو؟
بلع ريقة وقالي:
– اه بس انت بتفكر في ايه يخربيتك؟
-هتفهم بعدين اتصل بيهم وقولهم يجولنا علي بيت (فاروق)
ضحك بخوف وهو بيقولي:
-بقولك ايه يا صاحبي لااا انا مش عايز اتلبس، انا بساعدك اه بس الساعة عدت 12 وهنتلبس كلنا، بدل ما كان واحد بس ملبوس هنبقى خمسه.
حطيت ايدي على كتفه وقولت:
– دي الفرصة الاخيره يا عبدالله.. دي الفرصة اللي ممكن تخليني اعيش طبيعي تاني، وانا حاسس انها هتنجح.
قالي بتوتر:
– بقولك ايه يا صاحبي انا بحبك اه بس انا بخاف “وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم”
=ثق فيا يا عبدالله وزي ما دخلتني في الموضوع ده هتساعدني اخرج منه.
-طب انت ف دماغك ايه عشان اكون فاهم؟
=كلمهم بس وهتفهم وقولهم يجيبو الكمان و العود والمزمار معاهم.
-انا مش مرتاحلك بس حاضر.
بعدها لقيت السمسار بيقول:
-طب استأذن انا بقى وربنا معاكو في اللي جي يا جماعه انا مش عايز اتلبس كفاية لحد كده.
بصيتله وقوللتله:
-انا مش عايز منك اكتر من ان لو لقيتنا اتأخرنا اتصل بالبوليس وحصلنا.
~~
معداش نص ساعه وكنا في بيت فاروق ، كان نادر وياسر وخالد هناك مستنينا وعلي وشهم علامات خوف ورعب من اللي هيحصل بس مرفضوش الفكره صراحه.
اول ما دخلنا البيت مكنش في صوت خالص بس انا كنت سامع صوت فاروق بيهمس في وداني وهو بيقولي:
-وانا قبلت التحدي.
بدأت اخد الورق من ورا الصور واديه لكل من ياسر وخالد ونادر.
ف اللحظة دي لقيت المكان كله بداء يتهز وعلامات الخوف بانت علي وشهم اكتر والمعزوفة بدأت تشتغل ولكن بقوة المرادي اكتر.
بصيتلهم وزعقت فيهم وانا بقول:
-اعزفو اللي موجود قصادكم…
– وفعلا بدأو يعزفو بس مكنش بنفس قوه معزوفة توفيق ولا حتي نصها، صوت فاروق بدأ يعلي ويقول:
– مش هتقدر تهزمني يا توفيق وهتموت زيك زي كل اللي ماتو…
في اللحظة دي لقيت نفسي مسكت المزمار وبدأت اعزف تلقائي وهما بيبصولي وعلي وشهم علامات الخوف والاستغراب، في اللحظة دي لقيت المكان كله اتغير وبقيت في اوضة تانيه مش غريبه عليا…
بعد تركيز عرفت انها الاوضة اللي كان قاعد فيها فاروق وكان واقف ومديني ضهره وكان في كائنات كتيره في الاوضة حواليه طويله وقصيره وكانت فرقة العزف كلها قعده علي كراسي في الاوضة دي ولكن فاروق كان بيشاورلهم بوشه الشاحب المخيف ده ويقولهم سيبو ده ليا انا ، وقالي:
– يلا نعزف…
بتلقائيه بدائت اعزف علي المزمار ، بس اول ماهو بدأ يعزف حسيت بصداع رهيب وقلبي بداء ينبض جامد وفاروق كان مبتسم، في اللحظة دي لقيت واحده ظهرتلي وعماله تقولي:
– اعزف يا (توفيق)..
قولتلها بتلقائية:
بس انا مش بعرف اعزف انا مش عارف ايه اللي جابني هنا اصلاً..
بعدها بصتلي بنظروة كلها امل وقالتلي:
– اعزف وانقذنا من الجحيم ده وانا هساعدك..
بعدها طلعت مزمار من ايديها وفاروق كان بيحاول يوقفها لكنه مقدرش، ولكن الكائنات دي مسكتها وفضلوا ينبشوا فيها..
لكن في وسط ده كله لقيتها بتقولي وهي بتصرخ وبتديني مزمار :
– اعزف بالمزمار ده،..
بعدها بدائت اجمع قوتي اكتر واعزف واقول:
“لا يقهر الجحيم الا الجحيم”..
وبدأت اعلي اكتر واكتر في المعزوفة أكن حد هو اللي بيساعدني علي العزف مش انا..
بعدها لقيت فاروق إتوتر والمكان بيتشقق وضهره بينحني وبيتحول لهيكل عظمي والكائنات دي بدأت تصرخ جامد في كل حته ،فضلت اقول “لا يقهر الجحيم الا الجحيم” بس في سري وبداء فاروق يتحول لهيكل عظمي والكائنات دي بتصرخ اكتر لغاية ماختفت والاوضه كلها اتغيرت لي غرفه قديمة وفيها هياكل عظمية قاعدين علي كراسي، وماسكين في ايديهم ادوات عزف وانهم فعلا ماتو وهما بيعزفو ولكن كان في جثه في الارض مش بعيد تبقا جثه سعاد واكيد هي اللي ساعدتني.
مفيش ثواني واغمي عليا وصحيت علي عبدالله وبيقولي:
– اصحي يا توفيق اصحي البوليس هنا، بدأت افوق واقوله هو ايه اللي حصل؟
=ياعم فجأه لقيناك اختفيت وكان في صوت ناس بتصرخ جوه جامد في اوضة النوم ومقدرناش نخش الاوضه بسبب العزف اللي كنا بنعزفه وبعدها لقينا الصور كلها وقعت والصوت كله اختفى، بعدها لقينا البوليس وصل ولما دخلو اوضة النوم لقوك واقع علي الارض وسط الجثث او بمعني اصح الهياكل العظمية.
بعدها قولتله:
– وفاروق؟
– فاروق الله يرحمة، لقينا جثتة في المكان، هو والفرقة الموسيقية، ده غير جثة سعاد واهلها.
بعدها الشرطة خدتنا عشان تحقق معانا في اللي حصل حكينا علي اللي حصل وطبعا افتكرونا مجانين وبنخرف بنقول اي حاجه واتقفل المحضر علي كده، واتحطينا تحت المراقبة لفترة كبيرة..
اينعم اللعنة انتهت على كده لكن من ساعتها وانا بشوف فاروق بليل في اوضتي وبيبصلي بنظره كلها شر والمعزوفة كنت بسمعها كل فتره.
في النهاية احب اقولكو انهم حوالينا وانهم فعلا موجودين واوعي تستهونو بوجدهم المرادي الحل كان سهل المره الجايه هيكتبوا علي قبرك( قد تحداهم وهم قبلو التحدي) وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم.
تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى