روايات شيقهرواية المستحيل

نوفيلا المستحيل للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

كانت وردة تنام في سريرها حين فوجئت بحماتها تقتحم الحجرة قائلة: لسة نايمة يابرنسيسة؟ بقالي ساعة بنادي عليكي.
اعتدلت جالسة تفرد جسدها بغنج قائلة: ومنامش ليه يامرت عمي؟ مش لساتني عروسة جديدة؟
اتسعت عينا نجية باستنكار قائلا: عدا عشر أيام علي فرحك وتقوليلي عروسة جديدة؟
حدانا في البلد بيتجال عليها عروسة جديدة لحدن ماتجيب الولد.
قالت نجية بسخرية: حدانا بقي هو أسبوع وبتقوم تشوف اللي وراها يابرنسيسة.

هبطت وردة من السرير وذهبت تجاه المرآة، جلست علي الكرسي أمامها وأمسكت الفرشاة تمشط شعرها بهدوء قائلة: وأني ورايا إيه يعني غير اني أتزوج لجوزي عشان أبسطه.
لا ياعينيا وراكي كتير، وراكي مسيح وترويق الشقة وطبيخ كمان.
لما أني هعمل كل ده انت هتعملي ايه؟
اقتربت منها نجية تمسك يدها و تجعلها تنهض لتواجهها بغضب قائلة: بت انت اتعدلي ليمين الله أقول لابني وأخلي أيامك سودة معاه.

نفضت وردة يدها قائلة بتحدي: انت اللي فوجي ياحماتي واسمعيني منيح، أني مش هند اللي عتديها فوج دماغها وتسكتلك لع، ده أني لحمي مر جوي. هتسممي ودان جوزي من ناحيتي هجول لأبوي وده عيزعله وانت عارفة منيح كبير الهوارية لما يزعل ايه اللي ممكن يحصل؟ مش عجولك انه عيمنع عنك خيره اللي مغرجك من يوم مااتجوزت ولا عجولك انه ممكن يسحب ماله من محل ولدك. لاه. ده زعل أبوي ميراضيهوش غير الدم.

اتسعت عينا نجية تقول بخوف: وليه يابنتي بس؟ وانا يعني كنت عملت ايه؟
رفعت وردة إحدي حاجبيها وهي تعاود الجلوس امام المرآة تمشط شعرها قائلا: انت أدري بعمايلك السودا يامرت عمي، الوجت مشي من كدامي وروحي شوفي اللي وراكي جبل جوزي مايعاود وحسك عينك تجولي انك عملتي إكده ولا إكده وإلا انت خابرة.

أطرقت نجية برأسها تمشي بخطوات منكسرة تجاه باب الحجرة قبل أن تغادرها تطالعها وردة من خلال المرآة قبل أن تبتسم بانتصار قائلة: أشكال متاجيش غير بالعين الحمرا. اصبري عليا يامرت عمي. هو انت لساتك شوفتي حاجة. اللي سمعته عنك مش جليل ولازمن أخلصه منيكي. وجبل ما تملكي اللي ترميني بيه من البيت زي كلاب السكك هكون أني رامياكي يامرة سو.

ناشدت في كنفك الأمان فسلبتني إياه وتخليت عني حين كنت في أمس الحاجة إليك.
كانت حياتي معك أوهاما صنعتها يداي. جريمة اقترفتها دون قصد.
كنت أري الضعف بداخلك فأشيح بوجهي عنه حتى لا أراه.
لم أرغب في رؤية حقيقتك فقد أعماني الهوي واستسلمت له.
لم تفكر في أبدا بل كانت ذاتك محور تفكيرك. وحين أردت اهتمامك لفظتني من حياتك.
وقد رحلت حين انتهت أسباب البقاء آملة في أن تلحقني نادما. فصفعتني الحقيقة بقسوة.

متخاذل أنت فخذلتني وكسرت قلبي حين خنت الوعود وتركتني.
صار الجرح بداخلي يحذرني ألف مرة من أمثالك أشباه الرجال فقد كانت الفعلة شنعاء و الأعذار أقبح من الذنب.
اتمني أن لا أراك ثانية حتى بالصدفة كي لا تستيقظ الآلام وتذكرني بخيبة الأمل لقلبي الذي كان وفيا صادقا في الحب فكوفئ بالخيانة.

قد نغفر نحن النساء لطفل صغير يخطئ ولكننا لا نستطيع أن نغفر لرجل يدرك ما قد تصنعه أفعاله بقلوبنا من كسر وحرقة. ان لم نأخذ بثأرنا تركناه لثأر خالقه فقد أخبرنا نبينا أنه كما تدين تدان.
أغلقت هند أهدابها علي دموعها راجية المولي أن تنسي هذا الجرح الذي كلما لامست قلبها تذكرته، لا تتمني لغادرها شر أو خير، ترغب فقط في النسيان وكأنها لم تره قط ولم تتزوجه.

طرقات علي الباب جعلتها تمسح دموعها بسرعة سامحة للطارق بالدخول، دخل اخاها قائلا بابتسامة: جاهزة؟
ابتسمت بدورها تهز رأسها قبل أن تتطلع إلى الحجرة قائلة: مش قادرة أصدق اني خلاص همشي من الأوضة دي. يمكن اللي قعدته فيها شهر بس حاسة اني بقالي سنين جواها. هند قبل ماتيجي المستشفي دي كانت واحدة وهند اللي خارجة منها واحدة تانية خالص.

اقترب منها يقول بحنان: انسي ياهند. انسي اللي شفتيه كله ياحبيبتي وخليكي في اللي جاي. واللي جاي أكيد أحلي.
طالعته بحب قائلة: انت وخالتي وصفية اللي مدييني الأمل ده في بكرة.
طب يلا. هم مستنيينك في العربية.
ابتسمت قائلة: وحشني البيت ياخالد ووحشتني أوضتي.
قطب خالد جبينه قائلا: بس انت مش رايحة البيت.
عقدت حاجبيها بحيرة قائلة: أمال رايحة فين؟
علي بيتي طبعا.
اتسعت عيناها بصدمة قائلة: مش هينفع.
ليه بس؟

عشان حاجات كتير زي مثلا طنط منيرة. مش عايزة ازعجها بوجودي ده غير اني مقدرش أبعد عن خالتي و صفية تاني أنا ماصدقت رجعت لحضنهم وحسيت وياهم بالأمان من تاني.
قال خالد بعتاب: وهو بيت أخوكي مش هتحسي فيه بالأمان ياهند؟
مش قصدي بس…

قاطعها قائلا: مفيش قدامك اختيار. مرواحك ويايا بالإجبار ولو هنتكلم بقي فهنقول ان ماما هي بنفسها اللي طلبت مني تعيشي ويانا. حبتك ياستي زي بنتها وزي مابتحبني تمام. ولو كان علي خالتك وبنتها فاطلبي منهم ييجوا يعيشوا معانا. انا عايز اقولك ان ماما حبت خالتك وبقوا اصحاب علي الآخر اما صفية فتقريبا حبيتها أكتر مني انا شخصيا. ملكيش حجة دلوقت. ها. ايه رأيك؟

ظهر التفكير علي وجهها فامسك خالد يدها قائلا: يا هند أنا ماصدقت لقيتك وحابب أكون جنبك وبوضع شغلي والبيت هيكون وجودي معاكي وقت قليل وده بجد هيزعلني.
وجد ابتسامة تتسلل إلى ثغرها وهي تقول: ماعاش ولا كان اللي يزعلك ياخالد.
تهللت أساريره قائلا: يعني وافقتي؟
هزت رأسها بالإيجاب فاتسعت ابتسامته قائلا: يبقي خلينا منضيعش وقت.

أمسك حقيبتها في يد وتمسك بيدها في يده الأخري قبل أن يغادرا الحجرة بقلوب سعيدة كوجوههما تماما.

أسرع الخطي. تأخر اليوم علي غير العادة. وما ان دلف إلى الشارع حتى وجد عيونه تتعلق بالشرفة. وكم خاب الأمل حين وجدها خالية مغلقة الباب، لينكس رأسه وقد شعر بألم في قلبه وغصة في الحلق، هدأت خطواته رويدا رويدا حتى صار يجرها جرا تجاه المنزل، صعد درجات السلم ثم فتح الباب، وجد الردهة مظلمة ففتح كشاف هاتفه حتى لا يشعل الاضاءة ويزعج والدته، دلف إلى حجرته واغلق الباب ليراها نائمة علي ضوء مصباح الأباجورة الصغيرة، شعر بالاختناق حين اجتاحه الحنين إلى زوجته السابقة، يقارن بينها وبين وردة مجددا فخسرت وردة دون شك. فهذه زوجة وهذه امرأة وشتان بين السكن والمسكن.

ذهب إلى الشرفة وفتح بابها فتململت زوجته تقول: اقفل الباب ياسي عادل الجو برد.
ذهب إليها يضع الدثار فوقها قائلا: هخرج أشرب سيجارة وبعدين اقفلها وأنام.
تدثرت بالغطاء تعود للنوم قائلة: طيب متعوجش. تصبح علي خير.

لم تسأله حتى ان كان قد تناول طعامه أم لا؟ حسنا لقد فقد شهيته ويحتاج فقط إلى بعض الهواء. خرج إلى الشرفة وطالع الطريق بحزن، يتلمس السور الذي كان يراها تضع كوعيها عليه في انتظاره. يدرك بكل وضوح أنه اشتاق إليها بجنون، تري كيف هي الآن؟
صرخ قلبه
الآن تسأل؟ وأين كنت حين احتاجتك؟
رد عقله
هي من أذنبت في حق أمي ولم تترك أمامي خيارا.
بل آثرت الهروب حين زادت أعبائك وشعرت بثقل الهم.

لم يكن مرضها حملا انه قضاء الله وقدره.
ان كنت اعترفت بأنه القدر وليس ذنبا اقترفته يداها اذا لم لم تساندها كما فعلت هي دوما؟
فعلت. كنت. كنت…
كنت ماذا؟ لا تجد جوابا كافيا. أليس كذلك. أخطأت كثيرا في حقها. تعترف الآن. لكن للأسف بعد فوات الأوان.
لم يفت الأوان بعد. سأذهب إليها واطلب منها العودة إلي؟
ووردة. وأباها. وأمك هل سيقبلون؟ سيقيمون الدنيا ويقعدونها وربما يقتلونك.
أمسك رقبته خوفا يقول عقله.

سأخفي الأمر عنهم؟
وهل سترضي هند؟ تعرفها جيدا لتدرك استحالة الأمر لذا ارضي بقدرك وعش معه. فهذا اختيارك ولكني للأسف أتحمل عذابه معك.
هنا. أغروقت عيناه بالدموع فاغلق عليها أهدابه ثم فتح عيونه وهو يمسح دموعه، يعود للداخل بخطوات بطيئة، يغلق الباب ثم يتجه إلى مكانه بالسرير ويتموضع لينام بملابسه.

كانوا يجلسون حول مائدة الطعام يتحدثون ويتضاحكون، دفء يحيط وجودهم سويا يمنح المكان سعادة لا تنضب. انه دفء العائلة الذي شعر بها الجميع حين ضمهم سقف واحد.
ياصباح السعادة والضحكة اللي جايبة آخر الفيلا.
قال ادهم جملته بينما يدلف إلى حجرة الطعام فطالعه الجميع بابتسامة، قالت السيدة منيرة ببشاشة: صباح السعادة لقلبك ياابني، قرب افطر معانا حماتك بتحبك.
جلس قائلا بمرح: هي فعلا بتحبني.

قالت نبيلة بفضول: صحيح ياأدهم. نعرفك بقالنا مدة ودي اول مرة نعرف انك متجوز، طب فين مراتك؟ مشوفنهاش ولا مرة؟
حزن ظهر علي وجهه أثار فضول هند وزاد من فضولها مواراته السريعة لملامحه وهو ينكس برأسه بينما تقول منيرة بأسي: علا مراته الله يرحمها، ماتت وهي بتولد بنته نفين من سبع سنين.
قالت نبيلة بندم: الله يرحمها، انا آسفة ياابني فكرتك بيها.

رفع وجهه إليها يقول بابتسامة رغما عنه جاءت باهتة وهو يقول: اللي زي علا مبيتنسيش ياطنط نبيلة. الله يرحمها.
مرضاش ياحبيبي يتجوز أبدا بعدها، رغم اني كلمته كتير لكن كان دايما يقول مفيش زي علا في الدنيا ياعمتي. وبعدين مش عايز أجيب مرات أب لنفين. روحه فيها ياقلبي والشهرين اللي بتقعدهم مع جدتها في الصيف بيكون فيهم زي المجنون، كل يومين يروح اسكندرية بس عشان يقعد معاها شوية ويرجع.

هل خفق قلب هند للتو في عدم تصديق لاخلاص رجل لذكري زوجته علي مدار سبع سنوات كاملة أم اعجابا بهذا الرجل؟ نفضت افكارها بينما تقول نبيلة لخالد: طب أدهم مش راضي يتجوز عشان ذكري مراته الله يرحمها، انت بقي متجوزتش لحد دلوقت ليه ياخالد؟
غص خالد بمشروبه بينما تقول صفية باستنكار: ماما!

بس يابنت أنا خالته ومن حقي أسأله وبعدين أنا أم وعارفة ان أمنية أي أم تشوف أحفادها ولو سيبنالكم السايب في السايب هنموت من غير مانشوف أحفاد.
ضحكت منيرة قائلة: يسلم لسانك يانبيلة.
مال أدهم علي أذن خالد يقول بهمس مرح: رد يافالح، خالتك وعمتي اتفقوا عليك وهتدخل عش الزوجية ياحبيبي.
مستحيل.

قالها بدوره بهمس قبل أن يقول لنبيلة: بصراحة ياخالتي، اللي اتجوزوا سدوا نفسي عن الجواز وحسيت انه شراكة فاشلة فخليني في الشراكة الناجحة. صحيح ياأدهم الشركة عاملة ايه في غيابي؟

ابتسم الجميع بينما أدركت نبيلة انه يتهرب لذا تركت الأمر مؤقتا، اعتدل أدهم قائلا بجدية تعجبت لها هند التي تراه يتمتع بوجوه عديدة وكأن مبدأه لكل مقام مقال: كانت الأمور ماشية زي الفل لحد النهاردة، مصممة أزياء الشركة وهي جاية تمضي العقد طلبت نص مليون جنيه زيادة وطبعا موافقتش فبكل وقاحة قدمت استقالتها وسابت الشركة. عرفت بعدها ان جالها عرض من المنافسين لينا في السوق زي ماكنت شاكك وعشان كدة كانت بتطلب بقلب جامد.

قالت نبيلة بدهشة: هم المصممين بياخدوا كل الفلوس دي؟
قال أدهم: وأكتر لإن مصممة أزياء اي دار أزياء بتبقي هي أساس نجاحهم بأفكارها وابداعها.
قالت منيرة: ولما انت كنت شاكك في انها جالها عرض من المنافسين مديتلهاش الفلوس اللي طلبتها ليه ياأدهم؟
قال خالد: أدهم معاه حق ياماما، مادام عملت كدة يبقي كان سهل قوي يشتروها وساعتها هياخدوا منها التصميمات وينزلوا زيها في السوق بسعر أرخص والمجموعة تخسر.

قالت منيرة: طب والحل؟
قال أدهم وهو يهز كتفيه: مفيش قدامنا غير التعاقد مع مصممة تانية بس نلاقي فين بسرعة مصممة موهوبة وتكون أمينة في نفس الوقت؟
موجودة.
التفت الجميع إلى صفية بينما هزت لها هند رأسها نهيا، فقطبوا جبينهم في حيرة ليقول خالد: هي مين دي ياآنسة صفية؟
المصممة اللي بتدوروا عليها. قدامكم أهي.

أشارت لهند التي احمر وجهها من تسلط النظرات عليها بينما تقول صفية: موهوبة جدا ومظنش هتلاقوا أأمن منها علي شغلكم.
قال خالد: الكلام ده بجد ياهند؟ بتعرفي تصممي أزياء؟
قالت نبيلة بفخر: بتعرف. دي أستاذة وياما قلتلها تفتح محل بس هي اللي مكانتش بترضي، دي حتى هي اللي صممت فستان فرح صفية ونفذته في يومين…

صمتت تضع يدها علي فاهها برعب وملامح صفية تتجمد كلية، يظهر الألم في مقلتيها قبل أن تواريه قائلة بهدوء: الفستان معايا فوق لحظة هجيبهولكم.
أسرعت من أمامهم تتجه إلى حجرتها بينما قالت نبيلة بحزن: يقطعني كان لازم أفكرها.
قالت هند بحزن: القلب لما بيحب مستحيل ينسي حبيبه حتى لو ادعي العكس ياخالتي بيفضل الحزن مستخبي فيه لكن أوقات لازم يظهر والا البني آدم يموت من القهر.

وجد خالد نفسه يفكر في هذه المخلوقة. رقيقة لكنها قوية ومخلصة. سندا لكل من حولها، لا تفكر في نفسها قدر الآخرين، تماما كأخته. ربما مازال في جنس النساء هذه الأيام من تستحق كل الاحترام والتقدير، بينما فكر أدهم في كلمات هند ليجد نفسه يتساءل.
هل تقصد ابنة خالتها ام تقصد نفسها بهذه الكلمات؟ وهل لا تزال تفكر بهذا النذل بعد كل مافعله بها؟ وجد هذه الفكرة تحنقه للغاية لسبب لا يدري كنهه.

عادت صفية تمسك الفستان، وتمنحه لخالد الذي أخذه منها قائلا بسعادة: أيوة بقي. أختي فنانة والله. طالعالي.
نهض أدهم يقول بمرح: طالعالك إيه؟ دي عديتك بمراحل انت آخرك تصميم العرض لكن الأزياء فن تاني خالص. تسلم ايدك يامدام هند.
اكتفت بابتسامة خجولة بينما قال خالد: يبقي نبتدي الشغل من بكرة.
علي شرط.
قطب خالد جبينه بحيرة حين سمع كلمات اخته قائلا: شرط ايه؟

هحتاج صفية معايا دي خياطة شاطرة قوي وذوقها يجنن في اختيار الألوان.
أكيد انت معانا ياآنسة…
قطع كلماته وهم يبحثون بعيونهم عنها فلم يجدوها ليدركوا مدي تأثرها بالماضي حتى انها لم تتحمل وجودها مع فستان زفافها في ذات المكان، ليتعجب خالد عن احتفاظها به واحضاره معها ان كانت رؤيته تحمل لها كل هذا الألم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى