كنت شغال في مخزن لشركة مياة غازية مشهورة، شغلتي كانت بسيطة جداً، كنت بحرس الشركة بالليل انا وعلاء صحبي في الشغل .
كنا بنروح الساعة ٩ بالليل ونسلم الشركة الساعة ٦ الصبح، كنا بنام لما بنيجي، المخزن كبير مليان برانيك فيها ازايز، وفي أخر المخزن حمام .
احنا كان لينا مساحة صغيرة ورا البرانيك حاطين مرتبتين صغيرين وبتوجاز من الصغير وكام كوباية والشاي والسكر وبس.
كنت بلاحظ من اول يوم اشتغلت فيه مع علاء انه بيدخل الحمام بيقعد بالساعة!!.
مكنتش بسأله لانه مكنش صحبي، يا دوب شغالين مع بعض كام ساعة وكل واحد بيروح لحاله، وفي يوم وانا نايم والساعة كانت ١٠ لقيته جاي جري وهو بينادي عليا :
_ مبروك .. يا مبروك .
صحيت مفزوع، وشه كان أصفر جدا وكان بيترعش، قولتله وانا باصصله :
_ في ايه يا علاء ؟ .. ايه اللي حصل ؟ .
كنت مستنيه يقولي ان في حرامية، بس لقيته بيقولي :
_ مبروك … مبروووك.
استغربت وقولت لنفسي ده بينادي عليا وانا واقف قدامه وهو باصص عليا وانا باصصله!! .
قومت من على الارض وقولتله بعد ما اتوترت :
_ ايه يا عم في ايه هي ناقصة رعب على المسا فاتح عينك كدا ليه يا عم ؟ .
لقيته بيقولي :
_ مش انت ناديت عليا .. ناديت عليا صح.. الجو حر مش كدا .. مبروك قولي انك ناديت عليا.
كانت المرة الاولى اللي اشوفه فيها بالشكل ده، متوتر ومش عارف يتكلم كلمتين على بعض، قولتله وانا ببلع ريقي :
_ يا سيدي وطي صوتك .. انا ولا ناديت عليك ولا زفت .. ولو بتهزر وعايز تعمل فيا مقلب .. ففكك علشان هزارك تقيل .
كنت عارف ومتأكد انه مش بيهزر، لانه كل ثانية بيبص على الحمام بخوف، علشان كدا قولتله :
_ يا ابني لو شوفت حاجة او ظهرلك حاجة قولي، ها شوفت عفريت؟.
أتنفض من مكانه لما قولتله عفريت.. جري على مرتبته واتغطى لحد وشه وانا شايف ايده بتترعش.
طبعا منمتش خالص وبدأت أشغل قران لما بدأت أسمع علاء بيقول همهمات، كلام ورا بعض مش مفهوم، وفجأة لقيته بيرفع ايده الشمال، دقيقة ويرفع ايده اليمين، دقيقة ويرفع رجله الشمال وهكذا.
كل ده وهو نايم مكنش صاحي، كل مايرفع ايد او رجل صوت همهماته تزيد، ولما ضحك ضحكة مش بصوته الرعب وصل لأعلى درجاته عندي، علشان كدا شغلت قران وروحت لعلاء صحيته قولتله بغضب :
_ علاء .. أصحى .. ما انا كدا مش هنام .. قوم يا عم .
كنت فاتح النور واول حاجة قالها لما فتح عينه :
_ أبعد النور وأقفل القران .
= أقفل القران !! .
اتأكدت انه مش طبيعي واكيد شاف حاجة في الحمام، مسكت موبايلي وعليت صوت القران اكتر، صحي وقعد وهو باصصلي بأستغراب وقالي :
_ أنا قومت ليه ؟ ..انت صحيتني ؟ .
قولتله :
_ ايوة يا عم صحيتك ما انت عمال تتكلم وانت نايم وترفع ايدك ورجلك وجيت علشان اصحيك اول حاجة قولتهالي اقفل القران .
لقيته بيقولي بعد ما شرب بوء ماية :
_ محصلش .. اللي بتقوله ده محصلش .. انا لسه صاحي دلوقتي .. لا قولت ولا عملت اللي انت بتقوله ده .
فجأة بص تجاة الحمام وبدأ يبرأ عينه، الحمام اللي كان ورايا بالظبط، بدأ يشاورلي عليه، بصيت علشان أتصدم لما شوفت حمامة سودة مدبوحه ومتعلقه بحبل عند الحمام والحبل بالحمامة عمالين يتحركوا يمين وشمال، حركات بتدل ان كان في حد عمل كدا رغم ان مافيش غيري وعلاء بس في المخزن !! .
القران كان مطمن قلوبنا، علاء لقيته بيقولي بصوت خافت :
كنت شاكك فيه مش هكدب، وشكي ليه مكنش من فراغ، لانه في يوم كنا بنتكلم والسيرة جت على الجن والعفاريت، لقيته بيقولي حاجات كتير جداً عن السحر السفلي وازاي بيتعمل وبيتقسم لكذا طريقه فيه المرشوش واللي متعلق واللي مشروب، وفضل يسترسل في الكلام عن العالم ده كأنه دارس او قاريء جيد جداً لعالم الماورائيات.
دمجت كل الكلام ده بكلامه عن حياته الشخصية وانه وحيد وماحدش قريب منه حتى اهله، مش بعيد يكون ده سبب انه حضر حاجة في الحمام وكل يوم بيدخل يقعد بالساعة علشان الطقوس.
ليه بقول كدا، لان بعد اليوم ده وبعد الفجر ما أذن وسلمنا الوردية بعد ما رمينا الحمامة ونضفنا الدم اللي كان مغرق الارضية والحمام، تاني يوم لما دخل عليا وانا قاعد، مرماش السلام وجري على الحمام!! .
في اليوم ده الصبح قولت لأستاذ محمود المشرف بتاعنا وعرفته اللي علاء عمله واللي شوفته انا وهو، لقيته بيقولي انه هيفضل قاعد لحد ما علاء ييجي، ولما علاء جيه كان أستاذ محمود مستخبي منه، مكنتش عارف هو ناوي على ايه وخوفت الصراحة انه يقطع عيشه.
روحت لأستاذ محمود وعرفته ان علاء جيه ودخل الحمام، روحت علشان أقفل باب المخزن وشوفت أستاذ محمود أستنى دقيقتين ولقيته بيجري على الحمام علشان يشوفه بيعمل ايه، بس اتفاجئت لما قفلت باب المخزن لقيت أستاذ محمود بيقولي :
_ متأكد يا مبروك انه جيه ودخل الحمام ؟ .
كنت في طريقي ليه وانا بقوله :
قالي :
_ لان ببساطة مافيش حد موجود في الحمام !! .
كنت هتجنن وأستاذ محمود اتأكد من كلامي ليه، هو سمع صوت خطواته وسمع صوتي بعد ما فتحت الباب وبقوله ( مساء الفل يا لول)
ما اكيد مكنتش بكلم نفسي، انا شوفته كويس، وشوفته بيدخل الحمام، بس اتضح ان مكنش هو !! .
اومال مين؟.
عرفت بعد ما غاب اكتر من ٦ أيام انه ساب الشغل، ولما سألت واحد في الشركة قالي انه جيه وسلم لبسه، كنت عايز أكلمه قبل ما يمشي، كنت عايزه يجاوبني على السؤال اللي هيجنني، لان المخزن اتعفرت بعد ما مشي، وبقيت بسمع اصوات صوت حد بيجري وأصوات غريبة من جوة الحمام .
كنت عايز اقوله ان كان حضر جن في الحمام ولا كل اللي بيحصلي تهيؤات، وأشك في أخر أستنتاج.
لاني لسه انا شغال هناك، ولسه بسمع خطوات كل يوم بالليل .
وأحياناً بشوف علاء واقف عند الحمام وبيضحكلي!!.