_ السلام عليكم .
= وعليكم السلام ورحمته وبركاته .. مين معايا؟.
_ لو سمحت .. هو ده رقم الشيخ مخيون ؟.
= أيوة .. انا الشيخ مخيون ..صوتِك حزين اوي يا بنتي .. اتفضلي قولي مشكلتك .
_ انا تايهة يا شيخ .. حاسة اني جوة كابوس مش عارفه اخرج منه .. مشكلة كل ماتتحل تظهر لي مشكلة تانية اكبر .. اقول ايه وابدأ منين؟.. مشكلتي كبيرة اوي يا شيخ .. لو تسمح دقايق من وقتك أحكيلك على اللي حصلي أكون شاكرة افضالك جداً .
_ طبعاً طبعاً .. اتفضلي احكي انا سامعك ومش هقاطع كلامك غير لما تخلصي .. اتفضلي .
اترددت كتير اني اخد خطوة الشيخ مخيون بعد ما سمعت ان بالبلدي كدا سره باتع وراجل مبروك، بس مكنش قدامي غير اني اتصل بيه بعد ما الموضوع زاد معايا انا اولادي اللي ماليش غيرهم .. خصوصاً بعد كل الازمات اللي مرينا بيها واللي مريت بيها انا على وجه التحديد.
وبدأت أحكي للشيخ على حكايتي من بدايتها :
انا حاليا ام ل ٧ اولاد .. ٥ بنات وولدين.. اكبرهم فرح بنتي عندها ٢٥ سنة واصغرهم (هنا) ١١ سنة.
من بداية جوازي من بدير، وانا عايشة معاه في شقة ضيقة اوضتين وصالة.. وحماتي كانت عايشة معانا.. كنا احنا التلاتة عايشين في الشقة والحياة ماشية، جوزي كان بيبيع عيش هو واخوه .. والحال وقتها كان شبه ميسور، بس حماتي مكنتش بتحبني ودايما في خناق انا وهي، بس كان بدير بيدافع عنها حتى لو كانت هي اللي غلطانة، كنت بتضايق اوي من معاملته معايا قدامها، لكنه كان ييجي يقولي بيني وبينه :
_ يا حنان انتي عارفه اللي فيها .. استحمليها علشان خاطري .. على يدك .. اخواتي الاتنين مراتتهم حاكمه عليهم ميقعدوش امهم معاهم.. واختي الوحيدة عملت زيهم.. امي مكنش ليها غيري وانا مستحيل ارميها زي ما هما عملوا مهما كان .
بصراحة يا شيخ كلامه كان ليا مسكن وكنت برضى بالامر الواقع واستحمل علشانه، بس كان بييجي عليا وقت من كتر اللي كانت بتعمله معايا مكنتش بستحمل بس مكنتش بتكلم معاها، كنت بطلع ضيقي وحزني على اي ازاز قدامي .. كنت بكسر اي حاجة علشان افش غلي، واتعورت كتير وكنت عارفه ان كدا غلط بس مكنش في حل قدامي غير كدا.
بعد ٩ شهور من جوازنا حملت في بنتي الكبيرة فرح، ولما جيت علشان اولدها، مكنش حيلتنا مليم بسبب ان بدير اتخانق مع اخوه انور وسابله الشغل، وفضل بدير يدور على شغل شهرين، وكان كرم ربنا كبير بعد ما ولدت وبنتي جت الدنيا بالسلامة الرزق جيه في رجليها، وجوزي لقى شغلانة على عربية نقل.. بينقل قطع غيار موتوسيكلات وتروسيكلات، وبدأ الرزق معاه يزيد اكتر واكتر وبعد سنة ونص حملت مرة تانية لكن للاسف الجنين مات ف بطني، لاني اتعصب كعادتي بسبب حماتي وجيت علشان ادخل اوضتي واقعد لواحدي وانا بقوم رجلي اتشبكت في العبايا وقعت على بطني، بمجرد ما شوفت الدم وهو نازل مني قولت الجنين مات علطول .. وكان عمره ٦ شهور.
زعلت اكتر وبدير هو كمان، بس مكنش قادر يعاتب امه، واللي عمله ضايقني لما راح وباس ايديها قدامي، مكنش غرضه يغيظ فيا ولا حاجة انا عارفه ده، هو عمل كدا لما لقاها بتبكي وهي بتقول في حالة اشبه بالذهول ( انا السبب .. انا السبب).
من صدمتي وغضبي مكنتش مسامحاها على اللي عملته معايا،
واللي خلا بدير زعلان يمكن اكتر مني انه كان نفسه في ولد يتسند عليه لما يكبر، وكان دايما يقولي ( انا حاسس ان اللي ف بطنك ولد .. عارفه يا حنان .. دعواتي كل صلاة .. انا مش معترض على رزقه وانا اكتر واحد سعيد بفرح .. وعمري ما اقول ليه يا رب .. الحمدلله على كل حال .. بس عايز راجل يخلي باله منكم من بعدي ) .
كنت اطبطب عليه واقوله بعد الشر عنك ..
ولان ربنا كريم دايما وقلب بدير جوزي ابيض دعوته استجابت وبعد سنة جيه أدم ابني التاني، ومع الوقت يا شيخ بدل ما كان بدير سواق بدأ يعرف الشغل ماشي ازاي وقال لنفسه ( ليه لا طالما عرفت البضاعة بتيجي منين واتعاملت مع التجار .. اعمل جمعية وافتح محل قطع غيار موتوسيكلات ولو صغير على قدي) .
لما عرض عليا الفكرة اتحمست جداً وبالفعل اتصرفت وعملت جمعية مع أختي منى واخواتي احمد ومصطفى وابراهيم .. وشوفت كام واحدة معانا وعملت جمعية وقبضتها الاول، واديتها لبدير اللي بدوره دور على محل صغير وبدأ يملاه بضاعة قليلة ووقف في المحل مصطفى اخويا وبدير فضل شغال على العربية منها يجيب مصاريف البيت والمحل يجيب فلوس الجمعية.. وزي ما تقول كدا ربنا كرمنا من وسع والمحل الصغير بقى محلين جنب بعض والبضاعة كترت، ومرت سنين على ده الحال، كبرت فرح وادم .. في يوم صحيت على خبر صعب اوي وصدمة ليا، خبر وفاة اختي منى!!.
أختي كانت متجوزة ومعاها مصطفى ومنة .. كانت في السوق بتشتري اكل علشان تعمله لجوزها واولادها فجاة وقعت من طولها ماتت!!.
كانت روحي فيها لاننا كنا متقاربين في السن وكنا عايشين مع بعض قبل جوازنا مع اختي الكبيرة مها اللي ربتنا بعد وفاة ابويا وامي.. ولما مها اختي ماتت اتفرقنا.
عشت انا واخواتي احمد ومصطفى وابراهيم في دوامة من الحزن شهور، وبطبيعة الدنيا مشي حالها والوقت موقفش على فراقها، بقينا نروح لاولادها كل اسبوع نجيبلهم كل اللي نفسهم فيه لحد ما بعد سنتين جوز اختي اتجوز واحدة بنت حلال ربتهم وخدت بالها منهم وكانهم ولادها.
وانا في السنتين دول ربنا كرمني بمها بنتي التالتة .. ومن بعدها چنا، كل ده واحنا لسه في الشقة الضيقة.
الحسد والعين كانوا ملازمين بدير وخصوصاً من اخواته الاتنين ومراتتهم، بداوا يحسدوه على عياله وفلوسه والعربية الجديدة اللي اشتراها والمحلين بتوعه لحد ما في يوم وقع على رجله واتجبست وفضل شهر قاعد في البيت.
اخويا مصطفى كان لسه واقف في المحل، ادم كان عنده وقتها ٩ سنين.. نزل المحل مع خاله علشان يعرف الشغل من صغره لكن طبع ادم كان مختلف للاسف مكنش زي ابوه .. مكنش في باله اي حاجة غير اصحابه وابن عمه اللي كان ملازمه ليل ونهار رغم انه عارف انهم مبيحبُناش بس كان عيل وقولت مش هبعده عن ولاد عمه.. لكن كنت غلطانة لان ادم اتطبع بطبع ابن عمه السيء، شتيمة وقلة ادب وصلت انه يهرب من المدرسة معاه ويشربوا سجاير كمان!!.
ابوه لما عرف ضربه ومنعه يمشي معاه مرة تانية، بس كان الوقت اتأخر وزي ما قولت ابن عمه اللي اسمه اسامة خلى ادم شخص تاني بعد ما كان خجول ودايما ساكت .. بقى يزعقلي ويشتم ويشوح وهو ابن ال ١٠ سنين وفضل طبعه في سوء اكتر واكتر مع الوقت .
في الايام دي لقيت بدير بيقولي خبر على قد ما فرحني على قد ما كنت خايفة اوي.. لقيته جايلي بعد الشغل وفرحان وهو بيقولي :
_ حنان .. كنت مخبي عليكي خبر حلو وقولت لما ربنا يكرمني هقولك عليه .
كنت واقفة في المطبخ ولما قالي كدا سيبت اللي في ايدي وبصيتله وانا بقوله بفضول :
_ خير يا بدير .. أخيراً خبر حلو في الايام دي.. ها قولي يلا.
قالي :
_ في عمارة بتتبني في نفس الشارع اللي فيه المحل بتاعنا.. انا حجزت اول دور فيها ودفعت عربون وبعد كام شهر هديله باقي فلوسها وهنشتريها خلاص .
فرحت لثواني والقلق سيطر عليا لساعات، مردتش اقوله واعكر فرحته خصوصاً انه بقاله كتير مضغوط وبيتعصب كتير وقولت اكتم جوايا كعادتي .
واللي حسبته يا شيخ لقيته، اوام الموضوع انتشر ووقتها كنا في شهر رمضان وكان بدير عازم اخواته علشان يحاول يلطف الجو بينهم وبين امه، من طيبة قلبه بيقابل كل قسوة قلب منهم لحنية رغم انه اصغرهم، وكان طبيعي مرتتاتهم تيجي معاهم وعيالهم وكلهم جم.
الكلام مكنش في الضهر لا .. كانوا بيتكلموا في وشي على ان ربنا وسعها علينا من محل وعيال وفلوس وشقة جديدة و و و
اللي لاحظته أن مرات اخوة الكبير كانت عمال تدور على حاجة في الشقة، كنت متبعاها بعيني وكل ما كانت تلاحظ ان مافيش عين عليها كانت تقوم تتسحب وتدخل اي اوضة قدامها، لحد ما شوفتها داخلة اوضة النوم بتاعتي .. روحت وراها وقولتلها :
_ بتعملي ايه؟.
اتفاجئت وزي ما بيقولوا خدتني بالصوت، وفضلت تقول هكون بعمل ايه وكلام كتير غلوشت بيهم على عملتها اللي مفهمتهاش غير بعد سنين يا شيخ وهتفهم كل حاجة مع الاحداث .
وعدى اليوم بس بالنسبالهم لكن بالنسبالنا وطول شهر رمضان كنا في عصبية وشدّة وزعيق كل يوم لدرجة ان ماحدش فينا كان طايق التاني، انا مؤمنة بالحسد لانه مذكور واحنا اتحسدنا بما فيه الكفاية.
بس كملنا حياتنا بالزق بس مشيت والعمارة اتبنت واخدنا الشقة اللي قاعدين فيها حالياً، واسعة ومكفيانا احنا ال٧ .. انا وبدير وعيالي الأربعة وحماتي .. حماتي اللي رفضت الصلح بين ولادها واتبرت منهم بعد اللي عملوه معاها، وكل اللي على لسانها ( انا مخلفتش غير بدير وبس ).
بمجرد ما عدى اسبوعين في الشقة الجديدة، وقعت حماتي من طولها ووديناها المستشفى وعرفنا ان عندها مشكلة كبيرة في الكبد ورجليها فيها دوالي رهيبة، الدكتور وقتها سألنا على موضوع الدوالي، قولناله عمرها ما اشتكت من رجليها والورم اللي ظهر فيها ظهر فجأة.
وكان ده اللي حصل بالفعل، وبدأت مشكلة جديدة مستمرة معانا، وهي تعب حماتي .. كنت خلاص صفيت كل مشاكلي معاها من سنين، وبدأت اتولى علاجها انا وفرح، وزاد العبء على بدير من مصاريف بيت ومدارس واكل وشرب وطلبات ولبس العيال وشغل المحل وايجاره وقبض اخويا مصطفى وعلاج امه، لكن كان بيبذل قصارى جهده علشان يوفر كل ده..لحد ما ف يوم اخويا مصطفى قرر انه يسيب المحل، كان بيقول بسبب انه شاف شغل تاني .. بس انا فهمته كويس .. هو مرضاش يبقى عبء على بدير خصوصاً ان ادم فهم الشغل كله بس مكنش بيقعد في المحل ساعة على بعض كان يسيبه ويمشي ويغيب ويرجع، وده ضايق بدير جداً وكان بيتعصب عليه كل يوم اكتر من مرة، لحد ما بدا يشتكي من وجع رعيب في ضهره وكل ما يعطس يحس بوجع رهيب .. ومع الوقت والاهمال بدأت رجله اليمين توجعه ومايقدرش يقف عليها كتير، ولما كشف عرفنا ان عنده عرق النسا!! .
حصلت تالت مصيبة في حياتي، سامحني على التعبير بس بالفعل كانت كدا، من بعد موت اختي مها وبعدها اختي منى .. ختمت بموت أخويا احمد!! .
ياااه يا دكتور لو اقولك احمد كان ايه بالنسبالة لينا، والمشكلة يا شيخ ان موته تشبه موت اختي بالظبط.. كان في الشارع مع اصحابه طلع البيت قال لمراته انه حاسس بوجع في صدره، والوجع زاد لحد مبقاش قادر ياخد نفسه وطلعت روحه الجميلة للي خالقها، مات وساب وراه ٤ بنات .
ماتتخيلش حزني عليه كان عامل ازاي .. ولحد النهاردة كل ما افتكره اعيط ومقدرش امسك نفسي، ربنا يرحمك يا احمد .. ربنا يرحمك يا حبيبي.. لما يوحشني كنت بشوفه في بناته واشم ريحته فيهم.
ولان ربنا مدينا نعمة النسيان، مع الايام الألم والحزن الشديد اللي جوايا بدا يبقى اهدى شوية لكنه فضل موجود.
المفارقة يا شيخ ان اخواتي التلاتة ماتوا في سن صغير، كلهم معدوش ال٣٥ سنة من عمرهم!!.
تعبت اوي الفترة دي ومكنتش بقدر اقف على رجلي وجالي مرض السكر ووراه الضغط، وبقيت عايشة بين الادوية والبراشيم والانسولين وكل علاج السكر والضغط، وبعد سنتين من ميلاد منى واحمد .. جت هنا وكانت مسك الختام .
المشكلة ان ادم كان مغلب ابوه ومكنش عايز يقف في المحل، بعد ما قرر يسيب المدرسة وقال لابوه انه هيبقى راجل يعتمد عليه وهيبقف في المحل لكنه خلف وعده.
ومع ذلك غلط بدير غلطة كبيرة لما قرر يشارك اخوه الكبير في محل موبيليا وعفش .. لان المشاكل بينهم منتهتش بالعكس زادت، لان اخوه اغلب الوقت في المحل واتضح انه كان بيسرق بدير لان بدير كان مركز في محل الموتوسيكلات، بس لما انتبه بدأ يروح للمحل التاني واهمل محل الموتوسيكلات بعد رفض ادم انه يقف فيه.. ومع الوقت خسر بدير فلوسه في محل الموبيليا واخوه خد فلوسه كلها.
وفضلنا في صراع دايم يا شيخ لحد اللي حصل واللي تعتبر هي الهدّة الاخيرة وضربتي الاخيرة اللي جت ف مقتل، لما بدير جوزي وصحبي وعشرة عمري وحبيبي مات وسابني !!.
مات يا شيخ وسابني وسط كل اللي بيحصل ده، موته شبيهة بموتة احمد، اشتكالي من صدره وانه مش قادر ياخد نفسه، صحيت ادم يروح يشوف دكتور.. مقدرش بدير انه يصبر وقال انه هيروح هو المستشفى ومستناش اني البس واجي معاه، قالي وهو بياخد نفسه بالعافية :
_ لا خليكي الساعة ٤ الفجر .. خليكي .
ونزل من على السلم وهو بيكح وصوت نفسه عالي، مش عارفه جبت الجرأة دي منين لما قولتله تلقائي جملة طلعت مني:
_ اتشاهد يا بدير .. اتشاهد .
نزل بعض درجات السلم ورفع صباعه وقال وهو بيكح :
_ اشهد ان لا اله الا الله .. اشهد ان محمد رسول الله .
فضل يكررها ونزل كام سلمة كمان ولما غاب عن نظري وسمعت صوت هبدة قوية، قولت لعيالي اللي كانوا واقفين خايفين على ابوهم :
_ ابوكوا مات .. ابوكوا مات .
وبالفعل مات يا شيخ.
عايز اقولك ان عزاه كان جميل اوي، ناس كتير جداً مشي في جنازته.. كان محبوب الله يرحمه).
مقدرتش اكمل للشيخ ولا استحمل اكتر من كدا قمت معيطه وانا بكلم الشيخ، عيطت بحرقة لاني افتقدته اوي .. افتقدته خصوصاً بعد اللي شوفته من بعده من خناقة اخواته لبعض ومع امهم في عزاه، من ضرب عم ادم وابنه اللي كان يوم من الايام صاحبه ليه، من كسر محل الموتوسيكلات من اخو بدير، من كتير اوي .. لدرجة ان امهم فضلت اسبوعين بحالهم تدعي عليهم بالليل والنهار، وكان تعبها زاد جداً وكانت كل يوم بالليل اسمعها تنادي على بدير وتقوله ( تعالى يا حبيبي .. انت واحشتني اوي).
عارفين .. حماتي جالها زهايمر قبل موت بدير بسنة، لكن ده ممنعهاش انها حست بموته وكرهها لولادها الاتنين، وكله كوم ولما تعبت ووديناها المستشفى وفضلت تنادي عليا باسمي كوم تاني، الدكتور اللي متابع حالتها من البداية استغرب ازاي عندها زهايمر وعارفاني بالاسم، قولتله :
_ لاني عمري ما عملتها زي ما ولادها عملوه فيها .. وهفضل اشيل رجليها واحطها فوق راسي زي ما بدير جوزي الله يرحمه كان بيعمل .
وبعد موت بدير ب٤ شهور ماتت حماتي هي كمان وكأن روحهم ارتبطت ببعض حياة وموت، واخر حاجة قالتها قبل ما تموت ( راضية عنك يا بدير .. وانتي كمان يا حنان ) .
في الوقت ده بنتها الصغيرة اللي هي كمان رمتها كانت واقفة قدامها، بس مكنتش شايفه غيري ومكنتش بتنادي غير عليا.. وده كان مضايق بنتها جداً.
راحت هي وبدير واخواتي التلاتة وسابوني وسط عقارب وتعابين، ماشية بستر ربنا.. وراضية والله وعارفه ان ربنا هيعوضني خير على صبري ده.
لكن لما الموضوع يوصل لابني ادم وبنتي الكبيرة وفيا انا كمان، مقدرتش اسكت.. ادم كل يوم الصبح يصحى يصرخ ويزعق ويشتم وبعد دقايق ولا كانه عمل حاجة ونيجي نفكره يحلف انه معملش كدا .. وبنتي تصحى كل يوم بالليل على صرخة ووجع في بطنها وتفضل تجيب اللي في بطنها في الحمام لحد ما خست خالص .
اما انا كنت مواظية على الصلاة وخصوصاً صلاة الفجر، بس اجي اصلي مقدرش اقف خالص ولو قدرت ووقفت الاقي دم بينزل مني يبطل صلاتي .. شهور على ده الحال .
حكيت كل ده للشيخ وبعدها سكت، عرف ان حكايتي خلصت.. قالي بهدوء:
_ انتي وابنك وبنتك معمولكوا عمل سفلي ده شيء واضح .. سحر مشروب او مرشوش .. لما قولتيلي هتفهم موضوع مراة اخو جوزك لما كانت بتدور في الاوض انا فهمت .. كانت عايز اي أطر ليكم .. والواضح ان السحر كان من زمان .. عليكي بالمواظبة على الصلاة في ميعادها وتقرأي اذكار الصباح والمساء وياريت لو تحفظيها .. اقرأي قرءان على ماية واشربيها .. وعلى ماية واستحمي منها بس الماية ماتنزلش على ارضية الحمام .. يستحسن يكون تحتيكي طشت كبير الماية تنزل فيه.. انتي وولادك .. اما اللي انتي فيه ده فنعمة كبيرة يا بنتي مش هتقدري تشوفيها دلوقتي .. انتي بتربي يتامى .. لازم ادم ابنك يحس بالمسؤولية شوية لانه العائل الوحيد ليكم.. اما اللي عملتلك العمل فأعلمي ان ربنا مش هيسيبها .. توكلي على الحي القيوم وواظبي على اللي قولتلك عليه وانتي هتبقي كويسة بإذن المولى .. وانا موجود في اي وقت .. ويستحسن تكلميني تاني بعد اسبوع.
شكرته وقفلت معاه ومن وقتها وانا بقيت الحمدلله كويسة الى حد ما، انا وبنتي .. لكن ادم خاف ومرضاش ينفذ اللي قولتله عليه .. ادعولي .. انا حرفياً عايشة وسط تعابين ومحدش فينا رايد لنا الخير .
اخر كلامي واللي هختم بيه هقول فيهم ( حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ) .