روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل العاشر

الفصل العاشر
اخذت قمر تحاول التحرر من شفتي غيث بكل قوتها لتستوعب تغير حالته ثم ازاحته بعيدا عنها تنهج بشده هو الاخر يتنفس بصعوبه من جراء ما قام بفعله…ظلت تتنهد كثيرا واضعه يدها علي صدرها مفتحته العينين ومحدقه بشده لوجهه تحاول تفسير حالته وكيف تحول من حاله الهذيان الي حاله الثبات العقلي والكلمات الموزونه ونظرات التحدي التي تطل من عينيه الزرقاء ترمقها كالرصاص…كانت تشعر انها لو دخلت بداخل عينيه سترى حقائق لم تتوقع سماعها من قبل…بدأت تفسر حالته منذ مجيئه وشكها فيه مرارا وتكرار انه عاقل لدرجه كبيرة…ولكنه تم مهاجمه احساسها هذا من قبل حمزة…وتأكيده لها انه في مرحله العلاج…ترى تم علاجه من فترة قصيرة…ام انه كان بحاله جيده ويتماثل امامهم المرض….امامهم من امامهم…؟ايعقل ان جدها انخدع مثلا …من المؤكد انه انخدع مثلا فهي تعلم جيدا مدي حب جدها لها وانه لا يستطع ان يضعها في هذه الدائرة المخادعه…رأته يذهب ليجلس علي الاريكه وينظر لها كالصقر المستمتع بالنيل من فريسته…فتحدثت بصوت مبحبوح قائله ان

=غيث انت سليم من امتي…من قبل ما تيجي صح…ولا لسه من قريب…ولو لسه قريب مقولتش ليه…وليه كنت مستعجل علي جوازنا بالشكل ده؟

ابتسم ووضع يده علي شعره يعبث بخصلاته الصفراء الناعمه وهو يقول

=هي دي كلمه مبروك…انا قلت انك هتفرحي انك اتجوزتي واحد سليم زى ما الست والدتك كانت عايزة…بالنسبه لاجابه سؤالك ده شئ ما يخص حضرتك.

ربعت قمر ذراعيها بغضب وهتفت بغيظ قائله

=لا يخصني…لما اعرف اني كنت مخدوعه الفترة اللي فاتت وانت عمال تمثل عليا الاهبل يبقا يخصني…ويخصني اعرف انت عملت كل ده ليه وايه استفادتك من الموضوع ده.

نهض غيث وتقدم اليها واستدار حولها ليربكها بنظراته ثم انحني الي أذنها قائلا

=من ناحيه الاستفاده فأنا هستفاد كتير…ومن ناحيه الخداع فأنتي اكتر واحده مخادعه في حياتك…وده كان رد بسيط علي خداعك ليا من يوم ما جيت.

صدمت قمر من نعته لها بالمخادعه وسألته باستفسار قائله

=انا خدعتك…خدعت في ايه واخدعك ليه اصلا…وانت كنت بالنسبه ليا شخصيه بريئه لا حول ولا قوة…ده انا من تعاطفي معاك رفضت اعيش في القصر علشان ماما متضايقش حضرتك.

نظر لها باستهزاء وتركها وذهب الي الاريكه ليجلس عليها قائلا بحقد وغل

=قمر انتي كدابه…انتي رفضتي تعيشي في القصر علشان شادي…شادي اللي اتخلي عنك ورماكي بعد ما أخذ منك اللي هو عايزه…وبارادتك كمان.

انتفضت قمر مما سمعته وارتجفت …كيف لغيث ان يعلم بكل هذا …ايعقل ان والداتها اخبرته لكي يتركها…ولكنها لم تخبر امها بفعله شادي…خاصه بعد ما أكدت عمتها انه لن يحدث شيئا بينهم وكان هذا ملعوب من الاعيب ضياء…فكرت قمر ان تخبر غيث الحقيقه ولكنها عزمت امرها ان تتركه علي اعتقاده هذا ردا علي خداعه لها …نظرت له بازدراء قائله

=ومين قالك بقا ان شادي اتخلي عني ورماني…مش يمكن احنا لسه سوا طالما اخد اللي نفسه فيه…وحته ان رفضت اعيش في القصر علشان ملفتش النظر .

انتفض غيث من مكانه وهرع اليها يمسكها من ذراعيها يلويه للخلف قائلا بغضب

=طبعا كله ده علشان انا اهبل…طب الحمد لله انك عرفتي غيث الشريف علي اصله…ولعلمك الموضوع اللي حصل ما بينكم انا مش هعديه بالساهل لا ليكي ولا ليه.

توجعت قمر منه كثيرا حتي انها صرخت وغرغرت الدموع من مقلتيها حتي تركها وهو ينفضها امامه لتتراجع قمر وتخبط راسها في الحيط لتقع علي الارض جالسه تتحسس ذراعها قائله بصدمه

=ولما انت عارف بالموضوع ليه اتجوزتني ها…كنت سيبني علي الاقل هو كان اتجوزني وصلح غلطته…انت ظهورك في حياتنا لخبط كل حاجه.

تحامل غيث علي حديثها كثيرا ثم ذهب الي عندها بعصبيه مفرطه ينهضها من علي الارض ويلصقها بالحائط يتحدث وهو يجز علي اسنانه قائلا

=بقي انا ظهورى لخبط كل حاجه…طيب يا قمر اتعودي من هنا ورايح علي وجودي وانتقامي منك ومن امك اللي هيبدا من الليله…واتجوزتك ليه علشان انتقم منك ومن العيله اللي اتسببت في طردي وطرد امي زمان.

اندهشت قمر لقسوته فهي لم تتوقع يوما ان يكون غيث بهذه القسوة فردت بحنق قائله

=وانا مالي ومال اللي حصل لكم زمان…انا كنت زىى زيك ابويا مات وانت السبب …لو عايز تنتقم انتقم من نفسك الاول وبعدين متجبيش سيرة مامي علي لسانك.

رفع راسه اليها بشموخ ينتظر لحظه ذكر والداتها حتي يفضحها امامها قائلا باستمتاع

=مامي…مامي مين يا حلوة اللي اتفقت مع انكل ضياء وقتلوا لك بابي …ومكفهاش ده كله راحت اتجوزت عمو ضياء عرفي علشان يجيبلها ثروة الشريف ويحطها تحت رجليها.

صدمت قمر من طريقته في التحدث عن والداتها واعترضت بشده قائله

=اخرس…انت مجنون …مريض نفسي…بيجيلك خيالات وبتفصلها علي هواك وامك هي اللي ساعدتك علي كده…اه ما هي زى ما مامي قالت .

رفع غيث يده حتي وصل الي خدها واغمض عينه …هي الاخرى اغمضت عينيها بقوة واستعدت لصفعته ولكنه قبض علي يده وانزلها بجانبه…الي ان فتحت عينيها تنتظر رده علي اهانه والدته …وهي ترتعش بخوف حتي سمعته يتحدث بجمود قائلا

=علشان ابقي كويس معاكي للاخر…لا انتي تجيبي سيرة امي ولا تجيبي سيرة امك قدامي…وعلي فكرة ان عندي الاثباتات بكلامي عن امك بس مش حابب اوريكي حاجه خليكي انتي شوفي بنفسك.

ازاحته قمر وابعدته عنها بحنق وقالت

=وانا مش عايزة اشوف ولا اسمع…حتي لو مامي طلعت بالصورة اللي انت بتقول عليها …مش هتفرق كتير لانك انت كمان بقيت زيها وكل اللي عارف انك سليم.

ثم فتحت الباب علي مصرعيه وقالت باشمئزاز

=ودلوقتي اطلع برا…وممنوع منعا باتا تقرب مرة تانيه من اوضتي…لان ساعتها هقول لامي ولعمو ضياء ان انت سليم ولو كان عندك اي مخطط انا هنهيه لك.

ابتسم غيث بسخريه وجلس علي الاريكه قائلا بسخريه

=مش خارج واعلي ما في خيلك اركبيه…انتي متقدريش تعملي حاجه…وبعدين انا جوزك يعني لازم نكون في اوضه سوا مع بعض…حتي لو بقرف المسك

نظرت له قمر بغضب وعزمت امرها ان تخرج من الغرفه وتتركها له وبالفعل خرجت وذهبت الي غرفة غيث مسرعه واغلقتها بالمفتاح…الي ان استوعب غيث ركضها فذهب خلفها ولكنها كانت قد صفعت الباب واغلقته باحكام

ظل يطرق الباب مرار وتكرارا فردت من ورائه قائله

=متحاولش يا غيث …مستحيل نكون مع بعض…خليك عاقل وبلاش هبلك ده…لانه مش هيجيب معايا نتيجه ان كنت انت غيث الشريف فأنا قمر الشريف

جز غيث علي اسنانه وقبض علي يديه من الغيظ حتي ابيضت اوردته وزفر بحنق متوعدا لها ان يعاقبها علي ما فعلته الان وذهب الي الغرفه الاخرى لينام ويرتاح من عناء المواجهه مستعدا الي مواجهه اخرى في الصباح.

جز غيث علي اسنانه وقبض علي يديه من الغيظ حتي ابيضت اوردته وزفر بحنق متوعدا لها ان يعاقبها علي ما فعلته الان وذهب الي الغرفه الاخرى لينام ويرتاح من عناء المواجهه مستعدا الي مواجهه اخرى في الصباح

لم تستطع قمر النوم تلك الليله ظلت تتذكر كل ما حدث من لحظه دخوله عندها للغرفه عندما قامت بخلع الفستان عنها…وظهوره بحالته المعافيه والجيده…ظلت تستعجب عليها كثيرا…كيف استطاع ان يمثل علي الجميع هذا الدور وخدعهم…خدعهم من خدعهم ايعقل ان الكل مخدوع مثلها …لا والف لا من المؤكد ان الكل يعلم وخاصه والدته وخالته وزوج خالته وابن خالته…تذكرت جدها جيدا كيف كان موافقا علي زواجهم وهو يعلم بحالته جيدا…ايعقل ان جدها يعلم انه معافي ومشترك معه في هذه الخدعه…ولما كل ذللك للايقاع بضياء ووالداتها…والداتها تذكرت كلام غيث عن امها وقبضت علي عينيها لتغمضها …هي تعلم ان والداتها غير جيده ولكن هل يوصل بها الحال الي قتل والدها والزواج من ضياء…ضياء الذي خطط لايذاء قمر وايقاعها في فخ ابنه لافضاحها…تمنت قمر ان تكون مثل ما هي كما قالت عمتها ساميه …لانها في هذه اللحظه لن تتردد في القرب من غيث فهي فرحت بداخلها انه شخص معافي رغم قسوته معها…نامت قمر من كثرة التفكير…ثم استيقظت تتملل في فراشها متعرقه كثيرا …فنهضت لتذهب الي الحمام لتأخذ حمامها …تذكرت ان ملابسها بالغرفه الاخرى…زفرت بحنق …كيف لها ان تذهب اليه وهي بتلك الحاله…نظرت الي ساعتها وجدت السابعه صباحا…تأكدت انه لم يستيقظ فعزمت امرها ان تذهب الي الغرفه لأاخذ ملابسها…دخلت الي الغرفه وجدته مستغرقا في نومه ذهبت بدون وعي اليه تتأمل ملامحه جيدا حيث كان وسيما حتي في نومه…وجدته يتقلب لينام علي بطنه فانتفضت وذهبت الي الدولاب لاخذ ملابسها…احتارت قمر في انتقاء ملابسها وجدت فستان رائعا بلون البنفسج كان من اختيار ضحي والدته نظرت له بعبث وعزمت امرها علي ارتدائه فكان بحمالات عريضه ضيق من الخصر ينزل باتساع وقصير…اخذته وذهبت الي غرفتها لتأخذ حماما غافله عن هذا الغيث الذي يراقبها من لحظه دخولها لعنده…دخلت قمر غرفه غيث لاخذ حمامها ونسيت ان تغلق الباب بالمفتاح…فدخل غيث غرفته وحمد ربه انها لن تغلق بالمفتاح…انتظرها بداخل الغرفه ولكنه علم انها ستخرج بدون ارتداء ملابسها لانه رأي الفستان علي فراشها فخرج الي الصاله ينتظر خروجها وارتدائها…بالفعل حدث ما كان يفكر بها فخرجت قمر تلف جسدها بفوطه طويله وارتدت ملابسها وبدات بجفيفها شعرها وتصفيفه …دخل في هذه الاثناء غيث ينظر اليها بعشق وهي تعطيه ظهرها ليقترب منها ببطء و يتلمس شعرها ويرفعه بين يديه ليشتم رائحته قائلا بصوت عاشق

=انا مش قلتلك قبل كده ريحته برتقان…ريحه بتسكرني…وبتلهبني كان لازم تكوني ليا مش لاي حد يا قمر الزمان بس هقول ايه غبيه طول عمرك.

استدارت قمر تدفعه بعنف من امامها قائله

=انت ايه اللي دخلك هنا…وبعدين انت مالك ومن شعرى…واه انا كنت لواحد غيرك لانك بالنسبه لي مكنتش موجود ولا عمرك هتبقي في حياتي.

شدها غيث لتقع بين احضانه ليرفع شفتيه يداعب اذنها وانفه يداعب خدها هامسا بصوت ناعم ليذيب جوارحها قائلا

=انا ادخل زى ما انا عايز…بمزاجي زى ما انتي دخلت قلبي بمزاجك…واللي يدخل قلبي عمره ما يخرج منه ابدا…حتي لو هو عايز كده.

حاولت قمر ان تتحرر من احضانه ولكن دون جدوى فقررت استفزازه قائله

=ايه معندكش كرامه…كنت عارف اني كنت مع واحد قبلك…ومع ذلك مصر تكمل معايا طب قولي ازاي هيجيلك نفس مش قلت امبارح بتقرف مني.

دفعها غيث بعنف فهي نجحت في استفزازه بالكامل ورد عليها بغضب قائلا

=اللي معندوش كرامه هو انتي…اللي راجعه وش الصبح في عربيه ابن عمتك اللي ما فكرش حتي ينزل معاكي…ولما جيت انا اخطبك ما صدقتي توافقي.

خفضت قمر وجهها في الارض وبكت كثيرا وشهقت وقالت من بين شهقاتها

=افتكر كويس اني لما وافقت عليك قلتلك مش هيحصل بينا حاجه…وده حفاظا علي كرامتك…ووعدتك اني هقولك الحقيقه لما تخف بس الحقيقه معدش ليها لزوم دلوقتي يا غيث.

اشاح غيث بوجهه الي الجانب الاخر حتي لا يتأثر بدموعها ورد بجمود قائلا

=ايه كنتي هتكدبي عليا وتقوليلي ايه…انه مثلا خدرك وخطفك …وشربك حاجه وضحك عليكي…وانتي صحيتي وانصدمتي لا يا هانم مش هصدقك

اندهشت قمر لما تسمعه…ايعقل ان غيث شاهد كل ما حدث وتركها ولم يحاول حمايتها حتي يثأر لوالداته في الانتقام من والداتها فيها فعزمت امرها ان ترد له الصاع صاعين قائله بتحدي

=لا طبعا …لو تفتكر في اليوم ده كنت عمال تذللي وعايزني احبك واتجوزك…وانا قلتلك اطلع نام وبكره نتكلم…لاني بصراحه زهقت منك ومن زنك…,روحت لشادي بارادتي.

صفعها غيث صفعه مدويه حتي وقعت علي الارض ثم جلس علي ركبتيه يتحدث كفحيح الافعي قائلا

=كنتي مستني تدافعي عن نفسك…بس للاسف طلعتي حقيرة…اعملي حسابك هو اسبوع هنقضيه هنا هتبقي زى الخدامه طول النهار …اما باليل هتترمي في اوضتك زى الحشرة اللي اقرف ابصلها…وبعد الاسبوع هنرجع القصر وهتبقي انتي وهو تحت عيوني…وحسابك علي عملتك اني هساعد انه يتجوز اختك بسرعه كمان علشان تندمي علي عملتك دي

ثم تركها وخرج من الغرفه صافعا للباب يتأكل من الغيظ …اما عنها فظلت تبكي وتنتحب فوق ارضيه الغرفه تتأكل من الندم وتكره حياتها وتتمني الموت.

في خلال الاسبوع املي غيث علي قمر ان تمنع الزيارات العائليه بحجه انهم بالاسكندريه وليسوا بالبيت وانهم سوف يعودون علي القصر…في صباح اليوم الذي عزم فيه غيث علي الذهاب الي القصر نهضت قمر من فراشها واغتسلت وارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها تجر حقيبه الملابس ورائها نظر اليها وجدها شاحبه الوجه من اثر تناولها وجبه واحده في اليوم …اطمئن لانها برجوعها القصر سوف تتناول وجباتها …فتح باب الشقه لتخرج امامه بدون اي كلام …فهي تعلم جيدا اوامره وسوف تنفذها بالحرف الواحد…واهمها عدم الافصاح عن حالته الحقيقه…وصلا الي القصر وكان في استقبالهم الجميع…البعض فرح لرؤيتهم من قلبه …اما عن غصون ففرحت لانها هذا سيسهل ويسرع من خطتها…بعد ان رحبت ببنتها وظلت تعصفها بالاسأله وكانت قمر ترد عليها باقتضاب…حتي ملت منها غصون وسرعان ما اتصلت بضياء لتخبره بقدومهم…نظر الحاج غالب لحاله قمر وغيث وشك في حالتهم فأخذ غيث ودخل به الي غرفه المكتب ليستفسر منه عما حدث…جلس غالب خلف مكتبه ينظر الي غيث نظرات ممتيه ثم سأله بحده قائلا

=ايه اللي حصل بينكم…ومتحاولش تكدب عليا…لان انا عارف قمر كويس وعارف امتي تبقي حزينه وامتي تبقي فرحانه وما شاء الله شكلك خونت اتفاقنا.

ارجع غيث ظهره للخلف ووضع ساق علي ساق يلعب باصابعه قائلا بجمود

=اه خونت الاتفاق …ومتسالينيش ليه…انا حر ولعلمك اتعود ديما انك تشوفها حزينه كده علي طول ده اللي عندي…سيبني اتعامل معاها بطريقتي.

انتفض غالب من مقعده وتحدث بذعر قائلا

=اوعي تكون قولتلها اني عارف…دي تروح فيها…دي بتعتبرني ابوها مش جدها…هتفكر اني انا كمان بلعب عليها …يا شيخ حرام عليك.

كاد غيث ان يرده عليه لولا طرق الباب ليعلن عن قدوم ضياء…دخل اليهم ضياء ينظر بتوجس يتلفت من حوله كمن يبحث عن احد قائلا باستفهام

=هو في حد معاكم هنا…اصل انا سمعت صوت قريب من صوت غيث بس صوت معدول مش متلخبط…فقلت حمزة كان هنا ….بس واضح انكم لوحدكم.

ارتبك غيث ونظر الي جده والتفت الي ضياء قائلا

=اهلااااا يااا عموووو ضياااء…دهههه حمزززة كاااان بيتتتكلم فييي التلللليفووون…وووكنتتت فاااتححح الاسبييييكر لجدددي …علشششان يسمععع

هز ضياء رأسه متفهما ومقتنعا بكل ما قاله غيث

علي الجانب الاخر كانت قمر استمعت الي حديث جدها لغيث وتأكدت ان جدها مشترك مع غيث في هذه اللعبه وكانت بمثابه الصدمه الثانيه لها…انهارت قمر علي الارجوحه بالحديقه لتلفت انتباه همس التي اسرعت للذهاب عندها لتقول بقلق

=قمر مالك يا حبيبتي….حد زعلك…مين غيث….مالك يا قلبي…احكيلي انا كنت شاكه فيكي من اول ما جيتي بس قلت عادي عرسان جداد وبينهم شويه نقار.

ارتمت قمر في احضان همس ونحبت كثيرا وتعالت شهقاتها قائله من بين شهقاتها

=سيبك مني يا همس…المهم انتي بلاش تتجوزى شادي…واوعي تفهميني غلط اني غيرانه منك…ابدا والله انا خايفه عليكي…لان شادي اعتدي عليا

صعقت همس واتسعت حدقه عينيها واخرجت قمر من بين احضانها قائله بذعر

=ازاي مستحيل…انتي كنت اساسا نايمه في الجنينه وهو جه شالك وانا جريت علي جدو حكيتله قالي متخافيش…قمر هترجع صاغ سليم .

نهضت قمر من مقعدها ووضعت يدها علي راسها من هول ما سمعت وقالت بصوت مبحوح

=هو جدو عارف ان شادي اخدني عنده…وسابني كده من غير ما يحميني…لا وكمان تاني يوم يعرض عليا عرض خطوبه لغيث…هو جدو بيفكر ازاي.

قطبت همس جبينها وقالت

=انتي منين يا قمر بتقولي ان شادي اعتدي عليكي…ومنين رضيتي تتجوزى غيث…طب انتي اتأكدي انه اعتدي عليكي فعلا…اقصد يعني حصل بينك وبين غيث حاجه اكدتلك ده.

اغمضت قمر عينها بمرارة وقالت

=ايوه متأكده انه اخد مني اعز ما أملك…ورضيت اتجوز غيث بس والله مش علشان اخونه…انا طلبت منه ميقربش ليا الا لما يخف علشان اقوله علي السر ده.

انهارت همس علي المقعد وقالت

=طب ازاي وجدو رحب بشادي زوج ليا…معقوله يكون جدو بيلعب بينا طب ليا ده احنا حفيداته…اكيد الموضوع ده في سر…وانا مش زيك يا قمر انا لازم اعرف السر ده.

تركت همس قمر بمفردها للافكار تعصف بها عصفا تتسائلمن أيضا يعلم بسر غيث ومن ستكون له الصدمه الثالثه…من المؤكد والداته.

بعد مرور يومين لم يذكر فيهم جديد غير تحاشي قمر الهبوط الي الاسفل والالتقاء بجدها حتي غيث حديثها معه محدود وبالرغم من وجودهم بغرفه واحده الا ان كل واحد منهم يعتبر نفسه بمفرده…جاء علي بال قمر بليله من الليالي ان تهبط لاسفل فقد ملت المكوث بغرفتها …وقد علمت من الخادمه ان غصون بخارج القصر منذ الصباح وستبات في هذا اليوم عند خالتها فحمدت ربها لانها ملت من احاديثها…هبطت قمر الي الاسفل وجلست في ركن هادي لم يجلس فيه احدا الا نادرا…حتي تراءات لها دخول ضحي وبثينه وساميه راجعين من السوق بمشتروات ولاوزم فرح همس نظرت لهم قمر بسخريه ونهضت …لتمسكها ضحي من معصمها قائله بحب

=علي فين يا قمر…هو اذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكه…ينفع كده من يوم ما بقيتي مرات ابني وانا مش عارفه اقعد معاكي ساعه واحده.

هتفت بثينه بمرح قائله

=الظاهر الواد غيث بيغير عليها منك يا ضحي…خايف لتعكنني عليها ويلبس هو….ما هو اكيد عارف انك نكديه…من يوم ما ابوه مات وهو يا حبه عيني انهار.

جلست قمر ووضعت ساق علس ساق قائله بتحدي

=ويا ترى بقي يا انطي بثينه انتي عرفتي انه خف ولا لسه مفكراه مجنون…لا ازاي اكيد عرفتي ما انتي ام الدكتور المعالج …ادي رابع صدمه.

التفت ضحي وجحظت عيناها مما سمعته من قمر وهتفت بتوتر قائله

=انتي عرفتي منين يا قمر…هو قالك صح…قمر انا مش عايزاكي تزعلي مننا احنا ملناش ذنب…احنا قبل ما نرجع جدك غصب علينا نعمل كده.

هزت قمر رأسها بعصبيه وهتفت بحقد

=جدي…ده كان تاني صدمه بالنسبه ليا…صدمه غير متوقعه…ليه غير متوقعه ما هو انا بنت غصون ولازم الكل ينتقم منها فيا انا واختي صح يا عمتي؟

اقتربت ساميه من قمر وجلست علي ركبتيها تمسد علي يد قمر بحنان قائله

=لا مش صح…انتو بناتي انا…غصون ملهاش حق فيكم…انتو ولاد الشريف…واحنا كلنا كان لازم نوافق علي المخطط ده علشان نحميكي ونحمي اختك.

جلست ضحي تربت علي ظهر قمر بحنان ورقه وطيب قائله

=يعلم ربنا اني بعتبرك زى بنتي…بس ده الصح يا قمر …جدك عمل كده علشان خاف علي غيث لتتفتح القضيه من جديد…ويتحاكم في قتل ابوه وابوكي.

حاولت بثينه ايضا ان توضح الامر لقمر فقالت

=قمر انتي كبيرة وناضجه …واكيد عرفتي ان اللي قتل ابوكي مش غيث…واكيد برضه ضحي وضحتلك ليه ضياء فبرك الحادثه وكان عايز يلبس القضيه لغيث.

انتفضت قمر وابعدت يد ساميه وضحي وبثينه عنها قائله بعصبيه

=ولما عمتي عارفه ان جوزها خاين ليه علي زمته لحد دلوقتي…ولا حضرتك يا بثينه هانم خايف لتتطلق وترجع تتجوز عمو يحيي …وانتي يا طنط ضحي ياللي اعتبرتك بدل امي مكنتش اتوقع ان يهمك مصلحه ابنك وبس …لا وزياده عليهم عايزة تنتقمي من امي فيا

صعق الثلاثه من رد قمر ونظر الي بعضهم البعض بصدمه وافاقوا من صدمتهم علي صوت باب الغرفه ليطل عليهم حمزة كعادته المرحه ينظر اليهم ليعلم ان الحرب اندلعت حيث ان غيث اخبره بعلم قمر بحقيقته فحول تخفيف الجو فقال بمرح

=يارب يا ساتر…ايه ده سيدات عائله الشريف كلها مجتمعين…لا سيدات ايه بقا نقول جميلات عائله الشريف…متجمعين عند النبي ان شاء الله.

نظرت له قمر بسخريه وقالت

=يا أهلا بالمهرج بتاع العيله…تصدقي لايق عليك اللقب يا دكتور المجانين…كان باين من أول يوم ان حوار دكتور المجانين ده مفقوس.

ابتسم حمزة وقهقه من الضحك وقال

=والله معلمه يا قمر…من يوم يومك وانتي أشطر وأذكي واحده فينا…لدرجه اني استغربت انت ازاي ما طلعتيش دكتوره…وأنا أفشل واحد طلعت دكتور.

قذفته قمر بالعبارات اللاذعه قائله

=دكتور…انت لسه هتمثل…انت في الأول وفي الأخر واحد متأمر وأظن دي مش من صفات الدكاترة…لانهم بيقسموا اليمين يا دكتور…

تمالك حمزة نفسه من سخريتها وقال

=انتي عندك حق…بس زى ما انتي قلتي حالف اليمين…انسي مخرجش أسرار مريضي…واني أساعده…لانه أكتر واحد كان محتاج مني مساعده.

ربعت قمر ذراعيها قائله

=تساعده …برافو عليكي…وبالمرة وانتي بتساعده …تكسر قلب واحده بريئه زى وديعه…وتخطف قلبها…وانت في الأول وفي الأخر غرضك تنتقم من أبوها فيها

هنا لم يستطع حمزة السيطرة علي حاله وخرج عن شعوره في شخصيه مخالفه لها تماما وبصوت يهتز له الابدان قائلا

=لحد هنا وكفايه يا ست قمر الزمان…وأظن ان وضعك ما يسمحش انك تبيعي وتشترى فينا يا هانم…وان كان علي وديعه…فهي بتفهم عنك…علي الأقل لو كانت في مكانك مع غيث كانت هتحمد ربها انه رجع لطبيعته بصرف النظر كان طبيعي قبلها ولا لا ولا حتي بيكذب عليها علشان مش يتسجن ويتشرد… او يطرد زى ما اتطرد زمان هو وخالتي اللي اضطرت تهرب بيه علشان مش يتسجن …وديعه لو تعرف حاله غيث انه كويس ودي حاجه أنا واثق فيها…ان عمرها ما كانت تفكر انها حتي تحكي لأمها اللي هي عمته…أما انتي انسانه ضعيفه وهشه من ساعه ما عرفتي عايزة تحرقينيا وتنتقمي من غيث ومن الكل عشان محدش …وبتدافعي عن ناس هما السبب في تيتمك…متزعليش مني يا ست قمر .بس دي حقيقه وكان لازم نواجههك بيها…بس للأسف كلنا بنشفق عليكي وعلي حالتك.

اختنقت قمر من حديثه وودت أن تحرق المكان بما فيه…أما عن الجميع فكانوا يستمعون الي حديث حمزة الصارم وهم في حاله شرود …الي أنا أفاقوا من شرودهم علي

صفعه الباب التي صفعتها قمر…صعدت قمر الي غرفتها لتنهار علي فراشها اشد الانهيار من هول الصدمات التي مرت بها مؤخرا…في حين عاد غيث من المصنع ليجد ضحي وبثينه وساميه في حاله حزن شديد…استفسر عن سبب ذلك …فأشارت لهم ضحي بعينيها في حزم الا يخبروه ولكن حمزة أصر علي أن يسرد له كل الأمرفاخبره بمواجهه قمر لهم وعليه البدء في محاوله استرضائها وتوضيحه لها اسباب هذه المواقف…زفر غيث بحنق وصعد الي غرفته ليوريها اشد العقاب من سوء تصرفها معهم وخصوصا والداته غير عابئا بنداءات والداته المتكررة …حتي انها صعدت ورائه وكادت ان تدخل بعده ولكن بثينه وحمزةمنعوها وطلبوا منها ان تتركهم يحلو امورهم فيما بينهم…دخل غيث الغرفه علي قمر بدون طرقه المعتاد حتي انها انتفضت من مكانها ونظرت الي ملامحه وعلمت انه سرد له المواجهه واستعدت قمر له ولصراعه وحربه معها…نظر لها غيث فوجدها ما زالت شاحبه الوجه زياده علي دخوله المفاجئ الذي اصابها بالذعر…جز علي اسنانه بغيظ قائلا

=هو انا مش قلت ممنوع تتكلمي مع حد في الموضوع بتاعي….ولا هو انا كلامي مش بيتسمع…قوليلي كده استفادتي ايه غير الاهانه لما عرفتي ان الكل عارف ما عدا انتي.

عاودت قمر الجلوس علي فراشها واضعه يدها علي حافه الفراش من الجانبين قائله بصوت غير مبالي

=كان لازم اعرف مين في البيت هنا حبيبي من عدوى…علشان اعرف اتعامل مع اعدائي كويس…وانتقم منهم زى ما هما بيحاولوا ينتقموا مني.

تقدم غيث اليها حتي وصل الي حافه الفراش ووضع يده ضاغطا علي يدها من الجانبين قائلا بسخريه

=ويا ترى بقا هتنتقمي مننا ازاي يا حلوة…هتتفقي مع الحقير اللي زيك وتقتلوني مثلا…ولا هتخلي الست الوالده المحترمه هي وضياء الغريب يلعبوا في فرامل العربيه ويقتلوني زى ما قتلوا ابويا وابوكي.

ازاحته قمر بعيدا عنها تهتف بخنق

=انت كداب…وبعدين انا لو عايزة اقتلك فأنا اقدر لوحدي ومن غير ما أحتاج لحد…لا لامي …ولا لضياء …ولا حتي لابنه…عارف انا مين صعبان عليا في الدايرة دي انا واختي اللي انتو اول ما فكرتوا تدوسوا دوستوا علينا احنا الاتنين.

ارتفع صوت غيث غير عابئا لاحد ان يسمع وهتف بغضب قائلا

=انتي غبيه وهتفضلي طول عمرك كده…عماله تبني تخيلات وتصدقيها…انا لو عايز ادوس عليكي انتي واختك مكنتش ربط اسمك باسمي.

وصلت قمر الي حافه الانهيار فقررت ترك الغرفه له والخروج حتي لا تفتعل شيئا به… اما عنه فقد ازدادا غيظا لتجاهلها لباقي الحديث معه…خرجت قمر من الغرفه لتجد يد تسحبها الي غرفه اخرى …انتبهت قمر لوجودها داخل حجرة ضحي …فأشاحت بوجهها الي الجانب الاخر وربعت ذراعيها قائله

=افندم…في حاجه تانيه لسه ما اكتشفتهاش وعايزاني اعرفها…ولا هتعاقبيني علشان بزعق مع ابنك…يالا ما هو عادي اللي ملوش ضهر بيضرب علي قفاه.

ابتسمت ضخي بسخريه وقالت

=اه في حقيقه واحده انتي غافله عنها…حقيقه ان غيث بيحبك قوى يا قمر…انا حاولت كتير ابعده عنك بس هو رفض وهاجمني…لو تعرفي الحب اللي في قلبه ليكي مش هتصدقي…تعالي بصي شوفي واقف في الجنينه ازاي مش قادر يتنفس …غيث بيتنفس حبك يا قمر.

اغمضت قمر عينها بألم لتتكاثر الدموع في مقلتيها غير قادرة عن البوح بمشاعرها لغيث فتحدثت بصوت مبحوح وقالت

=ياريت كان بايدي…بس للاسف جوايا حاجه بتقولي ما اصدقش غيث …علشان لو صدقته هضعف وانا مش عايزة اكون ليه وانا في ضعفي.

قطبت ضحي جبيبنها مما سمعته ودارت ذكريات يوم رجوع قمر صباحا الي القصر وما ان استوعبت ما قالته قمر وكادت ان ترد ولكنها لم تجدها فقد خرجت قمر تعصفها الحيرة ما بين الهبوط اليه في الحديقه والذهاب الي حجرتها الي ان قررت الهبوط اليه…خرجت قمر من البوابه التي تفصل القصر عن الحديقه لتجد شخصا يقف عند بدروم الفيلا امعنت النظر اليه لتجدها والداتها تطلق الرصاص علي غيث لتصرخ قمر

=غييييث…الحق يا غيث…رصاص…ناااار…لااااا….مستحيل…حرااااام…لااا…الحقوناااااا…الا انت يا غيث…الا انت…لييييه…ليييييه…

وكل هذه الصرخات وهي تركض اليه لتحاول افاقته وهي تبكي وتنتحب لتذهل مما قاله

=مكنتش متوقع انك تخلصي مني بالسهوله دي…للدرجه دي انا رخيص بالنسبه ليكي…عامه اديكي قتلتيني وخلصتي مني يارب تكوني مرتاحه

كل هذا وقمر تهز راسها بالرفض لما يقوله وتنتحب وتتساقط دموعها كزخات المطر الي ان غاب غيث عن وعيه لتحتضنه وتصرخ باسمه

=غييييث …لاااا يااااا غييييث…متسييييبنيييش …اناااا اسسسسسسففففه ….لاااااا….مش انا يا غيث…والله ما ليا ذنب…متموتش يا غيث وتسيبني.

=متسيبنيش وتروح زى بابا ما سابني وراح يا غيث…ليه ياربي ليه…ليه كل اللي بحبهم بيسيبوني…انا عملت ايه لده كله…ليه الكل بيسرق فرحتي .

==فوق يا غيث وانا اوعدك مش هضايقك تاني…فوق أنا بحبك …والله العظيم بحبك…ومقدرش أبعد عنك…ياريتها جت فيا ومجتش فيك.

ولكن لا حياة لمن تنادي

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 14

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى