قصص

كلنا عندنا اسرار بنخاف حد يعرفها، ورغم خوفنا منقدرش نتجاهل حقيقة ان بعض الاسرار مصيرها تنكشف حتى لو بالصدفة، هبدأ معاكم حكاية الليلة بزيارة روحتها لستي ريحانه بعد الغدى على طول، وصلت بيتها و خبطت على الباب وستي فتحت لي وكان واضح على ملامحها الزعل دخلت البيت وانا بسألها عن سبب زعلها فقالت لي ؟
_مفيش حاجه يا بنتي، دا شويه تعب بس تعالي اتغدي معايه انا عاملة محشي
وفعلا دخلت وقعدت واخذت صباع محشي اكلته لكني لحظت ان ستي قاعدة لا بتتكلم ولا بتمد ايدها للأكل، وكمان زكريا مختفي على غير عادته فسألتها ؟
_هو التربي فين يا ستي ؟
_زكريا خرج من شوية ومرضيش يتغدى معايه
_ليه حصل ايه ؟
قبل ما ستي ترد لقيت زكريا داخل البيت وشه مقلوب كان واضح انه هو التاني زعلان، دخل اوضته من غير ما يبص نحيتنا، رجعت بصيت لستي وانا بقولها ؟
_ايه يا ستي هتفضلي ساكتة كده كتير ما تقولي حصل ايه بينك وبين زكريا ؟
_الواد هيجنني يا قدر، كلما افتح له سيرة الجواز يرفض ويركب دماغه ومش عارفة اعمله ايه، نفسي اشوف ولاده قبل ما اموت
_بعد الشر عنك يا ستي متقوليش كده ربنا يطول في عمرك وتشوفي ولاد ولاده كمان، خلاص متزعلش انا هكلمه وافهم منه ايه سبب رفضه .
قمت من مكاني وقربت من اوضة زكريا وناديت عليه مرتين عشان يخرج من اوضته، ثواني ولقيته خرج وبقولي بعصبية
_ايه مالك، عمالة تنادي زكريا، زكريا خير عايزة مني ايه انتي التانيه ؟
_رديت عليه بنفس العصبية وقلتله
_وانا هعوز منك ايه يعني، انا بس عايزة افهم مزعل ستي ريحانه وتاعبها لي ؟
_بقولك ايه يا قدر ياريت من فضلك متدخليش بيني وبين امي، وتخليكي برة الموضوع دا خالص، عشان دي مشكلة عائلية متخصكيش
اول ما زكريا قال كده، معرفتش ارد اصل كلمته دي زعلتني جداً، يمكن عشان ولا مرة اعتبرت نفسي غريبة عن ستي كنت شايفها زي امي الله يرحمها، لسبب دا سبت زكريا واخذت شنطتي وخرجت، ستي كانت بتنادي عليا، لكني كنت حرفياً بهرب، كنت سامعاها وهي بتقول لزكريا
_ارتحت لما زعلت البنت وكسرت في خطرها، طول عمرك دبش وجبله زي المرحوم ابوك الله يرحمه .
زكريا منطقش بكلمة، وانا خرجت ورجعت بيتنا، دخلت اوضتي وبجد يومها مكنش فاهمة انا زعلت كده ليه وتأثرت مع انه دي مش عادتي خالص، وبالليل بقى لقيت زكريا بيتصل رفضت ارد، بعدها لقيته بعتلي مسج بيقول فيه :
_انا اسف ياقدر مكنش قصدي ازعلك
ساعتها معرفتش اطنش رسالته وروحت بعتاله ؟
_ومين قالك اني زعلانه منك مانا عرفاك رخم ولسانك طويل
شاف رسالتي وبدأ يكتب .. شويه والرسالة وصلت وكان مكتوب فيها ؟
_انتي بجد عايزني اتجوز يا قدر ؟
كان سؤال غريب ومفاجئ ومكنش لي اجابة روحت كتبتله ؟
_وانا مالي بيك يا زكريا تتجوز متتجوزش دي حاجه تخصك وانا مينفعش اتدخل لان دي امور عائلية ولا نسيت ؟
_خلاص يا قدر زي متحبي .
بعت المسج دي وقفل، وتاني يوم الصبح فطرت وخروجت روحت بيت ستي وانا ناسيه كل اللي حصل ودا بعدما ستي اتصلت وطلب مني اجي، وصلت بيتها اول ما فتحت لي الباب لقيتها لابسة ومتشيكه على الاخر ولما سألتها لو هي خارجه قالت لي ان زكريا اخيراً وافق يتجوز، وكانت عايزاني اروح معاها نشوف البنت اللي المفروض نطلبها لزكريا واللي كان اسمها رحمة، ومع اني مكنتش فاهمة ايه علاقتي بالموضوع بس ستي اصرت اني اروح معاها المشوار دا، وافقت وفعلاً روحنا لبيت البنت، ومكنش بعيد عننا تقريباً كان بنفس المنطقة الي احنا فيها، المهم لما وصلنا البيت، اتسقبلتنا ام البنت ودخلنا قعدنا يجي ربع ساعة لحدما رحمة دخلت وسلمت علينا، وقعدت قدامي البنت كانت حلوة بس فيها حاجه مريبة، كانت طول الوقت بتتكلم معانا من غير ما تبص في عنين حد فينا، كانت نظراتها بتضيع، ساعتها ستي طلعت المسبحة وبدئت تسبح فيها، ودي كانت علامة حضور من الجن وحضور مش لطيف خالص، بعدما ما تعرفنا على رحمة وامها واختها نرجس، استأذنا عشان نمشي لقيت ستي ريحانه بتقرب من رحمة وبتمسح على شعرها وهي بتقولها ؟
_بصراحه يا بنتي انت حلوة وزي القمر ما شاء الله زي ما وصفوكي بالضبط، عشان كده انا هكلم ابني ويجي يشوفك عشان تتعرفوا على بعض “
تعرفوا اني كنت بغير على ستي ريحانه، معرفش لي اضايقت وانا شايفاها بتتغزل بحلاوة رحمة، خرجت من غير ما انطق وستي ريحانه لحقتني ولما بعدنا خطوات عن البيت، لقيت ستي بتسألني وبتقولي ؟
_هااا يا قدر ايه رأيك في البنت حلوة مش كده ؟
رديت بعدم مبالاة
_اه كويسه، بس حاسها غريبة حبتين يعني تصرفاتها بتفكرني بزكية زمان .
_اه فعلا عندك حق لسبب دا عايزاني تاخدي دول من ايدي
بصيت لستي وانا مش فاهمة اخذ منها ايه بالضبط ساعتها لقيتها بتديني كم شعرة وبتقولي ؟
_دا شعر رحمة اهي حاجه من اترها عشان تشوفي لو هي تنفع لزكريا ولا لا ؟
وقفت وفضلت متنحه وانا باصه لستي بعدها قلتها ؟
_لا بجد دا كتير يا ستي، يعني انتي واخداني معاكي عشان اكشف عن الست رحمه وبعدين هو انتي جبتي الشعر دا منين ؟
_ههههه مانا قبل ما امشي كنت بمسح على شعرها وقدرت اخد كم شعرة منها من غير ما تاخد بالها “
_يا خبر ابيض يا ستي دا انتي قادره
ستي ضحكت وكملنا طريقنا ودا بعدما اخذت منها شعر رحمة ولفيته على صباعي وانا متحمسة اعرف ايه حكاية رحمه بالضبط، المهم وصلت ستي لبيتها ورجعت بيتنا قبل اذان الظهر بربع ساعة، دخلت البيت كان ايمن لسا بره لقيت نوال بتحط الغدى قعدت تغديت معاها، وهنا لاحظت انها شاردة على غير عادتها سألتها ؟
_ايه يا نوال مالك شارده كده ليه وكأنك في دنيا تانيه غير دنيتنا خير انتي متخانقة مع ايمن ؟
نوال ردت وهي مهمومه وقالت ؟
_ياريتها رسيت على الخناق وبس اخوكي ايمن متغير معايه وحاسه والله اعلم انه بيخوني ؟
_بيخونك مره وحدة، يا شيخه شيلي الافكار الشيطانيه دي من دماغك مفيش الكلام دا
_طب هو انا ينفع اطلب منك طلب من غير ما تتعصبي ؟
_قولي يا نوال عايزة ايه
_اعرفي لي لو هو بيخوني مش انتي بتقدري تعرفي اي حاجه تحصل في البيت ؟
_اتقي الله يا نوال محدش بيعرف الغيب غير ربنا
_ونعم بالله مقلناش حاجه، بس انتي تقدري تعرفي لو هو بيخوني ورحمة ابوكي تساعديني ؟
_خلاص يا نوال هساعدك بس بطلي زن وسيبيني اكل .
نوال ابتسمت بعدما اتأكدت اني هساعدها، خلصت غدى ودخلت اوضتي عشان انام، وعارفين شعور انك تكون واقف وفي حد واقف وراك وتلف عشان تشوفه تلاقي مفيش حد، دا بالضبط كان شعوري وقتها، كنت بحس بحضور بس مش عارفه احدد هل دا حضور كويس او لا لغايه ما مددت على سريري غمضت، وانا مغمضة حسيت بحد بينفخ في وشي نفخة ورى التانية، انفاسه سخنه قاومت شعور الخوف وقررت افتح عيني، ساعتها فتحتها وانا شايفة ارعب حاجة ممكن حد يشوفها، وش معتم قدام وشي بالضبط، الوش دا فيه عين وحدة ومناخير كبيرة، بوقه كان زي بق الخنزير بالضبط وفيه سنان بارزة ومخيفة، كان بيتنفس بسرعة وغضب الدنيا حوليا كانت ظلمة كحل، حاولت اصرخ بس زي العادة صوتي اختفى، لكن جوى عقلي كان في سؤال واحد نفسي الاقي اجابته مين الكائن دا، ومفيش ثواني وسمعت صوت جنب وداني بيقولي ؟
_المسي الخاتم… المسي الخاتم يا قدر
بدأت امسك ايدي اليمين واتحسس عليها وفعلا لمست الخاتم ايوه انا كنت بلمس خاتم ابويه، ساعتها بس قدرت اتحرك والوش الي قدامي صرخ وبعدها تحول لبخار واختفى، قمت من مكاني بصيت لأيدي لقيت الخاتم موجود، بس انا فين ؟ كنت ببص حوليا مستغربة المكان الي انا فيه، لكني لاحظت وجود سرير جنب سريري وفي حد نايم عليه ومتغطي قربت من السرير بشويش وانا بحاول افهم مين دا وانا فين بالضبط رفعت الغطى بشويش، لقيت بنت نايمة لما ركزت في ملامحها افتكرتها، دي نرجس اخت رحمة، بالاثناء دي نرجس فتحت واول ما شافتني نطت من سريرها وهي بتقول
_تاني… تاني يا رحمة وبعدين معاكي انتي مش ناوية ترحميني من اللي انا فيه دا ؟
مكنتش فاهمة قصدها لقيتني بشيل كبايه الميه اللي على الكومدين وانا برفعها وبرميها على دماغ نرجس اللي صرخت وجريت برة الاوضه وهي بتقولي ؟
_حسبي الله فيكي يا رحمة امتى تتجوزي بقى واخلص من جنانك دا كل ليلة “
مكنتش فاهمة حاجة، لكني كنت كأنه مسيرة وغير واعيه للي بعمله، بعدما نرجس خرجت لقيت الباب اتوارب لوحده بعدها مشيت جوى الاوضة وروحت نحية المراية، وللأمانة مش عارفة ايه سر المريات من بداية حكايتي ولحد الجزء دا لي ديما بميل للنظر للمراية، لي بحس انه في حاجة بتجبرني ابص جوها وديما كنت بشوف من خلالها كل حاجة، زي دلوقتي بالضبط انا شايفة بانعكاسي رحمة وهي واقفة وبأصالي وعلى ملامحها ابتسامه مرعبة عنيها كلها سوده مركزه نحيتي بصتها كانت مليانه شر، حسيت بالبرد وبرعشة بأطرافي، هنا رحمة تكلمت بصوت غليض وهي بتقول ؟
_اهلا، اهلا بقدر… تعرفي من اول مرة شفتك فيها، وانا حابب بجد اتعرف عليكي عن قرب، بس متوقعتش انك تكوني قريبة للدرجة دي، ولا فاهم ازاي قدرتي تعبري الحواجز دي كلها وتيجي لي
كنت حاسه اني متكتفة ومجبرة ابص للمرايه ومش قادرة ابعد عنها ولا خطوه، مكنش قدامي حل غير اسأل الكيان اللي قدامي وافهم منه هو مين وايه سبب ظهوره ؟ ساعتها سألته
_انت مين… وليه اخذت شكل رحمة وعايز منها اي ؟
هنا رحمه بدأت تعمل حركات غريبة بتلف دماغه يمين وشمال بحركات لا اراديه، وفجأة قربت اوي من المرايه وهي بتقول ؟
_اهربي… اهربي وبلاش تخلي غبائك يدمرك ويدمر كل اللي حوليكي
_على فكرة انا مش خايفة منك، انا واجهت زيك كتير وغلبتهم بقوة ربنا “
اول ما قلت كده ابتسامة رحمه اختفت وشها بدأ يتحول للون الاسود ملامحها بدأت تتغير وتتحول لملامح بشعة، عيونها بدأت تنزل دم اسود شفايفها بدأت تتحرك وهي بتهمس بكلام سريع ومش مفهوم وثواني ولاحظت حركة حوليا في حاجة بتتحرك بسرعة جوى الاوضة، بعدها حسيت بخوف غير مبرر وبأيدي بارده بتلمس رجليا شعور المسه نفسها كان مرعب ومؤلم بطريقة خلتني اغمض عنيا وانا عايزة اصرخ، قاومت شعور الالم وانا بقول بصوت واطي
_صحوني… عايزة اصحى من فضلكم
ساعتها فتحت عنيا على امل اصحى، بس للاسف لقيتني لسا قدام المراية، وكان جواها انعكاسي انا لوحدي، وفجأة لقيت رحمة واقفة على شمالي وهي بتقولي ؟
_انا مش زيهم يا قَدر… انا مختلف عن اللي وجهتيهم قبلي انا ممكن احبسك جوى اوهامك دي للابد ومش هتعرفي تخرجي تاني لسبب دا انصحك تهربي
بعدت عن رحمه وانا مرعوبة بجد، كنت فعلا حاسه ان اللي هتعامل معاه المرة دي مش كيان عادي خالص انما شيطان عنده قدرة يحبسني جوى مناماتي زي ما هو عايز، لسبب دا بدأت اقرأ ايه الكرسي كان واقف وهو مبتسم ساعتها اختفى بعدها حسيت بظوافر بتنغرس بعنف في رجليا، لدرجة وقعت على الارض، وانا بصرخ غمظت وانا بقول ؟
_يارب… يارب… يارب صحيني يا رب انا طالبة مددك يا رب…
فتحت عنيا وصحيت، لقيتني ماسكة برقبة نوال وهي حرفيا بتنازع وعلى اخر نفس تقريباً… منظرها خضني قمت بعدت عنها بسرعة، ساعتها نوال هربت مني وهي بتزحف جوى اوضتها وبتحاول تسحب نفسها بالعافيه مكنتش فاهمة حاجة، كل اللي عملته وقتها بصيت بخوف لأيدي لقيت خصلة شعر رحمه لسا ملفوف حولين صباعي وفي حرارة رهيبة طالعة منها وكأنها مش خصلة كأنها سلك حامي، لما جيت اشيله لاحظت كأنه تعرض للنار فعلا كانت الخصلة عمالة تتفتفت بكل سهولة، بصيت تاني لنوال لقيتها خايفة مني قالت لي ؟
_يخرب بيتك يا قدر كنتي عايزة تموتني، عمتلك ايه هااا لا لا انا لا يمكن افضل دقيقة في البيت دا، انا لازم اخذ ولادي وانفذ بجلدي احسن .
منظر نوال خلاني خرجت من اوضتها روحت اوضتي غيرت هدومي بسرعة وخرجت من غير ما اقول حاجه كنت حرفياً مرعوبة كان لسا صوت الكيان دا بتردد جوى دماغي وهو بيقولي اهربي وبلاش تخلي غبائك يدمرك ويدمر كل اللي حوليكي كان تهديد مباشر وصريح والنتيجة خلاني اشوفها اسرع مما توقعت لما اتحكم فيا، انا كنت هموت نوال بأيدي من غير ما شعور او وعي، الفكرة لوحدها ارهقتني لقتني بروح لستي ريحانه كنت بخبط على الباب زي المجنونة، يومها كان فاضل على اذان المغرب نص ساعة تقريباً اللي فتحلي الباب كان زكريا، اول ما شفته حسيت الدنيا بتلف بيا وقعت على الاوض من غير ما احس بعدها فقت على ميه بارده بتترش على وشي، فتحت كان زكريا مدخلني البيت وبيحاول هو وستي ريحانه يفوقوني، لما فتحت سألتهم ؟
_انا فين ..
لقيت زكريا بيقولي ؟
_يا بنتي قومي انتي جاية تموتي عندنا ولا ايه !
ستي ضربته وهي بتقوله ؟
_بس يا واد متفولش على البت كده بعد الشر عنها دي تلاقيها بس مهبطه قوم اعملها مي بسكر وهاته بسرعة “
زكريا قام فعلا جابلي كبايه مي بسكر شربت شوية ولقتني فعلا بفوق، ولما فقت حكيت كل حاجة حصلت لي لستي ريحانه ساعتها زكريا قالها ؟
_يامه احنا قلنا ايه هو انا مش قلتلك تسيبي البت في حالها هتخليها تعمل جناية بسبب المجنين اللي بتكشف عليهم كل شويه
ستي ساعتها قالت ؟
_خلاص يا بنتي الظاهر مفيش نصيب نخطب لزكريا البت الملبوسه دي مش هتناسبنا، هنبقى نروح بكرة نشوف رمانة بنت صعيدية زي القمر بس يارب اعرف اخد كم شعرة منها
كلام ستي كان هيجلطني لقيتي بقوم وانا بقولها ؟
_باااااس لحد هنا وكفايه انتي شكلك ناوية تجيبي اجلي متقول حاجه يا زكريا ساكت لي ؟
_هقول ايه بس يا قدر انا لو قلت حاجة دلوقتي هاخذ على دماغي وانا مش حمل بهدلة بصراحه لسبب دا همشي ومنك ليها .
زكريا خرج وسابنا وانا بصيت لستي ريحانه وقلتلها ؟
_ودلوقتي يا ستي ريحانه قوليلي هعمل ايه بموضوع رحمة
ستي سكتت شوية وبعد تفكير قالت لي :
_قوليلي يا بت هي مش خصلة الشعر احترقت واختفت ؟
_اه يا ستي اختفت
_يبقى خلاص الاتر اختفى يعني موضوع رحمة دا تنسيه نهائي ومتفكريش فيه تاني
خرجت من عند ستي وانا مقتنعة ان موضوع رحمة خرج من ايدي خلاص وبما انه الاتر اختفى يبقى كله تمام، وصلت بيتنا دخلت لقيت ايمن قاعد وكان واضح انه عايز يعمل مشكلة بسبب نوال، اول ما شافني سألني ايه اللي حصل ؟ جاوبته قلت له ؟
_مفيش حاجة نوال زعلانة وبتتخيل حاجات محصلتش خالص يعني تخيل انها النهارده كانت بتقولي انك متغير معاها وشكلك بتخونها
ايمن سابني وبص لنوال وهو بقولها بعتاب ؟
_حقيقي الكلام دا يا نوال بقى انا اللي شقيان عشانك وعشان ولادك طول النهار تجي تقولي عليا خاين ؟
نوال اتوترت بسبب كلامي وقعدت تحاول تقنع ايمن بأن دا محصلش، لدرجة انهم نسيوا الموضوع الاساسي ومسكوا في بعض وكل واحد قعد يبرر موقفه للتاني اما انا فسبتهم ودخلت اوضتي، كنت حاسه لسا ببرد غريب ورعشة بأطرافي، حاولت امدد على سريري، بس لما عملت كده حسيت بوجع رهيب في رجلي، قمت كشفتها وهنا اتصدمت في اثار غرس ظوافر في جلدي، قعدت افكر يا ترى منين جات الاثار دي ساعتها افتكرت المنام واللي حصل فيه، قمت اخذت مطهر وعقمت على الجرح، بالاثناء دي لمحت حد بيعدي بسرعة من قدامي، رفعت رأسي مكنش في وجود لشيء مريب، غمظت عيني وانا بستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ثواني كنت مغمضة فيهم سمعت صوت بيقولي ؟
_كملي… لو حابه تكملي كملي….احنا معاكي للأخر يا قدر
فتحت عيني على صوت نوال بتطلب مني اخرج اتعشى معاهم، فعلا خرجت من اوضتي وتعشيت لقيت ابن اخويه معتز الي عنده خمس سنين بيقولي ؟
_تعرفي يا عمتي انا امبارح بالليل شفت تعبان اسود نايم قدام باب اوضتك وجريت قلت لماما، ساعتها قالتلي نام ومتخفش دي عمتك ساعات بتتحول تعبان، هو انتي بتتحولي كده بجد ياعمتي
اول ما معتز قال كده نوال بصتله وقالتله بعصبية وخوف ملحوظ :
_بطل يا واد كذب هو انا معقول يعني هقول كده عن عمتك كل وبلاش كتر كلام
بصيت لنوال وانا مبتسمة وقلتلها ؟
_وليه مش معقولة يا نوال، ما انتي ياما قلتي عني اشكال اللوان، هو انتي فكراني نايمة على وداني
نوال بلعت ريقها واخذت الصحن من سكات وحطت لي الاكل، كنت بأكل وانا بفكر بكلام معتز، مش ممكن يكون الي قالهولي مجرد كدبة هو اكيد شاف حاجة، بعدما خلصت الاكل قمت غسلت ايدي وروحت اوضتي دخلت واول ما قفلت الباب لقيته خبط، فتحته لقيت معتز ابن اخويه واقف وهو مبرقلي بطريقة غريبة ساعتها سألته ؟
_مالك يا معتز عايز حاجة ؟
رد وهو بيبتسم ابتسامة مليانة خبث قالي بعدها تعالي قربي ودانك عايز اقولك سر ؟
مش هنكر خوفي منه رغم انه مجرد طفل، بس لو شفتم نظره عنيه وقتها كنتم اكيد عذرتوني، فضلت باصه لحدما كرر كلامه قالي ؟
_قربي يا عمتي متخفيش دا سر صغير ؟
قربت بشويش من معتز بهدف اعرف ايه السر ده، ساعتها معتز قالي بصوت مكنش صوته نهائي قالي بالحرف ؟
_انا هنا من امبارح، وهفضل هنا طول ما رحمة لسا جوى دماغك وبتفكري فيها، وخطوة كمان وهتلاقي الخراب عم المكان
بعدت عن معتز بسرعة، حرفياً كنت مرعوبة، الحاجات دي كنت بشوفها بأفلام الرعب وبس مكنتش متوقعتش اني اعيشها، ايقنت ان بعض خيارتنا في اننا نغوص وسط العالم دا ممكن تفتح علينا ابوب جهنم، وتقربنا من الجحيم لدرجة الهلاك، بصيت لمعتز وانا حاسه اني شايفة شيطان قدامي ساعتها قلتله بثقة ؟
_قول اللي تقوله انا مش خايفة… فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
لمجرد نطقي بالآية دي معتز بصلي بنظرة غضب كان هيقول حاجه لكن ظهور نوال وهي بتنادي عليه خلاه يدير لي ظهره وهو بيبتسم بابتسامة غريبة ملهاش تفسير دخلت اوضتي، مش هنكر اني حسيت بخوف ومش هنكر ان في رهبة تملكتني، لكني كنت مؤمنة انه النفع والضر دي حاجة بأيد ربنا، ومفيش مخلوق يقدر يتحكم فيها غيره، وهو دا اللي طمني وخلاني انام الليل كله بعمق ومن غير قلق او خوف تاني يوم صحيت وانا كلي نشاط، صحيت على رنة موبايلي لما بصيت للرقم كانت ستي اللي بتتصل، رديت عليها ؟
_الو…صباح الخير يا ستي
_صباح النور يا قدر، ولا مؤخذه انا عارفة اني مصحياكي بدري بس الموضوع مستعجل، البت رحمة وامها عندي وهي عايزة تشوفك وتتكلم معاكي
قمت بسرعة وانا مخضوضة وقلت لها ؟
_مش عايزة يا ستي انا في عرضك ؟
_هو ايه اللي مش عايزة بقولك البت جاتلي من نجمة هي وامها وطالبن يشوفوكي ضروري “
_ويشوفوني لي، انا مالي يا ستي، هو انا العريس ولا زكريا
_وحياتي عندك يا قدر ما تكسفيني، تعالي واسمعي هما عايزين منك ايه الاول، وبعدها قرري اللي انتي عايزه
بعدما المكالمة خلصت قفلت الخط وانا مترددة اروح لبيت ستي ريحانه، بس بنفس الوقت مكنتش حابة اكسفها قدام ضيوفها، عشان كده اخذت بعضي وروحت، وصلت البيت وزكريا فتح لي الباب وهو مضايق وقبل ما اقوله صباح الخير لقيته بيقولي ؟
_يعني بزمتك انتي ناقصة عفرتة، يابنتي خلي عندك مخ وبطلي تسمعي كلام ريحانه دي هتوديكي في داهيه اشتري مني
كلام زكريا كان منطقي لكن طريقته بنقل الفكرة نفسها مكنتش عجبني، فقلت له وانا مضايقة ؟
_صباح النور يا زكريا، ممكن توسع من سكتي عايزة اخش
زكريا بعد عن الباب وهو بيخبط كف على كف، سبته ودخلت لقيت ستي ورحمة وامها قاعدين، سلمت عليهم وقعدت وانا بحاول افهم هما عايزين مني ايه، ساعتها ستي ريحانه قالت لي ؟
_بصي ياقدر رحمة عايزة تقولك عن موضوع حصل بنفس اليوم اللي روحنا فيه عندهم ؟
بصيت لرحمه وانا بسألها
_حصل ايه يا رحمة ؟
ساعتها رحمه ردت وقالت ؟
_انا مش عارفة ابتدي ازاي، بس انا من حوالي سنتين حصلت معاية مشكلة بقيت للاسف بتعرض لحالة اشبه بالصرع، ودي بتحصل احيانا وغالبا بالليل، ببقى شبه نايمة ومبعرفش اتحكم بتصرفاتي، ولما روحت كشفت كنت فاكرة انها حالة صرع، بس الدكاترة اكدوا انها مش صرع وانه وارد دي تكون مجرد شحنات كهربا بتضرب المخ فتسبب مشاكل عندي، ورغم انها مجرد نظرية الا اني كنت مستمرة بمراجعة اطباء المخ والاعصاب وفضلت سبع شهور وبرضه مفيش فايدة، لحدما بالصدفة قابلت ست كبيرة في ابسن وانا رايحة اكشف عند دكتور كان في شخص اتعالج عنده وكانت حالته زي حالتي، المهم الست دي قالت لي وارد اكون ملبوسه، وادتني عنوان شيخ ممكن يكشف عليا ولان الغريق بيتعلق بقشة روحت واتقالي اني فعلا ملبوسه ووقتها هو عمل جلسة صرف والجن حضر عليا واتكلم وهدد الشيخ انه لو رقاني تاني هيقتله بس الشيخ مخفش وعاند اكتر وقعد يرقني وبالاثناء دي تعرض لازمة قلبية وكان فعلا هيموت بسببها، ومن وقتها والجن بقى يحضر عليا كل يوم، لدرجة ان اهلي خافوا عليا وخافوا اني اتسبب موت اي حد يفكر يعالجني، وفضلت على حالتي دي سنتين بالضبط، في شيخ يعرف عمي قال لأبوية ان اللي عليا جن عاشق ولو اتجوزت هو هيسبني، عشان كده كنا بنخبي موضوع اني عندي مشكلة “
لما رحمة قالت كده ستي بصتلها وهي مصدومة وقالت لها ؟
_يالهوي انتي كنتي ناوية تخبي الموضوع دا عني، اتاري محدش فيكم فتح بقه لما قلت وقتها اني عايزة ابني يقعد معايه كنتم عايزين تدبسوا ابني وحيدي بالجوازة دي في طريقة
رحمة بصت للأرض بحزن وامها ردت عنها وقالت ؟
_مكناش هندبسك ولا حاجة يا ست ريحانه كنا هنجرب ولو مكنش موضوع الجواز دا نافع كنا انيهينا الموضوع من غير مشاكل وكان كل حي راح لحاله
قاطعت كلامهم وانا بسأل رحمة وبقولها ؟
_بس انا مش فاهمة انتي بتحكي لي كل التفاصيل دي لي
رحمة ردت وقالت ؟
_جايه لك بالكلام يا قدر، بصراحة بيوم اللي جيتي مع الخالة ريحانه، وتحديدا بالليل انا تعرضت للحالة اللي بتجيني كل يوم بس المرة دي شفتك وانتي بتقتلي العفريت اللي عليا كنت واعية وبجد حاسة اني خفيت وكله بفضلك لسبب دا جيت اشكرك !
اول ما ستي ريحانه سمعت الكلام دا فرحت اوي وقعدت تقول
_اللهم صلي على حضرة سيدنا النبي، طول عمري بقول عنك مبروكة يا قدر
_ثواني بس يا ستي عشان افهم… انتي بتتكلمي بجد يا رحمة يعني انتي متأكدة من اللي بتقوليه ؟
_اه متأكدة ياقدر حتى بالأمارة انا من امبارح وانا طبيعية والحالة اللي بتحصلي كل يوم اختفت عني نهائي “
كلام رحمة صدمني متوقعتش ان قدرتي ممكن تتخطى الحدود دي، لدرجة انها تقتل عفريت، لكني بكل الاحوال كنت مرتاحة اخيراً خلصت من حوار رحمة وعفريتها، رحمة استأذنت ومشيت وانا كمان رجعت للبيت وكنت بحاول افهم مشكلة ايمن، وايه سبب تغيره مع نوال دخلت بيتنا وروحت لاوضة ايمن، عشان اخذ حاجة من اتره بيني وبينكم بقيت مدمنة موضوع الكشوفات دا، المهم اخدت ساعة ايمن وخرجت بسرعة من غير ما حد ياخذ باله حطيته تحت مخدتي، وقلت لما هنام هعرف ايه المشكلة وعدا اليوم بشكل عادي جداً بس بالليل وبعد العشا روحت عشان انام، ولأول مرة بحس بدماغي بتثقل كنت بغمض وانا سامعة صوت تزيق الباب وهو بيتفتح، كنت عايزة اعرف مين دخل الاوضة لكني مكنش قادرة اتحرك، كنت حاسة ومتأكدة من وجود حد جوى الاوضة، وفجأة سمعت صوت جنب ودني بيقولي ؟
_هو دخل… هو لسا هنا… خلي بالك يا قدر هو مستني فرصة عشان يضرك اذكري اسم الله الحافظ اذكري اسم الله الحافظ !
حسيت بقشعريرة وكنت جويا بصرخ حاسة ببرد رهيب احتل كل جسمي كنت كأني في ثلاجة، وبصعوبة قدرت اقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اسأل الله الحافظ يحفظني بما حفظ به عباده الصالحين “
بمجرد ما قلت الجملة دي فتحت وبصيت لشمالي على طول… واللي شفته ساعتها كان صدمة كبيرة بالنسبالي شفت معتز واقف جنب سريري ومبرقلي كانت عيونه بتنور بطريقة تفزع، كان موجه ايده نحيتي وعامل حركة غريبة لكنه لما شافني صحيت رجع خطوتين ورى وهو خايف وكأنه شاف عفريت، سألته بفضول ؟
_انت كويس يا معتز فيك ايه يا حبيبي ؟
معتز قعد على الارض وهو خايف وبيعيط كان عمال بيبص حوليه، قمت من سرير قربت منه وانا بسأله تاني ؟
_مالك بس يا معتز خايف من ايه، احكيلي انا سامعاك
ساعتها معتز مسك ايدي وهو بيترعش وقالي ؟
_شفت وش بسقف اوضتي الوش كان بيخوف وكل شوية عمال بيردد كلمات مش مفهومة بتوجع الدماغ وتخليني عايز اصرخ، كنت بنادي ماما بس هي مكنش بتسمعني !
حضنت معتز وانا بحاول اطمنه قلتله ؟
_متخفش يا حبيبي دا كان كابوس وراح لحاله تعالى نام جنبي هنا
معتز قام ونيمته جنبي على السرير وانا بقرأ عليه كان كل شوية بيفز من نومه، اما انا فضلت صاحية وانا بفكر يا ترى ايه سبب اللي بيحصل مع معتز، غمظت عنيا كنت حاسة بتعب وعايزة انام، لكني حسيت بحد يمسك كتفي لما فتحت لقيت معتز مش جنبي، بصيت حوليا مكنش ليه وجود، قمت من مكاني عشان اخرج ادور عليه لقيت باب اوضتي مقفول من برة قعدت اخبط كتير، ثواني وسمعت صوت جاي من ورايه لحد بيضحك بصيت وراية مكنش في حد، لكني سامعة الصوت جوى الاوضة، قعدت ادور على الشخص دا لحدما وقفت قدام المراية، وهنا لقيت رحمة واقفة جوى المراية وقدامها معتز واتكلموا بصوت واحد وهما بيقولوا ؟
_حتى لو عرفتي اني لسا هنا، برضه مش هتعرفي تعملي حاجة وبرضه هتندمي انك وقفتي قصادي وقلتي كلام اكبر منك يا قدر “
مش هنكر اني خفت… بس خوفي الاكبر كان على معتز الكيان لسا هنا، هو بس حاول يوهمني انه انصرف عن رحمة بس الحقيقة هو كان موجود وبحاول يضرني بطريقةً ما… سحبت نفس عميق ساعتها مكنش عندي غير ربنا غمظت عنياً وبدأت اقرأ قرأن فتحت لقيت رحمة قدامي كانت علامات الغضب والسخط ظاهرة عليها، مسكتني من رقبتي وقعدت تخنق فيا، كنت بحاول ابعدها، لكنها كانت اقوى مني لدرجة اني استسلمت بس فجأة ظهرت من وراية أيد كانت بتبعد رحمة عني، اليد كانت واضح انها لرجل كبير بالسن، بس فيها قوة تفوق قوي اجدعها شاب، المهم كنت شايفة رحمة بتصرخ وفي نور بيضرب في المكان كله وصوت بيقول ؟
_فتحي يا قدر… اصحي… عمتي يا عمتي اصحي انتي كويسه ؟
فتحت لقيت معتز بيصحيني كنت نايمة جنب مراية التسريحة، بصيت لمعتز وانا بقوله ؟
_في ايه يا معتز انت بتعمل ايه هنا ؟
_مش بعمل حاجة يا عمتي، هو انتي نسيتي، انا نمت عندك امبارح بالليل عشان كنت خايف، ولما صحيت لقيتك نايمة على الارض وبتعيطي جيت اسألك بتعيطي لي ؟
طمنت معتز اني كويسه، قمت من مكاني حاسة اني اكلت علقة موت، قمت بالعافيه واول ما وقفت لقيت انعكاسي في المراية متبهدل في اثار خربشة ظوافر على رقبتي، ساعتها بس انا فهمت الحكاية .. الظاهر اني فتحت على نفسي باب مكنش لازم افتحه وضروري الاقي طريقة اقفل الباب ده !
بس الاول لازم اقابل رحمة وافهم منها ايه سبب تسلط كيان شيطاني بالقوة دي عليها ؟
لحد هنا ينتهي الجزء الاول من حكاية رحمة انتظروني في الجزء التاني ان شاء الله
الأبتلاءات في حياة الانسان كتيرة، بس اصعب ابتلاء بيكون سبب يمنعك تنام، زي مثلاً حركات العفاريت وجنانهم، أنا قدر ودي تكملة قصة رحمة، وبجد البنت دي لغز من وقت ما روحنا أنا وستي ريحانه، عشان نشوفها بهدف نخطبها لزكريا وأنا حالي مقلوب، ولمجرد إني أنام أصحى بعدها متبهدله أخر بهدلة، ساعات أصحى الاقي خرابيش وبقع زرقة مالية جسمي، ده غير اللي حصل معاية النهاردة كان شيء صعب تصديقه، تخيل تصحى تلاقي نفسك طاير في الاوضة، وأول ما تفتح عينك تتهبد بقوة على الارض، وتقع وقعة معتبرة تخليك تتكلم بلغة جديدة، أنت نفسك مش عارف معناها، ودا بالضبط اللي حصل معاية فضلت بحاول اسحب نفسي بالعافيه وانا بقول ؟
_اكيد دا كابوس… مستحيل دا يكون حقيقي ازاي هطير بوزني دا، يخرب بيوتكم يالي متتسموش، أمال إيه كملي ياقدر كملي وأحنا معاكي…منكم لله عظامي أتكسرت
كانت وقعة جامدة، أخذت نفسي وقمت بصعوبة وانا بتألم، أيدي الشمال كانت مزرقة وبتوجعني، وكنت بعيدة عن السرير بحوالي متر ونص ودا يلغي فكرة أني ممكن أكون وقعت من على السرير، المهم خرجت من اوضتي وروحت اخذت دوش، وغالبا مكنتش لوحدي في الحمام، أنا طول ما كنت في الحمام كنت حاسة بحد شايل دبوس وعمال يشكني كل شوية لدرجة كنت بتخض من ألم الشكة، وأخر حاجة حصلت هي المية، اللي فجأة ومن غير مقدمات بقت باردة ثلج، كنت ببعد عنها بلاقيها تسخن ولما بقف تحتها بترجع تتحول لمية باردة ودا خلاني اقول بصوت عالي ؟
_وبعدين بقى مع الشاور المعفرت اللي مش راضي يخلص ده، طاب بالعند بقى هستحمى بميه باردة وريني بقى هتعمل إيه !
وقفت تحت الميه الباردة وانا بحاول اتأقلم عليها، لقيتها عمالة بتسخن، بتسخن لغاية ما كانت هتحرقني بعدت عنها غصب عني وأنا بقول ؟
_يعني انت فاكر انك كده انتصرت عليا طاب يا أخوية، انا خلصت أهو وهخرج “
ومع اول خطوة دست على حاجة بتزحلق وهوووب لقتني بتشال واتهبد على الارض بكل قوتي، بصيت لقيت الصابونة تحت في ارضية الحمام ومعرفش هي وصلت ازاي للأرض وانا بأيدي حطاها بمكانها على المحمل جنب مني، قمت وأنا تقريباً بعيط لفيت نفسي بروب الحمام وخرجت، بس اول ما فتحت الباب لقيت نوال حاطه ودانها على باب الحمام وبتتصنت، ودا عصبني أكتر وخلاني اقولها ؟
_بتعملي إيه هي نقصاكي انتي التانية، بتتصنتي على إيه يا اختي متخشي تحميني بالمرة .
نوال ردت وهي مرتبكة وقالت ؟
_ابداً والله مكنش بتصنت، بس معتز قالي انه سمع راجل بيضحك جوى الحمام فأنا جيت أشوف هو بيقصد إيه
_بقى عيل عنده خمس سنين يقولك كلمتين تصدقيه كان فين الحرص دا لما قالك انه شاف ثعبان نايم قدام باب اوضتي ؟
_مهو…
_اشش خلاص يا نوال مش عايزة اسمع منك حاجة ووسعي كده من سكتي
نوال راحت المطبخ وانا دخلت اوضتي، لبست وخرجت روحت لستي ريحانة، أول ما وصلت عندها فتحت لي الباب دخلت وأنا بقولها ؟
_ازيك يا ستي يلا جهزي نفسك هتروحي معايه مشوار
ستي بصت لي بأستغراب وهي بتقولي ؟
_إيه يابت مالك لأويه بوزك كده لي، ومشوار إيه الي عايزاني اروح له دا ؟
_هنروح بيت رحمة ؟
_لا خلاص ما هي كلمتني وقالت لي انها مش عايزة تتجوز زكريا
_لا بصراحه ملهاش حق بقى في وحدة عقلة ترفض حد زي زكريا…دا تربي قد الدنيا
_بت انتي اتلمي وبطلي تريقة، ومتنسيش ان دا أبني
_امال أقولك إيه يا ستي، أنا مالي تتجوز زكريا ولا عنها ما اتجوزت، أنا عايزة اروح لها عشان افهم عفريتها ده ملازمني لي وعايز مني إيه بالضبط انا بقالي ثلاث ايام متبهدلة وحالتي حالة
_يالهوي هو مش المفروض انصرف عنها ومشي خلاص ؟
_اه هو فعلاً انصرف عنها، بس شرف عندي
_طاب خلاص استني خمس دقايق هخش اللبس وجاية معاكي !
وفعلاً اخذت ستي وروحت لبيت رحمة، خبطت ونرجس أختها فتحت الباب دخلنا البيت، وطلبنا نشوف رحمة، ساعتها نرجس قالت وهي متوترة ان رحمة خرجت مشوار هي وأمها وهترجع بالليل، بس أنا حسيتها مخبية حاجة لقتني بقولها ؟
_رحمة مش برة هي هنا… قومي ناديها عشان عايزنها بموضوع ضروري ؟
نرجس بلعت ريقها وسألتني :
_هو انا هكذب عليكم ليه يعني، هي فعلاً مش هنا
ستي قامت وقعدت جنبي وهي بتقولي ؟
_بما أنه رحمة مش موجودة خلينا نمشي وهنبقى نرجع وقت تاني
_نمشي فين يا ستي رحمة هنا، ومش عارفة نرجس تحاول تمنعني أشوفها ليه
وقبل ما نرجس ترد لقينا ام رحمة ظهرت، وهي بتقولي
_انتي مين بالضبط وازاي عرفتي ان رحمة هنا ؟
ستي ردت عني وهي بتقولها :
_مفيش داعي للشرح قدر ربنا مباركها وبتقدر بأذن الله تعرف كل حاجة ومش بعيد شفا بنتك يكون على أيديها
ام رحمة ردت بحزن وقالت ؟
_ مش هينفع تشوفوا رحمة خالص دلوقتي ؟
_وليه مينفعش
_يابنتي رحمة دلوقتي بعالم تاني ودي حالة بتدخلها كل شهر مرة بتبقى تايهة وكأنها بعالم تاني وبترفض تكلم أي حد
_طاب خليني ابصلها بصة بس من فضلك
_ماشي يا بنتي هخليكي تشوفها، بس من بعيد تفضلي معايه
قمت مع أم رحمة وأخذتني نحية اوضة، من إوض البيت كان عليها قفل، الست فتحتها وأنا دخلت الاوضة كانت فاضية تماماً، وشفت رحمة قاعدة وسط الاوضة دي، وهي متربعة على الارض ورافعة دماغها نحية السقف، وبتحرك شفايفها وكأنها بتهمس، عيونها مكنتش بترمش خالص قربت منها وأنا بقولها :
_ازيك يا رحمة عاملة ٱيه ؟
رحمة سكتت، من غير ما تتحرك بعدها أبتسمت وهي بتقولي
_أهلا… أهلا يا قدر، انتي شكلك عايزة تموتي
_الحياة والموت حاجة بأيد ربنا مش بأيد مخلوق
_وهو انتي عندك شك ان ربنا هيخليني سبب موتكم كلكم
_الله اعلم اللي مع ربنا مش هيخاف الموت، ولا أنت مش مع ربنا
لما قلت كده رحمة ملامحها تغيرت لملامح غضب، ساعتها بصت لي وقالت بصوت مكنش صوتها :
_أخرجي… اطلعي برة يا قدر انا بكرهك مش عايزة اشوفك او أسمع صوتك اطلعي
رحمة بدأت تصرخ وتقطع بشعرها، لدرجة أن أمها سحبتني وخرجتني من عندها، لقيت نرجس واقفة برة بتعيط على منظر أختها واللي بيحصل فيها، ساعتها قربت من نرجس وأنا بقولها ؟
_متزعليش هي هتكون بخير بس خلوا بالكم منها، ولو أمكن انا عايزة حاجة من اترها
لما قلت كده ستي ريحانة سحبتني من أيدي وهي وبتقولي ؟
_جرى أيه يا قدر مش قلنا بلاش يا بنتي أنا خايفة تتأذي
_معلش يا ستي هو كده، كده مش سايبني بحالي انا عايزة اعرف هو جالها من أنهي داهيه
_ماشي يابنتي براحتك
ام رحمة قربت مني وهي شايلة ازدال صلاة ادتهولي وهي بتقول :
_الازدال دا بتاع رحمة، من يوم ما تعبت ملبستهوش خديه ولعل ربنا يجعل شافها على أيدك
اخذت الازدال وأنا بقولها ؟
_الشفا على أيد ربنا ان شاء الله .
اخذت الازدال وخرجت أنا وستي وصلتها بيتها وبعدها دخلت بيتنا لقيته فاضي، ومحدش فيه روحت اوضتي حطيت الازدال على السرير، وغيرت هدومي وخرجت تاني، وهنا لقيت نوال وأيمن داخلين البيت وهما شايلين معتز جريت اسألهم عن معتز وانا بقمة القلق، ساعتها أيمن طمني قالي انه معتز سخن شوية وبدأ يهلوس واخذوه المستشفى، وانا وقتها بصيت لقيته نايم اطمنت انه كويس ورجعت أوضتي قعدت اقرأ في المصحف شوية وطول مانا بقرأ شامة ريحة شياط، ومش عارفة إيه مصدره بعد ما خلصت قراية خرجت تغديت، وبعد الغدى قعدت على سريري ومسكت موبايلي لقيت زكريا باعت لي ريكورد بيقول فيه ؟
_بقولك يا قدر، ليا صديق عنده مشكلة ممكن تساعديني من فضلك ؟
ساعتها أنا وبكل جدية سألته عن نوع المشكلة فهو قالي ؟
_بيأكل كتير ومش عارف يخس فلو تكرمتي ممكن تبعتي له عفريت من عندك يلبسه ويأكل الاكل بداله يمكن يخس شوية
مكنتش دا وقت استظراف زكريا خالص، بس للأمانة يعني المسجات والفويسات اللي كان بيبعتهالي، كانت بتفصلني عن الرعب وبتغير المود عندي، رديت على زكريا بأيموجي بيضحك وسبت موبايلي جنبي، ومددت عشان اناملي ساعة غمظت عنيا وعارفين شعور انك تكون راجع من شغلك تعبان وهتموت وتنام دا كان شعوري بالضبط، غمظت وروحت في النوم عشان اصحى فجأة على صوت خبط جنبي فتحت عنياً لقيت الدنيا ظلمة ركزت نحية الصوت شفت منظر مرعب في شخص طويل، لابس ازدال الصلاة بتاع رحمة وقاعد يصلي عكس اتجاه القبلة، مكنش فاهمة مين ده ناديت بصوت بيترعش ؟
_نوال… انتي نوال ؟
مكنش في رد، الكيان او الست دي مستمرة بالصلاة قمت من سريري وقربت منها وأنا بعيد السؤال من تاني ؟
_أنتي مين…
الست كانت على بعد خطوات مني، لما قربت منها أكتر لقيتها ووقفت بثبات من غير حركة، كنت سامعة صوت جاي من نحيتها، كان صوت اشبه بفحيح الثعابين، وفجأة ومن غير أي مقدمات لقيت نصها الفوقاني بيلف كله نحيتي من غير ما نصها التحتاني يتحرك، وهنا أتصدمت بملامحها اللي شبه ملامح رحمة او كانت هي رحمة، بس شكلها كان غريب ومخيف عنين سوده بازه لقدام، وش متشرح وعليه دم متجلط سنان بارزة لونها غامق، رجعت خطوات لورى وأنا بأخذ المصحف من على الكومدين اللي جنبي وبرفعه لوشها، هي فضلت مبتسمة وبدأت تقرب، خفت من منظرها بدأت أترعش ساعتها حسيت بحد حط أيده على كتفي، وخبط عليه ثلاث خبطات وهو بيقول :
افتحي المصحف واقري اول آية تظهر قدامك
فتحت المصحف بشكل عشوائي، ساعتها لقيته أتفتح على سورة طه…وتحديدا الآية اللي بتقول ( مُّوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) كنت بردد الآية دي بكل ما فيه من عزم كنت حاسة بقوتها وعظمة اثرها قدامي، لما الكيان اللي اخذ هيئة رحمة، بدأ يسيح وهو بيصرخ بعلوا صوته من شدة الالم، بدأ يزحف نحيتي بعجز قرب ومسكني من رجلي مسكته ليا كأنت اشبه برصاص سايح اتحط على رجلي، وقعت على الارض وانا مستمرة بقراءة الآية كنت شايفة الكيان دا بيتبخر، بعدها غمظت وأنا شامة ريحة الشياط، كانت نفس الريحة اللي كنت بشمها وأنا بقرأ قرأن، بعدها فتحت عنيا وأنا نايمة في سريري وسامعة خبط جامد على الباب وصوت أيمن وهو بينادي عليا بأعلى صوته ؟
_قدر… أصحي يا قدر الاوضة بتولع اصحي يا قدر
ايمن كان بيحاول يكسر الباب، قمت بسرعة من على سريري لقيت ازدال الصلاة بتاع رحمة في الارض والنار مساكة فيه والدخنة مالية الاوضة، الازدال كان بنفس المكان اللي شفته في منامي، ولو لا انه الارض كانت رخام كان ممكن النار تولع في الاوضة كلها، المهم يومها جريت فتحت الباب وأيمن دخل وهو بياخذ جردل المية اللي كانت نوال شيلاه، وحاول يطفي النار لكنها فضلت قايدة في الازدال وكلما كنا بنحاول نطفيها تهب أكتر، لغاية ما ربنا ألهمني اروح اجيب مية وارميها على النار دي، وانا بقول الله اكبر ولمجرد ما عملت كده، النار طفيت والحمد لله بعد ما الوضع هدي ونظفنا الاوضة من الرماد، نوال تعمدت تسألني قدام أيمن وقالت لي :
_الحمد لله ان ربنا ستر والبيت مولعش بسبب النار الغريبة دي، انا نفسي افهم ازاي ده حصل متقولي حاجة يا قدر إيه، اللي ولع النار في اوضتك كده، وازاي محدش قدر يطفيها غيرك ؟
كنت هرد لكن أيمن قالها ؟
_مش وقت اسئلتك دي يا نوال، خدي قدر خليها تغسل وشها وعاملي لها كباية لمون، دي صحيت مخضوضة واكيد محتاجة تريح شوية
نوال قربت مني ومسكتني، سحبت ايدي عنها، وروحت الحمام لوحدي دخلته وغسلت وشي لاحظت ان أيدي بتترعش ورجلي فيها اثر حرق على هيئة كف أيد، كنت خايفة، وتخيلت سيناريوا غير اللي حصل تخيلت أن البيت كله ولع وخرجنا منه جثث متفحمة، حسيت أن الموضوع لحد هنا بقى خطر، الجن المرة دي مؤذي وحربه مش معاية بس، لا دي عليا وعلى كل افراد عيلتي، كنت محتارة خرجت من الحمام، استغفرت ربنا على اللي فكرت فيه، لأني مؤمنة بقضاء الله وعارفة انه ربنا وحده الضار النافع، الازدال بتاع رحمة كان تحت مخدتي لكن ارادة ربنا شائت أنه يكون على الارض ويولع من غير ما النار تمسني او تمس حد من عيلتي، بس كنت حاسة باليأس من حاجة وحدة وهي إني مش هقدر اعرف حكاية رحمة عن طريق اترها، لانه للمرة التانية الاتر بيدمر قدام عيني، فضلت بفكر بطريقة اعرف بيها حكاية رحمة وبعد اذان العصر، صليت ودعيت ربنا يمدني بمدده، ولما خلصت خرجت روحت لعند ستي ريحانة وحكيت لها اللي حصل معاية كله، ساعتها ستي قالت لي ؟
_والله يا بنتي الموضوع المرة دي مش سهل، وبرآي تشيله من دماغك احسن، كان يوم أسود يوم اخدتك ورحنا نشوف رحمة، لو كنت اعرف ان دا هيحصل والله مكنش روحت ولا عتبت عتبة بيتهم
طبطبت على ستي وانا بقولها ؟
_متزعليش يا ستي، كل حاجة ربنا كتبهالنا هنشوفها، انتي مكنتيش اكتر من سبب يوصلني لرحمة، وبعدين مين عارف ما يمكن ربنا يلهمنا الحل ونعرف نساعدها
بعد ما خلصت جملتي دي لقيت زكريا داخل علينا وهو بيقول ؟
_اهلا… اهلا بالشيخة بتاعت العفاريت، لا بقى احنا كده لازم نرش ملح ونحصن المكان “
بصيت لزكريا وانا بضحك قلت له ؟
_فعلاٍ عندك حق انتم لازم تحصنوا المكان وخصوصاً الفترة دي
ستي قامت وهي بتخبط زكريا على كتفه، وبتقوله ؟
_بطل رخامه يا واد
_والله ما برخم يامه، انا اعرف ان اغلب الجن بيهربوا من الملح وده عرفته لما كنت بشتغل في الترب زمان !
فضلت مركزة مع كلام زكريا، قمت وانا بقول لستي
_لقيتها يا ستي، بجد ازاي تاهت عني الفكرة دي
_لقيتي ايه يابت انا مش فاهمة حاجة
_يا ستي انا عرفت ازاي اقدر احافظ على اتر رحمة من غير ما يحترق او يختفي
لما قلت كده زكريا قام وهو بيقول ؟
_يادي رحمة اللي مش هنخلص منها ومن عفاريتها، انا حاسس ان نهاية الموضوع ده مش حلوة وابقوا قولوا زكريا قال
_متخفش يا زكريا مش هيحصل غير الي ربنا رايده… هااا يا ستي هتروحي معايه نجيب اتر جديد من عند رحمة
_ماشي يا بنتي هروح طبعاً اما نشوف اخرتها أيه
في اليوم ده رحنا انا وستي لبيت رحمة، والمرة دي الاثر كان عبارة عن خاتم كانت رحمة بتلبسه ديما، أخذت الخاتم من أمها ورجعنا البيت على حوالي الساعة ستة، كان فاضل على اذان المغرب نص ساعة، عديت على العطار وجبت منه ملح البحر، ورجعت أنا وستي لبيتها شربت عندها فنجان قهوة وبعدها رجعت بيتنا، دخلت لقيت نوال متخانقة مع أيمن وعايزة تسيب البيت ولما سألتها عن السبب قالت لي ؟
_مش مرتاحة في البيت دا يا قدر بقالي كم يوم عمالة بتخيل بحاجات بتظهر وتختفي، حتى معتز أبني بقى بيشوفها هو كمان، وبيحكي لي انه في رجل بيجي يضربه كل ليلة، ومش بعيد ان السخونيه اللي بتحصله دي يكون سبب اذى متسلط علينا كلنا !
لأول مرة نوال تفكر صح عشان كده قلت لأيمن ؟
_نوال عندها حق، البيت محتاج يترقي، برأي تأخذ نوال هي والاولاد يباتوا عند عمتي الليلة، وبكرة نروح أنا وانتَ نشوف شيخ يعرف ربنا يجي يرقي البيت وبكده هي هتطمن انه مفيش حاجة “
في اليوم ده أيمن اقتنع بكلامي وأخذ نوال والاولاد وراح لبيت عمتي، وانا استغليت عدم وجودهم، ودخلت الاوضة بتعتي، دخلتها وكأني بدخل ارض معركة، فتحت الشبابيك، وانا بقرأ اية الكرسي، بعدها بدأت ارش ملح في زوايا اوضتي وانا بقرأ عليه نفس الآية اللي قرأتها في المنام، المهم بعد ما خلصت رش الملح روحت سريري طلعت خاتم رحمة، وحطيته في منديل وحطيت عليه كمية من الملح، وعملتها زي صرة وخبيتها تحت مخدتي، كنت طول الوقت حاسة بوجود حد معاية في الاوضة، في شخص عمال بيجري، وده عرفته من خلال الحاجات اللي كانت بتوقع من عليا التسريحة وبتتكسر، وكمان حركة الستارة اللي كانت كل شوية بطير لوحدها وكأنه في حاجة بتعدي من جنبها، بصراحه كنت خايفة يمكن عشان وقتها كنت لوحدي في البيت، خرجت من اوضتي ورحت المطبخ بدأت احضر العشا أيمن اتأخر ولما كلمته على الموبايل عرفت أنه هيتعشى عند عمتي وراجع، قعدت لوحدي وتعشيت، ولما خلصت دخلت اوضتي، قفلت الشبابيك ومددت على سريري وغمظت عيني عشان انتقل لمكان تاني، كنت واقفة قدام مراية شايفة انعكاس رحمة قدامي كانت ولابسة فستان لونه ازرق وبتحط روج وهي مبسوطة، انتبهت كمان انها لابسه نفس الخاتم اللي اخذته من نرجس بالاثناء دي ظهرت من ورها بنت بنفس سنها تقريباً وقالت لها ؟
_اتزوقي براحتك ياحلوة، بس برضو هيثم هيختارني انا
بصيت للبنت التانية وأنا بقولها :
_والنبي تبطلي هزار يا ريم، هيثم هيختارك على إيه بس، يا بنتي انا احلى منك مفيش مقارنة اصلاً هو انتي مش شايفة نفسك في المراية ولا إيه
ريم فضلت باصه نحية رحمة بغل، ساعتها قالت لها ؟
_هيثم ابن عمي وانا احق فيه منك، وابوه سبق وطلبني من ابوية وأنا بقى هعمل اي حاجة عشان اخليه يختارني واكسب الرهان ده وهتشوفي
_طاب يلا بلاش كتر كلام هنتأخر على عيد الميلاد
المشهد اتغير شفت رحمة واقفة وسط حفلة وناس كتيرة كانت عمالة بتسقف، وهي باصه نحية شاب بنفس عمرها تقريباً وهو كان بيبادلها بنفس النظرات، بس كان في وحدة بتراقب بحسد والوحدة دي كانت ريم، ريم اللي كان واضح ان المشهد ده ضايقها فأخدت بعضها وخرجت من المكان، ثواني والشاب قرب من رحمة وهو بيقولها ؟
_تعرفي ان شكلك اتغير اوي يا رحمة، فاكرة لما كنتي بتيجي تزورينا زمان مع خالي الله يرحمه، كنتي تخينة حبتين وشعرك مكنوش
_طبعاً فاكرة وقتها انت فضلت تتريق عليا طول النهار لحدما خليتني اعيط، وأنا من وقتها بطلت أكل عشان اخس وأبقى حلوة .
_وبقيتي قمر فعلاً
رحمة ابتسمت بخجل، والمشهد اتبدل تاني وظهرت رحمة وهي قاعدة بتعيط بحرقة قدام المراية كانت ماسكة صندوق فيه دبدوب لونه احمر وظرف مكتوب في بحبك، وشوية حاجات تانية واضح أنها هداية من شخص مقرب، ساعتها رحمة قعدت تكسر في الاغراض دي وترمي فيهم على الارض وهي منهارة، اختها نرجس دخلت عليها الاوضة وهي بتقولها ؟
_خلاص يا رحمة خلاص هو غار في ستين داهيه زعلانه عليه ليه، هو اللي خسرك هو كان يطول وحدة زيك تبصله اصلا اهدي كده وبطلي جنان “
_اهدى ازاي يا نرجس. . بقى يسبني أنا ويتجوز ريم ازاي ده حصل، هو قالي انه بيحبني ومحبش حد قدي… ده …دده مكنش بينام الليل من غير ما يكلمني
_معلش يا رحمة هما أغلب الرجالة كده، عنيهم فارغة ليهم وحدة للحب ووحدة للجواز، دماغه متخلفة نعمل إيخ
_مش هسامحه ولا هسامح ريم على الي عملوه معايه
فتحت عيني وانا سامعة صوت أيمن بيصحيني وبيقولي ؟
_قدر… ياقدر نايمة هنا لي ومين ده اللي مش هتسامحيه، ولا هتعدي له اللي حصل ؟
فتحت لقتني نايمة على الارض، وأيمن بيصحيني، كنت شايلة الصرة اللي فيها خاتم رحمة، بسرعة خبيتها، وأنا بقوله :
_أنا مش نايمة كنت مستنياك ترجع البيت بس شكل عيني غفلت من غير ما احس !
_طاب يا حبيبتي قومي أرتاحي في اوضتك، وانا هدخل انام دلوقتي “
ايمن راح اوضته، وانا قمت دخلت اوضتي، كنت باصه للصرة اللي في ايدي وبسأل نفسي، هما اللي عندي بيخافوا الملح برضه، يعني ليه خرجوني برة اوضتي، بس سرعان ما افتكرت ان دي مش اول مرة يخرجوني برة الاوضة دول عفاريت مجانين اصلاْ، رجعت الصرة اللي فيها الخاتم تحت مخدتي وبعدها لفيت نحية المراية، عشان المح في انعكاسها رحمة وهي قاعدة على سريري ومبتسمة، اللتفت ورايه بسرعة مكنش في حد، استعذت بالله من الشيطان الرجيم وروحت سريري ونمت، وهنا شفت نفسي قدام الترب، قريت اسمها بوضوح، وبعدها دخلت ومشيت وسط المقابر لحدما ما وصلت لقبر معين مكتوب فيه اسم وتاريخ لشخص اندفن من فترة قصيرة، شوية وسمعت صوت خطوات جاي نحيتي، لفيت لقيت اثنين ستات لابسين نقاب ومعاهم رجل لابس جلبية رمادي وعمه بيضة، قربوا من القبر من غير ما ينتبهوا لوجودي، ساعتها الرجل حفر القبر ده وبدأ يطلع الجثة، بعدها نادى على وحدة من الستات دي وقالها ؟
_هاتي الحاجة ياست عشان نحطها تحت راس الميت زي ما الشيخ طلب
وفعلاً وحدة من الستات طلعت من شنطتها حاجة بحجم كف اليد، كان واضح انه عمل محطوط بكيس اسود، وملفوف حولين الكيس ده لزق عشان يمنع تسرب الميه او الرطوبة
الرجل اخذ منها الكيس وحطه تحت راس الميت، وثبته بحبل عشان ميتحركش من مكانه، بعدها بص للستات الي كانوا واقفين بعيد وهما خايفين وقالهم ؟
_كده تمام، يا هوانم اول ما الجثة تندفن تاني اعتبروا ان العمل اشتغل هما اسبوعين بالكتير والبنت صاحبة العمل هتخش العباسية، وبكده حقكم هيوصلكم ثالث ومثلث
بعدما الرجل خلص كلامه، وحدة من الستات طلعت فلوس وناولتها للراجل ومشيوا بسرعة من المكان، أنا مشيت وراهم كنت عايزة اعرف مين دول ومين البنت المقصودة بالأذى قربت منهم وأول ما جيت المسهم، صحيت على اذان الفجر قلبي كان بيدق بسرعة، قمت من مكاني وانا متآكدة ان رحمة عليها سحر، والستات دول هما سبب الاذى اللي عليها، وده بدليل ان خادم السحر تأثر لما قرأت عليه اية موسى مع السحرة، معدش في شك انا كده فهمت كل حاجة ولازم السحر دا يتفك، وبنفس اليوم على حوالي الساعة عشرة روحت لستي وقالتها كل اللي حصل، بوجود زكريا اللي فهم مني كل الحكاية وقالي ؟
_انا عارف عنوان المقبرة دي يا قدر، هي مش بعيدة يعني مشوار ساعتين ونوصلها وانا جاهز لو تحبي نروح
بصيت لستي وانا بقولها ؟
_وانتي يا ستي مش رايحة معانا ؟
_اروح فين يا بنتي هو انا حمل مشاوير زي دي، انا برآي تاخدي زكريا وام رحمة وتروحي لهناك وخلي بالك لازم ترجعوا قبل المغرب انتي فاهمة “
_حاضر يا ستي اكيد هنخلص ونرجع انا كمان مش هينفع اتأخر برة كتير “
وفعلا حصل واخذت زكريا بعربيته، ورحنا لبيت ام رحمة على حوالي الساعة وحدة ونص بعد الظهر، كلمت ام وحمة وقلت لها ان بنتها معمولها عمل وانا عرفت مكانه ولازم عشان رحمة تخف نروح نفك العمل ده، وام رحمة معترضتش بالعكس هي أتبسطت وراحت غيرت هدومها بسرعة وجات معانا، وبعد مشوار اقل من ساعتين وصلنا للمقبرة، اول ما شفتها كنت مصدومة المقبرة كانت زي ما شفتها في المنام بالضبط، رغم اني اول مرة في حياتي ادخلها، المهم دخلت انا وزكريا وام رحمة، وكنت ماشية بنفس الطريق اللي مشيته في المنام لحدما وصلنا للقبر نفسه وهنا طلبت من زكريا يحفر، وفعلا زكريا بدأ الحفر لحدما جا راجل من بعيد بيجري وهو بيقول ؟
_ عندك منك ليها انتوا مين بتعملوا إيه .. ازاي بتحفروا قبر من غير أذن .
الرجل وصل عندنا كان نفس الرجل اللي شفته في المنام ساعتها، ما تمالكتش اعاصبي مسكته وأنا بقوله ؟
_قول لنفسك الكلام ده، أنت ازاي تسمح لنفسك تستبيح حرمة الميتين، وتدفن أعمال وأسحار في الترب بتعتهم، دا انا هبلغ عنك واوديك بستين داهية
الرجل ٱرتبك وبلع ريقه وهو بيقول ؟
_انتوا… انتوا مين ؟
زكريا قرب وهو بيطلع بطاقته وبيقول للراجل ؟
_انا الرائد زكريا فتحي، ومعاية اذن بفتح القبر ده وعندنا معلومات بتقول أنك متورط بأعمال شعوذة وسحر وبتجارة الجثث كمان
_وحياة ربنا ما حصل يابيه، دا أنا حتة تربي لا راح ولا جي، وبالنسبة للعمل اللي دفنته هنا، أنا اقسم بالله دي آول مرة اعملها منه لله شيخ حسين هو اللي ورطني، يا بيه أنا غلبان وعندي عيال سايبهم في البلد، مستنين الكم جنيه اللي ببعتهم كل اول شهر انا فعرضك يابيه ما تضيعني .
_ماشي خلاص، لو ساعدتني هعتبرك شاهد مالك، عايزك دلوقتي تحفر القبر وتخرج لنا ألعمل اللي جواه ؟
_حاضر يابيه، حاضر أنت تؤمر
الرجل بدأ يحفر وانا كنت واقفة ومبهورة بأداء زكريا وهو بيمثل دور الضابط، بصراحة طلع داهية متوقعتش انه ممثل شاطر كده، المهم الرجل حفر وطلع العمل اللي كان مدفون تحت راس الميت، ساعتها أنا اخذته وبدأت افتحه، وانا بردد آية موسى اللي بتقول ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) فضلت ارددها لحدما فتحت العمل بالكامل، وانا حاسة ببرد وألم في رجلي، لكني قاومت، شوية وبدأت اشم ريحة كريهة، أول ما فتحت الكيس لقيت ظرف عليه كتابات باللوان الاحمر وفي سلسلة صغيرة ملفوفة وفيها قفل صغير، محطوطة عليه عجينة فيها دبابيس، وقطعة قماش كان واضح إنها اتقطعت من قميص نوم، وانا مركزة بالحاجات دي بدأت تجي صورة رحمة قدامي، كنت بتخيلها وهي واقفة تعيط بمكان مظلم مليان دخان، وفي رجل غريب بيبصلها بخبث وطمع، غمظت عيني وفتحتها وأنا بستعيذ بالله وفتحت الظرف، هنا لقيت صورة لبنت غريبة الصورة كانت مليانه طلاسم، وفي مربعات مكتوب فيها ضياع إجهاض، سرطان موت، خراب، وفي دبابيس مغروسة في الصورة، بالعين الشمال وفي الكتف، وفي منطقة القلب مكنتش فاهمة مين صاحبة الصورة دي، لغاية ما ام رحمة قالت ؟
_دي مش وحمة… دي ريم… ريم قريبتنا وهي بقالها فترة بتتعالج اصلها عيانه اوي، تقريباً من وقت ما اجهضت أول طفل وحالتها اتقلبت
مكنتش فاهمة حاجة، لكني غمظت وانا شايلة صورة ريم كنت شايفة راجل بيلف العمل ده ويناوله لست منقبة، ألست خرجت ومعاها ست تانية، أول ما خرجوا برة الاوضة اللي فيها الرجل رفعوا النقاب وهنا كانت الصدمة، شفت رحمة ونرجس، فتحت عيني وقعدت على الارض وانا باصه نحية ام رحمة ومش عارفة انطق بحرف، زكريا قرب مني وهو بيقولي ؟
_قدر …. إيه مالك انتي كويسة ؟
هزيت دماغي إني كويسه وقمت وانا بسأل ام رحمة وبقولها:
_هي ريم دي اطلقت من جوزها ؟
الست جاوبت وقالت :
_اه اطلقت بعد سبع شهور، اصل جوزها مل منها من كتر ما بتعي، وسابها عند اهلها وسافر السعودية، يشتغل هناك بس انتي عرفتي منين”
بصيت لزكريا وأنا بقوله ؟
_خلينا نرجع بسرعة يا زكريا انا عايزة اشوف نرجس وأكلمها “
وفعلاً رجعنا كنت طول الطريق مصدومة مش عارفة افكر صح، كنت بسأل نفسي، لو العمل ده معمول بالأذى لريم أمال إيه سبب تعب رحمة، وسرعان ما اللغز ده اتحل لما وصلنا وواجهت نرجس وقالتها ؟
_بصي يا نرجس اختك رحمة وضعها صعب وممكن تموت، الحل أنك تتكلمي وتقولي، إيه اللي حصل معاكم بعدما عملتوا العمل لريم عشان تأذوها ؟
نرجس بلعت ريقها وكانت متوترة ومصدومة، وبتترعش من الخوف، مكنش قادرة تتكلم حتى، لغاية ما امها نزلت فيها ضرب وهي بتقولها ؟
_اتكلمي يابت قولي، ليه عملتوا كده، ازاي جالكم قلب تأذوا حد بالطريقة دي، وليه اختك اتأذت اتكلمي انطقي بدل ما اطلع بروحك
زكريا بعد الست عن نرجس وهو بيقولها ؟
_ياست مش كده سيبها هي هتتكلم عشان مش من مصلحتها تفضل ساكتة، اتكلمي يا نرجس قولي إيه اللي حصل يمكن نعرف نلحق اختك ونخلصها من اللي هي فيه “
نرجس بدأت تعيط وهي بتقول ؟
_والله ماليا ذنب كله بسبب رحمة، غيرتها من ريم عمتها وخلتها تقرر تنتقم منها باي طريقة، ريم كانت بتحب هيثم آبن عمها، وهو كمان كانت عينه منها وأهلهم اتفقوا إنهم لبعض وفي عيد ميلاد منال اخت هيثم رحمة أتخانقت مع ريم بسبب ان ريم لبست نفس فستانها، ولما رحمة طلبت منها تغير الفستان ريم رفضت، هنا رحمة قالت لها :
_عادي خليكي لابسه الفستان كده، كده انا احلى منك، وهثبت لك ده لما هخلي حبيب القلب هيثم، يسيبك ويختارني انا واما نشوف هتفضلي رفعة منخيرك دي ازاي !
وفعلا رحمة فضلت ورى هيثم لحدما ساب ريم وبدأ يحبها هي وعدا شهر ونص، وقتها ريم كلمت رحمة طلبت منها تسيب هيثم بس رحمة فضلت تتريق على ريم وتقولها :
انا كسبت الرهان وهيثم بقى بتاعي ولما هيحبني ويتعلق بيا هبقى اسيبهولك جثة من غير قلب “
طبعاً ريم أخذت الشات بتاع رحمة ده سكرين شوت، وبعتته هو والفويسات لهيثم، اللي اتصدم من حقيقة رحمة وبطل يكلمها، رحمة محولتش تكلمه وقالت اكيد لما اوحشه هيكلمني، وبعد أقل من شهر وأحد سمعنا ان هيثم كتب كتابه على ريم، ساعتها رحمة أتجننت رسمي، مكنش عايزة تخسر قدام ريم، فقررت تعملهم سحر يفرق بينهم، وصحبتها دنيا كانت بتعرف شيخ بيفهم بالامور دي، اقنعتها تساعدها ورحمة بدأت تتردد عند الشيخ ده، بس لما صاحبتها امتنعت تروح معاها، أقنعتني أنا اروح بدل دنيا، ولأني مكنش ينفع اخليها تروح وحدها، كنت مجبرة اروح معاها، أحنا اخذنا العمل بتاع ريم ودفناه فعلاً في الترب، بس رحمة مكنتش مكتفية أنها تأذي ريم، هي فكرت تعمل عمل محبة لهيثم تخليه يتجوزها وراحت للشيخ تاني، وهنا لحظت أن الشيخ عينه منها لدرجة أنه طلب يدخل معاها بعلاقة غير شرعية وهو هيخليها تتجوز هيثم بظرف أسبوع وأحد، طبعا رحمة استفزها الكلام ده وراحت ضاربة الشيخ وشتماه، هنا الشيخ تعصب وتوعدها إنه هيسلط عليها عفريت يخلي ليلها نهار ونهارها ليل، رحمة كانت فاكرة ان ده مجرد تهديد بس اللي حصل بعدين ان رحمة اتأذت فعلاً ؟
ام رحمة بعد ما سمعت الكلام ده قعدت تلطم وهي بتقولها ؟
_يا نهار اسود كل دا حصل وانا نايمة على وداني، اقسم بالله انا معرفش اربي، ياخسارة تعبي وصبري فيكم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
الست قعدت تعيط وهي مكسورة، اما أنا فبصيت لنرجس وسألتها ؟
_انتي إيه اللي خلاكي تفضلي ساكتة طول الوقت ده يا نرجس، كان بأيدك تساعدي اختك من بدري ليه سكتي ؟
_مقدرتش اتكلم، خفت من ردة فعل ماما، كنتي عايزاني هقولها ايه يعني ؟؟ اقول اننا كنا سبب خراب بيت ومرض ريم، ولا اقول ان في رجل كان عايز يعمل علاقة مع رحمة انا مقدرش “
نرجس كانت بتعيط، كنت بلمس الندم في كلامها، لكني مكنتش قادرة اعمل حاجة، روحت للست وانا بسلمها خاتم رحمة وبقولها ؟
_تفضلي خاتم رحمة، اظن ان دوري انتهى لحد هنا، انا مش هعرف اساعد رحمة للاسف، لازم تروحوا للشخص اللي عملها العمل وتجبروه يفكه، واظن ان نرجس عارفة مكانه فين وعارفة ازاي توصله .
بعدما ما سلمت الخاتم لام رحمة، خرجت من عندها ورجعت انا وزكريا للبيت، كنت طول الطريق سرحانة لحدما زكريا قالي ؟
_سبحان الله يا قدر الجزء من جنس العمل، بصراحة رحمة استحقت اللي هي فيه، حفرت الحفرة ووقعت فيها .
_فعلا عندك حق، بس اكيد أمها بعدما عرفت الحقيقة هتخرب بيت الشيخ ده .
_ان شاء الله تعرف تفك اللي على بنتها، عشان انتي كمان ترتاحي والعفريت يهرب من عندك “
_اطمن يا زكريا العفريت اللي عندي هرب من بدري، أنا مش حاسه بوجوده اصلا “
_كده انا اطمنت يلا احنا وصلنا تحبي تدخلي تشوفي ستك ريحانة ولا اروحك لبيتكم ؟
_لا روحني البيت أنا بجد تعبانة هموت وانام “
زكريا وصلني البيت ودخلت لقيت نوال رجعت ومعتز وضعه كويس، وبعد ثلاث ايام، عرفت ان ام رحمة واخواتها الشباب، راحوا للشخص اللي عمل العمل وهددوه إنهم هيقتلوه لو حالة رحمة متحسنتش، والظاهر ان التهديد جاب نتيجة لأني ومن وقتها وحاسة ان حضور عفريت رحمة شبه منعدم والحمد لله، ولحد هنا اكون خلصت حكاية رحمة، استنوني بحكاية جديدة من حكايات قدر
تمت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى