قصص

قصه اختي

قصه اختي
بقالنا فترة في البيت عايشين جوه جو كئيب ومحبط بسبب إن أختي الصغيرة بيجلها نوبات صرع وتشنجات وبتفضل تهلوس بالكلام وبتكون واحدة تانية خالص ، أول ما بتجلها الحالة دي بتفضل تترعش وكل أطرافها تتصلب وتتكلم بصوت تخين وبشع .. وأوقات كتير ملامحها بتتغير وبتتبدل لشكل متقدرش تبص له من الفزع !!
من حوالي 3 شهور فاتوا واحنا ع الحال ده ومن سئ لأسوء من غير أي تحسن بسيط ، في البداية نيرة أختي كانت بتميل للعزلة أحيانا ع عكس عادتها الاجتماعية وبدأت تخسر صحباتها ومبقتش بتروح دروسها واهملت المدرسة في وقت صعب وكانت امتحانات الثانوية العامة ع الأبواب ..
تدريجيا مبقتش نيرة البنوتة الحلوة اللي عارفينها ، كان كل يوم بيعدي بياخد من روحها جزء معاه لدرجة ان حتي ملامحها اتغيرت !
قصه اختي
دوخنا ع الدكاترة مسبناش دكتور الا لما خلناه يكشف عليها ومكنش فيه اي تحسن بالعكس كان الموضوع بيبوظ اكتر واكتر ومكنش عندنا اي حيلة ازاي ممكن نتصرف ؟!
نيرة تقريبا ضاعت منا !! روحنا لشيخ واتنين والف ومفيش فايدة لدرجة ان ناس عندنا قالولنا طب نجرب نخلي قسيس يشوفها يمكن يكون عنده حل ونبقي خبطنا كل الأبواب لعله يكون فيه الخير ..
وبرضه كانت النتيجة صفر يمكن من النقطة دي اتحولت النتيجة لتحت الصفر !!
مش هنسي اليوم اللي جارتنا اقترحت علينا اننا نوديها الكنيسة بعد اليأس اللي وصلناله ، كان الجو كئيب والدموع حفرت طريق ليه ع ملامح امي واليأس والألم اتملك من ابويا ، وخدناها وروحنا ومش هنسي نظرته لنيرة أول ما شافها !! نظرة كانت بتدل ع حجم الكارثة اللي وصلنالها وبقينا جزء منها ، نظرة كانت كفاية انها تقولي اننا في نهاية طريق الضياع ده لو مكناش ضيعنا …
كنت حاسة انه متكتف ، عايز يقول معنديش حل وفي نفس الوقت مش قادر يكسف ايدينا اللي ممدودة ليه طالبة آخر مساعدة وآخر أمل ..
قعدنا وبدأ يوجه كلامه لأمي وابويا ويسأل ع خالتها ومن امتي ده بيحصل وهكذا وكانت نيرة قاعدة مستقيمة مبتتحركش ، لا جسدا ولا بعنيها عنه !!
وهو كان بيختلس النظر ليها وفي كل مرة بشوف في عنيه الخوف !!!
نظرات نيرة كانت ترعب ومختلفة عن كل مرة شفناها بعد التعب .. وبعد حوالي ربع ساعة بدأ القسيس يتكلم مع نيرة وسألها :قصه اختي
إنت جيت معاها ومش خايف ؟!
– بصوت بشع غليظ ردت نيرة : إنت اللي لازم تخاف وبعدها إبتسامة إنتصار رهيبة كانت نتيجتها ان وش القسيس بقى لون الدم والعرق غرق جبهته !!!
القسيس متلعثم : إنت متقدرش عليها إنت … ووقع ع الارض فاقد الوعي !!!!
امي وانا جرينا ع نيرة خدناها ومشينا وابويا وباقي الناس جريوا ع للقسيس يفوقوه وبابا شاورلنا نروح البيت ونرجع ، مشينا وركبتهم تاكس والفضول قتلني ارجع اشوف ايه اللي حصل للقسيس ؟ واساله ايه حجم اللي شافه خلاه يقع كده ويبقي في الحالة دي ، او ع الاقل اشوفه عايش ولا مات !؟
رجعت للكنيسة تاني وكان فاق بس ع ملامحه الفزع والخوف ، بابا اول ما شافني زعق جامد وقالي روحي حالا امشي يلا ع البيت ..
قصه اختي
معرفتش ارد ومشيت وخرجت بره وقفت تاكسي وركبت وبدأت ألاحظ ع السواق انه بيبص ع الطريق مرة وفي المراية اللي بتكون قدامة وبتعكس له الرؤية ورا مرتين تلاتة ، وفي كل مرة عنيا بتيجي في عينه بلاقيه باصص لي ومبينزلش عنيه !!
في الأول قولت اكيد بيعاكس لكن نظراته مكنتش بتقول كده ولا عمره لانه كان شيخ في ال70 يمكن من عمره ، ووصلت للمكان اللي مفروض انزل فيه وطول الطريق عنيه منزلتش من عليا !!
وفتحت شنطتي وطلعت فلوس احاسبه ومديت ايدي بالفلوس ، إلتفت فتح الباب ومسك ايدي بالفلوس ورجعها جوه الشنطة تاني بنظرات غريبة ، وفي اللحظة دي قررت اصرخ وألم عليه الناس ، بس قاللي مباخدش فلوس ، انتي واختك مربوطين ، بس انتي اقوي شوية ، انا عرفت البيت خلاص ، قولي لبابا وماما ونيرة ان انا جاي النهاردة قبل الفجر إن شاء الله ، قولي لنيرة بصوت عالي :
عمك الشيخ الفاوي جاي يزورك ..
نزلت وانا مش مستوعبة وفي لمح البصر التاكسي اختفي !! ولقتني تحت البيت !!!
انا كنت قايلاله اني هنزل ع الشارع الرئيسي وبيتنا في شارع جنبي جوه شارع تاني ازاي عرف البيت ؟!!!
وازاي عرف ان نيرة تعبانة؟ وعرف كل ده ازاي؟!!!!
انا حاسة اني بحلم بكابوس بشع ومرعب ، انا الخوف فعلا بدأ يمتلكني وقلة الخيلة مخلياني في دوامة مش عارفة اخرج منها !!
طلعت البيت ولقيت بابا كمان فوق وزعقلي اني اتأخرت واني كنت فين كل ده ؟!
قولتله اللي حصل كله وكانت نيرة سامعة وبدأت تزعق وتصرخ لما سمعت اسم الراجل ده !!
عملت زي ما قال لي وقولتلها بصوت عالي :
عمك الشيخ الفاوي جاي يزورك
بدأت تصرخ ويطلع منها صوت زي الزئير بتاع الأسد كأنها وحش وتخبط وتكسر كل حاجة قدامها لدرجة ان ابويا مقدرش عليها وخبطته وقع !
نزلت للجيران وفصلت اصرخ ورجالة العمارة اتجمعت اكتر من 6 رجالة بيحاولوا يسيطروا عليها لحد ما في الآخر قدروا يوقعوها وربطوها عشان اللي عملته كان في قوة 7 رجالة في بعض مش مجرد بنت مكملتش ال18 سنة !!
الناس مشيت وع لسانهم جملة لا حول ولا قوة الا بالله !!
الصمت حل علينا وسكوت تام وكانت الساعة عدت 12 بليل
تليفوني رن ورديت ولقيت واحد بيقولي :
انا ع ميعادي اجهزوا وبلغي اهلك ، ومتعرفيش نيرة تاني باني جاي وقفل !!
………قصه اختي
الصمت إمتلكني للمرة الالف !! معنديش أي رد فعل اعمله ، ساكتة وبس وفي راسي وعقلي ألف سؤال أهمهم ، مين الراجل ده ؟؟!!
وفجأة سمعنا صوت جاي من أوضة نيرة ، كان صوت مخيف !! صوت الرياح لما تكون شديدة وتضرب مكان فاضي !! صوت مخيف جدا ميحسهوش الا اللي عاشه وحس بيه …
وبدأت الشقة تتهز ، ومش قادرين نعرف ده زلزال ، ولا لعنة حلت ع بيننا وشقتنا بالتحديد !
الصوت مع الهزة مع خوفنا وفزعنا وصلنا لشئ واحد بس وهو إن دي نهاية حياتنا ، واللي فاضل فيها مسألة وقت مش أكتر …
استمر الوضع ع كده لفترة وكل اللي فاهماه ان انا استعديت للموت !! غمضت عنيا واتشاهدت وفصلت عن كل العالم اللي حواليا ، أنا وانتظار الموت وبس ..
وتقريبا كل اللي سمعاه وحساه ده مفيش حد غيرنا حاسس بيه !! اللي بيحصل ده جوه شقتنا احنا بس ومفيش حد بره الشقة دي يعرف عنه حاجة ..
استمر الحال لساعة يمكن وفجأة سمعت صوت عياط امي وهي بتقولي :
مالك إنتي كمان بس يا بنتي ؟ ايه اللي صابك يا إسراء ؟!
يعني يا ربي الإتنين يحصلهم كده ، انا بس عملت ايه اخسر البنتين اللي طلعت بيهم من الدنيا …
مستوعبتش اللي بيتقال ؟!! يعني انا اللي حسيته ده ، انا بس اللي عايشاه وهو مش موجود اصلا ؟!
ملحقتش اكمل لان باب الشقة اتفتح ودخل ابويا ومعاه نفس الراجل سواق التاكسي !!
بلمت ! عنيا عليه والذهول مسيطر عليا ، وهو باصص في عنيا وع ملامحمه ابتسامة غريبة ومستفزة ؟
اول ما دخل قال :
انا جيت في الميعاد ، ما هو يا بنتي كل حاجة في الدنيا دي وليها ميعاد ، كله ميعاده ووقته متحدد ومكتوب …
وقرب مني وجسمي كان بيتنفض !! وبرتعش والعرق مغرقني ودرجة حرارة جسمي يمكن عدت الالف !!
بدون مبالغة كنت حاسة اني اترميت جوة فرن واتقفل عليا ، ومرة واحدة لمس بأيده جبيني ، رعشتي ذادت اكتر ، بدأت افقد السيطرة ع نفسي ولكني كنت بحاول اقاوم !!
وما بين مقاومتي وبين عدمها كنت شايفة ع باب أوضة نيرة شئ ضخم جدا متفحم ، أسود بدرجة سواد مخيفة وكل اللي باين منه عنيه اللي شبه لون الدم ورجليه المقوسه اللي فيها حوافر زي الحيوانات والماشية ، ونفسه اللي كان مسبب درجة الحرارة العالية اللي حاسه بيها ، مع كل نفس كان بياخده كان الجو بيشبه جهنم !! حسيت اني مت وبتعذب !!
وفقدت الوعي أو بمعني أوضح نمت بس شايفه نفسي جوه حلم ، لما الواحد بيحلم بيبقي جوه الحلم وعارف انه بيحلم وفاقد السيطرة ع نفسه انه يصحي برغم انه عارف ان كل اللي عايشه وشايفه مجرد حلم ، وجوه الحلم ده شفت نفسي واقفه وبتراقب نيرة ! انا شايفه نفسي واقفة في مكان ونيرة بعيد عني وانا براقبها بحذر ، كأني بتتبعها عشان احذرها من حاجة هي رايحلها ، لحد ما ظهر الكائن ده واخدها بسرعة وبدأ يهرب ويختفي عن نظري ، ولقيت نفسي بجري وبحاول أوصله وبدأت اقرب منه وبدأ يلاحظ وجودي وفجأة وقف في مكان وشال نيرة وحطها جوه حاجة او بناية تشبه الأكواخ اللي بتبقي في الغيطان ، وإلتفت وبص لي ، خوفت منه جدا ، بس خوفي ع نيرة كان اكبر ، فبدأت اقرب بحذر وبدأ هو يستعد لقربي ده ومع كل خطوة كنت بقرب فيها منه كانت الخطوة دي كأنها شهر ، كنت بحس اني ما بيني وبينه شهور برغم انه قدامي وكل خطوة بخطيها في اتجاهه كانت بتبقي بطيئة جدا وكانت هيئته بتتغير للاضخم والأبشع والأقوي وكأنه بيتغذي غ خوفها وروحها وكأنها سلمتله !!
قصه اختي
بدأت أيأس وافكر في حيلة أوصله بيها اسرع لكن فجأة اتفزعت وفتحت لقيت نفسي ع الكنبة وأمي بتقولي يلا عشان نودي اختك للكنيسة عشان جارتنا خدت لنا ميعاد مع القسيس ..
فهمت وادركت الموقف ، قولتلها لا ، لا مش هتروح حته ، انا عارفه الحل ، وهعمله ..
ادركت ان فيه حاجة جوايا قوية بتحارب عشان نفسي وعشان نيرة ، يمكن نيرة ضعفت وهو قدر ياخد من روحها ، بس انا هقاوم لحد آخر نفس فيها
سبت امي وجريت ع الشارع ولقيت حد بينادي عليا
وألتفت لقيته بابا بيقولي:
رايحة فين وبتجري كده ليه ؟
ملحقتش ارد عشان لقيته بيقولي:
عموما انا معايا ضيف ، اسبقيني ع البيت وحضري اختك عشان فيه شيخ جاي يشوفها واحد صاحبي قاللي عليه .. لقتني بدون ما اشعر بقوله الشيخ الفاوي؟
قالي اه عرفتي منين؟!
اجابتي المنطقية أقنعته وكانت إن سمعت عنه، سمعت انه ليه كرامات والناس بتشكر فيه ..
ده الرد اللي اقنع ابويا ، لكن الحقيقة انا معرفش مين هو ؟!
يا ترى فعلا حد حقيقي ، ولا مجرد خيال بيساعدني !؟
ولا انا اتجننت وانعزلت عن العالم الحقيقي وبقيت عايشة جوة فجوة من صنع خيالي مع شخصيات مش خقيقية اصلا ؟!!
وصلت البيت وجهزت نيرة وظبطنا الشقة ورتبناها وبعد حوالي ربع ساعة بابا جه ومعاه الشيخ
هتتوقع انه هو هو سواق التاكس ؟!
بس لا كان واحد أول مرة أشوفه بس شكله مكنش غريب عليا !! كان تقريبا في التلاتينات من عمره ، نظرته الاولى ليا وابتسامته كانت بتدل انه عارفني !
نظرة وابتسامة من حد لحد هو عارفه كويس بس الطرف التاني مش فاكره …
قعد وطلب يدخل اوضة نيرة وقاللي انا هدخل وانتي أقفلي عليا ولما اجي اطلع هعرف اطلع مش لازم اطلب منك ، انتي هتحسي ، لانك هتبقي معايا اصلا ..
قولتله يعني هدخل معاك ،؟!
قاللي لا هتفضلي بره بس هي اللي هتكون معايا ، اسراء اللي عارفة الشيخ الفاوي هي اللي هتبقي معايا ، وسابني ودخل وقفل الباب في وشي وقال من ورا الباب اقفلي لو سمحتي..
وفجأة سمعت صوت صراااخ عالي جدا طالع من الأوضة
صوت ناس بتستغيث وبتقول فاوي .. فاوي وهي بتهرب من وجود الإسم !!!!
…….قصه اختي
رجعت وقعدت مع امي وابويا ونيرة ، الغريب ان نيرة عادي جدا ولا فيه أي جديد ولا مندهشة ولا مستغربة ولا كأن اللي جاي ده جاي عشان اللي بيحصلها اصلا !!
قاعدة عادي جدا وكأنها واحدة تانية ، او فعلا مش دي نيرة ! ده حد شبها قاعد معانا !!!
بدأت اشوف ابتسامتها المصطنعة وطريقة كلامها ورد فعلها واقول لنفسي : مستحيل دي تكون نيرة ..
نيرة كان هيبقي ليها رد فعل تاني في وجود الشيخ ..
قطع تفكيري وكلامي مع نفسي ان سمعت صوت نيرة جاي من الاوضة اللي دخلها الشيخ ونيرة مكنتش جوه ؟!
وده أكد ليا ان فعلا اللي قاعدة معانا دي مش نيرة ، دي حد متقمصها !!
لقتني بقوم من غير ما اشعر بنفسي في اتجاه الأوضة والفضول كان الدافع اللي مسيطر عليا .
ولما وصلت للباب نيرة المزيفة ندهت عليا : اسراء ؟
لفيت وبصيت لها لقتها قاعدة وامي وابويا وانا جمبها !!
وكلنا في حالة اغماء او نوم !!!
هو ايه اللي بيحصل؟! ومين دي ؟ ومين اللي دخل الأوضة وفين نيرة ؟!
دي الأسئلة اللي خطرت في بالي أول ما شفت المشهد اللي انا وابويا وامي فيه نايمين والشخص المتقمص لهيئة نيرة قاعد ونده عليا ، بس المرة دي مكنتش نيرة !! كانت واحدة بشرتها بيضا لون التلج ، من النظرة الأولى لملامحها عنيك توجعك !!
قصه اختي
ملامحها مش باينة من كتر ما هي بيضا جدا !!
وكل حاجة اختفت والدنيا ضلمت !! مفيش اي نور غير النور اللي خارج من تحت عقب باب الأوضة !!
فضلت امشي بإيدي ع الباب لحد ما وصلت للأوكرة ، او المكبس اللي من خلاله اقدر افتح الأوضه وادخل ..
وفتحت الأوضة والدهشة والذهول ع ملامحي من المشهد اللي قدامي !!
مكان كبير جدا واسع ، يشبه الصحرا بس مكان الرمل حمم بركامية ونار يتتوسطها جسر كبير جدا في آخرة جبل وفيه باب !!
في حد او شخص واقف ع بابه بس مش قادرة اميز هل هو شخص عادي ولا كائن من عالم تاني ..
حاولت ارجع لكن الوقت فات ، مفيش باب ، الباب اختفي !!!
مفيش قدامي الا شئ واحد بس وهو اني امشي الجسر دي واوصل للباب واقابل المجهول اللي انا شايفاه ده ومش قادرة اميزه ..
بدأت امشي وسمعت صوت ميزته بسرعة ، صوت ميتنسيش ، كان صوت الشيخ سواق التاكسي وقال لي :
قربي ، انا مستنكي ارشدك ، الطريق يخوف ، بس انتي قوية ، ونيرة محتاجة مساعدتك ..
اختفي الصوت وفضلت ماشية ع الجسر وانا بشجع نفسي بكلامه وان فعلا لازم اوصل لنيرة ..
مشيت كتير ، وكل ما اقرب الطريق يطول والباب يبعد ..
وبدأ المكان يتهز ودرجة حرارته تعلي والنار اللي ماشية فوقيها منسوبها يعلي ويوصل للجسر ، لا اردديا لقيت نفسي بجري بكل ما عندي من قوة ومجهود .. ووصلت للباب فجأة !!
ملحقتش افكر عشان لقيت الشيخ سواق التاكسي هو اللي واقف ع الباب ! وبيقولي :
احيانا بيتحصلنا اختبارات قوية ، بينتج عنها اشخاص ممكن تساعدنا نتيجة لاننا اقويا ، ده اللي بيحصل ، مش مهم تعرفي اجابة الأسئلة اللي في بالك ، انا مين ، وجيت منين وعرفتك انتي واختك ازاي ؟ ولا حتي انتي فين دلوقتي .. اللي لازم تعرفيه ان دوري انتهي هنا ، وورا الباب ده فيه شئ مستنيكي عشان تحرري اختك منه ومن استحواذه ع روحها ،، كل اللي طالبه منك انك تفضلي قوية مهما شوفتي ومتتهزيش ،، استعيني بالله ..
الباب اتفتح وخرج منه ناااااار كبيرة جدا وقعتني ع الأرض وزحفت لورا لحد ما وصلت لحافة بصيت تحتي لقيت نار ع عمق كبير ، كبير جدا ، والراجل اختفي !!
وظهر قدامي باب لعالم تاني عجيب وغريب وموحش ،، الدنيا ضلمة واللي ظاهر فيها كائنات شكلها غريب ، كلها تشبه الكائن اللي انا شفته مع نيرة بس دول اجسامهم مولعة ومضيئة !!
وحجمهم اصغر من حجمنا البشري ، تقدر اول ما تشوفهم تقول اقزام ؟!
قومت وقفت وبدأت اتحرك في اتجاه الباب ، والغريب انهم كانوا بيتعمدوا يوسعولي الطريق وكأنها مش شايفني اصلا أو ده أصدهم عشان اطمن وامشي وابقي في وسطهم جوه دايرة مجهول مرجعش منها ابدا …
سمعت حد بيعيط !! كان صوت امي !!
وبعدها بثواني الصوت راح ،، وظهر صوت نيرة تاني بتعيط وبتستنجد بيا وبتقول لحد :
كفاية ، انا حياتي ادمرت ، سبني ارجع لحياتي وامي وابويا واختي ، انت خدت روحي مني ، سبني ارجع بقي ، يارتني مكنت مشيت ورا الهواجس ولا القراية في حاجة معرفهاش ، ادي النتيجة اهي ..
مشيت ورا صوت من غير وعي ، جريت زي المجنونة لحد ما وصلت لكرسي كبير يشبه عروش الملوك في الازمنة القديمة وكان قاعد عليه نفس الكائن البشع ونيرة جمبه مربوطة من رقبتها في ايده !!
مخوفتش ولا اتهزيت ومعرفش ده حصل ازاي ؟!
لقتني بقرب منها وبحاول افكها وفجأة شفني !!!
قرب مني بسرعة رهيبة بوشه المرعب وصرخ لدرجة ان الهوا اللي خارج منه طيرني حرفيا وصوته عمل لي طرش مؤقت وصداع رهيب ومدمر ،، لكن فجأة سمعت صوت كسر كل حاجة ..
صوت الشيخ بيقول لي كلمة واحدة بس : استعيني بالله
قومت وسميت الله ومشيت ببطئ في اتجاه نيرة ومن غير ما يشعر قدرت احررها وظهرت قدامي الشخص اللي كانت متقمصة هيئة نيرة !!
ربطت نفسها مكان نيرة وفجأة ملامحها اتغيرت لواحدة جارتنا !! للست اللي كانت دلتنا اصلا اننا نروح للقسيس !!
ذهول كبير ع ملامحي وانا مش مستوعبة اللي انا شايفاه !! وفجأة صوت الشيخ ظهر وهو بيقول :
الجزاء من العمل ، اجري في اتجاه الأوضة ، مفيش وقت ومهما شوفتي او حصل حواليكي ركزي انك توصلي للاوضة قبل فوات الأوان ..
جرينا ، جرينا بأقصي سرعة عندنا ، المكان كله بيتهز وبينهار ، الكأئنات اللي شفتها مولعة ونورها باين في الضلمة بتصرخ وواحد ورا التاني بيطفي !
وصلت لباب الجبل ده وكان الجسر موجود ، جرينا عليه من غير منوقف ولا نفكر في حاجة غير اننا لازم نوصل للأوضة زي ما الصوت قال ..
جرينا والتعب كان استحوذ علينا وتعبنا .. وفجأة وصلنا لباب الأوضة وجيت أفتحه ايد مسكتني ومنعتني !!
الكائن الأسود البشع جه ورانا !! قولت لنيرة امشي انتي ارجعي انتي ، رفضت في الأول لكني جمعت اللي باقي فيا من قوة وفتحت الاوضة وزقتها ، ولقتها مسكت ايدي وفضلت تشدني ، وتعافر معايا جامد لحد ما قدرت تاخدني معاها جوه الأوضة تاني ..
عنينا فتحت زي ما بيفوقوا واحد كان بيغرق وفقدت وعيه ،، شهقنا وجبنا دم من مناخيرنا وبوقنا ولقينا نفسنا في وسط امي وابويا وكل الجيران والشيخ واقف جمبنا !! في هيئة الشاب مش سواق التاكسي!
قال بابتسامة باردة جدا:
حمد الله ع سلامتكوا ، انتوا في امان دلوقتي ، وده بفضل ايامنكوا بالله وارادتكوا ، وان الشر عمره قصير مهما طال ، ودايما خليكوا فاكرين ، الجزاء من جنس العمل …
انتوا هنا ، وهي هناك دلوقتي ، في المكان اللي مفروض تكون فيه بسبب سواد قلبها اللي مش مبرر
بس لازم تعرفوا ان مش كل الناس اسوياء ، فيه ناس كتير بتتمني الشر لغيرها بدافع وبدون دافع ، لأن قلوبها مريضة …
حمد الله ع سلامتكوا ، قال الكلام ده ومشي
والناس كمان مشيت وامي وابويا حضنونا وقعدوا يعيطوا ، فهمت بعدها ان انا ونيرة كنا اصلا في عالم تاني ، الفرق الوحيد ان انا كنت اقوي شوية ، فكنت مقيدة في العالم الحقيقي لكن محررة في العالم التاني ..
بعدها سمعنا صوت صريخ جامد وعرفنا ان الست اللي جنبنا وشفناها مع الكائن وكانت بتدلنا ع الطرق اللي نخرج بيها من المحنة وهي اصلا السبب في كل اللي شفناه وعشناه ماتت !!
اختها جت تزورها لقتها مشنوقة في الصالة وع ملامحها خوف وزعر مخيف !!!
تمت …
قصه اختي
#فهد_حسن
قصه اختي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى