قصص

قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله

قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
“مش كل جرايم القتل في الصعيد ممكن يكون سببها تار، ممكن تكون تمت عن طريق النداهة او ام الصبيان مثلًا..او ممكن عن طريقهم!.. لو عايز تعرف هم مين.. ركز في كل اللي جاي”
حطيت إيدي على خدي وانا مركز مع عم جاد.. عم جاد اللي كان قاعد جنب تليفونه المحمول وكان مركز اوي مع موال صعيدي شغال عليه!
ثواني وانسجم مع الموال اوي وابتدى يدندن..
(امشي معايا دوغري واسلك.. انا اشكر معروفك واصلك.. إذا كان في كلام وصلك.. عاتبني ويمكن انا مظلووووم.. انا مظلووم.. انا مظلوم)
ضربت كف على كف..
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. هنفضل احنا طول اليوم في انا مظلوم انا مظلوم، يا عم جاد انا زهقت من فقرة مواويل الذكريات اللي فتحتها علينا دي، ها.. هتحكيلي حكاية ولا اخد بعضي اروح؟
رفع حاجبه وبص لي اوي..
-فقرة!.. اه ما انت اتربيت في مصر، هقولك ايه، ماتعرفش الريس حفني، ده عمنا.. سلطنة، ياااه.. ده الواد ابني غلبني عقبال ما نزلي مواويله على التلافون.
-تلافون!.. طب نهارك ابيض بقى يا عم جاد، هتكل انا على الله واجيلك وقت تاني تكون خلصت فقرة مواويل الريس حفني اللي انت غرقت فيها دي، وكمان تكون افتكرتلي حكاية جديدة.
اتعدل في قعدته وقرب منه، مسكني من دراعي وقعدني بعد ما كنت ناوي اقوم..
-اقعد اقعد هفتكرلك حكاية، وبعدين ايه غرقت فيها دي، اللهي تغرق في شبر مايه يا بعيد.. اقعد وطول بالك، انا بسمع عمك الريس حفني عشان اتسلطن وافتكرلك حكاية معتبرة.
قعدت وحطيت إيدي على خدي تاني..
-حاضر يا عم جاد.. وادي قعدة، يمكن ربنا يسهل وتفتكر.
سرح عم جاد مع صوت موال الريس حفني اللي انا نفسي بدأت اسرح معاه من حلاوة الكلمات والمزيكا… وفضلت سرحان لحد ما قطع سرحاني صوت عم جاد اللي بدأ يتكلم وهو باصص قدامه بسلطنة..
-من سنين، كنت بقعد انا وجماعة زمايلي في بيت واحد صاحبنا من البلد، صاحبنا ده ابوه كان بيشتغل في العراق وكان جايبله كاسيت من هناك، فكنا كلنا بنتجمع عنده عشان نسمع سوا الشرايط اللي عليها مواويل الريس حفني والسيرة الهلالية، ومن ضمن الرجالة او الشباب اللي كانوا بيتجمعوا، كان شاب مش من بلدنا.. لكنه كان صاحب الشاب صاحب البيت اللي بنتجمع فيه، الشاب ده كان بيجي يقعد معاه ومعانا، كل خميس من كل اسبوع، وفي قعدة من قعادتنا، كنا متسلطنين كلنا زي ما انا وانت عاملين دلوقتي كده، وفضلنا نتكلم ونتسامر لحد ما الشاب ده حكى لنا حكاية حصلت في بلدهم، حكاية هحكيهالك زي ما حكهالي بالظبط، والله اعلم بقى.. هو صادق ولا كداب.
مسكت القلم بسرعة وانا بركز معاه..
-حلو.. احكي يا عمنا.. احكي.
وعلى انغام موال الريس حفني ابتدى عم جاد يحكي…
-هحكيلكوا حكاية تبان كلها رعب وجن وعفاريت، بس جواها عبر وحكم زي اللي بنسمعها في مواويل الريس حفني على الكاسيت.
لما الشاب الغريب ده قالنا كده، كلنا انتبهنا له وابتدينا نركز معاه.. اما هو، فابتدا يحكيلنا طوالي…
***********قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
الحكاية بدأت من عند شاب، الشاب ده اسمه حسن، من بلدنا، عمره قريب من عمري تقريبًا، كان كل يوم بالليل بيحب يروح يسهر في غيط ابوه.. وفي ليلة من الليالي وهو راجع على العجلة بتاعته، بدري شوية عن معاده، عدى على النقطة بتاعت البلد، النقطة اللي كان قاعد قصادها شاويش اسمه عم كارم ومولع نار، وفي إيده كوباية شاي…
-سامو عليكوا يا عم كارم، ليلتك فل ان شاء الله.
ساب عم كارم كوباية الشاي وبص ناحية حسن..
-يا مرحب بالغالي ابن الغالي، تعالى يا حسن.. تعالى اشرب معايا الشاي.
وحسن زي ما يكون ما صدق إن الشاويش ندهله، نزل من على العجلة بتاعته وركنها على شجرة قصاد النقطة وقرب من عم كارم..
-طب والله ما انا كاسفك يا راجل يا طيب، كده كده الساعة لسه ٧.. وانا لو روحت مش هنام دلوقتي، فمفيهاش مانع يعني لو قعدت اشرب معاك كوباية شاي واسألك على حاجة كده عاوز اعرفها، ولا انت بتعزم عزومة مراكبية؟!
ضحك عم كارم وهو بيصب شاي من جنبه في كوباية تانية..
-الله يجازي شيطانك ياحسن، مراكباية ايه بس.. بقى انا برضه بتاع عزومة مراكباية!.. وعمومًا يا سيدي ادي الشاي اهو، سكرك ايه؟!
-تلات معالق.
حط كارم السكر في الشاي، وساعة ما كان بيقلب الكوباية بص لحسن وسأله..
-حاجة ايه اللي كنت عايز تسأل عليها؟!
خد حسن كوباية الشاي وخد منها شوية، بعد كده بص للنقطة وسأل عم كارم..
-النقطة دي يا عم كارم… انا عارف أن الحكومة رجعت تشغلها من كام شهر، بس قبل كده طبعًا، انا وانت عارفين إنها كانت مقفولة وخرابة، لكن اللي انا ماعرفوش بقى هي كانت مقفولة ليه، انا عُمري ما سألت ولا حتى حد حكالي عن سبب قفل النقطة بالشكل ده؟!
مسك كارم كوباية الشاي بتاعته وبص للنقطة وبعد كده رجع بص لحسن…
-النقطة.. ياااه.. دي حكايتها حكاية، او مش حكاية واحدة، تقدر تقول حكايتين، حكاية حصلت زمان، وحكاية حصلت من يجي كام سنة كده.
ركز حسن مع عم كارم…
-حلو.. خلينا الأول في الحكاية بتاعت زمان.
سرح كارم وكأنه بيرجع لذكريات فاتت، ذكريات عن حكاوي اتربى عليها من جده وابوه.. وبعد ما افتكر والحكاية بقت حاضرة في دماغه، ابتدى يحكي لحسن الحكاية الأولى، او زي مابيتقال عليها في بلدنا.. حكاية المأمور…
******************قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
الحكاية يا حسن يا ابني بتبتدي من زمن الزمن، وقت ما الانجليز كانوا لسه في البلد، وقتها بقى النقطة دي كانت لسه شغالة والغفر كانوا مخلينها عمرانة بالمجرمين والمحاضر، وكان قاعد وسط الغفر دول ظابط ابن حلال اوي اسمه (الشافعي).. الشافعي كان اه ظابط كويس وابن حلال، لكن سِنه كان كبير اوي، فبسبب سِنه وتدخينه، الأمراض ابتدت تنهش في جتته لحد ما تعب اوي ومات، ومن بعد موته بفترة، الداخلية بعتت للبلد مأمور يحكم النقطة بالغفر والعساكر اللي فيها.. كان شاب صالح، وشه زي البدر المنور، ومن عند صفة وشه وملامحه، بيجي أسمه.. بدر.. المأمور بدر الدين عبد اللطيف.. اول ما وصل البلد عدى على العمدة وعلى الكبارات واحد واحد، ومن بعد زياراته للناس في بيوتهم، عرفنا إنه اتنقل من القاهرة بسبب إنه دَب خناقة لرب السما مع ظابط انجليزي، الظابط ده كان عاوز يطلع حرامي من قضية سرقة لأنه بيجيبله حشيش وأفيون وبيسلمه الشباب بتوع المقاومة، لكن بدر رفض، وفضل مصمم أن الحرامي لازم يتحاسب على جرايمه، بس في النهاية كلام الظابط هو اللي مشي والحرامي خرج، وطبعًا بعد خروجه الغضب قاد في بدر واتخانق مع الظابط، وبعد خناقتهم، طلع قرار بنقل بدر من القسم اللي بيشتغل فيه للصعيد، وبالتحديد في البلد عندنا، وده لأن الظابط اللي كان ماسك النقطة عندنا مات زي ما قولتلك، ولحد هنا الحكاية تبان عادي.. ظابط جديد حقاني، شاب مابيخافش غير من اللي خلقه، اتنقل بسبب وقوفه جنب الحق والناس الضعيفة للبلد هنا، ومع نزوله للبلد، ابتدى يشوف شغله بما يرضي الله ويرجع الحقوق لصحابها والجريمة بقت قليلة اوي، لكن اللي حصل بعد ما جه بحوالي ٤٠ يوم، ماكنش عادي أبدًا…
في يوم الصبح، البلد كلها صحيت على مصيبة، كارثة، شاب من عيلة كبيرة في البلد، لقوه مدبوح ومرمي جنب الترعة، ومش بس كده.. ده الواد كان من غير هدوم، يعني زي ما بيقولوا في الجرايد والتلفزيون، متمثل بجثته، ومش بس متمثل بجثته ومدبوح، ده الواد كان جسمه مليان خرابيش وكان شكله كده كأنه طالع من المايه، والحقيقة أن حكاية طالع من المايه دي ما احتاجتش لحد خبير يعرفها، دي جلابية الواد فعلا كان نصها مرمي على شط الترعة، والنص التاني كان غرقان في المايه!
اتلموا اهل البلد والغفر والكبارات، ومافيش دقايق وكان المأمور واقف قصاد جثة الولا وهو حاطط منديل على مناخيره وبوقه…
-اعوذبالله.. ايه ده؟!.. مين اللي يجيله قلب يعمل العملة المنيلة دي؟!
المأمور بدر كان بيتكلم مع نفسه بس بصوت مسموع، وقتها سمعه حد من اللي واقفين، وكان عم الواد المدبوح..
-هم ولاد ابو حسان مافيش غيرهم، ايوة هم اللي عملوا في ابن اخويا كده.. ماقدروش ينسوا التار القديم اللي بيننا وبينهم رغم جلسة الصلح اللي عملناها، لكن لا.. وديني وما أعبد لا هخلي ديارهم خراب وأراضيهم بور.
وبعد ما عم الواد قال كده، اتدخل واحد من اللي واقفين، كان شاب صاحب الواد اللي واقفين جنب جثته..
-لا يا عمي لا.. مش ولاد ابو حسان، ده محمد ابن اخوك اتنده.. انا وهو امبارح كنا قاعدين جار غيط النخل، وساعة ما كنا قاعدين، سمعنا صوت واحدة بتنده عليه.. ايوة، انا وهو سمعنا صوت، بعدها طلعنا نجري وكل واحد روح على بيته.
بدر يا حسن يا ابني كان واقف بيسمع كل الأراء وهو مابيعلقش، كان بيسمع وبس، وبعد ما عربية الاسبتالية جت وخدت جثة محمد على المشرحة، استدعى بدر أهل محمد وصاحبه للنقطة، وبعد ما استجوب صاحبه في الأول وقاله على حكاية النداهة دي، قلع بدر طربوشه وحطه على مكتبه وهو بيقول للواد..
-اه.. يعني انت عاوز تقنعني أن النداهة ندهت صاحبك بالأسم وقالتله يا محمد، قوم ايه بقى.. انت وهو جريتوا على بيوتكوا وهي بالليل ندهته تاني، فخرج من بيته وراحلها عند الترعة عشان تموته، صح كده؟!
-ايوة يا بيه.. ده اللي حصل، محمد النداهة ندهته، مظبوط.
-مظبوط ايه يا ابني؟!.. انت شايفني هندي بريش؟!.. مافيش حاجة اسمها نداهة، محمد اللي قتله يا أما عصابة، يا أما ولاد حسان اللي عمه قال عليهم، يا أما.. يا أما..
-يا أما ايه يا جناب المأمور، مافيش عصابة تقدر تقتل محمد لأنه من عيلة ولاد سلمان، ولا ولاد حسان يقدروا يقتلوه لأن شوكتهم اتكسرت في البلد بعد ما باعوا أراضيهم لولاد عتمان لما افتقروا، وكمان رجالتهم عجزوا ومابقوش قادرين عالزراعة وشبابهم هجوا على مصر.. يعني معظم رجالة ولاد حسان اللي موجودين دلوقتي عواجيز.. لا يعرفوا يهشوا ولا ينشوا، ولو تقصد بأخر كلامك أن انا يعني اللي قتلته لأني أخر واحد كنت معاه، فاسمحلي اقولك إنك غلطان يا جناب المأمور.. ايوة غلطان والغلط راكبك من ساسك لراسك، ماهو كيف يعني.. كيف اقتل صاحبي ورفيق روحي اللي كنت هبقى نسيبه لما اتجوز اخته.
سكت المأمور وماتكلمش، لكنه كان مركز اوي مع فاروق صاحب محمد، ومع تركيزه معاه ومع نظراته وطريقة كلامه.. ابتدا المأمور يتأكد ان فاروق مابيكدبش، ومع ذلك برضه بص له من تحت لفوق وقال له بحزم..
-كل حاجة هتبان لما احقق في القضية، ومن هنا لحد ما اوصل لحاجة في التحقيقات، سيادتك هتشرف معانا في النقطة.. خده يا عسكري ودخل لي أهل محمد.
خد العسكري فاروق ووداه الحجز، بعد كده دخل عم الواد محمد وقعد قدام المأمور..
-ها يا حاج… احكيلي بقى.
بص له الراجل لما المأمور قال له كده بنظرة كلها حزن..
-احكيلك ايه يا حضرت؟!
-احكيلي عن الكلام اللي قولته عن ولاد حسان عند الترعة.
سكت الراجل، فبص له المأمور بنظر كلها مفهومية…
-اه.. مش عايز تتكلم عشان التار، بس خليني اقولك بقى إن طول ما انا موجود في البلد دي، مافيش لا تار هيتاخد ولا عركة هتتنصب.. يعني القاتل هيتقبض عليه وهيتسلم للقضا.
ضحك الراجل بسخرية ورد عليه..
-وفكرك إنك هتقدر توصل للقاتل؟!
-طب ما تساعدني.. حط إيدك في إيدي عشان نجيب حق اللي قتل ابن اخوك بالقانون، انا مش هعرف اعمل كده إلا لو انت اتعاونت معايا وحكيت لي عن الخلاف القديم اللي بين عيلتك وعيلة ولاد حسان.
سكت الراجل شوية وبعد كده بص لبدر وقاله…
-من سنين كنا على خلاف بسبب حتة أرض، ودارت عركة راح فيها ابن كبير عيلة حسان وابن عمي سليمان كبير عيلتنا الله يرحمه، وفضلت العركة دايرة لحد ما اتدخلوا المشايخ وصالحونا على بعض، ومن وقتها واحنا زي السمن على عسل، مع إن ولاد حسان اتغيروا.. مابقوش بنفس القوة والهيبة بعد ما كبيرهم حسان الكبير مات، وكمان بعد ما معظم شبابهم هجوا من البلد وراحوا يلقطوا رزقهم في مصر.. اما احنا بقى، فاحنا اشتغلنا ووقفنا على رجلينا وشوكتنا بقت اقوى.
سرح المأمور مع كلام الراجل، وبعد ما خلص رد عليه وقال له…
-طب وانت تفتكر إن عيلة زي دي، شبابها هجوا ورجالتها بقوا عجايز.. تفتكر يعني إنهم ممكن يسيبوا أشغالهم وحياتهم ويرتبوا لجريمة بشعة زي دي عشان تار من عركة قديمة؟!
-وايه المانع يعني؟!.. هم العجايز مايقدروش يشيلوا سلاح ولا ايه؟!
-لا ماقصدش كده، انا اللي اقصده إن الموضوع فيه طرف تالت، حد من مصلحته إن الخلاف القديم يتجدد مثلًا!
-تقصد تقول يعني عيلة تالتة!.. بس لا، البلد مافيهاش إلا تلات عائلات، احنا وولاد حسان وولاد عتمان، وولاد عتمان يا جناب المأمور مالهمش لا في التور ولا في الطحين، دول ناس بتوع زراعة وبس.. اشتروا أراضي ولاد حسان لما عرضوها للبيع، وأظن يعني إن مالهمش أي يد في قتل ابن اخويا.
حط المأمور بدر ايده على راسه وابتدا يفكر…
-طب ايه.. تفتكر مين اللي ممكن يكون عملها، ما انا مش مقتنع لا بموضوع النداهة ده، ولا حتى دماغي قادرة تستوعب موضوع أن حد من عجايز ولاد حسان، هو اللي ارتكب المصيبة دي.
سكت الراجل.. ماهو ماكنش عنده كلام يقوله لبدر، بس بالرغم من سكوته والكسرة اللي كانت باينة في عينيه، إلا إنه كان بيغلي من جواه وكان بيفكر فعلًا ياخد بالتار.. وبعد مرور دقايق من السكوت وعلامات الاستفهام، خرج الراجل من مكتب المأمور، بس قبل ما يخرج بص له بدر وقال له..
-بص.. لو خرجت من عندي وفكرت تاخد تار ابن اخوك من اي حد من ولاد حسان، اقسملك بالله إنِ مش هتردد لحظة في القبض عليك، اما بقى لو فكرت معايا واي حاجة عرفتها او وصلتلها جيت بلغتني بيها، فانا اوعدك، اوعدك إن انا والله العظيم ما هسيب اللي عمل كده إلا وهو متعلق على حبل المشنقة.
سمع الراجل كلام بدر وماردش.. خرج من عنده وخد أهله وروحوا على بيوتهم بعد ما دفنوا الواد، وفي نفس اليوم بالليل ووقت ما كان قاعد بدر في النقطة، دخل عليه شيخ الغفر وقال له…
-الولا فاروق اللي في التخشيبة ده، هنعمل فيه ايه يا جناب المأمور؟!
شاور بدر على كرسي من كراسي مكتبه وهو بيقول لشيخ الغفر…
-سيبه مكانه لحد الصبح واقعد.. اقعد معايا عشان عاوز اتناقش معاك في كام حاجة كده تخص القضية.
-أمر جنابك.
قعد شيخ الغفر وابتدا بدر يسأله…
-تفتكر مين اللي ممكن يخطط لجريمة بالوحشية دي، لا وايه.. ده كمان خلى واحدة تنده على محمد واقنعه ان دي النداهة، ومش بس كده.. ده كمان سحبه بصوتها لحد الترعة بالليل عشان يقتله ويبان أن اللي عمل كده مش بني أدم.
رفع شيخ الغفر كتافه…
-علمي علمك يا حضرت، بس كل أهالي البلد بيقولوا إنها النداهة، ولو مش النداهة يبقى حد من ولاد حسان.
شَوح المأمور لشيخ الغفر بعصبية..
-انت كمان هتقولي النداهة وولاد حسان، يا بني أدم انت أفهم، مافيش حاجة اسمها النداهة، وولاد حسان لو هم اللي عملوها، كانوا هيفتخروا بده.. يعني ماكنوش هيداروا ولا كانوا هيخططوا لتنفيذ الجريمة بالشكل ده من أساسه، اللي عملها طرف تال…
قطع كلامهم سوا صوت غفير دخل جري على مكتب المأمور وهو بينهج…
-يا جناب المأمور.. يا شيخ الغفر، الحقوا.. في مصيبة عند المقابر… يُتبع
(ده الجزء الأول من قصة حكايات المأمور.. )
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
٢
في نفس اليوم بالليل ووقت ما كان قاعد بدر في النقطة، دخل عليه شيخ الغفر وقال له…
-الولا فاروق اللي في التخشيبة ده، هنعمل فيه ايه يا جناب المأمور؟!
شاور بدر على كرسي من كراسي مكتبه وهو بيقول لشيخ الغفر…
-سيبه مكانه لحد الصبح واقعد.. اقعد معايا عشان عاوز اتناقش معاك في كام حاجة كده تخص القضية.
-أمر جنابك.
قعد شيخ الغفر وابتدا بدر يسأله…
-تفتكر مين اللي ممكن يخطط لجريمة بالوحشية دي، لا وايه.. ده كمان خلى واحدة تنده على محمد واقنعه ان دي النداهة، ومش بس كده.. ده كمان سحبه بصوتها لحد الترعة بالليل عشان يقتله ويبان أن اللي عمل كده مش بني أدم.
رفع شيخ الغفر كتافه…
-علمي علمك يا حضرت، بس كل أهالي البلد بيقولوا إنها النداهة، ولو مش النداهة يبقى حد من ولاد حسان.
شَوح المأمور لشيخ الغفر بعصبية..
-انت كمان هتقولي النداهة وولاد حسان، يا بني أدم انت أفهم، مافيش حاجة اسمها النداهة، وولاد حسان لو هم اللي عملوها، كانوا هيفتخروا بده.. يعني ماكنوش هيداروا ولا كانوا هيخططوا لتنفيذ الجريمة بالشكل ده من أساسه، اللي عملها طرف تال…
قطع كلامهم سوا صوت غفير دخل جري على مكتب المأمور وهو بينهج…
-يا جناب المأمور.. يا شيخ الغفر، الحقوا.. في مصيبة عند المقابر.
لبس المأمور طربوشه وخرج هو وشيخ الغفر وراحوا عند المقابر، وهناك.. لقوا شاب صغير، عيل، يادوب عنده ١٤ سنة، الواد ده من عيلة حسان، لقوه مقتوله قصاد تربه من الترب، ومش مقتول وخلاص كده.. لا، ده بطنه كانت مفتوحة وكأن ديب نهش فيه لحد ما جاب أجله!
وقف المأمور نفس الوقفة اللي وقفها قصاد جثة محمد الصبح، ونفس اللي حصل برضه كان بيتكرر.. الأهالي اتجمعوا وقالوا إن اللي قتل عدوي ابن ولاد حسان، هي جنية الترب او ام الصبيان، واللي منهم ماكنش مقتنع بالكلام ده، قال إن حد من ولاد سلمان هو اللي قتله قصاد موت محمد ابنهم.. وقتها المأمور بلغ وعربية الأموات اللي تبع الاسبتالية برضه جت خدت الجثة، ولما بدر بدأ يحقق ويسأل، التربي قال له إنه كان بيتمم عالترب بالليل كعادته وهو في إيده الفانوس بتاعه، ولما كان بيمر، اتفاجئ لما لقى جثة عدوي بالمنظر ده.. فبسرعة جري على أهل البلد وبلغهم، وهم اتجمعوا اول ما عرفوا، ولما اتسألت اخت عدوي عن سبب خروجه من البيت بالليل، قالت إن دي مش أول مرة يخرج في الوقت ده، هو بقاله خمس أيام بيخرج وبيروح الترب بالليل عشان يقعد يعيط جنب قبر امه، وامه دي هي ست طيبة اوي ماتت بمرض خبيث، ومن بعد موتها والواد بقى مجذوب.. وكل يوم بالليل بقى بيروح يقعد على قبرها ويفضل يعيط زي العيال الصغيرة، وكلام اخت عدوي أكده التربي اللي قال إن عدوي فعلا كان بيقعد جنب قبر امه كل ليلة من بعد موتها، ولحد هنا، يبقى المأمور مافيش قدامه غير حاجة واحدة.. ايوة يا حسن يا ابني، ولاد سلمان.. بالتأكيد ولاد سلمان هم اللي قتلوا الواد قصاد قتل محمد ابنهم، وعشان كده بقى استدعى عم الواد محمد تاني، ولما الغفر جابوه من بيته وقعدوه قصاد بدر، بص له وعينيه مليانة شر وقال له بغضب…
-انا مش قولتلك أن لو حد من ولاد حسان اتلمس، انا مش هسيبك؟؟
بص له الراجل بغضب اكبر…
-انا مالمستوش، مش انا اللي اقتل وانكر.. انا لو قتلته قصاد محمد ابن اخويا الراجل الطيب اللي في غيبوبة لحد دلوقتي من بعد ما شاف منظر ابنه، كنت هقول.. انا اه ماردتش عليك الصبح لما قولت كلامك قبل ما اخرج، لكني سكتت.. والسكوت علامة الرضا، وانا طالما رضيت وسيبتلك التصرف، يبقى مش ممكن اخون واقتل عيل صغير أبدًا.. وبعدين انا لو هقتل، هقتل الغلبان ده!
خبط المأمور على مكتبه بغضب اكبر…
-اومال مين اللي قتله!.. ام الصبيان ولا النداهة!.. انت أكيد بتكدب عشان ماقبضش عليك، بس وديني وما أعبد انت ما هتخرج من هنا غير على الحبل المشنقة، ما انت لو خرجت كده كده عجايز ولاد حسان مش هيسبوك، ويا أما هيقتلوك انت، يا هيقتلوا حد من عيالك، وساعتها البلد هتتحول لفوضى.. وانا بقى مش هسمح أن في عهدي يحصل كده، انا اه مش من بلدكوا ولا من الصعيد اصلًا، لكني بفهم في الأصول والقانون كويس اوي، يعني بالعربي كده ومن الأخر.. انت مش هتخرج من هنا ألا لما تعترف بجريمتك او لما اجيب اللي عمل العملة السودة دي.. خده يا عسكري عالتخشيبة.
وفعلًا.. دخل الراجل التخشيبة وعدت الليلة، ومع طلوع النهار، صحي المأمور بدر على خبر أبشع من الخبرين اللي قبله، والخبر اللي صحي عليه بدر هو وأهل البلد كلهم، كان موت شاب من شباب ولاد عتمان، والمرة دي بقى الواد كان مدبوح في حتة أرض بور بيملكها واحد من ولاد حسان، وزي اللي حصل في المرتين اللي قبل كده، حصل للمرة التالتة، عربية الأموات جت شالت الواد، والبلد اتقلبت.. إنما المرة دي بقى البلد ماتقلبتش والسلام كده.. ده كبير عيلة عتمان راح للمأمور اللي كان قاعد في مكتبه بيحقق مع كبير عيلة ولاد حسان…
-يعني انت عاوز تنفي التهمة عن أي حد من عيلتك؟!
لما المأمور قال كده، رد عليه كبير عيلة حسان…
-يا بيه حد مين.. احنا غلابة، وزي ما انت شايف كده من هيئتي، احنا غلابة وعلى باب الله، وبعدين احنا لو عاوزين ناخد تارنا في موت الواد اللي اتقتل عند الجبانات، هنقوم ناخده من ولاد عتمان!.. ده اسمه كلام برضك؟!
نفخ المأمور بدر بزهق وهم وحزن…
-اومال مين يعني.. مين اللي هيقتل تلات شباب زي الورد من تلات عائلات مختلفة، امي يعني قامت من التربة وجت قتلتهم!
وقت ما المأمور كان بيقول كده، دخل عليه الغفير وقال له..
-في واحد برة عاوز جنابك، عم سعدون كبير عيلة عتمان.
-دخله..
وأول ما دخل سعدون بص للمأمور بتحدي وقال له…
-انا كنت سامعك من وانا برة، بس السؤال مايبقاش كده، السؤال يبقى مين اللي من وقت ما رجليه خطت البلد بأيام، المصايب بقت عمالة تحصل، ومين اللي عامل فيها زعيم وحامي للقانون، واحنا كل يوم والتاني بيموت عيل من عيالنا.. جناب المأمور، لو كان ولابد من أن حد يتحاسب على اللي بيحصل، فهو انت.. الراجل الغلبان اللي قاعد قصادك ده هو وعيلته مالهمش ذنب في حاجة، ولا حتى الراجل الغلبان ابن عيلة سلمان اللي انت حاجزه عندك في النقطة عمل حاجة، اللي المفروض يتحاسب على ده كله هو انت.. انت اللي لازم تتحاسب لأن في قاتل بيقتل العيال دي وانت مش لاقيه.
اتحرج بدر اول ما سعدون قال كده، وبصوت واطي ومهزوز قال له..
-ما انا بمشي ورا الأدلة واقوال الشهود، ده القانون ودي الأصول اللي..
قاطعه سعدون لما قال له بصوته الجهور وهيبته المعتادة..
-مش كل حاجة بتبان من اقوال الشهود والأدلة، في حاجات تانية انت مش قادر تشوفها، حاجات اكبر من التار ومن ده قال وده عاد..
في الوقت ده اتدخل كبير عيلة ولاد حسان وقال وهو بيخبط على راسه..
-ايوة صح.. اللي بيموت عيالنا هم.. هم الشياطين، يا وقعة سودة وحلت على البلد، اه ما احنا خلاص، ولاد الجن فتحوا علينا هويس الدم وهيقتلوا في عيالنا واحد ورا التاني، يادي الخراب اللي حط على نفوخنا.. يادي الخراب واللعنة اللي هتحرق بيوتنا بيت ورا التاني.
اتعصب بدر اول ما كبير عيلة حسان قال كده..
-هويس دم ايه وولاد جن مين، انت هتفضل تعدد زي الولايا وتقولي جن وشياطين!… مافيش جن ولا شياطين، اللي قتل الشباب دول هو بني أدم.. بني أدم له مصلحة في إن البلد دي أهلها يولعوا في بعض.
وقبل ما يرد عليه سعدون، دخل شيخ الغفر بسرعة وقال للمأمور..
-يا جناب المأمور.. انا عرفت حاجة مهمة اوي ممكن تنفعنا في القضية وتفهمنا ايه اللي بيجرى.
أذن له المأمور إنه يتكلم، وبالفعل ابتدا شيخ الغفر يقول اللي عنده..
-الولا ابو السباع ابني قالي إنه بالليل وهو سهران على المصطبة اللي قصاد البيت، شاف طحاوي ومعاه رجالة متلتمين ماشيين من ناحية الأرض الزراعية اللي على الجنب التاني، ولما سألته شوفتهم ازاي والدنيا كانت ضلمة، قالي إن القمر كان منور وهو قدر يحدد ملامح طحاوي كويس، بس الباقيين ماعرفش يشوفهم.
واول ما شيخ الغفر قال اسم طحاوي، أمر المأمور إنه يتجاب من بيته، بس للأسف… الغفر لما راحوا له مالقوش حد.. ولا هو ولا مراته، وهنا بقى كان القرار.. المأمور طَلع عم الواد محمد والواد فاروق من الحجز، وقعد مع كبير عيلة حسان وكبير عيلة سلمان وكبير عيلة عتمان ومعاهم قعد شيخ الغفر، وبعد ما القعدة انتهت ما بينهم، لَم المأمور هدومه وخرجوا كبار العائلات وقالوا إن المأمور بدر مشي خلاص وهيرجع مصر، وده لأنه يأس من اللي بيحصل، وكمان لأنهم قالوا له إنه مالوش مكان بينهم بعد الجرايم اللي بتحصل دي وهو مابيوقفهاش، اما شيخ الغفر بقى، فهو كمان قعد في بيته وخلى الغفر كلهم يقولوا للناس إن البيوت هتتقفل بالليل وماحدش هيخرج، وده يعني خوفًا على الشباب من السفاح او من الشياطين او العفاريت اللي بيقتلوا فيهم، وكان القرار ده مناسب ومقنع لكل اللي بيسمعه، ولو هتقولي ليه، فانا هقولك إن في الوقت ده من السنة، اراضي البلد كانت لمت المحصول وحطته في بيت الخزين، وبكده.. مافيش حد كان هيخرج عشان يروي أرضه، لا بالليل ولا بالنهار.. ولحد هنا يعدي الليل بهدوء ويجي ليل تاني يوم، وفي نص ليل تاني يوم وعند نهاية البلد، وقفت عربيات كارو قربوا منها رجالة متلتمين، والرجالة دول كانوا بيقربوا من العربيات عشان يحملوا عليها اللي سرقوه من محصول بيت الخزين، وبعد ما اتحمل المحصول وقبل ما العربيات تتحرك.. ظهر هو.. ايوة.. بدر، ظهر من وسط الليل والصحرا ومعاه شيخ الغفر والغفر، وكبارات البلد وشوية من شبابها، كلهم اتلموا حوالين العربيات الكارو وقبضوا على الرجالة المتلتمين، ولما قبضوا عليهم وكشفوا وشوشهم، لقوا من ضمنهم طحاوي اللي متجوز واحدة من اهل الجبل وعايش بيها في البلد، وكمان كان منهم جمال قريب مرات طحاوي، وجمال ده بقى يبقى الاخ الصغير لكبير المطاريد… وبعد ما اتقبض عليهم ونقلوا اهل البلد المحصول على بيت الخزين من تاني، قعدوا الكبارات والمأمور في النقطة ومعاهم الغفر، قعدوا كلهم قصاد رجالة اهل الجبل او المطاريد، وساعتها ابتدا بدر الكلام لما قال لجمال…
-كنت فاكر إن انت واللي معاك، إنكوا هتقلبوها فوضى؟.. فاكرين الدنيا ايه انتوا، غابة!.. بقى تقتلوا الناس عشان البلد يا أما تولع واهلها يموتوا في بعض، يا أما يخافوا ويقعدوا في بيوتهم والمأمور والغفر هيبتهم تنكسر، وفي الحالتين تسرقوا المحصول وتهربوا!.. فاكرين ايه، ها.. فاكرين البلد مافيهاش رجالة ولا مأمور ولا غفر؟!
ضحك جمال وقال له بسخرية..
-لا فيها.. بس الظاهر كده إن الخطة انكشفت وصوت مرات طحاوي اللي نده على ابن عيلة سلمان، وبعده ابن عيلة حسان، وبعدهم ابن ولاد عتمان ماجابش نتيجة، وكمان موت العيال بإيدينا لما كنا بنتسلل للبلد بالليل، بس معلش.. ملحوقة، لأن خليني اقولك بقى انت وكل اللي حواليك دول، إن لا السلاح ولا الكبار ولا الغفر، ولا اي حاجة في الدنيا ممكن تقضي علينا، انا كلها شوية وهخرج.. اخويا كبير المطاريد لما يلاقينا اتأخرنا، هياخد رجالته ويجوا يدكوا البلد بالنقطة دي على دماغكوا.
قرب سعدون من جمال وضربه بعصايته في صدره وهو متكلبش قصادهم..
-اخرس يا واكل الفيران انت وأهلك، لا اخوك ولا ١٠ زيه يقدروا على رجالة البلد بعون الله.. وانت.. انت يا طحاوي الكلب ياللي أمنالك انت ومراتك لما قولتلنا إنها سابت اهلها والجبل، واتجوزتك في البلد عشان تعيش معاك على نضافة، مش أياميها اديناك الأمان وعيشناك وسطنا انت وهي في أمان، بقى اخرتها تغدر بينا وتطلع متوالس معاهم وتساعد في قتل عيالنا وسرقة محصولنا!
بلع طحاوي ريقه وهو بيبص للي واقفين..
-وديني انا انا انا.. انا ماقتلتش حد، ده جمال.. جمال ورجالته ومراتي اللي تبقى قريبته، هم اللي حطوا الخطط دي وانا بس كنت بدلهم على المداخل والمخارج، وبعدين انا ماكنتش راضي عن اللي بيعملوه، انا ماكنتش راضي إن شباب البلد يتقتلوا بالطريقة دي عشان البلد تفضى لهم والمأمور يتورط ويبعد عينه عنهم وعن الجبل، انا قولتله يسرق المحصول على طول من غير قتل ولا دم.
لما طحاوي قال كده، قرب منه بدر وعينيه بتطق شرار..
-لا أصيل يا ابن الحرام، يعني انت كنت شايف إنك تجوع الناس وتسرق محصولهم بس من غير دم!.. أصيل والله، بس اصلك ده بقى مش هينفعك لما تتعلق انت واللي معاك على الحبل.. حبل المشنقة يا…
وقبل ما المأمور يكمل كلامه، كان ضرب النار ابتدا.. يُتبع
(ده الجزءالتاني من قصة اشباح المأمور.. )
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
٣
بلع طحاوي ريقه وهو بيبص للي واقفين..
-وديني انا انا انا.. انا ماقتلتش حد، ده جمال.. جمال ورجالته ومراتي اللي تبقى قريبته، هم اللي حطوا الخطط دي وانا بس كنت بدلهم على المداخل والمخارج، وبعدين انا ماكنتش راضي عن اللي بيعملوه، انا ماكنتش راضي إن شباب البلد يتقتلوا بالطريقة دي عشان البلد تفضى لهم والمأمور يتورط ويبعد عينه عنهم وعن الجبل، انا قولتله يسرق المحصول على طول من غير قتل ولا دم.
لما طحاوي قال كده، قرب منه بدر وعينيه بتطق شرار..
-لا أصيل يا ابن الحرام، يعني انت كنت شايف إنك تجوع الناس وتسرق محصولهم بس من غير دم!.. أصيل والله، بس اصلك ده بقى مش هينفعك لما تتعلق انت واللي معاك على الحبل.. حبل المشنقة يا…
وقبل ما المأمور يكمل كلامه، كان ضرب النار ابتدا.. ايوة يا حسن، رجالة الجبل المتبقيين، نزلوا هم وكبير المطاريد وابتدوا يضربوا نار على النقطة بعد ما عرفوا إن اللي نزلوا يسرقوا اتقبض عليهم، واستمر ضرب النار طول الليل ولحد النهار ما طلع.. ومع طلوع النهار، كانت الشرطة بعتت عساكر وغفر من المديرية، وبالفعل قدروا بمساعدة بعض الشباب من البلد، إنهم يخلصوا على المطاريد، لكن يا خسارة.. بعد ايه بقى، دول خلصوا عليهم بعد ما النقطة اتحولت لمقبرة جماعية، مقبرة مات فيها كبارات التلات عائلات والمأمور بدر، وطحاوي وجمال واللي معاهم، وماتبقاش بس غير شيخ الغفر وكام غفير تانيين، ومن بعد اليوم ده ابتدت البلد فترة جديدة.. فترة من غير كبير المطاريد ولا اخوه ولا حتى المطاريد نفسهم، وكمان من غير كبارات البلد، فترة جه فيها مأمور جديد مع غفر جداد، ومن وقت اللي حصل والنقطة القديمة اتقفلت، والبلد نفسها اتغير أسمها لأسم المأمور.. او المأمور بدر.. وده يعني كتقدير للمأمور اللي مات وهو بيحمي قوت وأكل ودم ولاد البلد اللي هو مش منهم، ورغم إنه اه مش منهم، إلا إنه كان حامي ليهم هو وبقية اللي ماتوا معاه، وبالنسبة للمأمور الجديد بقى.. فخلى البيت الفاضي اللي جنب بيت الخزين، هو النقطة الجديدة، ومن وقتها وفضلت النقطة مقفولة لحد ما حصل اللي حصل.. واللي حصل كان الحكاية التانية، ماهو من كام سنة كده، الناس صحيت في البلد على صوت واحدة ست بتصرخ، والست دي كانت أم أنوار.. ست غلبانة بتبيع جبنة قريش على فرشة في السوق، جوزها ميت وعايشة بتربي بنتها اللي عندها ١٥ سنة، والست دي كانت بتصرخ لأن في حد لقى جثة بنتها مدبوحة ومرمية في النقطة المهجورة، ولما جت الحكومة والطب الشرعي شرح الجثة، عرفوا إن البت مدام، يعني اللي قتلها ده كان بيداري فضيحة هو عملها.
لما عم كارم وصل لحد هنا، قاطعه حسن لما سأله..
-ومين اللي قتلها يا عم كارم؟!
-ماعرفش يا ابني والله.. وكمان لا الحكومة ولا الناس ولا أي حد قدر إنه يعرف مين استدرج نوارة للنقطة المهجورة وقتلها عشان مايتفضحش، او عشان البت ماتحكيش لحد عن اللي عمله فيها، لكن اللي اعرفه كويس اوي، إن الحكومة من وقتها وهي قررت إن النقطة مش هتبقى مهجورة من تاني، وفعلا كانوا هيجددوها بس الأجراءات وقفت بسبب المصاريف وكده، واهو.. من شهور بس فتحوها تاني واشتغلت جنب النقطة الأساسية اللي في وسط البلد، وانا بقيت بسهر فيها.
سرح حسن شوية، وبعد كده سأل عم كارم..
-طب وام نوارة يا عم كارم.. راحت فين؟!
-راحت عند اللي خلقها يا ابني.. الست ماتت من حزنها وقهرتها على بنتها الوحيدة، بس اللي الناس ماتعرفوش بقى واللي بيخليني كل ليلة اسهر قصاد النقطة مش جواها، هو إن نوارة بتطلع بالليل.. ومش هي بس، دول كمان أشباح المأمور والمأمور بذات نفسه، كلهم بيجلجلوا بالليل وبيطلعوا للي بيسهر لوحده في النقطة.
بلع حسن ريقه وقام وقف وهو بيقول لعم كارم…
-طيب يا عم كارم.. اسيبك انا بقى مع شبح نوارة واشباح المأمور واروح، تلاقي ابويا استعوقني وزمانه بعت اخويا يدور عليا كعادته.
وقبل ما يقوم حسن من مكانه، كان لمح اخوه حسين اللي قرب منه وهو بيقوله بصوت عالي…
-انت ياض انت ايه اللي جابك النواحي دي، الله يخربيتك لبيت البيت اللي جنب بيتك.. وديني وما أعبد يا حسن لاكون مموتك ضرب لما نروح، بقى انا ابوك يخرجني من داري ويخليني الف البلد عليك زي العيل الصغير اللي تاه من أهله في مولد، واخرة المتمة الاقيك قاعدلي هنا عند النقطة المتعفرتة دي؟!
قام كارم وقف وقال لحسين بصوت عالي..
-وعليكم السلام يا حسين.. عامل ايه انت وعيالك؟!
بص له حسين اللي كان عنده ٤٠ سنة من فوق لتحت وقال له..
-بخير يا شويش كارم، بخير…
ورجع بص لحسن تاني وهو بياخد العجلة بتاعته من على الشجرة وقال له..
-قدامي كك خابط في نفوخك، ربنا يستر وماتحصلش حاجة الليلة دي قبل ما نمشي من..
وقبل ما يقول نمشي من هنا، كان المكان بقى ضلمة، جت ريح قوية طفت أنوار النار اللي في الكلوبات اللي جوة النقطة وبراها، وقتها اتكلم كارم وقال بصوت عالي..
-يا ساتر يارب.. ايه اللي حصل بس.
وفي نفس اللحظة، حسن وكارم سمعوا حسين بيقول بصوت عالي وهو بيجري…
-لا يا أنوار.. لا يا أنوار ماتموتينيش.. لا يا أنوار انا بقى عندي عيال، سامحيني يا أنوار سامحيني.
وبس… لحد هنا بتخلص حكاية حسن اللي اخوه حسين اختفى ليلتها، وتاني يوم الصبح لقوه ميت جوة الأرض الزراعية اللي قصاد النقطة، وطبعًا اتعرف بعد كده إن هو اللي قتل أنوار، ولما راح بالليل عند النقطة عشان يشوف اخوه، طلعتله وجرته عند الأرض الزراعية اللي الله أعلم مين قتله فيها بقى، هل حرامية او مطاريد جداد او شبح أنوار نفسها او أشباح المأمور.. الله أعلم.. لكن اللي حصل بعد كده إن حسن ساب البلد هو وأهله وراحوا عاشوا في مصر، والنقطة، فهي لسه زي ماهي.. والشاويش كارم لسه قاعد نفس قعدته مهما شاف.
***********قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
وبس يا ابني، كده تبقى خلصت الحكاية اللي حكاهالنا الشاب الغريب، ومن بعدها واحنا حرمنا نقعد معاه، اه ماهو كل واحد مننا جتته بقت بتتلبش كل ما بيفتكر حكاية النقطة واللي حصل عندها.
-تمام يا عم جاد.. بس خليني اسألك السؤال المعتاد، انت مصدق اللي اتحكالك؟!
-والله يا ابني مصدق جزء والجزء التاني حاسس إنه كان من خيال الواد عشان يخوفنا، بس انت اكتب الحكاية زي ما حكتهالك كده واحكيها للناس، وبعد ما تكتبها وتنشرها، خليهم هم يقولوا لك، هم مصدقين ايه ومش مصدقين ايه.
-تمام يا عم جاد.. هستأذن انا بقى واجيلك بكرة تكون خرجت من فقرة الريس حفني وافتكرتلي حكاية جديدة.
وبعد ما سلمت على عم جاد خرجت من بيته وروحت، بس تاني يوم، روحتله وحكالي حكايات جديدة، حكايات بالتأكيد هرجعلكوا قريب اوي وهحكيهالكوا.. سلام.
تمت
#محمد_شعبان
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله
قصه اشباح المأمور ثلاث اجزاء كامله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى