قصص

قصه اصحي يا نايم

قصه اصحي يا نايم
“تك، تتكتك تك.. رمضاااان كريييم” عليت صوتي بيها وأنا بخبط على الطبلة وماشي في الشارع الساعة 2 ونص بليل أصحي اللي نايم وأفكر الصاحي بالسحور، خطواتي ثابتة، مدفي جسمي من الهواء، بحاول أركز في الأصوات حواليا لو حد نادى باسمه علشان أناديه وأنا بخبط.
“هادي” لقطت الاسم من حد في العمارة جنبي، بصيت لقيتها واحدة ست كبيرة، رفعت راسي ليها وابتسمت وخبطت جامد بالعصايا على طبلتي “أصحى يا هاااادي، رمضاااان كريم”.
شغلي سهل، مبهج، بحس أن كله خير، بنزل من واحدة ونص لحد 3 أمشي في الشوارع لحد ما أوصل لوقت الأذان وأرجع بيتي أريح، 30 يوم كده وباقي السنة شغال شغلي العادي، ببيع أي حاجة، ساعات، ألعاب أطفال، محافظ، أي حاجة سهل أشيلها والف بيها.
“هادي” سمعت الاسم تاني، بصيت للست لقيتها واقفة مبتسمة ليا بشكل غريب، قشعر جسمي. فكرت أتجاهل وأكمل مشي بس في حاجة بنظرتها خلتني واقف، مينفعش أكرر الاسم علشان هيبقى شكلها بايخ. سمعتها بتقولها تاني وهي بصالي بثقة وبرود “هادي”.
“عنيا يا حاجة” زعقت بيها علشان تسمعني كويس وعملت نفسي بظبط الطبلة وكملت مشي. مشيت كذا خطوة ومش عارف إزاي صوتها وصل ليا. سمعتها بتقولي: “قول اسمه لأنزلك”!
وقفت واتسمرت، لفيت ليها لقيت عدت عمارتين بينا، الست في الدور الثالث يعني مستحيل تكون قالت كده وسمعتها! لسه واقفة بتحدي بس المرة دي مبتسمة وهي جازة على أسنانها، شكلها مخيف!
رجعت وقولتلها بصوت عالي “بتقولي حاجة يا حاجة”؟ ردت بإبتسامة تقشعر: “متحرمش يا ابني”.
لفيت وكملت طريقي ومكملتش خطوتين وصوتها ضرب في ودني تاني بتهدد: “قول هادي بدل ما أنزلك”!
رفعت راسي ليها لقيتها بتشاور على رقبتها بتهددني! دي أكيد مجنونة. خبطت على الطبلة بصوت متوتر. “أصحى يا نااايم، وحد الرزااااق”.
بعدها وقفت بصدمة، لثواني بصيت لي وعينها ممسوحة خالص وبقها رفيع جدا زي الخط، وشها اتحول لثواني! فضلت باصص ليها، لقيت ملامحها رجعت تاني طبيعية.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم، انا عارف أنه بيتكبل في رمضان فأكيد اللي شوفته ده وهم!
“ياسر يا عم المسحراتي” قالها طفل صغير من عمارة تانية، ابتسمت له وقولت بصوت عالي “

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

اصحى يا ياسر، رمضاااان كرييييم”. لقيته قالي بصوت خايف كسر صمت الشارع “وخلي الست اللي جنبك متبصليش كده علشان بخاف”!

بصيت حواليا بتوتر ملقتش حد، انا لوحدي في الشارع، المكان هادي، الولد قالها ودخل وقفل الشباك. بصيت مكان الشباك اللي كانت باصة منه الست لقيته مقفول، لأ ده كان مقفول ومهجور! الضلفة مخلوعة، والضلمة باينة وواضح أن كان في حريق في المكان بسبب الرماد الاسود على الشباك والحيطة اللي جنبه!
“قول هادي”! سمعت الجملة من ورايا خليتني اتنفض، بصيت ملقتش حد، فكرت امشي بسرعة أو اجري واهرب بس مش يعقوب ابن سالم اللي يهرب من حاجة.
لفت نظري واحد بواب قاعد بعيد شوية متابعني، روحلته. “السلام عليكم يا أبا” قولتهاله ورد السلام. وشه مريح، دقنه سودا طويلة شوية ولابس جلابية وعمة ملفوفة.
بقولك ايه يا ابا، في حد ساكن هنا اسمه هادي؟ سألته وابتسامته وسعت اكتر.
قالي وهو بيبص على نفس الشباك اللي كان فيه الست. “اه هادي ابن الحاجة فرح، الله يرحمه”. وكمل بعدها بثواني وهو بيبصلي اكتر “ويرحمها”.
قولتله باستغراب “ماتت”؟! رد: “من ١٢ سنة”. وكمل وهو بيحط رجل على رجل: “شوفتها ونادتلك صح”؟!
قولتله اه. قالي “تميت العشرين امبارح يا يعقوب”!
استغربت، عرف اسمي منين واني تميت العشرين!
قولتله بتوتر واضح وخوف “عرفت منين يا حاج”!
قام ومشي وقال من غير ما يبصلي: “دورك مرسوم يا ولدي، يشوفوك وتشوفهم، تريحيهم ويريحوك، وده مش اول لقا ولا الاخير، بس افتكر اسمي لاني هدلك، انا اللي حميتك يوم ما جيت وهوصلك لما تروح، سميني الشيخ”. مفهمتش، واقف مصدوم، الطبلة في ايدي، صوت الست فوق نادت عليا تاني “قول اسمه يمكن يصحى، هادي”!
بصيت لها، في دموع حمراء دم بتنزل من عينها الممسوحة. الشيخ لف ليا وقالي “ريحها يا يعقوب”. ودخل من جنب عربية معدية واختفى!
مسكت الطبلة وخبطت فيها جامد “تيك تتيكتيك تيك، اصحى يا هادي وحد الرزاااق، اصحى يا هادي رمضااااان كريم” قولتها ودموع في عيني بتنزل بصمت لان النهاردة كان بداية حياتي الحقيقية وقصتي، انا يعقوب ابن سالم، اللي أمه ماتت قبل ما يتولد بيوم وخرج من بطنها في القبر ولما سمعوا صوت عياطه فتحوا وخرجوه بعدها بيوم ومحدش يعرف كان بياكل ايه وبيشرب ايه بس عاش وعاند، يعقوب اللي لقوا جنبه في القبر رقعة جلد ملصوقة في خشبة مجوفة وابويا عملها طبلة لانه اعتبرها رسالة ولما مات سابلي الطبلة وقالي “دورك تصحيهم”.
إمبارح تميت العشرين، والنهاردة عرفت اني اقدر اشوف الميتين واريحهم في اللي يطلبوه، عرفت دوري ورسالتي، مسحراتي بس قصتي طويلة وتستحق اني احكيهالكم.
قابلت الغول وكلب البيت وواجهت الست أمينة ودخلت عمارة الميتين وشارع العايق وغنيت “وحوي يا وحوي” معاهم وشوفت أوهام الليل وعرفت السر.. بس كل دول لسه أوان حكيهم مجاش.
قصه اصحي يا نايم
عبدالرحمن_دياب
قصه اصحي يا نايم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى