انا بنت بحب جدا قصص الرعب.. بس بفضل الحكايات الحقيقية مش قصص الفيس بوك واليوتيوب اللي منتشره.. لما بحب اعرف قصه بنزل واسمع حكاوي الناس! واكتر قصص مرعبه تسمعها هتلاقيها ف الريف.. ف الريف وخصوصا الصعيد هتلاقيها مده خام لقصص الرعب..
النهاردة جيالكم بحكاية مرعبة جدا حصلت ف أسيوط ف بيت بيت موسى الدجال!….
زي ما قلت لكم اني من أسيوط.. بس دلوقتي اهلي كلهم عايشين في القاهرة مش بينزلو البلد كتير احنا عايشين ف عمارة.. كل واحد قاعد في شقة.. انا وبابا وماما واختي الكبيرة ” نسرين” قاعدين في شقة.. وعمتي عايشه ف شقه هي وجوزها واولادها ” رباب وحسين” وكمان عايش معانا ف نفس العمارة عمامي كل واحد ليهم شقه..
ف يوم كنت قاعدة مع عمتي ” حسنات” كنت بساعدها فى عمايل الاكل.. انا اصلا بحب اقعد معاها لانها دايما بتحكيلي عن حكايات غريبه و مرعبه حصلت في البلد ايام ما كانت صغيره!.. واحنا بنحضر الاكل قلت لها:
– عمتو حسنات مفيش قصة جديدة تحكيهالي اصل انا بحب حكياتك اوي؟
– انتي مش بتشبعي قصص ما انا لسه حكيالك امبارح قصة البت نجات اللي خطفتها الجنية ورجعت بعد سنة مبتشوفش!
– ايوه سمعتها بس عايز اسمعها منك تاني؟ انتي عارفه بقى اني بحب حكياتك المرعبه.. واحكيلي كمان قصة جديدة ومرعبة اوي .. انا يا عمتو بكتبها للناس! وهما حبوها اوى وعايزين قصص تاني منك
– حاضر يا نعمه هحكيلك قصة البت نجات اللي خطفها الجن وبعدها هحكيلك حكاية بيت موسى!
قعدت ع الكرسي جنب عمتي وفضلت باصه عليها مستنيها تحكي لي.. كنت متشوقه جدا اسمع الحكايه.. عمتي اخدت نفس طويل وبعدها قالت:
– بصي يا ستي.. زمان كان في بنت اسمها “نجات” كانت عايشة جنب بيتنا اللي كان ف البلد.. واحنا صغيرين كنا بنلعب مع بعض عند المقابر! ما تستغربوش أصل المقابر عندنا كانت جنب البيوت.. يعني تقدري تقولي احنا كنا عايشين جوه المقابر! كنا بننزل نلعب ونهزر لكن لازم كنا نرجع البيت قبل المغرب.. اصل اهالينا زمان كانو بيقولو مينفعش نفضل جوه المقابر ف الوقت ده.. لأن الليل مش بتاعنا احنا؟! الليل بتاع الجن! يومها سرحنا في اللعب والوقت اخدنا محسناش حتى بالمغرب وهو بيإذن! اول ما الدنيا ضلمت علينا اترعبنا من منظر المقابر! مكانش فيه صوت مخلوق! ايامها انا كان عندي 12 سنة و البت “نجات” كانت اصغر مني بسنه..
المهم الجو كان ضلمة خالص وصوت الكلاب ف كل حته! جرينا انا ونجات عشان نروح بسرعه لاننا كنا ميتين من الخوف! واحنا بنجري سمعت صوت حاجة بتقول ( اقفي يا نجاة أنا جاية عشانك) الصوت ده انا اللي سمعته ومعرفش اذا كان نجات سمعتو زيي ولا لأ! بس واضح ع ملامح وشها انها مسمعتش اي حاجة! انا جريت اكتر لما سمعت الصوت ده كنت عايزه امشي من هنا بأي طريقة! بس شوفت ست لابسه اسود ف اسود ومش باين غير وشها اللي كان اسود برضه وعينيها كانت بتنور زي القطط! انا ونجاة لما شوفنا الست دي وقفنا واتسمرنا في ماكنا من الخوف!…
الست دي ماجتش عليا انا؟ دي جات على نجات وراحت شايلاها وكنت شيفاها وهي بتجري وبتروح عند قبر! كانت بتجري بسرعه وهي بتضحك ضحكات مرعبه اوي! ونجات كانت بتصرخ جامد وبتقولي انقذها! مقدرتش اعملها حاجة! فضلت اجري وانا كل جسمي بيترعش! وصلت بيتنا وعند بيتنا امي كانت مستنياني قدام الباب ومسكالي ( الشبشب) كانت هتضربني عشان أخرت! بس لما شافت منظري وانا بترعش وكل جسمي بيجيب مايه راحت ماسكاني من ايدي وقالت لي:
– بت يا حسنات مال جسمك كله بيترعش كده ليه وبيجيب مايه! وفين البت نجاة؟!
-نننجاة! العفريتة اخدتها ودخلت بيها جوه القبر!
– مممانا بقولك.. نننجاة اخدتها الععفريتة ودخلت جججوه القبر!
قلت لامي كده وكنت عماله اتهته في الكلام ومفيش كلمة بتخرج مني سليمه! امي راحت لابويا وحكيت له ع كل حاجة وشوية ولقيت عمتي “سناء” ام نجات جايه ووشها كان مخضوض! فضلت تصرخ وتعيط وتقول
-هاتولي بنتي! يا حبيبتي يا نجات فينك يا بنتي!
وفضلت تصرخ وتصرخ وهي بتقول هاتولي بنتي! بعدها ابويا نزل وقال لعمتي “سناء” انه هيجيب أهل البلد ويروحو يدورو عليها في المقابر!..
فعلا راحو ودوروا عليها جوه المقابر.. غابو هناك كتير لحد ما جه ابويا وقال لامي وعمتي سناء اللي كانت مستنياه عندنا انهم دوروا ف كل حته ف المقابر ومفيش اي اثر لنجات!..
نجاة اختفت ومن اليوم ده مرجعتش!….
عدى وقت كبير اوي على خطف نجاة من العفريتة اللي ظهرت… سنة كاملة عدت! لحد ما ف يوم كان التربي بتاع مقابر القرية بيفتح قبر عشان هيدفن حد فيه! لما فتح القبر لقي جوه بنت صغيرة قاعده وحطه راسها ما بين رجليها! وكانت هي نجاة! فضلت المدة دي كلها جوه القبر! كانت عايشه ومفهاش اي حاجة بس ماكنتش بتنطق!…
رجعت لامها نجاة… عمتو سناء اول ما شافتها فضلت تحضن فيها وتبوس فيها.. وتحمد ربنا انها رجعت لها بنتها تاني! بس نجات مارجعتش نجات بنتها الجميلة اللي هي تعرفها! رجعت شيطانة!….
نجاة لما رجعت حاجات كتير اتغيرت فيها؟! زي انها مبقتش تتكلم.. هي اه مش خرسا… كانت بتتكلم في أوقات معينة هي اللي كانت بتحددها؟! هي كانت تتكلم معايا انا بس.. كانت بتنطق بحاجات غريبة اوي! ف يوم كنت قاعدة مع “نجات” ف اوضتها.. كنت بروحلها كل يوم اقعد معاها ف اوضتها لانها مكانتش بتطلع خالص منها غير لما تدخل الحمام او لما كانت تروح تاكل وده كان بيحصل بالعافية؟ كانت بترفض انها تاكل الاكل العادي بتاعنا.. ده غير اني ف نفس الليلة اللي كنت معاها ف اوضتها لقيتها فجأة بصتلي بصة خلتني اخاف منها! وراحت جيالي وتقرب بوقها من ودني وتقولي:
– ذات المحاسن بتقولي انها هتيجي بكرة تاخدني تحت الأرض!
خفت من طريقة كلامها واستغربت من اسم ذات المحاسن! وبعد ما قالت الجملة دي لقيتها سكتت خالص.. وبعدها بشوية اتوشوشت وقالت لي ف ودني:
– انا عايزة أكل
– وانا كمان جعانة اوي هطلع اقول لعمتي تجبلنا اي حاجة ناكلها
– ششششش اسكتي هما جم دلوقتي ومش بيحبو يسمعو أصوات البني ادمين؟
– مش فاهمة؟ هما مين اللي جم؟
– انتي مش هتشوفيهم لانك بني ادمه أما أنا بقيت منهم؟
– هما مين اللي بقيتي منهم؟
– الجن يا عبيطة!
-جن!
– ايوة الجن؟ انا مش باكل الاكل بتاعكم
– طب انتي بتاكلي ايه؟
– هوريكي
كانت عماله أجاوب عليها وهي باصه للسقف وعماله تحرك راسها يمين وشمال ولتحت وفوق كأنها بتراقب حد بيمشي بسرعه! فضلت اسالها وكل اجابتها كانت غريبة اوي! هي ازاي بقت من الجن؟ مش فاهمه حاجة! لما قالت لي هوريكي انا باكل ايه لقيتها نزلت من ع السرير وراحت رافعه الملاية وبعدها دخلت تحت السرير! غابت كتير تحت! مش عارفه ليه طولت كده.. فهنا قولتلها:
– نجاة انتي اخرتي اوي كده ليه؟ ارجوكي اطلعي من تحت السرير
هنا سمعت صوت مرعب اوي! عارفين الكلب لما يطلع لسانه ويفضل يتنفس بطريقة سريعة ويطلع منه صوت! هو ده الصوت اللي كنت سامعاه! صوت كأن ف كلب يلهث! خفت اوي وجسمي كله بيترعش.. شوية ولقيت ف ايد بتحرك ملاية السرير! طلع من تحت السرير ايد سوده اوي وفيها حوافر زي اللي ف الحيوانات! خفت اكتر لما الايد دي طلعت… الايد التانية طلعت وكانت برضه سوده وبدوافر كبيره زي حوافر الحيوانات! شوية شوية والجسم كله طلع عشان بعدها ألقى الجسم ده ل نجاة! ايوة هي نجاة بس شكلها مفزع اوى مش قادره اوصفه ابدا!…
نجاة وقفت قصادي وقالت:
– هو ده انا! مش قلتلك اني مبقتش زيكم! انا بقيت جنية! وده أكلنا؟!
كان في ايديها لحمة حمرة. نايه عماله تاكل فيها! كانت بتاكل بشكل مخيف اوى! خلصت اللحمة كلها ورجعت للسرير ونامت عليه.. بعدها رجعت نجاة لشكلها! نجاة اول ما حطت راسها ونامت!..
طلعت اجري من اوضتها وعمتو “سناء” ام نجات شافتني وانا طالعه من اوضتها مخضوضة وبترعش…
عمتو سناء وقفتني وقالت:
– فيه ايه مال وشك مخطوف كده ليه؟!
رديت عليها وانا مش قادره اخد نفسى من الخوف:
– انا عايزة اروح لماما
– ليه يا حبيبتي؟ مش قولتي انك هتباتي مع نجاة النهاردة؟
– لأ انا هروح لماما دلوقتي
كنت مرعوبة اوي.. انا اه كنت المفروض هبات مع نجات بس من بعد اللي شوفته مستحيل اقعد دقيقة تانية معاها! نجاة مبقتش هي نجاة اللي انا عارفاها! بقت جن.. عفريتة!…..
روحت بيتنا وهناك لما ماما شافتني خايفه فضلت تكلمني وتسالني ايه اللي حصل لحد ما ف الاخر حكتلها كل حاجة.. وف نفس اليوم ماما كلمت عمتو “سناء” وجت لنا البيت.. ولما جت ماما قالت لي:
– حبيبتي احكي لعمتو اللي حصل معاكي
بدأت احكيلها كل حاجة وعمتو سناء لاحظت فيها انا مش مصدومة! هي اه كانت خايفه بس كأنها عارفه اللي بيحصل؟! وفعلا لقيتها بعد ما حكتلها قالت لماما:
– البت نجات بقت غريبة اوي من يوم ما ظهرت بعد ما اختفت سنة ف المقابر؟ مبقتش تاكل.. مش بتتكلم خالص.. قاعدة في اوضتها 24 ساعة ومش بتخرج منها غير لما تدخل الحمام… نجاة بسمعها بتكلم ناس مش موجودة وتقول كلام غريب اوي! كنت بسمعها بتقول جملة واحدة دايما ( ذات المحاسن) تنطقها كتير لحد ما بسمع صوت ست بتتكلم مع نجاة! الكلام اللي كنت بسمعه غريب ومرعب اوي! كلام ملخبط مش مفهوم منه حاجة! وكمان كنت اسمع صوت حاجات بتخبط جوه وانوار تطلع من تحت عقب الباب! ده غير اصوات الاطفال اللي بتضحك وبعدها يعيطو! كل ده كنت بسمعه!…
مش عارفه ايه اللي بيحصل ف البت!
لما عمتي سناء قالت الكلام ده ماما ردت وقالتلها:
– انا اعرف شيخ هو اللي هيخلص بنتك من ده كله؟
– الحقيني بيه
– حظك حلو بكرة الشيخ موسى جاي زيارة هنا
– ومين الشيخ موسى ده؟
– ده يا ستي شيخ واصل! البركة اللي مافيش عقدة تقف قدامه! انتي والله محظوظة أن الشيخ جاي لقريتنا زيارة عشان مولد سيدنا ( نعمان) جاي هيحضر الحضرة وهيقعد شوية عندنا وكمان ممكن يشتري بيت ويقعد معانا على طول
– يارب يكون ف ايده خلاص بنتي
تاني يوم ف المولد رحت مع امي عادي المولد زي كل سنة.. الشيخ نعمان ده كان شيخ بركة لقريتنا كلها.. حصلت معاه حكاية عجيبة كانت سبب ان اهل البلد يبنوا له مقام ويتعمل له مولد كل سنة في نفس يوم الحادثة اللي حصلت معاه؟!
هبقى احكيهالك بعدين!…
المهم رحنا المولد والدنيا كانت جميلة جدا هناك.. مراجيح وستات بتبيع عرايس قماش من اللي بحبها.. وغوايش كمان… لعبة شوية واخدت عروسته وبعدها رحت لامي وعمتي سناء للخيمة اللي قاعد فيها الشيخ موسى…
هناك لقيت عمتي سناء قاعده ع الارض هي وماما…
ونجات كانت نايمه ع الارض! وكان ف راجل شكله يخوف وليه دقن كبيرة لونها مدي ع الحَمَار وكان لابس جلابية لونها اخضر واسعه اوي! الجلابية فيها رسومات لاشكال مرعبه وحروف متفرقة ع الجلابية كلها!…
شفت الراجل ده اللي عرفت ان هو ده الشيخ موسى وهو موطي في وضعية الركوع.. كان يركع وبعدها يقوم يقعد ع رجليه وبعدها يرفع ايده لفوق ويقول كلام غريب ويصرخ وبعدها يضحك ويحرك راسه يمين وشمال! وبعد كده راح عمل حاجة غريبة اوي! كان ف ايده سكينه… السكينة حطها جوه نار كانت قايدة.. سخنها ف النار لحد ما بقت حمرة! وبعدها شال الفستان من ناحية رجل نجاة وراح حاطط السكينة عشان بعدها الاقي نجات قامت من مكانها وهي بتصرخ صرخه خلتني اعملها ع نفسي! وبعد ما صرخت عينيها ابيضت وخرج منها سوت لست كبيرة ( ذات المحاسن ملكة بنات القبور) وفضلت تنطقها كتير اوي وهي بتصرخ! الشيخ موسى قالها:
– عايزة اية منها يا ذات المحاسن سيبيها واخرجي من جسمها والا هحرقك
– ههههههه تحرقني ايه بس! انا مش هخرج من جسمها غير وانا محققه اللي انا عايزاه
– وانتي عايزة ايه؟
– عايزة حقي؟
– حقك من مين بظبط
– حقي منها؟
قالت آخر جملة وكانت بتشاور مع عمتي سناء؟ الشيخ استغرب وقالها:
– وهي عملتلك ايه عشان عايزه حقك منها؟
– اخدته منى؟
– هو مين اللي اخدته
– ابني ( لقمان الحكيم ملك ملوك جن القبور)
– قوليلي هي عملت ايه وانا هرد لك حقك
– هي عارفه كويس! راحت وقرات تعويذة غلط عند المقابر باسم لقمان الحكيم ابني! كانت عايزة تسحر بنتك يا حسنات! ايوة ماتتصدميش غيرانة من جمالها وانها خلاص هتتجوز! ونتها الكبيرة اللي عدت ال30 سنة. لسه متجوزتش!
امي كانت مصدومه من كلام ذات المحاسن! بتبص لسناء ومش عارفه تنطق!..
كملت ذات المحاسن وقالت:
التعويذة اللي قرتيها يا ست سناء كانت غلط! بدل ما تحضري ابني لقمان عشان يلبس البت ( نسرين) قلتي تعويذة حرقتو!…. ابني مات بسببك وانا مش هخرج من بنتك نجات غير لما اخدها منك واحرق قلبك عليها!
– مش هتقدري تعملي كده لاني هحرقك!
اول ما الشيخ قال الجملة دي والجنية ( ذات المحاسن) صرخت صرخه خلت الخيمة تتحرق! امي طلعت تجري منها ولحقت تخرج هي والشيخ موسى وانا كده كده كنت برا الخيمة شايفه وسامعه كل حاجة من بره! …
عمتو سناء ونجات اتحرقو جوه!…..
أو كنت فاكرة كده بس اللي حصل كان صدمه!
النار اللي كانت ماسكة ف الخيمة انطفت ولا كأنها كانت موجودة ونجاة طالعه منها ومكانش فيها حتى خربوش! جسمها سليم جدا! بس سناء هي اللي دفعت تمن اللي عملتو!…
نجاة اختفت تاني بعد ما طلعت من الخيمة بكام يوم! وانا اللي شوفتها رايحة ناحية المقابر ومن يومها مرجعتش تاني!…
هي دي حكاية البت نجات مع الجنية ذات المحاسن اللي خطفتها! وهو ده الشيخ موسى اللي هيكون بطل حكايتنا الجاية!….
تمت…
بقلم محمد مهني