انت هتفضل ساكت كدة كتير؟
قالت ملك تلك العبارة فى حدة فنظر لها عادل قائلا:
مش عارف ابتدى منين؟
ظهر الغضب فى عين ملك وهى تقول:
يعنى تخرجنى من الحفلة بالطريقة دى، وتجيبنى هنا ونقعد ساعة ساكتين وفى الآخر تقوللى مش عارف ابتدى منين
نهضت مستطردة فى غضب:
لما تعرف ياعادل ابقى كلمنى
همت بالرحيل فوجدت عادل يقبض على رسغها بقوة مانعا اياها من الرحيل وهو يقول فى هدوء حازم:.
دى اول واخر مرة تعلى صوتك علية، او تسيبينى وتمشى من غير مااسمحلك…
نظرت الى عينيه الصارمتين ولم تدرى لماذا عجز لسانها عن الرد، فى حين استطرد هو قائلا:
اقعدى ياملك
نظرت اليه فاستطرد قائلا:
لو سمحتى اقعدى
جلست ملك تحاول ان تلتقط انفاسها المتسارعة من نظراته التى تحولت الى نظرات حانية وهى تقول:
ادينى قعدت، خير ياعادل؟
قال عادل فى هدوء:
بصى ياملك، انا مش هلف وادور لأنى مبحبش اللف والدوران، أنا بحبك.
نظرت ملك اليه فى صدمة فاستطرد قائلا:.
ليكى حق تتصدمى، انا لغاية الاسبوع اللى فات كنت فاكر مشاعرى من ناحيتك مش اكتر من مشاعر اخ لأخته، ملك انتى طول عمرك جنبى، متربية معايا، طول عمرى أمنك وحمايتك، لما بتحتاجينى بتلاقينى ولما بحتاجك بلقاكى. فسرت كل مشاعرى ناحيتك من حب واهتمام وغيرة، انها مشاعر عادية بين الاخوات، لغاية لما اعترفتيلى بحبك، ساعتها من صدمتى معرفتش اتكلم، احترت ليه فرحت انك بتحبينى، ولما حسيتك بتضيعى منى، حسيت ان مشاعرى من ناحيتك هى كمان مش مشاعر اخوة، حسيت كدة لما فكرة ان ممكن حد تانى ياخد مكانى فى حياتك، حد تانى يكون له الحق فى انه يلمسك وياخدك فى حضنه خلتنى افكر فى القتل، انا ممكن اقتل اللى يفكر بس ياخدك منى ياملك، اقتله.
كادت دقات قلب ملك ان تتوقف وهى تستمع الى كلمات عادل التى لطالما تمنت ان تسمعها منه، هل تحلم؟، هل هى فعلا الآن تبكى فرحا؟
أفاقت من افكارها على يد عادل تمسح دموعها فى حنان قائلا:
ليه بس الدموع ياملك؟
نظرت ملك الى عينيه فى عشق قائلة:
دى دموع الفرح ياعادل، مش مصدقة اللى انت بتقوله، انت بجد بتحبنى؟انا مش بحلم، صح؟
اومأ عادل برأسه قائلا فى حنان:.
انا مش بس بحبك، انا بموت فيكى، مش عارف ازاى وامتى؟بس احساسى من ناحيتك كبير أوى، ومش عارف ازاى انا كنت بالغباء ده ومحستش انى بحبك من زمان، من زمان أوى ياملك
ازداد انهمار دموع مريم فقال عادل:
عشان خاطرى بلاش دموع، حتى لو دى دموع الفرح، انا مقدرش اتحملها، طب يارب أموت لو…
قاطعته ملك واضعة يديها على شفتيه قائلة:
بعد الشر عنك، متقولش كدة
قبل يدها التى على شفتيه فى حنان فاخفضتها خجلا فابتسم قائلا:.
خايفة علية؟
ظهر العشق فى عينيها وهى تقول:
انا لو مكنتش هخاف عليك انت، امال هخاف على مين؟انت روحى ياعادل
قال عادل فى سعادة:
ياعالم ياهووو، انا مش قد الكلام الحلو ده، اتلمى احسنلك
ابتسمت ملك قائلة فى دلع:
وان مااتلمتش
غمز لها عادل قائلا:
احنا كدة نروح لحماتى دلوقتى حالا نحدد الفرح، انا عايز اتجوز ياجدعااان
ابتسمت ملك فى سعادة قائلة:
مجنوووون
نظر اليها عادل قائلا فى حنان:
مجنون بيكى ياقلبى.
اتسعت ابتسامة ملك وهى تحمد الله فى سرها على تحقيق احلامها وتدعوه ان تستمر سعادتهم للأبد.
ظلت نور تنتظر مكالمة يوسف بفارغ الصبر، نعم هو كلمها اليوم، و نعم هى مكالمة قصيرة اطمئن فيها عليها، وأغلق الهاتف، ولكنها أسعدتها، تعلم انه قلق عليها بسبب كابوسه، تشعر بقلقه الذى يخفيه خلف ذلك البرود، تعلم انها مازالت بقلبه، ودت لو أخبرته بمشاعرها فى تلك المكالمة ولكن خانتها الكلمات فصمتتت، افاقت من افكارها على صوت كرمة يقول فى مرح:
الجميل سرحان فى ايه؟
ابتسمت نور قائلة:.
تعالى انتى وقوليلى وشك منور كدة ليه. قلبك طب وسلم ولا ايه ياكارو؟
ابتسمت كرمة فى خجل قائلة:
هو باين أوى كدة؟
اتسعت ابتسامة نور قائلة:
من زمان يااختى انتى لسة فاكرة؟
نظرت اليها كرمة قائلة:
فرحانة اوى يانور، اوى، عارفة، آسر اتعذب اوى لما سمع حبيبته زمان بتعرض نفسها على أخوه، أكيد يوسف حكالك مش كدة؟
اومأت نور براسها لتستطرد كرمة قائلة:.
كانت صدمة كبيرة دمرت قلبه وثقته فى الستات، لما تيتة حكتلى حسيت انى لازم اكون معاه واداوى قلبه مكنتش حاسة ساعتها انى حبيته، ولما اتجوزته عرفت. وكل يوم حبه كان بيزيد فى قلبى، رغم كل تصرفاته، كنت شايفاها جدار بناه حوالين نفسه عشان يحميها م الأذى، والحمد لله خلاص يانور حاسة انى هبتدى افرح واطير فى السما من الفرحة
ابتسمت نور قائلة فى حنان:
للدرجة دى ياكرمة بتحبيه؟
ابتسمت كرمة قائلة:
واكتر يانور
وغنت قائلة:.
هو ده اللى حلمت بيه، ضحكته، نظرة عنيه
فأكملت نور قائلة:
ياحبيبى وانت جنبى تفتكر انا هعمل ايه؟
ضحكا سويا ثم قالت كرمة:
وانتى يانور لغاية امتى هتقاومى مشاعرك؟
تنهدت نور قائلة:
خلاص بطلت أقاوم، بس بعد ايه، انا غلط اوى ياكرمة. قلتله كلام صعب حد يستحمله او يغفره
ابتسمت كرمة قائلة:
اللى بيحب بيسامح يانور، اعتذريله، حسسيه بندمك وخليه يشوف حبك، هيغفرلك علطول
نظرت لها نور فى امل قائلة:
تفتكرى؟
ربتت كرمة على يدها قائلة:
انا متأكدة
احتضنتها نور قائلة:
ربنا مايحرمنيش منك ياأحلى اخت
ابتسمت كرمة قائلة فى حنان:
ولا يحرمنى منك يانور عينى
ثم وقفت قائلة:
الوقت سرقنا هقوم عشان الحق احضر العشا لأسورة
ابتسمت نور قائلة:
يابخت آسورة، ربنا يخليكوا لبعض ياحبى
اتسعت ابتسامة كرمة قائلة:
ويسعدكوا ياقلبى
ثم ذهبت تاركة نور سارحة فى افكارها، متسائلة فى وجل
هل سيسامحها يوسف ام يصر على الانفصال؟
قالت نور فى استنكار:
كل ده يحصل ومتقوليلناش ياروما، يعنى لولا كرمة كلمتك مكناش هنعرف اللى بيحصل معاكى
قالت مريم:
اهدى بس يانور، الحمد لله كل حاجة عدت وكل شئ هيبقى تمام، اطمنى انتى بس وبطلى قلقك المرضى ده، الله يكون فى عون يوسف عليكى
تنهدت نور قائلة:
يوسف، وهو فين يوسف؟
قالت مريم فى قلق:
صوتك ماله يانور، طمنينى عليكى؟
قالت نور بهدوء:.
متقلقيش يامريم، مشكلة كدة وهتعدى باذن الله، قوليلى مش ناوية تيجى تقضى يومين هنا فى المزرعة انتى وعيلة عمر
ابتسمت مريم قائلة:
بتغيرى الموضوع، تمام، عموما هجاوبك، هسأل عمر واشوف يومين أجازة كدة نجيلكم فيهم المزرعة، محتاجة بجد بريك
قالت نور بفرحة:
ياريت ياروما، هستناكم، سلام ياقطة
أغلقت مريم الهاتف وهى تبتسم بحب، ثم مالبثت الابتسامة ان اختفت وهى تفكر فى عمر، زوجها، حبيبها ومعذبها.
بقولك ايه يابت انتى، اعقلى أحسنلك
قال عادل تلك العبارة ضاحكا وهو يراها تخرج من نافذة السيارة صارخة بكلمة بحبك فى سعادة، نظرت اليه فى غيظ قائلة:
بس متقولش يابت
ابتسم وهو ينظر اليها محيدا بنظره عن الطريق لثانية وهو يقول فى حنان:
انتى احلى بنت شافتها عينية ياملوكتى
احمرت وجنتيها خجلا فاتسعت ابتسامته قائلا:
والله احنا الاتنين مجانين، أنا مش عارف ازاى بس هيوافقوا على جوازنا.
نظرت اليه قلقة وقد تسلل الخوف الى قلبها قائلة:
تفتكر ممكن ميوافقوش؟
القى على وجهها نظرة خاطفة ولاحظ قلقها فابتسم وهو يمسك يدها ويقبلها فى حنان قائلا:
متخلقش لسة اللى ممكن يبعدنى عنك ياملك، انا هوصلك البيت دلوقتى، ومن النجمة هتلاقونى عندكم اطلب القرب من ست الحسن والجمال.
ابتسمت ملك فى سعادة وهى تستند الى كتفه فضمها اليه فى حنان مقبلا رأسها فى سعادة عاشق يكتشف لأول مرة حلاوة الحب، كان يظن انه لم يخلق للحب، يتنقل بين الأزهار لينعم برحيقهن، ولم يكن يدرك أنه كان يبحث عن زهرة نادرة تخطف قلبه وتملكه، لم يكن يدرك أيضا ان تلك الزهرة قد ولدت على يديه وخطفت قلبه منذ رآها طفلة تفتح عينيها الخضراوتين فى براءة، لقد أحبها منذ زمن بعيد، وهو عندما يحب يحب بشدة ويغار بشدة ويخاف أيضا، وبشدة.
كان عمر يحاول ان ينام ولكن لا فائدة، فقد أقلقته نظرات هيثم لمريم وأعمته الغيرة، نظر الى باب الحمام الذى فتح لتخرج منه مريم تلف حول نفسها منشفة كبيرة، حاول عمر أن لا ينظر اليها فقد كانت رائعة الجمال يتساقط شعرها الرطب حول وجهها البرئ فيمنحها جمالا فوق جمالها، أغمض عمر عينيه ليخفى لهفته عليها ليسمع شهقة صغيرة تصدر منها فيفتح عينيه فورا ليجد الظلام، نهض سريعا واتجه الى مصدر الصوت وأمسكها من كتفيها، فانتابته الصدمة من جراء لمسته لجلدها الرقيق الناعم الملمس واهتز قلبه بين أضلعه وشعر بارتجافها بين يديه يعلم انها تخشى الظلام، أخبره سيف بذلك فى احدى المرات ولكنه لا يدرى لم شعر بان ارتجافتها تعود للمسته اياها، ازداد ارتجافها فضمها الى صدره يستنشق عبيرها الرائع، انه عبير الياسمين، شعر بدموعها على صدره تبلله فربت على شعرها فى حنان قائلا:.
هش، متعيطيش، أنا جنبك
شعر بها تلف ذراعيها حوله بعد ان كانت مستسلمة لحضنه، فضمها اكثر لذراعيه ثم حملها ووضعها بهدوء على السرير وتمدد الى جوارها ثم أخذها فى حضنه يضمها اليه فى حنان ويربت على ظهرها، لم تتحدث بكلمة ولكنه أحس بها سعيدة
مطمئنة بقربه، قبل رأسها قائلا:
نامى يامريم ومتقلقيش، أنا مش هقوم من جنبك، وأكيد المولد هيشتغل دلوقتى، والنور هييجى
شعر بابتسامتها على صدره وأحس بها ترفع رأسها قائلة:.
انا مش قلقانة، أنا عمر ماقلقت وانا جنبك، انا معاك ومعاك انت بس بحس بالامان ياعمر
جاء النور فى تلك اللحظة لتتلاقى الأعين التى تحمل نظرات العشق، لم يعد عمر يحتمل أكثر فضمها ليقبل شفتيها فى شوق، لترتعش بين يديه ويشعر بتجاوبها ليعمق قبلته فى عشق لطالما حلم به لتستسلم هى الى عشقه ويغوصا معا فى نهر الهوى يرتشفان حلاوته التى لطالما انتظراااها.