روايات شيقهرواية جحر الشيطان

رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

قالت فتون ودموعها تتساقط بغزارة:
مقدرتش يانبيل، مقدرتش، أنا مش عارفة إزاي بس هقف على قبرها وأقولها إنى ضعفت؟، إن حبى ليه كان أقوى من حبى ليها، إزاي، إزاي؟
اتجه إليها نبيل يمسك يدها بقلق قائلا:
طب اهدى بس واقعدى ارتاحى يافتون، هيجرالك حاجة بالشكل ده،
جلست ليجلس نبيل بجوارها وهي تقول بألم:
خلاص يانبيل مبقاش فيه راحة.
لتنظر إليه قائلة بمرارة:.

ياريتنى سمعت كلامك من الأول يانبيل، ياريتنى ما دورت عليه، ياريتنى مالقيته ولا جيت مصر وعرفته، كنت سبت عقابه للى خلقه، هو اللى ينتقم منه على قتله ميسون، حتى أخته كمان خليتك توقعها في حبك عشان تكسر قلبها وينكسر هو كمان، كنت عايزاه يخسر كل حاجة وأهو أنا اللى في الآخر خسرت، خسرت قلبى زي ما خسرت أختى قبل كدة.

سمعا صوت تحطم شئ بالخارج، لينظرا إلى بعضهما البعض بجزع قبل أن ينهض نبيل ويهرع إلى الخارج تتبعه فتون، ليجدا صينية على الأرض وزجاج مكسور ليدركا ماحدث بقلب وجل، لقد سمعت دارين حديث فتون، لتنظر فتون في حزن إلى نبيل الذى أغمض عينيه في ألم، ربتت على كتفه ففتح عينيه ونظر إليها يشعر بالضياع، فدارين قد ضاعت منه ولم يعد لحياته أي هدف او معنى، قالت فتون بحزم:
روح وراها.
نظر إليها في حيرة لتستطرد قائلة:.

حصلها، قولها اللى في قلبك، أنا واثقة إنها هتسامحك.
قال نبيل:
بس…
قاطعته قائلة في حزم:
انت لسة هتبسبس، روح وراها، إلحقها يانبيل، كفاية واحد فينا انكسر قلبه وخسر حبه.
أومأ برأسه وهو يغادر ليقف بغتة ثم ينظر إليها قائلا:
وإنتى…
قاطعته قائلة:
متقلقش علية، أنا هروح الفندق وهبقى كويسة.

ابتسم وهو يومئ برأسه ثم يغادر بسرعة، تتبعه بعينيها في حزن وهي تبتهل إلى الله أن تسامحه دارين فنبيل يحبها حقا وان لم تسامحه سينكسر قلبه بدوره وسيكون ذلك بسببها، هي فقط ولا أحد غيرها.

إنطلق نبيل خلف دارين، فلم يجدها، انتابه اليأس وكاد أن يتوقف عائدا إلى الشركة ليحاول الاتصال بها وقد نسي هاتفه بالشركة، لتلتمع عيناه وهو يلمحها وسط الزحام تجرى مسرعة، تتخبط في بعض المحيطين بها، ليشعر قلبه بالتمزق وهو يدرى سر تخبطها، ناداها فتوقفت لثانية ثم التفتت إليه وما ان رأته حتى ظهرت الصدمة على ملامحها لتلتفت مجددا وهي تعدو مسرعة، أسرع في عدوه حتى لحق بها ليمسك ذراعها يوقفها لتنفض ذراعها من يده قائلة في مرارة:.

سيب إيدى، جاي ورايا ليه، ها، جاي ليه؟عايز تتأكد إنك نجحت في إنتقامك وإنكم حققتم اللى كنتوا عايزينه، ألف مبروك ياسيدى، نجحتم في خطتكم وبإمتياز، كسرتوا قلبى وقريب اوى هتكسروا قلب ياسين،
لتستطرد في مرارة قائلة:
حرام عليكم، والله حرام.

وقف نبيل أمامها يدرك ألمها ومرارة كلماتها، ويدرك ايضا أنها على حق، لقد جاءوا إلى أخيها منتقمين ولكنها أبدا لم تدخل في دائرة الإنتقام تلك، لقد حرص هو على ذلك، وحتى فتون لم تستطع النيل من قاتل ميسون، فلقد ضعف قلبها وأوهنها عشقه، ولكن كيف يخبرها بكل ذلك، هي لن تصدقه ولكن عليه أن يحاول، فهذا كل ما لديه.
ليقول بلهفة أليمة:.

أنا عارف إنى لو قلتلك إنى برئ وإنك ظالمانى، مش هتصدقينى، بس وحياة أغلى حاجة عندك، وحياة تيتة وياسين، إدينى فرصة وإسمعينى.
هزت رأسها نفيا قائلة في ألم:
آسفة مش مستعدة أسمع أكاذيبك يانبيل من تانى، أنا كان قلبى حاسس انك هتكسرنى وأديك كسرتنى يانبيل، بجد برافو عليك.
قال نبيل بحزن:
عشان خاطرى اسمعينى، وأوعدك بعد ما تسمعينى لو لسة عايزانى اخرج من حياتك، هخرج من حياتك للأبد.

أحست بالوجع لدى سماعه يقول تلك الكلمات الأخيرة لتلعن قلبها الذى مازال باق على عشقه رغم علمها بأنه لم يكن لها أية مشاعر وإنما كان كل شئ مخطط له منذ أن رآها لأول مرة، طالبها عقلها برفض منحه تلك الفرصة ولكن قلبها ظل يردد، امنحيه تلك الفرصة، فربما لا ترينه بعدها أبدا، لينتصر القلب على العقل مجددا، هكذا هي ولن تتغير أبدا، محركها قلبها وهذا ما يجلب الألم إلى حياتها مرارا وتكرارا، لذا قالت بهدوء وبنبرة حاولت أن تجعلها باردة قاسية كأيامها القادمة دونه:.

أدامك بس نص ساعة، قول اللى انت عايز تقوله وخلصنى.
ابتسم بداخله يدرك أن قلبها الطيب هو مامنحه تلك الفرصة ويدرك أيضا أن تلك النبرة القاسية ما تحاول بها أن تحمى قلبها منه، ولكن هيهات فالدفئ في عينيها يكذب تلك النبرات، يبث الأمل في روحه من جديد، لذا قال في هدوء:
تعالى نقعد في أي حتة بس وأنا هحكيلك، هحكيلك كل حاجة من يوم ماجالنا تليفون من مصر بيقولنا، ميسون ماتت، مقتولة.

كانت فتون تجلس على مقعدها في حجرتها بذلك الفندق الذى ستغادره بعد ساعات قليلة، سترحل إلى بيروت وتترك مصر، تلك البلد التى شهدت ولادتها ثم رحيلها هي وذويها إلى بيروت، مصر، تلك البلد التى شهدت أيضا موت أختها غدرا، ثم شهدت وقوعها في حب قاتل أختها لترتكب بذلك أكبر جرم في حق نفسها وفى حق روح أختها المتوفاة، وها هي الآن على وشك الرحيل مجددا ولكنها فقدت هنا قلبها وروحها وأصبحت جسدا بلا روح، ستعيش فقط بالإسم، ولكنها ماتت اليوم، وجدت نفسها رغما عنها تتساءل عن ياسين الآن وهل اكتشف انها أخت ميسون، وفيم يفكر، وماهو شعوره نحوها الآن، هل كرهها؟هل يود رؤيتها الآن أم لم يعد يطيق وجودها، وترى هل أحبها حقا، أم أنها كانت بالنسبة إليه كغيرها من الفتيات، كميسون مثلا، أحست بالصدمة من أفكارها، هل أحبته لتلك الدرجة التى جعلتها تتغاضى عن كل ما فعله بأختها؟ متى وكيف، ولماذا؟تشعر في داخل قلبها بشعور غريب من خيبة الأمل، من نفسها لوقوعها في حبه وتخليها عن انتقامها، ومن ياسين الذى لم تسمع عنه شيئا منذ تركته بالشركة.

انهمرت دموعها وهي تشعر بالضياع، لقد جنت بالتأكيد، ظلت هكذا لدقائق حتى سمعت طرقات على الباب، لتسرع بمسح دموعها، تدرك أن نبيل قد عاد لتتجه إلى الباب وتفتحه لتفاجأ بمحور أفكارها متجسدا أمامها يتأمل ملامحها الباكية بينما هي تتأمله بدورها، تدرك في صدمة أنها اشتاقت إليه حقا في تلك السويعات القليلة والتى ابتعدت فيهم عنه، قال في هدوء:
لازم نتكلم.

أطرقت برأسها بهدوء وهي تتنحى جانبا تسمح له بالدخول، ليدلف إلى غرفتها، يلقى نظرة على حقيبة سفرها الموضوعة على سريرها ثم يلتفت إليها لتغلق الباب وهي تتنهد ثم تلتفت إليه لتتقابل الأعين ويقول ياسين بثبات:
ليه مكملتيش يافتون؟
نظرت إلى عينيه في حيرة قائلة:
مكملتش إيه؟
قال في هدوء:
انتقامك منى.

اتجهت إلى أقرب مقعد أمامها وجلست عليه فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، وجلست مطرقة الرأس، ليقترب منها بهدوء ثم يجلس بجوارها قائلا:
صدقينى، لو مش إجابة السؤال ده مهمة عندى أنا مكنتش جيت لحد عندك وسألتك.
رفعت إليه عينان دامعتان وهي تقول:
وهتفرق في إيه إجابتى؟
نظر إلى عمق عينيها قائلا:
هتفرق كتير صدقينى.
قالت في حزن:.

خلاص ياياسين، كل شئ إنتهى، وكل واحد فينا لازم يبعد عن التانى، الماضى انتهى وياريت نقفل الصفحة دى بقى ﻹنى تعبت، بجد تعبت.
أمسك يدها قائلا في حزم:
بس انا محتاج إجابة سؤالى قبل ما أقفل الصفحة دى زي ما بتقولى.
نظرت إليه إليه، إلى حبيبها وقاتل أختها في نفس الوقت، لتنفض يدها وهي تنهض قائلة بعصبية:.

عايز تعرف إيه، ها، عايز تعرف ليه أنا اتراجعت ومخدتش حق أختى منك؟عايزنى تسمع ان حبى ليك منعنى، وان قلبى مطاوعنيش أشوفك بتخسر حريتك وفلوسك وقلبك وأختك وكل حاجة مهمة في حياتك، ان قلبى مطاوعنيش إنى أشوفك ميت بالحيا زي ماخليتنى أنا كمان عايشة ومش عايشة من بعد ميسون، إنى حسيت بروحى بتخرج منى وأنا بتخيلك بتتعذب زي ما انا اتعذبت كتير، أيوة حصل، كل ده حصل، بس متفتكرش انى مرتاحة عشان عملت كدة، أنا دلوقتى بكره نفسى، بكره ضعفى وبكره قلبى اللى خلونى مش قادرة آخد حق أختى منك، ولا قادرة ارجع زي الأول، أنا بكرهك دلوقتى لأنك خليتنى بالشكل ده، سامع، بكرهك، بكرهك.

إلتمعت عيناه وهو ينهض مقتربا منها بهدوء حتى توقف أمامها تماما، ليمسكها من كتفيها يقربها إليه ليقول بأنفاس ساخنة لفحتها على وجهها وأثارت كيانها كله:
وأنا بحبك يافتون، بحبك.
نظرت إلى عينيه في حيرة عاجزة عن الكلام وهو يستطرد قائلا:.

إحساسى بإنك ممكن تكونى بتحبينى وإنك مش هتقدرى تإذينى هو اللى خلانى قادر أعيش بعد ما عرفت إنتى جيتى مصر ليه، متتصوريش لما عرفت كانت حالتى إيه؟ومتتخيليش لو واحدة غيرك كانت فكرت بس إنها تإذينى أنا كنت عملت معاها إيه؟
قالت في صدمة:
انت، انت كنت عارف.
أومأ برأسه قائلا:.

من يوم دادة محسنة ماغلطت في الكلام وانتى بصيتى ليها وأنا شاكك في الموضوع، خليت تحري شاطر يدور وراكى وفى آخر يوم لينا في بيروت، عرفت إنك أخت ميسون وإنك بتدورى عن اللى قتل أختك من فترة وأكيد جيتى مصر علشان تنتقمى منه وده فسرلى حاجات كتير كانت غامضة بالنسبة لى.
أزالت يده من على كتفيها قائلة:
وليه مواجهتنيش؟ليه كملت في اللعبة، ده انت كنت هتمضى العقد أدامى.
ابتسم قائلا:.

كنت مراهن نفسى إنك هتمنعينى، قلتلك قلبى كان حاسس إنك لا يمكن هتإذينى.
نظرت إليه قائلة في غضب:
وأنا قلتلك إنى مش مبسوطة وإنى بكره نفسى دلوقتى عشان مقدرتش آخد حق أختى منك، أختى اللى كلمتنى يوميها وكانت طايرة من السعادة عشان ياسين جايلها وعملها مفاجأة، أتارى المفاجأة كانت قتلها، ذنبها إيه أختى عشان تقتلها، عملتلك إيه ياياسين عشان تحرمها من الدنيا دى، رد علية، ها، ذنبها إيييه؟وذنبى ايه انا كمان، قوللى؟

نظر إلى عمق عينيها قائلا:
أختك كانت حبيبتى، واللى مفيش واحدة قدرت تاخد مكانها في قلبى من بعدها غيرك إنتى، إزاي بس تفتكرى إنى ممكن أأذيها؟، انتى عرفتينى كويس ولو مكنتيش من جواكى واثقة إنى مش ممكن أكون الشخص ده، مكنتيش حبيتينى.
عقدت حاجبيها في حيرة قائلة:
قصدك إيه بالكلام ده؟
نظر إليها بثبات قائلا:.

قصدى إنى روحتلها فعلا في اليوم ده وكنت محضرلها مفاجأة زي ما قالتلك وهي إنى كلمت أهلى وجبت الدبل، كانت في جيبى، بس لما روحت عندها…
ليبتلع غصة في حلقه وهو يتذكر ذلك المشهد الذى يبدوا متجسدا أمامه في كل مرة يفكر فيه وكأنه فقط بالأمس ولم يمر عليه سنوات، ليظهر الألم على ملامحه ونبرات صوته وتستشعره فتون لتتسع عينيها بقوة وهو يستطرد قائلا بوجع:.

لقيت الباب مكسور، ولقيتها أدامى على الأرض، والدم مغرقها، جريت عليها شلتها بين إيدية جسيت نبضها لقيته مش موجود ولسة هصرخ بإسمها حسيت بضربة على راسى ومحستش بالدنيا بعدها.

قال نبيل في حزن:
هي دى كل الحكاية يادارين، صحيح احنا كنا جايين ننتقم من أخوكى بس لا أنا ولا فتون قدرنا نكمل.
قالت دارين:
وإيه اللى منعكم؟
نظر نبيل إلى عمق عينيها قائلا:.

قلوبنا يادارين، كل واحد فينا اتعلق بحد من عيلة تاج الدين، على فكرة أنا عمرى ما فكرت ولو للحظة واحدة إنك تدخلى في لعبة الانتقام، ولا كنت أعرفك قبل ما آجى الشركة، ومن اول ثانية شفتك وانا قلبى حبك، بقيت أدور عليكى بعينية كل ما آجى الشركة، مكنتش اعرف انك أخت ياسين، ولما عرفت ورغم يأسى من إن يكون لينا مستقبل مع بعض، لقيتنى بحبك أكتر، مكنش بإيدى والله أبعد عنك، انتى شفتى بنفسك أد إيه بحبك وبغير عليكى، أكيد حسيتى بمشاعرى دى، الحب بيتحس يادارين، طمنينى وقوليلى إنك حسيتى بية، وإنك مصدقانى.

أطرقت برأسها وظلت صامتة ليمد يده يمسك بيدها الرابضة على الطاولة لترفع عينيها إليه تملؤها الحيرة، ليقول برجاء:
طمنى قلبى يادارين واوعى تقولى إنك محستيش بية، أو إنك بطلتى تحبينى.
قالت في ألم:
وحتى لو لسة بحبك ومصدقاك، تفتكر هنقدر نكمل مع بعض، أخويا مش هيفضل بينا؟كرهك ليه مش هيندمك على إنك أخترتنى وحبيتنى؟وفتون هتعمل إيه؟
قال في قوة:.

كفاية إنى أعرف إنك بتحبينى ومصدقانى وده يخلينى أتحدى الكون كله علشانك، أما بالنسبة لفتون فهي بنفسها اللى قالتلى روح وراها ومتخسرهاش وتكسر قلبك، انتى متعرفيش يادارين أنا بحبك أد إيه، انتى اول واحدة أحس ناحيتها بكل المشاعر دى.
قالت دارين في يأس:
أنا كمان يانبيل اول مرة أحس بالمشاعر دى ناحية حد، أنا كمان بحبك أوى، بس.
قاطعها نبيل وقد إلتمعت عيناه من السعادة قائلا:.

من غير بس، ده كفاية أوى عشان نتحدى اي شئ هيواجهنا.
نظرت إلى عينيه قائلة:
أنا معاك يانبيل بس،
كاد أن يقول شيئا لتقاطعه قائلة بسرعة:
بس فيه حاجة لازم تعرفها،
عقد حاجبيه لتنظر إلى عينيه بثبات قائلة:
أخويا ياسين مقتلش ميسون، اللى قتلها واحد تانى خالص.
اتسعت عينا نبيل في صدمة ودارين تحكى له كل شئ تعرفه.

صرخت سوزى بإنهيار قائلة:
إلحقنى ياعدنان، البوليس عندى، جاي يقبض علية، بيقولوا الصفقة اتمسكت وروحنا كلنا في داهية.
اتسعت عينا عدنان في صدمة وهو ينهض قائلا:
انتى بتقولى إيه ياسوزى؟
قالت سوزى بإنكسار:
بقول اللى سمعته ياعدنان، فيه حد مبلغ عننا والصفقة اتمسكت، والبوليس واقف برة أهو مستنينى، أنا بكلمك بالعافية عشان تلحق تتصرف، روحنا في داهية ياعدنان.
قال عدنان وهو يفتح زر قميصه العلوي يشعر بالإختناق:.

ومروان فين؟
قالت في سخرية مريرة:
مبيردش، ولما الظابط ورانى العقد ملقتش امضته ياعدنان، وفى النسخة بتاعتى كمان.
اتسعت عينا عدنان بصدمة قائلا:
انتى بتقولى إيه؟
قالت سوزى ودموعها تتساقط بغزارة:
والشركة كمان اللى انت سألت عنها وقلت انها مضمونة، طلعت شركة أي كلام ومش حقيقية، إحنا ضعنا ياعدنان، ضعنا.
قال عدنان في ضيق:
طب اقفلى دلوقتى ياسوزى وانا هتصرف.

أغلق الهاتف وهو يبحث في أدراجه عن العقد ليجده وينظر إلى خانة التوقيع فلم يجد إمضاء مروان بالفعل، ليشعر بالصدمة أفاق منها على دلوف هارون إليه ليقول بجزع:
امضته مش موجودة، إزاي بس؟
لم يتحدث هارون ليتذكر عدنان وقت التوقيع عندما كاد مروان ان يوقع العقد، لينكسر سن القلم فجأة في يده ويخرج قلمه الخاص يمضى به العقود ليدرك ما حدث، لابد وان قلمه ذا حبر سحرى يزول بعد ايام من الكتابة به، ليقول في غضب:
ابن ال…

ثم ينظر إلى هارون قائﻻ:
جهز كل حاجة ياهارون، احنا هنطلع على المطار حالا.
ليقول هارون ببرود:
بس فيه ناس برة عايزينك.
قال عدنان بحيرة:
ناس مين؟
قاطعه صوت حاد يقول:
احنا ياعدنان.
نظر عدنان إلى ذلك الضابط والذى تحيطه قوته الخاصة ليشعر أنه على وشك الاختناق والضابط يقول:
اتفضل معانا بهدوء ومن غير شوشرة.
قال عدنان بمرارة:
عملها مروان الكلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى