روايات رعبرواية الدجال

رواية الدجال الحلقه الاولي

في يوم من أيام نوفمبر سنة 2019 فتحت عيني نص فتحة عشان الدم كان مغطيها وكانت منتفخة، جسمي كان ممدد، دراعي مكسور، كنت لوحدي، لوحدي تمامًا على جزيرة منعزلة في المحيط الأطلسي…
هي مسألة وقت عبال ما يلاقيني، الجزيرة كلها مكشوفة، الأرض كلها مكشوفة ليه، مفيش مخبأ منه، مش محتاج أعمل أي مجهود، الأحسن ليا إني استمتع بالوقت المتبقي لي، احمد ربنا على السلام والهدوء المؤقت، كفاية إني لسه مؤمن، أنا لسه مؤمن، لسه مؤمن…
الموضوع ابتدى باكتشاف، مش اكتشافي أنا، الاكتشاف بتاع “غانم” اللي كلنا كنا بنثق فيه وبعتبره قدوتنا، وإزاي منثقش فيه، “غانم” عنده خيرة أكتر من 30 سنة في مجال الآثار، مش بس الآثار الفرعونية والمصرية ، آثار في أماكن كتيرة في العالم، ومش بس الأثار المادية، مش التماثيل والمعابد وبقايا المباني والفخار والأواني والأجسام اللي بتدل على وجود حضارات، لأ، ده الموضوع أكبر من كده، كان بيجري ورا أي اكتشاف بيحكي عن جماعة بشرية عاشوا ف أي وقت في التاريخ، كهف مثلًا محفور على جدرانه رسومات أو رموز، جثة محفوظة لعوامل البرودة الجامدة في جبلٍ ما، ألواح عليها كتابات غريبة، توابيت، مقابر، مجسمات أو أدوات منحوتة، أي حاجة، ومش ف بلد واحدة، كان ممكن يروح لبلد ميعرفش حاجة عنها، لا عنده علم بلغتها ولا بخريطتها ولا بقوانينها عشان سمع بطريقة ما عن اكتشاف لوجود بشري من وقت كبير، وهناك بقى يتعامل، إن شا الله بس يلقي نظرة على الاكتشاف ده ويدون ملاحظات بسيطة. كان عنده قناعة كبيرة إن النقط اللي تبان متفرقة وملهاش نمط، لو اتوصلت ببعض هتعمل شكل معين، شكل ليه معنى، بالبلدي كده إن الحضارات والثقافات متصلة ببعض، البشر دايمًا كان ما بينهم اتصال، مش شرط يبقى مادي، في اتصال تاني أعمق اسمه اتصال معنوي، بتجمعنا كلنا شبكة من الخطوط الغير مرئية ومش معروف الوسط اللي بتتنقل من خلاله ولا كينونة الشبكة، هل شبكة عقلية مثلًا؟ عقولنا بتكلم بعض من غير ما ندرى زي الشجر اللي بيتواصل مع بعضه وبينقل رسايل؟ يجوز… المهم إنه كان مؤمن إننا لو ركزنا هنلاقي إجابات عن أسئلة لحضارة ما ف حضارة تانية خالص، جزء ناقص ف قصة يتكمل من قصة تانية تمامًا، لوحة قطع منها مفقودة بنلاقي القطع ف أماكن بعيدة، ناخدها ونحطها على اللوحة في الفراغات واللوحة تكمل وتبقى واضحة، المهم نركز كويس أوي وعقلنا هيدلنا عالإجابات، بس نبقى مستعدين نسمع للرسايل ونشوف المخفي عن عيون الباقي.
يمكن فعلًا ده دورنا، المفروض أي اثري أو متخصص في التاريخ يبقى عنده المخيلة والشغف ده، مسؤول يلاقي الإجابات اللي مخفية عن الكل، لكن لازم نعترف إن قدرات “غانم” كانت استثنائية، مش أي حد عنده المستوى ده من العبقرية، دماغه كانت عاملة زي جهاز كمبيوتر بخوارزميات مش موجودة في دماغ الباقي مننا، بيلاقي رابط ما بين الأحداث والاكتشافات بطريقة محدش بيعرف يعملها، ده غير إن عنده ذاكرة فوتوغرافية، وعيه بيسجل أي حاجة بيشوفها أو بيقراها، من كتب لبرامج وثائقية لجولات واقعية ، ونزود على ده بقى شغفه تجاه التاريخ واللي كان زي الوقود اللي بيحركه وبيصقل حواسه، من الآخر صعب أي حد ينافسه. مش محتاج أقول إن مكنش في وقت ولا دماغ لجواز وخلفة، “غانم” ملقاش مساحة لأي حاجة غير أبحاثه واستكشافاته المستمرة، ومكنش عمره هيكون متواجد ف حياة مراته وولاده، فبكل تصالح نفسي فضل أعزب وعدى بيه العمر ووصل لل60 ومحسش بندم أو إن أي حاجة فايتاه غير مزيد من الاكتشافات التاريخية والأثرية.
وطبعًا التطور الطبيعي للشغف بتاعه إنه يتحول لكاريير، كاريير مش هو اللي سعى ليه، ده جه عند رجليه، “غانم” بقى عنده سيط لدرجة إن في قناة وثائقية تواصلت معاه وطلبت إنه يشتغل معاها، قناة عالمية ليها كذه نسخة حوالين العالم، من ضمنهم نسخة عربية، كل اللي كان مطلوب منه إنه يعمل بالظبط اللي كان بيعمله ف العادي، الإضافة الوحيدة إنه هيبقى قدام كاميرا ومغامراته هتتذاع ، شرطه الوحيد كان إني أنضم ليه ومعايا تلاتة من الزُملا ف نفس المجال، كلنا كنا ف سن أولاده أو اخواته الصغيرين، اقرب حد لسنه كانت “ماهيتاب” ، بينها وبينه 10 سنين. طبعًا كتر خيره، بسببه وبعد فضل ربنا اتنقلنا نقلة مكناش نحلم بيها ولا كنا مخططنلها.
مكناش متوقعين رد فعل الناس. الموسم الأول كسر الدنيا وتعاقدنا على 3 مواسم كمان وكلنا كنا عارفين إن العقد هيتجدد كمان لمواسم تانية بعد ال3 دول. لو الأمور فضلت زي ما هي كنا ممكن نكمل لنهاية عمر آخر واحد متبقي فينا، لكن للأسف في حدث قطع رحلتنا والمستقبل اللي كنا متوقعينه..
تقريبًا احنا الخامسة كنا بنظهر في أغلب الحلقات، بنروح الأماكن اللي بيتصرح لينا بيها ف أي حته ف العالم، الكاميرا كانت بتتابعنا في المواقع اللي بندخلها، جوه كهف بقى، جوه مقبرة، جوه حفرة، جوه خندق، حتى الأهرامات اللي ف بقع مختلفة والمباني المشابهة ليها. والجمهور كان بيبقى معانا لحظة بلحظة، بيعيش معانا تحمسنا وفرحتنا واحباطنا وحيرتنا واختلافنا في الرأي ومجادلاتنا، وبرغم إن الحلقات كانت بتبقى مسجلة لكن مكنش بيتحذف ويتعدل فيها كتير، وده كان بيدي إحساس بمعايشة التجربة الحقيقية، من غير تزييف أو تجميل لكلامنا، وف مراحل تانية من الحلقة كل واحد فينا كان بيقعد ف استوديو أو مكان تاني وبيوجه كلامه للكاميرا وبيحلل الرحلة والاكتشاف، كل واحد عنده مساحته ف إنه يتكلم عن موضوع الحلقة من وجهة نظره.
عيب غانم الوحيد أو عشان مبقاش بأفورها، عيب أساسي من عيوبه المعدودبن على حد علمي، هو نفس ميزته، الحركة الدايمة! “غانم” ف ديل كل اكتشاف كان بيفرك عشان الاكتشاف اللي بعده، ومن ضمن المواضيع اللي كانت مستفزاه هي الآثار أو الأماكن اللي محدش عنده علم ممكن تكون فين أو إيه مصيرها بالظبط، يعني مثلًا مقبرة الإسكندر، مدينة إرم، موقع قوم سيدنا لوط، جثة دراكولا، السد بتاع يأجوج ومأجوج، الأوضة السرية في الهرم الأكبر وغيرهم وغيرهم، ده بقى بجانب الأساطير! القصص اللي مفيش أي دليل موثق موثوق منه يقول إنها واقع لا جدال فيه، زي “أطلانتس”، اللي بداية ذكرها كان في كتابات أفلاطون، هو ده كان المرجع الأول الواضح ويمكن الوحيد في التاريخ القديم. وصفها أفلاطون إنها أحسن مكان غذى خيالات المهندسين والمعماريين وخلاهم يبدعوا، زي النحات اللي يمسك حتة طينة ويشكلها ويعمل منها تحف فنية، وقال كمان إن أطلانتس كان فيها مجموعة من المواني والمعابد والأرصفة والقصور وإنها اتبنت على تلة الميه محاوطاها على شكل حلقات مترابطة عن طريق أنفاق. نرجع بقى للمهندسين، اللي ساعدهم على الإبداع في البناء هو وجود تكنولوجيا جبارة ملهاش مثيل ف أي مكان في العالم، أما نهايتها فمش واضحة من كتابات “أفلاطون”..
في نظريات كتير عن أسباب اختفاء كيان مهيب زي أطلانتس (ده على اعتبار إنها اصلًا حقيقية)، في اللي قال إنها كانت قارة وغرقت، في تقييمي ده ممكن مثلًا يكون بسبب ظواهر طبيعية زي زلزال وتسونامي، أو يمكن بركان انفجر، أو نيزك نزل عليها أو غيره من الأسباب اللي البشر ملهمش دخل فيها.
وفي نظرية تانية أصحابها بيقولوا إن السر ورا اختفائها هو نفسه السر ورا اختفاء سفن وطيارات كتير عدت من نفس المنطقة اللي كانت فيها أطلانتس وهو “مثلث برمودا” وأيًا كان اللي صاب السفن والطيارات هو اللي صاب القارة، سواء كانت أسباب طبيعية لكن مميتة ومرعبة أو أسباب خارقة للطبيعة اللي البعض بيظن إنها المتسببة في حوادث الاختفاء، من وجود اشباح لوجود عرش الشيطان لوجود كائنات فضائية والذي منه.
ونظرية غيرهم أصحابها رأيهم أن أطلانتس مش مخفية زي ما احنا متخيلين، ببساطة هي اتحركت! من ضمنهم كاتب ذكر ف كتاباته إن القشرة الأرضية اتحولت، والنتيجة إن الأماكن اتغيرت واتنقلت ومنهم قارة أنتاركتيكا اللي دلوقتي بقت جليدية وفيها كائنات قليلة وصعب بشر يعيشوا فيها، وإن أطلانتس هي مدفونة تحتها، تحت الجليد، يعني لو معانا معدات متقدمة جدًا وكسرنا بيها طبقات الجليد الكثيفة وحفرنا هنلاقي القارة المفقودة.
وأكيد في نظريات تانية، بس النظرية الأهم بتقول إن أطلانتس مدينة أو قارة اسطورية عمرها ما كانت موجودة، هي من نتاج خيال أفلاطون، خصوصًا إنه ذكر في كتاباته بوسايدن، الإله الوهمي ف اساطير الإغريق، وممكن يكون اتأثر بقصة الفيضان اللي حصل في البحر الإسود وكان حواليه عدد من الحضارات اللي اتدمرت بسبب الفيضان.
أنا بقى كنت من أنصار النظرية الأخيرة، أطلانتس بالنسبة لي حدوتة قبل النوم، ممكن نحط في الحدوته سندباد البحري مثلًا لما لقى مكان أبوابه مرمر ودهب وفضة وعاش هناك مغامرة من مغامراته، مكنتش قادر أشوفها غير كده، لكن لو هنلعب لعبة اسمها الافتراضات، فعلى فرض إنها كانت موجودة فعلًا وبناء على الوصف بتاعها والتقدم التكنولوجي اللي كانت فيه يبقى ليه لأ يكون اتخسف بيها الأرض بسبب قنبلة نووية أو طاقة اتصنعت من غازات مشابهة للي موجودة في الشمس أو فيروس متركب ف معمل ضخم عشان الأبحاث أو دوا عملوه عشان يعالج كل الأمراض بسبب الرغبة الجامحة في العيشة لسنين طويلة أو الخلود أو تحويل المواطن في أطلانتس لإنسان لا يُقهر؟ زيها زي دول العالم الأول في عصرنا الحالي، ويمكن كانت وصلت لتكنولوجيا أكبر كمان وجنت على نفسها…
كل السيناريوهات دي مكنتش هتيجي على بالي ولا هفتكرها لولا إن “غانم” لقيته بيكلمني ف عز نومي وبيصحيني، الساعة كانت 2 بعد نص الليل. اللي جه ف بالي إن في حد حصل له حاجة. ردت عليه وأنا مفزوع ومراتي قلقت وبدأت تفوق هي كمان. طلب مني أقابله، مش تاني يوم ، لأ، وقتها!
أصريت اعرف السبب وهو أصر ميقوليش . نزلت وأنا متكدر وقلقان وحاسس إن قلبي اتخلع من مكانه..
قابلته على قهوة قريبة من بيتي. تجاهل وشي المضلم والقلق اللي باين عليه وانطلق في الكلام:
-استعد، إحنا هنعمل حلقة عمرنا!
=شغل؟ بتتكلم جد يا “غانم”؟! جاررني هنا الساعة دي عشان نتكلم ف شغل؟؟
-أنت مسمعتنيش؟ ده مش شغل، بقولك حلقة عمرنا.
=لأ بقى إنت بتهرج!
قمت قبل ما أضربه، اديته ضهري ومشيت بعصبية، اللي وقفني هو اللي قاله بعد كده…
-إيه رأيك لو قلت لك إني لقيت القارة المفقودة؟
لفيت ليه تاني. لسه معنديش كلام أقوله. حواجبي اتعقدت وعيني كانت كلها أسئلة.
-أنا لقيت أطلانتس يا “مجاهد”!
=بتتكلم عن إيه؟
-إيه يا استاذ الآثار، متعرفش أطلانتس؟
=أعرف الأسطورة.
-وانا أعرف الحقيقة، أعرف إنها موجودة، ودلوقتي لقيتها. هاه، لسه شايف إنه مجرد شغل؟
=شايف إنها مجرد تخاريف، والمكان اللي أنت متخيل إنه أطلانتس، هيبقى شوية حطام جواه آثار عن حضارة تانية تمامًا، مش بعيد تكون حضارة بدائية أو مش نفس مستوى حضارات كتير تانية.
-وهو معقول، هكون لقيت قارة كاملة؟! اعقل الكلمة يا “مجاهد”، أنا لقيت جزء متبقي منها، شفت إنك مش مركز.
المشكلة إني كنت بجادل وأنا من جوايا عارف إنه لقى اكتشاف عظيم فعلًا. “غانم” مش ف كل الأحوال كان بيبقى صح، يعني في أماكن روحناها طلعت مختلفة عن اللي تنبأ بيه، بس كنا لازم بنلاقي حاجة، حاجة توحي بإن كان عنده أساس يبني عليه التوقع بتاعه، و ف معظم الحالات كان بيبقى تقييمه صح. حتى لو روحنا المكان اللي اكتشفه ومطلعش من بقايا أطلانتس فهو مكان يستحق إنه يتراح، يستحق يتعمل عليه حلقة.
=والمكان الإسطوري ده فين؟
-جزيرة في المحيط الأطلسي، هيكون فين يعني، مش ده الموقع اللي أغلب المؤرخين المؤمنين بوجودها قالوا إنها كانت فيه، أومال إسمها أطلانتس ليه؟ يووه مالك يا “مجاهد”، أنت مش نايم ولا إيه؟
=اه، في واحد كده معندوش إحساس ولا تمييز صحاني من عز نومي وخلاني أفقد كل المعلومات المتخزنة ف عقلي ومعاهم المنطق وهدوء الأعصاب.
-وكان الأمر يستحق؟
مقدرتش امسك نفسي، شفايفي انبسطت وكانت هتوصل لودني، الابتسامة نورت وشي وعيني لمعت. بان عليا التحمس الرهيب وقلت بانكسار المهزوم:
=يستحق.
……………..
“غانم” أقنعنا إن المغامرة دي بالذات متنفعش بالطيارة الخاصة المعتادة بتاعة القناة وإننا لازم نروح بسفينة عشان نعيش الأجواء. كلنا عصرناه أسئلة عن الاكتشاف ده، زي إزاي اصلًا وصل للاكتشاف. قال إن ليه واحد صاحبه غني جدًا، غني لدرجة إن عنده طيارة خاصة وإنه ف رحلة قريبة من رحلاته نزل على جزيرة في المحيط الأطلسي وشاف جبال منحوت جواها فتحات بنمط معين، فتحات على مسافات من بعض، كإنها مداخل أو بوابات ضخمة، وصف الفتحات كإنها منحوتة مش من عوامل التعرية الطبيعية، لإن البوابات كانت شبه بعض جدًا، تقريبًا بمقاييس متطابقة، زي ما يكون مهندس أو مجموعة مهندسين هم اللي نحتوها تحت قيادة وتخطيط واحد. الغريبة إن على كلامه الجبال كانت على ارتفاع كبير من الأرض ومش ممكن حد يوصل للارتفاع ده غير برافعات أو معدات متطورة ترفعه، وقال كمان إن كان في جناين رهيبة مشفش زيها ف أي مكان، جوه الجناين أشجار ضخمة برضه مختلفة عن أي أشجار تانية، في منهم اللي فروعها مليانة فاكهة، أنواعها مش مألوفة، ومنهم اللي فيها ورق بس، وأشكالها كإنها من كوكب غير الأرض، والخضرة! اللون بتاعها بيلمع، كإنها كل يوم بتتغسل بمية مطرة، وفي قنوات ميه أو جداول متفرعة من مصدر للمياه العزبة، يجوز نهر أو شلال، موصلش للمصدر عشان يتأكد. وبما إن الجزيرة مكنتش مأهولة قرر ميبتش فيها ولا ليلة واحدة، أصل مش أي حد يعرف يتعايش مع فكرة التخييم أو الإقامة ف مكان من غير خدمات ووسائل للترفيه، بعكسنا إحنا، إحنا ملوك التخييم ومن غير خيم كمان! الخلاء والأماكن المكشوفة هي الموطن بتاعنا، تخصص المجهول والتصرف على قدر المتاح، كل اللي يهمنا هو الهدف اللي بنروح علشانه وف سبيله بنتسحمل أي ظروف، أمال ليه إحنا رقم واحد ف مجالنا؟
وبناء على كلام “غانم” حضرنا شنطنا واتكلنا على الله….
“يتبع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى