مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثانى والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثانى والعشرون
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثانى والعشرون
– نسمة : لأ بالراحة كده عليا وفهميني بقا مين كريم ده وعايز منك أيه وأيه علاقته بيكوا بالظبط
– ندى بتردد : حاااضر هحكيلك كل حاجة بصي يا ستي كريم ده …….
وبدأت في سرد ما اتفقا عليه هي وحمزة لم تستطع أخبارها بالحقيقة خوفاً عليها وما ان أنهت قصتها حتى قالت لشقيقتها التي تسمعها بذهول : بس ده كل اللي حصل وعشان كده اتجوزت أنا وحمزة علطول عشان تخيلنا أننا بكده هنخلص من قرفه ومطاردته ليا لكن فاجأنا هو أنه بيهددني بيكي عشان أطلب الطلاق عشان يقهره لما يتجوز مراته وخلاكي أنتي ورقة ضغط عليا وهي في الأصل على حمزة
– نسمة بقلق : بس تفتكري هيسيبكم ف حالكم كده ولا ممكن يعمل أيه ؟؟
– ندى بحيرة : معرفش يا نسمة معرفش بس غالبا أنا هسافر معاكي عند عمي كام شهر كده لحد ما حمزة يخلص مشاكله معاه هو قالي كده لأن طول ما أنا هنا هو بيضغط عليه بيا
– نسمة: ده أيه الجوازة اللي كلها قرف ومشاكل ديه مش شايفاكي يعني بتحبيه أوي حساكوا عادي يبقا ليه ؟؟
– ندى : جوازي من حمزة مش جواز حب جواز عقل اكتر لانه شخص كويس ومحترم ومتدين وبيخاف عليا وأقدر آمن على نفسي معاه
– نسمة بعدم اقتناع : مش عارفة ليه مش مقتنعة ب ولا كلمة من اللي قولتيهم وبعدين مش أنتي بنفسك اللي قولتي أنك لا يمكن تتجوزي بعد يوسف ولما تتجوزي ..تتجوزي بالعقل !طب ويوسف نسيتيه ؟؟ أكيد لأ باااين ف عينيكي على فكرة أول ما بجيب سيرته أنه لسه جواكي مالك كل قلبك وكيانك يبقا أزااااي تتجوزي راجل وأنتي بتحبي راجل تاني حتى لو التاني ده ميت
– ابتلعت ندى ريقها ثم قالت باجهاد : نسمة ارجوكي كفاية بقا أنا تعبانة ومش حمل مناقشات من النوع ده أنا اتجوزت حمزةوخلاص وهو عارف أن جوزي الله يرحمه لسه مخرجش من قلبي وموافق وقال أنه مع الوقت هنسى وأن ديه مهمته أنه يساعدني عشان اتخطى يوسف وأكون معاه بكامل جوارحي وياريت ترحميني بقااا
“قالت جملتها الأخيرة بصعوبة بالغة وقد ابتلعت غصة مريرة على أثر كلماتها تلك وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة منع دمعها من الانهمار ”
ثم أردفت بعدما جلست على الفراش بجوارها واسندت وجهها بين كفيها :
-أنا بجد اعصابي تعبانة جدا ف ياريت متفتحيش معايا تاني موضوع جوازي من حمزة والأهم متجبيش سيرة يوسف لا قدامي ولا قدام أي حد هنا فاهماني يا نسمة؟؟
– نسمة وهي تزفر بضيق : أنا آسفة يا ندى إني ضغطت عليكي من غير قصد وعلى العموم براحتك ديه حياتك وأنتي حرة فيها على فكرة أنا معنديش أدنى اعتراض على شخص حمزة أنا بتكلم على ظروف الجوازة والمشاكل اللي حواليها مكنتش عايزاكي تعيشي ف مشاكل وعايزة حياتك تبقى هادية
– تحدثت ندى بانهاك واضح : طيب وبالنسبة لموضوع البيجامة وشعرك وهيأتك ديه قدام حمزة أيه بقا ؟؟
– نسمة : بصي يا ستي بالنسبة للموضوع ده ف أولا أنا مخلعتش الحجاب ولا حاجة كل الحكاية أن حمزة يبقا جوزك يعني جوز اختي يبقا محرم عليا ومينفعش أتجوزه إذا ينفع اقعد قدامه كده عادي
– ندى بدهشة: أنتي بتقولي أيه ؟؟ ايه الهبل ده أنتي بتفتي في الدين كمان أخوكي مين يا حبيبتي هو أه محرم عليكي بس تحريم مؤقت يعني لا يجوز أنه يجمع بيننا مينفعش تتجوزيه طول ما أنا على ذمته لكن لو انفصلنا مثلا أو أنا مت ممكن يتجوزك عادي و…
– نسمة باندفاع : يا سلام هو أنتي شايفاني واطية أوي كده ممكن أتجوز جوز أختي
– ندى بتوضيح: أنا مقولتش كده أنا بقول ممكن يعني مش حرام وأنك تحليله ينفع تتجوزيه كونك هتعملي ده أو لأ مش قضيتنا التحريم هنا زي مقولتلك تحريم مؤقت بالعكس كمان في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ” إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ”
– نسمة بعدم فهم : يعني أيه الكلام ده التفسير هينزل أمتااا ؟
– ندى وقد تنهدت بضيق: الحمو المقصود بيها اقارب الزوج والزوجة معا يعني أخو جوزي ابن عمه أبن خاله وعلى الناحية التانية بردو مثلا جوز اختي مينفعش نتساهل في العلاقات ديه ونقول وماله اخو جوزي يبقا زي اخويا أو الست تقول جوز اختي وماله زي أخويا كل ده فتنة أكتر من الاجنبي اللي هو الغريب البعيد عنها لانه يقدر يوصل للست أسهل وكمان يختلي بيها بحكم قرابته من الزوج الحمو الموت معناها كده ربنا سبحانه وتعالى حط حدود في التعامل بين الراجل والست والست مينفعش تتكشف إلا على محارمها وهما الأب والأخ والابن وابن الأخ أو الأخت والخال والعم وأخواتها في الرضاعة ووالد الزوج وبالنسبة لوالد الزوج ديه بردو لاز
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
م تتراعي بالرغم أنها حرمة دائمة لأن الست لازم يكون عندها حيااء ده طبعا غير أن النفوس مبقتش مضمونة إلا من رحم ربي أما بقا جوز الاخت مش من المحارم دول الرسول عليه الصلاة والسلام قال “ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” يعني وجودك قدام حمزة بالمنظر ده مش بس بيأذيكي لوحدك ده كمان بيأذيه لأنك فتنة ليه خصوصا أننا قاعدين في نفس المكان معاه ورايح جاي شايفك بمنظرك ده ف يأما غصب عنه ف مرة هيبصلك أو أنه يفضل باصص للأرض طول ما انتي موجودة ف أي حتة هو فيها وبعدين يا بنتي ده أنا مراته ومبقعدش قدامه كده بفضل طول ما هو موجود بالحجاب
– نسمة باعتراااض : نعم نعم ! أزااي يعني ؟! مراته وقاعده قدامه بالحجاب ! وده ليه إن شاء الله أيه حراام كمان يشوف شعر مراته!!
– ندى بيأس: يعني أنتي سبتي كل الكلام اللي قولته وركزتي معايا أنا لأ يا ستي مش حرام ولا حاجة بس أنا حابة إني متساهلش معاه لأن حاجة بتجر حاجة ومتنسيش كمان أننا قاعدين في شقة واحدة ف حابة أن التعامل بينا يكون بحدود كأننا مخطوبين لحد ما نتمم الجواز
وقبل أن تجيبها نسمة سمعا صوت طرقات على الباب وبعدها سمعا صوت حمزة متحدثاً:
– العشا يا جماعة يلاااا عشان أنا واااقع من الجوع بجد
– ندى : حاااضر يا حمزة ثواني وجايين
لم تنتظر نسمة تلك الثواني وتوجهت ناحية باب الحجرة وفتحته قائلة
– أحنا جيناااا أهوه كله إلا العشااا مينفعش نتأخر عليه
نظرت ندى لشقيقتها بغيظ لأنها فهمت أنها وجدتها فرصة للهرب حتى لا تناقشها في موضوع الحجاب وتلح عليها في ارتداؤه أمام حمزة هي تعلم أن شقيقتها لا تحب ارتداء الحجاب وفكرت أكثر من مرة ف خلعه وكانت ندى تقف لها بالمرصاد حتى وإن كانت تقتنع أن حجاب شقيقتها ليس كما يجب أن يكون لكن أفضل من عدمه لعلها في يوم تستطيع مساعدتها في ارتداء الحجاب الشرعي الصحيح
خرجت نسمة من الغرفة بينما ندى ظلت مكانها وقد زفرت بضيق لاحظها حمزة الذي مازال واقفا عند مدخل الحجرة وما إن وجدها مازالت على وضعها حتى اقترب منها متسائلا :
– مالك يا ندى في أيه ؟؟ أنتي كويسة ؟؟
– أماءت ندى رأسها بالايجاب قائلة : أه تمااام ..تمام كويسة
– حمزة بشك : طب أيه مش يلا ؟؟
– ندى بعدم فهم : يلا ؟ يلا أيه ؟؟
– حمزة: يلا عشان العشا ماما جهزته وحطته على السفرة هي وحلا
– ندى : أاااه جاااية أهوه ثم وقفت للتحرك خارج الغرفة وما إن مرت بحمزة حتى قال لها هامسا :
– هعديها دلوقتي عشان العشا اتحط بس هنتكلم أكييد وياريت متكدبيش عليا تاني عشان أنتي مش كويسة
– ندى باستسلاام : حااضر
خرجت ندى وخلفهاحمزة وجلس الجميع على مائدة الطعام لتناول طعام العشاء الشهي الذي أعدته والدته وما إن جلست ندى حتى نظرت لكريمة باعتذار قائلة :
– معلش ياماما أنا آسفة إني سيبتك لوحدك تحضري العشا بس غصب عني انشغلت في الكلام مع نسمة ومركزتش
– كريمة بحب : حبيتي متشغليش بالك بحاجة أنتي لسة جاية من السفر وتعبانة وبعدين أنا كنت مجهزة الأكل أصلا من قبل ما تيجوا ونسمة حبيبتي ساعدتني متقلقيش
– ندى : طب الحمد لله أنا بس قصدي عشان متتعبيش
– كريمة : ربنا ما يجيب تعب ياحبيبتي ويريح قلبك دايما وبعدين حد يبقا حواليه اللمة الحلوة ديه بردو ويتعب والله ربنا يعلم فرحتي بيكم قد أيه
– نسمة بتلقائية وهي تلوك الطعام بفمها باستمتاع : وأنا والله يا طنط مش قادرة أقولك فرحتي بأكلك قد ايه حضرتك اكتشاااف
– ندى بخجل من شقيقتها وقد حدثتها هامسة: طفسة كل اللي هامك بطنك ماما بتقول فرحانة بينا وأنتي عقلك في الاكل ثم توجهت ببصرها تجاه كريمة متمتمة باعتذار : معلش يا ماما أختي ساعت الاكل مبتعرفش حد
– كريمة بود : نسمة ديه عسل ملكيش دعوة بيها وسبيها على راحتها يا ندى والله ربنا يعلم إني حبتها من أول ما شوفتها هي كده على طبيعتها مش متكلفة وده أجمل ما فيها
– نسمة وهي مازالت تتناول الطعام دون توقف قائلة : حبيبتي يا كركر والله
– لكزتها ندى في قدمها ف صاحت نسمة بها قائلة: أااه رجلي يا بنتي بتخبطي فيا ليا أنتي مالك أنا بقولها كركر أحنا حريين مع بعضيناا مش صح يا كركر ولا ايه ؟
– كريمة بضحك : صح يا قلب كركر سبيها يا ندى تقولي اللي هي عايزاه أنا حبيت الدلع منها والله
كانت ندى تشعر بالخجل الشديد مما تفعله وتقوله شقيقتها المجنونة وأكثر ما كان يضايقها مظهرها الغير محتشم بالمرة أمام حمزة مما جعلها متحفزة لها أكثر وغير متقبلة لتلقائيتها التي تعلم أنها جزء من شخصيتها لا يمكن تغييره
شعر حمزة بخجل ندى فقرر تغيير الموضوع متسائلا لها :
– وأنتي يا ندى هتنامي جنب ماما ولا هتنامي مع نسمة ف أوضة حلا ؟؟
وقبل أن تجيبه ندى أجابته والدته بدلا منها قائلة :
– لأ ندى هتنام جنب أختها أكيد وحشتها وعندهم كلام كتير عايزين يقولوه لبعض
– حمزة ملطفا للاجواء فقال مازحاً: شكل ماما حابة تطرأك من أوضتها بالذوق يا ندى هههههه
– كريمة بتحذير : بتوقع بيني وبينها يا حمزة طب ولما أعاقبك دلوقتي بالعقاب اللي بتكرهه قالت كلمتها وهي تشير بعينيها إلي الاطباق الكثيرة الموضوعة على الطاولة أمامهم فتنحنح حمزة قائلا بسرعة :
– أحممم لأ وعلى أيه الطيب أحسن يا ست الناظرة على فكرة يا ندى ماما مش بتطرأك ولا حاجة هي عايزة تديكي فرصة تقعدي مع أختك كده تمام يا حضرت الناظرة
– كريمة برضا: أيوه كده اتعدل
– ندى وهي تنظرلحمزة بمرح : ايوووه غيرت كلامك ف ثانية
– همس حمزة بصوت خفيض لها : أصل بيني وبينك المواعين كتيرة وأنا جاي تعبااان ونفسي انااام هدخل أخد دومي ف حضني وأنام لحد الصبح لأن للأسف عندي شغل بكره بدري
– ندى باهتمام : هو أدم اتعشى قبل ما ينام صح ؟
– حمزة : اكيييد ماما أكلته وأنا باخد الشاور توقعت أنه هينام وفعلا يدوب كل ونام وهو قاعد من التعب
– ندى بأشفاق : بس أنتا هتقدر تنزل تروح الشغل بكره وأنتا مرهق كده كنت خد أجازة وانزل من بعد بكره
– حمزة بضحك : لأ ما هو أنا مش شغااال في بنك حضرتك أنا عندي كمان اجتماع مهم بكره في الادارة ولازم أكون هناك الساعة 8 الصبح
وقبل أن تجيبه ندى لمحت حلا ونسمة اللتان ينظران لهما بهيام وقد ارتكزت كلا منهما احدى ذراعيها على الطاولة وضمت كفها ووضعته أسفل وجنتها وحينما لاحظت ندى نظراتهما المصوبة تجاههما كست وجنتها الاحمرار وقد ادركت أنها وحمزة كانا يتحدثان بصوت خفيض وقد التقطا هاتان الجالستان بجوارها ذلك فبدءا بالسخرية منهما وحينما لاحظهما حمزة وانتبه لخجل ندى فنظر لهما قائلا :
– خير منك ليها بتبصولنا كده ليه ؟؟هتاخدولنا صور ولا ايه ؟؟
– ردت حلا : ولا صور ولا حاجة يا موزة أحنا بس كنا بنتابع المشهد الرومانسي اللي كان شغال ده
– أكملت نسمة : وبعدين كان شكلكم حلو أووي وأنتو بتتهامسوا كده هيييح جوز عصافير يا اخوااااتي
– ندى باندفاع : بنتهامس أييه ؟ وجوز عصافير ميين ؟؟ ومشهد رومانسي فين ده بس ؟؟ أحنا بنتكلم كلام عااادي وب
– قاطعها حمزة قائلا : يا ستي بنتكلم كلام رومانسي ولا كلام عادي هما مالهم جوز الغربان اللي قاعدين متنحين دول واحد ومراته يا جوز سناجل منك ليها أنتو مالكم بينا كفاااية أحقاد بقا
– ضحكت كريمةعلى مناوشتهم ثم تحدثت بجدية قائلة لحمزة : سيبك منهم يا حمزة المهم طلع سرير حا…ثم تراجعت قائلة طلع السرير الزيادة اللي ف أوضتي وافرده ل ندى عشان تنام عليه مش معقوله الاتنين هيناموا على السرير الصغير بتاع حلا
– عقد حمزة حاجبيه في دهشة متسائلا : أطلع السرير ؟؟ حضرتك متأكدة
– كريمة وهي تحاول التظاهر بالامبالاة : أااه يا حمزة طلعه وبعدين مفيش حد أغلى من ندى ممكن ينام عليه وبعدين يا سيدي ابقى انقله ف أوضتك عشان لما آدم يجي يبقا ينام عليه
– حمزة : حاااضر يا أمي هناكل وهطلعه بس هتنام عليه ازاي ومفيش مرتبة
– كريمة بتذكر: أوووف صحيح طيب خلاص ممكن ندى تنام جنبي النهارده وبكره وأنتا جاي أبقى اشتري مرتبة على قد السرير
– حمزة : عنيا بإذن الله
– كريمة : تسلملي عيونك يا حبيبي
– حمزة بتفكير : وممكن ندى ونسمة يناموا ف أوضتي وأنا هاخد آدم وننام في أوضة حلا
– ندى بحرج : لأ يا حمزة خليك ف أوضتك لو سمحت وخلي آدم نايم مكانه متحركهوش عشان ميقلقش وأنا هنام جنب ماما النهارده وبعدين ملوش لزوم موضوع المرتبة والسرير دول أنا هفضل أنام ف مكاني جنب ماما.. وإن كان على نسمة أدينا مع بعض طول اليوم مجتش على وقت النوم يعني
– كريمة بأصرار : ندى ممكن متشغليش بالك بحاجة أناعارفة أن أختك أكيد وحشاكي وأكيد حابة انكوا تناموا ف أوضة واحدة وكده كده السرير موجود والمرتبة مش حكاية يعني واهوه هيفضل موجود للزنقات
– حلا باندفاع : أه عشان لما تخلفي أنتي وموزة يبقا يوسف الصغير ينام عليه
ما أن نطقت حلا أسم يوسف حتى شعرت ندى باندفاع الدم في رأسها وشعرت أن الأرض تميد بها من الفكرة التي طرحتها حلا هل ستتزوج حمزة فعليا بل وينجبا ولد يسمونه على اسم زوجها وحبيبها السابق وتعجبت من ذكر حلا لهذا الامر والآن أخرجها من شرودها صوت كريمة الحازم قائلة :
– حلا ممكن تسكتي شوية مين قالك انهم هيسموا يوسف وبعدين لسه بدري أوي على الكلام في المواضيع ديه وديه حاجة تخصهم لوحدهم احنا ملناش دعوة
– حلا بتهور : يا ماما أكيد حمزة هيسمي يوسف وندى أكيد مش هترفض يعني لما تعرف و
قاطعها حمزة بحسم وقد شعر بما أحست به ندى في تلك اللحظة بل أنه شعر أن مجرد التفكير فيما تقوله شقيقته هو خيانة لصديقه فصاح قائلا :
– حلا ملوش لازمة النقاااش والجدااال دول زي ما ماما قالتلك لسة بدري أوي على الكلام في المواضيع ديه سيبي كل حاجة لوقتها
انهى الجميع طعامهم بعدما توترت الأجواء بعد ما قالته حلا بدون قصد أما نسمة فقد اصرت على غسل الصحون الليلة أيضا لأنها تعلم أن الجميع متعبون من السفر وكريمة هي من أعدت معظم الطعام هي فقط ساعدتها
أما حمزة ف توجه حيث غرفة والدته وأخرج السرير الأضافي الموضوع خلف خزانة والدته ثم وضعه بغرفة حلا بعدما استأذن ندى التي خرجت له بعينان منتفخة من أثر بكاء حاولت أن تخفيه لكنها فشلت وبشدة لم يستطع حمزة أن يتجاهل ألمها ف دخل الحجرة وأغلق بابها خلفه قائلا بخوف على تلك الواقفة أمامه :
– ندى اهدي محصلش حاجة عشان الدموع ديه أنتي كده بتضغطي على أعصابك جامد وده مش هينفع كلام حلا مجرد كلام من واحدة متعرفش حاجة انسيه وخلاااص
– ندى ببكاء : أنا فعلا من ساعت ما عرفت وأنا أعصابي مش متحملة أي حاجة أنا مضغوطة أوي أوي يا حمزة
– حمزة بأشفاق : وعشان كده بقولك اهدي وياريت تحددي معاد مع دكتور زياد ونروحله أنا شايف أن ده هيفيدك الفترة ديه أوي
– ندى بتوتر : نروحله ؟؟ ليه هو أنتا هتيجي معايا ؟؟
– حمزة : أكييد أمال هسيبك تروحي لوحدك بس متقلقيش هوصلك بس واستناكي بره عشان تبقي براحتك المهم صحيح أنا كنت عايز اسألك أنتي قولتي لنسمة على موضوع أن يوسف يبقا صاحبي ؟؟
– ندى : أه قولتلها عشان تخلي بالها ومتجيبش سيرته قدام ماما وحلا
– أماء حمزة برأسه قائلا : تمام
في تلك الأثناء انفتح باب الحجرة باندفاع ودلفت منه نسمة التي ما إن رأت حمزة امامها حتى قالت بحرج :
– سوري يا جماااعة معلش معرفش أنك هنا يا حمزة طب مش كنت تنور اللمبة الحمرا عشان آخد بالي
– حمزة : حاااضر المرة الجاية عنينا ليكي يا فندم
– نسمة بمرح : طب ايييه اخرج تاني ولا أيه ؟
– حمزة : لأ وتخرجي ليه خليكي يا أختي مهو أنا كنت ناقص حلا تانية ف حياتي على العموم أنا كنت جاي اجيب السرير بس وأحطه ف الاوضة وبكره لما أرجع من الشغل هكون جبت المرتبة واركبه ويبقا جاهز
– نسمة بتساؤل : بس غريبة ليه عندكم سرير زيادة هو السرير ده بتاع مين أصلا ؟؟
– حمزة مجيبا أياها : بتاع حازم أخويا التؤام ال..
– وقبل أن يتم جملته صرخت نسمة بفرح قائلة : الله ليك أخ تؤام وفينه ده مسافر ولا أيه ؟؟أنا بحب التوينزات أوووي وخصوصا لما بيكونوا ولدين أو بنتين مش ولد وبنت تحسهم روح واحدة مقسومة نصين كان ليا اتنين اصحاب كده في المدرسة بس أزااي أنتا بعيد عن أخوك اللي أعرفه أن التواؤم لما بيكون حد منهم بعيد التاني مش بيكون مرتاح أبدا وبيحس أن في حتة ناقصاه بيحس دايما أنه احساسه بأي حاجة مش مكتمل من غير نصه التاني صح ولا أيه ؟؟
– ابتسم حمزة في حزن بعدما ثار حديثها شجونه قائلا بألم : صح ..ثم أطلق من صدره تنهيدة حارة مردفا صح أووي اوووي كل حاجة ناقصة من غيره
– لم تنتبه نسمة لتلك الواقفة أمامها محاولة لفت انتباهها أو جعلها تصمت لكن دون فائدة فأردفت قائلة : طب خلاص خليه يجيي ثم أردفت بمزاح قائلة ويمكن يشوفني أعجبه وأصعب عليه و يتجوزني ويبقا أنا وأختي متجوزين أخوات وكفاية أنه هيبقا عسل زيك كده
– أجابها حمزة نازعا من روحه النازفة بسمة خرجت بائسة حزينه عل شفتيه : للأسف هو مش هينفع يتجوزك ولا ينفع يجيي أنا اللي لازم أروحله لأنه ف مكان اللي بيروحه مبيرجعش عشان حازم الله يرحمه مااات من واحنا ف ابتدائي
تجمدت ملامح نسمة وبهتت ابتسامتها ودمعت عيناها متمتمة بخجل :
– أنا آسفة يا حمزة أنا معرفش والله مقصدتش أفكرك بيه
– ابتسم حمزة قائلا : آسفة على أيه يا نسمة هو أنتي كنتي تعرفي يعني وبعدين تفكريني بيه ثم ابتسم ساخرا مشيرا إلى قلبه قائلا : هو ده بينساه ! وجع فراقه جوايا بينزف من وقتها يمكن الكل يتخيل أني نسيته لأننا كنا صغيرين لكن ميعرفوش أنه من يوم ما ربنا اختاره وأنا عايش بنص روح أختنق صوته عند نطقه للكلمة الأخيرة وفرت دمعة لم يستطع حمزة منعها قسرا من الهبوط فحاول اخفاءها سريعا وتوجه خارج الغرفة وهو يتمتم بصوت أجش قائلا :
– أنا افتكرت مكالمة مهمة هروح أعملها وأنااام يلا تصبحوا على خير
– نسمة وندى في آن واحد : وأنتا من أهله
ما إن خرج حمزة حتى صاحت ندى بشقيقتها بغيظ قائلة :
– أيه مبتعرفيش توزني كلامك أبدااا مبتركزيش خااالص في اللي بتقوليه مش بيعدي على عقلك الأول ولا عقلك راكن ف أجازة ثم أردفت بسخرية والمفروض أنك دكتورة ذكية يعني
– نسمة بتبرير : وأنا أعرف منين يعني أن أخوه ميت أنا كنت بتكلم عادي
– ندى بغضب: ما هو لو حضرتك بتركزي بس شوية صغيرين كنتي خدتي بالك مني وأنا عماله ألفت نظرك وأشاورلك تسكتي بس مفيييش لا حياااة لمن تنادي عمالة رغي رغي وبعدين هو حتى لو اخوه عايش ينفع تقوليله كده خليه يرجع ويتجوزني في حد عاقل يقول كلام زي ده لواحد متعرفيهوش إلا من كام ساعة يعني حتى ملحقتيش تعاشريه عشان نقول هو فاهمها وعارف انها بتهزر يقول عنك أيه ؟ ولا يفهمك أزااي ؟أيه ميبتعرفيش تفرقي ايه الصح وايه الغلط ؟ أيه اللي ينفع يتقال وايه اللي مينفعش ؟؟
– دمعت عين نسمة من حديث شقيقتها اللاذع ثم قالت بعتاب : في أيه يا ندى من ساعت مشوفتيني وأنتي عمالة تأنيب فيا وبتحاسبيني على كل كلمة كأنك مش طايقة تشوفيني على العموم أنا بكره الصبح هرجع اسكندرية وهعرف آخد بالي من نفسي كويس
شعرت ندى بعد كلمات شقيقتها المعاتبة أنها تمادت في ردود فعلها معها وأنها بالفعل منذ أن رآتها وهي تلومها وتعاتبها وتتحدث معها بطريقة عصبية وغير لائقة وكأنها طفلة صغيرة حتى وإن كانت محقة لكن باللين والرفق تحل كل الأمور أما الغضب والنقد المتواصل ليس من شأنهما اصلاح شيء ف لانت ملامح وجهها الغاضبة وتبدلت لآخرى آسفة ثم تمتمت باعتذار لشقيقتها قائلة :
– حبيبتي أنا آسفة متزعليش مني غصب عني والله من خوفي وحبي ليكي ..نسمة أنتي مش عارفة أنا بحبك وبخاف عليكي قد ايه ؟؟ وبتمنالك الخير يمكن أكتر من اللي أتمناه لنفسي أنا بجد الفترة اللي فاتت كنت مضغوطة وبزيادة أوي أنتي متعرفيش أنا مريت بأيه وكل ده خلى أعصابي مش متحملة غصب عني والله ومصدقت إني شوفتك عشااان …
– قاطعتها نسمة بسخرية قائلة : عشان تهزأيني وتطلعي قرفك علياااا صح اعترفي اعترفي
– لكزتها ندى في كتفها قائلة بمرح : رخمة والله تعالي بقا هاتي حضن لنادو حبيبتك
فتحت ندى ذراعيها ل نسمة التي بادلتها الحضن باشتياق قائلة بمرح وهي تشدد من احتضانها : خش ف لحم أخوووك يا فواااز
ابتعدت ندى عن شقيقتها ثم ضيقت عيناها قائلة وهي تضربها بخفة :
– فواااز يا جزمة طب والله لأوريكي ثم جرت خلفها تلاحقها وهي تتحدث قائلة طب متجريش بس مااااشي اجري براحتك همسكك واعضك
– نسمة بمرح وهي تقف فوق الفراش مشيرة لشقيقتها باستعطاف:بقا تهون عليكي أختك حبيبتك خلاااص بقا الله يباركلك يا أختي يا روحي يا حتة مني كله إلا العض أهدي كده سيكاهاي سيكاهاااي
– ندى بدهشة : سيكاااااهاي !ليه بتهدي كلب والله ما هسيبك إلا لما أعملك سااعة
وركضت ناحية الفراش محاولة الامساك بشقيقتها التي ولت هاربة بعدما فتحت باب الغرفة وخرجت منها فوجدت حلا أمامها فاختبأت خلفها قائلة بمرح:
– ينوبك ثواب يا حلا يا أختي وحياة غلاوتي عندك بحق الساعتين اللي نعرف بعض فيهم تنقذيني من فامبير اللي بتجري ورايا ديه وعايزة تعضني أختي اتجننت يا جدعااان عملتوا في البت أيييه ؟؟
– حلا بضحك : ههههه هي كان ناقصها شوية تشجيع بس ودفعة بسيطة وأنا حطيت رجليها على أول طريق الجنان وهي ماااشاء الله بقا انطلقت زي ما أنتي شايفها كده
ندى وقد خرجت من غرفتها ف وجدت شقيقتها مختبئة خلف حلا الواقفة أمامها ويتضاحكان بشدة عليها ف نظرت لهما بغيظ قائلة :
– بقولك أيه يا حلا ابعدي عن البت ديه أنا حلفت إني لازم اعضها واعملها ساااعة
– حلا وقد وقفت أمام ندى قائلة باندهاااش : تعمليلها سااااعة ههههههه خلاااص يا نودي يا قلبي أختك الصغيرة سماااح المرادي عشان خاااطري أنا معرفش هي عملت أيه بس اعتبريها عيل وغلط
– نسمة بمهادنة : أه والله يا نودي يا قلبي أنا عيلة أوووي
– ندى: بقولك أيه أنا حلفت خلاااص قضي الأمر يا ست العيلة سيبيني أعضك عضة صغيرة وخلااص لكن انسي أن حد ينقذك مني
وإذ فجأة وجدت شقيقتها قد قفزت خلف ظهر حمزة محتمية به بعدما جاء على صوت مزاحهم فقالت نسمة وهي متمسكة بملابسه من الخلف ترجوه
– بالله عليك يا سيادة الرائد ان شالله يااارب تبقا لواااا انقذني من المتوحشة اللي عايزة تاكلني ديه
توتر حمزة على أثر تلك الحركة التلقائية التي قامت بها نسمة وشعر بجسده يتصلب على أثر ملامستها له ف تحرك خطوتين للامام علها تبتعد قليلا لكنها لم تدرك ذلك وعاودت الالتصاق به تعجب حمزة مما حدث له على أثر قربها وأكثر ما أثار تعجبه هو قلبه الذي تعالت صوت دقاته والوخزة التي شعر بها عند ملامستها له أنه لم يتذكر قط أن بداخله قلب قد يتحرك من أجل أي إمرأة قط فهو لم يشعر بهذا الاحساس الدخيل عليه مع أي إمرأة آخرى من قبل حتى مع بريهان حينما كانت زوجته لم يشعر يوما ًمعها بمثل هذا الاحساس ولا ذاك الخفقان الغريب عليه أنه احساس جديد لم يمر عليه قبل تلك اللحظة!! ….
ماذا حدث لحمزة وما سبب ذاك الاحساس ؟؟ هل نحن على وشك عاصفة قد تسببها تلك النسمة ومعها تنقلب طاولة الأحداث رأسا على عقب ؟؟ هل سيخبر حمزة عمر بحادثة التحرش التي تعرضت لها ندى ؟؟ وما رد فعله ؟؟ مشاجرة تلوح في الأفق فمن أطرافها ؟؟
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثانى والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .