مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثانى عشر من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثانى عشر
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثانى عشر
جلس ثلاثتهم بانتظار حديث كريمة التي لازت بالصمت لحظات قبل أن تنطلق شفتيها بالحديث قائلة :
– كلامي اللي هقوله ده وااجب التنفيذ مش عاايزة حد يقاطعني ولا حد يقولي لأ أو مش هينفع فاااهمين
أماء ثلاثتهم برؤوسهم دون أن تنطلق ألسنتهم ف تابعت كريمة حديثها قائلة :
– أولا الست حلااااا اللي غلطت ف أخوها الكبير واتكلمت بطريقة مش منااسبة و
– قاطعتها حلا وقد تجمعت الدموع في عينيها قائلة : أنا آسف….
– قاطعتها كريمة بصرامة قائلة : أنا قولت محدش يقاطعني يا حلا فاااهمة
– حلا : حاااضر
– كريمة بحزم : اللي حصل النهاردة ده لو اتكرر بأي شكل من الأشكال العقاب هيكون أكبر وأقسي المراادي بس هسامحك لأنك أول مرة تعملي كده لكن قسمااا بالله يا حلا لو اتكرر مش هسامح ولا هتراجع أبداا في عقابك المرادي هسامحك عشان خاطر ندى
– حلا بسعادة وقد جرت نحو كريمة محتضنة أياها بقوة : شكرااا يا ماما وأوعدك والله مش هعمل كده تاني أبدااا
– اهتزت كريمة أمام حنان ابنتها الجارف وعاطفتها القوية لكنها استعادت حزمها قائلة : ارجعي يا حلا مكانك عشان لسة مخلصتش كلامي ثم توجهت ببصرها تجاه حمزة قائلة بصرامة : ثانيااا يا حضرت الرائد الرحلة اللي وعدت أختك بيها هتطلعها معاها وهتنفذ وعدك زي ما أنتا متعود و
– قاطعها حمزة قائلا : مش هينفع يا امي والله أنتي عارفة الظروف وندى…
– قاطعته كريمة بحزم واصرار : أنا قولت محدش يقاطعني يا حمزة مفهوووم يارييت تسمع كلامي للآخر وبعد أما أخلص اللي عايز يعلق أو يقول أي حاجة يقولها لكن طبعا ده بعيدا عن قراراتي اللي مش هقبل أي نقااش فيها ثم أردفت قائلة
ثالثا ثم وجهت بصرها تجاه ندى قائلة بنفس الجدية والحزم :ندى هتطلعي معاهم الرحلة و
– قاطعتها ندى : يا ماما أنا مش هينفع أ…
– كريمة بحزم : أنا قولت أييييه محدش يقاطعني أو يناقشني خااالص ندى هتروحي معاهم الرحلة وده أمر مفيهوش نقاااش أنتي أكتر واحدة فيهم محتاجاها وبما إني أعتبرتك زي حلا يبقا اللي هشوف فيه مصلحتك هعمله بدوون نقااش وبالنسبة للشغل أنتي لسة متعينتيش بشكل رسمي وفاااضل أسبوع على أول الشهر عقبااال ما تروحي وترجعي بعدين ابقي ابدأي شغل مع الشهر الجديد
أخيييرا هتفضي نفسك شوية بكره يا حمزة وتاخد البنات تشتريلهم اللي هما عايزينه عشان الرحلة أما أنا بقااا ف متشغلوش بالكم بيا أنا أكتر واحدة هرتاح من صداعكم حبة استجمام بقااا حد عنده تعليق مجرد تعليق لكن مفيش مناقشة ولا رجوع ف أي قرار أنا قررته
– حلا بحب : أنتي أحلى ماما في الدنيا ثم ألقت نفسها بين ذراعيها ثم قبلتها وضمتها بشدة
واخيرا استجابت كريمة فبادلتها الحضن ثم قبلتها على وجنتها قائلة :
– وأنتي أحلى مجنونة في الدنيا
في تلك اللحظة كانت ندى وحمزة ينظر كلا منهما للآخر وكأنه يحادثه في صمت لكن كلا منهما يفهم صاحبه
نظرت كريمة ناحيتهما ثم قالت :
– أنتو الاتنين عايزاكم تفهموا أن قراري ده مش ضغط عليكم لكن أنا عارفة مصلحتكم كويس والرحلة ديه كلكم محتاجينها أنتا كمان يا حمزة بقالك كتيير مخدتش أجازة ودلوقتي بقا خدوا بعض كلكم وسيبوني عشان ورايا شوية شغل هخلصهم
خرج ثلاثتهم من حجرة كريمة وتوجهت ندى وحلا حيث غرفتهما ولحق بهما حمزة وحينما دلف للداخل وقبل أن تنطق حلا طلب منها أن تتركه هو وندى بمفردهما لدقائق وبالفعل خرجت وبقيا حمزة وندى بعدما أغلقت حلا الباب خلفها ، تحدث حمزة أولا قائلا :
– ندى أنا مش عايزك تتضايقي من قرار ماما بس بصراحة فعلا هي عندها حق أنتي محتاجة الرحلة ديه جدا أنا…
– ندى بقلق : بس يا حمزة أنا …
– قاطعها حمزة قائلا : أنا عارف أنك خايفة من الحيوان ده خايفة يأذي أختك لو عرف أنك سافرتي بس أنا عايزك متقلقيش أختك هتبقا تحت عنيا ولو حصل أي حاجة هعرف أتصرف المهم تخرجي الطاقة السلبية اللي جواكي وتغيري جو يومين قبل ما تبدأي شغلك الجديد وتتخلصي من التوتر اللي عيشتي فيه الفترة اللي فاتت اتفقنااا؟؟
– ندى وقد زفرت زفرة حارة قائلة : أتفقناا يا حمزة ربنا يستر
– ابتسم حمزة لحظات قبل أن يقول : عاارفة كان نفسي آدم يجيي معايا أوي الرحلة ديه بس أكيد بيري مش هترضى
– ندى بتساؤل : طب متحاول يمكن توافق
– حمزة ساخراا : مين ديه اللي تواافق ؟؟ بيري!! مستحيييل أنا عارفها كويس وكمان وأنتي طالعة معانا هتخاف تقربي من آدم وتكسبيه ف صفك وتبوظيلها اللي هي بتعمله أنها تخليه يشوفك وحشة وخدتي باباه منه ..المهم بكره متروحيش المدرسة وبالليل ننزل أنا
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
وأنتي وحلا نشتري اللي أنتو عايزينه يلا اخربوها بقااا براحتكم بس أوعي تشتري مايوه بكيني أنااا بغييير كفاية مايوه قطعة واحدة
– ندى بسخرية: لأ والله هتفرق يعني ههههه يا سلااام على الغيرة الفظيييعة
– حمزة بمرح : عيييب عليكي بقااا أنا حمش أوووي
هنا ضحكت ندى عاااليا فقال حمزة :
– تدوم الضحكة الحلوة ربنا يخليني ليكي وافضل أضحكك
– توقفت ندى عن الضحك ورمقته بغيظ قائلة : حمزززة
– حمزة متأففا : ياااادي حمزة وسنين حمزةالواحد ميعرفش يعاكس ف البيت ده .. أنا قايم رايح شغلي بلا هم
– ندى بابتسامة رقيقة : تروح وترجع بالسلامة
– حمزة : مش عايزاني أجبلك حاجة وأنا راجع بسكوت نواعم كده واحدة هوهوز بالقهوة مثلاا
– ندى : ليه هو كل يوووم كده هتخن
– حمزة : يا شيخة تتخني أيه ده أنتي لو كلتي ل سنة قدام مش هتتخني بردو خلي الكلام ده للناس اللي زيي طيب
– ندى وقد تفحصته بنظرة سريعة ثم قالت : بس انتا مش تخين أنتا مااشاء الله جسمك رياضي هي عضلاتك بس اللي كبييرة أوي
– حمزة بمرح : أعوووذ بالله أيه الأر ده قل أعوذ برب الفلق يا ماما أنتي عارفة العضلات ديه أنا شقيان ومتمرط فيها أزاااي
– ندى : طب يلا برررره بقااا يا بتاع العضلات أنتا ربنا يخليهالك يا أخويااا
خرج حمزة من الحجرة وهو يضحك بشدة ف نظرت له حلا قائلة بخبث وهي تغمزه بإيحاء:
– ايه يا موووزة عملتوا أيه في الشوية دول هااا أحكيلي أقنعتها أزااي بالرحلة
– ضربها بخفه على رأسها من الخلف قائلا : متتلمي يا أوزعة أنتي وبعدين طول ما أنتي فيها يا أختي مفيش حاجة هتمشي روحي يلا جهزي حاجتك وشوفي أيه اللي ناقصك أنتي وندى عشان نشتريه بكره وياريت تكتبي اللي أنتو عايزينه ف ورقة عشان متنسيش حاااجة
– اقتربت منه ورفعت نفسها على أطراف أصابعها ثم طبعت قبلة رقيقة على وجنته قائلة بحب : حبيبي أنتاا والله يا موووزة
– حمزة : وأنتي يا قلب موووزة يلا أنا هروح أغير هدومي عشان أروح الشغل عايزة حاجة أجبهالك وأنا جااي
– حلا برقة : عايزة ترجعلي بالسلامة لحظات وأردفت قائلة بس بردو ميمنعش من واحدة تشوكلت جلاكسي كده أمممم أيس كريم ميجا تشوكلت بردو بس
– حمزة ضاحكا : ما أنا قولت مستحييل يوم متطلبش حاجة وإلا متبقاش حلا
دلفت حلا حجرتها حيث ندى القابعة بها وظلا يبحثان عما لديهما ويدونا ما ينقصهما لرحلتهم المنتظرة
أما حمزة ف ذهب لعمله وهناك أتصل بعمرصديقه الذي ما أن أتاه صوته حتى قال بغيظ :
– لسه فاااكر أن ليك صااحب يا واااطي
– حمزة ضاااحكاا : يا ابني ما أنا لسة مكلمك أول أمبارح
– عمر بضيق: اااه صح أول امبارح لأ كتر خيرك والله
– حمزة بجدية : سيبك بقا من الهبل بتاعك ده عشان عايزك ف موضوع مهم
– عمر بأمتعاض: كمااان متصل بيا عشان مصلحة
– حمزة : عيييب عليك ههههه طبعا يا صاحبي المهم بص الكلام مش هينفع في التليفون هخلص شغل ونتقابل
– عمر بحدة : مش هقابل حد أنااا هروح أنااام مش فاضيلك
– حمزة ضاحكا : يا صاااحبي بلاش تتقمص زي الحريم كده ناقص تقولي الاهتمام مبيطلبش أو لو كنت مهتم كنت عرفت لوحدك
– عمر وقد أردف بمزاح : مبقتش تحبنيييي
– حمزة : ههههه ياااض أنشف كده أنا هخلص الساعة 12 وأجيلك استناني في الجيم أهوه أتمرن شوية عشان متمرنتش أمبارح
– عمر وقد لوى شفتيه متهكما : أااه اللي واخد عقلك
– حمزة ضاحكااا : سلااام يا صاحبي لما أجيلك أنا هعرف أظبطك
أغلق حمزة الهاتف وطلب من أحد مساعديه أن يكون تحت الطلب لتكليفه بمهمة ما ، أنهى عمله ثم توجه حيث صالة الالعاب الرياضية الخاصة بصديقه وما أن رآه حتى لكمه في وجهه لكن عمر تفاداها بمهارة ظلا هكذا لحظات يتبادلا اللكمات وكلا منهما يتفادها بخفة حتى أخيرا أصاابت لكمة عمر وجه حمزة ف ضحك عمر عاليااا وقال بسخرية :
– الوااااضح أن الجوازة الجديدة خدت صحتك
– هنا فاجأة حمزة بلكمة سريعة لم يستطع عمر تفاديها فأصابته فقال حمزة : وكده صحتي رجعت ولا لسة ؟؟؟
– عمر :ماااشي يا صاااحبي ها كنت عايزني ف أيه ؟
– حمزة : أنا وحلا وندى مسافرين رحلة ل شرم 5 أيام ع..
– قاطعه عمر ساخرا : وأيه بقا جاي تاخد الأذن مني مثلاااا ولا تكونش عايزني أسااافر معاكم
– حمزة : عسل عسل كان نفسي والله تسافر معانا بس مش هينفع أنا محتاجك هنا مش هثق ف حد غيرك
– عمر رافعا حاجبيه بتساؤل : تثق فيا ليه ؟؟
– حمزة بجدية : ندى قلقانة على أختها خصوصا أن الحيوان اللي أسمه كريم جالها المدرسة النهارده و…
– قاطعه عمر بغضب قائلا : جااالها ! عملها أيه ؟؟ أوعى يكون اتعرضلها يا حمزة ؟؟ وأنتا كنت فين ؟؟ وهي ع….
– قاطعه حمزة بحدة قائلا : عمرررر
– عمر : أيه يا حمزة هو مش من حقي اطمن عليها أنا بجد مفيش ف دماغي أي حاجة غير إني اطمن انها بخير وسليمة ومحدش أذاها
– حمزة بنفاذ صبر : المهم يا عمر هو معملش حاجة هو وقف استناها بره المدرسة يعني بيوصلها رسالة أنه عرف مكانها وانه يقدر يوصلها ف أي حته مهما راحت هي مكنتش عايزة تسافر لانها خايفة يتعرض لأختها أنا هخليها تحت عنيا وهدور وراه أكيد هلاقي وراه مصايب بس أكيد الموضوع ده هياخد وقت المهم أن لو حسيت ف أي لحظة أن اختها ف خطر هتكون أنتا جاهز عشان تاخدها من مكانها وتوديها عندي البيت عند ماما مش هآمن عليها مع حد غيرك فاهمني يا عمر
– عمر بحدة : الواااد ده زودهااا أوي ولازم توقفه عند حده يا حمزة مش معقول هتفضل عايشة وحاسة انها مهددة هي واختها طول الوقت كده
– حمزة : متقلقش هتتحل يا صاحبي بإذن الله سيبني بقا أروح عشان عندي شغل الصبح بدري
– عمر بدهشة : أنتا لحقت جيت عشان تمشي وبعدين ليه شغل الصبح مش كنت بتنزل بالليل
– حمزة : بالليل هكون مش فاضي هاخد البنات عشان يشتروا الحاجات اللي عايزنها للرحلة وأنتا عارف بقا الستات ف موضوع الشوبينج حلا لوحدها بتخليني ألف حوالين نفسي لحد ما تشتري اللي هي عايزاه وندى لسه معرفش نظامها أيه ربنا يستر بقا
– عمر بتذمر: ناس تطلع شرم وتتفسح وناس تقعد هنا تحرسكم ايه الهم ده
– حمزة : أعوذ بالله أنتا هتقر علينا قبل ما نروح طب استنى لما نرجع بالسلامة الأول والله يا ابني أنا ماعايز اطلع الرحلة ديه ولا ندى حتى كل الحكاية إني وعدت حلا وطبعا الست الناظرة معندهاش يا اما ارحميني ف موضوع الوعود ده غير بردو بيني وبينك أنا حاسس أن ماما عندها حق ف أن ندى محتاجة الرحلة ديه جداا بعد كم التوتر والضغوط اللي اتعرضت ليها الفترة اللي فااتت
– عمر : عندك حق ثم غمز لصديقه قائلا بمرح وممكن تبقى فرصة حلوة ليكوا أنكم تقربوا من بعض
– حمزة محاولا اختبار مشاعر صديقه تجاه زوجته : وأنتا عايزنا نقرب من بعض !!
– عمر محاولا اقناع نفسه بأنه لا يحبها : ومستغرب ليه يا حمزة أنا لما فكرت ف كلامي معاك لقيت فعلا أن مشاعري ناحيتها مكنتش حب بالمعنى كانت حاجة غير مفهومة وبعدين بصراحة هي صعبانة عليا نفسي تعيش حياتها وتخرج من حالة الحزن اللي هي فيه ده وأنا عارفك يا صاحبي أنتا أكتر واحد قادرعلى ده جداا وشايف كمان أنك محتاج لواحدة زي ندى عشان تحب وترفع الراية البيضا وتسلم بقا يعني بمعنى اصح أنتو الاتنين مناسبين لبعض أكتر
– حمزة بمزاح : يا سلام يا عم فرويد و أنتا قاعد بتحلل فينا نفسيا أسيبك أنا بقا مع تحليلاتك العظيمة اللي بالمناسبة ما هي إلا أوهام وأمشي أنا عشان ألحق أناام
– عمر : سلام يا صاحبي ومتنسناش ف دعواتك هناك وأنتا مسافر
– حمزة بمرح : ليه هو أنا طالع أحج ولا أعمل عمرة ده أنا طاالع شرم يا ابني يعني أنتا اللي تدعيلي أعرف أغض البصر
– عمر: مهو ده اللي أنا قصدته بالظبط يا باشاا تدعيلي ربنا يرزقني بشرم زيك كده أهوه الواحد يمتع نظره ههههه
– حمزة: اتقي الله يا جدع
– عمر بمرح : بهزر يا عم أنتا مبتهزرش
– حمزة بمزاح: لأ مبهزرش أنا بروح سلااااام
– عمر :سلاام يا باشااا
انصرف حمزة عائدا لبيته لعله يستطيع النوم بضع ساعات قبل أن يذهب لعمله مجددا
وفي اليوم التالي بعدما ذهب لعمله وقد تاخر ل عدة ساعات ف
طلب من ندى وحلا أن يستعدا وسينتظرهم هو بالأسفل وكالعادة تأخرا عليه نظر لهما بغيظ قائلا :
– حرام عليكم أنا واقف بقالي أكتر من نص ساعة ليه التأخير ده أنا مكلمكم من أكتر من ساعة عشان تستعدوا
– حلا ببراءة مصطنعة : ندى يا موووزة هي اللي أخرتني قعدت كتيير أوي تلبس وأقولها يلا يا ندى عشان حمزة جه وواقف من بدري تقولي فيها أيه يعني خليه ملطوع هو هيخس يعني
– ندى بدهشة : أناااا !! والله ما حصل يا حمزة أنا لابسة من بدري هي اللي أخرتني وبتلبسها فيا
– حمزة بابتسامة ساخرة : هتقوليلي عليها ما أنا عارفهااا محتالة صغيرة
– حلا ببكااء زائف : طبعااا لازم تكذبني وتصدق المدام يا عيني عليكي يا حلا ياللي ملكيش حد يدافع عنك يا حلا ياللي مظلومة من أخوكي حبيبك
– حمزة وهو يضرب كفا ب كف : أدائك فيك أوووي يا حلا ياريتك تطوري من نفسك شوية ثم نظر ناحية ندي واردف ابقي اديها شوية دموع من عندك يا بنتي
وهنا انفجر كلا من حلا وحمزة ضاحكين بينما نظرت لهما ندى بغيظ دون أن تعلق فهي تعلم انها لو تفوهت بكلمة فلن تفلت من سخريتهما طوال الطريق عليها
تحرك حمزة بسيارته إلى أن وصلاا إلى المول الذي اعتادا على التسوق منه توجها الفتاتان لشراء مايلزمهما وحمزة يلحقهما في أي مكان يتوجها إليه بل ويرى كل شيء يشترينه ليس هذا فحسب بل أيضا يجبرهم على القياس وعرض الملابس أمامه ليتأكد أنها محتشمة وليس بها ما يلفت الانتباه
وبعد أكثر من ثلاث ساعات قضاياها في التسوق وقف حمزة بينهما قائلااا :
– لأ خلاااص بقااا كفاية أنا تعبت والله أيه يا حلا هتشتري المول كله ارحميني
– حلا ببراءة مصطنعة : أنا يا حمزة تعبتك ده أنا نسمة وبعدين المرادي على فكرة متعبتكش أووي نودي كانت بتساعدني في الاختيار وبتقولي رأيها وتختار معايا كمان
– ندى : بس بصراحة يا لولو أنتي مترددة أووي حتى الحاجات اللي بتعجبك بعد ما بتاخديها بترجعي ترجعيها تاني
– حمزة : أنتي شوفتي حاجة ديه بتطلع عيني كل مرة بنزل معاها والله بصراحة فعلا المرادي أنتي شيلتي عني شوية
– ندى بأطراء : بس على فكرة أنتا أول راجل أشوفه ف حياتي يقف يختار ويقول رأيه ف هدوم البناتونفسك طوييل ومش متضايق أوي مقارنة بأي راجل تاني غيرك ف نفس موقفك كان زمانه اغتالنا من أول ربع ساعة
– حلا بمرح : موووزة حبيبي طول عمره بينزل معايا وبيختارلي حاجات تحفة أجمل من اللي بختارهم أنا
– حمزة : أيووه ثبتيني أنااا كده بقولك أيه قسما بالله مش قااادر اتحرك فعليا كفاية كده
– ندى : بص هو حضرتك هتروح الكافيه اللي هناك ده ترتاح شوية لحد أما آخد حلا عشان هشتري حاجة خاصة ليا
– حمزة وقد رفع حاجبه متسائلا : حاجة خاصة أيه ؟؟ وبعدين مين اللي يرتاح ويسيبكم لوحدكم مينفعش طبعاا
– ندى بتوتر وقد رفعت سبابتها لتحك مقدمة أنفها وقد رصد حمزة حركتها تلك والتي تدل أنها على وشك اختلاق كذبة ف تحفز لكلماتها حينما قالت : مفييش يا حمزة حاجات بنات وبعدين أحنا مش هنروح بعيد بس بجد مش هينفع تبقى معانا خاالص
– حلااا باندفااع : حاجات بناات أيييه؟؟ تلاقيها هتجبلك لانجيري يا موووزة مش عروسة متكسفهاااش بقااا
– ندى وقد كست وجنتيها حمرة الخجل ف لكزت حلا خلسة في كتفها قائلة : لانجري أيه أنتي كمان اسكتي
– حمزة وهو مازالت عيناه ترصد كل ايماءات ندى : متقولي الحقيقة يا ندى علطوول مبتعرفيش تكدبي بجد فاااشلة جداا ثم اقترب منها وجذبها من معصمها بعيدا عن شقيقته الواقفة بجوارها وهمس بصوت غير مسموع لها قائلا :
– قوليلي عايزة تشتري هدوم وتدفعي فلوسها عشان كده مش عايزاني معاكي مهو أنتي مشترتيش إلا كام حاجة بسيطة جداا وقولتي مش عايزة حاجة تاني صح ؟؟
– ندى : لأ والله ياحمزة مش كده لو سمحت ممكن تسيبني اتصرف براحتي متحسسنيش أني متقيدة كده
– حمزة مبررا : أنا خاايف عليكي يا ندى محدش عااارف الحيوان اللي اسمه كريم ممكن يعمل أيه وممكن يبقا مراقبك دلوقتي وأنا معنديش أدنى استعداد للمجازفة
ندى محاولة بث الطمأنينة إليه وقد أشارت لأاحدى المحال القريبة من المقهى الذي اقترحت أن يجلس عليه حمزة بانتظارهم
– بص يا حمزة المحل قدامك أهوه أنتا هتبقا شايف المكان كله متقلقش علينا لو سمحت
– حمزة وقد مرر يده في شعره بعصبية : طب لييييه ؟؟ أنا ممكن آجي معاكي وهقف بعيد
– ندى باستجداء : لو سمحت بجد مش هينفع عشان ابقى على حريتي أكتر
– حمزة وقد زفر باستسلام : مااشي يا ندى بس موبايلك ف ايدك أي حاجة غريبة هترني عليا هكون عندك ف ثواني مااااشي؟!
– ندى وقد تهللت اساريرها : حاااضر والله متخااافش علينا
– حمزة مشاكسا : وايه الفرحة ديه كلها زي متكوني مصدقتي خلصتي مني شكرااا أوي يا ندى
– ندى بصدق : لأ والله أبدااا أنا بقااالي كتييير أوي متبسطتش كده وأول مرة من زمااان حد يشاركني اختيارتي وكمان الفستان اللي جبتهولي تحفة بجد
– حمزة بابتسامة : ماااشي يا ستي معاكم ربع ساعة وتكونوا قدامي
– ندى بدهشة : أيه ربع ساااعة بس مش هنلحق يا حمزة خليها نص ساعة
– حمزة : لأ هي ربع ساعة كفاية عليكي أووي
هنا تدخلت حلا بالحوار قائلة :
– متخلصونا بقااا أنتااا وهي هتقعدوا تحبوا ف بعض وسايبني لوحدي
– حمزة : هو جايبنا ورااا غير نبرك ده نحب أيه يا بومة خدي صاحبتك يا اختي وروحوا ربع ساعة و تكونوا عندي
– ندى بغيظ : مش هيقضوا حاااجة يا حمزة بجد خليها نص ساااعة لو سمحت
– حلا بهمس : مش هيجي ب لو سمحت بتاعتك ديه أدلعي عليه شوية وغمزة حلوة كده هيوافق علطول
– ندى بخجل : لأ معرفش أنا اعمل كده اتكسف
– حلا وقد لوت شفتيها ساخرة : خااايبة !!.. قال تتكسفي قال ! طب بصي عليا واتعلمي
اقتربت حلا من شقيقها وقبلته على وجنته برقة بالغة ثم أسبلت جفنيها ورمشت بعينيها ببراءة مصطنعة قائلة :
– عشاان خاااطري يا أحلى واجدع أخ ف الدنيااا خليها نص ساااعة
– ابتسم حمزة قائلا لشقيقته : مقدرش أنااا أقاااوم الدلع ده
– عانقته شقيقته بمرح قائلة : حبيبي يا موووزة يعني وافقت
– ابتسم حمزة ابتسامة صفراء قائلا : لأ بردوووو يا حلوتي هي ربع ساااعة ويلا بقا بدل ما يبقوا خمس دقايق موبايلاتكوا ف ايديكوا أي حد يضايقكم تكلموني علطول فاهمييين
– تحركت ندى وهي تضرب الأرض بقدمها بغيظ وهي تلكز حلا بكتفها قائلة : وتقوليلي بيجي بالدلع أهوه ادلعتي يا اختي ومرضيش بردو أخوكي ده رخم
– ناداها حمزة من خلفها قائلااا : سمعتك يا ندى على فكرة
– ندى بغيظ وقد رمقته بنظرة خاطفة : آسفة
– حمزة وقد ناداها مرة آخرى : ندى
– وقفت ندى مكانها مرة آخرى قائلة بتذمر: نعم ! ناااوي تضيع الربع ساااعة كماان
– حمزة بابتسامة : لأ ناوي أحط عليها ربع ساعة كمان بس لو اتأخرتوا عن النص ساعة ثانية واحدة هدخل أجيبكم من قفاكم أنتو الاتنين والله زي المجرمين بالظبط
– ندى وقد اتسعت ابتسامتها : بجد وااافقت ! شكراااا مش هنتأخر والله يلا يا حلاااا
ظل حمزة واقفا حتى اطمأن انهم دلفوا لمحل الملابس أمامه ثم جلس على المقهي وقد اتخذ موقعا يمكنه من رؤية مدخل المحل
أما عند ندى وحلا تسائلت الأخيرة بشغف قائلة :
– هااا يا نودي قوليلي بقااا عايزة تشتري أيييه
ندى : مش عايزة أشتري حاااجة ثم …..
يا تري ندي عايزة تعمل أيه ؟؟وليه كدبت عل حمزة ؟؟مفاجآة سارة بانتظار حمزة فما هي؟
مشاجرة آخري تلوح ف الافق فمن اطرافها هذه المرة ولما ؟؟
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثانى عشر من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .