انتقل “الياس ” وحيدا نحو احد الميادين كما أرسل اليه ، مخاطره قد تؤدى بحياته من أجل تلك المجنونه
التى تسوقه دون إراده وتسيطر بقوه على تحركاته أمره بترك سيارته وهاتفه والسير نحو احدالجراشات
الموجوده فى الميدان نفذ المطلوب دون اعتراض أو خوف تحرك بين صفوف السيارات الساكنه داخل الجراش
حتى خرج اليه اثنان من الرجال ذوات الوجوه الكالحه وبدون أى مجهود ذهنى عرفهم “الياس ” وتحرك ورأئهم
ليسحبوه فى احد السيارات العاليه غطوا عيناها وبدأو بتفتيشه وهو ساكن تماما ثم انطلقوا بسرعه
______________ جميع الحقوق لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
لدى مرام
لم يغمض لها جفن بعدما عرفت بما حدث لاختها اسرتها بالكامل كانت فى حالة من الحزن
الى جانب مرض والدها الذى تضاعف بعد هذا الخبر واصبح لا يقوى على مغادرة الفراش
كلما جال فى مخيلته ما سيحدث لابنته يزداد نبضه ويرتفع ضغطه ويدخل فى نوبه بكاء
فقدان ابنه يؤثر عليه ويخشي أن تتكرر المأساه بعدما فقده فى ظروف مشابهه
اعتدلت على فراشها بعدما سمعت صوت المنبه الذى كانت فى انتظاره غادرت الفراش بهدوء
وكل جوارحها شبه مخدره التقطت فستانها الرمادى وارتدته كانت “مرام ” لا تختلف شكلا
عن ” مكه ” كثيرا اختلاف بسيط فى لون العينين التى باخر درجه من دراجات العسل
وقد ورثتهم عن والدتها بينما مكه لون عينها فاحم لأبيها بيضاء البشره ووجها ذوا استداره
ممتلى من الوجنتين انتهت من ارتداء فستانها الذى طمس تماما معالم جسدها النحيل
وارتدت حجابها الذى فاض عن كتفها واسفل صدرها خرجت من غرفتها وهى تحمل
حقيبتها لتجد والدتها كما تركتها بالامس تجلس على سجاده الصلاه وترفع يدها الى السماء
اقتربت منها ومسحت على كتفها قائله :
_ ماما انا هنزل الف لفه على المستشفيات
جرت دموعها على خدها دون إراده وكأن كل ما فى قلبها تحول الى ماء لينهال على وجنتها
_ انا مش عارفه اقولك ايه انا خايفه عليكى انتى كمان وفى نفس الوقت مش لاقيه حد يغيتنى
ويدور على اختك ومش عارفه اتحرك عشان ابوكى التعبان
زفرت “مرام ” وقد كسا الحزن والالم وجهها وتشدقت بـ :
_ يا ماما ان شاء الله هلاقيها ما تقلقيش انتى وخليكى جنب بابا
عشان ما يخرجش وان شاء ان شاء يكون المحامى دا عرف مكانها
رفعت “خديجه ” يدها الى السماء وهى تدعو برجاء :
_ يارب
___________بقلم سنيوريتا يا سمينا احمد ________
ريان وتمار
استيقظت من نومها لتكتشف انها فى غرفة “ريان” انتفضت تبحث عنه الى جوارها ودقات قلبها تتسارع
اطلقت تنهيده مرتاحه بعدما تأكدت انها فى الغرفه وحدها نهضت من الفراش تعدل ملابسها وذهبت
الى المرآه لتتفقد وجهها و تطمئن على طالتها كانت تمار تعشق الاناقه وتهتم بنفسها وبجمالها
الذى وهبها الله به عينها الفيروزيه الواسعه وانفها المرفوع وفهمها المكتظ كل ملامحها تبدو
كاللوحه وهى تعشق الالوان والزينه بشكل خاص عدلت من شعرها المتوسط الطول
وخرجت من الغرفه لتبحث عن “ريان “الذى لا تذكر كيف تركته امس
فتحت الباب لتجده ممدد على الاريكه بنفس ملابسه يغفى بشكل غير مريح تماما اسرعت
خطواتها نحوه وجلست على ركبتيها لتكون فى محاذاته ونادته متأثره بحالته :
_ ريان ,,,,,حبيبى
ازاح ثقل جفنيه عندما سمع صوتها واصدر همهمه تنم عن تعب دفين :
_ امممم
عضت شفاها بحرج وهدرت اسفا :
_ انا اسفه انى نمت فى اوضتك امبارح
استند على الاريكه ليعتدل قليلا لكن تالم ظهره ورغما عنه اطلق آنه مع اجابته :
_ ااه .. لا ولا يهمك
سالته وهى تشعر بالذنب حياله :
_ لى ما روحتش تنام فى اوضتى
ابتسم لها وأثر النعاس ما زال فى عينه واجابها وهو يبعث لها نظرات مؤثره :
_ ما ينفعش ادخل اوضتك من غير ما استاذنك
تزدا اعجابا به يوما عن يوم ويزداد هو عشقا بكل جوارحه ويغرق فى سحر جمالها
دون نهايه مظهرها وهى تجلس ارضا وهو يطالعها من الاعلى كان اكبر من ما تستوعبه
عيناه وشعر أنه كثير عليه هذه الطاله الصباحيه ظل ينظر اليها وفمه لا إراديا يبتسم
جمالها يجمل كون بأكمله كيف هو يسيطر على مشاعره تجاهها وهو امامها كالمسحور
سالته بعدما زاد الصمت :
_ هتدخل تكمل نوم ولا احضرلك فطار تنزل شغلك
تحمحم وهو ينفض تأثيرها عن رأسه واجابها وهو ينهض من مكانه :
_ لا انا هاخد انهارده اجازه مش قادر عايز انام
_________ جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“الياس ”
وصل الى معسكرهم السرى الذى استقر وسط الجبال كل ما جال فى رأس ” الياس ” هو
رؤيتها فورا شعور خفى تملكه للاطمئنان عليها وكأنها تسيطر على عقله
حرره احد الاشخاص من وثائقه وازال الغمام عن عينه فجال بمقلتيه فى المكان
الذى كان كالمنزل واسع ولكن من الحجرمنحوت بدقه به اكثر من غرفه
عاينه بدقه وسرعه لقد كان مستعدا لذلك وقد سنحت له الفرصه جاء بقدمه لمعقلقهم
ليرى كل ما سمع عنه من اهوال فقد كان هذا المكان بمثابة حصن متين يحول بينهم وبين
ايدى الحكومه
دفعه احداهم فتحرك فى هدوء لا يظهر أى اهتزاز او قلق حتى باغته الاخر بدفعه الى احد الغرف
واغلق الباب من خلفه زفر براحه ما أن رأها فى جانب الغرفه
تحتضن كتفها وكأن روحه عادت اليه لكنها رمقته بنظره بادره وكأنها لا تهتم لمجيئه من عدمه قضب
جبينه عندما لاحظ سكونها الغير معتاد وتذكر على الفور ما هدر به فى اخر لقاء بينهم وكيف كانت حالتها
عندما اخبرها انه متزوج لوى فمه وقطع الصمت بصوته العميق :
_ كسبتى الرهان وجبتينى على ملأ وشى وانا اوعدك لو خرجنا من هنا احنا الاتنين
مش هسيبك لازم اشوفلك شغلانه معانا دا انتى مكشوف عنك الحجاب
اشاحت وجهها عنه وظلت صامته فصاح بضيق :
_ انا هسجنك وربنا لا اندمك انك حلمتى بيا اصلا
كلامه لم يستفزها بعدما ملأ قلبها حسره وبرغم من غضبه على سكونها إلا أ نه ابتسم
جانب فمه انها لم تقابله بحراره ستنتقل مؤكدا عبر الكاميرات المدسوسه فى الجدران
“جابر ” الذى بالتأكيد جعله يختلى بها عن عمد كى يتأكد من شكوكه بعلاقتهم
سكت “الياس ” وجلس فى مقابلها تاركا مسافه بعيده بينهم لكنه كان يسمع نشيج بكائها المكتوم
ويحاول تجميد مشاعره مؤقتا كى يخرج بها من هذا المأزق
حتى قطع كل هذا صوت انفتح الباب دخل الى المكان “ابو صهيب او جابر ” وعلى وجه ابتسامه انتصار
بآسر ذلك النسر الذى حصد منهم الكثيرين فتح ذراعيه هادرا بنبره محمله بالاستهزاء والنصر فى آن واحد :
_ اهلا ومرحبا بسياده المقدم ” الياس النشامى ” عدوى اللدود وقعت ولا ,,,,,
سكت ليغمز بعينه كأشاره الى “مكه ” الهواء اللى رماك
لم يفقد “الياس ” اعصابه امام هذا الاستهزاء البائن وظل يرمقه بنظرات بارده لكنها مميت وتبعث
فى نفس الاخر قلق من ثقته وثباته تراجع ” جابر ” للخلف محتميا بمن خلفه و يقف بالقرب من اعوانه حتى نطق
“الياس ” بكل ثقته :
_ انجز عشان انا مش مطول
تحولت لهجة “ابو صهيب ” الى العربى الفصحى قائلا :
_ لما العجله اخى نحن نريد استضافتك انت وحبيبتك
كانت “مكه ” تسمع تحاورهما جيدا وعند هذه النقطه تحاملت على نفسها ونهضت من مكانها
تهرول نحو “جابر” وتصرخ فى وجه بحده :
_ انا مش حبيبته انا عايزه امشى من هنا خرجنى من هنا
صر “الياس ” على اسنانه من انفعال هذه “الداهيه ” امام مجرم خطر كهذا اقترب منها “جابر”
وامسك بكتفها المصاب متعمد ايلامها بالفعل تشنجت تحت لمسته وهدر بصوت حاد :
_ مش انتى اللى كنتى بتنادى عليه جبناهولك ولا باينلكم زعلانين سواء واحنا هنصالحكم على بعض
وبرغم كتمها هذا وتظاهرها بالثبات خاصتا امامه لكن ظهر دون اراده على وجهها حجم الالم الذى تخفيه
ابتلع “الياس ” ريقه وظهر الغضب فى عينه وفشل فى تقيد ه لذا اندفع صارخا :
_ جابر ما تعرفش تعامل رجاله ولا ايه ؟ سيب البنت فى حالها ما فيش بينى وبينها حاجه
تركها اخير والتف اليه مستعيدا لهجته الفصحى :
_ ليس لنا بها حاجه حاجتى معك انت
نفخ بضيق من لهجته التى لم تليق به من الاساس صاح امرا بإمتعاض :
_ كلمنى بالبلدى وحياتك والدك اللهجه دى بتنرفزنى
هدر الاخر باستفزاز دون اندهاش من ضيقه :
_ لماذا اخى انها لغة القران
ابتسم جانب فمه من اجابته وهتف باستهتار :
_ لا والشهاده لله انت حافظ القران قولتلك ما عنديش وقت
اصر على استفزازه ورمقه بنظرات حاقده وهو يزجره بـ :
_ تخاف اللغه من اجل كلمة
سكت قليلا لينطق بغليل :
_” القصاص ”
انفلت غضبه واطلق كل وحوشه لمجارات هذا الوقح الذى قتل المائات منهم تحت مسمى هذه الكلمه
“القصاص ” فقد بسبها اكثر من صديق واكثر من تلميذ وخلف ورائه مئات الثكالى والايتام فهتف بحنق :
_ ثكلتك امك يا ابو صهيب
اقترب منه منفجرا بكل ما اؤتى من غل تجاه هذا الشخص الذى يعرفه جيدا ويعرف انه بعيدا تماما عن الاسلام بل هو نقمة على الاسلام وانه مريض نفسي بالدرجه الاولى :
_ عارف انا اكتر واحد عارف حقيقتك وحقيقت امك وانت عاملى قدام الرجاله دى انك شيخ الاسلام
انت اصلا ما فتحتش كتاب دين مش كتاب الله لما تحب تعلا ما تنساش اصلك استنى لما اللى يعرفوك يموتوا
احتقن وجه الاخر من ردته الشرسه وكشفه امام اعوانه فصاح بأحدهم أمرا :
_اضربه
لم يتوانى الاخر عن وكزه بسلاحه فى وجنته لكن “الياس ” تلاقها وهو ثابتا لم يهتز حتى
دفع من ضربه وغيره مما حاوله التغلب عليه ليعود ويصرخ به دون اكتراث :
_ انت عارف انى مش هخرج من هنا يا قاتل يا مقتول وبما انك استدعتنى
واتقابلنا بعد المده دى يبقى نقرأ الفاتحه مقدما على الحى والميت
رفع “الياس ” يداها وهو يهدر :
_ بسم الله الرحمن الرحيم
مال برأسه واستطرد ليساله باستهزاء :
_ حافظها ولا لاء
___________جميع الحقوق لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
“منار ”
ظلت تفكر طوال اليل فى عرض “شريف ” واذدا تحيرها فى التخلص من زن والدتها
ظلت كما هى بالفراش حتى دخلت اليها “ورد ” تحمل بيدها صنية محمله بالطعام
هدرت بتذمر :
_ ما تقومى بقى يا ست المحاميه هو احنا هنشغل عندك ولا ايه شريف يعملك الفطار
وانا اجبهولك لحد السرير والنبى انتى ما عند دم
اعتدلت فورا على ذكر اسم “شريف ” وسألت غير مباليه بتوبيخها :
_ شريف هنا
وضعت “ورد ” ما بيدها وهى تجيبها بضيق :
_ لا يا اختى مشي
عبثت فى شعرها بملل فهى فى حالة من تشتت لتزعق “ورد ” بضيق :
_ ما تقومى بقى طول اليل عماله تفركى فى السرير ما عرفتش انام منك
نفخت “منار ” بضيق وهدرت وهى تتنحى عن الفراش :
_ هو انا كنت نمت
وقفت “ورد ” بوجها وضيقت عينها وقد لاح بعينها الغضب :
_ هو انتى هتستعبطى يا منار هتلاقى اصلا احسن من شريف فين ؟
ازاحتها من وجهها وقد ضاق صدرها من محاماة “ورد ” لاخيها باستمرار وصاحت بانفعال :
_ يا ستى انا مش عايزه أدور اصلا لولا زن أمى كان زمانى ما شوفتش وشك
التفت “ورد ” وقد تشنج غضبها لكن هما معا لا مجال للخلاف وصاحت بضيق :
_ وانتى حد لمك غيرنا احترمى نفسك بقى أهو على الاقل هتبقى معانا فى نفس البيت
بدل ما بنشحتك من امك
ارتخت ملامح “منار ” واجابت بملل :
_ والله يا ورد انا كمان بفكر بنفس طريقتك بس انى اتجوز شريف صعبه شريف اخويا
ازاى يبقى جوزى حاجه انا مش راكبه فى دماغى انا عارفه انه بيساعدنى عشان اخويا
لكن بعد ما نتجوز الاخويه دى هتستمر ولا هكرهه زى بقيت الرجاله
عضت “ورد ” شفاها وهى تضع يدها فى جانبيها تكتم ما يكنه اخيها لها وتلعن غباؤئها فى تفسير
ما يفعله شريف كتصرف اخوى نبيل شحذت همتها لتقنعها دون أن تفشي سر “شريف “وعمدت ان يكون هذا بمرح :
_ اتجوزيه يا منار اصلا مش هتلاقى حد يستحملك غيرو لان امك مش هتبطل زن
انتى عارفها أعند منك ونصيحه بقى ما تقوفيش فى وش التيار
أردفت بضيق من رأسها اليابس :
_ يا ريتك يا اختى انتى كان عندك اخ كنت طلعت من المناهده معاكى بمصلحه
وضعت “منار ” يدها فى جنبيها وهدرت بعند وهى تخرج لسانها القصير :
_ ما كنتش هرضى اجوزهولك
فجرت الغضب بداخلها فراحت تبحث عن ما تقذفه به وبالفعل امسكت الاكياس القطنيه
وبدأت فى ضربها والآخرى تضحك بجنون
______بقلم سنيوريتا يا سمينا احمد ____
“مرام ”
بعدما زارت كل المستشفيات القريبه من الحادث خرجت من احداهم وهى تزفر بضيق
ورأسها فى مكان وجسدها يسير دون روح لكنها فى وسط شرودها اصتدمت بجسد
اخر فانتبهت على الفور عندما سمعت آنته العاليه
لتفيق من شروده وتهتف مرتبكه :
_ انا اسفه يا …..
_ انتى
هكذا قاطعها “عدى ” الذى كان بالقرب من احد المستشفيات ليغير على جرح يده
عندما وقعت عينه عليها رأى ذلك الحزن الذى اذبل عينها وأشحب بشرتها لكن
نقاء روحها ينعكس على وجهها مما جعلها اكثر من جميله ،اما هى وكأنها وجدت ضالتها
هدرت على الفور :
_ الحمد لله انى لاقيتك انا كنت هكلمك بس كنت خايف الوقت ما يكونش مناسب
نفى عنها الحرج بأن قال :
_ عادى كلمينى فى أى وقت بالاساس انا مديكى رقمى عشان كدا
بللت شفاها وسألته مسرعه :
_ عرفت أى حاجه من معارفك عن مكان اختى
كان يشعر تجاها بالعطف دون معرفة السبب ملامحها البريئه تمنحه شعورا بأنها غزاله
بريه فى وادى للذئاب عينها التى دوما ترسل اشارات راجيه تجعله لا اراديا يتشبث بها
اجاب وهو يحاول الاعتدال فى ردوده حتى لا يزج اسم زوج اخته فى أى مشكلات :
_ ما حدش يعرف مكانها
الصدمة كانت كبرى بإختفاء اختها تماما وبعد قطع أخر خيط أمل امتلائت عيناها بالدموع
لوى “عدى ” فمه وهو يشعر بتأنيب الضمير فسأل نفسه كيف يتخلى عن مساعدة هذه الفتاه
وهو من وقف ايام وليالى بالشارع ليأتى بحقوق شباب يا فعين أسرع كى يهدأ من روعها
ويخفى تلك الدموع التى أوشكت أن تطأ وجنتيها بسرعه :
_ بس أنا عندى حل
هدرت بتلهف كالغريق الذى يبحث عن طوق نجاه :
_ قوله أرجوك
ابتسم مطمئنا لها وهتف وهو يمسك يده التى تحاوط الشاش :
_ بس الاول اروح اغير على الجرح عشان الخبطه اللى خبطيهالى فيه دلوقت وجعتنى جدا
وضعت يدها على فمها وشعرت بالحرج من ايذائه الغير مقصود وتشدقت بندم :
_ انا اسفه
حافظ على ابتسامته اللطيفه :
_ ولا يهمك اتفضلى نرجع المستشفى
___________صفحة بقلم سنيوريتا _________
(ريان )
كانت مشكلة كبيره فى النوم فى نفس الفراش بعدما غادرته حوريته تقلب يمينا ويسار
لا يعرف للنوم طريقا فشل تماما فى ايقاف تفكيره بها وفى وسط كل هذا الاضراب
تعالى صوت هاتفه مشيرا ان هناك حدث مهم لعدم توقفه على الرنين سحب هاتفه
وضغط زر الرد باهتمام قائلا :
_ ايوا يا افندم
قال الطرف الاخر بنبره منفعله :
_ سيادة المقدم الياس خرج مهمه من غير ما يبلغنا ولا يأخد حمايه
فرك “ريان ” جبته وتسائل باهتمام :
_ مهمه ايه يا افندم
اجابه اللواء “جمال مندور ” وقد زاد تشنجه :
_ راح لجابر لوحده
اتسعت عين ريان غير مصدقا جنون صديقه الذى سيقضى عليه بالتاكيد
اعتدل فى جلسته وهدر بقلق :
_ طيب حضرتك عندك معلومات عن سبب خروجه
اجابه “جمال “وانفعاله لا ينتهى :
_ راح لأنه طلبه بالاسم يجى يا خد مكه ابرهيم السباعى
اذدات “ريان ” توتر وهدر :
_ اكيد “الياس ” عامل حسابه
قاطعه الاخر بصوت عالى محتد :
_ انا قولته ما يتصرفش غير لما يرجعلى الصبح والصبح اكتشفت انه سبلى رساله
انه مشي لوحده تعال انت كمان حالا ومش عايزين الاعلام يشم خبر عشان
ما نعملش بلبله فى الشارع
نهضت تماما من على فراشه مستعدا للمغادره بعدما اغلق اللواء الخط
اسرع باتجاه قميصه المركون على طرف الكرسي وهو يهدر بتشنج :
_ ايه يا الياس التهور دا دا مابقاش شغل قيادات دا بقى شغل عيال
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“شريف ”
وقف امام شقه خالته ليضغط الجرس فتحت “زينب ” على الفور مبتسمه وعندما وجدته
وحيدا دون “منار ” اختفت ابتسامتها وهى تسأله :
_ فين منار مش قولت هترجع الصبح
وبدون أى مقدمات أو حتى تطأ قدمه داخل الشقه هتف وهى يرمقها بجمود :
_ هـــتـــجــوزهـا
فرغ فاها وهى تسمع منه الكلمه التى لاتحتمل الشك او تكون مزاح من هيئته
رفعت يدها الى صدرها وقد تخبطت مشاعرها بين الفرح والضيق ثوان من استيعاب
الصدمه لتعود تسأل بتعلثم :
_ ليه هو انت قولتلها انك بتحبها؟
ظل فى نفس حالته الجامده وحرك رأسه فقط بالنفى وهو يجيب بهدؤء :
_ ما تعرفش هتجوزها وبعدها هقولها فى الوقت المناسب
عادت “زينب ” لحالتها الطبيعيه وهى تهتف راجيه لعل تقنعه :
_ يا ابنى يا حبيبى منار مش هتنفعك والله انا خايفه عليك هتعيش باقى عمرك فى نكد
لم يتحرك له رمش ولم يتغير جموده يعرف كل ما تقوله لكن هذا أهون من أن يتركها لغيره
هدر متجاهلا كل ما قالته :
_ هتجوزها
سألته هى متحسبه :
_ هى موافقه
اجابها بنفس الهدوء وهو مستعد لمغادره :
_ هجبهالك تسأليها
غادر وتركها فمها مفتوح هيئات من هذه الزيجه التى ستجمع المتضادين انه نار وهى بركان
اكثر متناقضين سيجتموعن تحت سقف واحد بالتاكيد سيجعلوا البيت ركاما
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“عدى ”
بدل غيار يده وجلس على حافة السرير المعدنى فى غرفه التمريض يرتدى قميصه
بصعوبه شديد ناتجه من استخدام يد واحده دخلت ” مرام ” لتتفقد غيابه بعد خروج
الممرضه والتى شهقت على الفور عندما رأته دون قميصه وجسده مكشوف استدارت سريعا
واستعدت للخروج حيث اتت الا انه نادها بسرعه :
_ يا انسه مرام استنى
ودون أن تلتف اجابته بمنتهى الخجل :
_ نعم
زفر مستصعبا الامر وهى لم تلتف حتى لترى كم الجهد الذى بذله لقول هذا :
_ لوسمحتى بس تيجى تساعدينى البس القميص عشان الممرضه خرجت
وانا مش عارف عشان الجرح مألمنى
شعرت بالبروده التامه من ما هدر اتسعت عينها وكأنما لدغها عقرب وبحثت بعينها عن أى شخص
يقوم بهذه المهمه لكن كانت الطرقه فارغه اندفعت نحو الخارج وهى تهدر :
_ مستحيل
لوى فمه بضيق من رفضها وحاول مساعدة نفسه مع أن ذلك كان صعب وقفت فى الخاج لتدعوا
احد من الرواق لكن على فجأه امتلئ الرواق بأشخاص كثيره مع عدة مصابين فى حادث وبدئت تعم الفوضى
والصراخ لتجد نفسها تعود سريعا الى الغرفه التى مازال بها “عدى ” اغلقت الباب من خلفها فهى تصاب
برهاب من صوت الصراخ وضعت يدها على اذنها كى تخفف ذلك الصوت الذى اربك مشاعرها وملائها خوف
واعتصرت عينها كى تتجاهل كل هذا موت اخيها جدتها التى اطبقت يدها على جسدها قبل الوفاه الصاخ
يزداد وهى تنتفض وتضغط على اذنها اكثر لعله يختفى وتطبق عينها بقوة وكل الذكريات السيئه تطفو فى ذكرتها
كالاشباح وتلتف حولها لخنقها بحواث قديمه تجعلها هشه ضعيفه تخشي حتى الصراخ
انتشلها من وسط هذا دفء حاوط جسدها جعلها تنظم انفاسها وتفتح عينها ببطء وترفعها على ذلك الصدر
العريض وعضلات مقسمه كالوحة فنان وقبل ان تستوعب مارأت او تتاخذ خطوة للفرار
سمعت “عدى ” يسالها :
_ خايفه من ايه ؟
انتفضت فورا وتراجعت للوارء وهى تشيح بوجها عنه لا تعرف كيف تخفى خجلها
لكن وجدت الانسب اخباره كى ينتهى الموقف برمته ولا يسئ فهمها تشجعت وهدرت بإرتجاف :
_ انا ما بخاف من صوت الصراخ اوى وبيدمر اعصابى
امعن النظر بها متعجبا من رقتها المتناهيه وبرائتها التى تؤكد انها الماده الخام للنقاء هتف ليهدئها بالين :
_ طيب تجاهلى الصوت خالص وساعدينى البس القميص واحنا هنخرج من هنا
كلماته المرتبه والهادئه و الموقف الذى هى به جعلها لا تسمع سوى صوته نظرت الى عينه التى تجعل
الثابت يتحرك وتبحر بقارب خشبى فى امواج من لون السماء دون البحث عن شاطئ , وسط كل هذا مد يده
بالقميص وحسها بنظرات المغنطايسيه على فعل ما يريد امسكت القميص من يده وعينها لا تتحرك من عينه
تجاهلت الاصوات التى علت بشكل هستيرى وركزت فى عيناه التى تمنحها هدؤء وسكينه لم تنظر الى جسده
مطلقا بل ركزت على عينه كان هو الآخر يشرد بتفيصلها الناعمه والتى تشبه الثمرة الناضجه لتو
كان مرن وهذا ما سهل الامر الدقائق مرت كالساعات وهو ينظر اليها مشدودا موقف حدث صدفه
لكن هذه الصدفه لايمكن لها أن تمحى من ذاكرته
انتهت وظهرت الاصوات التى لم تختفى بالاصل لكن انشغلت بخلجها مما جعلها لاتشعر بأى شئ آخر
عادت تشنجها ووضعت يدها على اذنها وهى توشك على البكاء فجأه حاوطها هو بيده وجذبها اسفل
ابطه وفتح الباب ليخرج معها من وسط هذه الغواء
_______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________
“الياس ”
من جراء استهزائه بخصمه قيده احداهم وبدئوا بضربه بكل قسوة تحت نظر “مكه ”
التى لم تتحمل المشهد وراحت تصرخ فيهم بهلع من أن يصيبه مكروه :
_ حرام عليكوا سيبوا هيموت فى اديكو كدا
لم تحوذ على الانتباه من أى منهم استمروا على ما يفعلون بغل “الياس ” يمثل لهم عدوه لا آخر لها
ان لم يقتلوه سيقتلهم الجميع يعرفه يعرف انه أقوى مقدم فى مكافحة الارهاب يعمل بجد واجتهاد
لكن هو المتمرد لم يقبل أن يهان بل هانهم جميعا من وسط اللكمات واصبح يستفزهم بكل برود
وكأنه لايؤثر به شئ ها هو عاد يهتف بعد لكمه هذا الرجل فى بطنه بسخريه :
_ انت ايدك بترعش كدا لى شكلك خايف
مال برأسه كى يرى جابر ويخبره بمزاح :
_ الناس اللى جايبهم عارفين ان اللى بيضربوا اقوى منهم حتى وهو متكتف
وقبل ان يرد عليه “جابر ” مغلولا صاحت “مكه ” به مندده بحماقته :
_ اسكت بقى هيموتوك
سكتت تماما بعد أن رأت عينه تحولت نحوها بشراسه لم تراها من قبل حلما كان أو علم
انتابها خوف اكبر من الخوف من وضعها الحالى هتف بقوة تثبت انه كالجبل الشامخ لا يؤثر به اللكم :
_ احــنـا الــمــوت لــيـنا شــرف
خرجت انفاسها المكتومه بعد كلماته لا تعرف لما تخشاه وتخشي تلك النظره التى تخترق روحها قبل عيناها
حول نظره عنها وقد اكتفى من رؤيتها ترتجف كالعصفور فقط من نظره والتف لجابر وأردف بجديه :
_ مش كل شهيد فى الجنه يا شيخ
نهض جابر من على كرسيه وهو يأمر من حوله :
_ كفايا خد واجبه وزياده
مال اليه وهو مقيد لكن النظر فى عين ذلك الشجاع مربكه لكنه اشتد بمن حوله وحاول طمئنت نفس بعد من حوله
وانه فرد واحد مقيد لا حول له امام تعتاد جيوشه وقال هامسا :
_ لا ااا يا الياس مش انتوا اللى ليكوا الجنه انتوا أعداء الدين
لم يجيبه “الياس ” واكتفى بدحجه بنظراته الجليديه ليتركه يكمل وهمه بـ :
_ انتم أجبن من انكوا تبقوا شهداء
نبث فم “الياس ” بكلمات مقتضبه مصرا على خروجه من طوره :
_ بأماره ما انت رابط الجبان
ترك الاخر يغلى من هذا المخبول الذى لا يراعى مدى صبره فى المحافظه عليه
واسترسل بهدؤئه المدمر :
_ انت عارف كويس مين فين الجبان كفايا انك بترعش قدامى وانا متكتف كفايا انك عارف كدا
من جواك ان انهارده انا ضيفك بكرا انت ضيفى وصدقنى واجبك هتاخده هتاخده
رفع “جابر ” وجه عن هذا المستفز وزمجر بصوت عالى :
_ هاتوا تليفونه
على الفور استجاب احداهم وعين “مكه ” مصلبه على وجه “الياس ” الذى يقطر دما قلبها يتفتت
لرؤيته فى هذا الموقف غير ملتفته لحالتها التى ستصبح أسوء منه بن جرحها النازف امسك “جابر ”
براسغها وصاح وهو يوجهها نحو “الياس ” :
_ البت دى تلزمك
كان سؤلا صعب عرقل لسانه ذو الست امتار ليس لديه أي مشاعر لتدله عن اجابه هو لا يعرفها
مطلقا لكن فى المرات القليله التى تقابل معها شعر انها أشغرت جزء كان فارغا من زمن حتى ظن انه ليس موجود
بدأت عينه تنتقل على عينها الدامعه وعين الآخر الذى تقرأ نظراتهم الصامته بتأنى والتى كان صعب عليه
أن يفهم ما بينهم هما انفسهم لا يعرفوا سر المغناطيس الذى بينهم لقد قطع مسافة طويله تشبه الحج فى سلف العصر
كى يصل الى مكه خاصته وبعد برهه هتف وقد غلف مشاعره بالقوة :
_ انا جاى عشان اخــدها
الكلمه نفسها جعلت “مكه ” ترتعد لا تصدق ما قاله لذا التفت الى “جابر ” وكأنها تسأله هل قال ما سمعته
هل هى مهمه لدرجه قدومه هنا وحيدا وهل حياتها غاليه حتى لا يخاطر بها حتى فى احلامها كان دوما
منقذها لابد أن تبحث عن مفسر يفسر لها هذا الواقع الغريب كيف تشعر بكل هذه الاحاسيس فى وقت واحد
وكأن الذى بينهم سحر عقد فى باطن الارض صعب الفكاك منه
لوى الاخر فمه بغل وهدر :
– دى مش هتخرج من هنا الا لما رجلتنا اللى عندكم يخرجوا
سأله الياس متجاهلا تهديته ل “مكه” والتى ظهر عليها الرعب وهى تسمع كلماته الشرسه :
_ انت مشكلتك مع مين بالظبط يا جابر معاها ولا معايا
اجابه وهو يقبض اكثر على ذراعها قائلا بنبره قاسيه :
_انت تحمد ربنا لو خرجت انت على رجليك
وقبل ان يرد عليه “الياس ” دخل أحد الرجال ليناوله الهاتف بحث عن اسم اللواء
“جمال مندور ” وشرع فى الاتصال ,,,,,,,
______صفحة بقلم سنيوريتا ______
“لدى عدى ”
طوال الطريق و”مرام ” تضع وجهها بالاسفل تحدق بأصابعها التى تضغط عليها بالاخرى من شده الخجل
ما عاشته من قليل ليس بهين هى لاول مرة تقترب لهذا الحد من أى رجل ولم تساعد من قبل رجلا عاريا
ولم تجرب شعور أن يخطتفها احد داخل عيناه وأيضا تركب الى جوار غريب فى سيارته
ظل “عدى ” يوزع نظره الى الطريق ويخطف نظرات جانيبه الى تلك التى لا ترفع عيناها عن الارض
تحمحم مرات لكن ما كان منها الا انها تزيد من الضغط على أصابعها ويتصبب جبينها عرقا
مما دفعه ليتسائل بقلق :
_ انسه مرام انتى كويسه ؟
فجأها سؤاله وإن كانت تجيد الكذب لأخبرته انها بخير لكنها ابدا ليست على مايرام
كل شئ حولها فوضوى حتى مشاعرها تبحث عن من يعيد ترتيب هذه الفوضى لم ترد
واذدات حالتها سؤء حتى أوشكت على الاغماء وتحول لون بشرتها الناصع الى الاصفر
الذابل حالتها كانت تبعث القلق فى نفس “عدى ” الذى اصبح شغله الشاغل مراقبتها
مكررا سؤاله بإلحاح :
_ مالك انتى شكلك تعبان جدا
اجابت كى تسكته وترتاح من تأنيب الضمير الذى يوخذها بتواجدها معه فى سيارة واحده وهذا ضد
مبادئها وتربيتها و ايضا واختها لا تعلم لها أرض :
_ مافيش حاسه بشويه إرهاق
اصابه التوتر وهو يرى شحوب وجهها الزائد أسرع وسط الزحام حتى يصل الى مكتبه
ومن بين يده التى تتلاعب بمقود السياره امسك هاتفه ارسل رسالة قصيره الى السكرتيره الخاصه
بمكتبه بأن تحضر له افطار وبعض المقويات وانطلق يشق عباب الريح
حتى وصل الى مكتبه فى وقت قصير تنحى عن سيارته والتى فور ظهورها
هرول اليها الحارس ليصتفها وهو يهتف مرحبا بحفاوة :
_ عدى باشا نورت الدنيا
ابتسم له فهو متواضعا بشوش قريب من الناس عكس والده تماما لذا يعشقه كل العاملين هنا فى مكتب والده
_ الدنيا كلها منوره بيك يا حاج اسماعيل
ابتهج الرجل من اجابته وتقديم اسمه بالحاج فقال وهو يرفع يده للسماء :
_ حاج يارب يرزقنى ويرزق كل مشتاق
ربت “عدى ” على كتفه وهو يطمئنه برفق :
_ ان شاء الله هتحج يا راجل يا طيب
تنحى عنه ليذهب الى “مرام ” والتى كانت مذهوله من معاملة الحسنه مع ذلك الرجل البسيط
والذى لا يبدوا ابدا ذا أهميه ليقف “عدى ” معه اسفل هذا الصرح الشاهق الذى لا تعرف
ما علاقته به لكن لابد ان له علاقه وطيده بالمكان لدرجه ترك مفتاح سيارته له وبين
كل هذا ظهر أمامها “عدى ” يفتح لها السياره وهو يقول :
_ اتفضلى
سألته وعلامات الدهشه لم تختفى عن وجهها :
_ انزل فين ؟ انت جايبنى فين ؟
اجابها وهو يشير بعينه الى هذا الصرح :
_ مكتبى
تبدلت الدهشه وتحولت الى حنق وراحت تنهره :
_ انت بضحك عليا مكتبك اللى روحناله امبارح غير دا
ابتسم نصفه ابتسامه وهو يهتف بتفهم :
_ المكتب اللى جتينى فيه امبارح دا انا مش بروحه غير باليل انما انا طول النهار
هنا مكتب والدى “رأفت الالفى ”
ابتلعت ريقها وهى تستشعر الحرج من اتهامها له دون سابق معرفه آثارت الصمت
ليسترسل هو :
_ يلا انزلى وقفتنا كدا مش حلوه
اشار بذقنه لعم اسماعيل :
_خاصتا ان فى حد بيبصلنا على اننا اتنين حبيبه وشويه شويه هيجيبلنا
اتنين لمون وشجره
رمت ببصرها نحو اشارته لتجد ذلك العجوز ينظر لهم بهيام وابتسامه واسعه تظهر على وجه الشارد
ترجلت من السياره لكن هذا الدوار لم يتركها امسكت مقدمه رأسها بسرعه
فوضع “عدى ” يده على كتفها وحاول امساك يدها وهو يقول :
_ تعالى اسندك
انتفضت على الفور وكأن امسكت بها الكهرباء وهدرت بنبره محتجه تحمل بعض التهذيب :
_ لو سمحت ما تلمسنيش
رفع يده مستسلما ثم اشار لها ان تتقدمه كانت تراه شخص مختلف لبق جدا وصبور
لكنها تشعر بقلق شديد حياله لا تعرف له سبب خاصتا رغبته فى مساعتها دون مقابل
_ والله الاستاذ عدى دا جوهره
كان هذا صوت عم اسماعيل الذى هدر وهى تمر من جواره قطع افكارها بل وبعثرها تماما
لم تفكر حتى برد لتجيبه ناب عنها “عدى ” قائلا بمرح :
_ والله ما فى احلى منك يا راجل ياطيب
تحرك معها امام المصعد وقدمها عنه بيده ثم وقف الى جوارها وضغط زر المصعد
رائحه عطره انتشرت فى المكان وتخللت الى حواسها العصبيه له رائحه تشبه عبق
الورد وقت زهوره يخالطها بعض من القهوه جاهدت نفسها حتى لا تلتفت اليه
مع أن النظر اليه متعه أكبر من النظر الى الباب الحديدى الذى لم ترفع عيناها عنه
بينما هو النقيض تماما جاهد أن لا يلتفت لكن عيناه تمردت واصبح يرمى لها من
جانب عينه نظرات مطوله جائعه لرؤية تفاصيل وجهها كامله
اخير فتح المصعد وخرجا معا لكن عين “مرام ” اتسعت على أخرها وهى ترى
تلك المرأه تقف امامهما بجيب فوق الركبه يظهر سيقانها المشدوده والامعه
وجاكت ضيق من منطقه الصدر وشعرها الاصفر منسدلا على جانبى كتفها
تهتف بإبتسامه ابدا غير بريئه :
_ صباح الخير مستر عدى
ويبدو أن “عدى ” لم يكن مستنكر رؤيتها بهذا الشكل وكأنه اعتادته وجهها الصارخ
بكل الالوان لم يلفته وهو يرد :
_ صباح النور “ليندا ” حضرتى اللى بلغتك بيه
كان لها ايضا نصيب من الدهشه وهى ترى تلك الفتاه بملابسها الرثاء التى لا تظهر
سوى وجها امعنت النظر بها وهى لا تصدق تواجدها الى جانب “عدى ” داخل مبنى
كبير كهذا ليس من حيث الحجم لكنه كبير على تلك النكره من وجة نظرها وحدها
اجابته وهى لا تزيح عينه عن تلك الفتاه :
_ ايوا يا افندم الفطار جاهز فى المكتب
تحرك نحو مكتبه وتبعته “مرام ” والتى هى ايضا بادلتها التفرس كما فعلت ” ليندا ”
كلا منهم يكتشف الآخر بسخط ،متباهى بما لديه وبنفس درجة الترفع والكبرياء
_________صفحة بقلم سنيوريتا ________
_ انتى هتجوزى شريف يا منار
كان هذا سؤال “زينب ” الى ابنتها فور عودتها من منزل خالتها
مازل فى نفس “منار ” بعض الحزن من معاملة والدتها لها امس
اجابتها بضيق دون أن تنظر لها :
_ ايوا مش انتى اللى عايزه اتجوز
لاحظت عينها التى تتحاشي النظر فى عيناها وتحركت صوبها ومسكت منكبيها
وهى تهتف بحده :
_ بصيلى هنا , اشمعنا شريف
دفعت “منار ” يدها عنها وقد انفعلت من استمرار معاملتها الحاده معها :
_ انا مش عيلة صغيره كل يوم هتضحكى عليها بحكايه انتى مش كنتى عايزه
اتجوز وادينى بقولك اهو العريس جاهز وهيخلصك منى اسرع وقت تقوليلى
اشمعنا شريف
صاحت بها وقد كان هذا اخر ما توصلت اليه من صبر :
_ انتى عارفه انه زى اخوكى ليه هتعذبيه معاكى
شعرت بوخز قليلا من تاكيد فكرتها ان ربط اسمه بها عذاب لكنها ابتلعت ريقها وهى
تصدى لها :
_ خلاص مش عاجبك اقفلى الموضوع كله وسبينى اركز فى دراستى
اجفلت “زينب ” وقد تريست قليلا لعلها تقنعها لمرة واحده :
_ منار يا حبيبتى الست لو طلعت المريخ اخرتها الجواز بيت وولاد وحياه لازم تبنيها
زى التعليم بالظبط وانا مش هعشلك العمر نفسي اطمن عليكى مش اسيبك فى الشقه هنا
وحدك الدنيا تهد القوى نفسي افرح بيكى قبل ما أموت
انفجرت فى البكاء عند الوصول الى هذه النقطه ضعف قلب “منار ” فورا وراحت تحاوطها بيدها
وهى تهتف بتاثر :
_ بعد الشر عليكى يا ماما
هتفت “زينب ” من بين نشيجها :
_ بلاش شريف يا منار حرام عليكى هتعذبيه اكتر
شردت “منار ” بعيدا وهى تهمس بتشتت :
_ مافيش غيروا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع