روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 12

الثانيه عشر

“فى القسم”

كان صراخ “ابراهيم ” يملاء القسم لقد بدء “الظابط ” التسلى به والعبث الجنونى دون مراعاه كبر سنه ولا سبب وجوده
فى كل مكان دوما هناك سئ وجيد بل بكل انسان ايضا الخيارين مجرد ما أن استمع الظابط تهمته التى بات مؤخرا
تشكل تهديدا امنيا بدأ بممارساته الغاشمه وكأنه امسك به فى مظاهره لقلب نظام الحكم

هرول بعض العساكر الموجودين فى نوبه الحراسه يتسألون بقلق عن سبب هذا الصراخ القادم من احد الزنزانات
يسأل احدهم الشاويش :
_ فيه ايه ياشاويش سلامه

اجابهم بأسف من عجزه امام تصميم “الظابط خالد ” بتعذيبه :
_ دا الشيخ ابراهيم السباعى الظابط خالد بيعذبوا

جحظت عيون من بقى فى قلوبهم الر حمه هادرين :
_ دا ممكن يموت فى ايده

وتدخل الاخر متعجبا من بطش هذا “الظابط ” صغير السن أهوج التصرفات :
_ الراجل ماعملش حاجه دا جاى يبلغ عن اختفاء بناته

هتف “سلامه ” اسفا :
_ عمل ولا ما عملش الظابط مش هيرحمه

سكت الجميع بعجز عن انقاذه ولكن بقى صوت “الشيخ ” يعلو فى الارجاء بالم يدمى القلوب لكن ليست كل القلوب متشابهه
هناك من يعتلى السلطه دون عقل وقلب أو حتى رحمه

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

فى الفندق
طرق “الياس ” باب الحمام عدة مرات دون أن يتلقى رد من “مكه ” التى اختفت بالداخل لمدة طويله
ليزيد من قوة ضرباته ويزعق بقوة :
_ افتحى بدل ما اكسر الباب

كادت أن تدخل فى نوبة بكاء من كثرة الضغط على أعصابها أين تفر من حصاره والرعب الذى يبثه فيها
بإستمرار استجمعت شجاعتها وتحركت صوب الباب لتفتحه بنفسها قبل ان يقتحم عليها المكان
اخذت شهيقا مطولا حتى تهدأ وزفرت بتمهل وهى تدير المقبض الخاص بالباب بينها وبينه ,لكن عندما وجدته
فى مقابلها من جديد عينه تخترقها بحده كالرصاصه الصلبه ارتجفت لا اراديا وانهال عليها هو صائحا بحده :
_ كويس انك خرجتى لوحدك ونصيحه صغيرة منى اسمعى كلامى عشان تقضى يومين لطاف معايا

لم تعرف كيف اشارت له بالايماء لكن امام بريق عينه الشرس لم يوسعها سوى الاستجابه لكل ما يقول حتى تنجو
من هلاكه الذى يقفز من عيناه تجاوزته بحذر دون ان يتزحزح كل ما ترجوه هو ان لا تلمسه ولكنه لم يحيد نظره عنها
وكأنه يلتهمها قطعه قطعه اخيرا ابعتدت عنه وهرولت نحو الفراش ليصفع الباب من خلفه ويختفى اخيرا عن ناظرها

جاهدت تنظيم انفاسها بعد هذا الاضراب المميت الذى عايشته مع هذا الاسد المتوحش ان وجوده وحدته تلهيها تماما
عما سيحدث لها فى المستقبل أو حتى التركيز فى اسرتها التى بالتاكيد فى حالة سيئه لكن تلاحق الاحداث وتضارب
مشاعرها فى وجوده جعلتها تغفل عن الاهتمام بشؤن أى شخص أخر سمعت صوت المياه المنهمر من الداخل
فزفرت بشجن وهى تهمس برجاء :
_ يارب خلصنى منه

الدعاء بهذا لم يكن سهلا صارعت قلبها الذى امتلاء عشقا بهذا الرجل وكل المشكلات التى اتته من خلفه تجرها نحو نسيانه
من اجل سلامتها فما الحيله بين قلب اعمى وعقل حذر

__________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
فى شقة (ريان )

دخل “عدى ” بعدما نقر عدة نقرات على باب الغرفة التى تقطن بها “مرام ” وقعت عيناه الفيروزيه على هيئتها
المأساويه فاظلمت فجأه من حالتها تضم ساقيها الى صدرها وتنهمر فى بكاء مرير دون صوت عيناها تنظر للفراغ
دنى منها ونادها بأسف :
_ انسه مرام من فضلك ممكن اتكلم معاكى

كانت تشعر بالالم فى قلبها من شدة ما وقع عليها من انتهاك تجاهلت كلامه برغم انها سمعته ورفضت
النظر صوبه وهى تهتف بنبره متقطعه وكأن روحها تخرج لابعض الكلمات :
_ انا عايزه اروح بيتنا

اخفض رأسه عنها يشعر بكل شعور يجول فى صدرها يعلم ما تكبده فى قلبها لكنها لم تسمح له بالتخفيف عنها
ولو بجزء بسيط وكيف سيخفف عنها هذا الامر وبأى عين سيرثى حالتها وجد نفسه ينطق دون اراده بـ :
_ حاضر هعملك اللى انتى عايزاه

همم من مكانه فليس لتواجه امامها جدوى سوى أن قلبه يتمزق لآلآف المرات لرؤيتها فى هذه الحاله وقبل أن يغادر
سمعها تهتف بحرج :
_ من فضلك عايزه لبس وحجاب
لم تستطيع منع نفسها من الانفجار فى البكاء وهى تسترسل :
_مش عايزه ادخل بيتنا كدا

التف مهرولا نحوها ليرفع يده محاولا الربت على كتفها وهو يقول :
_ اهدى
لكنها صارعت بالصراخ بهلع :
_ ابعد ما تلمسنيش ما تلمسنيش

ابتعد فورا من جوارها واشهر يداه فى وجها محاولا تهدئتها :
_ خلاص ,,خلاص

لكنها لم تكف وصوت صراخها وصل الى مسامع “ريان وتمار ” اللذان هرولن نحو الغرفه وصوت كلماتها
يكاد يصيبهم بالذهول نظر “ريان” بشك واتهام ل “عدى ” لكنه لوى عنقه هادرا :
_ ما جتش جنبها والله

سارعت “تمار ” بإحتضانها فى تفهم ان حالتها النفسيه سيئه وتحتاج لوقت طويل حتى تنسي هذه الحادثه
بصعوبه انصاعت الى ضمها وهدهتها الناعمه وتوالت شهقاتها المتقطعه
زم “ريان ” فمه بضيق وهو يوجه ضيقه تجاه عدى هادرا :
_ عاجبك كدا ربنا يسامحك على اللى عملته دا

صاح “عدى ” غاضبا :
_ ما أهو لو كنت ساعدتنى من الاول ما كانش الموضوع وصل لكدا

وقبل أن يندفع “ريان ” فى الرد عليه قاطعته “تمار ” بصوت حازم :
_ من فضلكم اخرجوا برا

التف “عدى ” غاضبا لكنه لم يخرج من الغرفه فحسب بل خرج من الشقه باكملها كان صعب عليه
ان يرأها تتالم بهذا الشكل حتى وان كان لا يعرفها فكرة ان شخص يتعذب بسببه يرفضها تماما
وتجلد ضميره

*********************الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد *********************

فى شقة منار وشريف

وضع لها الطعام على الطاولة فمدت يده تناوله بشراهه ظل واقفا ينظر لها غير مصدقا انها اليله كتبت
على اسمه وستنام فى بيته حلم حياته مع كل فعل تصدره يبتسم لا اراديا يتابعها بمشاعرحنونه كأب يتابع طفلته
بشغف هتفت وهى تتعجب من نظراته :
_ ما تقعد تاكل

اجابها مازحا وهو يسحب كرسي ليجاورها :
_ هو انتى هتسبيلى حاجه ممكن تاكلينى

استمرت فى تناول الطعام دون حرج وقالت بتذمر :
_ جعانه

حرك رأسه وهو يحافظ على ابتسامته الفرحه بوجودها وجنونها :
_ كلى بالهنا والشفاء

ابتلعت ما فمها وقد شعرت بالامتلاء بقدر كافى واستعدت لمحاكته :
_ شكرا اوى على اللى عملته معايا لحد دلوقتى يا شريف

تشعل برقتها قلبه ولا تدرى ان كل ما يخرج من شفتايها يذيبه اكثر عشقا فيها هو الصارم القوى امام العالم
يصبح بهذه الهشاشه امامها عقد ساعديه على الطاوله ليجبيها بجديه :
_ مافيش داعى تشكرينى بالكلام اشكرينى بالافعال

ضمت حاجبيها بعدم فهم وهى تشعر بالغباء يتصبب عليها امام لهجته الغريبه متسائله :
_ ازاى ؟

هم بالتوضيح املا فهمه يعرف انه صعب جدا ترويض تلك النمره المتمرده لكن لعل حديثه الآن يجدى نفعا :
_ انا بقيت جوزك الكلمة دى ليها احترامها

شعرت ببروده سرت فى اوصالها من ذكرى هذه الكلمه الغريبه على مسامعها تململت فى جلستها بغير ارتياح
وهى تكاد ان تنهره لكنه اسرع بتوضيح مغزاه :
_ اى قرار اخده لازم يتنفذ واللى اشوفه صح يبقى هو الصح بلاش منطحه معايا ونقشات طويلة بدون فايده

كادت ان تعترض لكنها اؤمت بقبول وهى تهدر بـ :
_ مش مهم اهى فتره وتعدى
اتسعت عينه وتحفزت خلايه متسائلا بدهشه :
_ هى فترة ايه اللى تعدى ؟

اجابته وهى ترفع كتفيها دون اكتراث :
_ اخلص كليتى و نتطلق
كتم انفاسه وعض شفاه السفليه وابعد وجه عنها مسيطرا غضبه وضيقه من هذه الكلمه التى لم يضعها ابدا
فى الحسبان وان كان صعب سمعها فى ليلتهم الاولى فى الزفاف الجاهلة لا تعلم انه يعشقها وهذه الكلمه
تفتته بعدما حصل بشق الانفس على اسمها بجوار اسمه
لطم الطاوله امامه وهو ينهض هادرا بحنق من اسلوبها المستفز :
_ وحتى دى مش بمزاجك

وقبل ان تجيبه اردف مقاطعا بسبابته محذرا :
_ منار ادخلى نامى

التف عنها ليركل كل ما قابله فى وجهه بينما هى نفخت بضيق بعدما ؤد المناقشه بينهم قبل بدأئها
ومطت شفاها بضيق وهى تهتف :
_ هو الجواز دا هينكد علينا ولا ايه حصلك ايه يا شريف بس انت طول عمرك بتفهمنى

____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________

الياس ومكه

خرج من الحمام يجفف شعره بالمنشفه لا يستر جسده سوى بمنشفه حول خصره واخرى على كتفيه
تاركا عضلات بطنه السداسيه ظاهره بشكل مخجل لكن “مكه ” كانت تختفى تحت بالغطاء حتى وجهها
لم يحرك عينه عنها محاولا اكتشاف حالتها الآن لكن هذا كان صعب جدا القى ملابسه جانبا

بينما هى تكاد تختنق من كتم انفاسها فى محاوله بائسه للهرب منه ولولساعه واحده شعرت بحبيبات العرق
تخرج من جبهتها وتنتشر على كامل وجهها تسمع حفيف خطواته فى الغرفه لكنها تخشي رفع الغطاء عن رأسها
ومواجهته نبضات قلبها فى تسارع مهلك ويزداد شعورها بالاختناق بعدما حصرت الاوكسجين تحت الغطاء

ثوان وشعرت بثقل جسده يرتمى على نفس الفراش بالقرب منها فقزت على الفور من مكانها وهى تصرخ بهلع
_ ايــــــــــه

قفز هو الاخر بفزع من تصرفها المفاجئ وقف فى الجهه الاخرى وبقى المساحه الفاصله بينهم هى الفراش
فسأل بتعجب وضيق من فعلتها :
_ فى ايه ؟

كانت تفتح فمها وعينها تنظر اليه بذهول رؤيته بهذا الشكل ألجمت فاها لم تجبه لكن وجهها الذى انفجرت به الحمره
مع حبيبات العرق التى ملاءت وجهها اخبرته بما لم تقوله لكن من جانبه هو كاد يسيل لعابه من مظهرها تشبه
ثمرة التفاح التى سقطت عليها قطرات الندى تبدو شهيه لدرجه الجنون لم يحدث له من قبل ان فقد السيطره الى
هذه الدرجه لو المساحه الفاصله بينهم لكان نجح الشيطان فى اغوائه لكنها صرخت لتخرجه من كل هذا :
_ انت مجنون ولا ايه ؟

تهجم وجهه من سبابها وطار كل ما فى عقله وصاح محذرا :
_ اعقلى بدل ما اوريكى الجنان على اصوله
ترجعت للخلف وهى تحاول ان تبدو فى كامل شجاعتها لكن لن تتهاون ابدا فى زجره ان لزم الامر :
_ الجنان انك تقعد معايا بالشكل دا وكمان عايز تنام جانبى

جعد جبهته ساخرا :
_ اومال انام فين ان شاء الله فى طرقه الفندق ولا فى الحمام

علا صوتها فى وجه بغضب من قلة ذوقه ورمقته بحنق :
_ ما ليش دعوة انت المفروض تتصرف لنفسك

وقعت عينها دون قصد على جسده لتشهق بفزع لرؤية نفس العلامه أو الاصابه التى اخبرته عنها
من قبل لاحظ هو ذلك واجفل بضيق لكشف صدقها لها دارت حول نفسها وهى تضغط على رأسها
بقوة من فرط تخبطها ما يحدث غير طبيعى بالمره اعتادت منذوا الصغر ان ترى كل شئ فى منامها
ويتحقق الا هذا الحلم الذى قلب حياتها رأسا على عقب ولا تعرف له تفسير من اين هو متزوج
ومن اين كان زوجها وحب عمرها فى الحلم
كان له نصيب من هذه الحيره يخفى دهشته من الامر برمته يخفى انجذابه الغير طبيعى اليها وسط قسوته
ومعاملتها كمجرمه تستحق العقاب استدار عنها ليسحب قميصه وهم بارتدائه تابعته خلسه انه هو بكامل تفاصيله
الرجل الذى عشقته فى احلامها لكن فى الحقيقه كل طباعه مختلفه
انتهى من ارتدائه وترك ازراره مفتوحه لا يريد ان يخفى شئ لكنه يشعر بالبروده من نظرتها جلس على طرف
الفراش مكتفيا بالسؤال دون مشاعر :
_ هتيجى تنامى

_ لاء
اجابته بشده وتحركت صوب الكرسي المجاور للشرفه وجلست ترفع قدمها عن الارض فى هذه اللحظه
سمعت صوت ا لقماش ينسلخ عن جسده بعنف ومن بعدها حفيف الغطاء يدثره ولا يخلو الصمت من زفراته
الحانقه الامر غريب وكأن بينهم شئ غير طبيعى شئ فعلا خرافى

____________ جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______________

عاد ” عدى ” الى منزل “ريان ” وبيده ملابس تليق بمكه المحجبه يعرف ان اخته غير محجبه ويستحيل وجود
حجابا فى منزلها قدم الملابس بصمت الى “ريان ” الذى استقبله بهدؤء ودار على عقبيه ليناوله ل”تمار ” التى لم تفارقه
من ساعه دقائق معدوده وخرجت لهم “تمار” تهتف بجديه ل”عدى ” :
_ عدى البنت دى لازم تروح لدكتور نفسانى حالتها صعبه جدا ونفسيا مدمره

زفر “ريان ” بضيق لكنه آثر السكوت فهدر “عدى ” يطمئن اخته بلطف :
_ ان شاء الله هعمل اللازم مش هسيبها الا لما تكون كويسه

عام الصمت بينهم الموقف انسانى بحت حتى الكلام عنه صعب دقائق اخرى مرت ببطئ
وخرجت “مرام ” تطأطأ رأسها بخزى جلى وهى تشعر بأنها فى ثوب غير الذى خرجت به تشعر
انهم نالو من روحها لا جسدها فقط خطواتها كانت ثقيله وهى لاتعرف كيف ستكذب على والدتها وتخبرها
انها بخير بينما كل ما بداخلها مفتت وانفاسها تضيق وكأنها فى سكرة من سكرات الموت لا تشعر بالحزن فحسب
بل تشعر بأن العالم من حولها ساكنا لا يميزه لون ولا رائحه ولا طعم كل شئ خانق كمشنقه معلقه تفوح منها رائحه
الاموات تقدمت ونبض قلبها ينخفض تدريجيا فى خطواتها كان شعور “عدى ” مختلف وكأنه يرى هالة من نور
لا يليق بها الحزن تصنمت عينه دون إراده متعجبا من كتلة النقاء التى تشبه ندى الورد فى الصباح اذداد تألما مما
حدث لها وأنب نفسه أنه انزل تلك الجوهره المكنونه وسط وحل الشارع فمثلها لابد أن يشيد لها برج لا يصعده الا
الطيبين وقفت امامه وكلا من “تمار وريان ” يتبادلان النظرات المتعجبه من نظرات “عدى ” الغريبه وكأنه لاول مره يراها
اذدراء ريقه واحاد نظره عنها وهدر بحرج منها وهو يدير ظهره اليها :
– اتفضلى عشان اروحك

خطت من ورائه بهدوء ولسانها يرفض الكلام …
خرجت من الشقه وتبعت خطواته دون اى كلام واستقلت سيارته وانطلق طوال الطريق وهى تشعر ان كل الناس
موتى يترحون لا يمشون تشويش تام كان على عقلها لا تامن اى شخص حتى هذا الطفل الذى نقر على زجاج الشباك
فى احد اشارات المرور من جه “عدى ” فتح اليه فاندفع الطفل بالادعيه مقدما اليه بضعت وردات قائلا :
_ الهى تتجوزوا يا باشا خد منى ورده واديها يارب تتجوزوا

سكت “عدى ” امام ثرثرته التى لا معنى لها ونظر باتجاه “مرام ” التى بادلته النظر ببرود وكأنها لا تشعر بشئ
استدار عنها ودس يده فى جيبه ليكور بعض الوريقات النقديه فى يد هذا الصغير حتى يختفى لكن الصغير لم يتوقف
واستمر قائلا :
_ الله يخليكم لبعض ويهنيكم ويرزقك يا باشا باشا خد منى ورده صالحها بيها

كلماته العفويه اصابت “عدى ” فى مقتل هناك اشياء لن تصلحها ورده أو هديه هناك جروح لن تشفى بكل ورود العالم

وقبل ان يضغط “عدى ” زر اغلاق زجاج النافذه القى الوردات داخل سيارته وركض بدى “عدى ” متوتر من وجود
الورد داخل سيارته شاعرا بالسخريه التامه من وجود فتاه وورد فى سيارته لا هى بحبيته ولا الورد اهلا له
هذه الحاله العاطفيه لم تلق بهما ابدا لذا القاه باهمال فى الكرسي الخلفي وانطلق يكمل مسرته عندما اضاءت الاشارة
باللون الاخضر

“”””””””””””””””صفحة بقلم سنيوريتا _للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد “”””””””””””””””””
فى شقه ابراهيم السباعى

كاد الجنون يصيب “خديجه ” وهى تدور حول نفسها فى الشقه بهاتفها تحاول الاتصال بإبراهيم أو بمرام ”
لكن لا فائده الهاتف مغلق وكأنه اسفل الارضين السبع صاحت بغيظ :
_ لا حول ولا قوة الا بالله راحوا كلهم فجأه مع بعض يارب

جلست فى منتصف المنزل وقد غلبها التعب لكن لم ينال منها اليأس زفرت انفاسها الغاضبه وراحت تردد كى تطمئن :
_ ” َفَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) سورة يوسف
قالتها بيقين وهى تتمنى جمع شمل عائلتها من جديد وكما قال الله فى الحديث القدسى «إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر»

بعد مده قصيره استمعت الى طرقات الباب الهادئه فهرولت نحوه وكان اجمل ما سمعت هذا اليوم اليوم الذى مر صامتا
خاليا من اى طرقات تشير عن عودة احد ليثلج قلبها الملتاع فتحت بسرعه لتجد “مرام ” امامها ومن خلفها شابا يافعا
لم تكترث مؤقتا بوجوده وتلقفتها فى احضانها وهى تقول :
_ كنتى فين كل دا يا “مرام ” قلبى كان هيوقف
دون ان تلاحظ أعينها المتورمه من البكاء وملابسها المتبدله غير التى ارتداتها صباحا
اندفعت “مرام ” كالملسوعه من احضانها خشيت الانهيار فى احضانها وهتفت بتوتر :
_ ما انتى عارفه انا كنت فى مظاهره والموبيل فصل شحن

ابتعدت قليلا وهى تشير نحو “عدى ” لتعرفه قائله :
_ الاستاذ عدى المحامى اللى كنت قولتلك عليه اللى بيساعدنى عشان الاقى مكه

حركت ” خديجه ” رأسها بهدوء وهتفت بترحاب خجل :
_ اهلا وسهلا يا ابنى كان بودى اقولك اتفضل لكن ..

طأطأت رأسها لتسترسل بحزن :
_ ابو مرام مش موجود نزل يدور على البنات

كان “عدى ” يشعر تجاه هذه الاسره بالشفقه المبالغ فيها متفهما شعور هذا الاب الشيخ الذى انقلبت حياته رأسا على عقب
وفقد ابنته والآخرى كانت على وشك الضياع وتجلت شهامته فى مساعدتهم كى يشفى صدره ويسكن تأنيب ضميره
على ما حدث فسالها :
_ وهيكون راح فين ؟

نابت ” مرام ” عنها بالاجابه وهى توشك على الانهيار :
_ القسم اكيد نزل قسم المنطقه هما اللى بيجو يسألوا عنه باستمرار

هتف مطمئنا بعدما نوى بدء رحلته التى كتبت من نصيبه فى مساعدتهم :
_ انا هنزل اشوفه وياريت يا انسه مرام ترتاحى وحاولى ما تخرجيش فتره لو احتاجتوا حاجه كلمونى

شكرته خديجه بإمتنان لوقفته جوارهم :
_ ربنا يبارك فيك يا ابنى ويسترها معاك دنيا واخره انا مش عارفه اودى جمايلك فين
فاجابه باقتضاب :
_ على ايه دى خدمه انسانيه ان شاء الله تيجى بفايده

____________صفحة بقلم سنيوريتا _ للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _________

فى شقه شريف

كانت الليله مختلفه على كلاهم رغم ان كلا منهم استقل غرفه خاصه به لكن اللوعه الاكبر كانت من نصيب شريف
العاشق الخفى للتلك الجاهله التى تظنه اخا ويرفض عقلها الخنوع هذه الليله تبيت محبوبته وطفلته التى ربها على يده
اخته وصديقته واخيرا زوجته تحت سقف منزله لكن بينهم من العوائق اولها انه يخشي الاعتراف بالحب فيخسرها
تماما ثانيها انه يشتعل لمجرد معاملته له كأخ وهو يطمع فى ود وكلمه لطيفه مقابل كل هذا العشق الموجه
لها دار فى فراشه عدة دوارت كى يهدأ افكاره لكن لا فائده بات جلب النوم اصعب من انطفاء الشمس اخيرا
ارتمى على ظهره وهو يزفر بضيق ولوعه قائلا :
_ آآه يا منار

…………………………
من جانبها هى بالنسبه لها كان يوم طويل شاق لم تعهده من قبل فهى لاول مره تشعر
بأنها فتاه وتتزين وترتدى فستانا منفوش هذه الاشياء كانت محرمه عليها لكن ما عذبها شعور مختلف
لم يدركه احد انها فى هذه الليله افتقدت والدها لقد اختفى من زمن و شعور افتقادها اليه لم يختفى
كرهت كل الرجال بسببه فقدت الثقه بنفسها اصبحت لا ترى اى رجل كرجل انطوت على نفسها
فما عاد لها صديق أو حتى حبيب مراهقه كبرت على انها هى رجل نفسها لكن هذا اليوم كان اكبر
اختبار لهشاشتها عندما وقفت تنظر الى باب القاعه منتظره وصوله تعتقد انه سيظهر وسترتمى
بأحضانه ثمة شعور حانق يتملك منها تكره وتود تلكمه فى صدره وتسأله لما تركها وترتمى من بعدها
فى احضانه وتجش بالبكاء مهما كرهته فهى دوما تحتاجه…
حررت قدمها من بين يديها وتمددت على الفراش مستسلمه الى النوم لعل يأخذها بعيدا عن كل صراعاتها
النفسيه ووحشتها المظلمه …

___________صفحه بقلم سنيوريتا _ للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _______

فى الفندق

نامت “مكه ” بعد هذا اليوم الطويل الذى عانت منه بشتى الطرق النفسيه والجسديه لكن قرينها المتواجد معها فى نفس
الغرفه لم ينم نهض عندما استمع الى علو انفاسها الذى يدل على انها غاصت فى نوم عميق وقف بجوارها يتأملها
جيدا وقلبه يدق بعنف وكأنه وجد ضالته لكن مستحيل أن يعشقها هى آفه سامه ستدمر تاريخه بالكامل

وجال فى عقله ماذا يفعل بها وكيف يقضى على فضوله تجاها واى طريقه يتبعها معها ان يخرجها من حياتها ويغلق
ملفها للابد أو يسجنها لتقضى حياتها تتالم تحت نظره اذد حيره لكن مؤقتا سيكتشفها حتى يمل منها ومن الممكن
أن يتخذها رهينه لديه للابد التف من امامها وهو يهمس بمكر :
_ الصباح رباح يا حلوة

وصل الى الفراش وسحب من عليه الغطاء وعاد اليها يدثرها به محترما رغبتها فى عدم مشاركته الفراش
ذهب حيث آتى بنفس حيرته واسئلته خائبا ليمد جسده الذى تصلب من قلة النوم وذهب سريعا الى الثبات

____________صفحة بقلم سنيوريتا _ للكاتبه سنيوريتا يا سمينا احمد __________

امام القسم

خرج “عدى” من القسم وعلى وجهه غضب عارم يفقده الرؤيا عبث فى هاتفه وهو يتجه نحو
سيارته انتظر انتهاء الرنين ليفتح الخط بينه وبين “ريان ” الذى لم يستجب فورا
فتح باب السياره وشغل المحرك ليقطع صوت الرنين “ريان” قائلا :
_ ايوا يا عدى

صاح “عدى ” غاضبا متلهفا لدعمه فى هذه الكارثه :
_ ريان شوف المصيبه دى بدل ما اعمل كارثه انا

ظهر على صوت “ريان ” القلق وهو يسأله فى سرعه :
_ مصيبه ايه ؟

اجابه “عدى ” من بين اسنانه :
_ فى ظابط اسمه خالد ما اعرفش ايه بيعذب ابراهيم السباعى فى القسم وانت عارف ان دا مش قانونى اتصرف
من فضلك العيله دى مش ناقصه كفايا غياب “مكه ” اللى غير مبرر

زفر “ريان ” بانهاك لقد اختبر “عدى ” صبره لاقصى حد :
_ حاضر ياعدى انا هكلم القسم بنفسي واخليهم يفرجوا عنه يارب نخلص من قضية “مكه” دى بقى

اجابه “عدى ” باقتضاب :
_ ياريت

اغلق الهاتف وانطلق نحو فيلاته ليرتاح بعد هذا اليوم المشحون

_________سنيوريتا ياسمينا احمد _صفحة بقلم سنيوريتا _______

اشرقت شمس يوم جديد على الجميع لكن باتت معهم مشكلات الامس تركض اسفل وسادتهم فى انتظارهم للاستيقاظ

فتحت “مكه ” عيناها بفعل الضوء الذى ملئ الغرفه اعتدلت فى نومتها الغير مريحه انزلت قدمها عن الكرسي والتفت لترى
شريكها “الياس ” لم ترى وجه كان ليوجه الى الجهه الاخرى نصف ظهره عارى ازاحت بصرها سريعا عنه بخجل
وانتظرت بملل استيقاظه لكنها تذكزت أن تذهب للوضوء نهضت من مكانها وجاهدت ان لا تنظر باتجاه
توضئت واستعدت للصلاه فى احد اركان الغرفه وما ان انتهت حتى استمعت الى صوت تكاسله المٌلعن عن استيقاظه

صوته لفت انتباها واجبرها على النظر اليه وجوده بهذه الهيئه تحت انظارها ومن قريب خطف انفاسها فأشاحت
وجهها بسرعه انتبه اليها “الياس ” فابتسم سرا وتنحى عن الفراش وتحرك صوب الحمام دون أن يعيرها أى إهتمام
قاصدا ان يزيد من اغاظتها وايصالها انه ُحر فيما يفعله

نجح بالفعل فراحت تستغفر بصوت عالى :
_ استغفر الله العظيم

سمعت صوته المستهتر يقول :
_ استغفرى استغفرى انا هخليكى تكفرى كل ذنوبك اللى عملتيها واللى هتعمليها

نهضت من مكانها لتنظر من الشرفه هى لا تعرف اين هى والجلوس معه فترة اطول من هذه سيصيبها بأزمه
صدق انها هى من اوقعت نفسها فى يده ظلت تلعن غباؤئها لا تعرف ماذا سيحدث لكن من الواضح انه غير
مبشر ابدا ,,,,

خرج “الياس ” لا تعرف إتجاهه هى دائما قلقه من وجوده معها وحركاته حولها تصيبها بفزع لا اراديا ولا تعرف
ان كان هذا الخوف من الوقوع فى الفتنه أو خوف من وعيده نظرت بطرف عينها نحوه لتجده يرتدى قميصه
وثم استمعت لخطواته تقترب منها فالتصقت اكثر فى الشرفه وانكمشت على نفسها وهى ترمى نظره مذعوره
من جانب عيناها لتجده يقيم الصلاه زفرت بارتياح هذا التصرف بعث فى نفسها الاطمئنان قليلا واذدات اعجابا بشخصيته
مع ان هناك حائط عال بينهم لا تستطيع تجاوزه هو متزوج ولديه حياه يعيشها بعيدا عن احلامها التى عاشتها معه

خرجت من شرودها على صوته الاجش يقول عبر الهاتف :
_ عايزك تتصل بالرقم دا وتحوله عليا

كان يجلس امام الهاتف الملحق بالغرفه ويرمقها بنظرات غريبه لكنها لا توحى بالخير ابدا نفضت عن رأسها
أى نية سيئه بما انهم رجل وامرة وحدهما والشيطان قد يلعب برأسه لمنطقه اخرى ثوان حتى رد على الصوت
الذى قدم من السماعه الهاتف ب:

_ ايوا يا ريان انا الياس

تعبيرات وجه تغيرات على الفور عندما صاح “ريان ” بتلهف :
_ الياس انت فين هدوينا فى داهيه كلنا ؟

اجابه بهدوء وهو يخمن ان اللواء بالضروره يبحث عنه :
_ انا فى فندق (….) ومعايا الرهينه

سأله “ريان ” وهو يزفر انفاسه بارتياح :
_ يعنى عرفت تخرج من اديهم
رد عليه بتفاخر :
_ اه هو انا قليل ولا ايه
انفعل “ريان ” من عدم انشغاله بحجم الكارثه التى حلت عليهم ومزاجه المعتدل وصاح به :
_ قليل ايه ؟ جابر طلب المعتقلين وزمانهم وصلوا

انتفض “الياس ” وهو يهدر :
_ ما تبعتش حد انا هربت منهم

اتى صوت “ريان ” محتدا بضيق :
_ بقولك زمانهم وصلوا انت مش دريان بالمصيبه اللى احنا فيها
عاد يسأله :
_ مكه معاك

اجابه وهو شارد قليلا :
_ ايوا معايا بس هنقعد هنا فى الفندق كام يوم وانت غطى عليا

هنا صاح “ريان ” وصرخ بتعصب :
_ اغطى على مين هو انت فى شهر عسل البنت دى الدنيا مقلوبه عليها هما

قضب “الياس ” حاجبيه وسأله بحنق :
_ ليه يعنى ؟ بنت رئيس مرجيح مولد النبى

ظهر اعتراض “ريان ” بوضوح وغضبه :
_ ما تهرجش يا الياس الليله ترجع بيها واما ترجع هتفهم كل حاجه
قاطعه مصرا على الانفراد بها لمده :
_اصبر شويه وب,,,,

صاح ريان بتعصب من عدم التزام “الياس ” بالقواعد وعنفه قائلا :
_ دا امر انا هبعت القوات عندك فورا

اغلق الخط دون ان يسمع اجابته لابد ان ينفذ الاوامر حتى ينتهى الامر ….

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

لدى ريان
دخلت “تمار ” عليه وهى تسأله بقلق :
_ فى ايه يا حبيبى صوتك عالى ليه ؟

اجابها وهو يهرول نحو خزانته ويلتقط ملابسه على عجله :
_ اخوكى وصاحبى هيخرجونى من الشغل بالبوكسر والله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى