روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 14

الرابعه عشر

“فى فيلا رافت ”

وقف “عدى ” امام المرآه ليهندم ملابسه ويضع عطره الجذاب فى الغالب لايحتاج كثيرا من الوقت
فى هذه الاجراءت لكن هذه المره ما أوقفه الشرود والتسأل عن حال من تركها “مرام ” كيف كان صبحها؟
كيف شعورها ؟ وجع يزحف الى قلبه عندما يفكر فى وحشية ما حدث لها يراها بحشمتها تقف فى مقابله فى المرآه و
تقيد قدمه ،رِقة قلبه دوما تهلكه لكن فى هذه الحادثه هى من أهلكته ..
توالى اشعارات هاتفه هى من اخرجته من هذه الحالة المغناطسيه التى انتابته للمرآه التف وهو يقضب
حاجبه بدهشه من كم الرسائل المتواليه حتى اوشك هاتفه ان ينفجر تقدم باتجاه والتقطته من فوق المنضده
لتتلاحق الرسائل امام عينه بسرعه افقدته الاستيعاب لكنها اوحت له بخطوره الموقف وبصعوبه فتح احد الرسائل التى قفزت امامه ليقراء فحوها :
_ مكه رجعت
_ فى برنامج انهارده
_ الضغط جاب نتيجه يا بطل
_ الساعه تمانيه
_و………و,,,,,,,,,,و…………و
“عوده مكه ابراهيم السباعى ” اتسعت عيناها واسرع بتصفح الاخبار التى تحدثت عن هذا الخبر وتنويهات
عن استضافتها فى احد البرامج الليله فى الثامنه مساء جلس مكانه بدهشه الخبر مفاجئ اربك تفكيره فاسرع بالاتصال
ب “ريان ” وانتظر اجابته بفارغ الصبر بعد ثوان اجابه :
_ ايوا يا عدى
استشف “عدى ” من نبرته الغرور لكن اسرع بسؤاله دون اهتمام :
_ الخبر اللى منشور دا صحيح
اجابه “ريان ” متفاخرا :
_ ايوا صحيح اخيرا رجعت ست مكه
لم يكتفى “عدى ” بهذه الاجابه وتلهف ليناوله سؤال اخر :
_ ازاى ؟ ورجعت منين ؟ وهى اصلا كانت فين ؟ ولا …..
قاطعه “ريان ” بتذمر :
_ لا ااا انا مش فاضيلك اتفرج على البرنامج باليل وهتلاقى كل الاجابات سيبنى
بقى عشان اشوف شغلى
وقبل ان يغلق الخط القى امرا صارما ليمنعه من التهور :
_ اه واياك تتصل بأختها اختها تحت الحراسه اليله وبلاش اسمك يجى فى السكه وابقى اقفل الصفحات والجروبات
اللى باسمها …ضحك ضحكه هازئه واردف …..ولا اشقط بيها بنات يا حضرت الثورجى اهى حاجه تشغلك
زفر “عدى ” بتافف فهتف “ريان ” يسترضيه :
_ خلاص يا عدى الموضوع خلص اخيرا الكابوس اللى خلنا نختلف هيصلحنا على بعض

سأله “عدى ” بحنق :
_ وانت مين قالك انى زعلان منك حد يزعل من اخوه ؟
اجابه وقد اتضحح على نبرته الرضا :
_ اخويا الصغير وصاحبى وحبيبى بس فى البلاستيشن ما فيش أخوه ….. هقطعك

ابتسم “عدى ” وهتف متوعدا :
_ لما تقف على رأسك دى بقى مستحيل
ضحك وهو يهدر على عجاله :
_ ماشي بس سيبنى اشوف شغلى لان الساعات الجايه دى مهمه
انتهتى محادثتهم بالسلام “ريان ” بالنسبه ل”عدى ” اخ كبير وصديق وكثيرا ما وقف بجواره
بينمها انسجام وتوافق مما جعل علاقتهم تتسم بالاخوه ومن بعد زواج تمار اصبحت الامور اقوى من اى شئ
يعرقلها أو يشوب نفوسهم بالحقد والكراهيه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

“فى المساء ”
بدء كل شئ يأخذ شكل النهايه ستنتهى قصه مكه وينشغل العالم بقصه غيرها المسلسل مرتب بإحكام
احيانا الكذبات الصغيره تنجى من مخاطر اكبر تضر بشعب كامل إرتدت “مكه ” ما آتى به “الياس ”
من ملابس وقد انتقى لها ملابس فضفاضه وحجاب طويل كعادتها ومن جه آخرى يستر كتفها المصاب وتوالى امرها
احد العاملين مع فريق المكياج سيده فى مقتبل العمر وضعت لها بعض المساحيق التى تجعلها تبدو مقبوله
امام الكاميرات رغم ان جمالها لايحتاج أى مجهود لكن للاضاءه سوف تنقل صوره خاطئه جلست تحت يدها
صامتها كل شئ حولها يتحرك بينما هى بداخلها ثابت جامده تريد أن تجهش فى بكاء طويل يغسلها من داخلها
الصمت يعتريها والاستسلام لكن من داخلها يقاوم وجع يفتتها شيئا فشئ

فى الخارج
استعد المذيع المشهور بأسئلته التى اعدها له فريق من داخل أمن الدوله لا يجوز له أن يضيف أو يحرف
عليه حفظ الاسئله التى أعدت اجابتها بدقه وايجاد التمثيل فى رده الفعل والدهشه المتصنعه
الكل يقف متأهب لما سيحدث اليله رغم أن الحوار سيجرى مسجلا وليس على الهواء مباشرا لكن السرعه
كانت مطلوبه للخروج فى الوقت المناسب وبرغم انشغال “الياس ” مع زملائه لكن وصل الى مسامعه
انفعال اللواء الصارخ بزنق امام احد الضباط بإسمها :
_ يعنى ايه “مكه “مش عايزه تاخد حاجه هى ناويه تحرجنا ولا ايه الخبر اتنشر فى كل حته ؟
خطى “الياس ” بإتجاهه وسأله مستفسرا :
_ فى حاجه يا افندم ؟
اجابه متأففا وهو يشير نحو الصنيه التى بيد الظابط بها كوبا من الماء وطبقا صغيرا به حبة
بيضاء :
_ مش راضيه تاخد البرشام
ظل ينظر اليه بصمت ولكن بمشاعر مضربه يشعر بالشفقه تجاه المسكينه التى اصبحت مجبره أن تفعل
كل ما لايروق لها ولا يشبها فى وقت قصير لكنه هو أرحم عليها من أى أحد لينفذ هو بالين عوضا من أن ينفذ
غيره بالقوه التف ليلتقط الكوب والحبه البيضاء بين ثنايا كفه وهدر باقتضاب:
_ انا هتصرف

اتجه نحو غرفتها وقلبه يدق بعنف من مقابلتها ومحاولة اقناعها من جديد ما أرح ضميره قليلا انها سسترتاح
قليلا بعد هذا العقار نقر نقرات متاوليه لتفتح المعده التى معها والتى افسحت له بالدخول
وعلى الفور نظر باتجاه مكه الجالسه بوجه المرآه توليه ظهرها فى زويه الغرفه وسأل هامسا :
_ قالتلك حاجه ؟
نفضت “المعده” رأسها وهى تجيبه :
_ لاء ما فتحتش بقها بكلمه
كان يشملها بنظراته وهى لاتوليه اهتمام تحدق فى انعكاسها فى المرآه دون أن تراه يظن فى داخله أنها
حتى لم ترأى نفسها انها فى عالم آخر لن تخرج منه الا بهذه الحبه التى بيده تقدم للداخل وهو يأمر الواقفه :
_ اخرجى انتى
امتثلت لأومره ووقف ورائها يحدق فى صورتها المنعكسه على سطح المرآه المستطيله التى جمعتهم معا
كان شبيه باطار صوره معلق على جدار هو بملابسه الفاخره وهى الهشه المكسوره ذات الخمار الزيتيى
كان اختياره رائع لهذا اللون يتماشى تماما مع لون عيناها القاتله ابتسم رغما عنه بعدما طال وقوفه
فوق رأسها دون أن يسترعى انتباهها وقال دون مرح :
_ شوفتى ذوقى حلو ازاى ؟
نهضت من مكانها بإرتباك عندما سمعت صوته المميز وعينها تعاندها كل مرة وتنظر اليه ثم أشاجت وجها
بعيدا عنه لم تجيبه شعو الحزن كان أطغى يشعر بمثل ما تشعر وكان قلبهما واحد لكن عقله تدخل ينهى
هذه الدراما التى تعيش بها مؤقتا ودون ان يلفظ حرفا واحد اقترب منها ورفع وجهها اليه بطرف اصباعه نظر الى عينها وحرك انامله على شفاها ليضع على فجأه هذه الحبه فى بادئ الامر تراجعت للخلف لكنه هتف وهو يثبت عينه على عيناها :
_ هتريحك صدقينى
مازالت تشعر بالامان معه وتثق به ثقه عمياء ابتلعتها بهدؤء فالقمها بيده الاخرى رشفه من الماء
ظل ينظر اليها مطولا حتى يتأكد من سريان المفعول فى الغالب لايطول الامر مجرد دقائق معدوده
وستبدأ بالتبلد والتعامل ببرود حتى وإن اشتعلت من حولها البراكين ستهدء أعصابها ولا تزرف الدموع
على ماستقول ستكون أله ناطقه بلا شعور اطالة النظر اليها كانت حربا خاضها أعزل من السلاح انجرف
فى بحيرة عيناها التى يحوطها سورا عاليا من الاهداب السوداء همس من بين شفاه مرغما :
_ بـحـبـك
كان سيجن إن لم يقول لها ذلك ومن هذا المجنون الذى يسكت فى حرم الجمال ، بعدما انفلت منه هذه الكلمه
كان عليه أن يتمالك نفسه وينتبه من خطورتها عليه جال فى وجهها وهو لايرى أى تفاعل مما قاله لها لا دهشه ولافرح ولا حتى انفعال وجه سيرميكى لا يحمل أى تعبير إطمئن قلبه بعد تاكد من بدء مفعول الحبه عليها تقهقر للخلف بخطوات مهروله من جوارها أكثر من ذلك لايضمن العواقب لتختفى من حياته وتأخذ معها كل سحرها وشعوذتها فى السيطره عليه حتى يصبح حُرا طليقا كما كان
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
“تمار ”

خرجت من شقتها وهى تدس اصابعها فى فروة رأسها لتعدل من خصلاتها المنسدله على كتفيها
ولكن قبل أن تقصد سيارتها المصتفه الى جانب الرصيف وقف الى جوارها من جديد “فادى ”
مبتسما وهو يهتف :
_ صباح الخير يا تمار
ابتسمت له على مضض وهى ترد التحيه :
_ صباح الخير يا فادى
اتسعت ابتسامته وأشاد بـ :
_كويس انك فكرانى
اجابته دون ابتسام فيكفى ما تصنعته الى الآن حتى لا يتعشم كثيرا فى ود أكثر من هذا :
_ اومال انت وصلتنى اخر مره

سمح لنفسه بالاقتراب خطوه وهو يقول بجديه :
_ كدا فى واجب عليكى لازم ترديه

رفعت احد حاجبيها بشك وهى تسأله :
_ ارده ازى بقى
كان مستعدا للاجابه لكنه فضل البدء بطلب صغير حتى تسنح له الفرصه بطلب اكبر فقال :
_ممكن نقعد نشرب حاجه فى كافيه او فى نادى عشان اعرف اتكلم فى موضوع مهم

نفضت رأسها قبل ان تهتف برفض قاطع :
_ لا مش ممكن مشغوله

ألح على طلبه وبدى مصرا حيث قال :
_ ارجوكى يا تمار بقولك فى موضوع مهم وفى مكان عام او أى مكان تحبيه
وبعدين بابايا وباباكى يعرفوا بعض وانتى كمان عرفانى وباكد انى عايزك فى موضوع مهم

رمقته ثوان دون أجابه فحرك رأسه ووضع راحة يده على صدره كإشاره راجيه فاستجابت
وهى تمد ذراعها :
_ اتفضل نروح النادى
تبعها وهو يكاد يرقص فرحا من قبولها المبدئى هذا القبول سيفتح له بابا اوسع لقبولها بأمر آخر أعظم

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
فى الشارع اسفل شقة “ابراهيم السباعى ”

كان يعم التوتر من أفراد الحراسه المصتفه أسفل البنايه والقلق بالشارع ككل فحادث مثل هذا
لم يرد عليهم الجميع متأهب للحلقة التى نوها عنها وانتشرت الاقاويل الصالحه والطالحه
لكن من بين كل هذا هناك من انتظر عودتها “كامل” وانتظر تفسيرا منطقى على غيابها المفاجئ
خاصتا ان ثقتهم بالحكومه اصبحت شبه معدومه
سأل القهوجى الذى يدور بالاكواب وهو يطالع الشاشه :
_ هى مكه بنت ابراهيم هتطلع فى التلفزيون الساعه كام انهارده يا ولاء
اجابه الآخر على عجل :
_ بيقولوا انهارده الساعه تمانيه
تدخل رجل من جواره وهو يهتف بفرح :
_ والله بقت الحته بتاعتنا مشهوره
رد عليه رجل أخر مصححا بحنق :
_ مشهوره ولا ملطوطه
التف اليه “كامل” ليسأله دون فهم :
_ تقصد ايه انت ؟
اجابه دون تحفظ :
_ يعنى الحكومه وجات لحد هنا والتلفزيون هيجيى وراها والحته فيها بنات وشوف مكه
جايبه وراها مين كمان ؟

جعد جبهته مستنكرا فظاظته وصاح محتدا :
_ انت بتلمح لإيه دى بت الشيخ ابراهيم السباعى مين يقدر يقول عليها نص كلمه
اكيد الحكومه خدتها بالغلط وانهارده كل شئ هيتضح وربنا هيظهر الحق
لوى الاخر فمه فالكثير يملكون سوء نيه قادرا على تبديل الحقائق ومحوها قال وهو يدير رأسه :
_ لما نشوف
زم كامل فمهم وامسك سبحته الطويله وحرك اصابعه بعجل :
_ استغفر الله العظيم واتوب اليه

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“شريف ”

فى المطبخ وقف يعد اليها الطعام وهى تجلس أعلى الطاولة التى تتوسط المكان
كان الجو هادئا حتى قاطعته هى بسؤلا فضوليا :
_ مين اللى علمك الطبخ يا شريف
لوى عنقه لينظر اليها وهو يرد من فوق كتفه :
_ منه لله اللى كان السبب
سألته من جديد :
_ ياسلام ومين دا اللى كان السبب

التف اليها هذه المره كليا وغمز بطرف عينه وهو يهدر بمرح :
_ ما تيجى أعلمك
رفعت يدها سريعا كمن أصابه المس وصاحت برفض تام :
_ لااااااا كلوا إلا دا
لم تردعه اجابتها الصارمه بل زادت ابتسامته واقتراب وهو يسأل بخبث :
_ طيب تيجى أعلمك حاجه تانيه
ضيقت عيناها وهى تشعر بغموض تام فى نبرته وردت بسؤال :
_ حاجه زى ايه ؟

اقتصر المسافه بيه وبينها واسند راحة يده الى الطاوله ليحاصر جلستها من الجانبين
شعرت بريبه من تصرفاته التى لم تعهدها منه واقترابه الوشيك بات يرهبها
هتف وهو يحاول ان يميل صوبها بالقدر الذى يسمح له برمى رأسه على عنقها :
_ يعنى حاجه تضيع الملل اللى انتى فيه

فدفعته بغته عنها وصاحت به بحنق :
_ فى ايه انت بتعمل كدا ليه ؟

اجفل وهو يزم فاه بضيق من قطع مشاعره الفياضه وراح يسجدى الصبر الذى بات علقم معها
وزمجر من بين أسنانه :
_ دا انتى فصيله والنعمه

اسندت يدها الى الطاوله كى تدفع نفسها عن الطاوله وتنزل الى الارض وهى تقول بضيق :
_ انت اللى غريب وتصرفاتك مش مفهومه

من فرط غضبها وشدته كادت تسقطت أرضا لكنه حال بينها وبين السقوط بيده التى امتدت
فى الهواء لتلقفها صرخت من امساكه بها وبدأت فى دفعه كردة فعل غريزيه للدفاع عن نفسها

تحمل دفعاتها وابى تركها وهو يهتف ضاحكا :
_ إهدى يا منار
ومع استمرار تمسكه بها ويده التى حاوطت بطنها مالت بعنقها نحوها لتلتهم يده حتى تجبره على تركها
عنوه بسرعه افلتها وهو يصيح متألما :
_ ااااه يا عضاضه

فرت من أمامه نحو غرفتها واستمع الى صفق الباب :
_ ماشي يا منار طب مافيش اكل والله لاجوعك

التف ليغلق زر النار بغيظ وعاد يلمس مكان اصابته منها بتألم ووضعها اسفل الصنبور
ليفتح عليها الماء حتى يتلاشي المه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“فادى وتمار ”

جلست معه على طاوله النادى فى الهواء الطلق لم تنتظر طويلا بعدما جاء النادل بالمشروب
وسألت بنفاذ صبر :
_ هاا كنت عايز ايه ؟
ابتسم ابتسامه قصيره تبعها بالاجابه والتى سبقتها مقدمه خفيفه :
_ بصى يا ستى انتى عندك ملاين الفلور على الانستجرام اضافه الى وجهك الحسن وسمعتك اللى سبقاكى
فى كل مكان وانا كمان زيك عندى فلور وابن شخصيه معروفه وحاجات كتير انتى عارفها

انا فكرت أعمل قناه على اليوتيوب وانتى تبدأئى معايا

مطت شفتاها بإبتسامه هازئه وتشدقت بسخريه :
_ يعنى انت ذكرت كل المقاومات اللى قولت عليها دى عشان تدينى دافع مع انك لو ركزت شويه
هتكتشف إنى بكل المقاومات دى مش محتاجه أعمل كدا

اسرع فى الاجابه حتى يقنعها :
_ ازاى انتى لازم تعملى كدا اولا هتملى وقتك هيبقالك جمهور على ارض الواقع هتبقى ليكى
شهره خاصه بيكى غير الشهره اللى متعلقه ببابكى ودى النقطه اللى احنا بنحاول نوصلها
الموضوع يستاهل بجد كفايا انك مش هيبقى عندك وقت فراغ

وامام كلمه “فراغ ” شردت بالفعل هى تحتاج شيئا وإن كان تافها يلهيها وينسيها مشكلة
والدها واستمرار نبذه وانشغال ريان فى عمله وكذلك اخيها الذى تراه على فترات متباعده
بدأت بالتفكير وبدأ هو فى الثرثره التى تشبه السحر عن ارقام خياليه وتجارب اصدقاء سابقين
ونكات وحكايات واجمل ما فى الامر انه لا وقت لذكر أى شئ مرهق

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

بثت صورتها على جميع الشاشات ظهورها الليله كان حدث تاريخى يتحدث انه الجميع جميع سكان منطقتها
حتى الغير متابعين للاحداث التفوا حول الشاشات بترقب
_مكه ابراهيم السباعى
هكذا هتف المذيع المخضرم واسترسل بالاسئله دون أى مشاعر هو يحفظ جيدا ولا يهتم بالمشاعر :
_ الحقيقه الاسم دا كنا بنام ونصحى عليه بنت راحت شغلها ومن بعدها اختفت تماما وبرضوا ما عرفناش
سبب القاء التهمه على الحكومه عبء من ضمن الاعباء اللى بنشيلهلهم بقت ترند زى مابيقولوا #مكه فين ؟

اللواء “جمال مندور” مشكورا خرج فرقه بحث عنها وكرث اهتمامه نحو القضيه بشكل أبوى مش بشكل عملى
عمل كل جهده ونشرة بمواصفاتها فى كل الكماين والمستشفيات والاقسام لحد ما وصل ليها وهى قاعده معانا
اهى فى الاستوديو بشحمها ولحمها التف بوجه عن الكاميرا لينظر باتجاها وهو يطرح سؤاله :
_ هاا بقى يامكه كنتى فين ؟
ودون حرج أو تمهل وجدت نفسها تجيب :
_ كنت هربانه
تصنع المذيع الدهشه وهو يسأل :
_ هربانه ؟ ازاى طيب احكيلنا التفاصيل
لاتعرف لما فقدت شعورها وهى تهتف بما حفظته كالشريط تسجيلى :
_ كنت بحب واحد واهلى رفضوا جوازنا فهربت معاه
جمودها وعينها الامعه وهى تقول هذا دون تاثير كاد يصدق لكن على طرف آخر سقط فى قلبه كالحجر الثقيل
وعينه مترصده رؤيته ابنته المصون وهى تعترف أو تكذب بتبجح لتضع إسمه فى الوحل وتخفض هامته عن قصد
(ابراهيم السباعى ) والدها الذى لايستحق مشاهدتها بعد هذه المده بهذا الاعتراف المٌشين
اسرعت “مرام ” لتخفض صوت التليفاز بعدما رأت دموعه العاجزه تسقط ووالدتها تلكم رأسها كى تفيق من الصدمه كانت “مرام ” مشتته بين الجميع امسكت بذراعه وانتحبت فى احضانه بهستريا بالغه يغزوها الالم مما تسببة به
هى الاخرى دون علمه من حرج وجرح غائر لن يزول بسهوله تمتمت بانهيار :
_ ما تصدقش الكلام دا يابابا دا كذب
“فى القهوه ”

هتف الرجل بسخريه :
_ اهو يا شيخ كامل كانت هربانه قالت بلسانها

غضب “كامل ” لكن لغضبه لم يكن منفس أو وجه ليعارضه به استمع للجمع وهم يأكلون
فى لحمها بحديث خالى من الحياء أو الشفقه وثوره عارمه اجتاحت الجميع مما فعلته مكه بحارتهم
المصون والتى لم يذاع لها صيت قبل هذه الفاجعه
“فى التليفاز ”
اختمت “مكه ” كذبتها المحبوكه باعتراف نادم واشاده لظباط الشرطه وحسن معاملتهم وإعادتها من جديد لاحضان والديها
انتهى كل شئ وطلب اللواء بعد بث الحلقه مباشرا ارسال “مكه الى منزلها مع فرقه من الجيش رفض “الياس ” الظهور
او الاشتراك فى أى شئ آخر يخصها اختفى تماما من بينهم كأنه لم يكن موجود لذا توالى المهمه مكانه “ريان ”
وقاد الموكب نحو منزلها

لكنه تفاجئ بردة فعل الشارع تجاهها والذى استقبلها بالالفاظ النابيه ونعتها بأبشع الصفات بعد رؤيتها
تعترف من ساعه على الملاء انها هربت بإرداتها حاول دفع الناس الذين لم يهتموا باختفائهم من عدمه من الاساس
لكن الجميع ينتظر الفرصه ليصبح جلاد يجلد الناس دون رحمه أو تفكير
بصعوبه فض الجمع ووسط حراسه مشدده اوصلها الى باب شقته كانت تشعر ان قلبها يقفز نحو هذا الباب الذى
يمثل لها كل الامان فتحت “مرام ” الباب وعينها منتفخه من الدموع إن صدق العالم أجمع ما قالته “مكه” هى لن تصدق
حتى وان أقسمت هى على ذلك ومن لايعرف نفسه احتضنتها سريعا وهى تنفجر بالبكاء و مكه لا تعرف لما لا تبكى
لما عيناها جامده لما لاتشعر بأى مشاعر رفعت عينها لتجد والدها ينظر بإتجاها بإنكسار ابتعدت عن حضن “مرام”
لتنطلق باتجاه هى بحاجه لحضن اقوى حتى يتهشم الجمود الذى بداخلها لم يفتح ذراعيه كعادته أو كما توقعت منه
وقفت تسأله بعينها هل صدق ؟ لكن الدموع فى عينه حجبت الاجابه رفع يده ليصفعها وتوقفت فى الهواء
من يلوم ؟ الرؤيا لديه مشوشه مما عاشه ومما سيعيشه فى خزى وعار سيلاحقه للابد وزعت نظراتها بين دموعه
المتسابقه على وجنته وبين يده الثابته فى الهواء واسرعت بامسكها لتقبلها وتقحم نفسها فى احضانه وتنفجر معه فى البكاء
لتشعر بتراخى جسده شيئا فشئ الصدمه كانت كبيره عليه والمفاجاه كانت صادمه ..
………………………………………………يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى