مرشهر شهر كامل على الجميع خرجت ثلاثين شمس بأوجاع مختلفه ومشاعر مختلطه ولا شئ يساعد على النسيان إلا مرور الايام
عادت “مكه ” عملها بعدما تم شفاء والدها من نوبة القلب التى اصابته فور رؤيتها برغم أن كل أهل منطقتها تجنبوها
ولم يكفوا عن زجرها سواء بالكلمات أو النظرات التى لاتحتمل لكن خروجها للعمل كان هو الضوء الضعيف الذى ينير حياتها التى اصبحت مظلمه لم تعد تفكر فى مشاعرها أو حتى بقلبها تعلمت الدرس جيدا ولن ترفع عينها عن مستوى
نظرها لن تحلق فى الخيال أو تصدق احلامها مجددا كل ما تفعله هو أن تحاول النجاه من الحزن وليس خلق سعاده فهى فأصبحت لا تعيش الايام بل تنجو منها بات محاصره فى المنزل والشارع وايضا العمل
مازالت حتى الآن تسمع الهمز واللمز وهى تنكب على كتابة مهامها اليوميه على الحاسوب لم تعد تهتم
أصمت أذنها عنوه حتى لا تسمع ما يضايقها واجبرت نفسها على الانهماك فى العمل والتركيز فيما تفعل
حتى لطمت احداهن سطح مكتبها المقابل بعدما انفجرت غيظا من تجاهلها انتفضت “مكه ” على اثر الصوت المفاجئ
لتنظر نحو الصوت بفزع لتصيح الاخرى وهى تحدق بعيناها :
_ بنات ما اتربتش صحيح
ضاق صدرها من ما ترمى لكن كتمت غضبها وعادت للتجاهل كل شئ قابل للنسيان الا خطأ اقترفه غيرك من اسبوعين
وهى تفعل هذا دون ملل بعدما ذهب اسبوعين من هذا الشهر فى المشفى مع والدها وهذه لم تنسي وطوال الوقت تلمز
وتسب وتلعن كأنها امسكتها بالجرم المشهود نهضت “مكه ” باتجاه غرفة المدير وبعدما التقطت الملف من اعلى سطح مكتبه
لتعرض عليه بعد الانتهاءمنه طرقت الباب الموصد بطرقات هادئه استطاع “اسلام ” تميزها فأتها صوته :
_ إدخل
ادارت المقبض وهى لا تنظر باتجاهه وضعت الملف على مكتبه لتترك له المراجعه ظل يرمى لها نظرات
واحده تلو الاخرى بينما هى لاتحيد عينها عن الارض الا بعدما شعرت بنهوضه من كرسيه وجهت بصرها
تجاه بإرتباك لينطق وهو يتجه صوبها :
_ انتى شايفه شغلك كويس يامكه برغم الضغط اللى عليكى وبرغم الحادثه اللى حصلتلك
لم تجبه لأنها لم تجد ردا على تلك الخبريه فأردف ليوضح :
_ اكيد انتى عارفه انك بسبب غيابك كنتى اتفصلتى لكن الاومر العليا اللى أجبرتنا اننا نرجعك
انهى جملته وهو يقف بوجهها وبخبث بالغ سألها :
_ إيه هى وسطتك ؟
فرغ فاه وهى تحدق اليه بذهول بحياتها لم تسمع هذه الجمله ولم تعرف لها معنى
****************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ************
منار وشريف
عادت “منار” برفقة “شريف” الى فيلا العائله التى ستتقر بها بعد مده مناسبه امام المجتمع
لم يفلح شريف فى مصارحتها بمشاعره ولا حتى التقرب لها هى ذات رأس صلب وتفكيرها
طفولى كأنها لم تبلغ سن الرشد اكتفى بقضاء ماتحتاجه حتى من مراجعه دروسها واعداد طعامها
وهذا بالنسبه له كان سعاده بنكهه مميزه يكفى انها معه وتحت انظاره ليل ونهار يكفى أنه أخذ من زواجه
منها اسمها الذى بجانب اسمه
فى ساحة الفيلا
استقبلتها كلا من “ورد ” وماجده “وزينب ” بترحاب وسعاده واحضان شوق طالت
ليقطع كل هذا الود “شريف “ساخرا :
_ هو احنا كنا مسافرين ولا ايه اومال لو ماكانتش الشقه فى اخر الشارع
اجابته والده “ماجده ” بفرح :
_ المره دى مختلفه دخلة “منار ” علينا وهى مرات ابنى ليها طعم تانى
ابتسم وهو يرد عليها :
_ يا الف بركه
وجه بصره الى خالته “زينب ” وسألها :
_ طيب انتى يا خالتى مش فرحانه بيما انى جوز بنتك وكدا
تهللت اسارير “زينب ” وهى تتوجه نحوه :
_ طبعا ياحبيبى
احتضنته بتودد ثم همست فى اذنه حتى لا يصل الى أذن “منار ” ما ستقول :
_ خد منار واطلع عشان انا عايزه اخد ماجده واروح للدكتور
حرك رأسه بالموافقه وانطلق نحو “منار ” ليمسك براسغه وهو يهدر :
_ يلا يا منار اوريكى اوضتنا
نفضت رأسها وهى نتظر اليه ببلاهه مجيبه بتعجب :
_ ايه يا شريف هو انا غريبه عن البيت ولا ايه
سحبت يدها من يده وأردفت :
_ ثم انى هبات مع ورد
شهقت “ماجده ” ونظرت باتجاه “زينب ” بدهشه ليتدارك “شريف ” الموقف قائلا :
_ ههههه مش ممكن يا منار ماحدش فاهم هزارك
جز على اسنانه وهو يأخذها اسفل ابطه دافعا اياها رغما عنها وهو يقول :
_يلا بينا ياحبيتى
هتفت بعدما ابتعد عن الجميع :
_ فى ايه ياشريف ؟
اجابها باقتضاب :
_ اطلعى يا منار .. قولتلك ميت مره تسكتى خالص قدام الناس
*************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***********
“الياس ”
فى أحد صلات الجيم كان يجلس على احد الألات التى تعمل لرفع الكتل لتقويه عضلات الذراعين
يتصبب عرقا وبعض خصلات من شعره سقطت على جبهته والتصقت بها ضاعفت وسامته لكنه لم يبدوا
عليه التعب كأنه لا يبذل مجهود مضاعف عن جهده المعتاد الى جانبه “ريان ” الذى يجاوره على أله الركض اعتاد ان يتمرن معه قبل العمل شبه يوميا مالم يجد جديد
بينهم حوار طويل وصل الى هذه النقطه والتى جعلت “الياس” يهتف بسخريه :
_ وبعدين معاك هتفضل بابا كدا كتيرا
كان يلهث من زياده السرعه على الة الركض دون هوده لكن سخرية “الياس” جعلته يهدر بامتعاض :
_ والنبى بلاش تريقه فى الحكاية دى انت عارف كويس إن نشفان دماغ ابوها هو السبب فى حكاية الابوة دى
اطلق “الياس ” انه مكتومه مصدره تلك الاحمال المضاعفه وتبعها برد :
_ بالله قولى انت كدا ضيفت ايه لحكايتكم ما كنت سيبتها فى بيت ابوها لحد ما يوافق بدل ما انت خلقت
أزمه ليك وليها
توقف “ريان ” عن الركض ونزل بهدوء عن الاله ليسحب هذه الفوطه القطنيه ويجفف عرقه قائلا لصديقه المقرب بيأس :
_ انا عارف رأفت الالفى كويس ما كانش هيقعدها فى البلد ساعه وهيحبسها برا وحطلى تحت مدت ايده
عليها دى ميت خط
لم يترك “ألياس” ما يفعله كان يقسم تركيزه بين التمرين وبين حل مشكلة صديقه :
_ خلاص انهى الموضوع وتمم الجوازه وابوها يستوعب على مهله وكفايا اوى ان اخوها “عدى ” فى صفك
مسح “ريان” عنقه بشرود فالفكره فعلا بدأت تروق له بعدما اصبح يفر من المنزل خشية من الضعف امام حبه
الوحيد خرج من شروده وهو يهدر بتفكير :
_ انافعلا بقيت عايز استقر وحكايه انها كل شويه تروح لابوها تحايل عليه يحضر الفرح دى ما بقتش عاجبانى
باغته “الياس ” بمرح :
_ الحقيقه يا ريان يا زميلى اللى يسمع حكايتك دى ما يصدقهاش لكن اللى يعيش ياما يشوف
مط جانب فمه وهو يرد عليه بمزاح :
_ ومين فى الحب ما عاشش قصه ما تصدقش اصلا ان ما كانش حاجه خرافيه ما يبقاش حب
زفر “الياس ” وهو يرفع يده بالاحمال مادحا اياه بصوت عال :
_ الله عليك يا فيلسوف
أردف بغمزه من عيناه الماسيه :
_ ما تحرمش العالم من فيلسوف صغير كدا يكمل مسيرتك
التقط “ريان ” حقيبته ليوكزه فى صدره بها مجيبا بانفعال :
_ احترم مديرك يا صفيق
ترك “الياس ” ما بيده وقهقه عاليا وهو يزجره :
_ ما كنتش مديرى وانت بضيع وقتى السمين فى استشارتك العاطفيه
اجابه “ريان ” بتعجرف :
_ هو انت تطول تعال اوصلك بتمن الاستشاره السمينه دى
هدر “الياس ” مجيبا وهو يدفع بيده بغير مبلاه :
_ لا ..بس انت استعجل عشان نتغدى حاجه سمينه
_قول يارب
قالها “ريان “وهو يرفع حقيبته على كتفه ثم سأله :
_ مش هتمشى يدوبك فاضل ساعه على الشغل
اجابه وهو ينهض ويجفف جسده بالشرشف القطنى الخاص به :
_ لا “رامى ” جاى عنده استشاره هو كمان قبل الشغل
تحرك “ريان ” من امامه وهو يمازحه بوكزه فى كتفه :
_ انت بتشتغل حكيم روحانى قبل الشغل
وقبل ان يتحرك امسك “الياس ” بساعده يناشده بنبره جاده و غامضه:
_ خليك لما رامى يجى
قضب “ريان ” حاجبيه وهو يحاول سبت أغواره لكن باغته “الياس ” بابتسامه
وهو يفك يده عنه ويربت على ظهره مودعا ب:
_ بالسلامه انت يا اخويا رامى جه
اشار اليهم على بعد امتار قليله شاب فى مقتبل العمر يلوح من بعيد بابتسامه
لم يكن يقترب من اعمارهم لكن طبيعه “الياس ” الودوده ورجاحة عقله تجعل الصغير والكبير يلجأ اليه
وعلى الرغم من ان ريان اكبر منه سنا الا انه يعجب دوما بأرائه وينفذ اغلبها تبادل الادوار
رحل “ريان” وجاء “رامى ”
***************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***************
“فى منزل ابراهيم السباعى ”
الايام بالنسبه “مرام ” اصبحت متشابهه تحمل فى نفسها ألم نفسي يفوق قدرتها فى الاحتمال
واذداد الامر سؤء بعدما فصلت من عملها وبقيت ليل مع نهار فى منزلها تخبأ فى حجرتها
وتندثر تحت غطائها كلما داهمتها ذكرى سيئه من هذه الحادثه البشعه خارجيا ثابته لكن من داخلها
يتمزق لأشلاء تنظر بخواء تجاه السقف والدموع تسقط على وجنتيها تود ان تأخذها عناية السماء ويحتضنها
لطف الله واثناء شرودها الطويل صدح هاتفها بشكل متواصل امسكته بملل فى البدايه كانت تود تجاهل المتصل فقد احتقنت نبرتها بالبكاء وعندما اكتشفت هويته خجلت من رفضه فهو من ساندها فى عودة “مكه” لولاه ما قد عرف احد بمكانها حتى الان
تحمحمت ليظهر صوتها طبيعى امامه واجابته :
_ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اتى صوته محرجا بعض الشئ وهو يردعليها السلام :
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ساد الصمت لثوان لم يدرى “عدى ” كيف يكشف حجته فى الاتصال بها بعد هذه المده
من الانقطاع حتى هتف بترد:
_ انا ماقدرتش اهنيكى برجوع مكه بسبب ا…
قاطعته بحزم لكنه رغم شدته كان وهن :
_لو صدقت اللى اتقال ارجوك وفر على نفسك الكلام
اجاب مسرعا :
_ لا مش قصدى .المهم انها رجعت بالسلامه ايا كان السبب
سكت برهه واردف :
_ كان لازم اطمن عليكى بعد اللى حصل بس انا كان عندى شغل كتير متاخر
ارتبكت بشده والتهب وجهها بالحمره عندما ذكر هذا الامر مجددا ولم تجد ما ترد به عليه
ليسترسل بأسف :
_ اكيد اهلك اضايقوا منى انى عرضتك لحاجه زى دى
لم تسمع ماقاله بعد ذكر أهلها وانتفضت كمن لدغه عقرب لتهدر سريعا وتوقفه :
_ لا لا اا اهلى مايعرفوش حاجه عن الموضوع دا
شعر بالخجل الشديد وزفر بتفهم انها لم تشارك تجربتها المُره مع احد الكثيرمن الألم
أحاط قلبه وهو يسمع شهقاتها المختنقه وهى تبلغه بتوسل :
_ ارجوك ما حدش يعرف حاجه عن الموضوع دا
لم يكن منه الا انه هتف دون تكليف :
_ مفهوم مفهوم
ابتع ريقه ليحيد عن هذا الامر متسائلا :
_ قولتيلى انك بتشتغلى مش كدا
بحت صوتها التى تنم عن ألم عميق أرهقت ضميره وهى تجيب باحباط شديد :
_ للاسف اتفصلت بعد مدة غيابى
كل الطرق تُسد بينهم وكأن لمعت عينه بفكرة لحظيه القى بها فورا :
_ ما تيجى تشتغلى معايا فى المكتب
استعدت لانهاء المكالمه عند هذا القدر فقد شعرت بعدم قدرتها على المواصله بعدما استشفت شفقته :
_ انا متشكره لحضرتك
اسرع فى القول حتى لا ينتهى الامر عند هذا الحد :
_ هكون ممنون جدا لو حاولتى تلاقى وقت لانى مش بروح المكتب الصغير نهائئ وانتى عارفه
فى ناس كتير محتاجين مساعده والمساعده اللى فى المكتب الكبير بتنقل كل تحركاتى لبابا
واكيد انتى محل للثقه اتمنى انك ما ترفضيش
اجابته باقتضاب لتنتهى كل هذا وتعود مرة اخرى الى شروها :
_ هفكر ..شكرا لحضرتك
اغلقت الخط سريعا قبل ان يجيب ويستقطبها لحديث اخر فهى موجعه حتى من الاستماع لاى تفاصيل
كما انها كلما سمعت صوته تذكرته انه الوحيد الذى شهد انكسارها بشكل مهين
***************الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ***************
“منار وشريف ”
وصل الى غرفتهما بالطابق العلوى والتى فاجأت “منار ” باتساعها وانتقاء ذوقها لم تطأ
قدمها هنا من قبل كانت غرفته بمعزل عن الفيلا تماما فى جهه مختلفه عن جهة والدته و “ورد”
تطالعت اليها بإعجاب متناسيه سبب حنقها عليه لكن صوت الباب الذى أغلق للتو جعلها تفيق
وتلتف اليه متسأله بعنف :
_ انت بتقفل الباب ليه ؟ انا هبات مع ورد
نظر اليها بتحدى وكأنها دخلت الى عرينه وأصبح يشعر بالهيمنه على أرضه ثم أجابها
من أسفل حاجه المرفوع :
_ انتى مش هتباتى مع أى حد فى الدنيا غير معايا
نفرت تماما من الفكره وبدأ يظهر على وجهها التشنج وصاحت برفض قاطع :
_ كدا تبقى اتجننت ازاى ابات معاك فى اوضه واحده
أجاب بسخريه متعمدا اغاظتها :
_ امك عارفه انك بايته معايا
رفعت اصباعها فى وجه وهتفت بتحذير :
_ شريف ما تهزرش انت عارف انك اخويا
اقترب منها وهو يضيق عينه مقرا احراجها بـ :
_ وخايفه من ايه طالما أنا اخوكى
انكمشت على نفسها بحرج فطرى فى موقف لم تعيشه ابدا :
_ انا مش خايفه بس مش هبقى على حريتى
ابتسم بتسليه من تخبطها يسره جدا أنها بفطرتها ويسره أيضا تعليمها مال اليها وهو يهمس
بخبث :
_ اعملى اللى انتى عايزاه وانا هغمض عينى
قال جملته واختفى من امامها الى طرف الغرفه وعندما ادركت ابتعاده صاحت معترضه :
_وليه ما اباتش مع ورد
عاد اليها ليتمتع بأثر كلماته على وجهها :
_ عشان انتى على ذمتى مايصحش ابدا تباتى بعيد عنى
نفخت بحنق وهى تضع يدها على خصرها بيأس لتقول وهى تزفر :
_ لحد امته الوضع دا هيستمر
اجاب بكذبه برغم ضيقه من هذا السؤال الذى يريد اجابته الى الابد :
_ لحد ما تخلصى تعليمك زى ما انتى عايزه
تجاوزته لتتجول بالغرفه الواسعه الاقرب للجناح الفراش الكبير يتوسطها بشكل اسطورى
وعلى الجانب الاخر طرقه صغيره تؤدى الى حمام داخلى الى جانب الطرقه غرفه خاصه للملابس
فيما عدا ذلك فالغرفه واسعه تخلو من الاثاث إلا من اريكه وطاولة قريبه من مكتبه صغيره بها مجموعه
من الكتب فى مواجهة الشرفه وقفت امامها
تركها وشرد قليلا امام الشرفه اليوم ستشاركه نفس الغرفه وسيختلط هوائها البارد بأنفاسها الدافئه سأل
نفسه كيف سيقيد جنونه بها وكيف سيخبرها بحقائق مؤكده وحياه خاصه بالبالغين
_ انت تجبلى سرير هنا
انتبه الي تلك العباره وجحظت عيناها وهو يلتف اليها متسألا بدهشه :
_ نعم ؟
هدرت دون اهتمام لدهشته :
_ ايه اللى نعم ؟ المفروض ان دا جواب بالفصحى ولا سؤال بالعامى
تجاهل سخفتها وردد فى نفسه أين انا وأين هى جعد جبهته متسائلا:
_ نعم عايزه ايه يامنار ؟
هكذا هدر فاجابت بيسر :
_ عايزه سرير
اشار خلف ظهره وتسائل :
_ ودا مش عاجبك
هتفت ببرود متعمد وهى تطوى ذراعيها :
_ لاء دا بتاعك لازم يكونى سرير لوحدى
ناشد الهدوء فى نفسه وهتف متسألا :
_ ودا هندخله هنا ازاى ؟
اجابت بانفعال :
_ ما الاوضه واسعه يدخل من أى حته
اقترب منها وهو يستجدى الصبر :
_ وامى و امك لما يسألوا ليه قاسمين الاوضه نقول ايه ؟
رفعت اصباعها من جديد مستنكره اى اضافه بعد فكره الاقامه معه بالغرفه وصاحت منفعله :
_ لاء ما انا مش هنام معاك فى نفس الاوضه وعلى نفس السرير
ازاح اصباعها من وجهه واخرج كلماته من بين أسنانه بحنق :
_ يخربيت صباعك دا
استدعى هدؤئه كى يدخل الفكره فى رأسها بهدؤء ودون اجبار :
_ السرير واسع ثم ان انا اكتر الاحيان شغلى بيبقى باليل وباجى الصبح
سألته هازئه :
_ والايام اللى حضرتك هيبقى عندك شغل بالنهار اعمل انا ايه ؟
اجابها بنفس طريقتها :
_ ابقى حطى بينا مخدات
التف من وجهها قبل ان تزيده غيظا وغضبا وانفعالا لقد استحال التفاهم معها بات يفكر فى اقصر
الطرق واكثرها صدمه ليخرجها من شرنقة الطفولة الى عالم النضوج ويرتاح
*********جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا *****************
فى المكتب
هدرت “مكه ” ببراءه :
_ حضرتك انا عنديش اى وسطه ومااعرفش حضرتك تقصد ايه ؟
تشنج فمه بعدما خيل له انها ترواغه باغتها بسوال اخر :
_ فين عشيقك اللى هربتى معاه
اذدات ارتباكا من حديثه واجابته بانفاس متقطعه :
_ انا ماعنديش حاجه اقولها غير اللى حضرتك شوفته فى البرنامج ومن فضلك اقفل الموضوع دا
لانى بجد مش عايزه مشاكل اكتر من اللى بتجاهلها برا المكتب دا
على فجأه قفز الى جوارها فابتعدت تلقائيا وهى تشهق بفزع صاح من بين اسنانه :
_ لو عايزه المشاكل برا المكتب تقل او تتمحى خلى بالك من علاقتك هنا جوا المكتب
زاغ بصرها بين حده عيناه ومكر مايقول وهتفت بخوف يكاد يسقطها ارضا :
_ انا مش فاهمه حضرتك تقصد ايه
عقله لا يستوعب برائتها وهى من ضجت الصحف بفضيحتها يجزم بشده انها تروغه سبها بحنق :
_ هو ايه مش فاهمه مش فاهمه اومال كنتى هربانه مع عشيقك عشان ايه ؟
_ اتجوزه
اجابت بتلقائيه وبلاهه لاتناسب هذا العالم الخبيث
ضيق عينه وهو يتراجع عنها هادرا بعنف :
_ يا تفتحى مخك يا تستقيلى من نفسك
وصل الى مكتبه ودون ان يلقى نظره على الملف الذى وضعته من قليل مد يده به لها وهو يقول بسماجه :
_ غيرى الخط خليه 16
حسنا ما حدث سئ وما يطلبه أسوء هذا الملف يتطلب وقتا اكبر من ساعات العمل لاعاته وقبل ان تفتح فاه
لاستجداء عطفه صاح بها بزنق :
_ اتفضلى على شغلك
التقتطه وقد خانتها الدموع خرجت من المكتب وقد هزمها الحزن وسيطر على احاسيسها
***********جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***********
العالم أصبح صغير وبعيد فى نفس الوقت نخترع كل ما يقربنا الى أحبائنا لكننا نبتعد مسافات
عن كل ما هو قريب ملاين المشاهدين على فيديوهات “تمار وفادى ” منتقدين أو مشككين
أو فضولين أو محبين ومشجين الجميع اجتمع على تلك القناه الخاصه بهم على احد مواقع التواصل الاجتماعى
لديهم نشاط مفرط لتغذيه هذه القناه بمحتوى كميدى ساخر مما أدى للانتشار السريع والذى
كان ذو جانب سيئ لم تدركه “تمار” ابد فهى كانت مستمتعه بالشهره التى اكتسبتها فى هذا الوقت القصير
لولا ان أحد الموطفين عرض أحد الفيديوهات هذه على والدها “رأفت الالفى ” والذى قفز من مكتبه غير
مصدقا ما وصلت اليه ابنته من جنون وما وصل لزوجها من الاستهتار فى تركها تفعل هذا الهراء مع هذا الشاب
وتجول الاقاويل انهم على ارتباط لكنه لم يفوت الفرصه سيريه كم هو غير لائق ومناسب لابنته التى تركته فورا عندما
وجدت من يناسب عمرها فرصه جيده ليثبت وجهة نظره فى هذه الزيجه الفاشلة ضغط زر الاتصال ب “ريان ”
الذى كان يقود سيارته متجها الى منزله لاعجب انه عبث بشده فور رؤية اسم “رأفت ” يقفز على شاشة هاتفه
ليتمتم بزنق :
_ ياترى ايه المصيبه بتاعة المرادى ؟
ضغط بطرف بنانه على شاشة هاتفه المثبت امامه وفتح الميكرفون ليحادثه وهو يقود حاول ضبط درجة صوته
وهى يجيب :
_ ايوا
تفاجابحده وقتامة صوته وهجوم دون مقدمات :
_لما قولتلك الجوازه دى مش مناسبه ومهما كان “تمار ” لسه شبه صغيره وهتحتاج لشب يعيشها
سنها مش يقفل عليها اربع حيطان كان لازم تحصل فضيحه عشان تفهم سبب رفضى
زاغ بضر “ريان ” وهو يحاول لقط جملة واحده تبصره سبب هذه الفضيحه فهدر متشنجا من حدته :
_ فضيحة ايه انت بتقول ايه ؟
اجابه “رافت ” بسخريه لاذعه :
_ هه انت كمان نايم على ودانك والله صونت الامانه
وقبل ان يصيح به “ريان ” غاضبا فكلاهما يعرف الاخر تمام المعرفه فمن أبشع الحوادث تحول الصداقه
لعداوه
_ تمار بنتى المصون اللى اخدتها من حضنى عشان تحميها منى بتعمل فيديوهات مع عيل من دورها
والكل بيتكلم عنهم يلا اتصرف يالى خدتها منى يلا وقف المهزلة دى وسيبها تعيش حياتها مع اللى يفهمها
بدل ما تدفنهاانت بالحيا
ظل “ريان ” صامتا يستوعب الصدمه التى تلاقها من “رأفت ” لتو ليطرق هو على الجديد وهو ساخن مسترسل
بنبره مغايره تحمل توسل أبوى :
_ ارجوك يا “ريان” انت عارف ان “تمار ” اصغر منك بكتير ومش مدركه ابعاد الجوازه دى دى انسب فرضه تسيبها
فيها سيبها يا ريان تعيش حايتها انت عاقل هى مش عارفه مصلحتها فين ؟ اديها اول ما بابها دق فتحت من غير تردد
كفايا لحد كدا ورجعلى بنتى
لاشك ان كلماته أوجعته وضربت عقله فى مقتل اغلق الخط دون أن يجيب وانحرف عن الطريق ليقف جانبا
وبتلهف شديد امسك هاتفه يبحث فى مواقع التواصل الاجتماعى الذى اهمله لمده طويله بسبب انهماكه فى عمله
اتسعت عيناه بألم عندما رأها بسياره مع شاب غريب ويدور بينهم حوار او يتصنع الاغماء وهى تتحسس
كتفه بقلق بادى فى عينها كان يتمنى ان يكون أبيها كاذب رغم معرفته انه لم يفعل هذا ابتلع ريقه وهو
يشعر بالاختناق متسائلا فى نفسه هل يصلح لها كزوج وشريك وحبيب أم انانى يتغذا على ضحكتها التى
تعيد به الزمن للوراء ووجودها الذى يرتب بعثرة ايامه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,