روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 22

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 22 الثانيه والعشرين “حلم أم كابوس”

“مكه ”
لم تقف طويلا عندما استمعت الى صفق الباب بيده هرولت بعيدا عن أنظار والدها الذى كان على وجه
علامات الشك وقبل أن يلفظ بما يدور فى ذهنه اختفت من امامه

لتقتحم غرفة “مرام” وهى فى حاله أسوء مما غادرت بها مما دعى مرام للقلق فوقفت قبالها وسألتها :
_ فى ايه اللى بيحصل يا مكه مين اللى كان برا

ومن بين انفاسها المتزاحمه اجابتها:
_ هو…… الظابط جه يخطبنى

تراجعت “مرام” برأسها للخلف بصدمه لم تستوعب شفافية اختها التى اصبحت مخيفه فهدرت بدهشه:
_مش ممكن يا مكه انتى كدا يتخاف منك

هتفت مكه وهى تتفض رأسها بتشتت:
_ انا حاسه انه مش هيسكت

اقتربت منها وامسكت بساعدها بلطف مستفسره بحذر عن سبب خوفها:
_ليه يا مكه مش انتى قولتيلى انك اتجوزتيه فى الحلم

رفعت “مكه”عيناها المحمله بالدموع الى وجه اختها وأخبرتها بحزن :
_انا رفضته فى الحقيقة

أحبطت تحمل “مرام” فى توقع تصرفات اختها وهتفت وهى تزفر:
_ليه كدا يا مكه بس

تحركت بيطء نحو الفراش لتجلس فقد شعرت بأن قدماها لم تعد تتحملها وان سقوطها محتمل فى اى وقت :
_عشان متجوز

صمت مرام لبرهه لتستوعب ما قالته وضغطت على رأسها ثم عادت تهتف بثقه:

_يا بنتى مش انتى حلمتى انك اتجوزتيه وعشتى معاه قصة حب ازاى بقى فى الحقيقة متجوز
يمكن بيكذب عليكى انا عارفه إن مكه احلامها ما بتنزلش الارض ابدا

تملك منها التعب تحت من فرط الضغط ورأسها لم يتحمل كل هذه الأحداث المتلاحقة هدرت بيأس:

_ شكل الحلم هيتحقق بشكل تانى فى الواقع

‏__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

“تمار ”

هتفت “تمار ” وهى تتطالع الى والدها بحرج :
_ بابا ممكن اطلب منك طلب
رفع عينه اليها بعدما تظاهر بالانشغال على هاتفه قائلا بتوضيح :
_ بجهز حتة رحله تستاهلك يا حبيبتى

ابتسمت على مضض وردت عليه :
_ انا هفسد من كتر الدلع دا

تحمس وهو يجيب بسعاده :
_ ومالوا اللى يقدر ع الفساد يقرب واللى ما يقدرش يفارقنا

نظرت اليه بمكر وهتفت :
_ هو قادر وقادر قوى حتى أنى ما أستبعدش انه يجينا هنا لو ما رجعناش فى اسرع وقت

تأفف “رأفت ” فسيرته وذكر تحديه يضايقه فصاح معترضا :
_ انا مش عارف انتى متمسكه بيه على ايه دا بكرا يبقى انتى عندك 35 وهو يبقى عنده 50
ويدوبك يشيل نفسه مش يجرى وراكى

ابتسمت من عصبيته وهتفت بمرح :
_ ومالوا ما انا عندى بابا اهو أحلى واحد فى جيله وهو فى الستينات

تشدق بإمتعاض :
_ وهو زيي
اجابت بثقه :
_ انا واثقه انه زيك وزيك قوى يمكن سبب خلافكم القوى انه زيك
سكتت لبرهه لتحيد وجها عن نظراته المحتده وأردفت :

_ الفرق ان هو اتمسك بحب حياتوا وانت رفضوا

اتسعت عيناه عندما أشارت الى قصه حبه القديمه وثب من مكانه مغتظا وسألها بحده :
_ هو اللى قالك مش كدا ؟

اسرعت بالنفي فى سرعه :
_ لااا ابدا هو ما قاليش انا اللى سمعتكم وانتوا بتكلموا فى الموضوع فى الفيلا بتاعتنا

لم يستوعب “رافت ” الصدمه كان مغتاظا فى تلك الذكرى والتشبيه رنين هاتفه جعله يلتقطه
ويقاطع الامر بعصبيه ليرد على “عدى ” :
_ ايوا يا عدى فى ايه ؟

اجابه “عدى ” بنبره هادئه رغم شعوره بغضبه البادى فى نبرته :
_بابا حبيبى مين مضايقك

هتف والدته محتدا :
_ مافيش قولى انت عايز ايه واوعى تقولى اى حاجه عن الشغل انا قايلك انا فى اجازه
واى حاجه اتصرف انت

تقبل “عدى ” تحذيره واستسلم :
_ لاء يا بابا مافيش أى حاجه عن الشغل بس لو فى حاجه خاصه بيا ينفع ابلغك بيها

زفر “رأفت بضيق وهو يسمح له :
_ ايوا اتفضل

تحمحم مستعدا لالقاء خبريه غريبه وغير متوقعه يعرف صداها على والده لذا تمهل ثوان قبل ان ينطق ب:
_ انا عايز اتجوز ينفع
بالفعل انتشرت تعابير الدهشه على وجه والده ولاحظت “تمار ” ذلك فإنتظرت أى حديث يصدر من والدها
يفسرسبب هذه الدهشه حتى قال :
_ يعنى من امته وايه الاستعجال دا وماينفعش لما ارجع

لم تفهم “تمار ” شيئا مما قال فسألت بقلق :
_ هو فى ايه يا بابا ؟

تدخل “عدى ” :
– يعنى انا عارف انك اخد تمار شهر عسل قبل الجواز والله اعلم هترجع امته منه
وانا هنا بائس ووحيد فمافيش مانع يعنى يبقى ليا ونيس

رد “رأفت “على ابنته اولا :
_عايز يتجوز حس بالوحده فجأه
لم تخلو الدهشه من وجه “تمار ” لكن خالطت الدهشه الفرحه والابتسامه

وجه رأفت لعدى سؤلا ساخطا :
_ودى مين سعيده الحظ دى بقى

اجاب بحذر :
_ مرام
حاول “رأفت ” التذكر بما انه ذكر اسمها مجرد فلابد انه يعرفه :
_ انا سمعت الاسم دا فين قبل كدا

كانت “تمار ” فى انتظار بتلهف معرفته التفاصيل حتى هتف والدها محتدا :
_ مـــــــرام السكرتيره الجديده

هنا قفزت “تمار ” من مكانها وهجمت على والدها لتخطف الهاتف من يده وتضعه على اذنها
وهى تهدر بفرح ومزاح :
_ كنت متاكده مع انى كنت شاكه الصراحه بس ليه السرعه دى ما كنت استنى سنه كمان
دا انت حبتها من اول يوم يا ابنى وانت بتقاوح

رد عليها “عدى ” بمرح :
_ لاء حبتها قبل ما اشوفها بقولك ايه اقنعى بابا الا هطير منى اخطبها حتى على ما تيجوا من الرحله
الطويله دى

نظرت باتجاه والدها الذى بدى عليه الضيق والانفعال وهتفت بشك :
_ مش عا رفه هو ممكن يوافق ولا ايه شكله صعب خالص بس هحاول بأى انت دلوقت
اقفل
اغلقت الهاتف دون انتظار رد والتفت لوالدها لتناوله اياه فإختطفه بحنق وهو يقول محتدا :
_ إياكى يا مرام حد يعرف بموضوع دا وبالذات اخوكى فاهمه ولا لاء

طوت يدها الى صدرها وهى تخبره بتعند :
_ دا متوقف على انك هتسيبنا نعيش حياتنا بحريتنا ولا لاء

نظر اليها مطولا وقد شعر بالابتزاز من ابنته فى مقايضه غير عادله حكايه قصاد حياه

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“مكه ”

خطواتها المتعجلة من شارع إلى شارع كانت تسوقها الى العمل دون ادنى تركيز منها برأسها الكثير
من الافكار وبقلبها ثقل من المشاعر والتخبط ودن أى سبق وجدت شخصا ما يجذبها للخلف شهقت
بفزع وكان هذا شعورمبدئي مما تلاه من المشاعر المتلبده بعدما تركها لتلتف وعندما طالعت صاحب
العيون الصقريه الذى هدر بسرعه ودون مقدمات بنبرة اقرب للفحيح:

_ اللى وفقتى عليه هدخله السجن وابوكى واختك وامك لو حكم الامر وانتى كمان انا هخفيكى
عن الوجود كله وما حدش يعرفلك طريق وهتبسط قوى وانا بصفى دمك نقطه نقطه

ابتعدت عنه قليلا ونظرت الى عينه بفم مفرغ الظلام الذى بعينه يوحى بالخطر

هتفت بتوتر وهى تحاول التقاط أنفاسها :

_ليه انا عملت ايه ؟!

اجاب بصوت جهور ممتلي بالضيق والحنق:

_عشان تبقى تقولى ل إلياس النشامى …لاء

قامت قيامتها لديه عشقها وهو عندما يعشق يحرق ويهدم لن تنجو من جنونه فالدور دوره
فى الجنون والتهور

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

فى القسم

وقف “ماجد” بينهم ولذت “منار ” بالصمت ليخرجها بطريقته وبالفعل تحدث هو :
_ منار كانت بتنقلى تحركات البنت “مروه” بما انها الاخيره اللى اترددت كتير ع الشقه
وكانت زميلتها فى نفس الكليه

ارجعت “منار” شعرها للخلف بحركه عصبيه تدل على رفضها المبدأ ودارت حول نفسها تشعر
بالضغط من اجباره لها على الصمت لاحظ “ماجد” هذا فوضع الاحراز على مكتب “شريف ” وقرر

المغادره وهو يحادثه بتروى :
_ الفلاشات دى لقيناها فى شقته وياريت لما تخلص تندهلى عشان نشوف القضيه هتمشى ازاى

اكتفى “شريف” بالايماء ومن جانب “منار” كانت تنظر لحظه اختلائها بشريف حتى تنفجر وقد نالت
ما أرادت بعد سماع اغلاق الباب اندفعت بعصبيه شديده وتهور :

_ ايه اللى بتعمله دا يا شريف انت هتطلعنى مخبر حضرت الظابط ولا ايه ؟

تهجم وجهه من اعتراضها ونبرتها المتبجحه بعد وضعهم هما الاثنان فى وضع محرج فسألها محتدا :

‏_ انتى مشكلتك دلوقتى انك خايفه تطلعى مخبر حضرت الظابط ولا تطلعى فى قضيه آداب

أردف ساخرا :
_ وخلى بالك دى قضيه مش كليه

كان يسخر من جهلها ويستفزها كى تدرك للحياه التى تعيش بها لكنها لم تهدأ وردت عليه
بإهتياج :
_ اطلع زى ما اطلع زمايلى كلهم هيبصولى بأى نظره

سألها نفس السؤال :
_ وانا زمايلى هيبصولى بأى نظره لما حرم الظابط شريف يتحط اسمها فى قضيه مشبوهه

اقتربت منه وحاولت تهدئة نفسها لتسترضيه وتحصل على غايتها :
_ شريف انت راجل تقدر تخرج نفسك وطالما انك عارف الحقيقه قولها انا يستحيل اقبل انى اطلع
قدام زمايلى مخبر انا مش هقبل

قرر “شريف ” فى هذه اللحظه كشف الستار بأبشع صوره يحدث ما يحدث ليرى وجهها بعد ذلك

‏ويسمع قرارها النهائى حول تصرفه امسك كرسي وهو ينظر فى عيناها ودفعه بالقرب من الشاشه
القريبه وهتف أمرا :
_ اقعدى طالما مصره اقعدى وشوفى

عينه الغاضبه اخبرتها ان تستجيب خشية أن ترفض وينهرها جلست فتحرك من خلفها ينتقى من احد
الفلاشات والتى يعرف فحواها مسبقا ودون أى تردد دسها فى الشاشه والتقط جهاز التحكم وتحرك
ليقف ورائها ويعبث به مسحت وجهها بضيق ورأسها يكاد ينفجر من المناقشات والصدمات يوم طويل
ما كان ينقصها ابدا ما وقعت عليها عيناها الآن كادت أن تسقطها مغشيا عليها لم تطلع من قبل على هذه
البشاعه ولم تدنس عينها بهذا الذنب باتت تسمع صوت نبضاتها المتسارعه وارتفعت درجة حراراتها
وشعرت بالشلل التام فى كل حواسها حتى لسانها ما قوى على الرفض أو النطق بالاكتفاء وكأنها فى
كابوس من الجاثوم مقيده وواعيه لكن ولا أى عضو يعمل سوى العقل الذى يستقبل فوق قدرته
بدأت معدتها بالنفور والتقلب وهذا ما دفعها للوثب كمن لدغه عقرب والركض نحو حمامه الخاص

وإفراغ ما فى معدتها تبعها “شريف ” دون أى تفاعل كى تعرف كيف تلومه بعد على تصرفه
اليوم فتح لها بوابه لم تطأئها قدمها بعد واليوم فتح لنفسه هو الآخر بابا خاص بهم فتدرك انه رجل
يعشقها ونهاية كل عشق زواج ، افرغت ما فى جوفها وكففت وجهها بالماء لم تغادرها الصدمه بعد

والتفت اليه لتراه عاقدا ساعديه ويقف على حافة الباب بانتظارها خالى التعبير صاحت بضيق
من جرأته :
_ انت إزاى تورينى حاجه زى دى

اجابها ببرود :
_ كان لازم تشوفى عشان تدركى حجم الخطر اللى كنتى فيه

لم تقتنع بمبره واحتدت وهى تتجه صوبه بغضب :
_ تقدر تعمل كدا مع اختك ورد

وقبل ان تلكمه فى صدره التقط يدها ودفعها نحوالحائط فى حركة مباغته وسريعه
جرته للاندفاع وإندفع قائلا :
_ عشان انتى مش اختى انتى مـــــــراتـــــى وحــــــبيبــتـــى

زاغ بصرها بين عيناه فاليوم كانت الصدمات شديده ومتتابعه ادرك انه صدمها وصدم معها
كيف دفعته بجنونها الى الافصاح فى هذا الموقف عن مكنون صدره الوقت غير مناسب بالمره
لتلقى صدمة بهذا الحجم كما أن ردة الفعل قد لا تحمد لكن انطلق السهم من القوس وانتهى الامر

____________جميع الحقوق وحفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“فى بيت ابراهيم السباعى ”

لم يغمض ل “ابراهيم ” جفن طوال اليل وبعدما تقلب كثيرا فى فراشه اعتدل اخيرا ليكف عن
خداع نفسه هو لن ينام ولن يقنع نفسه بأنه سينام نهضت معه زوجته “خديجه ” تهتف بقلق :
_ الشمس طلعت وانت لسه ما نمتش

انزل قدميه عن الفراش دون أن يرد عليها فوضعت يدها على كتفه لتواسيه قائله :
_ انت لسه الموضوع بتاع مكه دا مضايقك
بالله ما تزعل خلاص واحد اتقدملها واترفض وراح لحاله
حرك رأسه للجانين بيأس وهدر بيأس :
_ لاء ما راحش لحاله الواد دا مش هيسكت دا هددها قدامى

مسحت “خديجه ” على كتفه صعودا ونزولا لعله يهدأ وقالت :
_ دى حلاوة روح

لوى عنقه ليرمى لها سؤالا أرقه طويلا :
_ سألتى بنتك عرفها منين ؟

توترت “خديجه ” وهى تخشي أن الاجابه التى حصلت عليها تزيد من قلقه ،عندما طال صمتها
التف بكامل جسده ليويها وجه ويرى ماذا تخفى عنه اسرعت بالرد حتى لا يسئ الفهم :

_ عرفها يوم الحادثه إياه زى ما انت عارف انها اتخدت ظلم وقتها شافها هناك

ضيق عينه مكذبا إياها أو إجابتها فما شاهده من ثقته فى موافقتها غير موافقه لهذه الكذبه
وهتف :
_ بنتك ما بتحكيش تفاصيل كل اللى على لسانها من يوم ماجات انها دخلت السجن

حركت رأسها أسفا على حالته والشك الذى فى كل سؤلا يطرحه :
_ هتحكى ايه بس يا ابراهيم البنت جات من هنا وانت وقعت من طولك
استطردت بحنو لعله يهدأ :
_ روق يا ابراهيم ماحدش هياخد بنتك عافيه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

_عافيه …يعنى

هكذا سألته “مكه” عندما تحدها فأجاب مؤكدا بتفاخر :
_ ايوا عافيه يا مكه

لو كان هو كما حلمته به لكانت رحلت معه فورا لكنه تغير كثيرا عن احلامها هتفت بصوت
محبط :
_ انت متجوز وانا ما اقبلش اخرب حيات حد

نظر اليها مطولا ثم هتف مستخفا بأسبابها :
_ هو دا اللى مخليكى رفضينى

أشاحت بوجهها عنه بعدما اكتفت بالايماء فإنفجر بها فى عصبيه :
_ طيب ايه رأيك هتجوزينى غصب عنك حتى لو متجوز اسبابك دى ما تهمنيش
المهم عندى إنى طلبت وانتى لازم توافقى

عادت تنظر اليه لتستوعب كل ما هدر لكنه لم يتوقف بل زاد فى حدته وهو يأمرها :

_ هتروحى لابوكى تقوليله انك موافقه على ما اخلص مشوارى واجيلك

سرعان ما ترقرقت الدموع فى مقلتيها وهى تسمع امره الشبه مستحيل وقوعه لن تقوى على
الوقوف فى وجه ابيها وطلب أمر كهذا وإذدات هلعا عندما أردف بشر :
_ ويا كدا يا مكه يا إلا ابوكى واللى اسمه كامل وانتى فوق البيعه مش هتشوفوا الشمس تانى

هرعت الى يده التى تلوح بشر لتوقفها وهدرت برجاء خائب :
_ بلاش ارجوك ابويا لاء …انا ما اقدرش اقف فى وشه اطلب منه كدا بعد كل اللى عملته
وكنت سبب فيه حرام عليك ما تحطنيش فى موقف زى دا

نظر الى يدها المتشبثه بيده رقت مشاعره لها لكنه لن يتركها هو يتعذب بعيدا عنها وما من طريقه
أخرى ليحظى بها والدها لن يقتنع وهو ليس لديه وقت لاقناعه لقد اكتفى من الفراق نظر فى عينها

ليتاكد انها مازلت تريده كما يريدها وطرح ذلك السؤال بعينه وكأنها فهمته فأخفضت بصرها عنه
فأمسك طرف ذقنها ليرفع وجهها بالكامل اليه من جديد ويا لا الخساره سُجنت فتاة المجنونه التى
هوسته بأحلامها وحكايتها الخرافيه سٌجنت خلف العادات والتقاليد وطمست معالمها بخاتم من القهر
خلفه قساوة مجتمع لا يرحم وتهور كانت محترفه به فى الماضى
أنزل يده من اسفل ذقنها وحررها من نظراته وهو متاكد انها لن تعود كالسابق الا بعدما يسيقها هو
هتف فورا :
_ ارجعى يا مكه ونفذى اللى قولتلك عليه

أولاها ظهره فتحيرت بما تناديه سيتركها فى الشارع ويرحل دون أن يستمع لتواسلاتها
ولا يتفهم مشاعرها نادت بصوت مدبوح :
_ مــــــش هــــــــقـــــــــدر

رد وهو يستمر بالتقدم دون حتى الالتفات :
_ هتقدرى انا عارفك ماعندكيش حل تانى

فصاحت من جديد بحجه اخرى :
_ طيب بعد الشغل

توقف فجأه والتف لها ولوح بإصباعه فى تحذير :
_ اياكى تروحى

تركها وغادر إختفى فجأه كما ظهر فجأه دون أن تدرى إن كان “الياس ” حلما ورديا
أم كابوس أسود

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“منار ”

صدمه اعتراتها بعد نطق هذه الكلمات لكن اصرار عيناه على ما قال منعها من الشك
ارتعشت شفاها وهى تسأله :
_ انت بتقول ايه ؟
اجابها دون تردد ودون ترك مساحه لها للفرار :
_ بــحــبك يا منار واتجوزتك عشان بحبك وكل اللعبه اللى عملتها دى عشان توافقى تجوزينى

يكفى على هذا اليوم صدمات اشاحت وجهها عن عيناه القريبه وحاولت الابتعاد من محاصرته
وهى تهتف بضيق :
_ عن إذنك
اعترض طريقها ورفض ازاحه يده عن الحائط وشدد على كلماته حتى يحصل على جوابها
لايمكن تركها دون الرضوح لرغبته :
_ انتى عارفانى مش بتنازل بسهوله
صاحت فى وجه بعتاب هو اكثر من يفهمه :
_ وانت كمان عارفنى
هتف بتوتر من ما قد يؤل اليه الامر أو يزداد عندها وترفضه كليا :
_ انتى هتموتينى قدامك اجبلك صبر منين ارجوكى يا منار ارفضى كل رجالة الدنيا إلا انا

دفعته لتتحرر من إحتجازه لها لكنه فى كل مره كان يقف بوجها من جديد ويهدر :
_ اكيد كنتى حاسه بحبى
هذا التصرف يزيد من غضبها فصرخت بوجهه بإنفعال :
_ انت عارف إنى مش عايزه أحب

مسح على جانبى رأسها ليرتب خصلاتها الشارده وهو يحاول تهدئتها :
_ انا عمرى زعلتك حبينى انا أنا عمرى ما هسيبك عمرى ما هتخلى عنك

ألم طفولتها عاد يحزنها ويخنق انفاسها فترقرقت عينها بالدموع وانفجرت بالنشيج
وذكرتها تستعيد صور تعلقها بوالدها وفقدانها له أو تخليها عنها بمعنى الصحيح
كادت تسقط من شدة انهيارها فضمها اليه يفهمها حتى دون أن تنطق مسح على رأسها
وكأنه يرقيها من أن يمس قلبها وجع فيمسه أضعافه ودون إراده راح يردد :
_ انا مقدرش أبعد عنك انااساسا ماعرفش أحب غيرك

كانت تزداد بكائا إن قلبها المصاب بالالم لا يريد أن يفتح بوابته لأى مشاعر إضافيه حتى
وإن كانت تصدقها مال برأسه ليستكين فى أحضانها سيقنعها بعشقه أو يموت لا خيار آخر

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____

فى مكتب التوريد الخاص بعمل مكه

دخل “الياس” دون إذن الى مكتب المدير “اسلام ” انتفض الاخر بعصبيه من على مكتبه
وهو يسأله بحنق :
_ انت مين وازاى تدخل مكتبى بالشكل دا ؟

اغلق “الياس” من خلفه وإعتلى وجه إبتسامه بارده دون مغزاه واضح وهو يرد عليه :
_ أنا الواسطه الجامده اللى مكه مسنوده عليها

إنسحب الدم من وجهه فورا بعدما إشتبه فى شخصه أنه من أمن الدوله فهتف بتردد :
_ حضرتك شغال فى أمن الدوله

اقترب منه “الياس ” بخطوات رتيبه ورد عليه بجمود قاس :
_ لأ أمن مــكــه

توجس “اسلام ” من حديثه وراح يزدرء ريقه كلما قصرت المسافه بينهم لا يستبشر خير
وعلى فجأه جذبه “الياس ” من تلابيبه فهدر الاخر بفزع :
_ فى ايه يا استاذ بتعمل كدا ليه ؟

اجابه “الياس ” بنبره مرعبه :
_ عشان انت كنت بتنكش عليا وانا سمى وحش ولازم أدوقهولك

اصبح الوقت مناسب للرعب بالنسبه لاسلام فراح يهدر بهلع :
_ انا ما ليش دعوه بيك انا ما اقصدش أضايقك
فى ثوان كان “الياس ” دفعه على سطح وكتبه واعتلاه وهو يصيح بشراسه :
_ لاء ليك طالما ضايقت اللى يخصنى يبقى ضايقتنى

هتف فى هلع :
_ انا ما كنتش اعرف بس خلاص طالما حضرتك قولت انا مش هقرب ناحيتها تانى

دفعه “الياس” بعدما شعر بأن نوبه غضبه قد هدئت قليلا بعدما اكد على عدم عوده مكه للعمل من جديد
نزل من على سطح المكتب وعدل ملابسه وهو يرمى له تحذير اخيرا :
_ اياك تعامل حد تانى بالطريقه دى لانى ممكن تطلع تخص حد انت ما تعرفش تتقى شره

غادر وتركه يزدرء ريقه وينظم انفاسه التى كادت تنقطع مما فعله

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

فى منزل ابراهيم السباعى ”

نهض من فراشه وإتجه صوب غرفة أبنائه وتبعته “زوجته” التى لا تطمئن لحالته فهتفت وهى تبعه :
_ يا حاج ابراهيم رايح فين ؟

دخل الى الغرفه فأعتدلت “مرام ” التى بالكاد نهضت من الفراش بتكاسل لم تكن وجهته “مرام ”
بل “مكه ” والتى كان فراشها خاليا الف اليها يسألها بشك :
_ اختك فين يا مرام ؟

مظهره وطريقته فى طرح السؤال جعلها ترتبك وهى ترد عليه :
_ نزلت الشغل يا بابا

التف الى “زوجته” التى كانت خلف منه مباشرا وصاح بها معنفا :
_ازاى تنزل الشغل مين أذنلها انا اصلا الشغل دا ما عدش يلزمنى

خرج وترك الغرفه وقد اشتعل غضبا من نزولها للعمل الذى لم يجنى من ورائه إلا التعب

واستمر بالصياح محتجا :
_ والله عال بقيت ولا كأنى ليا لازمه امبارح تقفل على نفسها طول النهار وانهارده تنزل
الشغل من غير ما تقولى

اقتربت منه “زوجته ” لتهدئه وهى تقول :
_ روق ياحاج ما انت عارف انها مش بترضى تصحيك وتقلقك

لم يهدأ وهتف بحده اكثر من الاول :
_ طيب انا بقى مش عايز الشغل دا ايه قولك هتكسروا كلمتى بقى ولا هتعملوا ايه ؟

كانت “مكه” على عتبت المنزل وإستمعت الى صراخ والدها المهتاج وتمتمت قبل أن تدير المفتاح
فى الباب :
_ هو فى ايه ؟ إيه الشغل اللى ماحدش راضى عنه دا ؟

دخلت الى المنزل لتتوسط النار المندلعه فى وسط المنزل وعلى الفور انفجر فيها والدها كما لم يفعل من قبل :
_ ازاى تنزلى الشغل من غير اذنى ياست مكه ولا انتى معتبرانى مش موجود

هتفت بتقطع من صدمتها :
_ ايه اللى حضرتك بتقوله دا

تدخلت “والدتها ” لتهدء الامور بينهم ب:
_ صلى على حبيبك المصطفى واستهدى بالله
التفت الى “مكه ” لتسألها بلوم :
_ ايه باس اللى رجعك دلوقت
اشاحت بوجها وهى تتمتم فى سرها :
_ حظى الاسود

وثب “ابراهيم ” من مكانه وهو يزجرها :
_ فى حاجات احنا ما نعرفهاش وباين عليا نمت على ودانى مده طويله

صعقت من تشبيه المخل لها وردت عليه بحزن :
_ ليه بتقول كدا يابابا ؟

لن تهدأ ثورته حتى يعرف كل شئ صاح محتدا:
_ عشان انا اللى رضيت اسد ودانى عن اللى حصلك وعشان انا اللى هربتى
من اجابته امبارح وجه الوقت اللى لازم اعرف فيه كل حاجه

قال جملته الاخيره بكل إصرار وامام إصراره وإصرار الياس بدت مستعده لخوض
هذه المهمه الانتحاريه لتسأل بإستسلام :
_ حضرتك عايز تعرف ايه ؟

يعرف ان القادم قد يوجعه لكنه ارد ان يرتاح نهائيا فهتف دون تردد :
_ كل حاجه من اول ما اختفيتى

عضت طرف شفاه وحاولت استجماع شجاعتها لتريحه كما يريد وكلا من “مرام وخديجه”
فى الانتظار بدأت بالسرد بإختصار شديد :

_ انا شفت حلم الحلم دا كان فيه “الياس النشامى” وكنت عايشه قصه حب فى الحلم دا خرافيه
برغم انى عمرى ما شفته فى الحقيقه فى لحظه غباء منى اول ما شفته داخل مبنى الشغل
عندنا دخلت وراء عشان احكيله الحلم ويفسر لى سر الانجذاب اللى جه على فجأه بس كنت فعلا غبيه
واتورط مع الارهابين اللى جوا وخدونى رهينه وقتها خلصنى واتصابت فى كتفى ولما روحت المستشفى
اتخطفت من جماعه ارهابيه ظنت انى حد مهم يخصه وجانى هناك وخلصنى من اديهم بس لحظى الوحش
كانوا بدلوا مساجين تبعهم بينا قبل ما نتصل بيهم فكانوا مطرين يعملوا كذبه على الاعلام انى هربت ورجعت
تانى بشرط انى ما اجبش سيره الموضوع دا نهائئ

أنهت كلامها ونظرت صوبه براحه فقد أزاحت ثقل كان يؤرقها كثير فى الايام الماضيه الصدمه اقتسمتها
والدتها معه وضعت يدها على فمها حتى تستوعب كل ما مرت به إبنتها التى كانت لمده طويله اسفل عينها
لا يظهر عليها سوى الهدوء التفت الى “مرام ” بغيظ وهى تسألها :
_ انتى كنتى تعرفى ؟

انصبغ وجه “مرام ” ونفضت كتفيها كى تخرج من الامر بإجابه محايده :
_ مش كله طبعا

عاد “ابراهيم ” لمجلسه بهدوء وصمت غير متوقع خطت “مكه ” تجاه وعينها تلمع بالدموع
وبدى وكأنه يستوعب ترتيب الاحداث ويربط خيوط ببعضها ليعود الى النقطه الاولى ألا وهى

“طلب ألياس للزواج بها ”
نظر اليه بغموض وسألها وكأنه عرف الاجابه :
_ إيه اللى رجعك من الشغل

الاجابه كانت اصعب من أى ما تفوهت به لكن نظرته الثاقبه كانت قادره على كشفها فأجاب
على نفسه دون أن تنطق هى :
_ هــو
إيماء “مكه ” بالموافقه جعله يثب من مكانه من جديد ويستدير تماما عنها متجها نحو غرفته
ليدفن فيها خيباته المتواليه واختبارات الحياه لعجزه القادم لا محاله أوقفه هتافها المتردد بـ :
_ هـــو جــاى انهارده

كان متوقع قدومه من جديد لذا لم يتفاجى لكن ما يضيق صدره أنه لن يقوى على الرفض،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى