السادسه والعشرون
عاد “رأفت ” وبقى عاجزا عن صد عناد “عدى ” قرر ولن يتراجع فى قراره وهذا مازاد غضبه
وافقده صوابه وفى انسب وقت اختر “ريان ” الطرق على الحديد الملتهب بأن يطرح طلبه الذى
انتظره من مده طويلة اوشكت على الدخول فى سنوات وجاءت الفرصه بعدما بعثر عدى كل خططته
فى وسط الجلسه التى ضمت اولاده “عدى وتمار ” هدر “ريان ” بصرامه :
_ وانا كمان هعمل فرحى مع عدى
اتسعت عين “رأفت ” بغضب قوى وهو ينظر اليه ناسيا تماما دور المكر الذى كان يمثله خشى “ريان ”
ان يفقد صوابه وينسي انه وعد ابنته بالموافقه بعد رحلة السفر المزعومه نبهه بنظرات محذره من الرفض
حتى لا يضر “تمار ” ويفقد مصدقيته وابنته للابد فى لحظه كاد يضيع كل شئ لولا صوت “تمار ” الذى
قطع هذه الحرب بالنظرات بينهم :
_ الوقت مناسب يا بابا عشان توافق على طلب ريان حضرتك وعدنى لما نرجع من السفر
التف اليها وهو يرد عليها بضيق :
_ احنا اتفقنا بعد سنه
رفعت كتفيه بحرج من النقاش فى امر كهذا وبصوت بالكاد يسمع :
_ وليه نأجل مادام عدى هيتجوز مش هينفع نسافر وكمان احنا مكتوب كتابنا من قبله
وحضرتك موافق ليه نستنى ؟
امسك “رأفت ” بسيجارته ليشعلها بسرعه يخفى بها تعصبه ليفكر بعقلانيه هو الان فى الجهه الاضعف
إن استمر عناده سيخسر ابنائه للابد لذا فليفكر قليلا ويضع شروط اكثر تعقيدا وها قد أتت الافكار وهو يسحب
انفاسه عبر سجارته زفر دخانها الكثيف وهو ينظر الى ريان باستمتاع خمن هو انه بعده كارثه فهدوء رافت
والانتشاء الذى به لا يأتى بعده خير هدر رأفت بعد برهه :
– اهاا بما انى هتنازل يبقى لازم الطرف التانى كمان يتنازل يا تمار
نقل بصره بينهم وهو يراقب التأهب لسماع مزيد كلماته أردف اخيرا :
_ تعيشوا معانا هنا بعد الجواز
علامات السخط طفت لا اراديا على وجه “ريان ” وحرك وجه متمتما بسخريه بصوت منخفض :
_ لاعـــيـــب
يعرف “رأفت” انه من المستحيل ابدا قبول “ريان” لهذا الامر هو رجل حر واعتاد على الحريه
كيف يقيده بمنزله ويملى عليه شروطه ويأتى الى منزله كعروس بحقيبه ملابسه هذا مستحيل
من جانب “تمار ” لم تنزعج ابدا ستبقى مع حبيبها وعائلتها بنفس المكان ابتسمت وهى
تلتف الى كلا من “ريان وعدى” واختفت فرحتها عندها لاحظت انزعاج “ريان ” ثوان
وانفجر الاخر :
_ والله العظيم يا رأفت يا الفى انا مستعد اخد تمار واسيبلك البلد باللى فيه واعلى ما فى خيلك
اركبه ما منعنى عن كدا غير” تمار ” وغيرها انا مش مسؤال أراضى حد
رمقه “رأفت ” ببرود وهو ينفث الدخان لن يتركه يفوز عليه لابد أن يرضح فى النهايه ان كان حقا
يعشق تمار سينفذ هتف دون اكتراث :
_ زى ما انتى شايفه يا تمار انا هديلوا بنتى نور عينى وهو مش عايز حتى يقدم تنازل بسيط
انتى مش رخيصه عندى عشان اديكى لواحد مستخسر فيكى أى تنازلات
زمجر “ريان ” عندما عاد “رأفت ” ألعيبه النفسيه يعبث بعقلها ليشكك بحبه لها ويبرأ نفسه امامها
نهض من مكانه فنهض “رأفت ” بمواجهته مبتسما بغرور مستعدا لاستلام رايه الانتصار منه
اقترب منه “ريان ” وهو ينوى المغادره مال الي كتفه وهو يهمس من بين اسنانه بحنق :
_ انت عارف انا ممكن اقهرق قد ايه لو عيشت معاك تحت سقف واحد لكن انا
مش هاخد تمار سكه عشان انتقم بيها منك انا هعرف انتقم منك لوحدك
اختفت ابتسامه “رافت ” تدرجيا ليس من السهل أن يهدد “ريان مسعود ” لكن من الصعب عدم
تنفيذ تهديده رحل “ريان” وترك الجميع فى حالة ارتباك وبقيت “تمار” تنظر الى فراغه بذهول رحل
وأخذ قطعه من قلبها الذى تمزق أشلاء بين والدها وحبيبها وزوجها
اسرع “عدى ” بضمها الى صدره خشية من أن تنتبها أى حالة نفسيه طارئه مسح على رأسها
وهو يضمها الى احضانه ناظرا الى والده بلوم همس مطمئنا اياه بحنو :
_ ما تقلقيش كل حاجه هتبقى تمام
اجابته بتخدير:
_ مشي
رد عليها وهو يحاول ضم وجنتيها بين كفيه بلطف :
_ هيرجع ، سبيه يفكر وهيرجع ريان قال انه مش هيسيبك وانا عارف لوقال يبقى هينفذ
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
“مكه”
لم يترك لها حرية اختيار فستان الزفاف لكنه اختار اجمل الفستاين واكثر حشمه ترك كل ما تحتاجه
و ارسله فى صندوق الى بيتها لم يحادثها ولم تسمع صوته من اخر توعد لها بالحبس
اختفى بشكل كامل فلم يظهر ولم يتحدث إبتعد كأنه لم يقترب من الاساس
قلبها كان غير مطمئن تشعر انها ستتزوج شبح لم تعرف عنه وعن نواياه شئ فعودته كانت غامضه
لاتعرف هل كان حب او إنتقام أواقتناع بالشئ الخرافى الذى بينهم شعرت وكأنما تقفز الى المجهول
وبما ان كل شئ مجهول فلعل القفز الى المجهول هو النجاه .
حالتها لم تكن افضل من “مرام ” المصابه براهاب اللمس والاماكن المزدحمه واى صوت عال
كتله من الامراض النفسيه اجتمعت فى هذه المسكينه التى تنام اكثر مما تستيقظ تهرب من الشمس
والقمر من الايام ومن الاحداث حتى يمر هذا اليوم الذى لم تريد أن تذكره برغم اتصال “عدى ”
المتكرر ومحاولة طمئنتها بتفهم وإدراجها فى كل ما يختار حتى لا تنفر منه ويعطى لها مساحه
كبيره فى اختيار الالوان الخاصه بالموبليا وغيرها من التغيرات التى احدثها فى جناحه ولكنها
بالكاد كانت تدلى بذوقها فى النهايه كان ينجح فى اخذ المكالمه الى اتجاه آخر وكأنه يبنى معها
حياه عبر جسر قوى اسمه الحب
“اليله ليلة الزفاف ”
فى غرفة تمار
لم تخفى “تمار ” انزاعاجها من كل شئ ولها اعصابها كادت تتلف من كثره الانتظار ما بين انشغالها
فى تجهيز “عدى ” وتجهيز فستانا لائق بفرح اخيه
دفعت كل ما قابلها بغرفتها بضيق رحل “ريان ” ولم يعد لم يقدم لها أى تنازل كما قال والدها لم يسأل عنها
ولم يخبرها حتى بقراره كانت غاضبه منه لدرجه انها لو رأته لكمته فى صدره دون توقف حتى تدمى قلبه
وتذيقه نفس الذى يذيقها اياه بقلبها تساقطت دموعها عندما نفذ الغضب
جلست فى مكانها بعد كل الفوضى التى أحدثتها فى غرفتها وكأن الحرب قامت دون مبالغه
الدموع تحولت لبكاء والبكاء جرها للانفجار تشعر بالعجز لعدم وجوده حتى لو لم يكن زوجها
اليله كان عليه الحضور لضم يدها واخبارها ان كل شئ سيكون بخير لن تقتنع أن هناك خير إلا
إن قال هو .
طرقات الباب علت وصوت عدى قادم من خلفه ينادى :
_ تمار ممكن مساعده
كففت دموعها سريعا وجاهدت أن يظهر صوتها طبيعيا وهى ترد عليه :
_ ايوا يا حبيبى هاخرج حالا
اجاب ممتنا :
_ شكرا حبيبتى انا مستنيكى فى اوضتى
نهضت على قدميها وتحركت صوب المرحاض لتغسل وجهها الذى تلطخ
من اثر البكاء لن تفسد على اخيها المستعد إفدائها بروحه هذه الليله المتحمس
لها بشكل جنونى نظرت الى نفسها فى المرآه وجاهدت الابتسام وهى تحاول تذكير
نفسها أن سعاده “عدى” الآن هى الاهم دست يدها فى خصلاتها وهى تعدل من فوضويه
شعرها وتنسقه كى تبدو فى حاله جيده نظرت لنفسها نظره اخيره وغادرت نحو غرفة اخيها
…………….صفحة بقلم سنيوريتا ………………..
إلياس
وقف وحده امام المرآه يعدل من بدلته السوداء كان وسيما للغايه لكن هذه الوسامه طغى عليها
الحزن لم يكن تسعيدا بفوزه بمكه اخير بعد كل هذه المعاناه فشله فى اقناع والداته افقده هذه اللذه
حاول طيلة الاسبوع أن يلين قلبها لكنها كانت ترفض حتى سماعه أو نقاش الامر معه ،مما جعل
موافقتها مستحيله حتى قرر اخيرا أن يتخذ الخطوه فهو يحتاج بشده لهذا الزواج ومهمته الاخيره
جعلته يصر على ذلك لكنه لن ييأس قدم لها فستان جذابا انتقاه خصيصا مشبها لفستان الزفاف
الخاص بمكه ليخبرها بطريقته الخاصه أنها ستكون عروسته التى لا يهملها ولا ينساها
وجاء خصيصا لمنزلها ليرتدى ملابسه ويخرج معها عريسا كما تتمناه وضع يده على جيبه
ليتحسس علبه قطيفه صغيره ويطمئن لوجودها
ثم دار على عقبيه تارك انعكاسه فى المرآه التى لو نطقت لهتفت انها أوسم رجلا رأته منذو وجودها
نقر باطراف اصابعه على باب غرفتها لكنها لم تجيب كعادتها ناده بلطف :
_ هـــوومه ،إفتحى يا هومه عايز اوريكى حاجه
لم يسمع لها إجابه هكذا قررت الاختفاء والهرب فترة تواجده بالمنزل كرر ندائه :
_ طيب انا هدخل
ادرا المقبض عندما لم تمنع هذا وقف بمكانه يتطلع اليها لعلها تنحى وجهها عن الكتاب
الذى بين يدها وتنظر اليه لكن هذا الامر اصبح شبه مستحيل رأسها صلب اكثر منه
هتف :
_ طيب قولى رأيك حتى فى البدله ؟
_ مش حلوه
هكذا اجابته بإقتضاب دون أن تحيد نظرها عن ما بيدها لم ينزعج بالعكس ابتسم
فقد نجح اخيرا فى الحصول على شئ خيرا من لا شئ ابتسم وهو يتقدم نحوها
من خلف الكتاب سقط قناع التجاهل الذى ارتدته وبدأت تشعر بالارتباك مع كل
خطوه يخطوها نحوها زاغ بصرها متعلقا بالسطور وكانها تستجدى النجاه
فلينشغل عقلها عن ما يفعل انه ينحرها بهذه البدله وبحفل الزواج
شعرت به توقف امامها وسمعت صوته اليأس يقول :
_ برضوا ما لبستيش الفستان
سكت قليلا قبل ان يستأنف :
_ انا اختارته قريب جدا لفستان العروسه
عضت على شفاها وجاهدت عدم البكاء لن ترضى عن قراره ولو بعد قرون لكنها ايضا
تريد له السعاده اينما قرر ،حفل زواجه هذا يعتبر جنازتها هى. الصمود اكثر من هذا سيفتتها
شعرت به يخرج شيئا من جيبه وينزل على ركبتيه لكنه لم يحركها قط لن تنظر اليه حتى لا تنفجر
فى البكاء حتى لا تسقط هى اسفل قدمه وتتراجه أن لا يتركها ويظلمها كما قضت حياتها مظلومه
مع والده هتف بصوته العميق :
_دى هديه كان نفسي اقدمهالك قدام الكل واقول قدام الناس كلها انك الملكه بتاعتى وتاج رأسى
اخير تحركت مقلتيها بنظره خاطفه نحو ما قدم وتسلحت بالجمود وهى تنهره بزنق :
_ اطلع برا يا إلياس وفر حركاتك دى للتانيه انا مش هروح معاك
زفر انفاسه بضيق ونهض من نصف جلسته التى جلسها اسفل قدمها ومال يضع الخاتم
اللامع الى جوارها قائلا بيأس :
_ عموما انا هقضى انهارده فى شقتى امهدلها الموضوع لأنها لسه ما عرفتش انك موجوده
وأجبها ونعيش مع بعض
حذرته بلهجه شديده الصرامه وغير قابله للنقاس :
_ اوعا تقولها يا إلياس مش هدخلك بيتى اقسم بالله لا انت ولا هى
زادت الموضوع تعقيدا وسيظل “الياس” فى نظر “مكه ” نصف رجل وما الفائده
هو دوما سيكون نصف لانه سيقدم “الهام ” عنها فى كل شئ شعوربالظلم بدأ يقف
فى حلقه ظلم والداته وسيظلم “مكه ” معه دار على عقبيه بعد ان هتف :
_ زى ما تحبى مش هقول وانا عند وعدى انتى ليكى الاولويه فى كل شئ
ما إن شعرت باستدارته حتى رفعت بصرها فوق الكتاب لتلقى نظره اخيره متشوقه لرؤية
ابنها عريس شردد فى حديثه وهى تتذكر ما عانته من قسوة تحملتها فى سبيل النجاه به
وما تركت من أجله تركت شبابها وراحتها وسعادتها وقلبها النابض وحبها ليتركها هو ببساطه
من أجل نفس السبب الـــــحــــب .
________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
فى منزل شريف
لم تغادر “منار ” غرفتها طوال الايام الخاليه صبت ألامها كلها فى الفراش ولجأت الى
النوم كعلاج بالكاد كان يغصبها شريف على الطعام ويتركها تنخرط فى نوبة بكاء تسقط
بعدها فى شبه إغماء وتنام
الايام بالنسبه لشريف كانت مشنقه كبيره تلتف حول عنقه بعدما تركته يواجه آلامه برويتها كهذا
دون أن تتحدث حتى اليه كان مستعد حتى أن تنهره وتصرخ عليه ولا يراها فى هذه الحاله الكئيبه
العمل كان دون طعم بل الحياه كلها
وها هو عائد الى منزله يسأل عنها بإرهاق والدته :
_ ما نزلتش برضوا ياماما
اجابته الاخرى وهى تتنهد بألم :
_ لاء يا ابنى حتى ورد مش بتكلم معاها مافيش حد غيرك بيقدر يخليها تنزل
بق مايه فى بقها
حرك رأسه وهتف :
_ لو سمحتى بلغى حد من الشغالين يعمل اكل ويطلعوا فوق على ما اخد شاور
حركت رأسها بإيجاب دون اعتراض سوى على الارهاق والتعب الذى يظهر
جليا على وجه :
_ حالك مش عاجبنى يا شريف شكلك هتقع من طولك
جاهد رسم ابتسامه مطمئنه على وجهه وهو يقول كذبا :
_ ما تقلقيش عليا انا كويس بس الشغل انهارده كان متعب حبتين
دار على عقبيه ليصعد اليها رغم تعبه من عمله الذى سيزداد برؤيتها فى حالة السكون
التى اعتادتها إلا انه متشوق إلى ضمها الى صدره الذى باتت لا تعترض عليه مؤخرا
هذا يسكن ألمه ويشفى روحه بقدر يجعله يقاوم فى أقصائها عن عدم رغبتها فى الطعام
وصل الى غرفته ودخل ليراها كما هى تغلق الستائر وتلتف حول نفسها وسط الفراش
اغلق الباب من خلفه وتحرك صوبها خلع عنه الجاكت الخاص وتركه على جانب الفراش
ثنى ركبته على الفراش ليسقط الى جوارها واسند وجنته فوق وجنتها ،رفع يده ليتحسس وجنتها
وهو يناديها بلطف :
_ منار …منار
همهمت وهى تتجاوب مع ندائه :
_ اممم
ابتسم رغما عنه وهويراها تغرق نفسها غصبا فى نوم لا ترغبه ومع ذلك تتمسك به ليسحبها من كل هذا
باستغاثه تأتى من اعماق قلبها الذى امتلكه هو وحده هتف وهو يحرك اطراف اصابعه على وجنتها :
_ قومى عشان تاكلى
حركت رأسها لتدفعها عنه وهى تقول :
_ مش عايزه
لم يتخلى عنها حاوط جسدها بساعده ضام ظهرها إلى صدره هذا زعجها فحاولت دفع يده
وهى تهدر بحنق :
_ شريف سيبنى
سحب انفاسه بقوة وكأنه يختذل رائحتها فى رئتيه سكن ورائحتها تسكن أنفه حتى اطلقها انفاسه
وهو يجيب باصرار :
_ مش هـــسيـــبك ابــدا
زفرت بيأس دون أن تفهم شئ لتكرر برجاء طفولى :
_ارجـــوك
شعرت به يتحرك لينهض من جوارها دون ان يغادر الفراش مسح وجهه بضيق وبدى وكأنه يجاهد نفسه
وكبح جماح نفسه فى التعبير عن حبه الذى بات غير قادر على إخفاؤئه زفر وهو يجلس
بجانبها هادر :
_ قومى
لم تتحرك ظلت ساكنه وكأن حواسها لا تعمل حتى صاح من جديد وكأنه لا يضمن جنونه
إن بقيت هكذا :
_ بقولك قومى
استجابت لكن بغضب من حدته لم يكن إنصياع بل كان انفعال شعر بهذا وقرر
استفزازها اكثر حتى يخرجها من هذه الحاله :
_ انتى انانيه يا منار امك ماتت وانتى بدل ما تطلعيلها صدقه جاريه ولا تقرى لها قران
ولا حتى تدعيلها بالرحمه قافله على نفسه ونايمه ليل نهار
وثب من الفراش ونزل عنه ليمسك بساعده وهو يصرخ بها :
_قومى من مكانك دا
بدأت تتهاوى دموعها امام صراخه نقلت بصرها بين عيناه وكأنها ترجوه أن لا يجبرها
على مواصلة حياه بات تكرها بعدما رحلت والدتها عنها لكن هذه النظرات رغم تألمه منها لم توقفه
“منار ” تحتاج الى صفعه تعيدها لرشدها صفعه واحده لتنجو ترك ساعدها وحاوط خصرها ليرفعها
بخفه عن الارض وهو يهدر بوجه غاضب :
_ انا هــفـــوقـــك بــطــريـــقـــتــى
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______________
لدى عدى
دخلت تمار اليه لتره متأنقا بحلته السوداء إعتادته وسيما وسامه تغرق الكثيرات
ويتمنين نظره واحده لكن هذه المره كانت مختلفه فالسعاده تقفز منها تعرف اخيها لم يسعد
بهذا القدر من قبل تقدمت نحو وهى تهتف مبتهجه :
_ هى العروسه هتروح فين قدام جمالك
رفع أحد حاجبيه محذرا :
_ بس ما تكونيش بتبالغى
دارت حوله وهى تدقق النظر عن قرب وكأنها تبحث عن خطأ أو خيط رفيع ينزع هذا الجمال
دس يده فى جيبه وشد ظهره كى يسمح لها بذكر الاخطاء الذى يعرف انها ماهره فى اصتيادها
خاصتا إن تعلقت بالازياء والمكياج تابعت دوارنها لتلاحظ انه لم يرتدى
رابطة عنقه سألته :
_ فين الكرافته بتاعتك
اجابها بتعجل وهو يحرر يده عن جيبه :
_ ما هو دا اللى نديتك عشانه مش عارف البسها لونها ايه
تحركت من جوراه لكنها قبل ان ترحل نزعت ازراره الاكمام الكاسيه التى بيده فتركها تفعل
ما يحلو لها انتقل الى الخزانه الواسعه تفتش بها لفت نظرها كم الملابس النسائيه التى احضرها
ألقت نظره عابره دون تعمق وخطى “عدى ” من خلفها لم تترك الأمر دون تعليق أدلت به
وهى تفتش فى اغراضه عن أزارار اخرى للقميص ورابطة عنق مناسبه :
_ مش ناسي حاجه خالص
عينت الرابطه على كتفه وابتعدت لتقيمها وهى تسترسل :
_ بس الغريب انك ما أخدتش رأيي
نظر بطرف عينه الى ما تقصد واغلق الباب على الجزء الذى يخص
“مرام ” من ملابس والآن بعدما أخفى ملابسها سأل مبتسما :
_ واخد رأيك ليه ؟
رفعت عيناها اليه التى تتحاشى الالتقاء بعينه حتى لايرى حزنها المكثف بهما
وهتفت مستنكره :
_ والله اومال حضرتك يتاخد رأيى دلوقت ليه ؟
تناقل بصره بين عينها وقد لاحظ ما أخفته من حزن دفين بهما ،ليجيب عليها بعدما
اشاحت بوجها مدعيه بحثها عن رابطه عنق آخرى :
_انا أخد رأيك فى لبسى انا إنما “مرام ” تخصنى انا لوحدى مش هاجى اطلب
رأيك فى اللى بتلبسه مراتى
اكتفت بإيماء وهى اصدر تصفر بإعجاب :
_راااااجـــــــــــل
اتسعت ابتسامتها وهى تمسك رابطه اخرى وتضعها حول عنقه قائله بغنج لعل هذا يمحى
ما التقطه الان من حزن فى عينها وأردفت :
_ جــنــتــل مـــان بــجــد
تركها تغلق رابطه عنقه وهى تخفض بصرها عنه وهتف بإيجاز :
_ هـــيـــجــى
لم تعلق على كلمته فهى تعرف ما يرمى اليه فمن الصعب على “عدى ” ان لا يرى
حزنها وأن يتركها دون أن يتولى دفعه عنها أردف عندما تجاهلت التعليق :
_ ريان طالما قال انه مش هيسيبك يبقى مش هــيــســيبــك ..
كلماته جعلت يدها تتعثر للحظه كانت ستفسد الامر وتنهار بين احضانه لكنها تمالكت
نفسها بصعوبه لتقول دون اكتراث :
_ حـــلــــو
نظر اليه “عدى ” فابتسمت دون رفع عيناها وأردفت :
_ الكرافته دى حلوه
دارت عنه سريعا حتى لا يحاصرها فتنهار وهى الآن أضعف من المقاومه :
_ننقى الدبوس والزراير
تركها تفعل ما يحلو لها لا يحتاج اليوم للبكاء فثقته فى ريان لا حدود لها سيأتى
ولكن لاحد يعرف كيف فدوما حضوره قوى وغير مسبوق
_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
بدأ “رأفت” فى تجهيز القاعه رغم رفضه التام لهذه الزيجه لكن أختفاء “ريان ” هو الجانب
المبهج الليله أختفى عدوه اللدود وترك له الساحه ليلعب بعقل ابنته حتى ترفضه للابد
بالنسبه ل “رأفت ” تمار الآن هى الاهم “عدى ” سيترك “مرام ” سواء برغبته أو بضدها
وتلك هى احد عادته أن يترك الآمور تجرى حتى يقرر هو أن تجرى لمصلحته
و”مرام ” لم تكن جهه قويه لتصمد امامه يستطيع ازاحتها بسهوله وبإشاره من إصبع
يده الصغير الافكار للتخلص منها كثيره لكن أصغر حيله مما فى رأسه تطيح بها فى أقل
وقت لكنه إعتمد على الصبر ليترك ابنه يعبث بها قليلا ومن ثم يبدأ دوره هــو ….
“لدى مكه ”
اختياره كان جميلا للفستان كما قال سابقا إن ذوقه جيد فى اختيار الملابس يوم اشترى لها
بنفسه ملابس لاعداد البرنامج لونه الناصع وكمه المنفوش المحكم بأزرر من الاساور كان مختلفا
وحشم للغايه وكأنه يقرأء افكارها افكارها التى فقدت تنظيمها من وقت ظهوره فى حياتها
تواردت على رأسها مشاهد من حلمها الوردى هذه اليله المشؤمه
وابرزها كانت جمله قالها بعد ما طالعها مطولا وكأنه يعانق كل إنشا فى وجهها
طرح عليها شباكه ليأثره بكلماته الساحره قائلا بعمق :
_ حــبــى ، ســـجـــنتــك فــى قــلــبى
لكن فى الواقع سمعتها بشكل عنيف مشحون غضب ووحشيه من بين اسنانه كان يهتف متوعدا دوما :
_ هـــــســجــــنـــك اقسم بالله هــســـــجـــنــك
نفضت رأسها بنفور مما قد يفعله بها انتقاما ولما لا وهو الذى توعدها هادرا :
_ اعمل فيكى ايه يشفى غليلى
مش مهم اكيد هلاقى الف حاجه اعملها تتعمل انتى اصلا مستفزه وتستاهلى كل
اللى هيتعمل فيكى
كيف تأمن شره بعد كل ما رأته فى الحقيقه إن “إلياس “الحقيقى مختلف تماما عن
“إلياس” فتى أحلامها هذا شخص لم تألفه تفزع من رؤيته وتنفر من حضوره
يكفى انه دمر حياتها بالكامل لتعود الى تعقلها وتعى أن الالم غير الواقع نهائيا
انتهت المزينه وضع البودرا الخفيفه أعلى عينيها وهتفت لتناديها بعد فتره من السكون
التزمتها واتخذتها فرصه لتنجرف فى ذكراياتها :
_ افتحى عيونك يا عروسه
فتحت عينها لترى نفسها بالمرآه المقابله لتسألها الفتاه من جديد :
_ ايه رايك ؟
اجابت باقتضاب :
_ كويس
سارعت الفتاه وهى تمازحها :
_ كويس بس لاء بقولك ايه إدينى شويه ثقه دا إلياس النشامى منبه عليا
بنفسه
نظرت اليه “مكه” وسألتها دون فهم :
_ يعنى اعمل ايه ؟
اجابت الآخرى مستمره بالمزاح :
_ يعنى امدحينى قولى برافوا يا سوار ايدك تتلف فى حرير يا سوار
انا مبهوره أى حاجه من دى
مطت جانب فمها لم تكن فى مزاج جيد لترد على حماستها وتتفاعل مع مزاحها
لكن “سوار ” لم تسكت استمرت بالثرثره :
_ برغم انى ما انكرش انك حلوه لكن هو ..
حركت يدها على صدرها وهى تسترسل بهيام :
_ قمر يا لهوى عليه
هنا فقط سمحت “مكه ” لنفسها أن تهدر بسخط :
_ لو عاشرتيه هتكرهيه
رفعت الاخرى حاجبها وبدت غير مهتمه وهى تقول :
_ فكرى تسبيه انتى بس وانا جاهزه أنا هفضل مستنياه لآخر العمر
نفخت ” مكه ” متأففه فالحديث عنه بهذا الشكل جعل يضيق عليها الخناق
نعم تحتاج اكثر مما رأت من الياس لتغار عليه لكن مهما كان حديثها بهذه الفجاجه
وكأنها ستنقض عليه اصابها بالغثيان
دخلت والدتها ووجهها يكسوه الحزن خرجت “سوار ” لتركهم معا تحركت صوبها ووقفت
وراء ظهرها لتنظر لها بالمرآه وهى تهتف بفرحه مكسوره :
_ الف مبروك يا حبيبتى كان نفسي افرح بيكى من قلبى مش وانا بزفك لواحد ما عندوش ضمير
كادت تبكى على حالتهم لكن منعتها والدتها مشدده بقوه على كتفها :
_ اوعك تبكى يا مكه ما يقلقش اللى عنده أب ما بالك باللى عنده رب
جمدت الدموع فى عيناها وشددت من تحذيرها بنصائح ذهبيه :
_ مهما كان السبب أوعى تعامليه وحش انتى بت متربيه ولو كان ايده طويله
قصرى لسانك ما تدليلوش فرصه يمدها عليكى
ولو عينه زايغه ليه ربنا يحاسبه اياكى تعاتبيه انتى مش ربه
هيكتب كتابك دلوقتى يعنى بقى عليكى السمع والطاعه وانتى عارفه الحلال من الحرام
ومراته التانيه مالكيش دعوه بيها خليكى فى حالك وهى فى حالها اوعى تشتكى منها مهما
عملت انتى الدخيله يا بنتى وهى الاصل وربنا يعلم اننا ما كانش يرضنا كدا لولا الجبروب
اللى فرضوا علينا …
كانت تسمعها “مكه” وهى تأن بداخلها يكفى الاجبار لتبغضه لكن بعقد الزواج الذى فرض
عليها اصبحت مجبره على تنفيذ وصايا والدتها التى لولها لكانت أذقته من الجحيم
ومن التعند والجنون الذى لم يذوقه بعمره ومازالت الفكره تأبى أن ترحل من رأسها
اكتفت بالايماء لتعطى لوالدتها بعض الراحه :
_ حاضر
زفرت انفاسها الحبيسه وقالت وهى تنبها:
_ اوعى يا مكه ما تتصليش بيا وتطمنينى عليها
هتفت دون تردد :
_ ما تقلقيش عليا انا ربنا هيكون معايا
نهضت من كرسيها وسألت بحزن :
_ مش هشوف “مرام “عروسه كان نفسي اشوفها
ابتسمت “خديجه” نصف ابتسامه وردت عليها آسفه :
_ مرام فى الفندق هنكتب كتابك ونروحلها على هناك انا مش قلقانه عليها “عدى ” ابن حلال
اسرعت لتخبرها بحزن أبى ان يفارقها :
_ بالعكس لازم تقلقى عليها اكتر منى انتوا هنا جانبى وهى محتجاكم اكتر منى
امسكت والدتها كفيها وجاهدتت لتبتسم من اعماق قلبها حتى لا تزيد من حزنها :
_ عموما مش هنتاخر عليها هنكتب كتابك ونوصلك ونطلع عليها هيكون لسه فى وقت
الظابط زمانه جاى بالمأذون
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
فى الفندق
لم تكن تتخيل ابدا شكل فستان زفافها لكن ما انتقاه “عدى ” بمشاركتها كان فوق كل
التخيلات لم ينوب عنها الاختيار برغم رفضها التام للنزول معه للشرائه فظل يحاكيها
عبر الهاتف ويرسل اليها الصور بالحاح حتى انهارت من كثرة الضغط وانتقته
انهت “المزينه ” عملها وعدلت من طرحتها البيضاء على وجهها حتى تعطى
لزوجها المفاجاه لحظه رؤيتها الاولى بعد هذا التغير الكامل لشكلها بفعل المكياج
“مرام ” كانت هادئه للغايه ولم تفتح فمها طوال الجلسه لكن بداخلها كان يغلى كالبركان
تود الهرب بعيدا عن كل ما يحدث ضد رغبتها لا احد ينكر ان “عدى ” جيد ومناسب جدا
لاى عروس إلا هى هى فقط تذكر موقف قديم حدث فى مكتبه موقف واحد برغم انجذابها
الطفيف تجاه شخصيته التى لم تتكرر إلا ان الموقف كان يخبرها انه هى الغير مناسبه
>>>>>فلاش باك<<<<
كانت تجلس على الاريكه الخاصه بمكتبه تنظم اوراقه لتعطى له المواعيد الخاصه بالمكتب الآخر
كما اشار عليها كان يتحدث على الهاتف مع اكثر من جهه هذه الفتره كان مضغوط بشكل كبيره
ويحاول التوفيق فى كل ما تركه والده ورائه من مكتب محاماه كبير يمتلك تحت يده
اكثر من مائه محامى وبعض الاعمال الخارجيه وايضا مكتب الغلابه الذى لا تنهى مشكلاته
وهذا كان تخصص “مرام ” :
_ ايوا يا سليم خلص القضيه وتعال رجعها فى المكتب
_ بص اعمل الصح ولو فى حاجه وقفت معاك خلى اى حد من زمايلك يساعدك
جلس الى جوارها دون انتباه بالفعل لم يكن متعمد هذا لكن شروده فى الحديث ما جعله
يتصرف بأريحيه لم تناسبها زحفت الى طرف الاريكه حتى أوقفها نهايتها الجلديه متحاشيه
التقرب منه مال بجسده ليلتقط القلم من بين اصابعها بحركه فجائيه أوشكت على وقف قلبها
نقش الارقام التى تملى عليه على احد الاوراق الموضوعه ونقر عليها وهو يؤشر لها بالحفظ
قائلا عبر الهاتف :
_ خلاص الرقم معايا هكلم المستشار
اذرئت ريقها لتلم شتات نفسها بعدما تشنج جسدها من هذه الحركه المفاجئه تشعر ان الغرفه تضيق
حتى كادت تختنق تنظر الى الجوانب وكأنها ستبدل ويحل محلها الفراغ ويدخل اليها الذئاب المتوحشه
لتنهش جسدها من جديد دون رحمه زاغ بصرها واحكمت قبضتها على يدها الاخرى بتوتر لم يخرجها منه
إلا صوت ندائه المتعجب :
_ مــرام
نظرت له فقد كان قريبا منها لم يفصل بنهم الكثير تجمدت دون أن تقوى حتى على لفظ انفاسها
مما جعله يضم حاجبيه وهو يحدق بها ودون أى تفكير رفع يده ليضعها على كتفها متسائلا بشك :
_ انتى كويسه ؟
وكأنه رن جرس الانذار انتفضت كالملسوعه من آثر لمسته ووثبت من مكانها لتضع كفيها على اذنها
وهى تصرخ دون وعى :
_ لاء لاء لااااا لاااا
هذا جعله ينهض ورائها كاد يقترب اكثر لولا الهلع الذى ظهر جليا فى تصرفها كلما اقترب توقف عن التحرك
واجفل ليلتقط انفاسه فقد فهم سريعا خطأؤه الغير المقصود كور قبضته مفرغا غضبه داخله
ثوان بقى فى حالة الجمود الخارجيه وهى فى نوبة فزعها من قبل احتضنها ليطمئنها الآ ن بعد
الحادث الاخير فصعب جدا لمسها فمن الواضح جدا انها مصابه برهاب من اللمس رفع يده
فى اشاره تسليم وتحرك صوبها وهو يقول :
_ أنا آســــف .. أقسملك إنى ما اقصدتش
مازالت تشعر بهذا الضيق فى التنفس وكان جبل سقط على رئتيها استمر بتهدئتها وهو ثابتا بمكانه :
_ مافيش حاجه انتى كويسه ومافيش حد يقدر يأذيكى بصى حواليكى
انتى فى مكتبى وانا مـــســـتــحــيـــل أذيـــكـــى
نبرة الصدق الذى أعتنقها جعلته تسقط يدها عن أذنها وتصغى اليه جيدا وتعى تدرجيا
الامر خرجت من نوبتها تلتفت حولها بريبه وكانما نقلت الى عالم آخر وما أن تأكدت
من حديثه ونظرته المحفزه على التصديق حتى مسحت وجهها وهى تتنفس الصعداء
وتهدر بحرج :
_ انا….. انا آسفه
اخير تنفس بصوره طبيعيه وحاول الابتسام وهو يرد عليها :
_ ولا يهمك انا الغلطان
يلوم نفسه وليس على الموقف الحالى بل على ما حدث سابقا
أردف وهو يشير باصابع مهزوزه نحو الباب :
_ إخرجى وخدى باقى اليوم إجازه
حاولت المجادله كى يتركها تكمل عملها الذى أفسدته بهذا الموقف السخيف قائله
بتوتر :
_ لاء انا بقيت كويسه اقدر اكمــ…..
قاطعها مشدد وكأنه يرجوها الرحيل :
_ لاء من فضلك انا اللى تعبان وعايز ارتاح
تحركت من جواره نحو الباب وهى تشعر بالخزى من الموقف الذى وضعته به
لقد عاملته بسؤء ظن وكأنه مثلهم اغلقت الباب من خلفها لتسمع الى صوت
تحطم شئ زجاجى بالداخل
>>>>عوده>>>>>>>>
شهقت وهى تفيق من هذه الذكرى وشعورها يشبه الغرق الذى لم تقاومه
حركت رأسه غير مصدقه انها ترتدى فستان زفاف لتزف كعروس له كيف وهى
كادت ان تصرخ من مجرد لمسه غير مقصوده كيف سيغلق بابا واحدا عليهم
مهما كان “عدى ” طيب وحنون بالتاكيد لن ترضى له حياه كحياتها المليئه بالندوب
النفسيه والملطخه بالسواد هو يستحق الافضل الافضل منها
***************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا *******
لدى شريف
لم يفلت قبضته عنها برغم تلويها بين يده لتحسه على التوقف كان مصر على إفاقتها
من هذه الحاله كل مقاومتها البائسه ذهبت مع الريح وهى تتواسله :
_ نزلى يا شريف سيبنى
صاح وهو يتحرك بها نحو الحمام :
_ مش هسيبك الا لما تفوقى
اخيرا لامست قدمها الارض الخاصه بالبانيو حاولت الهرب لكنه ضغط بجسده
ليضيق عليها المساحه بدأت بدفعه وهى تتشدق بحنق من تصرفه :
_ ايه اللى بتعمله دا
دفعها ودفعته واستمر شجارهم حتى انزلق مقبض الدش ليمطرهم بالمياه ليس هذا
ما جعلها تتجمد وتتوقف عن المقاومه بل تلك النظره الهائمه التى تراه فى عيناه
والمسافه التى بات معدومه بينهم تبللت ملابسهم معا والتصقت بأجسادهم
حتى بدات تشعر بزحفه نحوها وكأنه يبتلعها همست بصوت مرتجف :
_ شريف
ليس اسمه الآن هذا يجعله يجن اكثر ويلغى عقله ليرد الهمس بهمسات
مقربا اياه من شفاها :
_ عـيـون شـريف ،قــلــب شــريف ،كــل عــمــرى رهــن إشـارتـك بـس تـحـسـي بــشـريف
إذدرئت ريقها محدقه به دون إستيعاب وتلاشت الكلمات وهو يقترب اكثر قلبه ينبض فى الثانيه
الواحده ألف نبضه يتحرك من داخله بسرعه الف حصان لكن فى الواقع يزحف كأمرض سلحفاه
عينها وآه من عينها تسكره بلاخمر سقط ولن يقم ابدا إلا بترياق خاص كانت كالمشلوله امام
حركاته التى بدات تفهم مغزاها غاص لتحقيق حلمه وأوشك على النيل منها ، لكن صوت طارق ينادى بإسمه :
_ شـــــر يــف بــاشـــا ،، شـــــريـــف بـاشــا
لعن بصوت هامس وهو يصر على اسنانه من جديد :
_ يلعن شريف باشا يا شيخه
وكأن هذا كان اشاره جعلتها تقفز من أسفله لتاخذ جانبا بعيدا فى احد الزوايا
بأنتظار رده ليصرف من ينادى حتى يتثنى لها الخروج بعدما غرقت ملابسها بالمياه
تكرر النداء :
_شريف باشا الاكل جاهز
مسح وجه بعنف وجذب بعض خصلاته للاسفل مع حركة يده العصبيه ليكمل من بين اسنانه:
_ عــنــنــا مــا اكــلــنــا
ويبدوا انها لم تسمع لعناته المتوايه بغضب لتسأل ببرائه :
_ حضرتك بتقول حاجه ؟
زمجر غاضبا :
_ ســـبيه وإمــشي
حك خلف رأسه ليقف اسفل المياه بكامل ملابسه لعله يطفئ نيرانه لم تنظر باتجاهه
“منار ” كانت تتحاشي النظر اليه فهو بات غريبا يشل تفكيرها ويؤثر على عقلها
حتى انها بات تخشي من الانجراف معه فيما يريد
خرج من البانيو وملابسه بالكامل يتساقط منها المياه وتحرك صوبها وهو يشير البانيو :
_ خدى دش
كان يبدوا عليها القلق وهى تتجنب الاقتراب منه يفهما جيدا بل درسها حرف حرف
واخذ فى فهمها أعلى التقديرات بداخلها حب له لكنها ابدا لم تعترف به حب حقيقى
يجعلها تتساهل معه فى اوقات معينه عندما يقترب من امتلاك حواسه وبمجرد أن
تزول تلك الحاله تعود بنفور افظع مما كان قبل لن يجبرها سيتركها حتى تقع
تحت تاثيره من جديد ويختار وقتا ومكان مناسب هتف وهو يتحرك للخارج :
_ هجبلك هدوم
تركها وعقلها شارد تحت تأثير كلماته التى تخطف القلب دون أدنى مقاومه وتردد بداخله
كتغريد العصفور مستحضرا كل حرف مما هدر بلذه
_ عـيـون شـريف ،قــلــب شــريف ،كــل عــمــرى رهــن إشـارتـك بـس تـحـسـي بــشـريف
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’