لما شوفت الرسالة دي، والي جاتلي من رقم غريب، حسيت بإحساس.. مش عارف أوصفه، قبضة في قلبي، خوف ممكن! لسبب مش قادر أفهمه، يعني ايه الست الي معايا في الشقة مش ” هند “مراتي؟! حتى الكلام مش منطقي! دورت على اسم صاحب الرقم ع التروكولر بس لقيت الرقم مش متسجل! رقم جديد تقريبًا، مين ده؟! وليه بيقول كده؟!
وبعديها ضحكت، مهو أكيد حد من أصحابي الظراف عامل فيا مقلب ولا حاجة، لو رديت عليه هيحس إنه نجح في ده، سيبته يهاتي مع نفسه، أقنعت نفسي بكده لإن ده التفسير الوحيد، بس.. ده ميمنعش إنه خلاني أفتكر أحداث حصلت من فترة قريبة جداً، بعد ما اتجوزت أنا وهند، كنا مبسوطين جدا جدا، بس بعدها بفترة هند تعبت جامد، كانت على طول مريضة، مخنوقة، مش بتعرف تنام، روحنا لدكاترة كتير قالوا معندهاش حاجة!
الناس قالتلنا إن أكيد حد عاملنا سحر والكلام ده، وحد نصحني إني أروح لواحد من الي بيفكوا السحر، مكنتش مقتنع بالكلام ده الصراحة، فكبرت دماغي، لحد ما في يوم هند تعبت جداً، ك.. كانت بتروح مني! ودتها للدكاترة بس محدش عرف مالها، ساعتها مكنش في إيدي إلا حل واحد، روحت للدجال ده، قالي إنه هيقدر يساعدها وفعلاً بعد ساعات هند فاقت! وخرجت معايا، مكنتش مصدق، ردلي روحي بعد ما كانت بتروح مني، ورجعنا بعدها لحياتنا مرة تانية.
بس بعد الرسالة دي، بدأت أركز مع هند ومع تصرفاتها الغريبة في أخر فترة؛ هند بقت نادراً لما تتكلم، سرحانة على طول، لما بكلمها مبتكونش بصالي؛ بتكون باصة ورايا، أو فوق، أو في أي مكان تاني، حتى لما بنيجي نتفرج على التلفزيون، عينيها مش بتبقى على الشاشة.
سألتها كذا مرة ” مالك؟! “، قولت يمكن يكون عندها اكتئاب ولا حاجة، بس كانت بترد بكلمتين، مدلولهم إنها كويسة، بس الموضوع كان بيتطور، هند في حاجة تعباها نفسياً؛ دايما بسمعها وهى بتعيط في الحمام، بليل، أو مش عياط بالمعنى الحرفي، ده.. أنين! كان صوت غريب جداً!
لحد من كام يوم وأنا بتقلب على السرير، فتحت عيني بالصدفة، شوفت ” هند ” قاعدة جنبي ع السرير، عمالة.. تبص للسقف، وفجأة لقيتها بتحرك راسها كإنها بتحاول تسمع همس حد جنبها، همس حد أنا مش سامعه، بس حركات وشها وتركيزها كان بيوحي بده، مش عارف ممكن حد يصدقني ولا لأ بس أنا حسيت إن الصوت الي بيكلمها قالها إن أنا صحيت، عشان لقيتها بحركة مفاجأة بصت عليا، حسيت ببرودة شديدة في ضهري من الصدمة وقفلت عيني بسرعة.
مكنتش أخر مرة أشوف فيها ” هند ” بالحالة دي، مرة فتحت عيني بعد نص الليل، قلبي كان هيوقف؛ هند كانت واقفة قدامي بالظبط، مقربة وشها مني بطريقة غريبة، عينها كانت في عيني بالظبط، كانت مبرقة، من الخضة اتفزعت ورجعت لورا، كنت لسه هزعقلها بس الغريب إني لقيتها هى الي رفعت حاجبها و بتبصلي بدهشة، وبعدين سابتني وخرجت، لأ.. الموضوع كده مش طبيعي، هى هند بتعمل كده ليه؟! أنا بقيت أخاف منها!
ومش بس كده، كانت بترفض تاكل معايا ع الغدا وتقولي إنها مش جعانة، بس لما كنت بخش المطبخ بليل بلاقيها فاتحة التلاجة وعمالة تاكل بطريقة همجية ومش طبيعية أبدا! لحد اليوم الي صحيت فيه بليل لقيتها واقفة قدام المراية، في عز الضلمة، مبرقة فيها، شفايفها عمالة تتحرك كإنها بتكلم حد! بسرعة، كلام مش مفهوم، قلبي كان بينبض جامد من الرعب، لأ الموضوع كده ميتسكتش عليه!
ساعتها افتركت الرسالة العجيبة، وقررت إني اتصل بالرقم، استنيت لما نامت في يوم، وخرجت من الأوضة، اتصلت بالرقم صاحب الرسالة؛ الغريب إني لقيت حد رد عليا عكس ما توقعت، كان صوت غليظ، لقيتني بقوله:
– أنت مين؟!
قالي..
– مش مهم.
فعلاً ساعتها مكنش مهم، سألته السؤال المهم وقتها:
– أنت تقصد ايه بالرسالة الي بعتها؟!
– أقصد إن الست الي معاك في البيت دي مش هند مراتك..
– أمال مين دي؟!
سكت شوية وبعدين قالي..
– قصدك.. ايه دي!
ايه دي! م.. مكنتش فاهم يقصد ا.. ثانية واحدة، أنا حاسس بنفس حد جنب وشي، لفيت راسي براحة، وأنا بترعش، ل.. قيتها في وشي، بتبرق بنفس الطريقة المرعبة، اتفزعت، قبل ما اسمع صوت صرختها والنور يقطع!
#تتبع
الجزء التاني
سكت شوية وبعدين قالي..
– قصدك.. ايه دي!
ايه دي! م.. مكنتش فاهم يقصد ا.. ثانية واحدة، أنا حاسس بنفس حد جنب وشي، لفيت راسي براحة، وأنا بترعش، ل.. قيتها في وشي، بتبرق بنفس الطريقة المرعبة، اتفزعت، قبل ما اسمع صوت صرختها والنور يقطع!
من الخضة مصرختش، لأ.. أنا اتخرست، وجريت من مكاني بسرعة، قلبي كان بينبض بسرعة رهيبة، معرفش روحت فين في الشقة بالظبط، بس قعدت مكان ما وصلت، مين دي؟! ولا ايه دي؟! حطيت إيد على بوقي وبالتانية قفلت الموبايل عشان نوره الظاهر ده يختفي..
– ألو.. ألو..
سمعت الصوت طالع من الموبايل فكتمت الصوت، عشان هى متسمعوش، الي مش عارف هى عبارة عن ايه أساساً! قعدت اتلفت حواليا وأنا بترعش بحاول أشوف أي حاجة، بس لسه عيني مخادتش ع الضلمة! لما دي مش هند أمال.. مين دي؟! لحد ما بدأت أحس بحركة جنبي، كإن حد بيجري، بيجري ب.. بسرعة غريبة، دي مش غريبة دي ترعب! كإن رجله مبتلحقش تلمس الأرض، سامع صوت طرقعة البلاط، الصوت كان بيقرب ويبعد.
أنا.. أنا مش عارف أعمل ايه؟! بعدين بدأت أسمع صوت همهمة، طالع منها، بس كان بعيد عني الحمد لله، ومع ذلك كنت مرعوب، صوت الهمهمة بدء يعلى.. ثانية واحدة ده مش صوت واحد، دول أكتر من صوت، كإنهم كذا شخص! كإنها بتكلم حد! هو.. هو ايه الي بيحصل؟! أنا مش فاهم حاجة! الرؤية بدأت توضح، أنا في الصالة، في ضهري باب البلكونة بالظبط، بس أنا مش شايفها، ادي الترابيزة، الكراسي، الكنبة.. الكنبة! كان في حاجة ظاهرة من جنب الكنبة، كانت رجلين واحدة! سمعت صوت الهمهمة، فلقيتها خبتها ورا الكنبة بسرعة، قلبي اتقبض مع سحبة رجليها، وسمعت صوت ضحكة مستفزة بعدها!
وبعدين سمعت صوت الجري مرة تانية، بس الصوت بعد، دخلت الأوض تقريباً، كانت فرصتي، اتحركت ناحية باب الشقة، لازم أخرج، لسه بقرب من الباب سمعت صوت الجري جي ورايا بسرعة رهيبة، مبيقفش! لدرجة إني بعدت عن الباب بسرعة ولزقت في الحيطة، قبل ما اسمع صوت خبطة شديدة في الباب! اتنفضت من الصوت، كانت هى! وتقريباً وقعت بعدها، هى بتعمل كده ليه! حركاتها العشوائية دي مسببالي رعب غريب، حسيت بصوتها بتتعدل في مكانها، كنت لسه هجري، بس سمعت صوتها وهى.. بتعيط! عياط شديد، قلبي وجعني.
فتحت الكشاف وسلطه عليها..
– هند.. هند انتي بتعملي كده ليه؟! انتي كويسة؟!
لقيتها قاعدة ع الأرض، ساندة على باب الشقة بضهرها، مخبية وشها بين رجليها وعمالة تعيط..
– هند؟!
رفعت وشها براحة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم! م.. مكنش وشها! ولا وش بشر، عينها سودة تماماً، وعمال ينزل منها سائل لونه اسود، وشها متشقق بطريقة غريبة، وإيدها عمالة تترعش بسرعة، ملحقتش أعمل أي حاجة، لقيتها بتضحك نفس الضحكة المرعبة قبل ما تقوم بسرعة وتزقني، وقعت على ضهري، بس فضلت ماسك بالموبايل الي كشافه عمال يضرب في كذا مكان في الشقة، عشان يبين كل فترة وشها المرعب! كنت كل ما احاول اتعدل تزقني وتضحك لما أقع، فضلت أرجع بنفس الطريقة لحد ما وصلتني لحد باب البلكونة مرة تانية وفضلت تجري بنفس الطريقة العجيبة لحد ما وصلت للأوض تاني!
– هى.. هى مين دي؟! أو ايه دي؟! وفين هند؟! ساعدني بعد إذنك، أنا محبوس في الشقة مش عارف أخرج!
اتنهد وهو بيقول:
– هند.. ماتت يا أشرف ماتت!
– ما.. ماتت ازاي وامتى؟! أنت أكيد مجنون!
– ماتت عند الدجال، مقدرش يقولك ده، كان خايف، والي خرجت معاك ساعتها.. مكنتش هند.
– مش عارف أنت تعرف المعلومة دي ولا لأ بس هم.. بيقدروا يتشكلوا في هيئتنا.
هيئتنا! هم مين دول؟! أمال دي ايه؟! يعني.. يعني ممكن تكون دي مش هند! و.. وهند تكون ماتت فعلاً! لأ.. لأ مستحيل! كنت.. كنت عايز أعيط، بس ده مش وقته، سمعت صوت باب البلكونة وهو بيتفتح، قبل ما اسأله..
– قصدك ايه؟! قصدك إنها مش بشر؟!
– طب.. طب لو هى زي ما أنت بتقول، أتخلص منها ازاي؟!
– زي ما الموضوع بيساعدهم على إنهم يعيشوا وسطنا، ليه ضرر كبير، وهو..
شوفتها بتدخل..
– إنهم بيتأثروا بطبيعة أجسامنا العادية، يعني لو ضربتهم بيتألموا ولو.. قتلتهم زي ما بنقتل بعض.. هيموتوا عادي.. زينا.
دخلت بملامحها المرعبة، عينها السودة، كانت بتعرج، ماشيتها عجيبة! أعمل.. أعمل ايه؟! لقيت الصندوق الي بحط فيه المفكات وباقي الأدوات الي بستخدمها في البيت جنبي، لقيتها في وشي فجأة، جت أمتى! مسكت في رقبتي، بتخنق، بموت! لقيت إيدي بتتمد ناحية الصندوق، مسكت مفك عاده كبير، وبدأت أطعن فيها، مرة، اتنين، تلاتة، كانت بتصرخ، طعنتها كتير لحد ما لقيتها شدت حاجة من على رقبتي واترمت قدامي، قتلتها، أيوه.. النور جه، بس اتفاجئت بحاجة غريبة!
الي كانت مرمية قدامي كانت ” هند “! مفيش الملامح المرعبة الغريبة الي شوفتها من شوية، از.. ازاي! كانت ماسكة في إيدها الحجاب الي الراجل الي روحناله قالي ألبسه و متقلعوش، عشان يحمينا من السحر زي ما قال..
– هند.. هند ايه الي حصل!
كانت بتكح دم! أنا.. أنا مش فاهم حاجة! لقيتها بتقولي إن أنا من ساعة ما رجعنا من عند الدجال ده وأنا بعمل تصرفات غريبة، بفضل أعيط في الحمام بليل، بفضل أبص عليها وهى نايمة، أكلم ناس في المراية، بدأت تخاف مني، لحد ما بدأت اتصرف تصرفات غريبة جدا النهاردة، أجري منها، أصرخ، أعيط، ف.. شكت إن الحجاب الي أنا لابسه حوالين رقبتي هو السبب، فجت عشان تشيله من رقبتي ف.. فطعنتها بالمفك لحد.. لحد ما.. هند سكتت!
– هند.. هند ردي عليا! هند.. لاااا.
– قولتلك إني بحبها بس.. بس أنت كنت أناني، أنت كنت عارف إني بحبها و.. ومقدرش أعيش من غيرها.
قفل السكة، اختفى الصوت الغليظ الي كان بيحاول يعمله، أنا.. أنا عارف الصوت ده! ده ” عمرو ” صاحبي، كان.. كان بيحب هند، فضل يكلمني عليها كتير لحد ما شوفتها و.. حبيتها، أخدت الخطوة الي خاف ياخدها و.. كلمتها، حبيتني واتجوزنا، كان بيتألم، بس أنا كنت بحبها! افتكرته نسي، ده حتى هو الي ساعدني وقالي أروح للدجال عشان نفك السحر، مهو صاحبي مهما حصل وأكيد خايف عليا، بس.. ده صوت البوليس؟! أخدوني، سيبوني.. سيبوني! قولتهلم هند ماتت، أنا مقتلتهاش، الي قتلتها دي مش هند، أصل.. أنا كنت بشوف حاجات غريبة، قالوا.. قالوا عليا مجنون، بس.. بس أنا مش مجنون، أنا كنت بحبها!
#النهاية