رواية اولاد حتاته الحلقه السادسه و الاخيره -عفاريت ازاي يعني؟!
-زي ما بقولك كده بالظبط، ما هو بعد ما قعد الواد في الاوضة بليلتين، في يوم جه “علاء” ابن سامبو الوسطاني البيت متأخر، وهو طالع على السلم سمع صوت حد بيتكلم، فضل يركز لحد ما عرف مكان الصوت، كان جاي من البدروم.. قرب من الباب وحط ودانه عليه، سمع صوت حسن بيتكلم مع حد، رجع بص للباب تاني، وبدون تردد نده بصوت عالي:
-يامه، يامه.
شوية وردت عليه امه، وهي بتفتح عينها بالعافية، شاور لها تنزل بسرعة، ومع صوت الدربكة نزلت “بطة” ومعاها سامبو، حكالهم اللي سمعه جوه الاوضة، وشاكك ان فيه حد مع ابن عمه جوه، فتحت بطة باب البدروم ودخلت، وهم دخلوا وراها.. كان “حسن” قاعد في زاوية من زايا الاوضة، وقف مفزوع لما شافهم، قربت منه بطة وقالت له:
-بتتكلم مع مين يابن فوقية في نص الليل؟
رد عليها “حسن” بتلقائية الاطفال:
-بتكلم مع امي.
لفت بطة وشها ناحية جوزها وابنها، وفضلوا دقيقة في نظرات متبادلة وثابته، كلها حيرة واستغراب، قطع اللحظة دي صوت “سامبو” لما سأل ابن اخوه:
-ازاي بتكلم امك؟.. امك ماتت واتدفنت، وزمان الدود نهش جتتها.
رد الواد على عمه:
-الدود ده هياكلك انت ياعمي، بعد ما اعمل اللي قالت لي عليه امي، ما هي كل يوم بالليل تخبط على الباب، بيبقى شكلها متغير شويه ووشها اصفر، بس هي امي بعينها، بتدخل وتقعد معايا، بس بتفضل ساكته، ولما بتتكلم ما بتقوليش غير جملة واحدة “اقتلهم كلهم”.
قدر العيل الصغير بجملتين، يولع نار القلق في قلوبهم، الوشوش بهتت بنظرات باهتة مليانة خوف، خاصة انهم عارفين ان عيل في السن ده، مش هاتكون عنده براعة في تأليف حكاية زي دي، في المقابل.. “حسن” بيتكلم بنبرة صوت مليانة صدق انه فعلا بيشوف امه، ومش مدرك ولا ييجي في عقله، ان اللي بيشوفها شبح أمه..
جم خارجين من الاوضة، نور لمبة السلم اترعش، وشافوا بعينهم خيال حد واقف، الحد ده كان بصورة “فوقيه” ام حامد، واقفه بشكلها يوم موتها، كانت بتبص عليهم بثبات وبدون ما تتحرك من مكانها، فجريوا ناحية السلم بسرعة وطلعوا شقتهم.. واقدر اقول من بعد اللي حصل، عقارب ساعة النهاية بدأت تجري وتتحرك، ما كنتش تعرف “بطة” ان اللي عملته، صنع وحش اسود بسواد قلبها، وحانت لحظة خروجة من جوه حيطان البيت، بس المرة دي في صورة غول منتقم مرعب، فتح بوابة لدخول الطوفان عشان يبلع كل اللي يقابله في سكته..
تاني يوم خرجت “بطة” من بيتها وراحت بيت “مرزوق الطوبي”، ده راجل حلنجي من بتوع التلات ورقات، خد سيط من الهوا” واهو رزق الهبل ع المجانين”.. جابته البيت يتقصى حكاية الشبح اللي شافوه، وبدخول “مرزوق” بيت حتاتة ظهر المستخبي واتفتح بير الاسرار، بعد ما وقف “مرزوق” ومعاه “بطة” في مدخل البيت، وبالتحديد قصاد باب البدروم، فضل الراجل يهز جسمه ويترعش، واتكلم وقال:
-روح ام حامد ساكنة مكان ما ماتت، شامم ريحة دمها ماليه المكان، وابنها لازم يمشي من الاوضة اللي تحت السلم.
بصت له بطة بقلق وقالت:
-ماشي نمشيه يا اخويا، بس ايه العمل في اللي قاعدلنا في مدخل البيت، حتى بعد ما ماتت وغارت منه؟
فتح “مرزوق” شنطة كان ماسكها في ايده، خرج منها قلم شكله غريب، وشوية مسامير طويلة وشاكوش، مسك القلم وراح عند باب الاوضة وكتب عليها كلام باللون الاحمر، كلام غريب مش مفهوم وشبه الطلاسم، ويمكن انت اتلمحت بالكتابة دي على الباب يا استاذ”صلاح”، بعد ما خلص كتابة.. نزل بركبه على الارض ومسك الشاكوش، بقي يزرع المسمار في الارض مكان موت ام حامد، ويدق عليه بكل قوته لحد ما يتغرز، كرر دق عدد كبير من المسامير في الارض، في الوقت ده كان فيه عيون بتراقب اللي بيحصل، وودان بتسمع اللي بيتقال، “حسن، وصبي قهوة ولاد حتاتة” وهو اللي حكى كل اللي سمعه وشافه..
بعد ما خلص “مرزوق” اللي عمله وقف قصاد بطة، فرد كف ايده وقالها:
-ايدك يا ام سالم على فلوس.
بصت له باستغراب:
-فلوس ايه؟.. ما انا لسه مدياك الفلوس اللي طلبتها جوه بيتك.
رد عليها بمكر:
-لا.. دي فلوس الحاجز اللي عملته دلوقتي، يخفي عنكم عفريت ام حامد اللي قتلتيها بأيدك، والفلوس الزيادة عشان تشتري سكاتي من ناحية قتلها، ومن ناحية قتل ابنها حامد، بالاسحار والاعمال اللي شربتهاله في شقتك، ولا تكوني نسيتي اني انا اللي عامل السحر بأيدي.
خبطت بطة على صدرها، وقالت:
قاطعها “مرزوق” في الكلام، برق عينه وقال:
-اوعي لساني يكمل اللي هيقوله، والا هخليكي تكرهي عيشتك لحد ما تتمني الموت ومش هطوليه، ثم انا هلاقي احسن من دي فرصة فين، فرصة من دهب.. استغل بيها مرات اكبر تاجر صنف في المنطقة، ده انا ابقى راجل اهبل لو ما طلعتش من الليلة دي بقرشين حلوين..
قال “مرزوق” كلامه بس ماحسبهاش صح.. نسي انه واقف قصاد ابليس الانس بذات نفسه، واوقات جبروت شيطان الانس بيغلب شيطان الجن، نيمت بطة “مرزوق” بكلمتين، لحد ما خرج من البيت وهو معتقد انه خلاص بقي من الأغنيا، وفلوس بيت حتاتة بقت في حجرة، بس عشمه الاهبل شبه بالظبط عشم ابليس في الجنة.. لأن في نفس اليوم اخر الليل، صحيوا الناس على اصوات ناس كتير بتصرخ، خرجوا الناس من بيوتهم وبلكوناتهم يشوفوا فيه ايه، لقيوا بيت “مرزوق” النار طالعة من كل حتة فيه، من شدة النار وقوتها الناس خافت تقرب، والحق يتقال.. اهل الشارع اصلا ماصدقوا خلصوا من الدجال النتن، وقفوا يتفرجوا على بيته والنار بتاكله، وبتاكل جتت مرزوق جواه، وما فكروش يسألوا النار دي سببها ايه.. مع ان القصة مش محتاجة تفسير، ايد بطة وسامبو كفوفها معلمة على بيت” مرزوق”، اكيد هم مافيش غيرهم ورا اللي حصل، وكل اللي كان بيقولوه سكان الشارع، ” اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، واخرجنا من بين ايديهم سالمين”..
واتقفلت حكاية ام حامد وابنها بموت “مرزوق”, بعد ما اتنقل سكن “حسن” في أوضة ع السطوح، وطبعا ده بأمر من عمه ومرات عمه، فضل الحال ماشي بنفس الوتيرة.. ومرت السنين وكبر العيل الصغير، وخد نفس ملامح اخوه “حامد” وطوله وعرضه، وصل لسن 22سنة.. ماشلش من جواه لحظة موت امه، ولا كلامها عن موت ابوه وورثة، قبل موتها وبموتها، زرعت في قلب “حسن” الحقد والكره الشديد لعمه واولاده وطبعا مرات عمه، عوده اتشد وان الاوان يطالب بحقه في مال ابوه، راح لعمه شقته، بعد ما قعد قاله:
-انا عاوز حقي في مال ابويا يا عمي، الورث بتاعي اللي عندك.
رد عليه سامبو:
-ورث ايه اللي بتتكلم عنه؟.. مالكش عندي حاجة، امك ختمت بختم ابوك على كل املاكه وفلوسه، ولولا انك ابن اخويا انا كُنت رميتك جنب مقلب الزبالة، تاكل وتشرب مع كلاب الشارع.
نده على مراته عشان تجبله الصندوق بتاعه من الدولاب، لحظات وجت مراته ومعاها الصندوق، خده منها سامبو وفتحه.. خرج منه شوية ورق وقال لحسن:
-ودي اوراق البيع اللي امك ختمت عليها قبل ما تموت.
بص فيها حسن، واتعصب:
-مستحيل امي تعمل كده.
ردت عليه “بطة” مرات عمه:
-خلاص لو انت شايفه مستحيل، فاحنا سهلنا المستحيل، وعشان اريحك.. انا سرقت ختم ابوك يوم هيصة موت امك، وخلصنا حكاية الورث للأبد، ولو مش عاجبك تعيش ع الوضع ده، غور في ستين داهية وحصل اللي سبقوك.
سكت حسن ماردش عليها، وقام خرج من شقة عمه والنار اللي جواه تحرق بلد.. هديت الامور على الوضع ده، واللي ساعد في هدوئها انشغالهم في فرح “هيما”، او ابراهيم اصغر عيال سامبو، اللي من نفس عمر حسن.. وحصل هدوء رهيب، اللي بيقولوا عليه “الهدوء اللي بيسبق العاصفة”.. بس دي ماكنتش عاصفة، ده رعد وبرق واعاصير، شحنة من الغضب اتفجرت في بيت حتاتة..
بعد جواز “هيما” ب 4شهور، قعدت معاه امه وقالت له:
-ايه الحكاية يا “هيما”؟.. اربع شهور على جوازك من بنت “سلامة”، ومفيش اي بشارة جتلي منكم.
فرد عليها:
-مش فاهم يامه تقصدي ايه؟.. وبشارة ايه اللي بتتكلمي عنها!
عوجت بوقها على جنب:
-هيكون ايه يا روح امك، خلفك وعوضك.. الحمل يا هيما.
-احنا مالحقناش يامه، لسه متجوزين من 4شهور.
رد عليه وهي متعصبة:
-الكلام ده مايمشيش معايا، تاخد الغندورة مراتك من ايدها وتروحوا للدكتور، تعرفوا منه اصل الحكاية وفصلها من الاول، فاهم اللي بقوله؟
هز “هيما” راسه بالموافقة، ما هو ماحدش كان يقدر يكسر كلمة بطة في البيت، خد الواد مراته وراح للدكتور، طلب منهم يعملوا شوية تحاليل، وفعلا.. عملوا التحاليل اللي اتطلبت منهم، بعد كام يوم راح هيما لوحده للدكتور، اللي قاله:
-تحاليل مراتك كويسة، ماعندهاش اي مشاكل في الحمل، المشكلة عندك انت.. عيب خلقي عملك ضعف في الحيوانات المنوية.
خد هيما التحاليل من الدكتور وراح بيها على ابوه، وشه كان اصفر ومش عارف يقول ايه، حط التحاليل قصاد ابوه وحكاله كل اللي قاله الدكتور، سكت سامبو شويه، وبعدها قاله:
-قطع التحاليل دي ولا احرقها، ولو مراتك سألتك عنها قولها ان العيب منها، عشان ماتطلبش الطلاق، وانك مش هتسيبها ابدا لأنك بتحبها وباقي عليها، بكلامك ده.. هتشيلها جميل في رقبتها، وهتعيش خدامة تحت رجليك، ولو امك سألتك.. قولها التحاليل زي الفل، والمسألة في ايد ربنا، واقطع معاها الكلام خالص.
وعمل “هيما” كل اللي قاله ابوه بحاذفيره، وقدر الواد يقنع مراته وامه بكلامه الكدب، والدنيا مشت زي ما كان عاوز واحسن.. عدا كام شهر، لحد ما في يوم جمع “سامبو” ولاده التلاتة في القهوة، وقالهم على ميعاد شحنة مخدرات، الجدال بينهم دار على مين اللي هيروح يستلم الشحنة، وفصل الجدال “سامبو” لما قال:
-ماحدش فيكم هيروح، انتوا هتستنوا هنا تمشوا الشغل، وانا اللي هروح استلم الشحنة مع كام عيل.
وفي يوم التسليم، راح بلاغ للشرطة بميعاد التسليم ومكانه، طلعت قوة من مديرية الامن وهاجموا المكان، قبضوا على “سامبو” والرجالة اللي معاه.. وصل الخبر لاولاد سامبو، والكارثة انهم عرفوا من جوه القسم، ان اللي بلغ عن ميعاد الشحنة وابوهم، “حسن القرد” ابن عمهم..
استحلفوا ولاد سامبو لحسن، بس اللي حاشه من بين ايديهم، انشغالهم في قضية ابوهم، وكارثة تانية ماتقلش في حجمها عن حبس “سامبو”، الكارثة دي كانت كلام مرات “هيما”، لما قالت له:
-انا حامل شهرين يا هيما.
الدنيا مالت بيه وماكنش عارف يتصرف ازاي، فضل يسأل نفسه “حامل ازاي وهو عقيم مابيخلفش؟”.. مالقاش قصاده غير امه “بطة”.. راح حكالها على كل حاجة وموضوع التحاليل وحمل مراته، فقالت بعد تأنيب:
-بلغ اخواتك يسيبوا موضوع حسن دلوقتي، ويدوه الامان على الاخر، اما انت عينك في وسط راسك وراقب مراتك.
خرج “هيما” من عند امه وطلع شقته، لقي مراته قاعدة فاتكلم وقالها:
-النهاردة انا هبات برة البيت، هروح انا واخواتي ونقعد قصاد القسم، عشان سمعنا انهم هيرحلوا ابويا للنيابة.
قرب العشا طلع هيما واخواته من البيت، وعلى الساعة 1 في الليل رجعوا، اتسحب “هيما” ودخل شقته، سمع من جوه اوضة نومه صوت حد بيهمس، راح ناحية الباب وفتحه، عشان يتفاجئ بمراته في حضن “حسن” على سريره.. الدنيا اسودت قصاده، نده على اخواته وهو بيصرخ، دخلوا عليه وشافوا المنظر الدم في عروقهم اتقلب بركان، ايادي من حديد جرت حسن من على السرير، طلعوه بره وفضلوا يضربوا فيه لما كسروا عضمه، دمه كان بينزف من كل حتة في جسمه، شدوه بره الشقة وهو بينازع الوجع وجروه على ضهره، من الدور الخامس لحد مانزلوا الدور الارضي، دمه غرق السلالم.. وقصاد مدخل العمارة، خرجوا سكاكين من جيوبهم وفضلوا يشرحوا في جسمه، شاور “سالم” لحد من رجالته يفصل الكهربا عن المنطقة، وقبل فصل الكهربا بلحظات.. قطعوا رقبة حسن ورموه في الشارع، والناس كلها كانت واقفة تتفرج.. صرخ “سالم” وقال:
-اي حد هيتكلم او هيفتح بوقه، انتوا عارفين هيتعمل فيه وفي اهله ايه.
حل في الشارع صمت تام، مافيش غير اصوات بلكونات بتتقفل، وابواب بتترزع.. دخلوا ولاد “سامبو حتاتة” البيت، سابوا جثة حسن وراسه المفصولة مرميين في الشارع، تاني يوم الشرطة حاوطت المنطقة، وماحدش قدر ينطق او يتكلم عن اللي قتل حسن، واثبتت التحريات ان ده حادث كيدي بين تجار مخدرات، واتقفلت القضية وراح دم حسن زي اللي راحوا قبله.. ومن بعد موته بشهرين، اتحكم على سامبو بالاعدام.. وابنه “هيما” ضرب مراته لحد ما نزلت الحمل، وهددها بالفضيحة ليها ولاهلها لو اتكلمت، ورماها في الشارع بقميص نومها بعد ما طلقها..
بعد اللي جرا لهيما وخيانة مراته، كان طول الليل بيسهر يشرب ويتعاطى مخدرات، لحد ما في يوم راجع من سهرته، فتح الباب وطلع على او درجة من السلم، شاف حد واقف بيبص له، ضيق عينه ركز فيه وقال وهو بيطوح:
-الله يخرب بيت الصنف المضروب، خلاني اشوف اشكال وسخة.
كان شايف قصاد “حسن القرد”.. قعد يكلمه وهو سكران طينة، صوته علي وسمعه اخوه فخرج من شقته ونده عليه، بص هيما لفوق وقال:
-تعالى انزل انا شايف “حسن القرد”.
نده اخوه عليه عشان يطلع، وفعلا طلع هيما.. بس بعد لحظات سمع “سالم” صوت خبط شديد، خرج بسرعة من شقته، فشاف اخوه هيما واقع على حافة السلم ودمه مغرق وشه، اتصل بالاسعاف اللي جت وكان هيما في لحظاته الاخيرة، اتكلم بصعوبة وقال “حسن القرد هو اللي زقني”.. ودي كانت اخر جملة نطقها في حياته، ومات قبل ما يوصلوا بيه المستشفى، الحزن والسواد خيموا على البيت، حتى “بطة” جبروتها قل واتكسرت، بان عليها العجز بعد ما كانت بتمشي تدب في الارض، لحد ما جه عليها الدور، بعد العشا كانت شايلة سجادة وطالعة تنشرها فوق، وصلت قصاد شقة ابنها “هيما” وفضلت تصرخ وتقول “الحقوني”، وفي لحظات صوتها سكت خالص، وحل مكانه صوت خبطة قوية في بير السلم، الناس اتلمت وجم ولاد سامبو، لقيوا امهم “بطة” وقعت من فوق، والمسامير اللي كانت مغروزة في الارض، راشقة في بطنها.. وماتت في نفس لحظة وقوعها.. وماحدش عرف سبب صراخها ووقوعها من الدور الخامس.
ومن بعد موت “بطة” خاف “سالم وعلاء” على عيالهم، فمشوهم من البيت لحد ما يجيبوا حد يقرا فيه ويطهره، بعد ما جه الشيخ ولف في زاويا البيت، بص لهم وقال:
-البيت غرقان بالدم، حيطانه متعلق فيها ارواح غضبانة، والروح من صاحبها تشبهه.. والارواح اللي ساكنة شريرة بنفوس ضلمة كحل، حتى ذكر ربنا معدوم جوه البيت، فالاشباح قاعدة مش هتسيبه، طهروا البيت بمايه وملح واغسلوه من فوق لتحت.
الستات رفضوا انهم يدخلوا البيت عشان يغسلوه، بما فيهم مراتي.. البيت دخلته تقبض القلب فنفروا منه، اضطر ولاد سامبو انهم يعملوا كده بنفسهم، وفي نفس اليوم اللي اتفقوا ينضفوا فيه البيت، حصلوا اهلهم في قبورهم، فضل علاء يصرخ ويشاور بأيده على حد واقف، فوقع من على سلم البيت ومات نفس موتة اخوه “هيما، اما سالم من حسرته وقع جنب اخوه قاطع النفس، ما هو اللي بيبدأ بالحرام بتكون نهايته صعبة، ومن اليوم ده اتقفل البيت نهائي، اشترينا نصيب سالم وعلاء وفكرنا نسكن فيه، بس الصرخات والاصوات مابتسكتش، ده غير خيال وعفاريت الميتين بتظهر في البيت.
بعد ما خلص “حودة” كلامه، قولت له بضيق:
-فبعتوه للمغفل اللي ما يعرفش ماضيه الهباب، اللي هو انا.
-لا سمح الله يا استاذ صلاح، اللي جه في بالنا اننا لما نبيع لحد غريب مش من دم “حتاتة”، مش هيظهر حاجة في البيت، بس التخمين طلع غلط.
رديت عليه وانا بلف وشي للشيخ “بشير”:
-اشهد يا شيخ، بعد اللي سمعته كلام البيع فيه تعديل، موافق يا حج “حودة” خير وبركة، مش موافق نفضها سيرة وترجع لي فلوسي، تكتفي بالفلوس اللي دفعتهالك، وتموت الفلوس اللي باقية، وانا ربنا يعينكي واشوف هعمل ايه، موافق ولا حابب ترجع في البيعة؟
هز “حودة” راسه بالموافقة وبدون تردد، في كل الاحوال البيت مقفول، وواضح انه حسبها في عقله، لو رجع في البيعة مش هيلاقي مخلوق يدخل البيت، وخلص الكلام بينا لحد هنا، وبباقي الفلوس اللي كنت هدفعها، هديت البيت وبنيت مكانه عمارة كبيرة ليا ولاولادي، ده بعد ما طهرت اساسه من مال ولاد حتاتة الحرام.. وعملت مشروع في الدور الارضي، كافيه كبير بيافطة جديدة باسم ولادي، بدل اليافطة القديمة اللي كانت باسم “ولاد حتاتة”..
“تمت”.
#ولاد_حتاتة
#لمياءالكاتب
الروايه تجننن