روايات رومانسيهرواية جانا الهوى

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع

همس ابتسمت اول ما سمعت كلامه وهو حس انه الابتسامة دي لمجرد كلمتين عن الاهتمام فماباله لو اعترفلها بمشاعره؟
قراره غلط والخطوة دي متسرعة و لازم يتأنى عشانها وعشان مستقبلها فقرر انه يأجل الخطوة دي شوية وكمل كلامه – طالبة متميزة وممتازة زيك لازم تهم كل دكاترتها.
كشرت بغيظ وهو كان هيضحك بس تمالك نفسه ورسم الجدية على ملامحه: قومي شوفي وراكي ايه يلا.

خرجت وسابته وهو متابعها لحد ما قفلت الباب اتنهد وردد لنفسه بشرود: لو تعرفي انتي مهمة ازاي يا همس؟ بس مش وقته ركزي دلوقتي في امتحاناتك وبعدها ربنا يسهل.

قبل امتحان المادة بتاعته الطلبة معظمهم طلبوا من سيف محاضرة مراجعة وهو وافق آخر النهار يقعد معاهم ساعة وراحلهم المدرج اتفاجئ ان كل الدفعة موجودة مش كام طالب زي ما كان متخيل وطبعا همس في مكانها المعتاد قدامه، بدأ يجاوب عن أسئلتهم ويحل معاهم كل اللي بيطلبوه وقعد معاهم ساعتين، خلص وقعد على حرف الترابيزة اللي عليها حاجته وبدأ يديهم نصايح ويتكلم معاهم كلام عام وقالهم في البداية انه خلص واللي عايز يمشي يتفضل براحته.

عدى الوقت وخلص ولم حاجته وطلع لمكتبه وشوية وهمس طلعت وراه،
بصلها باستغراب: لو قلتي مش فاهمة حاجة هضربك
ابتسمت ودخلت: لا الحمد لله فاهمة كله بس سؤال سريع؟
استسلم وقعد على حرف مكتبه: قولي وأمري لله.
استناها تطلع ورقها ومذكراتها بس قربت ووقفت قصاده وكانت في مستواه وهو قاعد بالشكل ده وفكر لو يمد ايده يضمها لحضنه بص طرد خيالاته وكتف ايديه في انتظار سؤالها.

بصتله واتمنت لو ينفع تطلع موبايلها تصوره بوضعيته دي وانتبهتله بيقولها: يا بنتي اسألي؟
بصتله بتوتر: اه اهو، أذاكر ايه؟ وأهتم بايه؟ والامتحان بكرا هيكون صعب ولا في المعقول؟

بصلها شوية بهدوء: انتي عايزاني أقولك ايه؟ ذاكري كل اللي أنا قلته، الشيتات، المسائل اللي كنت بحلها أو الأفكار اللي بقول ممكن تيجي، الامتحان مش صعب بس مش سهل يعني الأغلبية هينجحوا بس مش الكل هيتفوقوا في نقاط مخصوصة ليكم انتوا العشرة، تميزكم مين فاهم؟ ومين يستحق اللي يكون فيكم فعلا الأول؟
كشرت واتوترت أكتر: انت بتخوفني كده؟

ابتسم واتعدل فظهر فرق الطول بينهم: ما تخافيش انتي مذاكرة كويس ولو بتركزي وانتي معايا هنا في اسئلتك هتحلي امتحانك كويس.
رفعت عينيها له وحست ان قلبها بيدق بسرعة وهمست: انت شايف كده؟
سرح فيها وفي شكلها وحركة شفايفها، وتخيل نفسه بيضمها.
فجأة انتبه على صوتها: دكتور؟ انت ساكت ليه؟

بصلها باستغراب وبص حواليه واكتشف انه وصل لحالة صعبة انه يتخيل نفسه بالشكل ده، قام وبعد عنها وقعد على كرسيه وهي مستغربة هو ماله وكان سرحان في ايه كده؟ وبعد ليه؟
بصلها وحاول يرجع لطبيعته: اه يا همس باذن الله هيكون الامتحان كويس، في حاجة عايزة تسألي فيها؟
لاحظت اختلاف صوته ولهجته فابتسمت بعملية واتراجعت: شكرا يا دكتور، يلا باي.

مشيت وهي مستغربة؛ في لحظة كان كويس وبيضحك وبيهزر واللحظة اللي بعدها بيعاملها كأنها، كأنها مجرد طالبة، طيب هي ايه؟ ما هي طالبة فعلا عنده!
جه وقت الامتحان، الكل استلم ورقته وبيحل وهو دخلهم يسألهم: في حد عنده أي استفسار أو في حاجة مش واضحة؟
عينيه كانت عليها بس لما شاف ابتسامتها اطمن انها بتحل كويس.

بدأ يتحرك بين الطلبة وكل واحد بيسأله بيجاوبه على قد ما بيقدر وبيحاول يقرب منها لحد ما وصل عندها ومستنيها تسأل وبالفعل شاورتله فقرب منها وطبعا كل طالب بيسأل هو بيقرب علشان بيتكلموا بهمس فقرب منها وافتكر تهيؤاته امبارح بس نفضها بسرعة مش وقتها
سألته: هو دي كده أنا ماشية فيها صح ولا كعادتي لخبطت وكل مرة تقولي افهمي؟
ابتسم وبصلها: طيب ما تفهمي؟
بصتله باستغراب: يعني بجد غلطت فيها زي كل مرة؟

بصلها وماجاوبهاش اكتفى بنظرة مافهمتش معناها وجه بيتعدل علشان يبعد بس هي بدون تفكير مسكت ايده: استنى.
بص لايدها اللي ماسكة ايده واستغرب وبصلها بتوتر فسحبت ايدها بسرعة واتحرجت: سوري بس استنى.
قرب تاني بغيظ: عايزة ايه يا همس؟ انتي سألتيني فيها كام مرة دي وغلطتي فيها كام مرة؟ بجد لو ماقفلتيش الامتحان ده مش هسمحلك بأسئلة تانية لآخر السنة.

بصت لورقتها وبصتله بتذمر: يبقى عملت نفس الغلط، طيب أقطع الورقة ولا أعمل ايه؟
بصلها بهدوء: اعملي خط واكتبي الحل الصح وياريت تركزي وتكوني واثقة انك قادرة تحلي الامتحان كله صح، يلا حلي.
اتحرك وخلص وبص للمعيدين اللي جايبهم يراقبوا: انا في مكتبي لو في حاجة كلموني.

استناها تخلص وتطلع مكتبه وبالفعل طلعت بس مش لوحدها كانوا شلة كبيرة، شلة الطلاب الممتازين وبيراجعوا معاه بحماس وهو وسطهم فرحان بإنجازهم وذكائهم وفخور بيهم.
همس ماسكة ورقتها وبتشاور له على حلولها
سألها بترقب: عملتي المسألة دي ازاي؟
ابتسمت وقالتله الحل فابتسم بارتياح بس بص لكل اللي حواليه بابتسامة لكن يقصدها هي بالكلام: طيب الحمد لله اني شرحي وتعبي ما راحش هدر ورفعتوا راسي.

واحد سأله: دكتور هتصحح امتى الورق؟
ابتسم ومط شفايفه: وقت ما اكون فاضي ما تقلقش النتيجة بتطلع بعد أسبوع أو عشر ايام بالكتير بعد ما تخلصوا، يلا شوفوا وراكم مادة ايه المرة الجاية وربنا يوفقكم.
طلعوا كلهم وشوية والباب خبط وكانت همس ابتسمت: نسيت كتابي على المكتب.
بص للمكتب وكان في فعلا كتاب: خديه.
قربت مسكت الكتاب وبصتله بتردد: بجد لو كنت غلطت هتمنعني أسأل لآخر السنة؟

كان نفسه يقولها لا مش هيقدر وقلبه مش هيطاوعه بس دلوقتي وقت امتحانات وهي لازم تركز في مذاكرتها وبس: اه يا همس، طالما مش هتجيب نتيجة والأخطاء هتفضل زي ما هي يبقى مالهاش لازمة، يبقى بنضيع وقت أنا وانتي.
جت تتكلم بس قاطعها بجدية: شوفي مادة بكرا وما تضيعيش وقت يا همس وخلي بالك انتي محتاجة كل درجة، يلا ربنا يوفقك.

ابتسمت ومشيت بس كلامه يحمل معنيين؛ هو بيحبها وبيخاف على مصلحتها وبالفعل مهتم أو دكتور وبيحاول يفهمها انها طالبة متميزة فقط وتركز على مذاكرتها؟ ماقدرتش توصل أو تستقر على فكر معين.
هند في المدرسة لاحظت ان ميس إحسان رتبت الجدول كله بس اتبسطت ان معظم حصصها ورا أو قبل بدر فبتشوفه في كل مرة هتدخل فصل أو تخرج منه أو بيكون في فصل جنبها وبيخلصوا مع بعض.

في مرة نازلين السلم وهو قدامها فأخرّ شوية وبصلها: أخبارك ايه؟
ابتسمت وجاوبته: كويسة الحمد لله، وانت؟
ابتسم هو كمان: كويس.
سألته فجأة: أنس أخباره ايه؟ هو فين دلوقتي صح؟
ابتسم لسؤالها واهتمامها: كويس الحمد لله وهو دلوقتي في مدرسته، أنا قدمتله هنا في مدرسة الأمل للغات هو سنة سادسة.
ردت بأسف: للأسف ان هنا إعدادي وثانوي بس، بس ملحوقة شوية ويجي معاك هنا.

سكتوا الاتنين لحظة ومحدش فيهم عارف يتكلم ولا حد فيهم عايز يمشي، لحد ما هند قطعت الصمت: على فكرة أنا ماقلتش لحد عن أنس.
استغرب وبصلها: أنا مش مخبي أنس عن الناس.
بصتله بتوضيح: بس انت برضه ماقلتش انك مخلف ومعاك ابنك هنا وقلت انك مش بتحب الناس تتدخل في خصوصياتك فافتكرت انك مش عايز حد يعرف.

ابتسم عرفانا ليها بس وضحلها: أولا متشكر جدا جدا لاهتمامك، بس أنا روحت المدرسة وقدمت لابني بنفسي وزي ما قلتوا البلد هنا صغيرة وأنا واحد غريب ومعاه ابنه فأكيد الأغلبية عارفين، بس برضه متشكر أوي انك اهتميتي برغباتي.
حركت دماغها بابتسامة ومش عارفة تقول ايه؟ بس عايزة تقول أي حاجة، افتكرت كلامهم وبصتله: اوعى تكون اتضايقت مني لما قلت ان المفروض ابنك يكون مع مامته؟

سند على الحيطة وراه واتنهد: كتير أو الأغلبية فاكرين ان كل الأمهات حنينة بفطرتها بس ده مش صحيح ولكل قاعدة شواذ، أنا اه مش قادر أقوم بكل واجباتي بس بحاول على قد ما أقدر أعوضه عن حرمانه عن أمه وبحاول أقوم بالدورين وعارف اني أكيد مقصر بس بعمل اللي ربنا يقدرني عليه – بصلها وابتسم بفخر- أنس ده أجمل حاجة حصلت في حياتي وبحمد ربنا انه رزقني بيه.

سمعته بقلبها وحست بصدق مشاعره وحبه لابنه: ربنا يحفظهولك يارب وأنا واثقة انك قايم بدورك على أكمل وجه أو زي ما قلت بتحاول على قد ما تقدر وهو أكيد عارف ده ومقدره، المهم هتجيبه معاك امتى تعرفني عليه؟
ابتسم ابتسامة واسعة ورد: أي يوم يخلص هو بدري أروح أجيبه أو أغيبه يوم.
وافقته بحماس: اه ياريت بجد.
سكتوا شوية بس هو بعد تردد سألها: انتي ليه رافضة تتعرفي على أي حد أو تسمحي لحد يدخل حياتك؟

بصتله باستغراب: ليه بتقول كده؟ أنا مش رافضة أبدا.
وضحلها: انتي رفضتي مجرد تعارف اقترحه عليكي أصحابك المقربين، فده معناه انك رافضة الفكرة نفسها وإلا كنتي على الأقل اديتي لنفسك فرصة تتكلمي معاهم وتشوفي يمكن حد فيهم يكون مناسب بس انتي رفضتي وثورتي واتنرفزتي – فكرها بهزار- ده انتي كان ناقص تضربيني.
ضحكت بخفة: مش للدرجة دي.
قاطعها بتأكيد: لا للدرجة دي وأكتر.

وضحتله: أنا أصلا اليوم ده كنت متنرفزة وشادة أنا وماما ويدوب خلصت خناقي معاها وقفلت لقيت أخو مها في وشي فكملت معاه وبعدها لقيتك انت وكملت خناقي فهو سوء توقيت مش أكتر.
اتعدل وبص لعينيها: يعني انتي مش رافضة الارتباط؟
-هزت دماغها بتأكيد فقرب خطوة وسألها: طيب هل في حبيب مثلا مجهول في مكان ما مستنياه أو…

قاطعته بابتسامة: مفيش أي حبيب في أي مكان كل الحكاية اني ما قابلتش الشخص المناسب وأنا رافضة الارتباط بأي حد والسلام.
ابتسم و وافقها: وده الصح انك ما توافقيش على أي حد والسلام وانك تختاري الشخص اللي هيقدر يسعدك ويفهمك أو تفهموا بعض انتم الاتنين.
صوت قاطعهم فجأة: حضرتك هنا والدنيا مقلوبة عليكي، اه انتي مع الأستاذ بدر.
اتخضت وبصت لصاحبتها بغيظ: خضيتيني يا مها، هو في حد يتكلم كده؟

مها ابتسمت على منظرها وبدر اتراجع خطوة لورا: بقالي شوية بدور عليكي وافتكرتك نزلتي من الحصة بتاعتك – بصت لبدر وكملت – حتى حضرتك بدور عليك.
بدر استغرب والاتنين بصوا لبعض وبعدها بصولها فوضحت: مستر راضي عايزكم انتوا الاتنين وأنا معاكم يلا.
سبقتهم والاتنين اتحركوا علشان ينزلوا، بدر سألها: المدير هيعوزنا في ايه احنا الاتنين؟
هند حركت كتافها بحيرة بس علقت: مها معانا مش احنا بس.

التلاتة وصلوا مكتب المدير ودخلوا فبصلهم وسلم عليهم وبعد ما قعدوا واستقروا اتكلم: جمعتكم علشان أبلغكم ان في مسابقة أوائل الطلبة المدرسة مشاركة فيها لطلبة ثانوي عايزكم ترشحوا من كل مرحلة اتنين، عايزين ستة من أوائل الطلبة، الأسئلة هتكون في ال3 مواد الأساسية عربي وانجلش وماث وطبعا في أسئلة معلومات عامة، انتم بتدرسوا ال3 صفوف فاختاروا الطلبة وركزوا معاهم وراجعوا معاهم كويس وجهزوهم للمسابقة أنا عايز ناخد ترتيب على مستوى الجمهورية.

مها بحماس: إن شاء الله بس هي امتى؟
المدير بصلها ورد: بعد شهر بالظبط، همتكم بقى، اختاروا الطلبة واقعدوا معاهم في كل وقت فاضي، في بريك، حصة فاضية، بعد اليوم الدراسي، قبل اليوم الدراسي، الطلبة يروحوا ليكم البيت، اخترعوا أي حاجة بس المهم النتيجة.
بدر علق على كلامه: يعني احنا هنمسك طالبين من كل مرحلة نراجعلهم كل المنهج ونعدهم للمسابقة؟
– ايوة بالظبط.
بدر باعترض: بس كده هنكون بنفرق بين الطلبة.

كلهم بصوله فكمل كلامه: يعني لما أمسك اتنين أهتم بيهم جدا وأجيبهم دروس إضافية يبقى كده ميزتهم عن باقي الطلبة.
هند عجبها اعتراضه واستغربت هي ليه مافكرتش زيه كده مع انها على طول حقانية؟
انتبهت لراضي بيستفسر: والحل ايه؟
بدر فكر لحظات: هنعمل زي ماحضرتك قلت وهنقعد معاهم بس مش هم، أي حد عايز ينضملهم براحته، يبقى كده هم اختاروا وكده احنا ما ميزناش حد عن حد.

كلهم وافقوا على كلامه وخلصوا كلامهم مع المدير واتحركوا مع بعض.
مها بصتلهم: هنختار مين؟ انا بحب الطلبة كلهم؟
بدر ابتسم: حبيهم براحتك بس حاليا احنا مش عايزين اللي بتحبيهم عايزين أشطرهم، أعتقد ناخد الأول والتاني في كل مرحلة.
هند بصتلهم: بس في طلبة مش الأوائل بس بتعرف تتكلم كويس ومعلوماتهم العامة كويسة جدا.
بدر اقترح: ممكن ناخد واحد كده يكون هو مسئول عن المعلومات العامة.

فضلوا كتير يتكلموا ويتفقوا هيعملوا ايه؟ وهيختاروا مين؟
بعدها مها شهقت مرة واحدة و طلعت تجري وهي بتصرخ: ورايا حصة.
الاتنين ضحكوا عليها وراقبوها لحد ما اختفت وساد الصمت للحظات قطعها بدر بابتسامة: قلتيلي بقى ان مفيش حبيب مستخبي في أي مكان؟
اتحرجت وبصت لبعيد وهي بتجاوبه: لا مفيش حد مستخبي في أي مكان، انا ورايا تحضير بعد اذنك.
جريت هي كمان من قدامه وجواها ابتسامة غريبة ونبضات قلب أغرب.

سيف في الجامعة عنده محاضرة لهمس واستغرب هو ليه بيستنى أيام محاضرتها بفارغ الصبر؟

دخل وعينيه بتدور عليها بس مش لاقيها ومكشر ويدوب هيقلع نظارته الباب خبط كانت همس وشكلها كانت بتجري لان نفسها مقطوع فابتسم وشاورلها تدخل، دخلت وأصحابها كانوا حاجزين مكانها وأول ما استقرت هو اتفاجئ انه ماكانش مركز وهي مش موجودة وانه مركز معاها قوي ومع حركاتها ومنتظرها تستقر، اتحرج وعمل نفسه بيقلب في المرجع قدامه وبدأ محاضرته.
في وسط المحاضرة الباب خبط، بدون ما يلتفت اتكلم: آسف محدش بيدخل بعدي.

اللي على الباب اتكلم: ده انت عايش الدور بقى بجد؟
سيف انتبه للصوت وابتسم وهو بيلتفتله: حزووووووم.
حازم ابتسم: عم الصياااااد.
قرب وسلموا على بعض سلام أصحاب ما شافوش بعض من فترة.
سيف: جيت امتى ياابني انت؟
وصلهم صوت من وراهم: جه من كام يوم يدوب.
قرب منهم ومد ايده سلم على سيف: سيف باشا.
سيف سلم هو كمان: مروان باشا، أخيرا رجعت؟

مروان بيبص للطلبة بابتسامة ورد عليه: ما هو اللي عنده مدير زي والدك لازم يتطحن، انت عارف أبوك مش بيرحم والسفرية الأخيرة طلعت عيني، المهم، هو المدرج احلو ليه عن أيامنا؟
سيف لاحظ نظراته وخصوصا لما بص لهمس أوي فلف وشه بحدة: خليك هنا
– التفت لحازم وكمل – انت جيت امتى؟
حازم اتوتر للحظات بس حاول يتكلم بتلقائية: من خمس أيام تقريبا.
سيف كشر باستغراب: أنا كنت في المطار في نفس اليوم ده تقرييا.

قبل ما يجاوبه مروان بص لسيف واتكلم: بس ليك حق تحب التدريس، امال على أيامنا كانوا غفر ليه؟
الأغلبية ضحكوا على أسلوبه وهو بصلهم بمرح: سيف على فكرة كان مشاغب جدا مش هادي أبدا فانتوا طلعوا عينه وزهقوه في عيشته.
سيف مسك دراعه يسكته: أنا بقول تطلع برا تستناني.
حازم بهزار: ايوة طلعه الواد ده لسانه متبري منه وهيشردك ويحكي عن مقالبك ومصايبك مع الدكاترة.
سيف بصله هو كمان بغيظ: انتوا الاتنين برا.

الكل ضحك وهو بيزقهم: استنوني عند الكافيتريا عشر دقايق، ربعاية وأخلص.
طلعهم وقفل الباب ويدوب اتحرك خطوة مروان فتحه بمشاكسة: بقولك.
سيف بصله بنفاذ صبر: عايز ايه؟
رد عليه بجدية: ما شوفتش شاكي؟
سيف هز دماغه بنفي: ما شوفتش أنا حد النهارده اوك؟ بس هتلاقيها في مبنى عمارة لو عندها محاضرات.
مروان باستغراب: شاكي بقت حد؟! والله يا زمن.
سيف قاطعه: مبنى عمارة زي ماهو اطلع انتشر فيه ودور براحتك.

زقه لبرا وبص لحازم: ما تخليش الواد ده يدخل تاني ضيعتوا المحاضرة، قدامكم الكلية انتشروا فيها ودوروا براحتكم لحد ما أخلص.
قفل الباب ورجع مكانه بس لاحظ نظرات همس ولمح تكشيرة استغربها.
خلصت المحاضرة وكالعادة الطلبة بيتلموا حواليه وهو بيحاول يخلص بسرعة بس موبايله بيرن كل شوية وبيكنسل.

لمح همس واقفة وبصلها مستنيها تسأل بس هي واقفة فقط، لما لقاها ساكتة اعتذر من الطلبة اللي لسه واقفين وقالهم المرة الجاية علشان يروح لأصحابه ويدوب بيلم حاجته كان مروان عند الباب: ما تنجز يا ابني المحاضرة خلصت من بدري، ده انت دكتور رخم صح.
سيف بصله: مش هرد عليك دلوقتي، المهم لقيت حد؟
هنا دخلت بنت لابسة چيبة قصيرة وشعرها أسود وطويل وبصت لسيف: يبقى الكلام اللي قاله مروان حقيقي وأنا بقيت حد.

– كملت بهزار وعياط مصطنع – نسيت العشرة وبعت شاكي؟
سيف ابتسم: وأنا أقدر برضه شاكيناز، وبعدين هو في حد عاقل يصدق الواد ده؟
قربت منه وهو مبتسم وسلمت عليه ومسكت دراعه وبدأت تشده يخرجوا: ارحم الطلبة وسيبهم يخرجوا وانت يلا.
وهي بتقرب سيف تلقائي بص لهمس اللي حس ان نظراتها بتحرقه وحس ان دي مالهاش إلا تفسير واحد وهو غيرتها، بس هي هتغير عليه ليه؟ فوق يا سيف.

انتبه على مروان: احنا سيبنا حازم برا، يلا نطلع بقى على الكافيتريا بدل الفراغ ده، في أمم برا.
شاكيناز ضحكت: الواد ده عمره ما هيتغير؟
سيف وافقها: بالظبط، تعالي برا احكيلي عملوا معاكي ايه العيال دي وسيحولك ازاي؟
شاكي بهزار: دول ضيعوا هيبتي خالص، هيبتي بين الطلبة اللي بقالي كتير بحاول أرسمها؟
تاه باقي الكلام مع خروجهم وهمس اتمنت لو تروح وراهم وتعرف أساس علاقتهم ايه؟ وليه بتشده كده بكل ثقة؟

هالة بتزقها علشان تتحرك: هنفضل جوا المدرج كده كتير مش هنخرج برا؟ البريك هيخلص واحنا هنا.
همس بصتلها بتوهان وبعدها ردت: يلا.
خلود دخلت في النص وحطت ايديها الاتنين عليهم: تفتكروا مين دي؟ حب قديم ولا صاحبة بس؟
همس زقت دراعها بعيد بغيظ: واحنا مالنا ها؟ واحد وأصحابه، انا رايحة الحمام بعد اذنكم.
سابتهم وخرجت وهي على آخرها، خلود بصت لهالة بتساؤل: تفتكري غيرانة؟

هالة حركت راسها بأسف: دي هتولع وباين أوي والمشكلة انها بتنكر اهتمامها بيه.
خلود اتنهدت: والمشكلة الأكبر انها كل يوم بتتعلق بيه زيادة، هنعمل ايه؟
هالة بتفكير وأمل بسيط: مش يمكن هو كمان يكون مهتم و،؟

قاطعتها خلود بجدية: ايه حملك شوية، ده دكتور يا ماما، امتى سمعتي عن دكتور حب طالبة ها؟ اه ممكن وحطي ألف خط تحت ممكن انه معيد يحب طالبة وبيكونوا عارفين بعض من وهما طلبة لكن دكتور وبمستواه ده وطالبة عادية قاعدة في بيت طالبات؟ ما أعتقدش أبدا يا هالة وهمس لازم تفوق وتستوعب الحقيقة دي، هو بيهتم بيها كطالبة ممتازة عنده زي ما دكتور ممدوح كان بيهتم السنة اللي فاتت، فاكراه؟ بس علشان كان كبير في السن كان الوضع عادي، دكتور سيف لا يمكن أصدق انه مهتم إلا لو سمعتها بنفسي من بوقه انه مهتم غير كده لا، ويلا نشوف البونية دي راحت فين؟

سيف قعد مع أصحابه على الكافيتريا وفضلوا يفتكروا أيام دراستهم هنا وقعدتهم وهزارهم كده.
مروان عينيه مع كل بنت بتعدي جنبهم لحد ما سيف خبطه وهو اتفاجئ وبصله: في ايه يا ابني؟
سيف بغيظ: لاحظ اني دكتور هنا مش طالب فبالتالي مظهري يهمني، اتلم شوية.
كشر وبص لحازم: قلتلك بلاها نيجي هنا ونكلمه يقابلنا برا بدل التكتيفة دي.
حازم ابتسم: هو لازم يعني تبص لكل بنت حوالينا؟ ما تتلم شوية.

مروان بص لشاكي: عاجبك اللي بيقولوه ده؟ العيال دي شكلها عجزت ولا ايه؟
شاكي ضحكت: عقلوا مش عجزوا، انما انت زي ما انت ولا بتكبر ولا بتعقل.
علق بتأكيد: ولا عايز أعقل أصلا، ده انتوا بقيتوا خنقة أوي، قوموا نمشي طالما هتفضلوا تبصوا لمنظركم ومظهركم وتبصوا حواليكم لطلبتكم.
سيف لمح همس بتشتري ساندوتشها فبص لزمايله: تاكلوا ايه؟ هجيب ساندوتشات على السريع.

وقف ومستنيهم ومروان نوعا ما لمح همس ولمح نظرة سيف ليها فبص لسيف باستفزاز: طيب ما تخليك انت وأروح انا؟
سيف بغيظ: اترزع يا ابني وما تتحركش من مكانك، هتاكلوا ايه انطقوا؟
كل واحد طلب ساندوتش وهو رايح مروان وقفه بهزار: الحق بسرعة بقى قبل ما الساندوتشات تطير.
سيف بصله من تحت نظارته بدون ما ينطق وبعدها مشي.
راح وقف جنب همس اللي متغاظة منه بدون ما تعرف ليه؟!

سيف بصلها بتساؤل: أول مرة ما تسأليش بعد المحاضرة للدرجة دي فاهمة كل حاجة في المحاضرة؟
همس عايزة تنفجر فيه وتسأله بصراحة مين دي؟ وليه بتشده بالعشم ده؟ بس اتنهدت وابتسمت ابتسامة صفرا: أصلا درس النهارده كان دمه تقيل جدا.
سيف غصب عنه ضحك من أسلوبها وهي اتنرفزت بزيادة فزادت تكشيرتها وبصتله باستفسار فسكت وحمحم وبعدها كلم ميدو اللي في الكافيتريا قاله الاوردر بتاعه ورجع بصلها بمرح: بقى الدرس رخم؟

همس باصة قدامها بغيظ: جدا وطويل والمشكلة انه فاكر نفسه حلو.
سيف بضحك: ده الدرس برضه؟ المهم ابقي تعالي المكتب في أي وقت ونشوف ايه الرخم والطويل اللي فيه؟
همس شاورت بدماغها بلامبالاة وانها مش مهتمة وبعدها لاحظت ان شاكي بتشاورله فاتكلمت بغيظ: حبيبتك بتشاورلك.

بص ناحية شاكي وشاورلها وبعدها بص لهمس بهدوء: مع انه شيء ما يخصش حد بس شاكي مش حبيبتي دول أصحابي من زمان، شلتي الخاصة زي الشلة اللي بتقفي معاها كل يوم أعتقد لو اتقابلتوا بعد فترة هتهزروا كده.
ردت بانفعال: اه نهزر بس مش هروح أشدهم كدا وكان ناقص آخدهم بالحضن و…
قطعت الكلام لما لاحظت نظرات الاستغراب عليه الممزوجة باستمتاعه بغيظها فسكتت وهو كمل بمشاكسة: وايه؟

بصت قدامها وزمت شفايفها بغيظ فقرب منها يوضحلها: أنا مش هدافع عن تصرف شاكي أو طريقة تعاملها بس هو ده تصرفها الطبيعي لكل أصحابها مفيش حاجة مميزة.
شاكي قربت منهم وبصت لسيف بتساؤل: سيف طلبت ولا لسه؟ أنا عايزة أغير لو سمحت.
سيف بصلها بهدوء: شوفي ميدو عملهم ولا لسه؟

مروان وحازم قاعدين بيتكلموا ومستنيين سيف وشذى يجيبوا السندويشات، عدت بنت من جنبهم واتكعبلت كانت هتقع، مروان لاحظها وبسرعة اتصرف ومد ايده وهو بيقف سندها ومنعها تقع، البنت رفعت راسها بدلال وحركت شعرها اللي غطى وشها عن عينيها وشكرته بابتسامة، بس حازم لاحظ ان مروان مكشر وماردش عليها، وكملت البنت طريقها مبتسمة وغمزت لمروان، فحازم هزر: اوبا، غمزت يعني قلبها مال.

ضحك ومروان بصله بضيق فضربه على دراعه: ايه ياابني؟ هي طيرت عقلك ولا ايه؟ خليك على الأرض معانا.
رد مروان و هو متضايق ومتابع البنت اللي قعدت على ترابيزة قدامهم: البنات اتهبلت والله يا ابني ( كان باصص للبنت وهو بيقطع ورقة معاه استغربها حازم جت منين وكمل ) تخيل البنت دي عملت الفيلم ده وانها بتقع وكدا عشان تديني رقم تليفونها؟!

حازم اتفاجئ من تصرفه ورد فعله: ادتلك رقم تليفونها وانت قطعته؟ ده ايه ده؟ ( حط ايده على جبينه كأنه بيقيس حرارته وهو بيضحك ) انت سخن ولا فيك ايه؟
مروان ضحك هو كمان: لا سخن ولا حاجة، بس البت مش قد كده – كمل بعبث- عارف لو مزة كنت هقوم أقع انا قدامها؟
حازم بصله بذهول: دي مش حلوة؟
مط شفايفه وحرك ايده انها نص نص وعلق: يعني ها ماشي حالها لكن عادية، وبعدين هو ده حظ قرمط الغلبان.

حازم نقل نظراته بين مروان والبنت وابتسم للبنت اللي ابتسامتها مافارقتهاش أبدا: طيب يا بارد بدل ما تقطع الورقة كنت اديتهالي أتسلى شوية، ده انت واد تنح.
مروان بصله باستغراب: انت عايز تتسلى؟ امال عايش فيها دور المحترم ليه؟ وبعدين البنت عندك اهيه روح وخد رقمها، لكن أنا ماليش دعوة.
حازم اتراجع بسرعة وعرف انه غلط واتهور: الله بهزر معاك يا ابني، هو انا وش ذلك برضه؟
مروان ضحك وكمل هزار: ده انت ذلك ذات نفسه.

وقفت شاكي تنادي على العامل وبتكلمه وهمس واقفة وبتلقائية بتحرك وشها بتتريق على طريقة كلام شاكي وسيف لمحها فضحك غصب عنه وشاكي بصتله باستغراب: بتضحك ليه في ايه؟
سيف معرفش يقولها ايه؟ فبص لمروان اللي كان بيضحك: بضحك مع مروان.
شاكي هزت دماغها وبعدها قربت منه: قولي بقى.
بصلها بتعجب: أقولك ايه؟
مسكت ايده ترفعها تبص فيها: مفيش دبل، مش ناوي بقى؟ معقول ما ارتبطتش بأي حد لدلوقتي؟

سيف ابتسم ان همس سامعاها: لا ما ارتبطتش وبعدين مستغربة ليه؟ ما كلكم مفيش حد فيكم ارتبط.
شاكي ضحكت: الظاهر اننا كلنا منحوسين، بس غريبة ان اونكل عز سايبك براحتك لدلوقتي؟
سيف اتنهد: اصلا كل خلافتنا حاليا بسبب الموضوع ده.
همس بتنادي بغيظ: ما تنجز يا ميدو المحاضرة هتبدأ.
ميدو طلع وبيديها الساندوتشات بتاعتها: 3 شاورما و 2 برجر و واحد فارم.

بصلها بذهول وشبه مصدوم وهي لاحظت نظراته ولاحظت ان شاكي بعدت شوية فبصتله بغيظ وقلدته: مع انه شيء ما يخصش حد بس ده لينا كلنا مش ليا لوحدي.
ابتسم وبص لقى شاكي مشغولة بتليفون جالها فوقّف همس بسرعة: همس؟
بصتله فكمل بابتسامة: بكرا هكون موجود من الصبح في مكتبي.
حاولت ما تبتسمش بل بالعكس كشرت وردت بلامبالاة مزيفة: ماعنديش أي أسئلة لحضرتك.
تجاهل اللي قالته وكرر جملته تاني بتأكيد: بكرا موجود من الصبح.

راحت لأصحابها وهي متلخبطة مش عارفة تتضايق ولا تتبسط، هو مهتم؟ ولا زي ما زمايلها بيقولوا اهتمام عادي جدا؟ حست انها مخنوقة جدا وهي مرقباه بيضحك معاهم وشاكي بتهزر معاه، حاولت تقنع نفسها انها مجرد زميلة بس جواها نار مش عارفة تسيطر عليها، طلعت كشكول خواطرها وبدئت تكتب فيه.

(( حين أراك مع إحداهن، أو عينيك تتابعها، أشعر بأن بركانًا يندلع بداخلي، فينفجر ويحرقك ويحرق كل مَن حولك. لماذا تثير أمواج ثورتي وجنون غيرتي؟!
أيعقل أن ما أشعر به غَيْرةً عليك؟
متى حدث هذا؟
هل خانني فؤادي ودق لك؟
لا لم أهواك سيدي، فإن بيننا سدًا فولاذيًا هيهات أستطيع هدمه؟
كذبت كل جوارحي، وأرفض البوح لروحي،
و إني أخشى الاعتراف.
إني أهواك، وأغير بجنون عليك يا مَن سحرني بنظرة من عينيه)).

قفلت الكشكول مش قادرة برضه تكتب ومش قادرة تعترف لنفسها بالحب اللي جواها، وقفت مرة واحدة وبصت لاصحابها: انا هروح سلام.
ما انتظرتش اي رد منهم ومشيت بسرعة تهرب من نفسها ومن كل اللي حواليها.
سيف خرج هو واصحابه علشان يكونوا براحتهم برا جو الجامعة.
سيف وهم برا بص لحازم: انت وصلت يوم ايه وأي ساعة؟
حازم اتوتر لكن لازم يقول الصح: يوم الأحد على العصر كدا.

سيف ضربه على كتفه: كل ده وما ظهرتش في الشركة؟! ده انت غتت يا بارد.
حازم ضحك: الله مش باخد إجازة وأرتاح من العركة اللي كنت فيها؟ جيت الشركة تاني يوم على العصر كدا واديت باباك كل الأوراق وعرفته كل التفاصيل وروحت وآخدت إجازة أسبوع.
سيف بتفكير: اممممم قلتلي، بس مش غريبة تكون انت وآية في المطار وجايين في نفس التوقيت وما تتقابلوش؟

حازم اتوتر وبصله: يعني أنا معرفش انها جاية من برا وبعدين هي كانت في رحلة بتلف فيها الله أعلم كانت ايه آخر بلد مشيت منها، لكن أنا جاي من ألمانيا زي ما انت عارف علشان أخلص الشغل اللي والدك كلفني بيه وأكيد طيارتنا مختلفة – غير الموضوع – أصلا أنا ندمت اني روحت مكانك السفرية دي انا كان مالي ومال الألماني؟!
سيف رد بتهكم: شوف ازاي؟ ومين اللي كان طاير من الفرحة بالسفرية وقالي سيبلي انا الطلعة دي ها؟

حازم اتوتر أكتر: وانت ما صدقت ها؟ بصراحة ماكنتش متخيل الطحنة اللي اتطحنتها هناك، ده انا اتفرمت لقاءات واجتماعات، المهم ( غير تاني الموضوع وسأل باهتمام ) بجد يا سيف انت حابب التدريس أكتر من المصنع والشركة؟
سيف اتنهد: أنا ماليش في جو المصانع والشركات ده ولولا أبويا ماكنتش اشتغلت معاه في الشركة، أنا حابب جو التدريس ده ايوة.
شاكي سألته: طيب آية اختك؟ ايه نظامها؟

سيف بصلها: لا آية غيري هي ناوية تشتغل في الشركة معانا، وإن شاء الله هتقابلوها كلكم هناك.
حازم موبايله رن وكل شوية بيقفل الصوت لحد ما مروان أخد باله: ما ترد يا عم الحاج ما يمكن موبايل مهم.
بصله بغيظ: ما تخليك في حالك؟
مروان ضحك: ماهو ده حالي، أغلس عليكم طبعا.
شاكي بصتله: اعقل بقى يا مروان وبطل فعلا غلاسة، انت بقيت مهندس قد الدنيا ما تبص لحازم عقل ازاي؟

هنا سيف بصله باستغراب: إلا انت عقلت كده امتى وازاي؟ مش طبعك الهدوء والعقل ده؟
حازم ابتسم بحرج: يعني كل واحد وله أوان يعقل ولا ايه؟
مروان بصله وبغلاسة: تلاقي واحدة كدا ولا كده معلمة عليه بس ويومين وهيرجع لجنانه تاني.
حازم كشر: ما تخليك في حالك ياابني وبعدين ايه معلمة عليا دي ها؟
سيف ضحك وبصلهم وبعدها بص لحازم: لا ماهو لازم يكون في سبب للعقل ده كله وهنعرف ايه السبب؟

نادر في إجازته المملة اللي بدأ بجد يندم انه اخدها، قرر يقعد يقرأ كتاب، طلع قعد في البلكونة قدام البحر وفتح الكتاب بس عينيه ما شافتش ولا سطر وافتكر أول حالة جننته وطيرت النوم من عينيه.

رجع بذاكرته ليوم ما راح بدري المستشفى وهو متلخبط، حاسس انه متحمس يشوفها بس يرجع ويقنع نفسه انه مجرد تعاطف مع بنت حياتها شبه توقفت، بس ده الليل كله بيقلب في النت وفي المراجع علشان يدور على أسباب محتملة لأعراضها دي، لا لا هو بيعمل كده مع كل حالة بتقابله، دي مش أول مرة أبدا.

دخل العمليات وحاول يخلي كل تركيزه في المريض اللي قدامه، خلص واتأخر عن ما كان متوقع، خرج هلكان ويدوب خرج برا قسم العمليات لمح بسمة وباباها ومعاهم واحدة كمان خمن انها مامتها للشبه بينهم وفرق السن، قرب منهم وأبوها وقف يسلم عليه وهو اعتذر: معلش عارف اني قلت ميعاد بس لسه خارج من العمليات، العملية اخدت وقت غير المتوقع.

عمار بوجه بشوش: لا ولا يهمك، أصلا كتر خيرك احنا عارفين وقتك الضيق، ربنا يكون في العون.
بسمة سألته باهتمام: المهم المريض أخباره ايه؟ والعملية كويسة ونجحت ولا ايه؟
نادر ابتسم لسؤالها المتوقع: الحمد لله المريض كويس والعملية كويسة ما تقلقيش، وبعدين أنا مش هعملك عمليات احنا بس هنكشف ونعرف السبب وربنا يسهل في العلاج بعدها.
الست اللي معاهم اتدخلت: طيب حضرتك شاكك في ايه؟

بصلها باستغراب فعمار عرّفها: دي والدتها.
سلم عليها وبعدها بص لبسمة: خلينا نعمل شوية فحوصات وبعدها نقول، الأول تعالوا أدخلكم أوضة الكشف.
مشي وهم وراه وهو تعمد يسبقهم شوية علشان يتكلموا براحتهم. وصل لأوضة فتحها وشاورلهم يدخلوا وبعدها بصلهم وهو لسه على الباب: ادوني خمس دقايق بس وراجع
بسمة بضيق: ليه؟ احنا بقالنا أكتر من ساعة مستنيين؟
أبوها بيحاول يسكتها بس هي اللي بتفكر فيه بتقوله بدون أي اعتبارات.

عمار بصله وبحرج: اتفضل يا ابني وما تهتمش بكلامها.
ابتسم لابوها وهي كشرت بزيادة بس نادر وضحلها: أنا خارج من عملية أخدت مني حوالي 8 ساعات ومحتاج أغير هدومي دي بتاعة العملية، ومحتاج أشم نفسي ولو حتى لمجرد خمس دقايق، ممكن يا أستاذة بسمة ولا مش ممكن؟
اتضايقت وبعدت وشها بعيد بدون ما ترد عليه بس والدتها اللي ردت عنها: ربنا يديك الصحة يا ابني اتفضل براحتك طبعا ولو تحب تريح شوية…

قاطعتها بسمة وهي باصة لأمها وبتتريق: اه براحته يريح ساعتين وتلاتة ونتحرق احنا هنا!
نادر كان هيضحك على أسلوبها وطريقة كلامها وأبوها حرك راسه بيأس ورفع ايديه باستسلام لنادر اللي ضحك بالفعل وبصلها وبتريقة هو كمان: لا مش ساعتين ما تقلقيش هو يدوب آخد شاور سريع وآكل لقمتين وأريح نصاية.

بسمة شهقت وبصتله فضحك وقفل الباب قبل ما هي ترد أو تنفعل عليه، فضل مبتسم لحد ما وصل للمكان بتاعه اللي خصصوهوله في المستشفى علشان العمليات الكتير وراحته بينهم.
بسمة بعد ما هو خرج استغربت نفسها ليه بتكلمه بالأسلوب ده؟ زي مايكون حد هي بالفعل متعودة عليه مش أول مرة تشوفه أو دكتور كمان هي محتاجاه!

باباها ومامتها فضلوا يتكلموا كتير بس هي ما سمعتش أي حرف هي بتفكر لما يقرب منها هل قلبها هيفضحها زي امبارح ولا هيهدا ويعقل؟
خلال ربع ساعة الباب خبط ونادر دخل شكله اختلف تماما لانه قلع لبس الاستقبال ولبس لبسه العادي وريحة برفانه ملت المكان ومنظره بشعره المبلول المتسرح مع دقنه المحلوقة خلوه ناقوس خطر وقلبها أعلن اعتراضه بدخوله فما بالك لما يقرب ويلمسها؟

فضلت تاخد أنفاس طويلة تحاول تهدي نفسها عقبال ما يخلص كلامه مع باباها بس مفيش فايدة.
لاحظت انهم سكتوا وبصولها فارتبكت: ايه مالكم؟
أمها كشرت: الدكتور بيقولك اطلعي على السرير علشان يكشف عليكي كشف سريع قبل الأشعة.
بسمة كشرت وقامت بغيظ وقعدت على السرير وهو قرب منها وفي ايده جهاز الضغط اللي ماكانش محتاجه أوي بس شيء جواه عايز يعرف هل هي امبارح بالفعل كانت متوترة ولا هو اللي بيوترها؟
بصت للجهاز بغيظ: لازم؟

جاوبها بحركة من وشه انه مضطر، كشرت ورفعت دراعها: اتفضل.
قعد على كرسي قصادها وبهدوء: نامي على ظهرك يا ريت.
بصتله بغيظ بيزيد: لازم برضه؟
جاوبها بابتسامة: هو أنا كل ما هطلب حاجة هتسأليني نفس السؤال ده؟ طيب يا ستي كل اللي هقوله لازم اتفقنا؟
لاحظ اعتراضها من حركات وشها بس نامت ودورت وشها بعيد عنه وحاسة ان قلبها وكأنها بتجري في سباق مش بس متوترة.
حط الجهاز على دراعها وبصوت عميق: خدي نفس طويل واهدي.

أخدت نفس طويل بس ما هديتش وهو بيقيس ضغطها: اقلعي ال…
قاطعته بغيظ: أقلع ايه؟ مش هقلع حاجة أنا.
أمها هتعترض بس نادر بصلها: سيبوهالي ما تقلقوش واتفضلي حضرتك ارتاحي انا بعرف أتعامل ما تقلقيش.
أمها بصت لجوزها وقعدت قصاده ونادر بص لبسمة: اقلعي النظارة – وكمل بصوت واطي- أما الباقي فلسه جاي ما تقلقيش.

مافهمتش قصده ايه بس نفخت وهي بتقلع نظارتها وبتبص جنبها علشان تحطها بس هو أخدها منها وناولها لمامتها ورجع كانت مغمضة عينيها.

قاس الضغط وابتسم ان نبضات قلبها سريعة، عمل كل الفحوصات الأولية وهي بتحاول طول الوقت تبص لبعيد هربا من عينيه، خلاها تقعد وبيحط السماعة على ظهرها وبعدها بصلها والاتنين في مستوى بعض وهما قاعدين، مسك وشها بايديه الاتنين وبص لعينيها فاتوترت ومش عارفة ليه ماسكها كده؟ عينيهم اتقابلت بس للأسف عينيها مشوشرة والرؤية باهتة قدامها واتمنت لو هي سليمة تقدر تقرأ عينيه كويس بس سمعته بيقول: هنعمل أشعة دلوقتي ونعرف عينيكي مالها ودماغك مالها؟ اتفقنا؟

حركت راسها توافقه وهو ساب وشها اللي كان لازم يمسكه عشان يثبته ويقدر يدقق النظر في عينيها ويشوف حركتها لانها مش بتبطل حركة أو انها تبعد وشها عنه؟
وقف وبصلهم: هنروح أوضة الأشعة.
وقفوا كلهم فبصلهم: الدنيا هتكون زحمة عند الأشعة ومش هينفع حد يدخل معاها فايه رأيكم تفضلوا مرتاحين هنا بعيدا عن الزحمة وتقعدوا معززين؟ هناك مش هتلاقوا مكان تقعدوا فيه.

أبوها وأمها بصولها فوافقته لأول مرة: خليكم هنا استنوني أفضل.
لبست نظارتها وحست انها دايخة شوية والدنيا بدأت تلف بيها بس كابرت وبصتله: يلا.
لاحظ انها اتغيرت شوية: انتي كويسة؟
هزت راسها بتأكيد وبعدها سألته: فين الأشعة؟ وهنطول؟
بصلها بتفكير: هنطول معرفش على حسب الدنيا هناك، مكانها في المبنى التاني اللي جنبنا في الدور الأرضي، أكيد عارفينه؟
أبوها جاوبه: اه عارفينه بس لو زحمة هتستنى دور ولا ايه؟

ابتسم: لا مش هستنى بس لو في طبعا مريض مش هنقومه من الجهاز أكيد – بصلها- يلا؟
أمها مسكت ايدها: آجي معاكي؟
بسمة ابتسمت لأمها: لا مالوش لازمة خليكي مع بابا.
خرجوا مع بعض وهي ماشية جنبه بصمت بس الدنيا بتلف بيها أكتر وأكتر مع كل خطوة وحست انها هتقع أو وقعت بالفعل هي مش عارفة.

نادر حس بيها خطواتها مش مظبوطة ومش بترد عليه وعرف انها مش طبيعية وقبل ما تقع كان ماسكها، وقعت بين ايديه، بص حواليه مش عارف يوديها فين؟ ولا يرجع بيها مكتبه ولا يعمل ايه؟ وبرضه مش عايزها تقع على الأرض، شالها وزق أقرب باب برجله وحمد ربنا انها أوضة فاضية، حطها على السرير وحس جواه بخوف عليها، خوف ماحسهوش مع أي مريض قبل كده نهائي، خوف مبهم مش عارف سببه بس كل اللي عارفه انه متوتر وقلبه بيدق بسرعة وعايزها تفتح عينيها وتفوق تكلمه.

كلمها بخوف: بسمة افتحي عينيكي كلميني بدأت تحرك راسها وهو قلعها النظارة اللي على وشها – كلميني انطقي.
فتحت عينيها وحست بنظرة صافية في عينيه، حست انها شايفاه بجد بدون الغمامة اللي على عينيها، حست انها بتحلم أو يمكن هي بتحلم فعلا بالدكتور الوسيم اللي هيكون فارسها ومنقذها، يمكن هي مش في وعيها وكل ده جوا دماغها هي! ,
مدت ايدها حطتها على وشه وابتسمت بتشتت: انت بجد ولا انت حلم؟

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه مشرحة الجن (كامله)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى