هبط كلا من بثينه ويحيي لفض الاشتباك بين غصون وغيث حتي لا يعلم بهم الحاج غالب ويتخذ قرارا تعسفيا ضد غصون …اخذ يحيي غيث ليهدئه واخذت بثينه اختها ضحي وصعدت الي غرفتها حتي تبعدها عن شر غصون …جلست بثينه واجلست ضحي بجوارها وسألتها بحنق
=ايه اللي نزلك تحت…احنا مش اتفقنا نبعد عنها الفترة دي …ولا انت خلاص مش مستحمله تصبرى وعايزة تطلعي غل السنين عليها بسرعه؟
تحدثت ضحي بغضب
=ايوة معدش عندي صبر …عايزة اخد حقي وحق ابني باسرع وقت …كفايه عليا اترملت بدرى بسببها.
بثينه بقوة
=انتي مش لوحدك اللي عايزة تخلصي تارك منها …كلنا عايزين حقنا …بس لازم كلنا نصبر ونمشي ورا توجيهات الحاج غالب لكن عصبيتك عليها دي هتودينا في داهيه كلنا.
ظهرت علي ضحي ملامح الاستياء قائله
=انا صبرت كتير يا بثينه …وهي عماله تقوى وانا بضعف …وحاسه ان الحاج غالب بيلعب بينا كلنا بس لصالح مين مش قادرة احكم ومش عارفه هو في صف مين.
غضبت بثينه من تفكير ضحي وعنفتها بشده قائله
=مش ممكن تكون الوساوس وصلت بيكي للمرحله دي …ده عمك قبل ما يكون حماكي يا ضحي …واكيد هو في صفك وصف ابنك لانه حفيده.
اطلقت ضحي تنهيده طويله وقالت
=وغصون برضه بناتها يبقوا احفاده…وطردني انا زمان رغم انه عارف بشرفي وسابها هي رغم انه عارف قذارتها …يبقي ليا حق اشك فيه ولا لا.
بثينه بغضب
=زمان غير دلوقتي …زمان كان خايف علي بنته وعلي بيتها ليتهد…لكن بعد ما يحيي قاله علي سر ساميه اللي بقاله خمس وعشرين سنه فمعدش فارق بالنسبه ليه بيت بنته.
في اثناء حديثهم طرقت بابهم ساميه ولكن من شده عنف حديثهم لم يستمعوا الي طرقات الباب مما دفعها الي الدخول واستمعت الي جمله بثينه الاخيرة وهي معرفه والدها بسرها مع ضياء فتنحنحت حتي ينتبهوا اليها …مما اصابهم الذعر عندما وجدوها وابتلعوا ريقهم خوفا ان تكون سمعتهم…تقدمت اليهم بهدوء وجلست معهم قائله بهدوئها وترقبها
=بابا عرف امتي بموضوعي…علي فكرة انا دخلت هنا من اول ما اتكلمتي يا بثينه …ممكن اعرف رده فعل بابا لما عرف بموضوعي كانت ازاي.
اشاحت بثينه بوجهها الي الجانب الاخر وهتفت بارتباك قائله
=عرف قريب…ولما عرف كان ناوى يطلقك منه …بس لما شافك سعيده معاه مرضاش يدخل بس للاسف جوزك مش ده غلطه الوحيد جوزك له غلطات كتير ولازم يدفع تمنها.
شفقت ضحي علي وضع ساميه ووضعت يدها علي كتفها تربت عليه بحنان ودفء قائله
=متزعليش يا ساميه …اجلا او عاجلا كان هيعرف …وبعدين انتي زمان مغلطيش انتي اضحك عليكي وده شئ وارد ممكن يحصل لاي واحده في طيبتك.
ابتسمت ساميه ابتسامه باهته وقالت
=انا مش زعلانه …بالعكس انا ارتحت ان بابا عرف …انا طول السنين دي مستحمله ضياء علشان بابا ميعرفش واخيرا عرف وانزاح الهم من علي اكتافي.
هنا خشت بثينه علي يحيي حيث ان ساميه حب عمر يحيي وجوازة ببثينه كان تقليديا بحتا وكان بعد جواز ساميه بضياء يعني انه زواج سد خانه …خشت بثينه ان بعد طلاق ساميه من ضياء يميل نحوها يحيي مرة اخرى ويجعلها زوجه اخرى له عليها …فجزت علي اسنانها موجهه حديثها الي ساميه قائله
=ما انزاحش الهم ولا حاجه …انتي المفروض تفضلي علي ذمته لغايه ما كلنا نأخد حقنا منه…وبعدها عمي غالب هو اللي يقرر تطلقي منه ولا لا.
هنا فهمت ضحي بثينه وفهمت مخاوفها تجاه ساميه …واستاءت لتفكيرها العقيم …نعم يحيي تزوج من بثينه زواج تقليدي ولكن بعد مرور سنوات من زواجهم وكان يجلس مع ضحي واقسم لها انه لو رجع به الزمان سيتمني بثينه بخفه دمها المعهوده …ولكن بلا جدوى فتفكيرها سطحي للغايه …زفرت ضحي بحنق وقالت
=هتطلق منه يا بثينه …وقريب كمان …اعتقد ان ساميه زهدت الجواز …هي اللي تتجوز ضياء ده يجيلها نفس تبص لصنف الرجاله تاني .
ساميه بتألم لما يحدث لها
=ياريت النهارده قبل بكره…انا اللي صعبان عليا في كل ده …وديعه …شادي مش مشكله مش هتفرق بالنسبه له ويمكن ده احسنله انه يعرف ابوه علي حقيقته وميطلعش زيه ولا يطبع بطباعه…اما وديعه فهي اسمي علي مسمي …انا واثقه انها مش هتستحمل هتنهار .
وكأن ابن الحلال عند ذكره بيبان طرقت الباب وديعه واستأذنت بالدخول لهم لانها بحثت عن والدتها واخبرتها الخادمه انها بغرفه ضحي ففرحت كثيرا حيث انها تعشق ضحي لانها والده غيث…دلفت وديعه وجلست بجوار ضحي مما جعل ضحي تبتسم ابتسامه خفيفه علي حركات وديعه الصريحه والغير مغلفه مثل غيرها …فنظرت لها ساميه وقالت
=عرفتي منين ان انا هنا يا وديعه…وبعدين جيتي ليه من الشغل بدرى …مش قلتيلي راحه لحمزة العياده النهارده.
تحدثت وديعه برقه
=الداده قالتلي انك هنا يا ماما …وبعدين انا مش هشتغل مع حمزة تاني …ده بيقعد يغلز عليا ويشتغلني كتير.
ضحكت بثينه كثيرا حيث انها لم تتمالك نفسها وقالت من بين ضحكاتها.
=مش ممكن يا حمزة …ايوه بقي الواد طالعلي …ميشوفش حد الا لما يعلم عليه.
تضايقت وديعه كثيرا وقالت
=انا هقول لجدي …علشان ميبقاش يخليني اشتغل معاه …ده بيقولي اعتبريني مجنون وعالجيني واخبطي رأسي بالنجفه.
ضحكت ضحي هي الاخرى وقالت
=مخبطيهوش ليه ها…كنتي اخبطيه …يمكن فعلا يعقل والله حمزة مش ممكن.
زفرت وديعه بحنق وقالت
=طب والله لارجع الشغل تاني …واخبطه في رأسه …واللي يحصل يحصل بقا ما هو جنان بجنان.
بثينه بتفاخر بابنها قائله
=هو ده ابني حمزة …لما بيحب حد بيحاول بمختلف الطرق يوصل لقلبه …حتي لو كان الطريق ده طريق كله مقالب …يارب بس البعيد يفهم
بعد ما حدث بين قمر ووالدتها ودفاع غيث المستميت عنها ظلت تفكر في غيث وفي طريقته واسلوبه …لماذا يتقرب منها كثيرا …لماذا سألها عن شادي وعن حبه وزواجه …لماذا عرض عليها الحب والزواج … ظلت هذه الاساله تعصف بها ولم تجد لها اجابه فاضطرت الي الذهاب الي وديعه لتسألها عن حاله غيث المرضيه وفيم يفكر وكيفيه علاجه حتي تجد اجابه لاسألتها الكثيرة …دلفت غرفه وديعه فرحبت الاخرى بها وصافحتها بيديها وجلست لتسألها بشغف
=مش انتي برضه متابعه حاله غيث مع الدكتور حمزة …عايزاكي تفيديني شويه …اصل في امور غريبه كده انا شايفاها من غيث ومستغرباها.
ارتبكت وديعه من حديث قمر لان حمزة اوصاها الا تبوح بأمر علاج غيث لاي مخلوق حتي والدتها لان قد يؤثر بالسلب علي علاجه تحدثت وديعه بهدوء مصتنع قائله
=طب بتسأليني انا ليه …اسألي الدكتور حمزة …انا طلعت ولا نزلت مجرد مرشده نفسيه مش دكتورة.
قمر بتعب تنهدت وقالت
=بس انتي بتساهمي في علاجه …ولا حمزة محذرك متقوليش لحد حاجه …لو كده عرفيني بدل ما اتعب نفسي معاكي اكتر من انا تعبانه.
وديعه بلطف
=اسألي حمزة احسن …انا كمان مش فاهمه غيث زيك …ساعات بحس انه اعقل مني ومنك وساعات بحس انه مش بيفهم زينا وامره يحير.
نهضت قمر من مكانها وشكرت وديعه كثيرا وعزمت امرها الذهاب الي حمزة للاستفسار منه عن حاله غيث لعله يريحها …اثناء بحثها عنه وجدت غيث يجلس في الحديقه شاردا ومهموما وحزينا …تطلعت اليه والي ملامحه الوسيمه وتذكرت طفولتها معه وكم كانت تعشقه وكيف كان يعشقها …ايعقل ان عقله ما زال محتفظ بهذا العشق …تعثرت قدمها في اصيصه الزرع التي تقف بجانبها فانتبه غيث علي وجودها …ثم نظر لها وانشرح صدره لوجودها قائلا
=ششششوفففتييي ياااا قمممررر ….اننننا داااافعععت عنننك ازززاي….انننا بخخخاف علللليكيي ياااقممر كتتتير.
ذهبت اليه وامسكته من يده قائله
=انا عاوزة اعرف …ليه ايدك الحلوة دي تمسك والدتي بالشكل المرعب ده …ينفع كده يا غيث مش خايف لازعل منك تاني.
تحدث غيث بتوتر قائلا
=كككنتتتت خااييف عللييككيي ياااا قمممر….هييي وحححشه ومممش بتتتحبككك…كااانتتت عااايزززة تضضضربككك زززى ممما ضرربتتتنييي زمممان.
جحظت عين قمر وتبلمت فور سماعها بضرب امها لغيث ايعقل انها بعد الحادث صفعته …لا لا يعقل ..كيف لها ان تفعل ذلك وهو بهذه الحاله…تحدثت بقلق قائله
=وماما ضربتك امتي يا غيث …وليه ضربتك…ولما ضربتك ليه ماقولتش لجدي.
ارتجف غيث وتذكر جيدا ما حدث له من غصون بعد الحادث وصفعها له عندما كان وحيدا في المستشفي اثناء تشييع جنازة والده فاضطرب قائلا
=اااناااا كككنتتتت لوووحدددي فففي الللمسسستشششفيييي ….جتتتت وووفضضضلتتت تضضضربببنييي بالاقققلااام ….لخخد مااا وقققعت ودوخختتت ….قالتتتت وااانا ننننايييم كككااان لااازززم تتتتموووت مممعاااهم بببسس هددددخللللك السسسجججن عععلشششاانن انتتتت قتتتتلتتتهممممم .
انتفضت قمر لما سمعته وتخشبت وهتفت بقلق قائله
=انت كنت لوحدك في المستشفي لما كان بابايا وباباك بيدفنوا …معقول تكون ماما ماحضرتش دفنه بابا …علشان كده منعتني احضرها انا وهمس.
بكي غيث لتذكره للماضي وشهق كثيرا وقال من بين شهقاته المتقطعه
=اااناااا مقققتلتهههمشششش واااللله….عععممييي الللي كككاانن سااايق ….والعععربيييههه كاانت بااااايظظظه صصدقققينيي يااااقمممر.
قمر بشده
=استنيت كتير علشان اعرف مين السبب في موت بابا …بس الظاهر انه أن الاوان كل الحقيقه لازم تبان …مبقاش قمر الشريف اما انتقمت من اي حد يتيمني انا واختي.
اعطاها غيث ظهره وهم بالرحيل عنها قائلا
=ااااناااا راااايححح اننااام…ااانااا ضضضعييف….مبعرررفششش انتتتتقققم زيييك ياااقمررر.
هاجت قمر اصر سماعها انه ضعيف فجذبته من ذراعها وقربته اليها قائله
=ارجع …انت مش ضعيف …انت غيث الشريف الراجل القوى اللي يقدر يجيب حقه وحق بنات عمه …فاهمني يا غيث خلاص مفيش تراجع ولا استسلام بعد النهارده.
تحدث غيث ببكاء ودموع قائلا
=لاااااا ياااا قمرررررر ….انااااا مشششش هقدرررررر لوووحديييي …..انتتتي لاااازم تساااااعدينييييي.
شعرت قمر بغصه في حلقها من طلب لمساعدتها فاسرعت قائله
=والله يا غيث ما هسيبك …وهساعدك …وهنجيب حقنا سوا حتي لو كان من مين .
سألها غيث بلطف قائلا
=قممممررر ….هتتتحبييينييي زىىىى ماااا بحبببك ….,هتتتتجوووزينييي .
احست قمر ان الهواء لم يعد موجودا في محيطها فتنهدت بصعوبه وقالت
=غيث انا حاليا معنديش وقت احب حد …حتي الجواز مأجلاه لحد ما اعرف مين اللي قتل بابا وعمي.
غيث بكلمات متقطعه
=قمررررر ……اناااا بححححبكككك اوووىىىى….عللللشاااان خااااطررى حبيييينيييي زىى ماااا بحبببك.
مسحت قمر علي وجهها وقالت
=بس يا غيث …الفترة اللي انت مكنتش فيها موجود حصلت حاجات كتير …تمنعني اني احب واتجوز .
نظر لها غيث بلوم وعتب وصمت قليلا ثم استدار بظهره من جديد وقال لها
=اااناااا هرررروححح انااام……مششش ععاااايززز اعرررف اييه الللي حصصصل واناا مششش مووووجووود …انتتتيي حررة.
تحدثت قمر بنبرة منخفضه هو وحده الذي سمعها وهي تقول
=لا يا غيث ماتمشيش …ماتصعبش عليا الدنيا …اكتر ما هي صعبه ياريتك تفهمني .
التفت اليها ومد يده اليها ليعلمها انه سمعها جيدا ثم قال لها
=ااانتتتي قلللتتتي هتسسساعددينيي ….انننا كمااان هااااساااعددك ……بسسس حبييينيي ياااا قمرر.
ودت قمر ان تكون بينها وبينه مسافه لتركض اليه وتحتضنه ولا تعرف لما هذا الشعور يتسرب اليها فتحدثت اليه قائله
=انا اوعدك يا غيث اني هفضل معاك طول العمر …مهما اختلفت المسميات بينا …سواء كنت بنت عمك او اختك او حبيبتك المهم اني هفضل علي طول جمبك.
عقد غيث حاجبيه بعبس وتذمر مثل الاطفال قائلا
=لاااا…..لازززم تكككونيييي حبيييبتتيي ومراااتييي….اننتتيي مششش اخخختييي انتتتييي حبيييبتييي,
فشلت محاولات قمر معه لاقناعه بعدم حبها او الزواج منها فحاولت تغير الموضوع قائله
=الاول نساعد بعض …ونعرف مين اللي قتل بابا وعمي …ونننتقم منه احنا الاتنين .
احس غيث بمرواغتها وقلبها للموضوع وهذا اتعبه اكثر فتحدث بصعوبه اكثر قائلا
=انااااا بحببببككك يااااااقمممممرررر ….وعاااايز اتجووووزكككك ….انتييييي مووووافقهههه .
تركته قمر وذهبت لتجلس علي مقعد قريب منه ووضعت يديها علي وجهها قائله بضعف
=روح نام يا غيث …وسيبني لوحدي …وبكره نتكلم في الموضوع ده علي رواقه تصبح علي خير.
امتثل غيث لطلب قمر وصعد الي غرفته يتأكله الحزن لانها لم تريج قلبه …ظل ينظر لها من نافذة غرفته الي ان حل عليه التعب واستسلم الي سلطان النوم ونام علي الاريكه المطله علي الحديقه …كانت عيون غصون تتابع الموقف من اوله الي اخره …وظلت تراقب ابنتها وحيرتها الي ان وجدت ان قمر غفت علي الارجوحه …سرعان ما اتصلت بضياء قائله بلهفه
=ابنك جاهز يا ضياء …اظن مفيش احسن من الفرصه دي …هي في الجنينه الوقتي ونايمه علي المرجحيه ابنك يرش علي وشها اسبراي علشان ماتفوقش.
ابتسم ضياء بمكر وقال
=حبيبتي يا غصون …ربع ساعه وشادي هيكون في الفيلا …اهم حاجه امني له المكان كويس علشان مانتكشفش احنا التلاته.
هبطت غصون وهي ما زالت تحادث ضياء تتلفت يمينا ويسارا بخوف لا تجد احد قائله لضياء
=كله تمام …بس خليه يجي بسرعه قبل ما حد يصحي …وحسك عينك يا ضياء يلمسها انا عايزاها بس تحس ان مفيش قدامها غير شادي علشان تتجوزه.
ضياء بخبث
=انا اصلي خلفت معاكي وعدي يا غصون …انتي الوحيده اللي صادق معاها طول عمرى …ماتخفيش هرجعهالك صاغ سليم زى ما اتفقنا.
زفرت غصون بقسوة
=ماشي انجز بقا …مش وقت كلام كتير …انا هقفل ربع ساعه ويكون شادي هنا وماتعرفوش اني عارفه علشان ميبقاش منظرى وحش قدامه.
اغلق ضياء هاتفه وذهب مسرعا الي شادي قائلا بانشراح صدر
=انا عندي ليك خبر بمليون جنيه …قمر نايم في الجنينه دلوقتي …يالا بسرعه روح نفذ انتقامك منها وريح قلبك وقلبي انا كمان.
شادي بتوتر
=مش وقت هزار يا بابا …انا لو رحت هناك وحد شافني هيكون اخر يوم في عمرى …لازم تكون برا البيت علشان اعرف اخد حقي منها.
تحدث ضياء رافضا لكلام شادي قائلا
=كلامي واضح دي فرصتنا الاخيرة …يالا بلاش عبط قوم بسرعه …روح رش علي وشها مخدر واطلع علي شقه العجوزة ويا سيدي لو خايف بلاش تلمسها.
زفرشادي حانقا وقال
=امنت لي.االدنيا هناك …ولا هروح الاقي نفسي اتمسكت من اول لحظه …حاكم انا عارف حظي.
ضياء بخبث
=كله تمام …قوم انت بس مضيعش وقت…عايزين علي الصبح يكون كله تمام.
امتثل شادي لاوامر والده وذهب الي الفيلا مسرعا راءها غافيه علي مقعدها اخر من جيبه علبه المخدر ولكنه اشتم رائحتها وجد انه وضع لها مخدر من ذي قبل هنا علم انه يوجد مساعد في هذه الفيلا لأبيه ومن الطبيعي انها ستكون غصون كيف لتلك المرأة ان تبيع ابنتها بهذه السهوله الا تخشي عليها …ابتسم بسخريه وحملها علي كتفه وخرج بها من الفيلا مسرعه ووضعها في السيارة ورحل بها …شاهدت غصون كل ما يحدث وزفرت بارتياح وصعدت الي غرفتها لتنام …غافله عن اعين همس التي رأت شادي منذ لحظه حمل قمر واخذها من الفيلا …اسرعت همس الي غرفه جدها لتعلمه بما يحدث …دلفت همس غرفه جدها وجدته مستيقظا ينظر اليها بجمود قائلا
=خير يا همس …شفتي كابوس ولا حاجه …ولا تعبانه اجيبلك دكتور .
همس بخوف
=انا يا جدو شفت شادي خطف قمر…قلت اجي اقولك بسرعه علشان تلحقها …وكنت مفكراك نايم.
غالب بقوة
=مش نايم…انا صاحي ومصحصح لكل واحد فيكم…وعارف كل واحد بيعمل ايه كويس.
احست همس ببروده تعصف جسمها وتحدثت الي جدها قائله بارتباك
=انا عارفه شادي خطف همس ليه …علشان يحطها قدام الامر الواقع …وتبطل عناد وتتجوزه.
اعطاها الحاج غالب ظهره قائلا
=مش فاهمك يا همس …انتي خايفه علي اختك …ولا خايفه علي شادي ليروح من ايديكي ويتجوز قمر.
ادمعت عيون همس وهزت برأسها رافضه لاتهام جدها وقالت
=لا يا جدو انا خايفه علي قمر …ارجوك يا جدو الحقها بسرعه…قمر لو اتكسرت ممكن تروح فيها.
سال غالب همس
=عرفتي حد تاني الموضوع ده …ولا جيتيلي انا الاول …اتكلمي.
ابتسمت همس ابتسامه باهته وقالت
=حد حد مين يا جدو …احنا ملناش حد بعد بابا الله يرحمه الا انت …حتي ماما عمرها ما اهتمت بينا زيك .
التفت الحاج غالب لها وتحدث بجمود قائلا
=تمام يا همس …يبقي مش عايز حد يعرف عن الموضوع ده حاجه …واطمني انا كنت مجهز نفسي للموضوع ده واختك هترجع في خلال ساعه وشادي مش هيقدر يلمسها روحي انتي نامي واستني الصبح وشوفي جدك هيعمل ايه.
نظرت همس الي جدها نظرات حيرة ووجدت انه لا فائده من وجودها فذهبت الي غرفتها ولكن ما زالت يتأكلها القلق علي اختها
تأثير المخدر الذي اعطته غصون لقمر مدته ساعه حتي تستفيق قمر بعدها…استيقظت قمر تضع يدها علي رأسها تفركها من الصداع الذي يعصف بها ناظرة الي ارجاء الغرفه بتشويش فهي ليست غرفتها …نظرت امامها وجدت مراءه يطل منظرها منها وجدت نفسها مبعثرة الشعر ويوجد علي وجها اثار مكياج ملطشه …نظرت الي كنزتها وجدتها مفتوحه الي مقدمه سرتها …جحظت عينها من المنظر لتنهض مفزوعه لتجد بقعه من اللون الاحمر اسفل نومتها …صرخت قمر صرخه هزت أرجاء المكان وهرولت مسرعه من الغرفه لتجد شادي مواليها ظهره…صرخت بكل قوتها فيه قائله
=مش ممكن …مستحيل …انت عملت فيا ايه يا جبان يا خاين .
التفت اليها قائلا بأسف مصطنع
=انا اسف يا حبيبتي …سامحيني…بس انتي ما تركتيش ليا مجال للتفاهم …وانا متعودتش اسيب حاجه كنت ناوى املكها …كده هتروحي زى الشاطرة لجدك وتطلبي منه جوازنا.
ابتعدت عنه قائله
=مش هيحصل …اموت ولا اني احط رأسي جدي في الطين …انا كمان متعودتش ابقي مغصوبه علي حد خصوصا لو كان الحد ده حقير زيك.
ابتسم شادي وقال
=احسنلك تقوليله انتي …قبل ما يجوزك غيث الاهبل وحقيقتك تبان …وبعدين انا اولي من الاهبل وكده ولا كده اكيد جدك هيعرف بعلاقتنا دي.
في صباح اليوم التالي استيقظ الحاج غالب مبكرا …بالاساس لم ينم ليلته قلقا علي حفيدته …وبالرغم من ذلك لم يتصرف حيال هذا المخطط لانه ظن انه مخطط فاشل مثل مخطط ضياء من ذي قبل عندما اوهم ساميه انه اغتصبها …هبطت في نلك الاثناء ضحي وقررت الاعتذار له عن سوء معاملتها له منذ لحظه رجوعها وعن سوء الظن الذي استعملته معه تنحنحت قليلا حتي يفيق من شروده …فانتبه عليها ونظر اليها نظرة متفحصه قائلا بكبرياء
=عايزة تقولي ايه يا مرات ابني…عندك اتهام جديد ليا …ولا قررتي تنتقمي مني.
ضحي تلوم نفسها وتحدثت بأسف قائله
=انا اسفه يا عمي…سامحيني …انا صعبت عليا نفسي وحضرتك عارف اني مظلومه ومع ذلك مشتني من هنا وسايب اللي بيغلط قاعد عادي ومبرطع واخد حقه.
نهض الحاج غالب وتحدث اليها بعنجهيه قائلا
=انا مش مسامحك يا ضحي وانتي بالذات …انتي اكتر واحده المفروض كنتي تفهميني …مش تثورى وتبقي زى الطور الهايج اللي بيفقد حقوقه في لحظه.
ذهلت ضحي من تصريح الحاج غالب بعدم مسامحتها وتحدثت بارتباك قائله
=ايه …مش هتسامحني …يعني انا لو بنتك وعملت معاك كده برضه مش هتسامحني.
صرخ الحاج غالب في وجهها قائلا
=قلتي بنتك …وانا من امتي معاملتكيش زى بنتي …علشانك وعلشان بنتي بعدتك بدل ما كنتي انتي وبنتي تقعوا في بعض فهمتيني يا بنتي؟
ضحي بالحاح
=خلاص يا عمي …بلاش يا عمي خلاص يا ابويا …حضرتك اللي ربتني بعد موت بابا الله يرحمه وانت الوحيد اللي شاهد علي حبي لغازى وانه بعد مامات حسيت بكسرتي وانا خارجه من البيت اللي شهد علي طفولتي وحبي .
نظر لها الحاج غالب قائلا بعطف
=خلاص يا ضحي …انا مسامحك …بس عارفه يا ضحي لو اي قرار اتخذته يخصك او يخص ابنك وانتي اعترضتي هعمل فيكي ايه …هرجعك مطرح ما كنتي ولوحدك من غير ابنك.
صدمت ضحي من قرار الحاج غالب حيث انها كانت ستتحدث معه في امر زواج غيث من قمر وانها رافضه لقمر لانها ابنه غصون وتخشي علي غيث منها…فابتلعت ريقها بتوتر قائلا
=معني ايه الكلام ده …يعني ممنوع عليا ارفض جوازة ابني …واستسلم واحط جزمه في زورى واسكت …طب ازاي مش ده ابني برضه.
غالب بغضب
=بالظبط الله ينور عليكي …زى ما انتي قلتيها الوقتي …تسكتي وتصبرى …لان انا بس اللي اعرف الصح من الغلط …مش معني اني سكت السنين اللي فاتت يبقي كبرت وخرفت يا هانم.
هزت ضحي رأسها بضعف وقالت
=اللي تشوفه يا عمي …انا معاك للاخر.
في سيارة شادي كانت قمر تضع رأسها علي باب السيارة تنتحب مما حدث لها …نظر لها شادي بجمود وقال
=عرفتي هتقولي ايه لجدي اول ما تروحي …ولا تحبي اقوله انا …انا معنديش مانع دي حقيقه ولازم تبان للكل .
قمر من بين شهقاتها
=ارجوك يا شادي سيبني في حالي …وانا اوعدك مش هتجوز حد …بس ماتحكيش لحد عن اللي حصل ده وخصوصا مامي.
انتفض شادي بغضب كيف لها ان تخاف علي مشاعر امها لهذه الدرجه الا تعلم ان هذه الحاله التي وصلت اليها كانت بسبب امها وتلاعبها وعشقها للجاه والثروة ولكن مهلا فسوف يأتي اليوم الذي تفهم فيه حقيقه امها جيدا…وصلا الي باب الفيلا فتحدث اليها بغضب قائلا
=انزلي وصلنا …لو حابه تظبطي شكلي علشان تأجلي كلام في الموضوع ده عندك مرايه التابلوه …مع اني شايف ان خير البر عاجله ليحصل حمل ولا حاجه.
نظرت اليه بصدمه وتحدثت بتوتر قائله
=ايه حمل …يا مصيبتي السوده …ربنا ينتقم منك يا شيخ دمرتني روح منك لله.
هبطت من السيارة مسرعه ودخلت من باب الفيلا غافله عن الاعين التي تنتظرها من وراء نافذه الغرفه .
رواية اثبات ملكيه الحلقه العاشره