دلفت قمر الي الفيلا ولم تجد احد في بهوها فتنهدت وحمدت ربها وصعدت الي غرفتها مسرعه قابلتها والداتها في الممر فتصنعت الانزعاج من منظرها…ونظرت لها بمنتهي الاشمئزاز…لدرجه ان قمر اخفضت وجهها وهي محرجه منها وهي تقول
=ماما انا تعبانه جدا …وعايز اتكلم معاكي …بس اوعديني انك مش هتزعلي مني.
كانت رده فعل غصون كلها تصنع في البدايه سحبتها ودلفت غرفه قمر واجلستها علي الفراش ثم ذهبت الي الجانب الاخر لتضع ساق فوق ساق تهزهم بغرور قائله
=الوقتي بقيت ماما …نسيتي عملتي فيا ايه امبارح ورفعتي صوتك عليا ازاي …ولولا غيث الاهبل كان زماني علمتك الادب …اووووه سورى يا قمر ممنوع اقول عليه الاهبل.
ردت قمر عليها بوجع قائله
=اسفه يا ماما …بس علشان خاطرى ساعديني …ده اكتر وقت انا محتاجالك فيه ارجوكي.
تحدثت غصون بانشراح في صدرها وشماته قائله
=لا معلش …انتي ممكن تروحي لجدك او لعمتك ساميه او لغيث اولامه معدتش تفرق عندي …انا من اللحظه اللي وقفتي فيها في وشي نسيت اني خلفتك اصلا.
رفعت قمر انظارها الي والداتها قائله بألم
=انتي طول عمرك بتتخلي عني …عمرك ما كنتي ليا ام ولا لاختي كمان …وفي الوقت اللي احتاجتك فيه بجد في موضوع مينفعش حد يعرفه الا انتي بتتخلي عني؟
غصون بقسوة
=مش هتخلي عنك …بس هعرفك بس ان انتي في الحاله دي لجأتيلي انا مش ليهم …ومن الساعه دي هتكوني تبعي انا وبس.
صرخت قمر في وجه امها قائله
=انتي ايه …انتي استحاله تكوني امي …استحاله اصلا تكوني ام …في الوقت اللي انا محتاجالك فيه بتساوميني وانا اللي كنت خايفه احكيلك.
تضايقت غصون من اتهام قمر بأنها ليست بأم ولا تتصف باي صفه من صفات الامومه فردت عليها قائله
=خايفه مني ليه يا حبيبتي …للدرجه دي انا بخوف …ولا قالولك عليا الساحرة الشريرة مثلا.
كادت قمر ان ترد عليهم الا انها وجدت الباب يطرق لتدلف عمتها ساميه قائله
=قمر حبيبتي …جدك النهارده مصمم ان كلنا نتغدي مع بعض …علشان في حاجه مهمه وقرار مهم هيقوله النهارده بعد الغدا
لم يأتيها الرد فاندهشت الي منظر قمر وفوضاويتها وعيونها الحمراء والي حاله غصون الصارمه فسألتهم بقلق
=هو في ايه مالكم متسمرين كده ليه …هو فيه حاجه لا سمح الله حصلت…في ايه يا قمر.
ردت عليها قمر قائله وهي تنظر الي عيون غصون بقسوة قائله
=ابدا يا ماما مفيش حاجه …انا بس تعبانه …وماما غصون بتاعتبني علي موقفي امبارح.
نظرت لها غصون بقوة وقالت
=ماما …بقي هي ماما تمام …اظن بقا تخلي ماما تعرف المصيبه اللي انتي فيها يمكن تقدر تحلها لك …مع اني حاكمه علي حلها بالفشل من دلوقتي .
تحدثت قمر بارتباك قائله
=لا …مش هينفع …وبعدين انا قلتلها يا ماما علشان هيا مربياني مع اولادها.
ردت غصون بخبث قائله
=ونعم التربيه الصراحه …ويا ترى يا ساميه كنتي بتربيهم ازاي …يا ختي علشان اتعلم منك اصل احتمال يكون عندي احفاد قريب.
نظرت ساميه الي غصون باشمئزاز ثم حولت انظارها الي قمر قائله
=قمر قوليلي مالك …وانا ان شاء الله هحللك مشكلتك ايا ان كانت …خليكي واثقه في ربنا وفيا يا حبيبتي.
هنا ادركت غصون ان قمر في لحظه سوف تنهاروتحكي لعمتها كل شئ ومن الممكن ان عمتها تنفي لها هذه اللعبه لانه مثل المخطط الذي وقعت فيه عمتها من ذي قبل…فصرخت غصون في وجه قمر قائله
=تعرفي لو قلتيلها علي حاجه قبل ما تقوليلي هيحصل فيكي ايه …هتبرى منك يا قمر …دي عمتك ها عمرها ما هتكون امك فاهماني.
اندهشت ساميه من كلام غصون وتغيرها في لحظه من دقائق كانت تطلب من قمر مساعده ساميه وها هي الان ترفض تلك المساعده يبدو ان الامر كبير .ردت ساميه قائله
=ليه يا عني يا غصون …ما يمكن الامر سهل بالنسبه ليا وصعب عليكي …واقدر احله زى ما بحل مواقف كتير انتي مبتعرفيش عنها حاجه.
غصون بخبث
=شايلينك لوقت عوزة …انا متأكده ان الموقف اللي هتحكيه قمر مينفعش انتي بالذات تحليه …ولا ايه يا قمر.
تخشبت قمر في مكانها وحدثت نفسها ايعقل ان تكون امها تعلم بما حدث لها وكيف لا لانه حتي شادي لم يكترث الي امر امها هذه المرة .
نظرت قمر الي امها نظرة حيرة وقالت
=يعني يا ماما لو قلتلك حصل ايه هتصدقيني …وهتشوفيلي حل …ومش هتظلميني ولا هتيجي عليا.
ابتسمت غصون وقالت
=طبعا يا حبيبه ماما …وانا ليا غيرك انتي واختك …بس الاول قولي لعمتك تخرج علشان نبقي علي راحتنا في الكلام.
نظرت لها ساميه باستحقار قائله
للدرجه دي يا غصون بتكرهيني …علشان بناتك بيحبوني …ماشي يا غصون …قمر يا بنتي انا خارجه ولو احتاجتيني انا تحت امرك في اي وقت.
اتجهت قمر صوب ساميه وامسكتها من يدها قائله بوجع
=لا يا ماما ساميه …الموضوع يخصك …ويخص اكتر شادي ابنك.
وضعت ساميه يدها علي وجه قمر قائله بحنان
=ابني ماله يا قمر …عمل فيكي حاجه …ضايقك مثلا كالعاده.
مسكت غصون قمر من ذراعها واوقفتها خلفها قائله
=اسكتي يا قمر …متتكلميش …وانتي يا ساميه اطلعي برا ما تتدخليش بيني وبين بنتي…لاحسن هقول لضياء وهو هيعرف شغله معاكي.
صرخت ساميه في وجه غصون قائله
=لا هتقول …وانا لا بخاف من ضياء ولا منك …طالما الموضوع يخص ابني لازم اعرفه.
اغتاظت غصون من ساميه فقالت
=ليه تعرفيه …وبعدين ابنك ده اصلا ميعتبرش ابنك …ده هيبقي جوز بنتي يعني ابني انا مش ابنك واي حاجه تخصه هو وقمر تبقا تبعي انا .
انهارت قمر علي ركبتيها قائله
=اللي انتي معتبراه ابنك يا مدام غصون …اغتصب اغلي ما املك …وهددني لو ما اتجوزتوش …هيفضحني جوه العيله وبره العيله
اتسعت حدقه عين ساميه اما عن غصون ابتسمت ابتسامه خافته حتي لا تلاحظ قمر وكادت تنهضها من علي الارض لولا ان يد ساميه سبقتها قائله لقمر بثبات
=اسمعيني يا قمر كويس …عمك ضياء زمان ضحك عليا واوهمني انه حصل علاقه ما بينا ولازم نتجوز …وسمعت كلامه وضحيت بحب عمرى واتجوزته بس اكتشفت اني عذراء …فلو ابني اوهمك انه اغتصبك فاعرفي ان ده مخطط عمك ضياء علشان تتجوزى شادي …انا قلت كل اللي عندي الوقت تدخلي تاخدي شاور وتنامي كويس علشان بعد الغدا جدك عايزك في موضوع مهم ومصيرى ومتخافيش هو بعيد عن شادي كل البعد…اهم حاجه زى ما قلتلك في الاول ثقي في ربنا وفيا …ومتسمعيش لكلام حد …اسمعيني انا .
ثم خرجت من غرفه قمر وكادت غصون ان تتحدث الي قمر الا ان قمر دلفت الي المرحاض صافعا للباب من خلفها مما غاظ غصون لفشل مخططها واقسمت ان تتصل بضياء لتسرد عليه ما حدث من ساميه ليوريها الامرين.
نامت قمر لدرجه انها لم تستيقظ لتناول الغذاء مع العائله …وعندما بعث الحاج غالب احد لاستدعائها استسمحته ساميه انها ستأتي بعد الغذاء لانها مريضه …استيقظت قمر عند الساعه السابعه مساء وارتدت ملابسها وهبطت الي الاسفل لتجد الجميع بانتظارها …دلفت قمر الي حجرة الصالون شاحبه الوجه القت السلام عليهم وجلست في انتظار سماع قرارات جدها.
امرها جدها للقيام بتناول الغذاء اولا لحين عوده غيث وامه من زيارة المقابر… اصرت ضحي علي ان تأخذ ابنها معها الي زيارة المقابر برفقه حمزة الذي اقنع جده بان الزيارة عاديه وسوف تؤتي ثمارها غافلا عن خطه خالته في اقصاء غيث بعيدا عن قمر فهي ما زالت لا ترتاح لها ولامها خاصه عندما رأتها هي وشادي صباحا …فهي متأكده انها مثل امها….ذهبت ضحي الي المقابر وقرات الفاتحه لزوجها واجلست ابنها امام قبر والده…عندما راي قبر والده تذكر كل شئ وتذكر الحادثه جيدا ليتحدث بتوتر قائلا
=اناااا …مششش سووووقتتت العربيييه….همااااا كدااابييين.
ربتت ضحي بحنان علي كتفيه قائله
=عندك حق …وينفع ابني الصادق يتجوز بنت واحده كدابه زى غصون …ارجوك يا غيث بلغ جدك انك مش عايزاها.
انتبه حمزة علي كلام ضحي وقال
= … قشطه ولعت يا عم حمزة …ياريتني ما سمعت كلامك يا خالتي …ده الحاج غالب هينفخني…لا ينفخني ايه بقا …ده مش بعيد يخلي البت وديعه تضرب بالنجفه ويجلي فقدان ذاكرة.
=خالتي …وبعدين كده الحاج غالب هيزعل وهيجيب ناس تزعل …وبعدين خلاص قمر هي اللي في قلب غيث وهو اللي نقاها هو…وهو اللي اختارها انتهي.
جزت ضحي علي اسنانها قائله
=انا مش جيباك هنا علشان تعطلني عن اللي بعمله …انا جيباك تساعدني …مش تبوظلي اللي انا عايزاه.
نهض غيث من مكانه وقال
=لااااحمززززة صصصح …حضضضرتتك غللط….انااااابعششششق قمممر.
حمزة بمرح
=شوفت عينك يا خالتي …الواد واقع لشوشته …بقولك ايه ما تيجي نقلبهم وتشوفيلي البت وديعه وتريحي قلبي….لاحسن قلبي بيوجعني أوى.
ضحي بضجر
=انا شفت قمر النهارده الصبح …راجعه مع شادي …معني كده انها باتت بره معاه والله اعلم بينهم ايه.
هتف غيث بغضب
=مااااماااا قمممر بتتتحبننني ….هييي مششش قاااالتتتت كككده …بسسس اننننا متتتتاكد
حمزة بمرح
=بقولكو ايه ا بلاش جو المقابر ده ….انا لسه مدخلتش دنيا وعايزين تدخلوني اخرة …ماتيجو نروح ولا نروح مكان شاعرى …واتصل بالبت ديعا تيجي تبقي شعريه معانا.
امتثلت ضحي لرغبه حمزة وذهبوا الي كافيتريا قريبه من البيت لمحاوله ضحي اقناع غيث العدول عن قرار زواجه من قمر …انتهز حمزة فرصه انشغال ضحي بغيث واتصل علي والده ليخبره بالامر …عزم يحيي امره اللحاق بهم لوضع حد لضحي وعدولها عن تنفيذ خطتها …اثناء مكالمته لحمزة سمعته ساميه وعرضت عليه الذهاب معه لضرورة اعلام ضحي بأمر سيجعلها تعدل عن قرارها …بالفعل خرجوا الاثنان ساميه ويحيي خلسه غافلين عن عيون بثينه التي لا تفهم الامر بل كادت تحترق من نيران غيرتها …وصلا ساميه ويحيي الي مكان تواجد حمزة وغيث وضحي …وتفاجئت ضحي من وجوده ونظرت الي حمزة نظرت لوم وعتاب …جلسوا مع بعضهم البعض…ارتبك حمزة وقال
=…انا قلت لعم يحيي يجي بس ….مليش دعوة بابله ساميه اه والله …حجه ساميه انا اعرف لكي قم تليفون…انا معرفش غير رقم البت وديعه.
ابتسمت ساميه وقالت
=يشرفني طبعا ان يبقا معاك رقم تليفوني …بس الحقيقه يا ضحي انا سمعت يحيي بيتكلم مع حمزة …وقلت لازم احكيلك حاجه مهمه علشان تغيرى رأيك
نهضت ضحي وقالت
=تعالي نتكلم بعيد
ذهبا سويا الي طاوله اخرى وبدأت ضحي حديثها قائله
=متدافعيش عن غصون وبناتها وخصوصا قمر …انا شايفاها راجعه مع ابنك الصبح …ومش هقبل ابني يتعمل معاه كده بعد الجواز.
ربتت ساميه علي يد ضحي برفق قائله
=فاكرة المقلب اللي شربته من ضياء زمان …ههههه حب يشربه لقمر …بس انا قلت لقمر انه مقلب يارب تصدقني …وبعدين قمر دي تربيتي غير امها هتحافظ علي غيث وهتصونه ثقي في ربنا اللي عمره ما هيأذي ابنك.
علي الجانب الاخر تذمر غيث قائلا
=اااناااا بحححب قمممر …وعاااايزز اتجججوزززهااا …..ليييه مااامااا مششش راااضييه
=رد عليه حمزة قائلا
=وانا كمان يا غيوث …عايزك تتجوز قمر …وانا اتجوز ودوعه حبيبه قلبي…ونعيش في تبات ونبات ونجيب صبيان وبنات…بس الظاهر خالتي عايزة تنكد علينا.
نظر له يحيي بطرف عينه قائلا
=اتلم …احنا في ايه ولا في ايه …وبعدين رايح تحبلي بنت ضياء.
رد عليه حمزة بخبث قائلا
=بنت ساميه يا حج…اعمل ايه واقع زى ابويا ما وقع في حب امها زمان …ولا ايه يا حج يحيي…تقدر تنكر ذلك…وبعدين نحن ليس لنا سلطان علي قلوبنا.
وضع يحيي يده علي وجهه قائلا
=وربنا امك لو سمعتك لتنفخني وتنفخك بعون الله …ومش بعيد خالتك ضحي كمان
انتبه حمزة علي انهاء الحوار بين ساميه وضحي فقال
=واضح ان الحاجه ساميه لها تأثير…دلوقتي خالتي ضحي جايه…وهتقول موافقه…وهنزغرط وهنبل الشربات…وهنرقص…وهنشيهص.
جاءت ضحي وابتسمت لغيث وقبلته قائله
=خلاص يا غيث …انت عندك حق …قمر فعلا كويسه وان شاء الله تحبك زى ما انت بتحبها واكتر
نهض يحيي وقال
=علي خيرة الله ..يدوبك نلحق الحاج غالب قبل ما ينام …ويارب بثينه متاخدش بالها اني خرجت لتحرق روما بحالها
انتبهت ساميه علي خوف يحيي وحرصه علي عدم حزن بثينه واسترجعت احداث ماضيها مع يحيي وعشقها له ولكن ضياء كان له راي اخر في تدمير هذا العشق …لعنته في نفسها وسارت معهم الي الفيلا .
وصلوا الي الفيلا ليجدوا افراد العائله في انتظارهم …نظرت بثينه لزوجها وابنها نظرة وعيد …اما عن غصون نظرت نظرة شماته موجهه لبثينه وضياء وهي تجد ساميه تدلف هي ويحيي …اما ضياء فنظر الي ساميه نظرة غضب ردت عليه بنظرة لا مباليه …اما عن قمر ارتفعت انظارها الي غيث لتجده مبتسما لها …امرهم الحاج غالب بالجلوس …وبحث بعينه عن شادي فلم يجده فزفر حانقا.
بدأت بثينه حديثها موجهها الي يحيي قائله
=عمي بيدور عليك بقاله زمان …كنت فين …ولما انت كنت هتخرج انت وساميه مبلغتنيش ليه
ارتبك يحيي من معرفتها عن خروجه هو وساميه من باب الفيلا سويا وكاد ان يرد عليها الا ان غصون ردت بشماته واضحه وقالت
=يا بثينه سيبيه براحته …ليه متعمده تحرجيه وتحرجي نفسك قدامنا …وبعدين ساميه متجوزة ضياء من قبل ما تتجوزى يحيي يعني مفيش مجال للشك فيهم.
تسمرت ساميه من كلام غصون وغضبت منها وكادت ان ترد عليها الا ان الحاج غالبضرب بيده علي سطح الطاوله ليخرص الجميع قائلا بغضب
=غصون …قلتلك ميت مرة متدخليش فيه اللي ملكيش فيه …وانتي يا بثينه ليكي اوضه انتي ويحيي تسأليه فيها عن كل اللي انتي عايزاه مش قدامنا يا بنت اخويا.
ردت غصون بمرواغه قائله
=الله يا حاج …وهو انا قلت ايه غير كده …ولا هو لازم في كل مرة تزعقلي انا وخلاص.
غضب الحاج غالب وقال
=وانا قلتلك تسكتي …ومتدخليش في اللي ملكيش فيه …وتردي عليا وتناطحيني يا غصون.
وضعت قمر يدها علي رأسها تفركها من الصداع المتلازم لها منذ الصباح وتحدثت بضعف قائله
=ماما ارجوكي كفايه بقا …انا تعبانه ومش مستحمله …او اقولكم انا طالعه اوضتي وبكره تقولولي القرارات كلها وانا هنفذها عن اذنكم.
نهضت ساميه لتمسكها من يدها بحنان قائله
=وبعدين معاكي يا قمر …مش قلنا نروق كده …استهدي بالله يا حبيبتي واقعدي كده وخلينا نسمع جدك عايزنا في ايه.
نهضت غصون بغضب قائله
=وانتي مالك ومال بنتي …نفسي افهم …عايزاها تقعد ليه اساسا.
تحدث الحاج غالب بقوة قائلا
=قولتلك اسكتي يا غصون….وملكيش دعوى بساميه وافعالها …وانتي يا قمر اقعدي عايزك.
امتثلت قمر لاوامر جدها وجلست بضعف مرة اخرى منكسه رأسها بألم…لينظر الحاج غالب الي يحيي ليتحدث بالنيابه عنه
يحيي بطلاقه
=انا بعتبر نفسي والد غيث بعد ما غازى ابن عمي توفي …وحضرتك كبير عيلتنا يا حج غالب …لذلك يشرفني اطلب ايد حفيدتك المصون قمر لابني غيث الشريف.
جحظت اعين الكل ما عدا ساميه ويحيي وضحي وحمزة والحاج غالب اللذين كانوا متفقين من ذي قبل علي هذا الاتفاق…بالنسبه لضياء تذمر كثيرا ونظر الي غصون نظره غضب لتقابله بنفس النظرة …اما عن قمر فقد اندهشت لما سمعت ورفعت انظارها الي غيث وهزت رأسها له بالرفض ليفهم رفضها له ويحاول استمالتها قائلا
=مشششش ترررفضضنيي ياااقمررر…اناااا بححححبكككك قوووىىى…اررجوووكيييي .
ابتسمت ساميه وذهبت الي غيث تحتضنه قائله
=مش هترفضك يا غيث…اطمن قمر هتوافق عليك …وهتتجوزوا بعض وهتعيشوا في تبات ونبات وكمان هتجيبوا احفاد للعيله في جمالكم يا حبيبي.
نظر غيث الي ساميه قائلا برجاء
=ااارجججوووكيي يااااعممتييي ….خلللليههها توووواففقق ….وانننا اووووعدددهاااا مشششش هزززعلللهااا ابددا.
نظر غالب الي قمر المذهوله لما تسمحه وتحدث بحنان قائلا
=رأيك ايه يا قمر …غيث مناسب ليكي …ولا لا.
ذهب لها غيث يحتضن كفيها ليوقفها قائلا وهو ينظر داخل عينها
=قمرررر ….وااافقيييي ياااا حبييييبتيييي…..واناااا هسسسعدددك.
نهض الحاج غالب واخذها بين احضانه وهي كالمغيبه عن الواقع تسترجع احداث ما حدث معها منذ الصباح …سمعت جدها يقول لها
=قوليلي رأيك ايه يا قمر …وانا اوعدك اللي هتقوليه انا هوافق عليه ايا ان كان …رغم ان نفسي توافقي علي غيث لان سعادتك معاه.
هز غيث رأسه لقمر يستحثها علي الموافقه عليه قائلا برجاء
=واااافقيييي يااا قمرررر…انااا كويييسس مششش اهبببل ….زىىى ماااا بيقووولوا.
تدخل حمزة بمرحه المعتاد قائلا
=لو خايفه يا قمر انه ميكونش طبيعي …ابشرك ان غيث كان خاطب بنت كانت جارتنا وكانت الامور ماشيه بينهم تمام …اه والله بس هنقول ايه كان كل اما يبصلها كانت بتفكروا بيكي .
صدمت قمر من معرفتها بخطبه غيث لاخرى ونظرت اليه ولكنه اشاح وجهه الي الجانب الاخر دلاله علي ان الكلام الذي سمعته صحيح….نهضت غصون بعد صبر طويل علي كلامهم لتهتف بشراسه وغضب قائله
=والله لو حتي كان متجوز وعنده عيال …مش هيحصل فاهمين مش هيحصل …علي اخر الزمن املاك بنتي تندمج مع املاك ابني ضخي.
كادت ضحي ان ترد عليها ولكن بثينه امسكتها من يديها وردت عنها قائله
=عمي غالب دمج خلاص املاك بناتك مع ابن اختي من زمان …ولو عايزة بنتك تأخد حقها انصحك توافقي …ولا انتي شايفالها عريس احسن.
تحدثت غصون بغضب قائله
=اخرسي خالص …حتي لو معدش بقالنا ثروة …استحاله بنتي تتجوز حد من عندك او من عندك اختك.
رد عليها غالب بغضب قائلا
=وهو حد اخد رايك …انتي هنا حشرة ولا تسوى يا غصون …البنت بنتنا مش بنتك لوحدك.
ردت غصون بغل وحقد
=وبنتي مش موافقه …مش معقول بنتي تبقي اخرتها تتجوز واحد زى ده…وبعدين بنتي عندها مانع تتجوزه …مينفعش تتجوز الا شخص معين.
ابتسم الحاج غالب بسخريه من غصون التي تكاد ان تفضح ابنتها في لحظه مقابل تنفيذ مخططاتها …فنظر الي قمر بحنان قائلا
=والله يا قمر يا بنتي …اعتقد انتي شايفه دلوقتي بعينك مين بيحبك وبيخاف عليكي …ومين بيدور علي مصلحته …القرار ليكي.
نظرت قمر الي جدها ثم الي والدتها لتستقر نظرتها في عين غيث قائله بضعف
=انا موافقه يا جدي …انا هتجوز غيث …طالما انت وعمتي شايفين انه الصح ليا
لتنهار غصون علي الاريكه من الصدمه تنظر الي ضياء بحيرة…لتركض ساميه الي قمر تحتضنها قائله
=وصدقيني يا قمر …ده القرار اللي هيسعدك طول عمرك …وبكره تقولي عمتي قالت.
نهضت ضحي هي الاخرى لتبارك لقمر وتحتضنها برفق لترمي قمر نفسها في احضان ضحي فهي مفتقده لهذا الحضن بسبب قسوة غصون… تتحدث ضحي بحنان قائله
=والله يا قمر ما هتندمي ابدا …غيث بيحبك جدا …وكان نفسه يرجع من زمان علشان يتجوزك.
تقدم اليه ايضا الحاج غالب ليأخذها بين احضانه يربت علي ظهرها بحنان قائلا
=عين العقل يا قمر …ايوه كده فرحيني ديما …هفرح اكتر لما تجيبولي احفاد انتو الاتنين.
صفق حمزة علي يديه قائلا
=…ايوه بقا وابقي عم …بدل ما انا مقطوع من شجره كده…شفت يا غيوثه اهي احلي من البت اللي كنت خاطبها…علي الاقل دي طيبه.
تذمر غيث من تذكير حمزة بخطبته لجارته لا يعلم انه اراد اشعال الغيرة في قلب قمر فانتفض غاضبا وقال
=اناااا خطبببتتتهااا علشششان مفييش قمرر…الووقتيي فيي قمررر …صح يااا قمر
اشاحت قمر بوجهها الي الجانب الاخر لتضحك ساميه قائله
=خلاص يا غيث ماتخافش…قمر وافقت عليك خلاص …وده ماضي وانت حر فيه.
نظر غيث لساميه وقال
=صححح يااا عمتييي…ده ماااضييييييي…ومحدششش بييييتحاااسب عليي ماااضيه.
تحدث غالب بتشجيع
=تمام يا ولاد …خير البر عاجله …شهر من دلوقتي ويتم جوازكم
غيث بفرحه
=انااا فرحااان جداااا…اناااا هتجووووز قمررر اخيييرااا….الحمد لللله.
غالب بفرحه
=حمزة …انت متأكد ان غيث ينفع يتجوز ويخلف …ولا في حاجه معرفهاش.
حمزة بتأكيد
=والله الواد غيث ده ما فيه من يا جدي …محطوط تحت كل الاختبارات …علي خيرة الله عقبالي يارب باللي خطفت قلبي….بس لازم اعبر قنطرة الغزاه أولا.
انتهي اجتماع العائله لينهض كل فرد الي غرفته ….ودلفت قمر الي غرفتها واغلقت عليها حتي لا تواجه والداتها …اما غصون القت بجمله في وجه ضياء قبل ان تصعدها الي غرفتها
=والله يا ضياء لو ما اتصرفت لهقول علي كل العايبك القذرة …ومراتك السبب في كل اللي حصل دلوقتي …قول لابنك ان امه هي اللي خلت قمر توافق علي الجواز من غيث
انصرفت غصون وتبقي بالغرفه ضياء وساميه وغالب ليجلس ضياء في حيرة كيفيه مواجهه هذا الامر .
انتبهت ساميه ان ضياء ما زال موجودا فحاولت اغاظته موجهه حديثها الي والدها
=الف مبروك يا بابا …والله انا فرحانه لقمر وغيث كأنهم اولادي …عقبال ما نفرح باولادهم كمان.
اشتعل الغضب في جسد ضياء فكيف لساميه الخاضعه له دائما ان تصف بجانب والدها ضده فاستطرد قائلا وهو يجز علي اسنانه من الغيظ
=فرحتلهم كأنهم اولادك ازاي يا ساميه …وانتي عارفه ان شادي بيحب قمر …ووديعه بتحب غيث.
نظرت ساميه لضياء باشمئزاز لتمثيله اهتمامه باولاده ورغباتهم وتحدثت بغضب قائله
=ومن امتي وانت بتفكر في وديعه واهتمامتها …وبعدين وديعه مينفعش تتجوز غيث …غيث بيحب قمر من صغره واحنا عارفين كده…اما بالنسبه لشادي بكره يفوق من الغيبوبه اللي هو فيها.
غالب باستفهام
=هو شادي مجاش ليه التجمع ده يا ساميه…انا كنت عايز اعرف رده فعله لما يعرف ان قمر وافقت تتجوز غيث …بس يا خسارة ما جاش.
دخل عليهم شادي متصنعا الالم يقول
=انا فعلا كان نفسي اتجوز قمر …بس طالما يا جدي انك شايف ان غيث انسب ليها ..فانا تحت امرك.
ابتسمت ساميه لشادي فهي التي اقنعته بعدم حضوره وهو امتثل لامرها فتحدثت بفرحه وقالت
=افهم من كده انك مش زعلان يا شادي …وانك خلاص اعتبرت قمر اخت ليك مش اكتر …لو كده بصحيح يبقي انت فعلا ابني وحفيد غالب الشريف.
ابتسم غالب ابتسامه انتصار وقال
=اولادك يا ساميه احفادى …وانا عارف احفادي كويس وبثق فيهم …لان دمهم دمي.
نهضت ساميه وقبلت يد والدها وقالت
=طبعا يا بابا …كفايه ان انت اللي ربتهم …وليك فضل عليهم.
نظر الحاج غالب الي ضياء بشماته وقال
=ايه يا ضياء …لسه برضه شايل هم زعل اولادك …اهو شادي مش زعلان ووديعه بكره ربنا هيعوضها بعريس احسن من غيث وبيحبها وبيموت فيها.
قبض ضياء علي يده بقوة حتي ظهرت العروق بيضاء وقال
=وده مين اللي بيحب بنتي وهيموت عليها …انا بنتي مابتحبش حد …وممنوع اصلا تقع في حب حد.
ابتسم غالب بسخريه وقال
=ليه مش بنت زى بقيه البنات …ولا علشانها بنتك …ربنا يستر بس محدش يعمل فيها حاجه زى اللي بنسمع عنها اليومين دول.
فهم ضياء ما يرنو له الحاج غالب فهتف بغضب قائلا
=ماتخافش يا حاج انا مربي بنتي كويس …بس هعرفها انك كسرت قلبها …رغم انك عارف انها بتحب غيث.
رفع غالب حاجبيه وقال
=قال يعني لو كان غيث خطبها كنت هتوافق …اكيد كنت هتعمل زى غصون وتقول عليه اهبل.
ضياء بنفي قال
=لاطبعا …انا غير غصون …وطالما الدكتور حمزة اجزم انه ينفع يتجوز ويخلف يبقا ايه المشكله.
تنهد غالب وقال
=صح انت مش زى غصون …غصون مش عايزة ابن ضحي حتي لو كان ملياردير …اما انت تبيع نفسك علشان الفلوس .
رد عليه ضياء بغل وحقد قائلا
=خلاصه الموضوع ….شادي المفروض كان يتجوز قمر …ولو عايز تعرف ليه اسال شادي او قمر او غصون وهم يقولولك …انا ماشي.
رواية الشادر الفصل 25 و الاخير