روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 23

❣️❣️❣️
في مكتبه في قصر يجلس غالب ويبدو عليه ملامح السعاده…وكيف لا وهو علم من حفيده ان الامور بينه وبين قمر سارات جيده وما علي ما يرام…دعا ليحيي ابن اخيه لان اقتراح ابعاد قمر وغيث عن القصر كان صائبا…حيث انه اعطي لقمر فرصه في القرب من غيث بعيدا عن المؤمرات…لانه يعلم جيدا غصون وانها لن تكتفي بكل ما حدث وستزيد من مؤامراتها…حتي بعد ما علمت رفض همس وقمر لها وتحديهم لها…اي انها اصبحت مهمشه وجودها من عدمه…وبالرغم من ذلك هو يعلم جيدا انها لم تهدأ الا اذا نفذت كبرى مخططاتها…اخذ يفكر ما الجديد لديها لتفعله…بدي عليه الحزن عندما تذكر همس حفيدته الأخرى التي ستظل في هذا القصر مع غصون الملعونه…حتي تفاجئ بمن تطرق بابه وتدلف خافضه رأسها في الارض حتي انه تعجب من منظرها فقال

=خير…في مصيبه جديده يا غصون…وجايلي علشان احلها…ولا يكونش اختك ماتت…بس ما اعتقدش لو اختك ماتت هتزعلي عليها وتبقي بالحاله المرذيه دي.

توجهت نحوة ووضعت ملفا امامهم يوجد بها اوراق تدين ضياء في سرقه معدات المصنع الاصليه وتبديلها بمعدات اقل كفاءة وقالت

=انا حالتي فعلا بقت مرذيه…وعرفت ان الله حق…وان انا من غير بناتيما أسواش…وكل اللي طالباه منك تسامحني…واعتبر ده عربون الصلح.

تفحص غالب الاوراق جيدا ورفع رأسه ينظر لها بتفكير قائلا

=وعربون الصلح ده كان فين من زمان…كنتي سيباه ورقه رابحه…لما ضياء يرجع لبنتي ويبقا كويس معاه…تضربيه في مقتل…مش كده يا غصون؟

بررت موقفا قائله

=لا يا حج غالب…الورق ده تم بعد ما اتصالح مع ساميه في السفريه الاخيرة…وانا وهو لسه علي علاقه ببعض …علاقتنا ما انتهتش زى ما انتو فاهمين.

سمع غالب صوت زامور سيارة ضياء فقد جاء ضياء وفقا للمخطط بينه وبين غصون ولكن الاوراق التي قدمتها غصون لم يعلم بها ضياء شئ…نظر لها غالب وجدها ترتجف من الخوف…فقام بوضع الملف في الدرج وتحدث سريعا قبل دلوف ضياء قائلا

=عموما يا غصون متشكرين…بالنسبه بقا في مصالحتك مع بناتك…فانتي لازم تعملي حاجات كتير علشان تصالحيهم…ولو ما حصلش شوفيلك حته تانيه عيشي فيها.

دلف ضياء واستمع للجمله الاخيرة عن مصالحتها لبناتها ووفقا للمخطط الذي بينها وبينه نظر لها ياشمئزاز ليجد غالب يرحب به قائلا

=اهلا ضياء…لسه فاكر تيجي تزورني بعد ما رجعت من السفر…كنت فين كل ده…ساميه قالتلي انها حتي مش ملاحقه تقعد معاك…وانك كنت بايت بره.

ضياء باجهاد مصطنع

=اعذرني يا حج غالب…انت عارف ان المعدات الجديده وصلت المصنع امبارح بليل…وكان لازم اشرف علي دخولها وتجهيزها…علشان الصبح العمال يشتغلوا عليها مباشرة.

هنا علم غالب ان غصون قامت بتصوير الورق الاصلي للمعدات وضياء نائما بين احضانها.

هز غالب رأسه بتفهم وقال

=والله برافو عليك يا ضياء…بيعجبني فيك انك مبتحبش الشغل يتعطل…حتي لو علي حساب صحتك…ياريتهم زيك…بس مش كان المفروض امضي علي الملف ده؟

اخرج ضياء من حقيبه يده الاوراق المزيفه للمعدات فتفحصه غالب جيدا وهو ينظر الي غصون بخبث فوجد ضياء يقول بلؤم وخبث

=المعدات المرة دي من النوع الكفء…هتخلي الانتاج عالي…بس للاسف غاليه جدا…مش عارف هتبقي مديونيه للبنك ولا حضرتك معاك سيوله.

تنهد غالب وخيب ظن ضياء قائلا

=للاسف يا ضياء…مفيش سيوله…متشغلش بالك انت…انا هحولهم مديونيه للبنك…بس باسمك يا ضياء…لان انا ويحيي وغيث علينا برضه مديونيه.

رد فعل ضياء كانت متسرعه حيث قال

=نعم…واشمعني انا…انا لو كنت اعرف كده…مكنتش جبتها غاليه كده…لا يا حج غالب كده كتير عليا…وانا مقدرش…نرجعها ونجيب حاجه اقل.

زفر غالب بحنق قائلا

=بقولك ايه اللي حصل حصل…سيبني باللي انا فيه…انا خلاص حولتهم مديونيه عليك في البنك من اول امبارح…لما جالي اخطار منك بالمبلغ…ولا انت ناسي…وسيبني بقا احل مشكله غصون مع بناتها واصالحهم

تذكر ضياء امر الدراما الذي سوف يفتعلها مع غصون فقال

=هي غصون هانم عايزة تصالح بناتها بعد اللي عملته فيهم…دي ما يشرفش واحده منهم انها تكون امهم…والله انا لولا ان ابني بيحب بنتها كنت رفضت اجوزها ليه…وعلي فكرة ساميه هتيجي كمان شويه تأخد همس تعيش معانا…

ربعت غصون ذراعيها فوق صدرها وقالت

=طبعا بيحبها…انا بناتي يتحبوا يا ضياء…زى تماما…وبعدين انت اخر واحد يتكلم عن الشرف…والكلام الاخير للحج غالب…وهتصالح علي بناتي وهتشوف.

وضع غالب يده علي رأسه من شده التفكير قائلا

=وهتصالحيهم ازاي يا غصون…وكل واحده فيهم في ناحيه…ده انتي حتي فشلت تجمعيهم في مكان مع بعض…بصراحه انتي محتاجه معجزة.

جلس ضياء وتحدث ببرود قائلا

=قول انها محتاجه معجزة علشان تهدم حياتهم تاني…اصل ديل الكلب عمره ما يتعدل…دول عمرهم ما هيصدقوها…كفايه اللي عملته فيهم.

غصون بجمود

=ما هو اللي بيته من ازاز ما يحدفش الناس بالطوب يا ضياء…اسفي عليك…كنت مفكرة انك اول واحد هتدافع عني…وتتوسطلي عند همس حتي وتصالحني.

غالب بغضب

=بس خلاص …انتوا هتتناقروا قدامي…اللي يشوفكوا دلوقتي ما يشوفوش حالتكم زمان…اكتر واحد كان بيدافع عن غصون هو ضياء والعكس…

نظر ضياء الي غالب نظرة لوم وعتاب وقال

=كده يا حج غالب…مش قادر تنسي…طب انا كنت طايش وساميه اهملتني…بس خلاص انا فوقت دلوقتي…ومن ساعه ما ساميه بقت معايا كويسه وانا ماشي علي الصراط المستقيم.

تنهد غالب وقال

=يبقا خلاص يا ضياء…زى ما انا رضيت عنك…لازم ارضا عن غصون…واصالحها علي بناتها…انا دورى قمر…وانت دورك همس.

غصون بلهفه قائلا

=بجد يا حاج غالب…انا مش عارف اقولك ايه…ربنا يخليك لينا يارب…متشيلش هم قمر…كل اللي عايزاه منك تسمح لي ازورها…علشان اصالحها بنفسي.

هز غالب رأسه لها بالموافقه فخرجت لتركض لتنفذ مخططها اما عن ضياء فتصنع انه يزفر بحنق امام غالب الذي نظر له بخبث قائلا

=متقلقش هخلصك منها قريب…وبايدين بناتها…انا اهم حاجه عندي مصلحه بنتي وحفيداتي…وبعدين يا ضياء خلي بالك منها…لانها بتحاول تتغدا بيك قبل ما انت تتعشي بيها.

خرج غالب وترك ضياء يفكر فيما قاله غالب واضاف عليه حديث غصون مع خلود عليه فأيقن ان غصون تلاعبت به من جديد لحسابها حتي يوافق غالب ان يمنحها فرصه لمصالحه بناتها وبالاخص قمر حتي يتم الضرر بغيث عن طريقها ويتم الطلاق بينهم والظفر بنصيبهم…أفاق من شرودها بيد رقيقه تربت علي كتفيه وهي يد ساميه التي جاءت لتأخذ همس معها الي بيتها فتحدثت قائله

=يالا يا ضياء…فرصه وانت هنا خدني في سكتك وصلني البيت أنا وهمس…وفرصه تنام انت منمتش من يوم مارجعت من السفر.

مسح ضياء علي وجهه قائلا

=لا يا ساميه…أنا هبات في الشقه التانيه…البنت أكيد مش هطيق تشوفني.

نظرت له ساميه بخبث قائله

=همس برضه…ولا فرصه تقابل غصون هناك؟

جز ضياء علي أسنانه من الغيظ قائلا

=ساميه…أنا خلاص طلقت غصون…وكل اللي بيني وبينها انتهت…دي دمرت حياة بناتها وعايزة تدمرني أنا كمان.

ربتت ساميه علي كتفيه بحنان زائف

=متزعلش مني يا ضياء…أصل مش قادرة أنسي…كل اما بشوفها بفتكر علاقتكم .

نظر لها ضياء بخبث قائلا

=وليه مش بتفتكرى وانتي جايه تأخدي بنتها تعيش معانا؟

ارتفع حاجب ساميه بسخريه قائله

=لان دي بنتي يا ضياء…ويالا لحسن البنت علي أخرها وعايزة تخرج من القصر.

اخذت ساميه همس عندها بالبيت وسردت لشادي ما حدث والذي استغرب من وجودها ليسرع باخذها بين احضانه مربتا علي ظهرها بحنان بالغ قائلا

=خلاص يا حبيبتي احنا موجودين احنا اهلك انسي وارمي ورا ضهرك

أخذت تتعالي شهقات همس فهي لم تجف دموعها من بعد مواجهتها مع غصون وتحدثت قائله

=مش قادرة أنسي يا شادي…دي مخافتش علي بيت قمر ولا جوازها…مخافتش من الانهيار النفسي اللي ممكن يرجعلها تاني.

أغمض شادي عينيه بقوة فهي محقه فيما تقواه فأخرجها من أحضانه ورفع ذقنها ببأصبعيه ليتأمل عيونه الدامعه قائلا بحنان

=طب أعملك ايه طيب علشان بس أشوف ضحنك.

كانت تتابع الموقف وديعه والتي برقت عينيها بشده حيث لمعت فكرة خبيثه برأسها فأسرعت قائله

=خدنا خرجنا…غير مودنا شويه…فرصه نشيل الجو الكئيب ده.

ابتسم شادي بسخريه قائلا

=موافق…بس هخرج أنا وهموستي لوحدنا…ولو عايزة تيجي معانا…مفيش حمزيكا تكلميه من ورانا وتقولي له احنا رايحين فين…ويجي وقال ايه صدفه.

تذمرت وديعه وضربت برجلها الارض بغضب طفولي فابتسمت همس ومسحت دموعها قائله

=ده اللي اتفقنا عليه برضه يا شادي؟

تذكر شادي وعده لهمس فزفر بحنق قائلا

=خلاص …علشان خاطرك بس…هتصل بيه يجي معانا وأهو فرصه يريجني من وديعه العزول.

صفقت وديعه علي يديها وفرحت رغم نعته لها بالعزول …خرجوا الاربعه ليتنزهوا سويا وبدأ حمزة بلهجته المرحه قائلا

=هيييح بقا…أنا بحقد علي غيث…الواد غرقان في العسل…واحنا مقضيناها خطوبات ومقابلات

قظب شادي جبيبنه وفرج شفتيه قائلا

=مش فاهم.

نظرت همس لحمزة بخبث قائله

=انتي قصدك انه تم المراد من رب العباد؟

قهقهت وديعه وقالت

=ايوة بقا يا هموستي…حصل ووصل ووصل…غيث بقاله يومين أخد اجازة…وطبعا حمزة قلق عليه…وعرف انه حصل…وحمزة فتن ليا علي طول.

حمزة ببلاهه

=مكنتش أعرف انك فهمتيها وهي طايرة يا وديعه…كنت فاكرة مؤدبه…وهتفهمي بالبطئ.

ليغضب شادي من أسلوب حمزة قائلا

=قصدك ان أختي مش مؤدبه يا حمزة؟

أسرعت همس بتهدئه شادي قائله

=شادي انت عارف ان حمزة بيهزر ديما…وانت يا حمزة خف يا عم الأمور.

تذمرت وديعه قائله

=لا مش بيهزر…هو علي طول كده…ولما أعمل نفسي عبيطه…يقولي انتي عبيطه يابت.

تعالت ضحكات حمزة قائلا

=وهو في أحلي من كده ياديعه؟

ابتسم شادي قائلا

=انتو الاتنين مفيش أجن منكم …سبحان الله ما جمع الا ما وفق.

ربتت همس علي يد شادي قائله بحب وهيام

=انت اللي مفيش منك يا حبيبي…شخصيه وكاريزما وعاجبني…ومفيش حد في ذكائك.

لوت وديعه شفتيها قائله

=تحبوا نجيب شجرة واتنين ليمون؟نهض حمزة من مقعدها بحركه تمثلييه قائلا

=برنسيس وديعه…هيا معي…الي عالمنا المجنون…وتركهم في عالمهم النحنوح.

رفعت وديعه كتفيها بكبرياء ونظرت الي همس وشادي بكبرياء واشمئزاز ووضعت يدها في يد حمزة واختفت عن أنظارهم لينفجروا من الضحك.

في شقه غيث وقمر كانوا ينعمون بالسعاده وحدهم…يستيقظون علي حب وينامون علي حب…منفصلين عن الواقع خارج شقتهم…خرج غيث من الحمام بعد ان اخذ حماما لينعشه ويريح حواسه بعد ليلتهم العاصفه ليجد حوريته او بمعني اصح فتاته البرتقاليه كما ينعتها…كانت ترتدي قميص شيفون كنارى اللون بدون اكمام ليظهر بياض ذراعيها و يصل الي بطنها معقودا برباطين علي شكل فيكونه عند البطن…ارتدت اسفله تنورة سوداء تصل الي منتصف فخذها لتبرز جمال سا قيها الابيض الملفوف …فردت شعرها االفوضاوى علي طول ذراعيها ورشت عطرها الذي يعشقه غيث برائحه البرتقال…خرج غيث ليجدها تقف امام مراءة الزينه لترى انعكاس صورته في المراءة عندما توجه اليها يحضنها من الخلف ليلتصق صدره بظهرها هامسا فوق اذنيها بعشق قائلا

=مصرة تجننيني بجمالك يا قمرى…اللله بعشق ريحتك …هتعملي فيا ايه اكتر من كده…قال وانا اللي بقول هنتقم منك في بعدك عني …اتاريك انتي اللي بنتقمي مني بجمالك.

استدارت اليه وهي بين احضانه لتدفن وجهها في تجويف عنقه قائله

=ولسه انت لسه شفت من انتقامي حاجه…مش كنت بتقول اني مش بحبك…انا بقي هعرفك ان كنت بحبك ولا لا…بس لازم تجاوب علي اسألتي علشان تفوز بيا اكتر واكتر.

ابتسم غيث لمرواغه قمر واخذها وخرج من الغرفه ليجلسا في الصاله وليضعها علي ساقه لتشرد قليلا

flash back

نديم بحب حمل صغيرته قمر الزمان ووضعها في حجره قائلا وهو يلمس علي خصلات شعرها البرتقاليه قائلا

=حبيبتي قمر الزمان …مهما كبرتي…هتفضلي طفلتي المدلله …وهفضل علي طول أشيلك وأحطك في حجرى.

قمر بنت العشر سنوات هزت كتفيها بطفوله قائله

=بس يا بابي مامي قالتلي…ان ده مش ينفع…لان ده دلع ومينفعش أتعود عليه

ليزفر نديم بحنق قائلا

=طب مش أنا باباي يا قمورتي الحلوة ولازم تسمعي كلامي أنا كمان.

هزت قمر رأسها ببراءة قائله

=طبعا يا بابي.

دفنها في أحضانه قائلا

=وبلاش تسمعي كلام غير كلامي يا قمر.

خرجت قمر من أحضانه تتسائل قائله

=ليه يا بابي هي ماما غلط؟

أغمض نديم عينيه قائلا

=حاجه زى كده يا قمرى…بكره تكبرى وتعرفي كل حاجه.

back

انتبهت علي صوت غيث قائلا

=اسألي يا قمرى…طالما الاجابه هتوصلني ليكي…يبقا مستعد اعترف بكل حاجه…حتي لو مكنتش عملتها…شفتي بقا انا عادل ومنصف ازاي.

سعدت كثيرا من اجلاسه لها علي ركبتيه فقد ذكرها بوالدها فتحدثت بدلع ونعومه قائلا وهي تعبث في ذقنه

=حبيبي العادل والمنصف…امتي خف وبقا كويس…وامتي جدو عرف…ولما خفيت ليه محاولتش تكلمني وتعرفني…شفت اسأله بسيطه بس اجابتها هتريحيني.

نظر اليها غيث كثيرا وشرد بها وبحضورها الطاغي الذي يجعله ان يقول الحقيقه في ثوان معدودة وبعد تفكير قال

=تقدرى تقولي بعد سنه…من تاريخ ما سافرت…ساعتها طلبت من عمي يحيي ميقولش لجدي…وبصراحه وافقني الرأي…بعدها بدأت ادرس في قسم عمرى في حياتي ما فكرت اشتغل فيه وهو القانون…القانون اللي ضياء ووالداتك اتلاعبوا بيه…وجابوا اوراق مزورة ورشوة لخبير البصمات …كل ده علشان يثبتوا ان انا اللي سايق يوم الحادثه ومن غير ما اطلع رخصه…لان سني كان صغير…درست القانون وعرفت ازاي اغرق اللي قدامي زى ما غرقني…بعدها عرفت ان ضياء وامك بيخططوا ان يجوزوكي لشادي …خططت لرجوعي عن طريق اني خليت عمي يحيي يتصل بجدي ويقولوا المصنع بيغرق…وبالفعل خطتي نجحت…بس انا مش خطتي المصنع ولا ده كان هدفي…كان هدفي انتي وان امنع الجوازة دي بأي تمن…لانك ليا وهتفضلي طول عمرك ليا…اما انا ليه خبيت عليكي …لان عارف طيبه قلبك وان الفرحه هتبان عليكي وامك هتعرف لو راسلتيني او انا كلمتك.. فضلت ساكت لغايه ما عرفت انك هتتخطبي…دمرت البيت بتاعنا في فرنسا هديته فوقاني تحتاني …كنت بنهار…لدرجه ان حمزة كان بيفكر يدخلني المصحه تاني…بس فوقت وصممت علي رجوعي…بعد ما خليت محامي ليا يسقط القضيه بتاعتي…امي كانت رافضه بسبب اللي امك عملته فيها زمان…وخالتي بثينه رفضت خافت لعمتي ترجع لعمي يحيي…بس عمي يحيي وحمزة شافوا ان ده احسن حاجه…وخليتهم يعرفوا جدي اني بقيت كويس ساعتها…كان عايز يقولك…بس انا رفضت …ولما حبيت انا اعرفك هو رفض…شفتي ازاي…

flash back

حمزة بقلق

=بس انا قلقان من ظهورك اساسا …ممكن قمر هي اللي تنتكس…وهيبقوا اتنين منتكسين مش كفايه واحد بنعالجه….وعلاج قمر هيبقا اصعب.

غالب بقلق

=بجد يا حمزة…صارحيني يا بني …ظهوره ممكن يعمل حاجه في قمر انا مش ناقص…البت دي منحوسه طول عمرها…كفايه ان قعدنا نعالج فيها فترة.

الشخص بجمود

=خايف عليها اوى…مخفتش عليها ليه لما شفت ابن بنتك شايلها وهربان بيها في انصاص الليالي…مبتصعبش عليك وانت شايفه منكسرة.

صرخ غالب في وجهه قائلا

=انا عارف ان كسرتها دي مش هدوم…وابن بنتي معملهاش حاجه…وااه بخاف عليها اكتر منك ومن غيرك دي بنتي مش حفيدتي…واخر كلامي لو ظهورك هيضعفها يبقي بالناقص منك ومن ظهورك

back

بس سيبك انتي من ده كله…انا يمكن زعلتك مني كتير…بس ده لسبب واحد…انك ملكي من يو ما اتولدتي…عمي نديم قالي …خد بنتك وحبيبتك.

تعلقت قمر برقبته ودفنت وجهها في صدره تستشعر مدي عشقه وحبه لها قائله كلمات الهبت صدرة

=انا بحبك اوى يا غيث…بحبك للدرجه اني بحس اني فعلا بنتك…ياريتك كنت خدتني معاك…افضل ثانيه بثانيه في حضنك…متسيبنيش تاني يا غيث.

شدد غيث من احتضانها قائلا

=ما هو بالطريقه دي…مش هقدر ابعد عنك تاني…بقولك ايه يا قمر…ما تيجي نرجع اوضتنا تاني…اصل انا مشتاق وعندي لوعتو…بس لوعتو ملهلبه

ضحكت قمر بخجل وهزت راسها دلاله منها بالموافقه علي الابحار معه في العشق من جديد ليحملها متوجهها بها الي غرفه نومهم ليرن جرس باب شقتهم ليقطب غيث جبينه وينزل قمر قائلا

=.يا ترى مين العزول اللي بيطلع في الروايات والافلام..علشان يقطع اللحظه الحلوة…أنا ما صدقت أقسم بالله…انتي طلبتي أكل …يارب يكون بتاع الدليفرى…

هزت قمر راسها بالرفض

فاستغرب اكثر قائلا

=اومال مين اللي جاي لينا الوقت…عموما ادخلي اوضتك علي بال ما اشوف مين….ويارب يكون بتاع الزباله…وميكونش حد من أهلنا.

هزت قمر راسها بطاعه ودلفت غرفتها ليقوم غيث بفتح باب شقتهم ليتفاجئ بأخر شخص يتوقع مجيئه …نظر لها نظرات مستفهمه لتقابلها بنظرات حاقده على شكله المبعثر ووجهه المخلط بحمرة الشفاه وشعرة الاشعث والغير مهندم…لتستشعر انه فهم نظراتها الحاقده فأخفضت رأسها قائله بحزن مصطنع

=عارفه اني اخر حد تتوقعه يجي ليكم…بس انا مقدرتش ان قمر تبقي بعيده عني الفترة دي كلها…خصوصا وانا فعلا غلطانه في حقك وفي حقها…تسمح لي ادخل.

اشار لها غيث بالدخول لتخرج قمر من غرفتها بغضب في محاوله منها لطردها قائله لغيث بخيبه أمل

=اخر حاجه اتوقعتها انك تستقبلها تاني…اوعي يا غيث تسامحها…دي غدرت بيا مرتين…اطلعي برا…انتي عايزة مني ايه…انا ما صدقت اننا بقينا كويسين وعلي فكره خلاص محاولاتك كلها فشلت انا بقيت مراته شرعا وقانونا.

تصنعت غصون الحزن وهتفت بصوت مبحوح قائله

=وانا جايه اباركلك يا قمر…واعتذرلك عن اللي عملته فيكي…انا خلاص عرفت قيمتك انتي واختك…بعد اللي حصل امبارح…ارجوك يا بنتي سامحيني.

وجدت غيث قمر سوف تنهار عليها فاسرع باحتوائها بين احضانه مقبلا وجنتيها هامسا في اذنه

=اهدى…ومتدرديش عليها..أنا هشوف الموضوع ده معاها…متعصبيش نفسك قصادها…أنا فاهمها كويس أوى…هي جايه تتأكد من حاجه.

ثم نظر الي غصون بحيرة قائلا

=ارجوك يا مدام غصون…بلاش تفتحي سيرة اللي حصل ده تاني…لان اللي حصل منك لا بيقدم ولا بيأخر…ان قيمه مراتي غاليه وشرفها عالي…لا انتي ولا غيرك يقدروا يتلاعبوا بيه.

هزت غصون رأسها بطاعه وتوجهت ببطء نحوهم تهتف برجاء قائله

=غيث علشان خاطرى انت وقمر سامحوني…انا مليش حد غيرها هي وهمس …ارجعوا عيشوا معانا تاني في القصر…وانا اوعدكم اني مش هدخل تاني في حياتك…انا قلت كده للحاج غالب ومصدقني.

اخذت تتقدم اليهم وقمر تبتعد عنها وتدفن نفسها اكثر في احضان غيث تختبئ فيها ليهمس مرة اخرى في اذنها قائلا

=اهدي وانا هتصرف…ملكيش انتي دعوة بالموضوع ده…هي خلاص فشل مخططها…وهي كانت متأكده من كده…بس حبت تشوف بنفسها.

ثم قال لغصون بصوت مسموع

=لو عايزانا نسامحك وننسا…يبقا لازم نعيش فترة هنا انا وقمر ولوحدنا…بس أنا مش همنعك عنها…انا هبقا اجيبها ونجي القصر…مهما ان كان ده بيتنا برضه…ثم نظر لقمر وقال

=ولو عايز يا قمر ترجعي القصر في اي يوم أنا معنديش مانع…أنا يهمني راحتك وبس…هنا بيتنا وهناك بيتنا برضه يا حبيبتي…القرار ليكي..

قمر برجاء هاتفه

=لا يا غيث انا بصراحه لازم ارجع القصر…لاني مش بعرف اطبخ…وانت كده معدتك هتنشف من اكل الدليفرى…وهتصعب عليا..يبقا نرجع احسن.

نظر لها غيث بخيبه امل لرغبتها في الرجوع الي القصر بأي حجه فقال

=خلاص اللي تشوفيه يا قمر…ولو اني كنت حابب…اننا نفضل هنا لغايه ما الامور تهدي في القصر…اظن حضرتك مبسوطه من كده يا غصون هانم.

غصون بتفكير وخبث

=لا طبعا مش مبسوطه…انا يهمني راحتك…واللي هتبقا سبب في سعاده بنتي…انا يهمني ان انا وهي نتصالح…وبالنسبه للاكل يا قمر…هبعتلك احسن طباخه وانتي خليكي هنا جمب جوزك.

نظر غيث الي قمر قائلا بمكر

=شفتي يا قمر…اعتقد لازم تسامحي مامتك بعد ده كله…دي هتبعتلك احسن طباخه…اهم حاجه تكوني جمبي…ولا انتي بقا مش عايزة تبقي جمبي؟

نظرت قمر الي غصون برعب فهي متوجسه من حنيه ورقه غصون في التعامل فقالت

=لا طبعا …انا ما صدقت ابقا جمبك…اتمني يا ماما يكون كلامك صحيح…دي لحظه بتمناها منك من زمان…حنيتك وحضنك ليا انا واختي…وبليز استعجلي موضوع الطباخه ده لاحسن معدتي بتلف علي نفسها من الاكل الناشف.

اسرعت غصون بجذب قمر بين احضانها تربت علي ظهرها قائله بسخريه لا يراها احد

=حبيبتي يا قمر…ده انا ادخل اطبخلك دلوقتي يا بنتي…من هنا ورايح مش هتشوفي غير حضني وحناني ليك انتي وهمس …انا كمان كان نفسي من زمان اخدكم في حضني بس الشيطان بقا هنقول ايه؟

ابتسمت قمر بسخريه لا يراها احد وتصنعت البكاء هاتفه بصوت مبحوح

=يااااه يا ماما…قد ايه حضنك دافي…ياريتني افضل في حضنك علي طول…ومخرجش منه ابدا…حضنك ده يساوى العالم باللي فيه…ربنا يخليكي لينا.

ليجلس غيث امامهم بعد طلب العفو الذي قدمته غصون لهم تتنقل ابصاره بينهم كأنه يشاهد مسلسلا دراميا ليستشعر ان هناك حرب ستقوم قريبا.

عادت غصون الي القصر بعد ما تم الصلح بينها وبين قمر…وسردت علي غالب ما حدث…الذي استغرب كثيرا من مدي سرعتها في مصالحه قمر وتباطئها في مصالحه همس…عللت ذلك بان قمر تمتلك قلبا طيبا اما همس فطبيعتها قاسيه…وازادات انا اللي يشعل من قسوة همس هو ضياء لانه لايريدها في هذه العائله…ايضا سردت ما حدث لضحي التي اندهشت كثيرا وسرعان ما اتصلت بغيث ليؤكد لها الخبر…فقامت بدعوتهم علي العشاء…جاء قمر وغيث والذي ركضت اليه ضحي لتحتضنه بحب قائله

=وحشتيني يا غيث…كده برضه يا حبيبي هونت عليك…تستني اتصل بيك علشان تيجي واشوفك…مكنش العشم يا ابن بطني…الظاهر ان قمر اخدتك مني.

ابتسمت قمر لها واحتضنتها هي الاخرى كمن يحتضن امه التي اشتاق اليها لتنظر غصون الي هذه الحاله وتغتاظ بالكامل حتي سمعت قهقهات غيث فخرجت من احضان ضحي تبتسم بخجل خاصه عندما وجدت غيث يجذبها بخفه في احضانه قائلا بحنان يغمرها

=الظاهر يا امي انك عايزة تخدي قمر مني…لا معلش قمر دي ملكيه خاصه…محدش يحضنها غيرى…وبعدين يا ضاضا انا ما سألتش عنك لاني كنت عريس بقضيلي يومين عسل قبل ما اسافر فرنسا واقضي شهر العسل مع قمرى…

ارتفعت انظار قمر له واندهشت من رغبته في قضاء شهر العسل معها ثم نظرت الي غصون فوجدت نظرات حاقده لا تستطيع غصون اخفائها اما عن ضحي فابتسمت وتمتمت في سرها بدعوات لهم بالسعاده…دخل عليهم غالب يتحدث بحب قائلا

=لا ده في تطور جامد يا سي غيث…كنت بتتمني الحب واهو حبيت وعايز تعمل شهر عسل كمان…بس خلي بالك انت قلت محدش يحضن قمر غيرك…بس نسيت اني انا جدها ومش هتحرمني من ده.

ركضت قمر لتحتضن جدها ليربت علي ظهرها بحنان ويهمس لها في أذنها هل هي سعيده فأخفضت قمر رأسها من الخجل

نظر اليهم غيث بغيرة صادقه وقال

=طب كفايه كده يا عم الحج…البت هتتفعص في حضنك..ده انا جوزها مش بحضنها كده والله…قال جدها قال…بقا بعد كل المرمطه دي تقولي كده؟

تركها غالب له بأمان بعد الضياع وقال

=حقك يا بني…كده انا اتطمنت عليها …خصوصا وهي معاك…ربنا يهنيكوا ببعض…ويرزقكم الخلف الصالح…يااه يا غيث انا نفسي تجبيولي احفاد كتير.

قام غيث بتقبيل يده جده قائلا بألفه

=وانا كمان نفسي يا جدي…ربنا يحققلك امنياتك…ويباركلنا فيك…وعقبال ما تشوف ولادنا واولاد ولادنا…انت بركه العيله دي…احنا من غيرك ولا حاجه.

ابتسم غالب قائلا بلؤم وخبث

=طيب يا سيدي…انا سامع انك رايح شهر عسل…وبقالك يومين مبتنزلش الشغل…مش تيجي تشوف ورق المعدات اللي اشتراها ضياء؟

هز غيث رأسه بطاعه واخذ جده ودلفا الي حجرة المكتب قائلا باستفسار

=خير يا جدي…معدات ايه وزفت ايه اللي ضياء جابهم…انا قلتله معداتنا كويسه…هو بيتصرف من دماغه…امتي بقا نخلص من الراجل ده.

بعد دلوف غيث وغالب حجرة المكتب حتي تهادلت غصون في مشيتها واحتضنتها باصطناع تربت علي ظهرها قائله

=انا زعلانه يا قمر…كلهم اخدتيهم بالاحضان ما عدا انا…وبعدين انا بعتلك الطباخه النهارده…ايه اللي جابك …هو اكلها مش عاجبك ولا ايه؟

اتسعت حدقه عين قمر تنظر الي غصون بتعجب قائله

=هي لحقت تطبخ…وبعدين طنط ضحي اصرت اننا نيجي نتعشي معاكم النهارده…ومتزعليش مني يا ماما…معلش حضرتك معودتنيش علي الاحضان من زمان.

امتغصت ضحي من حديثها خاصه عندما وجدت ضحي تنظر اليها بشماته واضحه

في المكتب غالب بصوت منخفض وهادئ اخرج من درج مكتبه الملف الذي اعطته له غصون قائلا

=الملف ده غصون جابته ليا امبارح…البيه ضياء اشترى معدات رديئه بقيمه معدات عاليه…وعايز يلبسني سعرها…وهو يستفاد بفرق السعر.

نظر غيث الي الملف الذي امامه بحيرة ليتنهد قائلا

=مفيش فايده…والهانم اصلها ايه باعته…وحضرتك عملت ايه لما عرفت…اوعي تقولي انك حولتهم مديونيه في البنك علينا…ما هو مينفعش يقا.

غالب بوجوم

=الهانم تبيع ابوها علشان الفلوس…انا بقا حولت المبلغ بمديونيه عليه باسمه في البنك…وده اول مسمار في نعشه…ولسه ابنه واللي هيعمله فيه.

غيث بخبث

=عفارم يا جدي…عقبالها هي كمان…اللي مفكراني صدقت شويه النحنحه بتوعها…والله أنا حاسس ان قمر كمان مش مصدقاها…ما هي دي مش بني أدمه..

ابتسم غالب بسخريه وقال

=هي مش بتعملهم عليك…هي بتعملهم علي قمر…لانها طيبه…ولذلك محاولتش تصالح همس…رغم ان همس خدتها ساميه عندها…بس عملت نفسها مش من هنا.

غيث بشرود

=مش عارف ليه حاسس ان قمر مش مصداقها…وبتلاعبها بأسلوبها…حقا لو ده صح يبقا قمر اتغيرت اوي يا جدي…منها لله فصلت برائتها .

غالب بمكر

=متستغربش…قمر دلوقتي بقت تربيتك…ومتستبعدش انها تكون بتلاعب امها…وبعدين دي يا ما شافت منها…بس خلاص وصلت لنقطه الكيل طفح.

هز غيث رأسه بسعاده وتمني ان يكون احساسه في محله

*بعد مرور هذ اليوم بدون اي كوارث حيث تناول قمر وغيث العشاء بالقصر وعاد الي منزلهم…استيقظ غيث في اليوم التالي ووجد قمر مستغرقه في النوم فلم يوقظها وترك لها ورقه بانه ذاهبا للمصنع ضروريا …وبالفعل ذهب للمصنع وجلس في غرفته لينهي بعض الاعمال الضروريه التي فاتته وهو غائب عن المصنع…علم جده بوجوده فدلف اليه ليتشاوروا في بعض الامور الخاصه بالعمل نظر غالب الي الاوراق امامه بتوتر وضياع قائلا

=وبعدين يا غيث…احنا هنسيب المعدات الرديئه دي تشتغل في المصنع كتير…ما كانت اللي قبلها كويسه…كده مش الانتاج هيقل وبس دي ممكن تعمل كوارث للعمال.

جلس غيث امامه قائلا بحيرة

=مش عارف يا جدي…الزفت ضياء حطنا في موقف صعب…لو شيلناهم وحطينا القديم كده هنتكشف اننا فاهمينه…وساعتها هو مش هيسكت.

ظل يفكر غالب في الامر قليلا الي انا لمعت برأسه فكرة خبيثه فقال لغيث

=احنا هنشيلهم يا غيث…باعتبار ان انت مش موافق تشغل معدات وتستفاد منها وهي مديونيه للبنك…وبكده هو هيضطر يسدد فلوسها…وحليني بقا.

ابتسم غيث لدهاء غالب ووافقه الرأي واصدر قرار بايقاف تشغيل الماكينات الجديده…في هذه الاثناء دلفت الي المكتب خلود تركض نحو غيث تحتضنه بحب محاوله منها اغاظه غالب قائله

=انت نسيتني يا غيثو ولا ايه…يعني سبت القصر من غير ما تطمن عليا قلت ماشي اهي ظروف…لكن تقعد اسبوع بحاله ما تطمنش عليا؟

نظر اليها غيث يذغرها بعينيه ويعلمها بوجود غالب في المكتب يقوم بانزال يديها من علي كتفيه قائلا بجمود

=ايه يا خلود.. انتي مش شايفه جدي ولا ايه…مش اللي يدخل يرمي السلام علي اللي قاعدين…ولا انتي داخله سويقه وخلاص…وبعدين ما انتي اللي ما صدقتي مشيتي من القصر بعد ما انا مشيت.

اخرج غالب هاتفه من جيب بنطاله يعبث به ليرسل رساله الي قمر لتحضر الي المصنع في امر هام وسرى ثم نظر الي خلود نظرة بارده وقال

=هو انتي مش شايفاني قاعد ولا ايه يا خلود…وبعدين يا غيث هي كانت قاعده في القصر علشانك…انت مشيت هي خلاص معدش ليها لزمه.

استيقظت قمر ووجدت الورق المطويه بجوارها فابتسمت بسعاده ثم جائتها رساله من جدها فقطبت جبينها وارتدت ملابسها علي عجله منها وذهبت الي المصنع وجدت جدها ينتظرها في البهو ليخبرها بوجود خلود في المصنع لتزفر بحنق… فيحاول يهدئها لتسيطر علي اعصابها فتهز قمر رأسها بخبث وتصعد الي غرفه غيث …فكرت في دخول غرفته بدون اخباره فخشت ان تجد موقفا يغيظها فطلبت من السكرتيرة اخباره بوجودها لينهض وتنفرج اساريره بوجودها غير عابئا بوجود خلود ليخرج يستقبلها محتضنا لها بقوة قائلا

=وحشتيني يا قمرى…مرضتش اصحيكي من النوم…ونزلت علشان ورايا شغل كتير متراكم من ايام عسلنا يا عسلي…بس ايه المفاجاءة الحلوة دي؟

همست قمر في اذنيه بخجل قائله

=غيث…احنا بره المكتب…انت كده بتحرجني قدام الموظفين…انا مش عارفه اخرج رأسي من حضنك…خبيني ودخلني المكتب بسرعه.

سحبها غيث وهي بين احضانه ليدخلها المكتب وبعدها اخرجها من بين احضانه قائلا بترحيب

=شرفتي يا مولاتي المكتب…وعلي فكرة اخر مرة هسمح ليكي انك تتحرجي من حبي قدام حد…هتفضلي لحد امتي قمر الكسوفه…مش كفايه بقا كسوف.

قمر بخبث تنظر الي خلود قائله

=ايه ده…خلو د هنا…وانتي يا غيثو عمال تغازلني قدامها…كده كتير والله…بس تعرف انا بقا قدام خلود مش بتكسف…اصل بحسها اختك.

نظر اليها غيث بذهول وهمس لنفسه قائلا

=العب…دي استحاله تكون قمر…دي مش هاممها وجود خلود…ده انا كنت مفكر انها هتولع فيها…الظاهر فعلا انها اتغيرت…انا ابتديت اخاف منك يا قمرى.

انفرجت شفتي خلود مذهوله مما قالته قمر وابتلعت ريقها قائله

=اهلا قمر…انا هنا علشان اشكر غيث علي الايام الحلوة اللي قضيتها معاه…قصدي علي الايام الحلوة اللي قضيتها معاكم…معلش اصل لساني واخد علي غيث وبس.

نظرت لها قمر بغضب وغل فلاحظ غيث ذلك فحاول تهدئه الوضع قائلا

=متقوليش كده يا خلود…طب دي حتي قمر لسه بتقولك اننا اخوات…وهي برضه الاخت تشكر اخوها…لو احتاجتيني في اي وقت انا تحت امرك.

نظرت له خلود نظرة امتنان وصافحته بحرارة لتغيظ خلود وصافحت قمر ببرود بعيون متحديه وخرجت من المكتب لتتركهم بمفردهم لتنظر قمر في اثرها ثم نظرت اليه بغيرة وغضب قائله

=لا والله …لو احتاجتك في اي وقت سيادتك تحت امرها…طب ما طبيعي بعد اللي انت قلته ده هتحتاجك…او هتمثل انها محتاجك…زى ما عملت في الاول

سحبها غيث بين احضانه هامسا لها

=بتغيرى يا برتقانتي؟ يا صلاة العيد…كنت عايزك بس تحبيني…حبتيني وعشقتيني…واتجوزتيني…وغيرتي عليا كمان…لااااا أنا أمي داعيه ليا.

ضربته قمر في صدره قائله

=ايو بغير…مش من حقي…انت بتاعي لوحدي فاهم….لى ما أنا ملكيه خاصه ليك…انت كمان ملكيه خاصه ليا أنا لوحدي…فاهم يا باشم.

قهقه غيث من السعاده وقال

=فاهم يا فندم…وانا اقدر برضه…اكون لحد غيرك يا برتقانتي…ده أنا ما صدقت أساسا…هو في في حلاوتك يا قمرى…طبعا لا…مفيش.

ابتسمت قمر ودفنت وجهها اكثر في صدره تحمد ربها علي السعاده مع غيث متوجسه من نظرات خلود المتحديه لها وتصرفات امها الغير متوقعه.

في منزل غيث وقمر تعالي صوت هاتف الخاده لتلتقطه قائله بثقه

=اطمني يا غصون هانم…قمر هانم اتصلت بيا حالا علشان أحضر الغدا…وحطيت الدوا لغيث بيه زى ما أمرتيني.

غصون بجمود

=تمام يا شوقيه…مش عايزة تقصير فهماني…وقمر هنا ممنوع تأخد من الدوا.

هزت شوقيه رأسها قائله

=تؤمريني بحاجه تانيه حضرتك.

غصون بفحيح الأفعس

=عايزاكي تخلي بالك…امنعي الشاي وأي منبه بعد الأكل…وحاولي تلهي قمر الزمان عنه…بأي حجه.

لوت شوقيه شفتيه قائله

=مقدرش يا غصون هانم…مش عايزاهم يأخدوا بالهم…وخصوصا انا لسه جديده هنا

=غصون بغضب

=انتي يا زباله هتعرفيني شغلي ولا ايه؟

أغمضت شوقيه عينيها بمرارة وقله حيله قائله

=اسفه يا هانم…حاضر أوامر حضرتك…هتتنفذ كلها بالحرف الواحد.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية ما تخبأه اقدارنا الحلقه العاشره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى