روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 30

بعد ليلتهم الاعترافات الجميله بين قمر وغيث استيقظ غيث علي صوت هاتفه ليجد شاشته تضئ باسم جده فرد عليه بقلق مستفسرا عن سر اتصاله في هذا الموعد ليخبره غالب بأن غصون جاءت لهم منذ الصباح الباكر لتحتمي من ضياء حيث أنه حاول قتلها..فقام غيث بايقاظ قمر وأخذها الي القصر مسرعا ليجدو حلا من غصون الشيطانه المصرة علي مكوثها بالقصر بأي طريقه…وصلا كلا من قمر وغيث الي القصر ودلفا ليجدوا غصون تهرول الي قمر وتحتضنها بهلع وخوف قائله

=الحقيني يا قمر…الحقيني يا حبيبتي…ضياء الكل….عايز يقتلني…خلي جدك يوافق علي قعدتي هنا معاكم…أنا مش عايزة أبعد عنكم تاني.

ظلت قمر تنظر الي كل الموجودين بجمود وهي ساكنه في حضن غصون بدون أن تحرك ساكنا أو ترفع ذراعيها لتبادلها الاحتضان لتجد غيث يهتف بلؤم وخبث موجهها حديثه الي غصون قائلا

=واحنا ايه اللي يجبرنا اننا نصدقك…وبعدين ضياء طالما وصلك …يبقي أكيد هيعرف يقتلك…ومش هتلحقي تهربي منه وتيجي هنا…احنا مش أغبيه برضه.

أبعدتها قمر عن أحضانها بحزم قائله بخبث

=سيبها يا غيث …أصلها مفكراني قمر بتاعت زمان…اللي كل اما تنزل دمعتين تخاف علي أمها…أسفه يا مدام غصون…عمرى ما أقدر أمن للست اللي قتلت أبويا.

هزت غصون رأسها بالنفي وقالت

=لا صدقيني يا قمر…انتوا صدقتوه وكذبتوني…ومتعرفوش انه لعب هو وشادي عليكم وأوهمكم ان شادي اللي يملك كل شئ …لكن اللي متعرفهوش ان ضياء راجع وبقوة.

هنا تعالت ضحكات همس قائله

=أقسم بالله انتي وضياء صعبانين عليا…مفكرين نفسكم أذكيه…وانتو أغبي خلق الله…يا حاجه غصون شادي لعب علي ضياء…وأخد كل أسهمه وضياء بقا علي الحديده.

جز غيث علي أسنانه من تصريح همس بالحقيقه لأنه يعلم جيدا ان غصون سوف تنتهز الفرصه وستسرد لضياء كل شئ لتكسب وده من جديد فقال غيث بقوة

=همس….جرى ايه…انتي بتسهلي عليها الموضوع ولا ايه…مش يمكن يكون شادي بيلعب لحساب ضياء…عموما انا متفرقش معايا أي أسهم…أنا أهم حاجه عندي انهم يبعدوا وخلاص.

انتبهت همس أنها دمرت كل شئ عندما أخبرت غصون بالحقيقه فهتفت بتوتر قائله

=سورى يا غيث…هي اللي استفزتني لما اتكلمت عن ضياء ورجعته تاني…وبعدين صحيح احنا ميمناش أسهم…أهم حاجه انكو تبعدوا عننا بقا.

نهض غالب من مقعده وتوجه الي غصون الذي كان يظهر علي وجهها أمارات الخبث وهتف باستهزاء قائلا

=اظن أنا كده عداني العيب…جيت بنفسك وبنتك همس طردتك…أصريتي تستني قمر علشان بتقدرى تستعطفيها…بس أنا شايف انها كمان مش عايزة تشوف وشك.

أتبعه غيث قائلا بغرور

=لو طالبه حمايه…أنا معين حرسين عليكي…وأنا بس اللي أخليهم يحموكي…أو يسيبوكي لضياء ينهش في لحمك…بس حمايتي تمنها كبير أوى يا غصون هانم.

ابتسم غالب بخبث قائلا بفخر

=والله وجه اليوم يا غيث اللي تأخد فيه حقك…قد ايه أنا فخور بيك…بس اسمحلي أنا اللي أقولها علي تمن الحمايه…أصله تمنها عزيز عليا أوى.

هبط يحيي الدرج بهدوء قائلا

=لا معلش يا عمي…أنا مغلول منها جدا…ذلت مراتي وأهانتها…وذلت ساميه ودبحتها…وحرمت ضحي من جوزها وقهرتها…اللي قوليلي يا غصون هتقدرى ترجعي اللي ماتوا…ولا نسيبك تموتي زيهم.

اتسعت حدقه غصون بهلع وخوف وابتلعت ريقها بصعوبه خاصه عندما سمعت غيث يقول

=لأ ومش أي موته…هتموتي نفس موته أبويا وعمي كمان…علشان أريح قلب أمي اللي اتقهر بسببك…ولا قلب بناتك اللي اتيتموا علي ايديكي.

ابتسم غيث قائلا بقوة رجل في الثلاثبن من عمره

=وقلبي أنا …اللي اتكسر واتحطم…وأنا بدفن أولادي بايدي…وانتي يا قذرة فضلت عايشه وسطينا زى الحيه…مبتحاوليش تتغيرلى علشان بناتك.

هبطت دموع همس علي ما تراه والتي لم تكن تتمناه أبدا أما عن قمر فقد ظلت متجمده أمامهم تنظر الي اللا شئ ولكنها انتبهت عندما سمعت همس تتحدث بغرور قائله

=احنا ميشرفناش يا جدي ان نكون بناتها…احنا بنات عمتي ساميه…هي اللي ربتنا وزرعت فينا الأخلاق والمبادئ والقيم…ولولا كنا انحرفنا.

ابتسمت لها ساميه وقامت باحتضانها قائله

=طب ليه الدموع دي يا همس…أنا متعودتش منك علي الضعف ده…ده حتي قمر اللي كنا بنقول عليها ضعيفه واقفه قدامك ولا هاممها …

مسحت همس دموعها بسرعه وهزت رأسها بقوة قائله

=عندك حق يا ماما ساميه…اللي زى مدام غصون ميتحزنش عليها…وانتي يا قمر أنا مبسوطه منك جدا…قد ايه كنت خايفه لتيجي وترضي انها تفضل وسطينا تاني.

نظرت لهم غصون بغل وحقد وتوجهت ببطء نحو الباب لتخرج أمله أن يناديها أحد من جديد ويرجعها ولكنهم كنظروا لها نظرات لا مباليه وغيرت وديعه دفه الحديث قائله بمرح

=أنا من يوم ما جيت الدنيا دي…وانا حاسه انك مش أمي..زوالله حرام أروح أدورلي علي أمي تانيه يعني…ما هو مينفعش كده والله الاهتمام مبيطلبش.

هبطت بثينه من علي الدرج تهتف بلؤم وخبث قائله لوديعه

=وتدورى وأنا موجود يا مرات ابني يا عسل..زأنا هكون أمك واختك وبنتك كمان لو حبيتي…ههههه ده انتي هتبقي حبيبه الواد زومه…

أرادت غصون افساد سعادتهم قبل أن ترحل فهتفت بخبث قائله

=هتبقي حبيبه الواد زومه…زى أمها حبيبه سي يحيي…وأهي ساميه هتتطلق…وفرصه ليك يا يحيي تتجوز ساميه وتعيشوا حبكم من جديد.

ليهتف يحيي بغضب قائله

=غصون يا بنت خلدون…الزمي حدك…وانتي بتتكلمي عن أسيادك…ساميه أكبر من انك تتكلمي عنها بالشكل المهين ده…دي ستك وتاج راسك.

كادت غصون ان تستفزه اكتر لتجد قمر تهتف غاضبه وهي تضع يدها علي {اسها

=انتي ايه…ده الشيطان يصقفلك…عماله تخوضي في أعراض الناس ولا حد همك…نسيتي انك ضيعتي سمعتنا لما روحتي اتجوزتي ضياء عرفي…اطلعي برا برا برا

لتسقط قمر مغشيا عليها من أثر الصداع الذي يفتك بها مرارا وتكرار ليهرع غيث بحملها ويهاتف حمزة سريعا ظنا منه أنها تعرضت لنوبات الانهيار العصبي من جديد.

اتي حمزة مهرولا وشك في أمرها فطلب من غيث حملها والذهاب بها الي المشفي لافاقتها فانتهزت غصون الفرصه وركبت معهم رغم اعتراض غالب وضحي ولكنها صرخت مهدده لهم بأنها أمها ولا بد من الاطمئنان عليها…ذهبوا جميعا الي المشفي…ودخلت قمر غرفه الكشف…ودخل معها حمزة ليتم افاقتها فورا…واستدعاء لها طبيبه نسائيه لشعورها بالقئ بعد الافاقه…فهي هذه الاثناء كان غيث يزرع صاله الاستقبال ذهابا وايابا ليخرج حمزة قائلا بمرح

=للدرجه دي شاكيني في وفي تخصصي…مكنش العشم يا ابن خالتي…أنا دكتور مجانين…مش حمل وولاده…ده أنا اتحرجت جوه احراج.

اتسعت حدقه عين غيث وارتعش وابتلع ريقه موجهها حديثه لحمزة بتوتر قائلا

=حمل وولاده! قصدك ايه يا حمزة…هي قمر حامل…يعني أنا هبقي أب بجد يا حمزة……حمزة اوعي يكون ده هزار بايخ منك…أنا مش مستحمل.

ابتسم حمزة وهز برأسه ليؤكد الخبر قائلا

=اه والله يا غيثو …وانا هبقي عمو حمزة …وهيييح بقا عقبال ما ابقي اب وكدهون يعني

انصدمت غصون وجزت علي اسنانها من الغيظ واندفعت الي الغرفه حتي أن الطبيبه النسائيه انزعجت من اندفاعها بينما ضحي انفرجت اساريرها وانطلقت لتأخذ غيث بين أحضانها قائله

=الف مبروك يا حبيبي …أخيرا عشت وشفت اليوم ده…ياريت أبوك كان معانا كان هيفرح أولى

ربت غيث علي ظهرها بحنان قائلا

=ربنا يرحمه يا أمي…ويباركلنا في عمرك…وتعيشي وتشوفي اولاد أولادنا

لينتهد غالب بسعاده قائلا

=انا اللي بحمد ربنا…اني عشت للحظه دي..زلحظه اني اشوف أولادك يا غيث

أخرج غيث ضحي من أحضانها وتوجه الي جده قائلا

=كله بفضلك يا جدو…احنا من غيرك مكناش وصلنا للنقطه دي…وسامحني علي أي حاجه عملتها بعصبيه معاك.

لينبهم حمزة علي غصون قائلا

=نهار اسود…عمالين تحبوا في بعض…وسايبين أم أربعه واربعين جوه لوحدها مع قمر…دي ممكن تأكلها وتأكل الواد

انطلقوا كلهم مسرعين داخل الغرفه ليتفاجئوا بوجه قمر الجامد الصلب ومحاولات غصون المستميته لمصالحتها قائله ب استعطاف

=قمر بالعقل كده…مين ممكن يأخد باله منك في الفترة الجايه غير أمك…أنا اتغيرت أوى يا قمر…طب بصي فتلرة الحمل دي فترة اختبار ليا…ولو لقيتي مني غلط اطرديني تاني.

لتندفع ضحي مسرعه وتزيحها من أمام قمر وتجلس بجوار قمر تحتضنها والتي ما ان وجدت نفسها في أحضان ضحب حتي دفنت وجهها براحه في صدر ضحي تستمع لضحي وهي تتحدث بقوة وقسوة لغصون قائله

=خلاص يا غصون …قمر طردتك ومن زمان…واحنا معندناش استعداد نخسر اللي في بطنها بسببك… متغيرتيش ليه من زمان…جايه بعد اللي عملتيه تعملي نفسك أم …احسنلك ترجع للمستنقع بتاعك.

نظرت غصون الي غالب فوجدته يفتح الباب علي مصرعيه قائلا لها بكل جبروت

=بره…ومعنتش عايز أشوف وشك في محيط أولادي…لو شفتك تاني…بدل ما هسيبك لضياء يعذبك ويقتلك…هقتلك بايدي…وأشفي غليلي منك.

نظرت له غصون بغضب وخبث وقالت باستهزاء

=بالراحه علي نفسك…تقولش بتطرديني من الجنه…ومتقلقش أنا استكفيت وأخدت اللي أنا عايزاه…وبدل ما تهددني بالقتل يا غالب بيه…خاف علي نفسك وانت رجلك والقبر ولا علي حفيدك ولا أقولك خاف علي اللي في بطن حفيدتك

لتخرج قمر من أحضان ضحي بفزع وتصعق مما تقوله غصون وتضع يدها علي بطنها تصرخ وهي تشاهد غصون تخرج بكبرياء غامزة لها بخبث

اندفع غيث الي قمر ليهدئها قائلا

=قمر يا حبيبتي …متخافيش هي متقدرش تعمل حاجه…أنا حاسب خطواتها كويس…وبعدين أنا وعدتك اني أحميكي حتي من نفسك…اعتبريها مش موجوده.

دلف حمزة قائلا بمرح

=انتو عملتوا ايه في أم أربع وأربعين…دي خارجه زى ما يكون اتجننت…والدنيا خلاص اتسدت في وشها…وربنا صعبت عليا…وكنت هكشف علي نفسويتها بس خوفت لترفعني بالفرفر.

ليضحك غيث وضحي وغالب علي حديث حمزة ويشير غيث الي حمزة موجهها حديثه لقمر قائلا

=شوفتي …أنا قلتلك…هي بس حبت تخوفك…علشان ترجعيها القصر…لكن هي متقدرش تعمل حاجه…هي خلاص بقت قليله الحيله…كل اللي هتعمله هتحاول تكسب وقت مع ضياء وتقوله علي اللي عمله شادي.

هزت قمر برأسها وابتسمت قائله

=عندك حق…مفكرة اني محتاجها…كانت فين زمان لما احتاجتها كأم…يالا مفيش مشكله…علي رأيك يا غيث أنا هعتبرها مش موجوده.

اقتربت منها ضحي مجدادا قائلله بحنان

=بس ماما ضحي موجوده…ومش هتعامل معاكي كانك مرات ابني…لا انتي بنتي…اللي شايلي حفيدي…اللي بتمني يبقي زيك في صفات كتيرة يا قمر.

اقترب غالب هو الاخر وقبل رأس قمر قائلا

=بنتي وحفيدتي الحلوة…اللي مكانها في قلبي دون الكل…اللي عوضتني عن فقدان أبوها…بحمد ربنا اني شفتك عروسه في الاول وبعدين هتبقي احلي ام في الدنيا.

صفق غيث علي يديه قائلا

=يعني أنا بره عمال أعتذرلك يا جدي وأقولك سامحني…وانت برضه مفيش فايده…مفيش غير قمر وبس…والله حرام…احنا أحفادك برضه.

أيده حمزة بالحديث قائلا

=أه والله يا غيثو ي أخويا…ده حتي لدلوقتي سايب همس وشادي لغايه ما حنطوا من غير جواز…وسايبني أنا من غير حتي أقفش ايد البت وديعه وألبسها الدبله بتاعتي ,اقولها انتي ملكي ياديعا.

ضحكت قمر بشده حتي أدمعت عيونها قائله

=عالم حقوده…هتموت وتلبسها الدبله يا حمزة…والبت أصلا بتهرب منك ومن جنانك…وبعدين احنا ممنعناش حد من الجواز …هي حجج والسلام.

ابتسمت ضحي لحمزة قائله

=متقلقش يا حمزة…أنا كلمت بثينه ويحيي وخلاص علي أخر الأسبوع…هتكون وديعه لابسه دبلتك…بس بطل جنانك ده بقا…وبعدين يا غيث هنفضل قاعدين في المستشفي كتير.

انتبه غيث لوجوده في المستشفي فقال

=تصدقي أنا نسيت…ده أنا حتي نسيت اني هكون أب…ونسيت أبارك لحبيبه قلبي…بس كويس…علشان أباركلها علي انفراد…ولوحدينا.

خجلت قمر وأخفضت رأسها فابتسم غالب بسعاده قائلا

=طب يا سيدي ايه اللي منعك.. خدها وطير علي فيلتكم…لانك لو جيت القصر…لا هتبارك ولانيله…الكل مش هيسيبك وهيباركولها بالنيابه عنك.

تضايق غيث من غالب وركض ليحملها مودعا اليهم بايديه واخذها الي سيارته منطلقا الي فيلتهم.أما عنهم فانطلقوا مسرعين الي القصر ليزفوا الخبر الي كل الموجودين به…

بعد أن خرجت غصون مطروده من المشفي أخرجت هاتفها لتطلب رقم ضياء والذي تفاجئ من اتصالها لهروبها منه ليرد بغضب قائلا

=أهلا بالزباله اللي لمتها من الخدمه في البيوت هي وأبوها…وعملتها بني أدمه وفضلتها علي مراتي وأولادي…وفي الاخر راحت باعتني.

ارتفع حاجب غصون بكبرياء قائله

=متغلطش يا ضياء…لأن مراتك واولادك كان بيلعبوا عليك لعبه توديك القبر…خلوك علي الحديده…علشان تبقي تصدقني لما أقولك بيضحكوا عليك.

اتسعت حدقه ضياء مما سمعه منها لأنها أكدت له الشكوك من ناحيه شادي فسألها بتوجس خائفا

=بتقولي ايه يا غصون…دي لعيه حقيرة تانيه من ألاعيبك…علشان تقلبيني عليهم…صح…وفاكراني هصدقك تاني…بعد اللي عملتيه فيا…

زفرت غصون بحنق قائله

=اسمعني كويس…هما خلاص دمرونا ودمروا كل خططنا..ابنك ضحك عليك وأخد اللي وراك واللي قدامك…وبنتك المصون هتتخطب لابن عدوك.

قبض ضياء بعصبيه علي يديه يجز علي أسنانه قائلا

=اااه يا نارى منهم…وديني لو كلامك صحيح يا غصون ليشوفوا مني وش عمرهم ما شافوه بحياتهم…هقتلهم نفر نفر…مش هخلي حد من العيله دي.

لمعت أعين غصون بخبث قائله

=متقدرش…دول بيزيدوا يا حبيبي…دي حتي قمر حامل…وطردتني هي وهمس…وابنك قادر مرمطك ولسه يا ما هتشوف يا ضياء…فالح بس تتشطر عليا.

لم يرد عليها ضياء ليفصل الهاتف في وجهها ويركض الي زوجته واولاده لينال منهم

رجع غالب الي القصر ولم يجد أحدا به فاستغرب عدم وجودهم وخشي أن يكون أصابهم مكروه فأسرع غالب بالاتصال علي ابنته لترد وديعه نيابه عنها وتخبره بأن والدها موجود في شقتهم يحاسب شادي علي تلاعبه معه

صرخت ساميه في وجه ضياء قائلا

=انت جاي ليه…عايز مننا ايه…طبعا جاي بعد ما العقربه غصون قالتلك ان شادي أخد منك كل حاجه…مسكين يا حرام…متعرفش اننا لو كنا فتحنالها دراعتنا عمرها في حياتها ما كانت جت ولا قالتلك علي كل ده.

كاد ضياء ان يفتك بها وهو يتقدم نحوه ليقف شادي حائلا بينه وبينها قائلا بجمود

=حيلك…رايح فين يا والدي…هو أنا مت ولا حاجه…طول ما أنا عايش علي وش الدنيا…اوعي تفكر تقرب من أمي…لان ساعتها هنسي انك أبويا.

خرجت ساميه من وراء شادي تتحدث بغل وحقد قائله

=طبعا شادي بيجاملك يا ضياء…لان شادي نسي انك أبوه…من ساعه ما عرف حقيقتك وحقيقه اللي عملته زمان…فيا أنا واخواتي…واللي عمله معاك دلوقتي ده رد بسيط علي جرايمك السوده في حقنا.

تمالك ضياء نفسه من الغضب قائلا

=وأنا لا عايز أفتكره ولا أفتكرك…انتو هتبقوا ماضي بالنسبه ليا…حياه هعتبر نفسي معشتهاش…بس ترجعلي كل حاجه…يا اما هنسي اني ليا ابن وهقتله زى ما قتلت اخواتك زمان.

شهقت همس من الصدمه وجحظت عينياها قائله بذهول

=معقول…تقتل ابنك…وعلشان ايه ثروة…استحاله تكون أب…ده أنا أمي معملتهاش…قتلت اي حد الا أنا واختي…انتو ايه شياطين…مش مدركين ان في ربنا ممكن يسحقكم.

نظر لها ضياء باستهزاء قائلا

=أمك معملتهاش يا حيلتها…بس فكرت…وعطيتني الاذن…وقالتلي أنا مليش صالح بيهم يا ضياء…ان شاء الله تقتلهم كلهم…المهم سامحيني يا ضيو….صحيح وأنا اللي كنت هضحي بيها علشان ساميه …بس كله بيبان علي حقيقته…انتي طالق يا ساميه.

لتشهق ساميه من سعادتها غافله عن تلك التي كانت تجلس معهم والتي أصرت علي حضورها معهم لتفادي أي مشكله تحدث بينهم وهي بثينه التي انتفضت من الصدمه قائله

=طلقتها…بقا تبيع عشرة عمرك دي كلها…علشان واحده وضيعه زى غصون…واحنا اللي قلنا انك ممكن تتغير وتبقي كويس …بس للاسف انت زيك زى غصون.

كاد ضياء أن يرد عليها لولا رن الجرس ودلوف ضحي وغالب والذي استمع الي كلمات بثينه وتحدثها بخوف ليتحدث بهدوء قائلا

=ده أحلي حاجه عملها يا بثينه انه طلق بنتي…وخلصت من اسمه اللي مربوطه بيه طول عمرها…كان المفروض كل ده يحصل من زمان…اطلع بره يا ضياء وانسي انك اتجوزت من عيلتي…وملكش اولاد عندي.

نظر لهم ضياء بكل حقد وغل وتركهم وهو يسب ويلعن فيهم وما ان خرج حتي انهارت وديعه علي الارض باكيه تقول

=عمرى ما كنت أتوقع ان ده يحصل في يوم من الأيام…أبويا اللي كنت ديما بشوفه أحسن أب يبقي بالشكل الوضيع ده…كنت ديما بحاول اتلاشي كلامكم عليه من عقلي وأقول أكيد هيحصل معجزة وبابا هيكون أحلي أب …بس للأسف أنا نصيبي كده…

انتشلها يحيي من علي الأرض يربت علي ظهرها بحنان قائلا

=هو في حد يا وديعه بيختار أهله…وبعدين فين المرشده النفسيه القويه اللي بتنتشل الناس من أحزانهم…وبتنصحهم يعدوا أزماتهم…وبعدين هو مينفعش أبقي بابا يحيي.

ليقاطعه حمزة بلهجته المرحه قائلا

=اااه وماله…خليك عمال تعطف وتلطف وتحضن…ما تبوس بالمرة يا حاج يحيي…وأقظع عليا…بقولكم ايه ما تجوزونا بقا وأنا هعالجها.

لتتعالي ضحكاتهم علي مرح حمزة ليتناسوا القليل من أوجاعهم.

ذهب ضياء الي غصون والتي ما سرعان أن فتحت له بابها وقابلته بالأحضان لكونه في حاله لا يرثي لها ليرفع أنظاره اليها قائلا

=انتي صح يا غصون…كلهم باعوني وخانوني…حتي ابني.

لتبتسم غصون ابتسامه نصر قائله

=متزعلش يا ضيو…انتي عندك السكر…دول مش هينفعوك لو مرضت ولا حتي مت…أنا قلتلك من الأول وانت مصدقتنيش…وشوفت أخرتها ايه.

هز ضياء رأسه باستكانه وهو ينفث دخان سيجارته بشراسه قائلا

=والعمل يا غصون…دول حتي مش سايبين ليا فرصه اني أسافر بره مصر…دول أخدوا كل حاجه.

ابتسمت غصون قائله

= كل حاجه هترجع زى ما كانت يا ضياء…بس همتك معايا…نشوف سوا هنخلص من مين فيهم…زى ما خلصنا من اللي قبلهم…وده لازم يتم يوم خطوبه الموكوس حمزة علي بنتك المصون

هز ضياء رأسه بموافقه علي رأيها تاركا أذنه لسم الأفعي الذي يقطر من لسانها.

بعدمرور أسبوعين خاليين من أي اضطراب …لبعد ضياء وغصون عن محيط العائله…مما أثار استغراب غيث وجده لأنهم كانوا يعلموا بوجودهم معا في مسكن واحد…ولم يخرجا منه أبدا حتي ظنا أنهم قاموا بقتل بعضهم البعض…بعث غيث باحدي حراسه ليخبره أنهم ما زالوا علي قيد الحياه…اجتمعت العائله من جديده ليتم ترتيبات فرح همس وشادي وخطبه وديعه وحمزة

لتنظر اليهم بثينه مبتسمه براحه قائله

=أنا مبسوطه أوى ان حمزة خطب وديعه…أنا من يوم ما رجعنا مصر وانا نفسي في اليوم ده…عقبال فرحهم…وشوفه أولادهم

…ليتحدث حمزة بلهجته المرحه قائلا

=أنا مليش دعوة يا بشر…أنا عايز فرح زى همس وشادي…مش خطوبه لا وكمان مع فرحهم…ليييه هو أنا قليل ولا ايييه …أنا راجل ملوى هدومي.

لترد عليه ساميه قائله

=طبعا راجل…وسيد الرجاله كمان…بس فيها ايه يعني يا حمزة لما نخلي الفرحه فرحتين…زى يوم فرح قمر وغيث عملنا خطوبه شادي وهمس.

ليضحك شادي قائلا

=اسمعي مني…وربنا ما هتأخد بالك العيله دي مجانين…دي همس عملت عمايلها ولولا فرح غيث دارى عليها

ليتذمر حمزة من حديث شادي مثل الأطفال…لتربت ضحي علي كتفي حمزة قائله

=حبيبي حمزة…انتي أخر العنقود من الرجاله…وسكر معقود…لازم تكون فرحتك مسك الختام…فرح كده ايه ولا ألف ليله وليله…

مش يبقي فرحك مع فرح حد.

ليعاكسه جده غالب قائلا

=هو انت عايز تضحك علي البت الصغيرة بتاعتنا وتعمل فرحك مع فرح أخوها…ليه بخيل ان شاء الله…ده أنا هدفعك دم قلبك في فرحك…ولازم يبقا فرحكم أحلي فرح…مش يمكن يكون ده أخر فرح أحضره في العيله.

ليدخل عليهم غيث مقبلا يد جده قائلا

=بعد الشر عليكي يا جدي…عقبال ما تحضر فرح أولادي…ربنا يعطيك الصحه وطول العمر.

لتهبط قمر الدرج قائله بضيق

=غيث…أنا مش هحضر الفرح ده…احضروه لوحدكم…الزفته همس عماله تقولي ان شكلي من الحمل بقا وحش…ولو حضرت البنات هتبص عليك…وهيأخدوك مني

تعالت ضحكات غيث التي لم يقدر ان يكبتها مما زاد من حنق قمر..أما عن همس هبطت مثل الفراشه لتقبل قمر من خديها وتدغدغها قائله

=بهزلر يا قمورتي…انت مبتهزرش يا رمضان…وفيها ايه لما غيث يبقا أحلي منك…انتي نفسك من زمان بتقوليلنا انه أحلي منك
جزت قمر علي أسنانها ولكن سرعان ما ابتسمت عندما سمعت وديعه تقول

=الشهاده لله قمر أحلي بنت في العيله…وبعدين كله سلف ودين يا ست همس…يوم فرحي هتكعبرى…والكل هيموت علي شادي أخويا ويجوا يطلبوه مني.

لتلكزها همس في ذراعها لتوقف عن استكمال معاكستها

ربت يحيي علي رجل بثينه بحنان قائلا

=احنا معندناش بنات صحيح…بس البنات دول عوضوني…فاكرة لما قلتلك احنا صحيح ربنا مرزقناش ببنت بس ربنا هيعوضنا

ابتسمت بثينه براحه ليحيي قائله

=لسه فاكر يا حيي فيك الخير والله اصيل طول عمرك

ليرد حمزة بمرح

=ااااه منكم..الايام بتلف وتدور وانتو نازلييين حب ورومانسبه مبتفصلوش ايييه حرام عليكم انا ممكن احقد عليكم في ثانيه اوعدنا يارب.

لترد ساميه بحب صادق

=الله أكبر…الله أكبر…ما يحسد المال الا اصحابه…ربنا يباركلهم في بعض…ومع بعض ديما لأخر العمر

لتتسع عين بثينه بحب علي هذه الساميه التي أخذت من اسمها الكثير والتي كانت تعشق يحيي يوما من الايام…ثم تحول بالأخير الي حب أخوى من الطراز الأول.

انتبه شادي الي أمه ونبلها فربت علي كتفها قائلا

=وانتي يا ست الكل…مش نفسك في حاجه معينه في فرحنا…تحب أعملها ليك.

هزت ساميه رأسها بامتننان وقبلت رأسه وأخذت بين أحضانها تحمد ربها علي بره وحنانه وانه لم يتحول يوما ما مثل أبيه.

طلبت ضحي من غالب طلب قائله

=أنا نفسي أزور قبر المرحوم غازى…تعالي معايا يا عمي.

هز غالب رأسه بالرفض قائلا

=لاااا…مش هروح الا في ايدي يا روح غصون يا ضياء.

ابتسم غيث بخبث قائلا

=وتحب مين فيهم الاول…ولا تحبي الاتنين…ولا تسيبها علي ذوقي.

انتفضت قمر من مجلسها قائله

=غيث ارجوك…ابعد ايدك عنهم…أ،ا عايزاك جمبي وجمب ابني وابنتي.

أخذها غيث يربت علي ذراعيها بحنان ليطمانها…بينما هتفت همس قائله

=ما تضحكش عليها تاني يا غيث…اخلص منهم وقدمهم للمحاكمه…التهم اللي عليهم كفايه أوى…انهم يتسجنوا ويبعدوا عننا.

لتتوتر وديعه قائله

=هو أنا لو قلت…اني حاسه ان فرحنا مش هيعدي بالساهل…هتقولوا ايه

رد عليها يحيي بثبات قائلا

=كله محسوب يا وديعه…متخافيش…كله هيعدي بسلام.

توترت أيضا بثينه قائله

=لا يا يحيي…انتي مخبي حاجه.

ليمرح حمزة ليخفف حده التوتر قائلا=ما خلاص بقا هي حكايه…ولا هي طالبه نكد؟

ابتسمت ساميه قائله

=ان شاء الله خير,…أنا متفائله.

ذهب شادي لاخته يحتضنها بحنان قائلا

=متخافيش يا ديعه يا حبيبتي

استغربت ضحي سكوت غالب فهتفت قائله

=عمي هو انت ساكت ليه

ليرفع غالب حاجبيه قائلا

=انا حر اسكت وقت ما اعوذ واتكلم براحتي

مطت ضحي شفتيها ووجهت ابصارها تجاه غيث اللذي قال

=متاخديش في بالك يا ماما سيبي جدي علي راحته

همست قمر في احضان غيث قائله

=هو جده ماله يا غيث

اشار لها باصبعه ان تصمت

وباتلفعل صمتت بسبب همس التي فاجاتهم قائله

=اما انا جبت حتت فستان

وكانت تغيظ وديعه الي ان هتفت وديعه بحنق قائله

=والله شادي ما هيرضي بيه

ليقف يحيي قائلا

=مين يقدر يعارض بناتي وانا عايش

لتركض همس اليه وتحتضنه بحنان

جاء الفرح وكل شئ علي ما يرام…كان فرح ملئ بالبهجه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن …وسط المباركات والاغاني تعالت أصوات ضرب الضار ليسقط بعض اما جريحا أو مقتولا.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية انا وهو وامه الفصل الثالث 3 بقلم امل صالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى