روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 31 و الاخير

في الحفل أصرت بثينه الرقص الهادئى مع حمزة رغم رفض يحيي لهذا الموقف ولكن حمزة هو الاخر كان يرغب في ذلك…أخذت تتمايل وتتهادل بين ذراع ابنها الذي يعشقها كثيرا …لمرحها الذي تعلمه منها…غمزت له قائله

=اااه ياني منك ومن حلاوتك…قمر لمامتك يا ميزو…علي فكرة أنا عارفه من زمان انك بتحبها…بصراحه كنت بشوفك وانت بتفتح صفحه الفيس بوك بتاعتها….متتخيلش قد ايه ان فرحانه انك أخدت البنت اللي بتحبها.

ليرد حمزة ببلاهه مصطنعه قائلا

=محصلش يا حجه…وبعدين بلاش انتي يا بسبس…ده انتي كنتي بتخافي لما الحاج يحيي يتصل يطمن علي جدي غالب…ليقوله ساميه مخنوقه ويرجع يحن…ولا ايييه؟

لتتعالي ضحكات بثينه قائله

=انتي فظيع يا حمزة مش ممكن…والله يا حمزة علي قد ما بعشق أبوك وبغير عليه…بس برضه ساميه صعبت عليا أوى…وخصوصا لما تفضل لوحدها.

قبل حمزة جبهه بثينه قائلا

=بصي هناك…ساميه خلفت راجل…وبيغير كمان…بيرقص معاها زى ما أنا برقص معاكي بالظبط.

لتنظر بثينه الي ساميه والتي أدمعت عينها من الفرحه بابنها وبنتها …رغم ان الفرحه غير مكتمله…بسبب أفعال والداهم الشيطانيه والتي تعتبر وصمه عار لهم.

ابتسمت ساميه لشادي الذي أخذها بين أحضانه وقالت

=ليه سبت همس ورقصت معايا يا حبيبي…ما أنا كنت قاعده مع بثينه وضحي وجدي…ولا حبيت تعمل زى حمزة؟…أنا يا ابني مبسوطه بفرحك مجتش علي الرقص يعني.

رد عليها شادي بحنان قائلا

=أبدا…حمزة مين اللي أقلده…وبعدين حمزة مجاش في باله الفكرة دي…دي طنط بثينه في دماغها ده من زمان…علشان في فرحها عمو يحيي مرضاش يرقص معاها.

تذكرت ساميه زفاف يحيي وبثيته…ومدي حزن يحيي يومها علي فقدان حبه وزواجه من بثينه لأنها الأخرى خذلت من قبل نديم بسبب خطط الملعونين ضياء وغصون ولكنها فاقت من شرودها علي ابتسامه ضحي التي وصلت الي أذنها وفرحتها بحمل قمر الذي سيعوضها عن فقدان غازى

نهضت ضحي من مكانها لتدلف الي المرحاض وهي تدندن ببعض أغنيات الفرح وهي تنظر في مراءة المرحاض لتجحظ بعينها عندما لمحت ضياء بخلفها لتبتلعع ريقها وتلتفت بخوف وذعر قائله

=ض ض ضياااء…انتتت ايه اللي جااابك هنااا وعااوز ايييه؟

نظر لها ضياء بخبث ومكر قائلا

=عايزك يا ضحي…ومن زمان…بس انتي رافضه…بس خلاص جه الاوان اني أخدك معايا…وأعيش وأعيشك في حضني…ومش كده وبس…انتي الوسيله الوحيده اللي هتخلي غيث يرجعلي حقي منكم.

حاولت ضحي الهروب منه الا أنه أحكم قبضته عليها باحكام ولف ذراعيها خلف ظهرها بيد واليد الأخرى ارتفعت بالسلاح ليصوبه ناحيه رأسها ويأخذها ويخرج الي الحفل ويفاجئهم جميعا لتسكت أصوات الحفل بالكامل عندما هتف بصوته الجهورى قائلا

=غيث يا بن غازى…ضحي روحها في ايدي…اديني كل حاجه وأنا أرجعهالك…يا اما هتروح تزورها وهي ممدده جمب أبوك.

لينتفض الجميع بذعر بما فيهم غيث الذي لم يكن في حساباته الهجوم علي والداته…أما عن غالب ظل جالسا بكل ببرود وجمود ينظر الي ضياء بخبث ومكر قائلا

=هتفضل طول عمرك غبي يا ضياء…وبتحركك واحده ست…بس الست اللي قالتلك روح اقتل ضحي وخد حقك…ما قالتش انها ناويه تقتل اولادك وخصوصا شادي وانت ملبوخ في حكايتك دي…بس أنا حميت حفيدي وملبسه قميص واقي…انت بقا هتقدم لابنك ايه يا ضياء.

ليصعق ضياء مما سمعه من غالب وينهدل ذراعيه ويترك ضحي التي فرت هاربه ليلتقطها غيث ويمسد علي كتفها ليهدئها والتي سرعان ما انتفضت مرة أخرى عندما سمعت صوت الملعونه غصون وهي تقول

=ايه يا ضياء…ضحكوا عليك…وانت كالعاده هتصدقهم…أنا بقا هعمل اللي انت يا راجل ما عملتوش…وايه رأيك اني أخلصك من الزفت غيث…لأن بسببه خسر حاجات كتير.

اقترب منها غيث بثبات قائلا

=اقتلي…مش ده اللي اتفقتي عليه مع عزيز الصانع…يخلصك من الديون اللي عليكي…مقابل قتل ضياء ليا ولامي…وبعدين تسجني ضياء وتفوزى انتي في الأخر

اتسعت حدقه عين غصون بذعر من جرأة غيث واقترابه منهاوتصريحه لضياء بخطتها اللعينه لتجد قمر تتقدم أمام غيث قائله بغضب

=كفايه بقا حرام عليكي…انتي ايييه يا شيخه…اتقي الله…هتحسرني علي جوزك…مش هسمح ليكي…وموتي هيكون قبل موته.

أما عن غصون فكانت تنتقل أبصارها بينهم وبين ضياء تخشي في لحظه أن يقتلها ضياء بسبب أكاذيبها…

أضافت همس بلهجه قاسيه

=ياااه للدرجه دي…هونت عليكي تخليني أرمله يوم فرحي…ومفكرة اني هنسا زى ما انتي نسيتي زمان…للأسف يا مدام غصون احنا جوانا قلوب لكن انتي جواكي حديد.

كل هذا وضياء في حاله شرود مما جعل غصون ترتفع بسلاحها صوبه لتقتله وتنهي أمره قبل أن يفكر في سحقها لتجد وديعه تصرخ قائله

=حاسب يا بابا….

ليخرج من شروده علي صوت ابنته وديعه والتي مهما كان الأمر فهو والداها …نظر الي غصون ليجدها محاصرة بين يدي يحيي يكتفها من الخلف قائلا

=مش هسمحلك يا غصون المرة دي انتي مش هتقتلي حد…المرة دي انتي اللي لازم تموتي…

وبالفعل تم ما قاله يحيي ولكن ليس علي يده بل علي يد ضياء الذي ضربها بسلاحه في مقدمه رأسها عده طلقات وهو مشوش لا يرى أمامه غير الانتقام من هذه الملعونه التي خربت حياتها…مما أصاب يحيي بخدش بسيط في كتفه…لتسقط غصون وينتهي أمرها وتتعالي صرخات قمر وهمس فزعا عما حدث…أما عن ضياء أصابه هيستريا جنونيه…ظل يردد أمرا واحدا

=أنا قتلت غصون…اللي قتلت أولادي

نعم لقد ذهب عقله …اعتقد ان اولاده قتلوا علي يدها…ليقم ايداعه في المصحه نظرا لظروفه.

أسرعوا جميعا الي المشفي بيحيي…أما عن بثينه فانهارات من منظره وظلت تردد بعض أيات القراءن الكريم ليتم اخراج الرصاصه من كتفه…وهمست لحمزة بحزن قائله

=مدخلتش معاه ليه يا حمزة…كنت طمنتيني عليه…هو هيعيش صح؟

ربت حمزة علي كتفها قائلا

=اهدي يا أمي…دي رصاصه في الكتف اليمين خفيفه…وأمرها سهل…ربنا يباركلنا فيه.

ظلت ساميه تنظر الي الفراغ ثم ارتفعت أنظارها لشادي لتلومه قائله

=مكنش ليه لزوم تروح مع أبوك في الاول…وتسيبنا نيجي هنا قبلك…للدرجه دي لسه حاسس بعد اللي عمله انه أبوك.

فهم شادي أمر والداته وكرهها لضياء حتي فس حالته هذه المرذيه فهتف بحنان قائلا

=يعني انتي مش مربياني علي كده…ده حتي تربيتك فرقت الليله دي مع قمر وهمس…شوفي بالرغم من اللي عملته فيهم غصون…بس برضه قاعدين حزانه عليها.

لاحظت ضحي حزن غالب علي يحيي وخشيه أن يفقده فطمأنته قائله

=ان شاء الله هيخف يا عمي…وهيقوم بالسلامه…ده جرح بيط.

وضع غالب يده علي وجهه المكفهر من الحزن وهتف بحزن قائلا

=مش قادر أنسي يا ضحي…كل اما أحاول…أفتكر يوم ما فقدت اولادي…يحيي مش ابن أخويا…ده ابني التالت…هو الوحيد اللي هيقدر يشيل العيله من بعدي خايف عليه أوى يا ضحي

ربتت ضحي علي رجل عمها وأفهمته أنهم الأن لا يملكون الا الدعوات له.

من لحظه قتل غصون وصرخات قمر ومجيئها الي المشفي وقمر لا تنطق بأي حرف ظلت ساكنه…لدرجه ان غيث شك ان يكون انتابها نوبات من الانهيار العصبي فسألها متوجسا

=قمر انتي مش بتتكلمي ليه…في حاجه تعباكي…تحبي نروح نكشف فرصه واحنا في المستشفي…؟

هزت قمر رأسها بحزن قائله

=أنا كويسه…بس قتلها فتح جروح قديمه…كنت بحاول ألمها…غيث…زمان منعتني من جنازة أبويا…بحجه حالتي…بس أنا لازم أحضر جنازتها.

لتسمعها همس وترد بقسوة قائله

=أنا بقا مش زيك…أنا مش هحضر…عايزة تروحي روحي لوحدك…انا من يوم ما سمعت بألاعيبها وأنا خلاص…دي كانت عايزة تقتل جوزى

لترد وديعه بحزن قائله

=جوزك بس…؟وأبويا…اااه أبويا وحش وكان جاي يغدر بينا…بس احنا مش شياطين يا همس…عمو يحيي ربنا يشفيه قالها ليا قبل كده…احنا مش بنختار أهلنا…بس لازم نعترف بيهم…حرام يا همس…قمر عندها حق…لازم تحضروا جنازتها…أنا كمان هزور أبويا في المصحه ديما.

خرج الطبيب من غرفه العمليات ليخبرهم انه تم استئصال الرصاصه بنجاح وبدون اي مضاعفات وسوف ينقل الي غرفه عاديه بعد الافاقه وبالفعل تم ذلك …فاق يحيي لينظر حوله قائلا بمرح خفيف

=وأخيرا…لبسوني أبيض في أبيض…أخيرا موت وارتاحت من بثينه…يادي النور يا دي النور…

لينفجر الجميع ضاحكا ما عدا بثينه التي جزت علي أسنانها تهتف بغيظ قائله

=لا والله…ارتاحت مني…يا حرام…علي أساس اني معذباك…طيب ماشي يا يحيي…عامه حتي لو روحت الأخرة وراك وراك.

ليشير حمزة الي وديعه قائلا

=شايفه يا أخت ديعه…شايفه الحب يا أوختي اللي ولع في الدرة…وراك وراك…لو هيروح فين…يا ترى ايه وضع حضرتك…علشان أرتب أمورى

لكزته ساميه في كتفه قائله

=رتب أمورك لوحدك…قال أخرة قال…لا يا أخويا انا بنتي معاك دنيا بس…ههههههه…قال يرتب أموره قال.

ضحك شادي قائلا

=ما هو ميبقاش حمزة ابن عم يحيي الا لما يقلبها ضحك ومسخرة…بصراحه يا عم يحيي…أنا بتمني ان أنا وهمس نكون زيك انت وطنط بثينه…واولادنا يكونوا في خفه دم حمزة…لأن بصراحه احنا مشوفناش كابل زيكم.

لتبتسم ضحي بحزن قائله

=أومال لو كنت شفت عمك غازى يا شادي وهو معايا…كنت قلت ايه بقا؟

ليتنهد غالب قائلا

=الله يرحمه هو ونديم …مكنش في حد في حنيه قلبهم…وطبعا يحيي ميختلفش عنهم…الحمد لله انك بخير يا يحيي …انت اللي فاضل من ريحتهم…بتفكرني بشبابهم…اللي راح هدر…

ليحاول غيث الخروج من الحاله المحزنه قائلا بمرح

=لا والله…كده كتير…كل شويه بتفكرني باولادي…في ايه يا جدي…انت هتخليني أقلب تاني…وانتي يا أمي مكنش في حد زى غازى…وأنا ايه مش زى غازى برضه…حتي اسألوا قمر…مش أنا يا قمر أحلي من أبويا وأبوكي…

لتشرد قمر مرة أخرى وتتنهد قائله

=بابا…هو في زيه…الله يرحمه…تعرف يا غيث…انك انت الوحيد اللي شميت فيه ريحه بابا…ومعاملته ليا علي اني طفله…مهما ان كبرت؟

لتنفجر همس ضاحكه تقول

=ههههه…وانت يا شادي هشم فيك ريحه مين بقا…أنا بقول هشم ريحه بنزين هيولع فيا دلوقتي…وأنا لابسه فستان الفرح اللي لولا أونكل يحيي مكنتش خليتني أشوفه…لا وايه أقنعك ان الحفله في محيط العائله…اهو المستفي والبلد كلها شافت همس بفستان الفرح.

لتضيف وديعه فائله

=لا والله كده كتير يا شادي..أنا قلت من الاول ان الفستان أوفر ومش مناسب…وبصراحه وش مش حلو…الليله اتضربت من وشه…أنا لو منك مسكتش علي المهزله دي يا شادو.

ليبتسم يحيي قائلا

=ايه رأيك يا شادي تاخد همس وتروحوا انتو…أنابقيت كويس الحمد لله…وده يوم فرحكم …وحلرام تفضل بفستانها كده كتير…والكل رايح جاي يتفرج

كاد شادي ان يعترض لولا ان الجميع أيد يحيي الرأي ليأخذها ويرحل الي بيتهم الذي صمم شادي شرائه حتي يكون لهم ملكيه خاصه…

بعد ان وصل شادي وهمس الي بيتهم دلفا الي الداخل ولم يحملها مما جعل همس تشك في أمر الفستان وأنه أثار غضبه ولولا يحيي كان رفضه رفضا قطعيا…أغلق شادي باب شقتهم وتقدم ببطئ من خلفها ليضع يده علي كتفيها ويسند ذقنه علي رقبتها يهمس في أذنها مما أثار قشعريرة في بدنها خاصه عندما سمعته يقول

=ألف مبروك يا همستي…أخيرا بقيتي ملكي…وبتاعتي…يا حب عمرى…من زمان …يا حاضر …يا ماضي…يا مستقبل عمرى…وأحلي حاجه حصلت في حياتي

أغمضت همس عينها من فرط السعاده وتعالت دقات قلبها لتلتفت اليه بكل نعومه قائله

=متتخيلش قد ايه يا شادي أنا فرحانه…مش علشان اتجوزتك لااا…علشان سمعت منك الكلام ده…الكلام اللي حسسني بقيمتي…حسسني اني مش كنت لوحدي اللي بجرى وراك…لاااا…انت كمان كنت بتجرى وأكتر مني علشان توصلي…ا،ا بحبك أوى يا شادي…واكتر من الاول بكتير

لم يمهلها شادي فرصه لتكمله باقي حوارها فحملها ودلفا الي غرفتهم ليأخذها الي دنيته التي انهارت فيها كل حصونه أمامها.

عوده الي المشفي

غمزت بثينه الي حمزة ليجاريها في الحوار فقالت

=ايه رايك يا حمزة بعد ما يخف ابوك نجوزك بقا ونفرح بيك؟

لتنفرج اسارير حمزة قائلا

=ده يوم المني يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك …زغرطوا يا جماعه…الواد حمزة كبر وهيبقي جوز ولوز.

لتتعالي ضحكات ساميه قائله

=لااا…أنا كده هغير رأيي فيك يا حمزة…اعقل كده علشان أطمن علي وديعه معاكي.

نظرت ضحي الي قمر وحالتها فاقترحت قائله

=غيث…ايه رأيك تاخد قمر وتروحوا…اليوم النهارده طويل…وبكره كمان.

ساندها الرأي غالب قائلا

=اااه يا غيث…خدها روحها…بكره جنازة…أمها ولازم تحضرها.

ليرد غيث بغضب قائلا

=لا يا جدي…قمر مش هتحضر جنازتها…كفايه بقا لحد كده.

أدمعت عين قمر وهتفت برجاء قائله

=ولو قلتلك علشان خاطرى…هتحرمني زى ما هي حرمتني زمان اني أحضر جنازة أبويا

ربتت وديعه علي كتفها قائله

=علشان خاطرها يا غيث…خلاص هي ماتت…وده أخر حاجه هتعملها قمر ليها…خلاص الحكايه خلصت

زفر حانقا وهز رأسه بموافقه ولكن علي مضض أملا منه في تلك الليله تغير رأيها وأخذها وعادوا الي فيلتهم لتدلف قمر الي المرحاض لتستحم وتخرج لتمشط شعرها ويأتيها من خلفها ويأخذ الفرشاة الخاصه بها ليكمل عنها التمشيط قائلا بحنان

=زعلانه مني يا قمرى؟

نظرت لانعكاس صورته في المراءة قائله بحب

=أبدا…انت عندك حق…بس ده طلب..وانا عارفه انك عمرك ما هترفض ليا…

تنهد غيث للانه لا يستطيع ان يرفض لها طلبا فهز رأسه بايجاب ودليل منه علي الموافقه

عوده الي المشفي

كان يحيي شاردا في قمر وحزنها فهتف قائلا

=ياريتني ما مسكت غصون…ولا كانت ماتت وأكون أنا السبب…كده أنا حزنت قمر عليها…بس أنا مقدرتش امنع غل السنين اللي في قلبي من ناحيه الست دي.

ردت بثينه بغلاظه

=وانت مالك أصلا…ضياء كده كده كان هيقتلها…وهي كمان كانت هتقتله…ا÷و خلصنا منهم…انت تحمل نفسك ذنبهم ليه؟

ليرد حمزة بمرح قائلا

=فضونا بقا من السيرة دي…وحددوا ميعاد دلوقتي للفرح…لأحسن أخد البت دي وأهرب…أقسم بالله.

لترد ساميه عليه قائله

=الصراحه…هي شكلها اللي هتهرب منك

لتنظر ضحي الي غالب الذي غالبه النعاس قائله بحنان

=ايه رايك يا عمي طالما اطمنا علي يحيي نقوم نروح احنا؟

هز غالب راسه بموافقه ونهض بتثاقل قائلا

=حمد الله علي سلامتك يا يحيي….يالا يا وديعه…يالا يا ساميه…انتو هتعيشوا معايا لغايه ما وديعه تتجوز

رفضت وديعه النهوض معهم خاصه بعد ان غمز لها حمزة ان تبقي معهم ليحادثها

فقالت

=لا يا جدي روحوا انتو وانا هفضل هنا وحمزة هيوصلني …متشغلش بالك بيا.

ليبتسم غالب لها لفهمه ما يجول بعقل حفيده

في اليوم التالي أخذ غيث قمر علي مضض الي المقابر لحضور جنازة والدتها وسألها ولأاخر مرة وتمني أن ترفض

=مصرة برضه يا قمر؟

وضعت الطرحه السوداء علي رأسها باحكام قائله

=أيوة يا غيث مصرة…صدقني أنا بعد كده هرتاح.

اخذها لحضور الجنازة والتي كان أفرادها هو وهي فقط دلاله علي أنها امرأة بغيضه…انهارت قمر من المشهد وهبطت علي ركبتها تصارع البكاء لينحني لها غيث علي عقبيه قائلا

=أنا مكنتش موافق انك تيجي…ومع ذلك أصريت..زملوش لزوم اللي انتي فيه دلوقتي علشان اللي في بطنك.

ربتت قمر علي يديها تهتف برجاء قائله

=ممكن تسيبني لوحدي وتبعد بعيد؟

أغمض غيث عينيه بمراره لأنه فهم مرادها أنها تريد التحدث اليها في أمر لا تريد سماعه فهز رأسه قائلا

=ماشي يا حبيتي…أنا هبعد…بس علشان خاطرى…خليكي هاديه.

هزت له رأسها بطاعه …ابتعد غيث عن محيط المقبرة قليلا لتقوةم قمر بالنظر الي المقبرة قائله

=أنا مش مسامحاكي…ووجودي هنا مش علشان بحبك…بالعكس انتي أكتر بني أدمه كرهتها في حياتي…كرهت حياتي بسببك…زى ما أبويا كرهها بسببك…أنا جيت بس علشان حاجه واحده…ان محدش يقدر يمنع حد عن حاجه…لا غيث ولا العيله يقدروا يمنعوني…انما انتي جبروت حتي في موتك…منعتي عننا السعاده…ومنعتيني نترحم عليكي….زى ما منعتيني نترحم علي أبونا في يوم من الايام…

ثم نهضت بكل حزم وقوة ونفضت يدها من التراب قائله بسخريه

=سلام يا غصون هانم..زفي الأخر أخدتي متر في متر…زى اللي سبقوكي

ثم توجهت الي غيث مبتسمه وهي تقول

=يالا يا غيثو..أنا جعانه أوى….من امبارح مأكلتش

ليجحظ غيث بعينيه مستغربا من تحول حالتها فتذكر جملتها أنه لكي ترتاح كان لابد من هذا الحضور…أخذها غيث وعاد الي الفيلا ليتفاجئا بوجود خلود تستقبلهم بمرح قائله

=لا كده كتير…كده أوفر…دي مش جنازة…كنتوا فين كل ده…أنا مستنياكم من بدرى…وحشتوني جدا.

ليكتم غيث ضحكاته اثر النظر الي عيون قمر الغاضبه فهتف بمرح قائلا

=انتي ايه اللي جابك؟…وايه اللي فكرك بينا…ده حتي فرح همس وشادي وخطوبه حمزة محضرتهاش

لترد قمر قائله بغيظ

=لااا..ازاااي…هما دول في حسابتها طبعا…هي مش في دماغها غير قمر وبس…وبعدين عايز تقنعني انك مش عارف انها جايه…دي عارفه اننا كنا في الجنازة…وبتسألنا كنا فين كل ده…تليمه وبارده

لترد خلود بتذمر طفولي قائله

=اخص عليكي يا قمرى…ده أنا بحبك…زى ما بحب أولادي بالظبط…انتي لسه فاكرة اللي عملته فيكي زمان يا قاسيه

ليدلف عليهم المالك الوحيد لقلب خلود ألا وهو زين باشا السرجاني…نعم يا ساده انها المفاجاة…فلم تكن خلود علي اسم بطله روايتي الاولي…بل هي خدعه مني…انها خلود الجويلي زوجه زين السرجاني وأم أولاده..وهو صديق لغيث الشريف…وهو المعين له أثناء مرضه…ومساعدته في اجتياز أزماته…ولم يبخل عليه بخلود زوجته…والتي نفذت كل خطط زين …نعم كل هذا من تخطيط زين الصديق الصدوق لغيث…دلف زين برزانه وثبات قائلا

=عملت فيك ايه يا قمر هانم؟

نظرت له قمر باستغراب وقالت

=انت أكيد جوزها…بص من الأخر خد مراتك من هنا…دي فقعتلي مرارتي…وأنا واحده حامل ومش ناقصه…وبعدين بسمع انها عندها أولاد…روحي ربي عيالك يا خلود

لتتعالي ضحكات غيث فائلا

=لا ودي تيجي يا قمر انتي لازم تتعرفي علي اولادها

ثم صفر بأصصبعيه ليظهر أولاد خلود جميعا والذي كان علي رأسهم غيث السرجاني ذو العشر سنوات والذي قدم نفسه لها قائلا

=هي دي بقا قمر الزمان يا عمو ياغيث…بصراحه عندك حق…برتقانه…معندكش برتقانه زيها بس علي صغير؟

لتصفق خلود مهلله

=الله الله الله الله…عنده يا حبيبي طنط قمر حامل…وأكيد هتجبلنا برتقانه صغيرة.

ليضحك زين قائلا لغيث

=وأكيد غيث صديقي مش هيعز بنته عن ابني.

لتبتسم قمر قائله وهي تنظر لغيث الصغير قائله

=قولي يا غيثو يا صغنن…تحب البرتقانه بتاعتك…يكون اسمها ايه

غمز لها غيث الصغير قائلا

=غرام غيث السرجاني.

لتنفرج شفتي غيث قائلا

=لا والله…هي بقت بنت…وانت اللي هتسميها…لا وايه سميتها بعيله السرجاني…وأنا فين …انت عبيط يالا

رد عليه غيث الصغير قائلا

=لا يا أونكل…هي هتفضل اسمها غرام غيث الشريف…لغايه ما أتجوزها…تقلب تبقي غرام غيث السرجاني…وتبقي غرامي الوحيد.

ابتسمت خلود بخبث لقمر قائله

=وأنا هبقي حماتها…واييه أحلي حمه…علي الاقل أرحم من حماتي

حمم زين قائلا

=خلووود

انتفضت خلود من ذكره لاسمها مما أثار استغراب قمر فقالت

=ايه ده معقول…انتي بتخافي منه…الصلراحه استغربت.

هزت خلود رأسها بطفوله وقالت

=ااااه بخاف…زينو لما بيقلب بيخليني أنور زى النجف

ضحكت قمر حتي أدمعت عينيها ثم ابتسمت قائله

=عموما انتو نورتونا…اتشرفت بمعرفتك أستاذ زين

رد عليها زين يامتنان قائلا

=الشرف ليا اني أشوف البني أدمه الوحيد اللي صديقي عافر علشان ترجعله صحته ويرجعلها.

نظرت قمر الي غيث وفي عينها لمعه حب وفرح وتنهدت براحه أنها حصلت علي السعاده التي كانت تحلم بها دوما رغم مرارة الايام ومواقفها.

بعد شهر من الاحداث جاء موعد التتويج الملكي لاجمل قصه حب مجنونه في روايتنا ألا وهي قصه حب مجنون الروايه حمزة ووديعه القلب…ليكون فرحا أسطوريا مثل ما حلم به غالب…لكي يعوض وديعه عن عدم وجود والداها…تطايرت ساميه من السعاده لأنها اطمأنت علي ابنتها برفقه حمزة…أيضا حمدت ربها علي سعاده شادي ابنها مع همس التي أصرت أن تأتي بعمتها لتعيش معهم بعد زواج وديعه…أما عن يحيي وبثينه فزواج ابنهم الوحيد كان بمثابه قمه السعاده لهم..زخاصه بعد صراع كل شخص منهم بمفردهم مع قصه حب لم تكتمل…لتكتمل سعادتهم سويا…لأن بالأخير النصيب هو الحكم العادل في كل شئ…أما عن ضحي فهي لم تنسي غازى وحبه وحنان تحلم به دوما يربت علي كتفيها وهي نائمه حاولت تعويض ذلك في مرافقه عمها وتعويضه هو الاخر عن حرمانه من اولادها فكانت تسانده دائما وأصرت ان تبقي معه هي ويحيي وبثينه…

كان الفرح ملئ بالبهجه حيث رقص حمزة رقصا شعبيا وأجبر الجميع علي ذلك…انتهي الفرح وكلا منهم رجعا الي عشه

عند حمزة ووديعه دلفت أمامه وهي مرتبكه وخجلهليغلق الباب من خلفه متنحنحا قائلا بصوت خشن تسمعه لاول مرة

=بقولك ايه…جو ان أشيلك وأحطك ده مش عندي…شيلي نفسك بنفسك..أنا واحد رفيع…ومبقدرش حتي أشتال نفسي…قال أشتالك قال…

اتسعت حدقه عين وديعه وهتفت بغضب قائله

=هو أنا قلت شيلني…تصدق انك لريخم…ايه ده ده ايه الجوازة دي.. فالح بس عمال تشتال اصحابك في الفرح…وعامل فيها عنتر…وجاي هنا تلقح بكلام.

لينفجر حمزة من الضحك قائلا

=هموووت…حرام عليكي..وأكلتي المقلب…أنا بهزر يا رمضان…انت مبتهزرش…ده أنا مش بس هشيلك وهلف بيكي الكورة كمان….

ضيقت وديعه عينيها قائله بغضب

=بعينك لو حتي لمستني…علشان تبقا تحرم هزارك السخيف ده معايا…أنا غلطانه اني اتجوزتك…ده حتي كل مشاعرك مفيش رومانسيه…كلها مقالب.

غمز لها قائلا

=ومالها المقالب…علي الاقل الموقف ده عمرك ما تنسيه…وتقعدي تقوليلي فاكرة ليله دخلتنا يا حسب الله…يا ختي مش أحسن من الراجل اللي بيقلبها رومانسيه ويقعد يشتال ويبوس ويحضن ويفك سوسته وفي الاخر يقلب زومبي…وترجعوا تقولوا ده راجل نكدي.

هزت وديعه كتفيها بتذمر قائله

=ماشي مختلفناش…أنا بحب هزارك…بس مش بالشكل ده يا حمزة..زويوم فرحنا كمان…بضيع الحته الرومانسيه اللي في قلبي ليك..وأقعد أحتار أتعامل معاك ازاي طيب.

جاء يقترب منها ليريها رومانسيته ولكنها هربت منه لتختبئ خلف طاوله السفرة ليصعد علي الطاوله قائلا

=متحاوليش…متحاوليش…الليله ليله عتريس…

صعدت برأسها قليلا واضعه يدها علي صدرها تهتف برجاء قائله

=بليييز…ميزززو…ممكن تسيبني لبكرة الله يخليك؟

ليقبض علي يديها مسرعا ويسقط فوقها علي الأرض خلف الطاوله قائلا

=وربنا أجيبلك السياف مسرور يدبحك…أنا ما صدقت أساسا…

همست بحب قائله

=حمزة مش هينفع…طب قوم طيب منا هنا…أنا حاسه اني محاصره

تنهد حمزة قائله بحب

=هاااا..حمزة…أنا اسمي احلو أوى كده ليه…أنا قلبي هيقف من الفرحه.

لتعض وديعه علي شفتيها لاقترابه المهلك منها قائله

=بعد الشر عليك…قوم بس وأنا أوهعدك…هخلي ا]امك كلها فرحه.

ليقبض بشفتيه علي شفتيها لتغمض عينيها ليذهب الي عالم أخر مجنون يناسب جنانهم

انتهت روايتي
شكرا لكم انتظروني في الخاتمه دمتم مبدعين… ….

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية بعشقك طامعة الفصل الثامن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى