روايات شيقهرواية الحب لايكفي

رواية الحب لا يكفي الفصل الثامن

الفصل الثامن

رغم سعادة هالة لقبول اختها التحدث إليها إلا أن دهشتها طغت على سعادتها تلك فسؤالها بالنسبة للتوقيت غريب
_ ازعل منك ليه يا هنية؟

نظرت هنية أرضا ، هى تعلم أن هالة لم ترغب في صبرى ولم يفعل هو أيضاً، زواجهما كان قرار والدها والذى ايدته هى بشدة لمحبتها الشديدة لزوجها الراحل وظنت أن هالة قد تحصل على نفس الفرصة حقا لم تر فى عينيها شغف كبير لصبرى لكنها سعيدة معه
_ انت ماكنتيش راضية بصبرى وانا غصبت عليكى، قدرتى تسامحينى ولا لا

عادت دهشة هالة تطفو فوق قسماتها وهى لا تفهم سببا لهذا الحوار بينما هنية ترى أن مبالغة سهى فى تجنبها اثناء هذا الوقت العصيب هو لإرغامها على الزواج من عثمان، ليتها ترى عثمان كما تراه هى .

ربتت هالة فوق كفها مبتسمة وتحدثت بتعقل ورقى
_ يا هنية كلها أقدار وأحنا أسباب وبعدين انا الحمدلله مرتاحة جدا مع صبرى وطول عمره باله طويل عليا، شايفة صبرى ده اللى كل الناس بتقول عصبى وخلقه ضيق معايا انا باله طويل وهادى ومراعينى، تعرفى يا هنية لو كل راجل خاف على مراته زى ما صبرى بيعاملنى الكل هيعيش مرتاح .

ساد صمت قصير مع شرود من هالة وكأنها تتذكر شيئا من عهد بعيد أو تنظر لطيف حبيب إلى قلبها قبل أن تتابع
_ تعرفى يا هنية انا يمكن مش بحب صبرى الحب اللى انت بتحبيه لخيرى الله يرحمه لكن هو بيحبنى اكتر من روحه وده مكفينى انا بحب حبه ليا، حتى لو مااعترفش بالحب ده ولا عبر عنه بس الحب مش محتاج كلام.
اومأت هنية بتفهم وهى تتمنى أن تجرى نفس الحوار مع سهى ويرجو قلبها أن تصل لنفس السعادة مع عثمان وسؤالها تتمنى أن توجهه إلى ابنتها لكنها تفتقر إلى الشجاعة لطرحه.

……………………

غادر الغرفة لصلاة الفجر فوجد الطعام كما تركه هو فيبدو أنها غاضبة من الطعام أيضاً، حفظه في المبرد ولم يحاول أن يتجه نحو غرفتها وقد قرر قضاء اليوم في المنزل فهو لن يواجه تساؤلات ايمن مرة أخرى كما أن والده سيكون بالورشة اليوم وهو لا يريد مزيدا من الحصار .

كان بغرفته حين غادرت غرفتها صباحاً ولم يفكر في مغادرتها إلا حين ألح عليه الجوع ليفعل .

هناك الكثير من الطعام فذلك الطعام الذى ارسل ليلة زفافهما لم يمس وما جاءت به خالته في اليوم التالي وما تبقى مما أحضره بالأمس، عليها أن تتعلم كيف تدير المنزل وكيف تحافظ على النعم التى تملك.
وقف بالمطبخ يعد لنفسه طعاماً ويعلم أن رائحته تصل إليها ولابد أنها جائعة، يمكنه أن يقتطع جزء من طعامه لها لكن عقله يدفعه للتجاهل .

وضع الطعام فوق صينية ونظر له ليتأفف باختناق فهو لن يمكنه أن يتذوق هذا الطعام إن لم تحصل على جزء منه، لقد أصبحت زوجته فكيف يكون بهذا الجحود؟
صرخ عقله محدثا إياه
( هو انت حوشت منها الأكل؟ ما هى اللى غضبانه، غلطانة وغضبانه !)
عادت عينيه تحصى الطعام لينبع صوت من ايسر صدره
( لو انا مااتحملتهاش مين يتحملها؟ وبعدين انا معاقبها وباعد عنها خالص)

ضحكة قوية ترددت فى صدى عقله الذى صفعه بالحقيقة التى يتهرب منها
( معاقبها؟؟ دى أمنية حياتها تخلص منك )

ثارت دمائه غضبا فهو على دراية بهذه الحقيقة المؤلمة ، لو تعلم سهى كم تؤلمه ما فعلت !
عاد قلبه ينبض بألم يتخلله رحمة
( مش أنا الراجل اللى يقدر ياكل وهو عارف أن مراته جعانة، مهما حصل منها ربنا هيسألنى عنها، انا هودى لها الاكل وهى حرة لما ترفضه يبقى قرارها)

ارتضى هذا القرار فاتجه نحو غرفتها وطرق الباب طرقة قوية ثم دخل فوراً وكانت بالفراش يبدو من هيئتها أنها فزعت لطرقته الباب وعبر لسانها عن هذا الفزع وكفها الذى يجمع شقى مئزرها
_ عاوز إيه؟
تهكمت ملامحه تخفى ألمه واقترب ليضع صحنا أمامها وهو يتعمد أن يؤلمها كما تفعل بكلماته
_ مش عاوز منك حاجة ولا تلزمينى فى حاجة ، كلى ماعنديش استعداد اشيلك لو وقعتى من قلة الأكل
اتجه نحو الباب ليتابع بألم
_ اظن وقتها هتقولى استغليتك !
وغادر مغلقا الباب خلفه لتنظر إلى الطعام الذى هى في أشد الحاجة إليه وتنهمر دموعها بصمت .

هل استغل عثمان افتقارها للتجربة وتحكم فى غريزتها أم أنها كانت بحاجة لقربه؟

وهل فعل ذلك متعمدا ليتأكد من مزاعمها أم أنه أراد قربها وكان بحاجتها؟

ولم تشعر بالألم الشديد لتجاهله لها؟

…………………..

عاد عثمان للغرفة ليتناول طعامه بلا شهية فمجرد رؤيتها تعكر مزاجه وتفسد سكينة صدره التى يصبو إليها ويعجز عن بلوغها .

عاد عقله يوبخه على تقديم الطعام لها
( مبسوط دلوقتى؟ شوفت كانت بتبص لك ازاى؟ جبت لروحك وجع القلب وخلاص)
بالطبع يشعر بألم في صدره ليس ألما عضوياً لكنه انقباض قوى يثير دقات غير مريحة ويضيق بها صدره ورغم ذلك قلبه لا يرفض أي فرصة للقرب منها مهما زادت من ألمه
( مهما عملت هى عاوزة توجعنى وانت خلاص وجعتها بكلامك ارتحت دلوقتى؟)
نفس الضحكات الساخرة التي يطلقها عقله توبيخا لقلبه
( شايفها بتحس أوى! والوجع بالوجع وهى اللى بدأت )

صرخة متألمة من قلبه
( وجعها بيوجعنى يعنى انت بتعذبنى معاها)

لم تتردد بصدى عقله ضحكاته الساخرة ولم يصدر عنه تهكما بل صوت أجوف يعبر عن الألم أيضاً
( تستاهل الوجع علشان حبيت، كنا مرتاحين وهى بعيد، فضلت سنين افهمك أنها اختك وأول ما قربت منها نسيت كل حاجة ودقيت لها ، نسيت ازاى كانت بتبص لنا وهى معدية قدام الورشة؟ نسيت ازاى كانت بتتجاهلنا في كل مناسبة تجمعنا؟ نسيت ازاى ماكنتش قادر تقرب منها أول يوم؟)

ترددت صرخة قلبه تعلن مدى عذابه
( انت اللى كنت بينى وبينها، وحزنها كان بينى وبينها، ازاى كنت اقدر اقرب وانا شايفها اختى زى ما انت بتقولى ؟)
علا صوت عقله مجدداً ليصدمه أخرى
( لا انت كنت عارف أنها رفضاك علشان كده صدقتنى بس إيه الفايدة وانت أول ما قربت منها خسرت كل حاجة! )

انتفض عثمان جالساً فوق فراشه ليسود داخله صمت حذر تمنى أن يطول فهو لا قبل له بصراعه الداخلى الذى يدور حولها يكفيه ما يعانيه منها خارجيا .

مسح وجهه بإرهاق وقرر أن غفوة قصيرة قد تريحه قليلا فعاد يستلقى ويغمض عينيه متمنياً ألا يعود صراخ عقله وقلبه لكنه لم يملك وقتا طويلا للهرب من أفكاره حولها فقد طرق باب غرفته ومن سواها سيكون بالخارج وفى لمحة من الزمن صرخ قلبه يستوقف دقات قلبه الحماسية ويمنعه من الحنين لها
( بلاش جنان اوعى تفكر أنها جاية تترجاك؟ ما تتحركش من مكانك ولا تسأل عنها)

انتفض قلبه وانتفض هو أيضاً متجها إلى الباب معلنا إتباع قلبه مرة أخرى، فتح الباب لتقدم له الهاتف بصمت فلا يتحرك فتهمس بتوتر
_ صاحبك على الخط
إلتقى حاجبيه بغضب وهو يلتقطه منها موبخا بنفس النبرة
_ وبتردى ليه؟
رفع الهاتف بعد أن ألقى نظرة على شاشته دون أن تتغير ملامحه الغاضبة
_ ايوه يا أيمن!
_ لا مش جاى النهاردة

أنهى المحادثة ليدس الهاتف بجيبه فتنظر له بحدة لم يهتم بها فقد أخطأ حين ترك لها هاتفه وبالطبع سيهاتفه أصدقاءه وزبائنه والكثير من الرجال فى محيط سمعها يشعره بالغيرة
_ أي خدمة تانية؟
تساءل بغلظة لتفر من أمامه إلى غرفتها فيعود هو إلى فراشه الذى لا يمنحه الراحة .

…………………..

مر عدة أيام تحسنت خلالها حالة هنية رغم أن الحزن لازال يسيطر على حياتها إلا أنها تحاول التعايش مع واقعها بدون خيرى ولم تفارقها هالة أبدا أو تتوقف عن دعمها .
دخلت هالة غرفتها وكان صبرى قد عاد للتو من الورشة لتتجه رأسا إلى الفراش فيتوقف عن تبديل ملابسه ويتساءل
_ مالك يا هالة؟
أغمضت عينيها بإرهاق
_ تعبانة يا صبرى عاوزة انام شوية
احتد فورا تبعا لطبيعته الانفعالية
_ لازم تتعبى ما انت واقفة على رجليكى من يوم وفاة خيرى مش لازم كل حاجة تعمليها بنفسك على فكرة هنية مايتخافش عليها
رفعت كفها تستوقف انفعاله
_ صبرى كفاية عصبية انا تعبانة

وكأنها سكبت دلوا من الماء البارد فوق غضبه ليخبو فى لحظة ويتهرب بعينيه منها متابعا تبديل ملابسه فتبتسم وتغمض عينيها مرة أخرى لتمنحه فرصة لتأمل ملامحها وكأنهما متفقين سلفا على التوقيت فاتجهت عينيه الى وجهها لتنشق ابتسامته عبر غلظة شفتيه لتلك الابتسامة.

راقبها حتى أنهى تبديل ملابسه واتجه إلى الفراش ، شعرت بقربه لتنظر له وتعيد إشعال غضبه
_ ابقى بكرة ابعت لى لحمة علشان اطبخ لسهى وعثمان
_ وهى سهى صغيرة ما تطبخ
_ يا صبرى دى عروسة وبنت اخوك كمان
_ خلاص هوصى لهم على أكل بكرة وهجيب اكل هنا كمان تسمحى بقا ترتاحى يوم زى البنى ادمين؟

رغم الحدة التى يتحدث بها والانفعال الذى يغلف صوته إلا أن ابتسامتها لم تختل بل احاطته عينيها برضا وهى تقول
_ انا ارتحت يا صبرى من يوم ما اتجوزتك

فرت عينيه فورا بعيدا عنها لتضحك فقد عهدت ابن عمها وزوجها يعجز تماما أمام الكلمات وخاصة إن كانت تعبر عن المشاعر لكنها لا تحتاج منه كلمات فبمجرد تواجده قربها يتحرك ذراعه بلا تفكير ويضمها مقدما لها دفء صدره الذى هو ابلغ من كل الكلمات ويخصها وحدها دون العالم .

…………………….

تشعر سهى بملل شديد فهى حبيسة الغرفة لساعات طويلة مادام هو بالمنزل، اتجهت مرة أخرى نحو الشرفة لتطل على الخارج بضجر فهى تكره هذا المشهد وهذا المكان .

سمعت ضجة بالخارج أثارت فضولها عما يفعله فى المطبخ ويتسبب في هذا الضجيج ووجدتها فرصة أيضاً للهروب من الملل الذى يزهق أنفاسها فاتجهت للخارج
كان قد أفرغ البراد تماما من كل الأوانى ليصبح حوض الغسيل مكتظا بها بفوضاوية مزعجة لتصيح بحدة
_ انت بتعمل ايه؟

لم ينظر لها وكأنه منتبها لوجودها منذ البداية
_ هعمل ايه ربنا بلانى بواحدة مش عارف مسمية نفسها ست ازاى وهى مابتعرفش تحط طبق فى مكانه
_ انت فاكرنى خدامة عندك

دار ينظر لها بحدة
_ لا طبعا، بس المفروض ده بقى بيتك ، تعرفى ليه الست مسئولة عن البيت؟ لأنها مخلوق رقيق مايتحملش الفوضى ولا يحب الإهمال، لأنها كائن منظم وحريص مايحبش الخسارة ولا يسمح بالاهدار .. لكن انت بقا ست بمناسبة إيه؟ طبيخ ماتعرفيش، تنضيف ماتعمليش، تنظيم ماتتحركيش واحسن بنى آدم شوفته في حياتى يهدر فى الاكل تاكلى نص الطبق والباقى ترميه لو حطتيه فى التلاجة انا هاكله عادى مابقرفش

رغم أن بداية كلماته تبدو لها صادرة عن شخص راقى يحسن إختيار كلماته إلا أنها ترى تعمده تجريحها وإظهارها بمظهر الفاشلة غير المسئولة .
رفعت حاجبيها معبرة عن رفضها ما يقول وهى تتخصر فتزيد من شوقه لها وهى تبدى له دون تعمد تفاصيل روعتها التى لم تعد تفشل في إثارة حواسه وهى تقول
_ أول حاجة انا مش حاسة أنه بيتى ولا ناوية أنه يكون وبعدين انت عارف انى مابعرفش اطبخ مش صدمة يعنى ولا مفاجأة

تنفس بعمق محاولا السيطرة على نفسه وعدم اظهار رغبته فيها
_ ايوه كنت عارف انك مدلعة و علشان كده بحاول اعمل انا ما إحنا مش هنسيب البيت بالمنظر ده يمكن مايكونش بيتك ولا هيكون بس هو بيتى اللى عشت احلم بيه وتعبت في كل جزء منه ومش مستعد اتفرج على تعبى وهو بيضيع بأهمالك، اتفضلى ادخلى اوضتك يا مدام

أولاها ظهره ليرحم نفسه من عذابه وهو يصفع عقله الذى طالما أخبره أنها أخته ويلعن عينيه التى لم تر هذه الفتنة سابقا.
أفاق على كفها الذى يسحبه للخلف وهى تصرخ بغضب
_ اتفضل انت اطلع برة وانا اقدر انظم احسن منك

كان قريبا منها لدرجة مؤلمة وقد زادت الأمر سوءاً وهى تقف مكانه وتبدأ تنظيف ما اخلفه من فوضى بحدة تبدو له رائعة .

لم تشعر بمرور الوقت ولم تكن تعلم أن لديها سبيل لكسر الملل وتتغافل عنه فما قامت به خفف كثيرا من الملل الذى كانت تعانيه وحين غادرت المطبخ وجدت باب غرفته مفتوح بشكل جزئي لتعلم أنه قد غادر المنزل دون أن تشعر أيضاً.
رفعت ذراعيها تحرر ربطة شعرها وهى تستعد لساعة كاملة من العناية الشخصية التي تستحقها بعد ما بذلته من مجهود راضية تماما عن نتيجته .

………………….

عادت وفاء لمكتبها لتجلس خلفه وهى تطالع الرسم الذى انهته للتو مرة أخرى وأخيرة قبل أن تطويه وتستعد لتسليمه لرئيس القسم .
نهضت متجهة نحو مكتبه ليستوقفها مساعده
_ البشمهندس فى اجتماع مع محسن بيه.
لم تدر إن كانت قد أبدت رد فعل أم لم تفعل لكنها غادرت وهى تحاول أن تتحكم في لون وجهها الذى يتغير تبعا لتغير دقات قلبها التى تتصاعد سرعتها لتعود إلى المكتب
هى لم تقابل محسن منذ عرض أمامها أفكاره التى ترفضها لكنها لم تترك هاتفها مطلقاً على أمل أن يتصل بها لكنه لم يفعل ومع مرور الأيام اعترفت أمام نفسها أنها تقبل أن تتألم فى محاولة تغير أفكاره وأن ترضا بعيوبه فالألم فى تجاهله لها أكبر .
لكنها لا تستطيع أن تقترب فهو لا يراها من الأساس هى بالنسبة إليه مجرد وسيط أراد به أن يعيد ود سهى وحين فشلت أبقى عليها بالقرب منه امتنانا ليس إلا.

جلست خلف مكتبها ومر نصف ساعة قبل أن يدخل رئيسها للمكتب يبدو عليه الغضب من الجميع
_ جرى ايه يا حضرات المهندسين، فات أسبوع مفيش ولا تصميم خلص عن المشروع الجديد رغم أنى نبهت على أهميته، اللى مستغنى منكم عن شغله هو حر لكن أنا مش مستعد اخسر شغلى بسبب اهمالكم .

قاطعه أحد زملائها
_ يا فندم احنا عملنا اكتر من تصميم والمهندس محسن بيرفض التصاميم ومش عاجبه شغلنا مع إن كلنا خبرة محدش فينا صغير

اتجهت الأنظار نحوها فهى الأحدث بينهم وقبل أن تتحدث كان محسن يدخل للمكتب بهيئة مشابهة لرئيسهم
_ انا قولت عاوز إبداع، تجديد ، كل أفكاركم تقليدية مايهمنيش الخبرة ومين أقدم

رأى الورقة المطوية فوق مكتب وفاء مع توترها الواضح ليشير نحوها متسائلا
_ انا شوفت التصميم ده؟

شعرت أن الجميع ينظر نحوها ليلتهب وجهها منصاعا لدقات قلبها التى تصل إليه بكل تأكيد

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 10

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى