“القصة مستوحاة من أحداث حقيقية”
أنا مقتنع إن الواحد حر ف قراراته أيًا كان القرار اللي هياخده، ربنا خلقنا أحرار ، حتى لو القرارات اللي هناخدها هتض.رنا وتض.ر ناس تانية، وده مش معناه إننا هنسلم من العق.اب وهنبقى فوق القانون، قصدي إن إيد المج.رم مش بتت.شل وهو بيعمل جريم.ته لكن بعدها لازم يتحاسب، لازم يتحمل عواقب الجري.مة اللي عملها، خصوصًا لو أذ.ى غيره، أو على الأقل هو ده اللي كنت مقتنع بيه، بقى عندي قناعات مختلفة شوية، مزيج ما بين فكري القديم والجديد، وده حصل بعد أحداث مكنتش متمني إنها تحصل…
أنا الأخ الأصغر، مكنش عندي غير أخت أكبر مني ب 3 سنين وحرفيًا روحي كانت فيها، مكناش مجرد إخوات، كنا صحاب، صحاب جدًا، لدرجة إنها لما دخلت ف قصة حب وارتبطت وهي عندها 15 سنة مخبتش عليا. انا مرحبتش بالموضوع ولا وقفت أسقفلها وكان باين عليا إني مش راضي وقلقان، صحيح أنا كان عندي 12 سنة بس لكن كنت مدرك برضه إنها صغيرة عالكلام ده، مهي مش هتتخطبله وتتجوزه ف نفس السنة مثلًا، العلاقة دي مكنتش مقبولة بالنسبة لي، لكن مكنتش عن.يف أو عد.واني، رأيي كان واضح بس من غير ما أضايقها مني، وطبعًا مقولتش لأبويا، مهما حصل عمرنا ما كنا نعمل كده ف بعض، محدش فينا كان بيقول سر التاني لبابا.
واحدة واحدة موقفي اتغير أو يمكن اتفرض عليا الأمر الواقع، بدأت اتعود على وجود “بلال” وهو كمان عمل مجهود عشان يصاحبني.. الغريبة إني مكنتش حاسس إنها قصة حب بتاعة مراهقين، كانت علاقة قوية وجد، كل واحد فيهم كان بيتعامل مع التاني على أساس إنه شريك حياته، زي المخطوبين، وكنت حاسس بجدية “بلال” وإنه عايز “أشرقت” تبقى مراته، وده كله كلام كبير أوي على المرحلة اللي كانوا فيها، كلنا على بعضنا كده بما فينا بلال اللي كان عنده “16” أطفال، مجرد أطفال…
اللي أكد إحساسي مع الأيام هو إصرار “بلال” إن يبقى في تواصل ما بين “أشرقت” وأسرته، والده ووالدته وإخواته وحتى قرايبه وباقي عيلته، وكان دايمًا موجود معاها ف المناسبات، إلا طبعًا لما والدي بيبقى موجود، لكن كان كل فرصة يقدر يكون موجود بيظهر. كل أصحاب وزمايل أشرقت اتبرمجوا إن “بلال” ف حياتها وإنه ف حكم خطيبها…
بعد بداية العلاقة بسنتين “أشرقت” قالت لبابا على “بلال”. على الناحية التانية بقى بابا مكنش هادي أبدًا ولا اكتفى بإنه يقول لها إنه مش راضي عن العلاقة وإن كده عيب، اتف.زع، اتصدم فيها وث.ار، عمري ما شفته غض.بان بالشكل ده، كإنها قالتله إنها غلطت أو ق.تلت حد. بالنسبة له الموضوع مكنش قابل للنقاش وأرغمها تقطع علاقتها بيه فورًا. وهو ده اللي عملته، مكنش عندها خيار تاني، لكن في الحقيقة ده محصلش….
كل الحكاية إن ده اللي كان باين قدامه. “أشرقت” خدته على قد عقله. ف أول كام يوم بس قطعت إتصالاتها بيه ومع الأيام الميه رجعت لمجاريها و”أشرقت” كملت مقابلاتها ومكالماتها وقصتها مع “بلال”…
ساعتها اتأكدت إن علاقتهم مش سهل أبدًا تتقطع وأبقى غبي لو عملت زي بابا لإن ده معناه إن العلاقة هتستمر من ورايا أو غصب عني ومكنتش هسمح بده، كان لازم دايمًا أبقى ف الصورة. صورة “أشرقت” كان لازم تكون ملازمة لصورتي ووجودها مرتبط بوجودي قدام بلال وعيلته.
وفضل الوضع على ما هو عليه سنة كاملة، بعدها “أشرقت” فاتحت بابا تاني في الموضوع. المرة دي عشان علاقتهم كانت هتاخد شكل تاني، قرروا يتخطبوا. بابا موقفه كان أصعب من المرة الأولى، ودي حاجة ذهلتني ومكنتش فاهمها. إزاي بابا انهار المرة دي، مغضبش ولا زعق فيها ولا حتى ضربها لكن زعل زعل جامد أوي، معلقش وقاطعها كذه يوم، وانكمش ف نفسه ومبقاش بيخرج من أوضته إلا عالشغل أو للضرورة ويرجع من الشغل على أوضته. عشان كده قررت أواجهه وأحاول أفهم منه….
قال لي كلام غريب أوي….
-لما أختك جت حكيتلي المرة الأولى، غض.بي ورد فعلي العن.يف مكنش بس عشان داخلة ف علاقة مع شاب، ده عشان حسيت إن الموضوع جد! هو طبعًا ده يفرح أي أب أو أم، بس لما الاتنين يبقوا كبار وراشدين، واعيين للي بيعملوه، لجدية الارتباط والجواز. يا “أكثم” أنا مرعوب على أختك، كانت ولازالت طفلة، والنوع ده من العلاقات عادة بيبقى س.ام. الترتيب المنطقي هو إن الواحد يحدد مستقبله الأول، التخصص اللي عايزه، ومن بعديه مجال الشغل وبعدين يبقى يفوق ويدور عالارتباط، لكن لما الترتيب يتلخبط وييجي الارتباط الأول رؤية المستقبل بتتشوش عشان بيبقى فيها الشخص التاني والخطط بتختلف تمامًا، وبعدين بعد سنة أو اتنين أو عشرين بتيجي مرحلة النكد، حد فيهم أو الاتنين بيحسوا بمرارة ف حلقهم، إنهم ضيعوا حياتهم وغيروا من مساراتهم عشان الشخص التاني، وإن كان ممكن شكل حياتهم يبقى مختلف تمامًا. ده غير بقى إن العواطف بتيقى لسه مش ناضجة كفاية، يعني نظرة أختك للناس دلوقتي وذوقها هيتطور يوم عن يوم، هي نفسها هتبقى حد تاني كمان كام شهر وكام سنة ويوم بعد يوم، واللي يعجبها دلوقتي ميعجبهاش بعدين.. ونفس الكلام ينطبق عليه. تخيل كده معايا اللي اسمه “بلال” ده يصحى ف يوم ويلاقي مراته جنبه كالعادة، اللي هي “أشرقت”، وفجأة ميبقاش قادر يبصلها بنفس الطريقة، لا هي دي الملامح ولا الوش ولا الشعر ولا الشخصية ولا الروح اللي عايزها! كان نفسه يبقى متجوز من واحدة شخصيتها أقوى أو أضعف، مرنة أكتر أو ليها مواقف محددة وواضحة، ضحكتها أرق أو أعلى، عملية بشكل أكبر أو رومانسية عن كده، متدخله ف حياته ومهتمه أكتر أو سايباله مساحة أكبر ومتنفس… وكل ده عشان مكنش ناضج كفاية لما اختارها تبقى زوجة. ساعتها بقى إزي الحال؟ لو عندها منه عيال واختاروا يتطلقوا عشان الحياة بقت مستحيلة أو الأوحش، لو قرروا يكملوا عشان العيال، عشان ميبقوش متقطعين ما بين أب وأم منفصلين والحياة بقت مستحيلة ومُرة أكتر والاتنين بقوا خيالات مش بني آدمين ليهم كيان وإرادة. فهمت يا “أكثم”؟
ياااه كل ده كان ف باله، كل ده شايله ف قلبه من سنة، من ساعة ما اعترفتله؟ أنا كنت فاهم اللي بيقوله كويس، لكن بصراحة مكنتش مقتنع بيه، كنت شايفه مأفور أوي، متوهم، عنده وسواس ومفيش أي أساس من الصحة لمخاوفه، أنا متفق معاه ف إنهم فعلًا صغيرين والتفكير فالخطوبة والجواز شيء ساذج، لكن منديش الأمور أكبر من حجمها، سواء الموضوع مشي أو ممشيش مش هيبقى بالبشاعة اللي والدي تخيلها….
بعديها قال لي إن اللي كمل عليه هو اقتناعه إن “أشرقت” و”بلال” دماغهم ناشفة وإن الموضوع خرج عن إيده وإيد أي حد وإنه هيمشي. برغم إن اللي يبان إن المواضيع لسه عالبر، لسه يعني محصلتش خطوبة ولا الأهالي زاروا بعض، لكن كان متأكد من إحساسه، الجوازة دي هتتم…
وف دي صدق….
الخطوبة تمت بعدها بكام شهر والجواز بسنة وشوية. “أشرقت” مكنتش لسه اتخرجت من الجامعة ولا “بلال” كمان وحملت وهي بتتخرج وف خلال كام سنة بقى عندهم ولد واتنين….
بما إنهم كانوا لسه صغيرين و”بلال” مكنش عنده شقة خاصة بيه فأبوه قرر يستقبلهم ف بيته اللي في الجيزة. الراجل ده هو الحاجة الوحيدة اللي كانت مطمنة بابا في الجوازة، كان طيب بشكل عجيب، راجل على سجيته كده ومستعد يعمل أي حاجة عشان يسعد إبنه برغم إمكانياته البسيطة، بعكس أم “بلال” اللي موقفها كان شبه موقف بابا وشايفه إنهم عيال عالجواز وإن “أشرقت” خطفت إبنها وحرمته من مستقبله اللي المفروض كان يركز فيه بدل الجواز…
إخوات “بلال” اتجوزوا بسرعة وسابوا البيت وأم “بلال” اتوفت بعد سنة واحدة من جوازهم وبكده، اتبقى ال4 ، “بلال” و”أشرقت” وأبو “بلال” و”أكثم” الصغير وكانت حياة برغم بساطتها سعيدة ومفيهاش مشاكل أو منغصات…. واللي بان إن الموضوع هيبقى أحسن وأحسن. “توفيق” أبو “بلال” اكتشف وجود بيت ف مدينة نصر كان ملك حد في العيلة، بيت قديم موجود من 30 سنة والمفاجأة إن اللي بلغوه عن وجود البيت قالوله إن محدش عرف يتصرف في البيت، محدش راضي يشتريه بعد وفاة المالك وإنهم مسامحين إنه يتنقل فيه هو و”بلال” و”أشرقت” والحفيد لحد ما يظهر مشتري….
البيت كانت ظروفه أحسن بكتير من ظروف شقة الجيزة، صحيح هو قديم حبتين لكن دورين بشقتين منفصلين، يعني كان هيبقى في خصوصة لأشرقت وجوزها وابنهم وفيما بعد ابنهم التاني، وف نفس الوقت مش هيبقوا بعدوا عن “توفيق” وطول الوقت معاه وبيتطمنوا عليه…
موضوع البيت الجديد ده زي نفحة هوا ف مكان مكتوم وده عشان حياتهم كانت صعبة جدًا من الناحية المادية لكنهم كانوا مبسوطين برغم كده، لسه بيحبوا بعض وطاقة الحب واصلة لإبنهم…
شفت “بلال” بعد شهر من انتقالهم للبيت الجديد. قعد معايا عالقهوة. انطلقت في الكلام كالعادة لدرجة إني مركزتش ف حالته الغريبة…. بعد حبه لاحظت إنه مش بيتجاوب معايا إطلاقًا، مش بيرد، كإنه مش سامعني أصلًا.. فضل باصص ف اتجاه معين زي ما يكون سرحان أو شايف حاجة أنا مش شايفها. أخدت بالي كمان إنه مكنش حالق دقنه وشعره منعكش وهدومه مهرجله، زراير القميص مثلًا مكنتش مقفولة ف أماكنها، ده غير إنه مكنش مكوي ولا البنطلون كمان.. عمري ما شفت “بلال” في الحالة دي. أكيد كان في حاجة، حاجة أنا معنديش علم بيها…
سألته:
=بلال إنت كويس؟
مردش…
=بلال مالك؟
برضه مردش…
مديت إيدي وهزيته هزة خفيفة….
=بلال، بلال!
-أيوه، إيه؟
رد بهدوء كإني أول مرة بندهه ولسه مكنش بيبصلي….
=أنا بقالي شوية بنده عليك وقبلها كنت بتكلم وأنت مش هنا خالص. أنت تمام؟
-تمام….تمام…
رد فعله قلقني أكتر، إيه اللي أنا مش عارفه؟
كلمت “أشرقت” بعد ما مشي وسألتها عن أحوالها وأحواله، قالت إنهم بخير ومبسوطين جدًا بالبيت الجديد. مكنتش بتكدب، واضح إنها متعرفش بالحاجة اللي شاغلة دماغ “بلال” وده كويس، كده يبقى مفيش مشاكل ما بينهم وأيًا كان اللي شاغل باله هيعدي، أكيد أمر تافه…
الوضع استمر على كده 10 أيام كمان، الكام مرة اللي اتصلت فيهم ب”أشرقت” ردودها كانت واحدة ومودها دايمًا حلو، كانت هتطير من الفرحة بالبيت الجديد… لكن ف اليوم ال11 المكالمة كانت مختلفة شوية….
-بص، أنا مش هعترض، مكنتش أحلم أصلًا ببيت زي ده، حاجة مكنتش على البال والخاطر لكن….
=إيه يا “أشرقت” إحكي.
-فيها ريحة كده كل فترة بتفوح ف البيت، ريحة بشعة، كإنها لحمة بتتحرق أو لحمة معفنة، دورت ف كل مكان عالمصدر، لا في بلاعة بتطلع ميه ولا مجاري حوالين البيت، الريحة بتبقى هتخن.قنا لكن هي مش بتفضل كتير، كام دقيقة بس وبتختفي.
=طب ما يمكن في عربية زبالة بتعدي من قدام بيتكم، يكون ده المسار اللي بتمشي فيه وده يفسر إنها بتفضل كام دقيقة بس…
-منطقي، هي عامة مش مشكلة كبيرة، بس….
=إيه يا “أشرقت”.
-حمايا أحواله بقت غريبة، بلاقيه مسهم، سرحان ف إتجاه معين وبيتكلم مع نفسه بصوت واطي. ف مرة ركزت لقيته بيكرر نفس الجملة “حصل قبل كده…حصل قبل كده”.
=غريبة دي فعلًا، يمكن والعياذ بالله يكون جاله المرض إياه، تكون دي البدايات؟
-قصدك الزهايمر والخرف؟ جه ف بالي، يمكن… لكن برضه…..
=إيه؟
-لأ عادي، هو نفس اللي قلته مفيش زيادة.
=المهم إنتي وبلال و”أكثم” الصغير كويسين؟
-اه الحمد لله إحنا زي الفل….
المكالمة دي مقلقتنيش، كل اللي أشرقت حكته كان ليه تفسير، عربية زبالة بتعدي وراجل كبير في السن بدأ يجيله زهايمر، عادي دي إسمها الحياة وتطوراتها الطبيعية….
اللي قلقني هو تصرفات “بلال” اللي بقت تزيد غرابة يوم بعد يوم، نفس المشهد اتكرر بس بشوية تطورات، سرحانه بقى أكتر وسكوته طول، ده مكنش بيبطل كلام وعلطول بيضحك وصوته عالي، وكان عنده طاقة رهيبة. اتحول 180 درجة وشكله بقى حزين ومهموم علطول، شعره طول وهدومه بقت بائسة أكتر حتى ريحته طلعت، زي ما يكون مبقاش مهتم بالنضافة الشخصية ولا بيغير هدومه وده عمره ما حصل. ده غير بقى معاملته ل”أشرقت”، يأما يبقى بارد معاها، ميردش عليها ولا يبصلها وميقعدش معاها، يأما يرد عليها بعصبية.. قبل كده كان بيقف معاها ويساعدها في المطبخ وهو مبسوط، بقى ميجيبش لنفسه كوباية الميه، ومن وقت للتاني بيبصلها بصة مرع.بة كإنه مش طايقها…
هي محكتليش كل ده ولا رضيت تعترف بيه، أنا اللي شفت بنفسي في زياراتي ليهم. ما داه.ية يكون بابا كان عنده حق! جه الوقت اللي “بلال” أدرك فيه إنه غلط ف اختياره ل”أشرقت” وإنه مش عايز الحياة دي…
لأ وإيه، “أشرقت” حملت ف الولد التاني، يعني الاتنين نزلوا برجليهم في الوحل وصعب يسحبوها تاني، صعب ينسحبوا من الحياة اللي بنوها مع بعض….
لما واجهت “أشرقت” باللي شفته وحسيته من تغيير ف “بلال” أنكرت تمامًا كإني بخ.رف وبتكلم عن ناس تانية. المشكلة مش ف كده وبس، ف آخر زيارة لاحظت إن الراجل الكبير قاعد على كرسي وبيتهز جامد وكان بيهمس بكلام كده وبيكلم نفسه. لما قربت منه لقيته بيقول : “حصل قبل كده!”
أنا كنت مدرك تمامًا إنه فعلًا عيان، ومع ذلك في رعشة جريت ف جسمي كله، مرتحتش للي قاله ولحركته ونظراته… شفت حاجة معينة بس كدبت نفسي، مش ممكن أكون اللي شفته صح….
وبعد الزيارة دي كلمت “أشرقت” وقلتلها إني عازم نفسي عندهم كام يوم! رحبت بيا بس كان باين على صوتها إنها مش مبسوطة بالكلام ده. هي دي كانت أول مرة تحصل وعرض غريب وف نفس الوقت هي كانت مخبية حاجة، مش عايزاني أعرف الحقيقة، وأكيد فهمت إن سبب دعوتي لنفسي هو ده بالظبط، إني أعرف….
“بلال” استقبلني بوش خشب، فتح الباب ولف وسابني ومشي!
أول يوم كله مشفتش وشه، مخرجش من أوضته.. “أشرقت” كانت بتحاول تغطي على تصرفاته وقلة ذوقه. قعدت معايا كتير، كلامها وضحكها كله مفتعل، اللي عملته هو إنها أكدت على وجود شيء مريب، علاقتهم من الواضح إنها كانت متوترة.
أنا كنت ناوي أقعد يومين مثلًا بس لقيت إني ضروري أكمل شوية، لو عليا أفضل سنة كاملة عشان حقيقي كنت قلقان على “أشرقت”..
مع تاني يوم لقيت إن في قميص معين نقص من هدومي، كان قميص مميز، بلبسه كتير، راح فين؟ وإزاي ده بس من ضمن الهدوم اللي اختفى؟؟ أنا حد مهمل ونساي جدًا وده خلاني أبقى منظم. عشان أتعامل مع حالة التوهة بتاعتي بقيت أحط حاجتي ف مكانين بالكتير والحاجة اللي استخدمها أرجعها علطول، مش بعتمد أبدًا على ذاكرتي، وفي الحالة دي القميص مش ممكن يكون بره شنطتي أو الدولاب اللي فضيت فيه الهدوم. مكنتش لسه لبسته، وده معناه إنه مش في الغسيل، يبقى راح فين؟!
مش كل اللي قلته بس هو اللي مش مريح، ده كمان الريحة إياها، الريحة اللي “أشرقت” كانت حكتلي عنها. شميتها، كانت قوية ومق.رفة جدًا، بس أنا أخدت بالي من نمط ليها، الريحة مش بتطلع ف أي وقت، الساعة 3 بالظبط بعد نص الليل كل يوم، الريحة بتظهر وبتختفي بعدها بدقيقتين. أنهي عربية زبالة بقى اللي بتعدي في الوقت ده؟!
وبعدين دي مكنتش ريحة زبالة، دي ريحة معينة، لحمة معف.نة بتت.حرق!
في خلال الأيام اللي بعد كده هدومي بقت تنقص، قطعة ورا التانية، مرة قميص، مرة بنطلون، مرة ملابس داخلية. مين هناك إيده طويلة وبياخد الحاجة؟! حاجة تجنن.. وكل يوم، لأ كل يوم إيه، كل ساعة كر.هي كان بيزيد للبني آدم اللي إسمه “بلال” ده، ده واحد تاني غير اللي “أشرقت” اتجوزته…مفيهوش أي صفة كانت ف “بلال” بتاع زمان، حتى ملامحه اتغيرت، بقت حادة ومرع.بة، لا بقى بيتكلم كتير ولا بيضحك ولا مضياف وحبوب وشخص يعتمد عليه والواحد يحس براحه وهو بيتكلم معاه. الله يعينها “أشرقت”…
الساعة كانت 3 بالظبط بعد نص الليل….
عرفت إزاي؟ من الريحة، كنت متأكد إنها 3.. فتحت عيني، الريحة قلقتني، خلتني أفوق… قمت وقعدت مكاني عالسرير، رفعت الموبايل، لقيتها 3 فعلًا….
نفسي أفهم ليه المعاد ده والريحة دي إيه مصدرها…
المشكلة إني بقيت فايق جدًا كإني صاحي من حبه حلوبن…جه ف بالي أطلع بره الأوضة، كنت زهقان، مفيش حاجة معينة ف دماغي…
اتمشيت في الطرقة الطويلة ما بين الأوض وبعدين خرجت عالطرقة الضخمة. مكنش في غير نور خفيف، لمبة منورة جنب باب الشقة.. والنور الخفيف ده كان كافي عشان أشوف اللي كان واقف في الصالة!
كإنه صنم، راسه مدلدلة، باصص قدامه في الفراغ، إيده وباقي جسمه متخشب… حما “أشرقت”!
“يتبع”
“الجزء الثاني”
اتذ.عرت بس مسكت نفسي ومشيت لحد عنده. قلتله:
=بتعمل إيه عندك يا حاج؟
– حصل قبل كده.
=أنت مدرك إنك مش ف شقتك؟ أنت في الشقة اللي فوق. شقة إبنك ومراته.
عينه بس اللي اتحركت. بصل لي وهو راسم ابتسامة خفيفة مرع.بة وقال:
-ماشي. همشي.
لف وخرج بمنتهى الهدوء كإننا بندردش مثلًا أو اتلخبط ما بين طبق عنده وطبق عند ابنه..
خف.ت، أولًا لإنه كان موجود ف نفس الوقت اللي الريحة فاحت فيه، ثانيًا عشان لأول مرة أحس إن الموضوع مش زهاي.مر، مش مجرد خترفة، وثالثًا وده الأهم، الراجل ده ليه معاه نسخة لشقتهم؟! ما هو أكيد دخل بالمفتاح…
حد تاني ظهر بعد ما ” توفيق” مشي بلحظات. راجل كان واقف في النص ما بيني وبين المطبخ اللي على شمالي. لمحته بطرف عيني، كان لابس جاكيت إسود طويل وحاطط إيديه الاتنين ف جيوبه. ببطء شديد اتلفت بجسمي وشفته بيديني ضهره وبيمشي في اتجاه المطبخ. مشيت وراه. كل مدى كان بيسرع وأنا كمان بسرع خطوتي لحد ما دخل جوه المطبخ ودخلت وراه…
مكنتش مخطط للي بعد كده، لما أنا وهو نبقى لوحدنا، بس اللي حصل إن مفيش بعد كده!
الراجل شفته ماشي بسرعة البرق وبعدين اتبخر أول ما اتخبط في الحيطة، اختفي…
فضلت واقف مكاني، متنح ف نفس الاتجاه، في الفضا… إيه اللي حصل؟ هو ده حصل فعلًا؟ ملهاش ومفيهاش، ده كان شب.ح….
بجد مش فاكر إزاي رجلي عرفت تشيلني لحد أوضتي.. إزاي قدرت أتمالك نفسي وأمدد على سريري وأنام. بيت “أشرقت” مس.كون، وأكيد الريحة ليها علاقة بده ويمكن كمان…يمكن في صلة ما بين البيت والشب.ح واللي بيحصل ل”توفيق” واللي بيحصل ل”بلال”.. ولا دي شطحة مني؟!
ممكن نقول إن ببساطة البيت مس.كون، عادي ما هو بيت قديم و”توفيق” عنده زهاي.مر وعشان كده تصرفاته غريبة و”بلال” بقى راجل دني ومعندوش مسؤولية وأخلاقه مش تمام وبلاش بقى تربيطاتي العميقة المعقدة دي…
اللي حصل اليوم اللي بعديه مكنش أهون… صحيت على صوت خبطة قوية، حاجة تقيلة وقعت عالأرض أو خبطت في حيطة..جريت من السرير على مصدر الصوت.. دخلت أوضة “بلال” و”أشرقت” من غير ما أخبط. “بلال” كان رافع إيده وقدامه “أشرقت” بتبصله بخوف، جنب وشها اليمين كله كان أحمر. قلت وأنا بزعق وبشاور على وشها:
=إيه ده؟
كان واضح جدًا إن “أشرقت” كانت بتعيط لكنها عملت أداء مبتذل.. قالت وهي بتتفادى تبصلي:
-شفت أختك العبيطة، خبطت في الحيطة وأنا نازلة من السرير، وشي ورم من الخبطة. كتر خيره “بلال” قام بسرعة عشان يجيب قطن وميه ساقعة ويعمل لي كمادات…
=وفين هو القطن والميه الساقعة؟
-كان…ط..طالع دلوقتي أهو بس أنت سبقت وجيت.
دمي غلي. محستش بنفسي. رفعت إيدي وكانت خلاص هتنزل عليه…
=لو مديت إيدك عليها تاني يا حي.وان هقطعهالك…
“أشرقت” وقفت وسطنا ومسكت إيدي. اترجتني أروح على أوضتي وقالت إنها هتحصلني…
وبعدين، هسيبها هنا؟ ما بين ع.فريت وجوز سادي بيضربها وهي حامل؟
ده اللي كنت بفكر فيه في الكام دقيقة اللي قعدت فيهم لوحدي عبال ما “أشرقت” جتلي الأوضة…
-إن مشالتكش الأرض أشيلك فوق راسي، بس أنا عارفة إن ده مش سبب وجودك هنا يا “أكثم”، مش جي تتضايف أو تتونس بيا. أنت خا.يف عليا، وجيت عشان تتأكد إذا كنت كويسة ولا لأ، وأنا بقولك إني كويسة…
لسه كنت هتكلم، عندي كلام كتير أقوله، متغاظ وقلقان وخ.ايف بس هي حطت إيدها على بوقي. للدرجة دي كانت عايزه تسكتني وعايزاني أمشي…
قلتلها:
=طيب بلاش موضوع “بلال” دلوقتي وهجنب رع.بي عليكي أنتي و”أكثم” واللي ف بطنك. “أشرقت” أنا عايزك تمشي من البيت، البيت ده مش مريح أبدًا…
-وأروح فين، أرجع شقة الجيزة المحندقة ونرجع نتزاحم فيها مع العيل الجديد؟
مفيش فايدة. “أشرقت” كالعادة كانت عنيدة ومش عايزه ترجع عن رأيها. أنا تقريبًا اتطردت بس بطريقة مؤدبة. لكن مكنتش هفقد الأمل، لازم كنت أطلعها من البيت وأطل.قها من المري.ض…
أول ما هي مشيت فتحت الدولاب عشان ألم هدومي بس لقيت هدوم تانية….
كل الهدوم اللي اختفت من ساعة ما جيت، مرصوصين فوق بعض ومكويين ومتطبقين!
طريقة الكوي والتطبيق كإنهم راحوا مغسلة، ومكوجي محترف كواهم وطبقهم، حتى الهدوم الداخلية…
ندهت “أشرقت”، صوتي كان مهزوز… جت على ملى وشها. سألتها إذا كانت أخدت هدوم من عندي وغسلتهم وكوتهم. قالت إن ده محصلش، مهوبتش ناحية دولابي…
جميل أوي، أيًا كان اللي أخد الهدوم، قطعة وره التانية رجعهم مرة واحدة مغسولين ومكويين. مكنتش عارف المفروض أفرح ولا أخاف؟ مظنش إن الش.بح أو الكيان ده كان بيعمل معايا خير. ده كان لعب، إثبات أكتر إن بقى في اتصال وتداخل ما بين عالمنا وعالم اللي ساكنين البيت، العالم التاني…
لميت الهدوم بسرعة وخرجت من البيت. مش هنكر، كان جوايا إحساس بالراحة برغم الرع.ب على أختي وولادها، كإن ربنا نجدني من البيت ده ، كإني حييت من أول وجديد…
كان في سلم صغير قدام باب البيت وبعديها مربع ضيق من البلاط وسلم تاني بيوصل تحت للبوابة الرئيسية…
بعد ما نزلت السلم الأولاني، لقيت نفسي بمشي في اتجاه الدرابزين اللي ف جنب المربع، رجليا اتلوت وده عشان مش أنا اللي كنت بمشي، كان فيها حاجة بتز.قني بع.نف، حاجة عايزه ترم.يني من فوق الدرابزين ولو ده حصل عض.مي كان هيت.كسر أو كنت ه.موت لو الخبطة عالأرض جامدة!
في اللحظة الأخيرة ثبتت إيديا عالدرابزين، كان في مسمار بارز اخت.رق كفي! الد.م خرج كإنه شلال والأل.م رهيب. خرجت مني صر.خة، بس مكنتش عالية كفاية بحيث إنها توصل للناس جوه البيت، وأنا مكنتش عايزهم يستجيبوا، عشان اللي كان هيحصل إنهم هيدخلوني تاني وأنا كان لازم أمشي فورًا. المرة دي مسمار ومحاولة قت.ل، الله أعلم كان هيحصل لي إيه بعد كده.
سنتين فاتوا من بعد الأحداث دي، خلالهم كل مدى الدنيا بتبقى غريبة أكتر. كل مرة كنت بشوف فيها “أشرقت” كانت بتبقى خاسة زيادة، لدرجة ع.ضم وشها بقى بارز، وعينيها دايمُا مكس.ورة وحزينة كإنها بقت زوم.بي مش بني آدم وبرضه برغم إصراري رفضت تفضفض. و”بلال” بقى المثال الحي للوح.ش، الشري.ر السيك.وباتي اللي ف أفلام وقصص الرع.ب، ومكنش محتاج يتكلم نص كلمة عشان أعرف ده، كفاية منظره ونظراته والعلامات اللي بيسيبها على وش وجسم “أشرقت”. و”توفيق” بقى ده قصة تانية تمامًا، ده لوحده كتلة غموض ور.عب بكل اللي فات. أكيد، قطعًا مكنش عنده زها.يمر، كان عنده تغيير في السلوك والشخصية كإنه اتبدل بإنسان تاني، ابتسامته ونبرة صوته مكنوش مريحين على الإطلاق.
“أشرقت” كانت ليها نمط كده من المكالمات… كانت بتتصل بيا لما “بلال” يبقى عنده مشوار. كل مرة تضحك عليا وتقول لي إني واحشها أو إنها زهقانة وعايزه اللي يسليها أو إن الولاد بيسألوا عليا، وأروح أقعد معاها في الوقت اللي “بلال” غايب فيه ولما يرجع بمشي…
كان واضح طبعًا سبب طلبها ليا، “أشرقت” كانت بتبقى مرع.وبة وهي لوحدها في البيت أو حتى معاها ولادها وده عشان اللي بيحصل واللي شفت منه كتير، وزي ما أنا شفت هي أكيد شافت…
مرات كتير كنت بشوف الراجل إياه، أبو جاكيت إسود.، واقف دايمًا قريب من المطبخ وحاطط إيديه الاتنين ف جيوبه. كإنه مستني حاجة أو مستني حد، أغلب المرات تجاهلته وهو مكنش بيتحرك إلا لو قربت منه، في المرات القليلة اللي روحت ليه كان يمشي وأمشي وراه لحد جوه المطبخ.
آخر مرة ظهر لي ودخلت معاه المطبخ عمل حاجة مختلفة، مختفاش علطول، لف وبصلي، حرك بوقه من غير ما يطلع منه صوت. كان بيتكلم لكن الصوت مكتوم، بس أنا قدرت أفسر الجملة اللي فضل يكررها “كل ده حصل قبل كده”.
ده غير بقى لما كنت أغفل وأنا ممدد على كنبة ما أو سرير، أول ما بغمض عيني ومبلحقش أغوص ف النوم بشوف ناس، وشوش كتير ، كل مرة حد مختلف، كلهم معارف ليا، ناس مي.تة وناس عايشة، جدودي ، أبويا، أمي ، قرايبي ، صحابي وكل مرة نفس الجملة بتتقال بغض النظر عن اللي بيقولها : “إمشي من هنا حالًا، اخرج بره البيت، اخرج يا “أكثم”!” وبصحى مفز.وع، كام دقيقة بس اللي بيبقوا فاتوا، غريبة إني دي تكون أحلام…
وبعد السنتين جد جديد، “أشرقت” اختفت…..
لقيت “بلال” بيكلمني وبيبلغني إنها راحت الشغل كالعادة لكن مرجعتش وإنه حاول يتواصل معاها بس موبايلها كان مقفول واتصل بالشغل بتاعها قالوله إنها مرحتش أصلًا…
“بلال” كان بيكلمني بمنتهى البرود كإنه بيحكي قصة عن حد بعيد، حد ملوش علاقة بيه ، اللي هو أنا حبيت أبلغك بس إن اختك اختفت وملهاش أثر!
أنا طبعًا مبقتش على بعضي، دنيتي كلها وقفت لما عرفت، مكنتش شايف مستقبل لنفسي ولا قادر أعمل أي حاجة، ده غير إني مكنتش عارف أبلغ بابا إزاي. السنين اللي فاتت أنا و”أشرقت” قدرنا بالعافية نخبي عليه أحوال بيتها الغريبة والعذ.اب اللي داقته من جوزها، لكن هخبي ده عليه إزاي؟ إنسانة كاملة هغطي على اختفائها إزاي؟!
فاتت أيام و”أشرقت” مرجعتش، سألت عليها كل اللي يعرفوها، صحباتها، زمايلها. سألت عليها في المس.تشفيات، مفيش، فص ملح وداب ومكنش في مفر من إني أواجهه وأبلغه…
واللي حسبته لقيته، والدي إنها.ر، حرفيًا انها.ر، وقع قدامي وأنا ببلغه. نقلناه المستشفى وفضل راقد هناك كتير، جسمه ضعف، كل خلية فيه استسل.مت، مبقاش عنده رغبة إنه يكمل، إلا لو “أشرقت” رجعت…
غياب “أشرقت” طول وبقيت كل مدى أعترف بالواقع اللي بحاول أهرب منه..”أشرقت” مش راجعة وفي الغالب مبقتش محسوبة على دنيتنا دي, حصل لها حاجة، اللي يمنعها عن ولادها اللي روحها فيهم حاجة واحدة، “الم.وت”…
روحت بيت “أشرقت” من غير ما أكلم “بلال” واستأذنه… وأكيد مفرحش لما شافني. كان لابس وخارج. سايب العيال مع الراجل الكبير لوحدهم. ولقيت “توفيق” أصلًا قاعد في شقته في الدور اللي تحت، يعني “أكثم” اللي عنده أربع سنين كان هيقعد مع “ياسين” اللي عنده سنة ونص في الشقة لوحدهم لولا إني طبيت فجأة!
الولاد مش هيقعدوا كتير مع الراجل المخت.ل والعجوز غريب الأطوار، لازم حضانتهم تتنقل ليا. ده اللي جه ف بالي ونويت عليه بعد ما شفت وعرفت الأوضاع…
مددت في النص ما بين الولدين، وشي كان ف وش “أكثم”، اللي كانت عينه شبه مغمضة.. لقيته بيقول لي بصوته الرقيق الواطي :
-ماما مباتتش في البيت.
=اه يا حبيبي هي فعلًا مجتش البيت بقالها فترة، بس أيًا كان المكان اللي هي فيه فهي أكيد شايفاكم وواخده بالها منكم.
بعد ما كنت ببتسم ليه وأنا بقول الكلام ده، ابتسامتي شوية شوية اختفت، حواجبي اتعقدت وملامحي بقت جد. وده عشان جملته دارت ف دماغي وفجأة بقى ليها معنى تاني غير اللي وصل لي في الأول.
“مباتتش في البيت” ليكون قاصد إن “أشرقت” مقامتش يومها الصبح على أساس رايحة الشغل وبعدين اختفت وده لأنها مكنتش موجودة في البيت من الليلة اللي قبلها أصلًا!
عدلت نفسي وقمت.. سألته:
=”أكثم” حبيبي، هي ماما عملتلك العشا وأكلت البيبي وبعدين قالتلك تصبح على خير وراحت على أوضتها ونامت في سريرها وبعدين قامت راحت الشغل ومرجعتش؟
هز راسه بينفي كلامي وقال:
-لأ، ماما مباتتش في البيت، مدخلتش أوضتها، منامتش على سريرها.
باااس كده، شكرًا… أنا كنت شاكك من الأول بس مكنتش عايز أعمل أي تصرف عشان خاطر الولاد، مش عايز أبوهم يتح.بس أو يبقى في شوشرة ويتوصموا بإن أبوهم كان ف موضع اتهام إنه عمل حاجة ف أمهم وتفضل نقطة سودة ف سجلهم لما يكبروا. قلت بدل مفيش دليل بلاش اتهور. بس كده الصورة اتضحت، 100% “بلال” عمل ف “أشرقت” حاجة وكان لازم أبلغ البو.ليس…
قلت ل”أكثم” إني هروح أعمل له حاجة ياكلها وإني مش هتأخر عليه. طلعت من الأوضة.. مشيت ف الطرقة ما بين الأوض وبعدين الطرقة الكبيرة اللي بتفصل ما بين الصالة والصالون، على أساس رايح المطبخ وكده.. رفعت الموبايل وكنت على وشك إني أطلب البو.ليس لولا إني لمحت حاجة… أول مرة اخد بالي إن باب أوضة الخزين العتيقة بالقرب من المطبخ مفتوح سنة….
هو كان دايمًا مفتوح ولا اتفتح قريب؟ مش هتفرق، يمكن عمري ما كنت هاخد بالي لأنه مردود عالآخر، يدي إيحاء إنه مقفول إلا لو حد ركز…
فتحته ولقيت جسم بيلمع وسط الأجواء المضلمة الكئي.بة، لاب توب فضي!
ياااه، أنا كنت نسيته، ده اللاب توب بتاع “أشرقت”، آخر مرة شوفته من سنين. نسيت إنه موجود أصلًا، وإيه اللي جابه هنا؟ ليه محطوط في أوضة الخزين البائ.سة اللي محدش بيهوب ناحيتها؟ قلبي دق جامد، كنت متأكد إن ده ليه سبب قوي…
أخدته وقعدت في الصالة وقفلت عليا بابها…
فتحته… على الديسكتوب كان في فولدر إسمه “أكثم”. اللي يبان إن الفولدر أكيد ليه علاقة بأكثم الطفل، أكيد جواه صور وفيديوهات ليه وده حقيقي، لما فتحته لقيت صور كتير وفيديوهات من وقت ولادته ولحد ما كبر شوية لكن كنت متأكد إن المقصود من الفولدر هو أنا مش ابنها.
وإحساسي اتأكد لما لقيت تاريخ تحميل كل الفايلات من سنتين بس. كلهم اتحملوا ف نفس اليوم!
يعني الغرض كان تمويه، في رسالة مشفرة ليا أنا، وكل الحاجات دي كانت بتغطي على حاجة تانية….
“يتبع”
“الجزء الثالث والأخير”
فضلت أبص على عناوين الفيديوهات كلها لحد ما عيني وقعت على فيديو متسمي “أكثم 11 يوليو 2020” . هو ده، هو ده الفيديو اللي هي عايزاني أشوفه.. عرفت منين؟ عشان هو ده اليوم اللي مشيت فيه من البيت بعد إقامتي لأكتر من إسبوع. اليوم اللي اتع.ورت فيه عشان في كيان غير مرئي زقني وكنت هقع على جدور رقبتي…
فتحته….
فجأة رجعت لورا لليوم ده، افتكرت كل حاجة كإنها بتحصل ف وقتها. هيئة “أشرقت” كانت هي هي، نفس الهدوم، العيون المنفخة من العياط، الخد الأحمر الو.ارم، نفس منظرها اللي شفته ف آخر كام مشهد لما الحق.ير اللي إسمه “بلال” ضربها وحاولت تداري عليه…الفيديو ده أكيد اتسجل بعد ما مشيت علطول!
-أنا بسجل الفيديو ده احتياطي ومتأكده إنه هيوصل لك، أنت دايمًا كنت الأخ النبيه اللي بيحل أي معادلة أو كلمات متقاطعة. ف حالة إختفيت ف أي وقت، اعرف إن اختفائي مش صدفة! مش هبقى اتكعبلت ووقعت ف بلاعة ولا حد اداني حقنة ف مواصلات.. اللي مخليني صابرة ومستحملة هم ولادي، أكثم والواد اللي لسه مجاش ،عشان عايزه أبقى حواليهم، وأنا عارفه لو حاولت بس أمشي أو أطلب الطلاق هيتفنن ف إنه يبعدهم عني عشان يكي.دني وبس وهيطلعهم غير أس.وياء زيه وزي أبوه.. لكن لو مبقتش موجودة، فملوش لازمة، في الحالة دي لازم أفض.حه، عشان العيال مينفعش يتربوا معاه يا “أكثم”، سامعني؟ العيال مينفعش يفضلوا معاه. أنت عارف المفروض تعمل إيه…
عارف، من قبل ما اشوف الفيديو وأنا عارف اللي لازم أعمله…
كلها مسألة وقت وإجراءات والتهمة هتلبس اللي إسمه “بلال” ده…
بلغت البوليس، قلت إن في حد مختفي وغالبًا اتق.تل وإني قاعد في بيت القا.تل ومستنيه ييجي ف أي وقت…
سمعت حركة، في حد جه، مكنتش الشرطة، كان “بلال”.. . “بلال” دخل من الباب الرئيسي للبيت واتجه لشقة أبوه. صوابعي بقت تترعش وأعصابي سايبة. تلقائيًا قفلت على نفسي أنا والولاد الأوضة. كانت أصعب نص ساعة عدت عليا ف حياتي، مبقتش عارف إيه ممكن يحصل، “بلال” هيمشي تاني من قبل ما الشرطة تيجي ولا هيطلع ويقول لي أطلع بره، ولو عندت وقلتله مش ماشي مش هيشك فيا ويحس بحاجة غريبة؟
كل اسئلتي اتجاوب عليها بعد النص ساعة. قوة من الشرطة جت. أنا اللي نزلت على ملى وشي لما الباب خبط وفتحتلهم وشاورت على الشقة اللي تحت…
وقفت عالسلالم اللي بتوصل ما بين الدورين. رجلي كانت ثابتة على السلمة والرجل التانية على السلمة اللي فوقيها، متثبت كإني صنم، حتى عيني متثبتة عالشقة. وأخيرًا الباب اتفتح. الشرطة خرجوا ومعاهم “توفيق”!…..
قبضوا على “توفيق” مش “بلال”. “بلال” كان ماشي وراهم وباين عليه القلق والحيرة. كلهم مشيوا ومعاهم “بلال” اللي راح بعربيته القسم ورا عربية البوكس عشان يبقى مع أبوه.
في إيه؟ فيي إيه؟
اللي عرفته بعد كده إن الشرطة فتشت شقة “توفيق” وكانوا ناويين بعد كده إنهم يطلعوا للشقة اللي فوق، بس لقوا حاجة متوقعوهاش، حاجة محدش يعرفها… لقوا أوضة مقفولة. فتحوها ودخلوا وشافوا جواها….
شافوا استوديو كامل. استوديو صور ومعاها شوية حاجات تانية، بس مش صور معتادة، مش صور لتوفيق وعيلته وأصحابه، صور لستات وبنات كتير واضح إنهم اتصوروا من غير ما ياخدوا بالهم وأعمارهم بتتراوح من 12 سنة ل 30 بالكتير، كلهم ينفعوا يبقوا بنات وأحفاد “توفيق” ومن ضمن الصور دي مجموعة كاملة كبيرة ل”أشرقت”، وكلها مش بإرادتها، أغلبها وهي مش واخده بالها أصلًا وشوية منهم شكلها بصت للي بياخد الصورة واتخضت أو انزع.جت، واللي بياخد الصور كان “توفيق”، ده غير بقى حاجات لأشرقت زي طرح ليها وتوك ومشابك شعر وهدوم وجزم. “توفيق” طلع شخص مش سوي! كان بيصور البنات والستات الصغيرين في الشارع والمواصلات وكان مهو.وس بمرات إبنه وبيعش.قها في السر، عشان كده أخد كم الصور دي ليها ومجموعة من حاجاتها من غير ما تاخد بالها…
الملفت في الموضوع، زائد كل القر.ف ده والحاجة اللي الشرطة والمباحث والنيابة مركزوش فيها بس أنا لاحظتها هو إن كل الصور دي اتاخدت بعد الانتقال لبيت مدينة نصر، التواريخ بتبدأ بعد حوالي شهر من النقل وقبلها سجل “توفيق” كان نضيف!
واللي أثبت كلامي هو إن موبايله اللي كان بقاله معاه سنين مفيش في صور من النوع ده زمان لما كان ف شقة الجيزة…
سيل من الكلام والذكريات دار ف بالي.. زي لما “أشرقت” قالت ف مكالمة إن أحوال “توفيق” بقت غريبة ومش بس الزهايمر والكلام اللي بيردده لكنها اتراجعت ومرضتش تكمل وتحكيلي…
والنظرة اللي شفته بيبص بيها ل”اشرقت” ف زيارة من زياراتي قبل إقامتي هناك إسبوع كامل…
ولما اتسلل الساعة 3 الفجر للشقة وكانت نظراته وطريقة كلامه مريبة واستغربت إزاي وليه معاه نسخة من مفتاح شقة “أشرقت”، ولما كل مرة “بلال” كان بيغيب كلمتني عشان أروح أقعد معاها، كنت غلطان! مكنتش خاي.فة بس من الأش.باح ، يمكن مكنتش خاي.فة خالص من الأشب.اح، كانت خا.يفة من “توفيق”!
وهنا كان لازم أعرف، جه الوقت اللي أعرف فيه تاريخ البيت ده وأفهم إيه اللي “حصل قبل كده”
قدرت أوصل لقرايب “توفيق” اللي بشروه إن العيلة مستعدة تستغنى عن البيت لحد ما يلاقوا مشتري.
روحتلهم بيتهم. طبعًا كانوا مستغربين ومش مستوعبين سبب الزيارة. دخلت في الموضوع علطول. قلت:
=أنا أختي مختفية من فترة وهي اتق.تلت أنا متأكد واللي ق.تلها يا “بلال” يا “توفيق” يا الاتنين مع بعض. الشرطة قبضت على “توفيق”، و”بلال” قريب هيتحقق معاه وبرضه هيبقى مشتبه فيه رئيسي. أنا عايز أعرف إذا كنتم تعرفوا أي حاجة عن تاريخ بيت مدينة نصر، هل كنتم تعرفوا قريبكم ده اللي كان صاحب البيت؟
الأم وابنها بصوا لبعض وبلموا، وشهم بقى أصفر. الأم ردت:
-إحنا كان غرضنا خير، بقالنا كتير منعرفش حاجة عن “توفيق” بس نعرف إن ظروفه صعبة وعايش بقاله كتير ف شقة صغيرة ومش آدمية وكمان وصلتلنا أخبار إن واحد من ولاده عايش معاه هو ومراته فقلنا نديله البيت اللي كده كده مش عارفين نتصرف فيه.
=كنت تعرفوا صاحب البيت؟
إبنها رد:
-مكنش لينا إتصال بيه، كان قريبنا من بعيد، عرفنا قصته بس لما م.ات…مش عارف أقولها إزاي… هو طلع راجل ليه جانب قب.يح، حياة سرية محدش كان يعرفها، للأسف كان إنسان مش سوي، طلع متح.رش كبير بالبنات المراهقات والستات اللي أصغر منه بكتير وكمان….
كح وهو باصص على الأرض وبعدين كمل:
-طلع كان بيحب مرات إبنه اللي عايش معاه ف نفس البيت وبيبصب.صلها… وإبنه لما عرف بدل ما يواجهه ويعاتبه إتدور على مراته… الشك كبر ف دماغه، إن الموضوع مش من طرف واحد، إن في علاقة محر.مة ما بين الاتنين، الوس.اوس زادت، شكله وطباعه اتغيروا، بقى يعاملها بعنف وقسوة، بيضربها وبيخ.ونها وبيهينها بالكلام والتلميحات وفي الآخر ق.تلها.. مأساة بمعنى الكلمة.. ومش بس كده ده لما عرف إن الموضوع بيقرب وإن الته.مة هتثبت عليه وعياله اللي بيحبهم ب.هوس هيروحوا منه قام و…
الأم بصتله بطريقة حادة وقاطعته وكملت هي:
-اتج.نن وواجه أبوه قدام ولاده الصغيرين وبدأ يمد إيده عليه وهنا الجد مستحملش ، جتله سكتة قلبية وم.ات.. والبيت فضل فاضي سنة بحالها وناس من العيلة حاولت تبيعه لكن إنت عارف بقى إن حركة البيع والشرا في العقارات راكدة من حبة سنين حلوين عشان كده كلمنا “توفيق” كنا فاكرين إننا بنعمل خير….
نظرتهم ونظرتي ترجمت كلام كتير جوانا، واضح جدًا إن تفاصيل القصتين واحدة برغم إختلاف الأشخاص، قصة أختي وجوزها وحماها وقصة السكان القدام، العامل المشترك الوحيد هو البيت، كله حصل ف نفس البيت “كل ده حصل قبل كده” وبقيت متأكد إن الش.بح الي شفته ده بتاع الإبن اللي ق.تل مراته وده معناه إن هو كمان م.ات وفي الغالب الناس دي عارفين وخبوا عليا لسببٍ ما.
البيت مش بس مس.كون، هو نفسه، حيطانه وأرضياته وسقفه والسلالم بتاعته، ملع.ون، البيت ملع.ون ومر.عب ف حد ذاته أكتر من عفار.يته.. يا ريتك سمعتي كلامي يا “أشرقت” ياريتك خدتي بعضك ومشيتي منه من زمان…
“بلال” لما اتحقق معاه واتسأل عن الليلة اللي “أشرقت” اختفت فيها رجع وأكد إنها اختفت اليوم اللي بعده وهي رايحة الشغل ولما اتسأل كان فين الليلة السابقة قال إنه راح لأخوه واتعشى معاه وبعدين قعد عالقهوة اللي قريبة من البيت…
“أكثم” قال بعدها حاجة تانية مرع.بة، قال إنه أبوه أخد أمه عشان يتعشوا بره في نفس الليلة اللي مباتتش فيها في البيت!
هنقول كلام عيال؟
التحريات أثبتت عن طريق أبراج الإرسال تحركات “بلال” في نفس الليلة، “بلال” طلع بعربيته عالصحراوي وغاب هناك كتير ورجع قعد فعلًا عالقهوة القريبة من بيتهم.
يعني مطلعش كلام عيال… والموقع اللي اتحدد من برج إرسال معين، الموقع المحدد اللي “بلال” وقف فيه بالعربية كتير هو مكان دف.ن “أشرقت”، وقدروا يطلعوا الج.ثة…
قوات الشرطة اتحركت عشان يقبضوا على “بلال” اللي لحد ساعتها مكنش فيه أدلة كافية للقبض عليه بشكل رسمي. وصلت قبل الشرطة، مكنتش عارف أصلًا إنهم جايين يقبضوا عليه ولا أعرف المستجدات. أنا كنت رايح أتطمن على الولاد.
لقيت “بلال” طالع من الشباك براسه وبيبصلي… نظرته كانت مرع.بة، عينه زي ما تكون متغلفة بإزاز، مفيش أحاسيس أو حياة .خف.ت، بجد خف.ت… رنيت الجرس، مستجبش، محدش فتحلي.. رفعت إيدي وخبطت. برضه مفيش…. شميت ريحة بنزين قوية وبعدها لقيت حاجة خارجة من عقب الباب، دخان كثيف…
رفعت إيديا الاتنين وفضلت أخبط بقوة وأنا بزعق:
=إفتح يا “بلال”، إفتح… الولاد، طلع الولاد، أنت اتهبلت، بقولك إفتح…
حاولت أزق الباب بكل جسمي، أكسره، لكن مقدرتش.. سمعت أصوات عالية، لهيب، نار… وبعدها صر.خات الولاد فضلت تعلى ومعاها صوت ضحك “بلال”.. مش فاكر عملت إيه، مش فاكر جريت ف أنهي اتجاه وإيه اللي قلته وأنا بص.رخ وإذا كنت استنجدت بحد ولا لأ. زي ما يكون كنت ف غيب.وبة، كاب.وس حي….
اللقطة اللي بعدها كنت ف مستشفى… صحيت وكانت لسه في غيمة على عيوني، ولما الغيمة انزاحت شفتهم… الولدين!
“أكثم” كان شايل أخوه الصغير وبيبتسملي…
“بلال” م.ات في الحريق والولاد نجيوا… اللي عرفته إن الشرطة وصلت بعد كده بوقت قليل بس مش هم اللي طلعوا الولاد، الولاد كانوا طلعوا وواقفين جنبي وأنا ممدد على الأرض من حالة الانه.يار اللي حصلت لي. الباب كان مقفول وبلال كان بيو.لع لوحده جوه.. إزاي؟ خرجوا إزاي؟
إجابة مش هنعرفها، هتفضل لغز إلا لو “أكثم” افتكر وقرر ف يوم يتكلم…
أنا متأكد إن البيت كان ملع.ون، بس مش ييرأ “توفيق” و”بلال”، مش مديلهم عذر للي عملوه. لإني مقتنع إن اللع.نات أو الكو.ارث أو المحن اللي بنعدي بيها بتحفز حاجة جوانا فعلًا، يعني لو الشخص بجد طيب وعنده إرادة ومؤمن وقوي ممكن أعصابه تفلت شوية بس مش هيتحول لشخص ش.رير، شخص مؤ.ذي، مش مسامحهم، ومقتنع إن الش.ر كان جواهم من قبل ما يتنقلوا البيت وتصيبهم اللع.نة. أما عن تفسير اللي حصل وإنه اتكرر فمعنديش أي تفسير مقنع، معرفش دي إسمها طاقة المكان ولا أشب.اح ولا قرن.اء الناس اللي اتق.تلوا ووس.وستهم ولا إيه. معرفش….
الحزء بقى اللي قرايب “توفيق” خبوه عليا فهو نهاية قصة السكان الأولانيين.. الإبن اللي ق.تل مراته جمع ولاده التلاتة والأب الكبير ف أوضة الخزين الصغيرة، نفسها اللي لقيت فيها اللاب توب ، قفل عليهم وو.لع في الأوضة… النار مكلتش المكان كله بس الدخان كان كافي يخ.نق ويق.تل الخمسة. كلهم ماتوا ف نفس المكان وتقريبًا ف نفس الوقت. مستحملش إنه يعيش مع وصمة العار، إنه ق.تل مراته بسبب حق.ير ومنافي للطبيعة والمنطق، ومستحملش ولاده يتذلوا بالماضي بتاع أبوهم وأمهم وجدهم لما يكبروا ولا إنه يتحرم منهم فقرر يخلص من الكل مرة واحدة..
قناعتي بقى الجديدة بعد تجربة “أشرقت” هو إن صحيح كل واحد حر وإننا مش هنعرف نمنع حد بنحبه من إنه ياخد قراراته بنفسه بس لازم يكون في تصرفات إيجابية، مينفعش نربع إيدينا ونقول دي حياته، لازم منستسلمش، نفضل ورا اللي بنحبه ونوعيه لمساويء اختياره والج.حيم اللي هيعيش فيه، نعمل أقصى ما عندنا عشان نمنعه من إنه ينط من الشباك ويقص.ف رقبته وفي الآخر لو عملها برضه يبقى عملنا اللي علينا وجت مرحلة دعمه والوقوف جنبه عشان لما يقع يلاقي اللي يسند عليه…..
“تمت”