ثلاثية الزئبق كامله انت متخيل ان عشان انبوبة صغيرة الناس ممكن تقدم قرابين لأرواح قرايبهم، لا ومش بس كده ده بيبقوا عارفين ساعات ان مصيرهم ممكن يبقى الموت، لكن هما بقى يا بيقبلوا قربانك ويبقي عندك ثروة مبتخلصش، يا الموت هيكون حليفك انت وكل المتورطين في الموضوع، سامعك ياللي بتقول طب وليه ده كله، وليه اعرض حياتي للخطر من الاول، لكني ابقى سعيد لما اقولك ان في الصعيد باسيوط في منطقة الغنائم بالتحديد الناس هناك بيبقوا هما الخطر ذات نفسه، ناس قلبها ميت، يا يرضوا عليهم ويدوهم الانبوبة الملعونة دي يا الموت، ماهو الفقر وحش بردو بس الغني اللي بالشكل ده اوحش بكتيير، حكايتنا انهاردة عن ثلاثية الزيبق، لبيت من بيوت ارض الغنايم، اظن انكم سمعتوا عنها، اصلها اشهر مكان ممكن تلاقي فيها اثار والزيبق الملعون، الموضوع بدأ في بيت بالمنطقة دي ملعون من يومة،بمعني انه بيحتوي تحتية علي مقبرة من اكبر المقابر اللي هتلاقي فيها ياقوت ومرجان و ذهب ، وفوق ده كله الزيبق الاحمر….. انا طلعت عاطف نوار القصة مبدأتش عندي بل انتهت هي واللعنة… من خمسين سنه كده لما جدي الكبير ممدوح اشتري بيت في المنطقة هنا لانه عرف ان تحتها خيرات كتيره، والليلة اللي كان هيشتري فيها جدي البيت الملعون ده… سمع صوت وهو نايم بيقوله..
-مش هتقدر علي تمنه يا ممدوح، محدش هيعرف يدلك.
جدي صحي مفزوع وقال…
-مين هنا، انت دخلت هنا ازاي!؟
-انا في كل مكان واي مكان يا ممدوح.
-يعني ايه اللي بتقولوا ده؟
-يعني بلاش
بعدها الصوت راح وكل حاجه رجعت لطبيعتها تاني عادي جدًا، لكن جدي صمم واشتري البيت بردو.. ماهو الفلوس بتعمي بقى، المهم الليل عدي والنهار طلع، الشمس كانت حارة جدًا اليوم ده يمكن ده يكون من اكتر الايام حر في ارض الغنايم، اكن في حاجه بتحذر جدي عن اللي هيعملة…
لكن الشمس كانت عدت والقمر رجع والعقود اتمضت خلاص ، الارض بقت ملك جدي رسمي، وبقى حر التصرف فيها، وبالفعل مطلعش الصبح الا وكان الدجال مصلحي موجود، هو وطفل صغير من اطفال البلد، اكيد عرفتوا ايه اللي هيحصل دلوقتي، ايوه قراية المندل، ربطو عين الطفل وفضل يلف في البيت، لغاية ما وصل قدام حيطة معينة وملامحة بدأت تتغير…
بعدها جدي ممدوح بص للدجال وقاله..
-ايه يا شيخنا، الواد ماله.
-احنا لازم نوقف يا ممدوح، المكان هنا في راصد خطر، مش هنقدر نعدي، وده تمنه غالي.
-وهيطلب ايه يعني.
-رقبة الواد يا ممدوح، ويمكن اكتر انا معرفش.
-رقبتة!…ليه يعني احنا هنكفرو.
-وده المطلوب، فا يلا بينا نمشي احسن.
-طب والحل ايه، انا مش هطلع من هنا علي فاشوش، انا دافع دم قلبي في البيت ده، ولولا ان الراجل صاحب البيت مغفل ماكنتش عرفت اخده، وبعد ده كله تقولي مينفعش!!
-ابتدي شغلك يا شيخ، الواد ميلزمناش.
-متأكد!.. وهتقول لابوه ايه؟.. ده اذا كان الطلب رقبته بس ومش حاجه اكبر يا ممدوح.
-ما ياما عيال اتخطفو…. انا مشوفتوش من يومين الواد ده اصلا، كمل يا صالح كمل…
بعدها الشيخ مسك البخور اللي كان جايبة وفضل يبخر الاوضة اللي فيها الحيطة دي…
-يا ابليس الاعظم، استدعيك لحل هذه المشكلة بشكل يرضي الطرفين، باسم حرفوش وكل الهة الجن والمعاونين، استدعيك لتنال القربان وتسلمنا المراد.
فجأة الاوضة فضلت تتهز، والارض بدأت تتحرك، الحيطة طلع منها دخانة كتيره واتفتحت اكنها بوابة تحت الارض، وطلع منها شخص طويل جدًا وضهرة محني وايده طويلة، وكل ايد فيها صباعين بس، وعينة ماكنتش موجوده، كان غاضب جدًا، وباين علي وشة نظرات كلها غضب ورعب، لقيت الدجال اتكلم وقال..
-احنا جايين في خير.
بعدها الكائن المخيف ده بص للدجال…
-لا يوجد عندنا الا الشر، فالخير ليس له مكانًا بيننا.
-احنا عايزين الزيبق الاحمر مقابل القربان اللي تطلبة.
-لا اريد منكم شئ يا معمر البشر، فانتم بدون قيمة، لا يغريكم الا المال.
لقيت جدي قطع كلامهم ورد عليه…
-يعني ايه اللي بتقوله ده، انا دافع دم قلبي، انا عايز الزيبق اللي هنا ، مش ده الاتفاق الزيبق مقابل القربان، وانا عند وعدي الواد اهو، يالا بسم الله، ولا حتي من غير بسم الله.
بعدها جدي ممدوح اللي مقدرش اقول غير انه كفر بربه، مسك السكينة ودبح العيل الصغير بدم بارد، وفي لحظة دبحه المكان كله اتهز، والشيخ فضل يصرخ…
-الله يخربيتك يا ممدوح دبحت الواد وعملتلنا مشكلة معاهم، هنموت يا ممدوح .
-يعني ايه، يعني مفيش زيبق.
-الحق افلت بجلدك يا ممدوح، زيبق ايه دلوقتي.
بعدها سابو المكان وجرو، وكان صوت الراصد من بعيد وهو بيضحك ضحكات شريرة..
-الحساب قريب، الحساب كبير لطمعكم يا معمر البشر.
جدي جري بغاية مامفسة اتقطع وبعدها وروح البيت ودخل الاوضة وبيقولو انه فضل فيها ومطلعش حتي مكالش، كان كل شوية عمال يصرخ ويخبط في الحيطان زي المجنون ومراته ماكنتش قادرة انها تعملة اي حاجه بالذات انه عصبي جدًا، لكن معداش الليل الا وكان ابو الطفل ده بيرزع علي الباب لغاية ماكسرة الراجل دخل وهو علي وشة نظرات الغدر والغضب لجدي..
-انت اللي قتلت ابني يا ممدوح اعترف، انا جولي في المنام وقالولي انك قتلتة، والواد مطلعتلوش شمس من امبارح، ومصلحي بيقول انه شافه معاك..
-معايه ايه يا راجل يا مخبول، وقتلت مين انا.. وبعدين في حد يصدق كلام مصلحي الدجال، انا معرفش حاجه عن الكلام ده.
-انا طلعلي راصد وقالي …
-سايب ابنك لممدوح، اهو موته بنار بارده.
وبعدها شوفتك وانت بتدبحه ياولد المركوب، وديني لهدبحك يا ممدوح.
بعدها طلع سكينه من جلبيتة، ومع لحظة رفعة للسكينة مرات عمي رقعت بالصوت…
-يالهوي، الحقونا يا نااااس، ولد فاطنه هيقتل سي ممدوح.
ممدوح تفادي السكينة و مسماش قام نازل في الراجل ضرب، فالناس اتجمعت فضلو يحوشوا لكنهم مكانوش قادرين علي جدي…
-ايوه انا دبحت ابنك المنحوس ابن المنحوس، وهقتلك انت كمان يابن فاطنة.
جدي فضل يضرب في ومحدش كان قادر يحوشه عن الراجل، والراجل ماكنش قدامة غير انه بيتشاهد
مرات جدي اتكلمت وقالتله..
-يا ممدوح سيبه، متوديش نفسك في داهية.
لكنه ماكنش راضي يسمع اي حد نهائي، والراجل طلع في الروح فعلا ومات.
صوت صويت ملي المكان كله، الليل عدي والصبح طلع والراجل اتدفن، جدي راح لمركز البوليس، لكنه طلع بحجة الدفاع عن النفس، لتعدي الراجل عليه بالسكينة، لكن جدي من ساعتها وهو مختلف، بقى بيتخض بسرعة، وساعات بيمشي يكلم نفسه، ده قبل كده مراته صحيت لقيته بيبصلها ومبرقلها اوي والنني الاسود اللي في عينه كان مختفي، لكنه في يوم قرر انه يروح لمصلحي، و مصلحي رفض يدخله…
-دخلني يا مصلحي بقولك، انا بشوف حاجات غريبة في البيت، انا حاسس انهم هيموتوني، انا بقيت بحلم بيهم كل يوم.
-انت اللي دبحت الواد يا ممدوح، انا مقولتلكش اعمل حاجه هما كانو رافضين اي قرابين وانت كنت سامع الكلام بودنك.
-اللي حصل اني كنت عايز الزيبق بس وكنت همشي، ماكنتش عايز اي حاجه تاني.
-وانا مخرج ايدي من الموضوع ده، انا حصنت نفسي علي قد مقدر ووجودك هنا خطر عليا، انا مش عايز مشاكل معاهم بقولك.
جدي مشي وسابه والخوف معتليه، كان ماشي في الشارع بيهلوس والناس خايفة تقرب منه، وكان عمال يتشنج زي المجانين، روح البيت ومراته حاولت تفهم في ايه لكن كان بيصرخ ويقول…
-مش عايز يطلع من نفوخي، هيفرتك دماااغي..
-اهدي بس يا سي ممدوح مالك، انت فيك حاجه ولا ايه، ومين ده اللي مش عايز يسيبك..
-ابعدي من هنا يا ولية، انا مش ناقصك بقولك، رااااسي…مش قادر.
بعدها دخل جدي الاوضة وراح في النوم، وصحي علي حرارة شديدة جدًا بتخنق في..
-هاتيلي ماية يا ام ابراهيم، الواحد ريقة ناشف اوي.
قام بص جنبة ملقاش ام ابراهيم، او مش بس كده ده ملقاش الاوضة اصلا، لقي نفسة في مكان مظلم جدًا، الحرارة مرتفعة في بشكل مبالغ، حاول يتحرك او يقوم، لكن جسمة كله كان متكتف بشكل غريب، لدرجة انه حتي مبقاش عارف ينطق، فضل يستعيذ بربة في سرة بعد ما كفر بي، كان حاسس انه في دوامة مبتنتهيش، الزمن وقف بي وهو في البؤرة السودة المخيفة دي، لكن الحال مفضلش كده كتير، السرير طلع منه تعابين وفضلو يحومو علي السرير لغاية ما ربطو ايده تمامًا وثبتوها في السرير، جسمة بدأ يفك لكن التعابين دي اتحولت لسلاسل علي شكل تعابين صغيرة، ومن وسط الظلمة الحالكة دي الراصد ظهر من العدم، ظهر كملك وسط مملكته…. ظهر وإبتسم إبتسامه كلها شر وخبث، ظهر وهو بيقول…
-مش قولتلك الموضوع مخلصش يا كافر، ههه، انتم يا بشر لعنة علي اي حد، انتو الشر بحد ذاته.
لسان ممدوح اتفك وعرف ينطق، لكن من الصدمة ماكنش عارف يقول ايه، وده لانه حاسس ان الموت بيفرق عنه بلحظات، يمكن يكون مات فعلًا، نطق وقاله وهو بيتهته في الكلام..
-انا انا ماكنتش عايز اعمل كده في الولد، انا بس كنت عايز الزيبق اللي جوة المقبرة..
-وانت فاكر ان الولد او حتي ابوه فارقيين معايه، انت اتحديتني، وانا قبلت التحدي، الموت فارق معاك بلحظات، ولكنهم هيكونُ لحظات من لحظات الجحيم لما تشرفنا تحت، هما مستنينك…
-اعوذ بالله من الشيطان، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم.
-ههه، بتستعيذ بربك دلوقتي؟!.. كان فين من بدري وانت بتدبح الواد بنار باردة، البشر دول اغرب الكائنات اللي شوفتها دلوقتي، انت دلوقتي في دايرتي، فلتبدأ الدائرة..
مع لحظة نطقة للكلمة دي، الدنيا بقت جحيم، زلزال ضرب المكان، كائنات قصيرة كتير طلعت من الفراغ، كانو مفيهمش شعر تماما، مسلوخين، لونهم احمر، عنيهم موجود مكانها كرة سودة، كانو مبتسمين ابتسامة مرعبة جدًا، اكنهم جايين لجدي، فجأة صفارة اشتغلت في المكان، ومع لحظة انطلاق الصفارة دي، الكائنات دي كلها هجمت علي جدي، اكنهم كانو مستنين الاشارة، فضلو ينهشو في لحمة، ينهشو في لحمة زي فريسه اصطادوها، مفيش لحظات الا وكان جدي اغمي عليه، وقبل ما يغمي عليه سمع صوت من بعيد بيقولة..
-هتجيلي متقلقش.
اول ما صحي لقي مراتة قصاده عمالة تعيط..
-مالك يا ولية في ايه…
كانت ساكته وبتبكي، وهو لاحظ بألم في جسمة كله وهو بيقولها..
-ايه مالك.
بص علي جسمة لقاه كله دم، جدي انصدم كان اول مره ينهار بالشكل ده..
-يعني انا كل اللي حصلي حقيقي..
كانت بتعيط وهي بتقول…
-ايه بس اللي حصلك ياخويا يخلي كل ده فيك.
حكالها علي اللي حصل وهو بيتألم والصدمة مش مفرقاه، مراته كان علي وشها علامات الزهول والتعجب..
-طب انا هقوم اشوف حكيم ياخويا.
فعلا راحت شافت حكيم لكنها اول مارجعت كان جدي اختقي او جثتة اللي مش لاقينلها اثر لغاية دلوقتي، العزاء اتعمل، لكن الدفنة ماتعملتش لحين مانلاقي الجثة، لكن حتي وقتنا ده ملقنهاش، فين الجثة، طب لو الراصد خدها هيكون خدها ليه، اسئلة كتيرة في دماغي ملهاش اجابة….
ثلاثية الزئبق
٢
بس لو فاكر الموضوع انتهي علي كده فهو منتهاش، بل لعنة البيت ده استمرت هي وجشع جدي ( والد والدي)… وده كله رغم معرفتة باللي حصل لابوه من ورا البيت الملعون ده… لكنه كمل في الطريق ده، وجاب دجال تاني للبيت غير صالح لنفس السبب، كان عايز الزئبق الملعون، مع انه عارف بمخاطر الموضوع ده، لكنه بردو سعي ورا الزيبق، وفي ليلة تانية مشؤمة جدي نوار، راح البيت الملعون ده رغم تحذير امه لي، لكنها مقدرتش تمنعه لانها ست بسيطة عاجزة علي قد حالها،حذرت جدي نوار وابراهيم، لكن نوار كمل في الموضوع، وهي ماكنش في ايديها غير الدعاء لابنها بالهداية, بس في النهاية راح ورا جشعة وطمعة وجاب دجال معاه، في الليلة اللي جاب فيها جدي الدجال ده و اول ما الدجال ده دخل البيت حذر جدي نوار باللي موجود.في البيت، وانه خطير مش هيقدر يراضية…
-بقولك ايه يا شيخ، انا جي وهرجع بالزيبق ده معايه، وحقك محفوظ زي ماتفقنا 10٪ من تمن بيع المحروق ده، لكن متجيش دلوقتي تقولي مينفعش.
– انا بس بحذرك يا نوار، وانت عارف اللي حصل لابوك والشيخ صالح.
-لو خايف روح، وممكن اجيب حد غيرك عادي.
-لالالا وعلي ايه، احنا نجرب، وخير بإذن الله.
-ما كان من الاول، ولا هو لازم تهديد.
-بلاش تتكلم باللغة دي معايه يا نوار، وقولي فين الاوضة اللي موجود فيها المقبرة، انت مرضتش تخليني اجيب عيل معايه يرشدنا، وقولتلي انك عارف.
-اجيبة ويحصل نفس اللي حصل المره اللي فاتت!! ..لا انا مش عاوز دم، انت تراضي بأي حاجه الا روح عيل من عيال البلد، انا عارف مكانها هي في الاوضة دي، مش هنسي لحظة مابويا دبح الواد بنار باردة قدامي، بس مقدرتش اقول اللي حصل كنت وقتيها عيل صغير ومعرفش حاجه.
-انت متأكد يعني انها في الاوضة دي..
-اه زي ما متأكد انك قدامي كده.
بعدها الدجال دخل الاوضة، ورسم نجمة سداسىة الشكل علي الحيطة المواجهة لباب الغرفة، وفضل يلزق شمع علي الحيطة دي، ومسك القطة اللي معاه ودبحها وعمل زي عين علي الحيطة، وفضل يردد في كلام كتير….
-يا حارس المقبرة، نستدعيك للاستماع، لتنال قربانك وتعطينا ما نريد، يا ملك عشيرة من عشائر الجن نستدعيك لتساعدنا في تلك المقايضة وتكون شاهدًا علي كل شئ بيننا وبين حارس تلك المقبرة وراصدها..
المكان فضل هادي ومظلم زي ماهو ومحصلش اي حاجه، جدي نوار استغرب لان المره اللي فاتت الارض فضلت تتهز ودخانة طلعت من المكان، فجدي قالة..
-انت متأكد من اللي انت عاملته ده، ازاي يعني محصلش حاجه..
-انت اللي متأكد ان المكان ده صح، انا عملت اللي المفروض يتعمل.
الدجال ملحقش يخلص الجملة الا ولقي حاجه بتهمس حواليه..
-انت عارف ان اللي بتعملة ده هيأذيك، مكمل في ليه..؟
مين بيتكلم..؟…جدي رد عليه..
-انا متكلمتش ومحدش اتكلم، انت اتجننت ولا ايه.
-يبقا بيحذرونا يا نوار، احنا لازم نمشي..
-لا نمشي ايه، انا مش ماشي غير والزيبق ده في ايدي.
-طب خلاص جيبو انت، انا ماشي …
في اللحظة دي جدي سمع اصوات صراخات عالية جدًا جنبه، وصوت حد بيهمس..
-للاسف مفيش وقت للهروب، جه وقت الحساب، للتعدي علي املاكنا.
الدجال وقف مكانة، وقرب من الراصد، كان متوتر والخوف باين جدًا عليه، لكنه اتشجع وقال للراصد..
-والمطلوب منا ايه؟… ايه القربان اللي تقبلة عشان ناخد الزيبق…
الراصد ضحك بصوت عالي وقالة…
-ههههه، مفيش زيبق، قول ايه القربان اللي انا عايزة عشان اسيبك او اسيبو حر..
-طب عايز ايه عشان تسيبنا احرار..
-انت مفهمتش الجملة، انا اللي اقصدة من الجملة، ان واحد منكم هو اللي هيطلع من هنا…
-يعني ايه واحد؟!!.. والتاني هيروح فين؟!!!!
-شوفوا مين هيفضل ومين همشي..
جدي نطق وقال..
-انا لازم امشي من هنا، انا عندي عيال عايز اربيها.
الدجال طلع السكينة اللي دبح بيها القطة من جيبة وبص لجدي…
-لازم واحد يموت، وانا مش هموت، انت السبب في ده كله.
-جدي كان متوتر، ومش عارف يتفادي الموقف ازاي، لكنه فضل يهدي في الدجال ويقولة…
-بقولك ايه، احنا في المركب سوا، واكيد في حل، اللي بتعملة ده مالوش لازمة.
-الحل الوحيد ، هو موت واحد فينا، وانا مش هموت يا نوار…. انت السبب وانت اللي هتموت، انا قولتلك المكان هنا ملعون، وانت مصدقتنيش، يبقى خليك هنا وخلي ياخد روحك.
الدجال كان عمال يقرب من جدي اكتر واكتر، جدي كان عمال يرجع لورا بخطوات بطيئة، والراصد واقف بيتفرج عليهم اكنه بيتفرج علي مشهد سينمائي، وبيتتبع خطوات جدي المرتجلة..
اول ما الدجال قرب من جدي، ورفع السكينة عليه، وعينة مليانة شر ويأس، جدي مسك طوبة من ورا ضهرة ودبها في دماغة، الدجال وقع في الارض والدم كان بيسيل من راسة، وكان عمال بيطلع في الروح وبيقول لجدي…
-مش هسيبك يا نوار، هطلعلك في احلامك، مش مساحمك علي اللي انت عملتة.
الراصد فضل يسقف لجدي ويقوله..
-ههه، انا هنفذ وعدي، لكن مش هقدر احمييك من اللي هيحصلك.
الباب زيق من ورا جدي، بص وراه لقي الباب اتفتح، فضل يجري يجري في غيطان البلد، لحد ما وصل بيته، وكان علي وشة علامات الذعر والخوف، نفس اللي حصل مع ابوه بيتكرر تاني، نفس اللي حصل زمان بيتعاد، بس ياتري المرادي هيحصل ايه، هل هيبقى لي نصيب انه يعيش، وان كل حاجه انتهت علي كده، ولا هيبقى الموت بابه ومخرجه الوحيد، مراته كانت وقتها متوفية رحمها الله ماكنش عنده غير ولد اسمه عاطف وولد تاني اسمه كريم، عاطف اول ماشاف ابوه قاله بذعر…
-ايه ده يا ابوي، انت مالك في ايه، ايه اللي بهدلك كده.
بعدها رد عليه وهو مش قادر ياخد نفسه من الخضة اللي هو فيها.
-خش جوه انت يا عاطف دلوقتي، وخد اخوك معاك، نامو عشان تصحو للغيط بدري.
بعدها جدي نوار سابهم ودخل الاوضة، قعد يفكر مع نفسه في جثة الراجل اللي لسة مموتة، وانها في بيت ابوه يعني لو ريحت الجثة طلعت هتبقىقى مصيبة، واكيد هيب فيها س و ج وحد هيطلت في الحوار ده، اسئلة كتيره انتهت بأجابة واحده بس…
)بكره الصبح هروح البيت واشوف هتصرف ازاي)
بعدها جدي راح في النوم وحلم بي… حلم بالراصد وهو واقف مترصده في الاوضة وباصصلة من بعيد، حاول يصحي نفسه من النوم لكنة ماكنش قادر، اكن في حاجه منعاه من ده، كان حاسس بوجود الراصد جنبة فعلا، لكنه مش قادر يتصرف ومش قادر يعمل حاجه، هل دي الساعة وده الاوان؟!… الراصد منطقش غير بكلمة واحدة…
-الموت.
بعدها كل حاجه اختفت، جدي صحي من النوم عادي جدا، وكان الساعة وقتها 6 الصبح!!!… طب ازاي وهو كان لسه رايح في النوم..الوقت ده عدي امتي، اسئلة كتير قطعها دخول عاطف علي جدي..
-يالا يا ابوي، عايزين نروح الغيط بدري.
-اسبقني انت واخوك، وانا هحصلكم.
جدي قام لبس جلبيتة، وخد الفاس بتاعه، وشوال، وطلع علي البيت.. اول ما دخل، لقي الحرارة جوه عالية جدًا، كان حاسس بدوخة شديدة، والم رهيب في رقابته، جدي قاوم ودخل الاوضة الملعونة، وملقاش الجثة!!!.. طب هي راحت فين؟.. مفيش لحظات الا والملعون ابن الملعون ده ظهرلة تاني، بس المرادي كان غاضب، وكان الجحيم ذات نفسه واقف قدام جدي، عينة كانت حمرة وطالع من راسة نار متوهجة، حتي لبسه كان لونه احمر، اكنه كان طالع من الجحيم، جدي كان دايخ جدًا ومش قادر يتحرك، الحرارة اللي في المكان محسساة بدوار شديد…
-ايه يا نوار، مش قادر تستحمل؟!! دي حرارة الجحيم اللي هتعيش فيها.. انا مش هسيبك تموت، بس هخليك تموت كل ليلة الف مرة علي اللحظة اللي قررت فيها تتحدي راصد مقبرة والي من اولياء الجان، فلتبدأ لعنة الجان عليك.
جدي كان مش قادر يتكلم تماما لكنه كان بيحاول ينطق ويقولة…
-بس بس…بس انا نفذت اللي طلبته، انت عايز مني ايه تاني..
-وانا نفذت وعدي وخرجت بس انت اللي رجعتلي تاني.
-انا كنت جاي عشان الجثة، عشان ادفنها.
-قصدك عشان تخبيها، لكن الجثة في الحفظ والصون في جهنم بتلقي عذابها.
جدي حاول يهرب ويجري، لكنه مقدرش، الحرارة كانت مرتفعة جدًا، قلع الجلبية اللي لابسها بصعوبه…لكنه كان شبة هيفقد الوعي، وقبل ما يفقد الوعي، لقي كرات شعر كتيره، او كائنات بكرات شعر كتيرة طالعة من بوابة جهنم اللي مفتوحة قدامة ، وكانت بتجري عليه عماله تجرح فيه، لكنه ماكنش حاسس بالالم وماكنش حاسس بجسمة اصلا، واخر كلمات سمعها من الراصد كان بيقول…
-هتشوفني كل ليلة، وهتموت الف مره وهتتمني الموت.
الجملة دي فضلت تتردد كتير في ودن جدي، لغاية ما صحي من الغيبوبة او اللي هو كان في ده، ولقي نفسة علي السرير في البيت، صحي فضل يتلفت ويبص حوالية من الخوف، ملقاش حاجه وكان لابس جلابيته وكله طبيعي بص في الساعة كانت وصلت 3 العصر وماكنش العيال رجعت لسه، قام يستحمي لكنه لاحظ علي جسمة رقع كتير حمرا، فضل يحاول يطلعها مطلعتش، لبس ونزل يشوف عيالة بالذات انه منزلش معاهم انهارده وبعد كده قال يروح لحكيم يشوف في ايه، فعلا نزل الغيط ورجع مع عيالة بعد ما لمو كل حاجه ، ولما راح للحكيم قالة ان اللي في ده بسبب تعرضة لحرارة شديدة او ماشابة لكده، وان علاجها مش موجود حاليا، جدي استسلم للامر الواقع ورجع مع عياله عشان يشوف همة، وابتدت الليلة الاولي بعد ما راح في النوم وظهرلة نفس الكائنات دي تاني، ودرجة الحرارة بدأت ترتفع وحس بألم رهيب جدًا في جسمة بالذات في المكان الموجود في الرقع دي، لدرجة انه وصله لمرحلة الجنون وبقى بيهلوس في الغيط لوحده، عيالة عرفو باللي حصل وبموضوع اللي حصل في البيت، بس الطمع والجشع موقفش عند كده وكمل ليومنا ده، لما ابتدت قصتي، انا طلعت عاطف نوار…
ثلاثية الزئبق
٣
انا طلعت عاطف نوار، صاحب القصة وراويها لما حدث لجدودي من ورا لعنة بيت الجان ده، القصة ماكنتش عندي بظبط، بل انا كنت وسيلة لجشع عمي بدون علم ابويا، رغم تحذير جدي اللي يكاد يكون اتجنن وابويا اللي خاف واتقي ربه من كفر الحاجات دي، وسمع كلام ابوه، لكن عمي مشي ورا طمعة وجشعة واستخدمني وسيلة للوصول لي اللي هو عايزة، واستغل اني عيل صغير في السن مش فاهم حاجه.
الموضوع بدأ لما عمي راح لدجال تاني من احد دجالين البلد، وهو الشيخ مصلحي، اللي بيقولو عليه سرة باتع وبتاع ربه، لكنه كان راجل ضلالي وعمره ماتقي ربه، وهو اللي حرض عمي علي انه يدور علي الزيبق تاني، لانه في يوم بعد صلاة العشاء مصلحي قال لعمي…
-ايه يا كريم، مش ناوي تاخد ورثك من اجدادك.
-ورثي ايه يا مصلحي، ولا اقولك يا شيخنا، ماهو بردو كان مصلحي اللي دبس جدي الكبير…
-مش مهم دلوقتي المهم ورثك ودهبك، ده غير اني عرفت ان جدك الكبير لي بيت في ارض الغنايم وعرفت ان تحتها مقبرة كبيرة وفيها زيبق وخيرات كتير.
-بس يا مصلحي الموضوع ده حصل عليه حوارات كتير اوي، واديك شوفت ابويا وجدي حصلهم ايه، بقولك ايه انا مش عايز حاجه، انا عايز رقبتي في راسها.
-اسمع مني بس يا كريم، انا مفيش مقبرة والا وبحمد الله كانت مفتوحة علي ايدي، انت بس هات عيل من عيالك في ايدك معاك، ولا اقولك هات الواد طلعت ده مبروك من زمان وهينفعنا في حاجه زي كده.
-اقتل مين بس ياعم انت كمان، هما يدونا المراد، واحنا نمشي بعديها، اسمع مني انت بس، ونسبتي 20٪ بس مرضي كده.
-طب بص هقلبها في دماغي واقولك.
-ولا تقلبها ولا نيلة، بكرة بعد صلاة العشاا نتقابل ونروح ونرجع بالمراد ونفرح كلنا.
عمي مشي والشيطان بيلعب في دماغة، وكل ما يجيبها يمين تيجي منه شمال، لغاية ما قرر انه هيروح بكره، الفلوس بتعمي اي حد بردو، واهو قال لنفسه…
)لو حاجه كده ولا كده حصلت امشي انا، مش يمكن اطلع في الاخر الكسبان واخد الدهب والزيبق)
بعدها عمي راح في النوم، والليل عدي وصحي تاني يوم، وكان قرر اكيد انه هيروح بكره مع مصلحي ومش بس كده وهياخدني معاه، ولكن بدون سابق انذار وهو بيغسل وشه بص في المرايه لقي كائن اسود ضهرة محني لي ايدين كل ايد فيها صباعين كبار، ولي عين واحده في منتصف راسة، مع سنان مدببة جدًا، كائن مخيف، لكنه مقالش غير جملة واحده…
-منتظرك، لكن لاتنسي اتفاقنا..
كل حاجه اختفت علي غير العادة، عمي مكملش حتي غسيل وشة وطلع بره ونبضات قلبة عالية، لكنه كان مصر انه هيروح مع مصلحي بليل، رغم اللي شافة لكنه مخوفوش بل شجعة، بالذات ان كلام الراصد المرادي.كان مختلف عن اي مرة تانيه، عدي اليوم والشمس غربت واذان العشا اذن، فعمي جالي وقالي…
-يا واد يا طلعت، ماتيجي نصلي جماعة في المسجد النهاردة.
كطفل عنده عشر سنين كنت مبسوط وفرحان جدًا ان حد هيوديني الجامع، فقولت لابويا، فابويا قالي…
-روح مع عمك يا طلعت ومتغلبوش..
-طب ماتيجي معانا يابا.
-في حاجات في ايدي مهمة عايز اخلصها يا طلعت روح انت مع عمك بس متغلبوش زي مابقولك.
مشيت مع عمي والفرحة مش سيعاني، هصلي جماعة في المسجد وسط اهل البلد، لكني ماكنتش اعرف عمي مدبرلي ايه، الصلاة خلصت بعدها قولت لعمي…
-يالا نرجع بقى، عشان الوقت ميتأخرش وابويا يزعقلي.
-ابوك يزعقلك وانت مع عمك!.. لا لا لا متقلقش ، احنا هنروح مشوار بسيط ونرجع.
-مشوار بسيط فين ده؟
ملحقتش اكمل الجملة الا ومصلحي جه قطع كلامي وقال…
-براڤو عليك يا كريم، كنت عارف انك هتجيبو..
-انا طلعلي في المراية يا مصلحي، ومستنيني انا والامانة..
قطعت كلامهم…
-مين اللي مستنيك ده يا عمي.
-متشغلش بالك انت بس يا طلعت… احنا هنروح مشوار ونرجع بسرعة.
ابقي كداب لو قولت اني ماكنتش خايف من عمي، ب لما بدأنا نقرب من منطقة الغنايم، اللي ابويا دايما كان بيقولي دي منطقة ملعونة ولعنة العيلة كلها وحذرني اني متربش منها، كنت كل ماحاول اسأل عمي احنا جايين هنا نعمل ايه ماكنش بيرد عليا، لغاية ما وصلنا للبيت الملعون، البيت اللي لعن عيلتي كلها اخرهم جدي اللي ربنا يتولاه بمرضة، مع لحظة وصولنا البيت زقيت ايد عمي وقولتله..
-انت جايبني هنا ليه مش ابويا وجدي قايلين منجيش النواحي دي.
-احنا هنيجي وهنمشي علي طول، عمك مصلحي عايزنا في حاجه بس.. انت هتخاف من عمك ولا ايه.
كنت طفل وعلي قد عقلي، فماكنتش عارف اتصرف ازاي، اهرب ولا اصدقة، لكني في النهاية طاوعته وقعدت معاه في البيت الملعون ده، اول ما داخلنا لقيت مصلحي نزل الشنطة اللي علي ايدة وطلع منديل وندهني..
-تعالي يا طلعت.
ماكنتش راضي اتحرك، لغاية ما عمي زقني وقالي..
-اسمع كلام عمك مصلحي يا واد يا طلعت..
-بس ياعمي..
-مفيش بس، عايزين نخلص من اللي هنعملة، انت بركة من زمان ومش هيحصلك حاجه.
فعلا روحت لمصلحي ولبسني حاجه علي عيني، لغاية ما بعدين اكتشفت انه بيشوف بيا المندل، اول ما لبست البتاعة دي اللي كانت رطبة جدًا، وكان مرسوم عليه رسومات كتير، حسيت بسخونة شديدة جدًا في جسمي وكنت شايف قدامي ضباب، مع ان الحاجه اللي علي عيني دي سمحالي بالرؤيا كويس، لغاية ما وصلت للاوضة الملعونة دي ولقيت زي حاجه مثلثة وقعت في بيير ماية كبير، والماية اتحولت لبراكين، وطلع منها واحد ضهرة محني ومخيف جدًا ومبتسم ابتسامة مرعبة، ولقيت حاجه بتهمس في ودني وبتقولي..
.-اهلاً بيك ياا طلعت، نورت، انا كنت مستنيك من زمان…
من الخوف رجعت خطوتين لورا، وفضلت اشاور علي الكائن المخيف ده، بعدها مصلحي قلعني المندل، وفتح كتاب شيطاني وفضل يقول…
-يا حرفوش يا والي من اولياء الجن، احضر وكن شاهدًا علي تلك المساومة بين راصد من راصدين مقابركم، ومن حضرتنا..
بعدها حل هدوء رهيب جدًا في المكان، لكنه مستمرش لثواني الا وحيطان الاوضة كلها اتشققت وعملت زي بوبابة كبيرة ليها باب حديد مرسوم علية جماجم ولما ركزت اكتر اكتشفت ان الباب معمول من جماجم، مصلحي كان مبتسم ابتسامة خبيثة وقرب من الباب وفضل يهمس بهماسات غريبة، لغاية ما الباب اتشق نصين باللهب واتفتح، وكان في سلم طويل لتحت معمول من اللهب، لكن في اخر السلم ده ظلام حالك مش شايف اي حاجه، مع لحظة تحرك مصلحي للنزول قولت لعمي…
-انا عايز اروح لابويا يا عمي…
حاولت اهرب لكنه كتفني ومسكني وغمي عيني، نزلنا في المكان الغريب ده وكنت حاسس بحاجات بتتحرك حواليا والمكان درجة حرارتة عالية بشكل مبالغ في، وفضلت اعرق لغاية ما القماشة اللي عمي مغمي بهيا عنيا اتزحلقت، وياريتها ماتزحلقت، شوفت الكائن ده مره تاني، لكن المرادي وسط الجحيم ووراة باب لمقبرة مرسوم عليها رسومات فرعونية، علي رسومات ماسونية، مصلحي قال للكائن الغريب ده.
-احنا عايزين الزيبق، وهنديك كل اللي انت عاوزة.
-روحة.
-روح مين؟
– طلعت… انا محتاجة..
بصيت لعمي كان باين علي وشة التوتر…
-بقولك ايه يا مصلحي احنا متففناش علي كده..
-هات الواد يا كريم… امال انت فاكره جي معانا ليه، هو ده القربان.
-لااا، احنا متفقناش علي كده، انت قولتلي الواد هيرجع معايه، واقول لابوة ايه.
-قولة اي حاجه، لو هتقتل اخوك اقتلة.
بعدها مصلحي قرب مني وشدني، عمي قاوم لكن مصلحي خبطة بحاجه علي دماغة، كل ده واحنا وسط نار من الجحيم، بعدها مصلحي خدني، وفجأة لقيت كائنات كتير طلعت من نار الجحيم دي، وعملو زي ممر ليا ولمصلحي واخر الممر ده زي صخرة ماسونية كبيرة، مصلحي قرب منه واول ما وصل لقيت سكينة طويلة اخرها جمجمة، اكنهم بيقولو ادبحة ، وفجأة صوت هتاف عالي جدًا بلغة غريبة في المكان ، ومع الصوت ده لقيت عمي فاق ، مع اللحظة دي عمي تمالك نفسة وجري عليا لكنه ملحقش يوصلي الا واتشلت حركته، ووقع في الارض، والراصد صوت صرخاته عليت اكتر وهو بيقول…
-فرصتك جاتلك يا مصلحي، وانا قابل للقربان.
كنت عيل صغير عمال اقول..
-يارب، يااارب..
معداش لحظات الا وسمعت صوت صرخات كتيرة في المكان، والراصد كان باين عليه التوتر، قربت، مصلحي كان لسه هيدب السكينة دي فيا لكن عمي قام وزقه وقتها…
بعدها فلت من ايده وفضلت اجري، الراصد حاول يوقفني وفعلت كنت هقع، لكن عمي ساعدني، ففضلت اجري علي السلالم اللي جينا منها دي وكنت شايف عمي من بعيد وهو بيقولي…
-اطلع من هنا يا طلعت، اجري..
فضلت اجري علي السلالم دي لغاية ما بصيت ورايه ولقيت ظلام حالك ، والسلالم بدأت تهتز وبتقع بيا، وشايف من بعيد ابويا وشيخ الجامع وقفين عند البوابة، ابويا حاول يعدي لكنه ماكنش قادر، وانا عمال اجري عمال اقول، ياااارب، ياااارب.
لغاية ما طلعت ومع لحظة خروجي كانت البوابة اتقفلت وجواها عمي ومصلحي، ابويا وقتها جكان موجود و فضل يتفقدني ويطمن عليا ويقولي…
-انت كويس يا طلعت، انا اسف يا حبيبي، انا ماكنتش اعرف انه هيعمل فيك كده، الحمدلله جدك الله يستره قالي انك هنا وشافكم في الحلم…. الحمدلله انك كويس والبركة في الشيخ، هو اللي قدر ينقذك….
-ولا انقذته ولا حاجه ربنا قادر على كل شئ
الموضوع انتهي علي كده، وعمي اختفي هو ومصلحي، لكن اللي متأكدين منه انهم بيتحاسبوا دلوقتي وانهم في جهنم، عدت السنين ودلوقتي عندي 22 سنة، لكن عمي والراصد مش بيفرقوني في احلامي، ونسيت اقولكم ان جدي توفي بعد الحادث ده مباشرة توفاة الله، وان البيت بعد الحادث ده وقع لوحده، وابويا باع الارض دي، الله واعلم ايه اللي هيحصل تاني منها، حتي جثة جدي ممدوح ملقنهاش، لكن المهم ان اللعنة بعيدة عنا دلوقتي … والحمدلله
تمت