قصص

قصه بيت شبرا

قصه بيت شبرا ، انا مصطفي جمال ، ساكن في شبرا، عندي 35 سنة ،قصتي بتبدأ من عند بيت جدي اللي اتبنى سنه ١٩٥٣ بعد خلافات كتيره جدا، والخلافات دي كان سببها إن الارض اللي اتبنى عليها البيت وكمان الأرض اللي جنبها، كانت عباره عن 600 متر.. وال ٦٠٠ متر دول جدي كان عايز يقسمهم جزئين.. جزء يتبرع بيه عشان يتعمل عليه ملجأ، وجزء تاني يبني فوقيه بيت..
بعد.كده جدي سلم الارض لوزارة الاوقاف, واتبني عليها ملجأ ومستوصف..
بنى جدي بيت كبير بجنينة خلفية، او تقدر تقول إنها ماكانتش جنينة اوي، لانها كانت عباره عن 150 متر فيهم شوية زرع، وغرفة للمعيشة وغرفة للخبيز، فببساطة كده نقدر نقول إنها بقت عامله زي الفسحة.
وفضل الوضع في الأرض على الحال ده لحد ما مرت السنين والايام، وابويا اتجوز امي وعاشوا في شقة بعيد عن البيت، بس بالرغم من بعُدهم وبُعدي معاهم، إلا إنهم كانوا بيروحوا البيت وانا معاهم وكمان بقية العيلة، وده يعني عشان نقعد مع جدي وجدتي ونطمن عليهم.
المهم إني في يوم انا وقرايبي اللي من سني، كنا بنلعب في المكان الفاضي اللي ورا البيت ده، بس واحنا بنلعب.. فجأة لقيت قدامي شخص طويل جداً، ملامحه ماكانتش باينه نهائي، بس المميز فيه إنه كان لابس طقية، في اللحظة دي سمعت صوت حد بينادي عليا…
-مصطفي، يا مصطفي.
الصوت اتكرر كتير، ف ناديت علي الراجل ده، لكنه في اللحظه دي اختفي، والصوت كمان راح معاه.
خوفت جدا لأني كنت طفل، فقولت للعيال يلا نمشي من هنا احسن، وفعلا مشينا وطلعنا البيت لقينا كل العيلة قاعدة، كانوا بيحضرو الاكل عشان ناكل، ف قعدنا ناكل وبعد ما خلصنا اكل، روحت قعدت مع جدتي عشان اقولها اللي حصل، لكنها كانت مشغولة في حاجة كانت بتعملها، فمعرفتش اقولها وقتها.
مرت ساعات والليل جه ودخلنا نمنا، بس بعد ما نمنا بشوية، صحيت من النوم لما حسيت بالعطش، ولأني كنت بحب جداً اشرب من القولة، فانا نزلت تحت البيت عشان اشرب منها، وماكنش في دماغي خالص اللي حصل بالنهار ولا الطيف اللي شوفته..
وصلت الدور الارضي وخدت القولة عشان اشرب منها، في اللحظة دي لقيت صوت بينده عليا من تاني بهمس..
-تعالي يا مصطفي، انا بره اطلعلي.
ومع سماعي للصوت ده، لقيت طيف بيجري قدامي بسرعه، فغصب عني ومن خضتي، القولة وقعت من ايدي اتكسرت، ومع وقعة القولة.. لقيت جدتي صحيت مخضوضه..
-مين برة.. انت مين.. حرااامي..
وعشان اطمنها رديت عليها بصوت عالي..
-لا ده انا يا تيتا، انا مصطفى.
لما قولتلها كده، قامت من أوضتها اللي قريبة من مكان القولة وجت لي…
انت ايه اللي مصحيك لغاية دلوقتي يا حبيبي.
ماكنتش عارف ارد اقولها ايه لأني كنت مرعوب، بلعت ريقي بصعوبة ورديت عليها بالعافية…
– كنت عطشان يا تيتا، وفجأه لقيت صوت بينده عليا، وو و.. شوفت.. شوفت طيف عدي قدامي من شويه، وكمان شوفته الصبح لما كنت بلعب في المكان اللي هناك ده.
لما قولتلها كده وانا بشاور على المكان اللي كنت بلعب فيه، لقيت وشها اتقلب 180 درجة ومسكتني من دراعي جامد..
– مش انا وجدك قولنالكوا متلعبوش هناك، ايه اللي وداكوا هناك.
غصب عني خوفت من طريقة ستي وابتديت اعيط وانا بقولها….
– انا اسف يا تيتا، ماكنتش اعرف، بس ايه اللي انا شوفته ده.
وشها جاب الوان وهي بتقولي بقلق…
-انت بس بيتهيألك، مافيش طيف ولا راجل ولا يحزنون.. يلا اطلع نام مع اخواتك، اطلع يلا بسرعة بدل ما اقول لامك.
طلعت انام فعلا، لكن طول الليل دماغي كانت مشغولة باللي شوفته، هو ده تهيؤات زي ما ستي قالت ولا ده حقيقي زي ما انا شوفت ولا ايه!!!
وأثناء ما كنت صاحي وبفكر في اللي حصل معايا، سمعت صوت حد بينادي عليا، او بالتحديد يعني، كان نفس الصوت..
– تعالالي يا مصطفي، انا مستنيك يا مصطفي… انا تحت ومستنيك.
والموضوع ماوقفش لحد هنا، انا ابتديت ليلتها اشوف خيالات ماشيه في الاوضة، فمن رعبي وخوفي . قومت جري من على سريري وروحت نمت مع ابويا وامي في أوضتهم، ومن ساعتها وانا فضلت لمدة فتره كبيرة بشوف التهيؤات دي، لحد ما عدت الشهور والسنين.. والخيالات والأصوات مابقتش موجودة في حياتي لأني كبرت.
لكن بسبب كل اللي شوفته وانا صغير واللي حصل لي من بعده، مابقتش بعدي ابدا من الناحية دي من البيت، وحتى لما كنت بروح البيت وكنت بخرج مثلًا، ماكنتش برجع ابدًا متأخر، وفضلت حياتي ماشية هادية وبشكل طبيعي لحد ما خلصت الثانوية، يومها روحت احتفلت مع صحابي طول اليوم، لدرجة اننا نسينا نفسنا في الخروجة وقعدنا اليوم كله بره.. او بالظبط يعني قعدنا لغاية الساعه 2 بعد نص الليل..
روحت يومها بيت جدي الساعه 3 الصبح، روحت وانا مش في دماغي موضوع العفاريت ده، بس وانا طالع علي السلم سمعت صوت تاني جايلي من بعيد…
انت نسيتني ولا ايه يا مصطفي، ماكنتش بتيجي تسأل عليا ليه طول السنين دي؟
فضلت استعيذ بالله…
– اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، انت مين وعايز مني ايه، اكيد اللي انا سامعه ده مش حقيقي.. لا لا انا انا.. انا بيتهيألي!
فضلت اقول لنفسي كده لحد ما فجأة لقيت طيف اخترق الضلمة اللي انا فيها، ومع ظهوره حسيت بحرارة المكان بقت عالية اوي لدرجة إني كنت عمال انزل في عرق من كل حتة في جسمي.. جسمي اللي كان تقريبًا مشلول وماكنتش قادر احركه من غير اي سبب!
وفجأة المكان بقى مرعب، لكني برضو فضلت استعيذ بالله واقول بصوت عالي مهزوز…
– ان ان انت مين وعايز مني ايه؟
في اللحظة دي سمعت صوت صرخة اخترقت ودني، ومعاها لقيت واحده شعرها منكوش واقفه قدام باب شقة من شقق البيت مابتتفتحش بقالها سنين، هيئتها المُرعبة، وعينيها اللي كانت بيضا تمامًا، خلوني قادر اميزها وسط الضلمه اللي انا فيها دي، وقتها مابقتش عارف اعمل اي حاجة غير اني فضلت اقول يااارب ياااارب، لحد ما حسيت بالطيف والست دي بيقربوا مني بهدوء شديد، نبضات قلبي ابتدت تعلى اكتر، لحد ما في لحظة لقيت صوت صرخة تانية اخترقت المكان.
وقعت من طولي، وساعتها النجده جت لي من بعيد، ضوء ظهر من وسط الضلمة، اول مره احب النور بالشكل ده، كانت جدتي بتقومني، انا ماكنتش في وعي تماما…
– مصطفي، مالك يا حبيبي في ايه، انت شوفت عفريت ولا ايه.
كلام كتير كانت بتقوله، ولكن انا كل تركيزي في ان الكابوس ده انتهي…
– انا كويس يا تيتا، انا اسف إن انا جيت متأخر عشان كنت مع صحابي في خروجه، بس انا معرفش اني هشوف ده كله، انا شوفت اللي كنت بشوفه زمان بظبط.
فضلت تهدي فيا وهي بتقول لي..
– الغلطة مش غلطتك، احنا اللي ساكتين علي اللي بيحصل ده كله، وبعدين ما احنا حاولنا نجيب شيوخ لكنهم فشلوا في أنهم يمشوهم.
– طب ايه اللي حصل لده كله، او ايه سبب الحاجات دي.
حكتلي جدتي اللي حصل، وياريتني ماعرفت، كان كلامها كأنه كابوس تاني نزل عليا..
– بص يابني، الراجل اللي بتشوفُه ده كان عامل شغال في بُنى البيت، بس وهو علي السقاله وقع في نفس المكان اللي بتشوفه فيه، ومن ساعتها واحنا بنشوفه، لحد ما في ست جت سكنت في الشقة او بمعني اصح الاوضة المقفولة دي، كانت برضه بتشوف الراجل ده كتير جدا، بس رفضت تسيب الاوضة، وبعدما سكنت بفتره، الاوضة ولعت بيها وماتت محروقه، بعدها وضبنا الاوضة، ومن ساعتها ومحدش بيسكن فيها، ولا حتي بيقرب منها، شبح الاتنين مش سايب المكان في حاله، والشيوخ ماكنش في ايديهم اي حل، فسيبنا المكان فاضي زي مانت شايف كده بالظبط.
ماكنتش عارف ارد اقول ايه، بس كنت هديت وقتها، قومت طلعت خدت دش ساقع وروحت في النوم.
-مصطفي
-اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، مين اللي بينادي تاني!
-انا محمود يا مصطفي.
قومت اتنطرت من مكاني زي المجنون…
-انت مين يا عم انت.. محمود مين؟
في اللحظة دي لقيت هوا سخن جدا جه عليا.
– مالك يا مصطفي، انت خايف مني ليه، انا بس عايز حد يتكلم معايا.
-يتكلم معاك ازاي، انت مش ميت!
في اللحظة دي لقيت هوا جامد جدا خبط فيا وسمعت صوته بيقولي..
ليه بتقول كده بس يا مصطفي، انا لسه عايش اهو.
فضلت اعلي في صوتي جامد..
-يا ابويا، يا اماه، يا جدعان، حد يصحي يا جدعان يلحقني.
وقتها لقيت البيت كله صحي، انا كنت مرعوب بسبب إني لقيت طيف الراجل ده كان قدامي، وعشان كده رقعت بالصوت..
– اهو محمود اهو، واقف في اخر الاوضة اهو والله.
ساعتها لقيت ابويا بصلي بتوتر، بعدها بص لجدي وجدتي، فجدتي هزتله راسها، بمعني اصح، انها عارفة انا شايف ايه، وده عرفته لما قالتلي بكل هدوء..
– اهدي بس انت يا ابني، هو مش هيظهرلك تاني خلاص.
قومت غسلت وشي، وبعد كده نمت نوم عميق.. اينعم حلمت بكوابيس، لكن ماظهرليش حاجه تاني، غير اني بس كنت بشوف طيف الراجل ده قدام السرير كتير، لكنه مابقاش بيعمل صوت ولا اي حاجه، كنت بحس انها تهيؤات.
لحد ما بعدها بمدة جدتي توفت، الله يرحمها، وطبيعي بعد ما اتوفت، كان لازم حد يقعد مع جدي يراعيه، فانا قررت اني اقعد معاه واخذ بالي منه، بذات ان مكنش بيظهرلي اي حاجه تاني في البيت هناك فبقيت مطمن، لكن الحاجه الحلوه مبتكملش ابدًا، لأن بعدها بفترة حد قرر انه يأجر الشقة اللي تحت عندنا، ففرحت جدًا لأن هيجيلنا دَخل منها، وبعد ما اتأجرت.. نزلت اخبط على المستأجرين عشان ارحب بيهم، ومع خبطاتي الكتير ماحدش فتحلي ولا حتى رد عليا!
بس الغريب بقى إن كان في خبط في الحلل جوه وكأن حد بيعمل اكل!
فمارضتش اتطفل عليهم اكتر من كده وخدت بعضي ومشيت، عدى يومين بعدها وقابلت صاحب الشقة اللي بصيت له بابتسامة وقولتله….
– انا خبطت عليكم من يومين، بس محدش رد عليا، انا انا.. انا سمعت صوت حاجات في المطبخ، فقولت بلاش اتطفل ومشيت.
اول ما قولتله كده وشه اتقلب، وكان شكله محرج جدا لما قال لي..
-انا مش هقدر اكمل في الشقة اعذرني، من يومين اختي شافت واحدة شعرها منكوش في الشقة، فضلت تهمس بكلام غريب، من ساعتها واختي مش مظبوطة، مصدومة من اللي شافته، انا حتي لما بقعد في الشقة لوحدي بلاقي اصوات من المطبخ وساعات بشوف خيالات، لدرجة اني صحيت في مره علي حاجه سخنه جدا جنبي، ولما بصيت عليها لقيت الست دي مبرقالي، قومت مخضوض وفضلت استعيذ بالله، انا بقالي يومين اهو مش قادر اقعد فيها، اعذرني انا لازم امشي…
عذرت الراجل طبعا، لأن الكلام اللي قاله كنت عارف إنه حقيقي، ده انا بذات نفسي سمعت وشوفت، وعشان كده اول ما قولت لجدي مرفضش وقال لي…
– رجعلهم فلوس الايجار كاملة يابني، هم اكيد اولي بيهم.
وفعلا رجعتلهم الفلوس واتقفلت الأوضة او الشقة الصغيرة دي من تاني.
عدت الايام والدنيا كانت هادية لحد ما في مرة صاحبي جه زارني، كان جايلي بليل، بس وهو طالع علي السلم عادي، حس بحاجه وراه ، ولما بص وراه ملقاش حاجه!
لكنه اول مابص قدامه، لقي طيف اسود لحد ملوش ملامح، ساعتهل فضل يجري على السلم لحد ما لقي قدامه الست اللي كانت محروقة في الاوضة، فضل يستعيذ بالله وينده عليا بصوت عالي..
-اعوذ بالله، اعوذ بالله، يا مصطفي، يا مصطفي.
طبعا انا ماكنتش سامعه لاني كنت جوه خالص، فماخدتش وقت وكانت كل الحاجات دي اختفت فجأة زي ما ظهرتله فجأة..
بعدها طلعلي فوق وهو مرعوب وحكالي اللي حصل، فضلت اهديِ فيه عشان مايقلقش ،لكنه برضه كان قلقان جدا، ومن ساعتها وهو بيخاف يجيلي اصلًا.
ومن يومها وانا بقيت باخد حذري ومابنزلش بالليل، لحد ما بعد فترة جدي توفى، ومن يوم وفاته وانا مابقتش اروح البيت.. وعشان كده فضل مقفول لحد ما عرضناه للبيع وجالنا مشتري، اينعم السعر ماكنش قد كده، لكننا وافقنا علي السعر ده بسبب البلاوي اللي في البيت، ومن ساعتها وهو موقف بوابين علي المكان لغاية ما يهده لأنه كان عارف اللي جواه من الجيران لأنه اكيد سأله عالبيت قبل ما يشتريه، وخليني اقولك إن مفيش بواب كان بيعمر في البيت اسبوع ويمشي.. في اللي بيقول انه بيشوف عفاريت في المكان بتزحف، واللي بيقول إنه بيشوف واحده محروقة بتمشي في المكان، واللي يقول بنسمع صوت مخيف بليل.
حتي لما الراجل جاب كذا بواب يقعدوا مع بعض، كلهم مشيوا من هناك.
ولغاية دلوقتي البيت زي ماهو، لا اتهد ولا حتى اتعمل فيه أي حاجة.. بس الأكيد إن انا مابقتش اروح ناحيته أبدًا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى