قصه بيت اسيوط قرية “…….” في الصعيد ده العنوان اللي كنتي طالباه مني ، بس آسف أنا مش هاقدر أروح معاكي.
نطيت من مكاني، الفرحة ماكانتش سايعاني، لو عملت التقرير ده هاتنقل نقلة تانية خالص، كنت باحضر شنطتي وأنا مستعجلة، وماما كالعادة شغالة رغي في نفس الموضوع اللي مابتزهقش منه….
– يا بنتي الله يباركلك، ماتخلينيش أقلق عليكي، فيها إيه يعني لما تعيشي زي كل البنات اللي في سنك!
– للمرة المليون، أنا باحب شغلي ومش هاسيبه.
– الناس بيخافوا منك، وحتي قرايبنا بقوا بيقولوا إنك ملبوسة.
– يولعوا، وآه قوليلهم لو جابوا سيرتي تاني وقالوا ملبوسة هاسخطهم، وجنان بجنان بقى.
– أنا مش عايشالك يا…..
– لا لااااااا بس، الله يسترك بلاش تفتحي، أنا لازم أنزل دلوقتي عشان ألحق القطر، هاتي فلوس بقى.
– مش عيب عليكي مع كل ده تاخدي فلوس مني، ما تشوفي الدار ولا الجريدة يدوكي.
– هيدوني فعلًا لما أخلص، هاتي بقى.
– الشنطة عندك جوة، خدي اللي محتاجاه..
دخلت أخدت الفلوس، وسحبت صورة بابا الله يرحمه، وحطيتها في شنطتي من غير ماتعرف، ماكانش فيه مشاكل بينهم ولا حاجة، بس دي الحاجة الوحيدة اللي فضلت لنا منه.
نزلت وأنا عارفة إنها هتعيّط، وتنام على سريري كالعادة، ولما أرجع هتحكيلي عملت إيه في غيابي.
كنت طالبة أوبر، المسافة من البيت للمحطة ساعة إلا ربع، انا كل مرة بانزل من بيتنا عشان أعمل تحقيق أو أحضر جلسة تحضير مش بابقى ضامنة إني هارجع تاني، شغلانة مؤذية بس بحبها، ومش متخيلة اليوم اللي هييجي وأبطلها فيه، يا ريت ماكبرش عشان أفضل قادرة أروح وآجي وأتنطط، بالأمانة أوقات كتير بيكون فيه جانب إنساني بيحركني، حد مأذي باساعد في فك أذاه، حاجة غامضة بنكشفها، مش الممرضين بس ملايكة الرحمة، أنا كمان شايفة نفسي ملاك رحمة.
كنت باصة في الطريق ومبتسمة بعبط، حسيت إن السواق في أي لحظة هيقف وينزلني؛ عشان شكلي أهبل وأنا بضحك؛ لأني بامجد في نفسي…
وصلنا المحطة، حاسبته ونزلت، قطعت التذكرة ووقفت على الرصيف، وبعد كذا دقيقة رجعت تاني لشباك التذاكر، الراجل رفع نضارته، وقالي……
– فيه حاجة؟
– كنت عايزة أسأل عن قرية…. أروح لها إزاي لما أنزل من المحطة!
– اللي أعرفه إن مفيش مواصلات بتروح هناك، كانوا بيركبوا حمير، بس ده من ٧ سنين، أكيد الدنيا هناك اتغيرت، عمومًا ابقي اسألي لما تنزلي المحطة.
– شكرًا.
كنت ماشية باقول لنفسي: يا نهار عجب، وطول الطريق لما ركبت القطر دماغي بتودي وتجيب، هو أنا لو فعلًا نزلت، ولقيتهم بيوصلوا البلد دي بحمير هاعمل إيه!
سألت الراجل اللي جنبي: فاضل قد إيه على محطة…..
وقالي إن قدامي على الأقل ٤ساعات، شكرته وغمضت عينيا وقلت أنام شوية، بس صوت القطر ماخلانيش أنام.
طلعت موبايلي، الساعة كانت ٤ الفجر، زمان ماما بتصلي الفجر، هاتصل أطمّن عليها.
كلمتها وقعدت ألعب في التليفون ونمت شوية لحد الشمس ماطلعت، بصيت على ساعتي لقيتها هانت، فاضل نص ساعة خلاص، بصيت جنبي مالقيتش الراجل، فقلت أكيد نزل محطة قبلي، بس فجأة سمعت صوته ورايا!
هو غيّر الكرسي، لفيت عشان أتأكد، لقيته فعلًا قاعد ورايا بالظبط، كان بيكلّم حد في التليفون..
– هما عارفين إن أنا جاي؟ طب عظّم فيا شوية على ما أوصل، وليك الحلاوة ونسبة كمان..
هما حضّروا طلباتي ولا لسه! قولهم طل…. والخط فصل، حقيقي ماكنتش قاصدة أسمع هو بيقول إيه، بس الفضول يا أخي وحش والله.
وقف القطر وشلت شنطتي ونزلت، كان قدامي، نزل نفس المحطة، كان فيه راجل مستنيه فأخده ومشي، أما أنا فوقفت في الشمس حبة محترمين، اللي قال إن شمس الصبح مش حامية ده أكيد ماعداش عليه شمس الصعيد.
رحت على شباك التذاكر اللي في المحطة، مش لازم البلد كلها تعرف إني غريبة، بصيت حواليا كده وأنا واقفة على الشباك، وسألته….
– لو سمحت أروح قرية….. إزاي؟
– صعب تلاقي مواصلة مباشرة ليها، هتركبي كذا حاجة، تطلعي من المحطة هتلاقي عربيات بتحمّل على شمالك……
شكرته بعد ماخلص وصف الطريق ومشيت، كنت مبسوطة أوي؛ مش هاركب حمار الحمد لله.
على الرغم من إني حد زكي، وبيحفظ الكلام بسرعة، إلإلإني تهت في نص الطريق مع أول توصيلة نزلت منها، ومابقتش عارفة أروح فين وآجي منين، وماكنتش قادرة أسأل حد من الناس، بس فجأة لمعت في دماغي فكرة، بما إن المواصلات اتطورت يبقي أكيد فيه شبكة هنا، فتحت الموبايل وشغلت خدمة تحديد الموقع وكتبت اسم القرية اللي مقصود أروحها، بس للأسف ماظهرش اسمها، فقعدت على الرصيف، وحطيت شنطتي جنبي، وبقيت حاسة إن خيبتي ماحصّلتش حد، ماهو برده ماما عندها حق، كان لازم أستنى لما حد ييجي معايا، كنت بافكر بصوت عالي لحد ما راجل كبير شد كرسي وقعد، وقالي…..
– هربانة من بيتكم ليه؟ خِلِي بيكي وماجاش!
– لا لا، حضرتك فاهم غلط، أنا مش هربانة والله، أنا تايهة.
– تايهة؟ هو التايه مش بيسأل يا بنتي!
– سامحني، غريبة بقى ومش عارفة أعمل إيه، وخايفة عشان ماعرفش حد هنا.
– ماتقوليش كده، احنا صعايدة يا بنتي، شوفي عايزة تروحي فين؟
– قرية…….
بص ليا باستنكار كده، وقالي….
– ماتأخذينيش في السؤال، بس انتِ بتقولي مالكيش حد هنا، رايحة ليه؟
كنت مرتبة إجابة السؤال ده كويس من قبل ماآخد العنوان أصلًا…
– أنا شغالة مع واحدة صاحبة خير، وهي سمعت عن واحدة غلبانة في القرية دي، وباعتة معايا فلوس أسلمها لها بإيدي..
– الدنيا لسه فيها ولاد حلال، هابعت معاكي حد يوصلّك مع إن مفيش عربية بتاخد السكة لآخرها، بس خدي بالك يا بنتي، تروحي تسلمي الفلوس وترجعي معاه، المكان هناك مش أمان، وبلاش تتأخروا، الليلة بسنين هناك.
– مسافة السكة، وهارجع معاه.
كنت باكدب آه، أنا جاية أعمل شغل، مش هيخلص في ساعة ولا اتنين، بس أوصل وأخلع من السواق بشياكة، وفي الرجوع ربنا يدبرها من عنده.
ركبت العربية النقل جنب شاب من اللي شغالين تبع الراجل ده، وكنت متحفزة يقوم بأي حركة كده ولا كده، بس الصراحة هو ماشالش عينه من على الطريق، كنت عايزة أعرف أي حاجة عن المكان، ليه مفيش عربيات بتوصل للقرية دي!
– انت اسمك إيه؟
– محمد.
– ليه مفيش مواصلة مباشرة ل……
– دي حتة مقطوعة مافيهاش ناس قد كده، واللي ساكن فيها مابيخرجش منها، دول حتى مسميينها قرية الملاعين.
– الملاعين!
– آه، فيه بيت هناك ملعون، بيطلع منه كل يوم بالليل نار وأصوات صريخ وعياط، الناس كانت بتتجمع قدامه وماحدش بيرضى يدخل البيت، بيقولوا مرة واحد دخل عشان يشوف إيه اللي بيحصل جوة طلع مجنون، البيت أصلًا مهجور، بس كل يوم يحصل فيه كدة لحد الناس ما بقت تخاف، وأول ما المغرب يأذّن يدخلوا بيوتهم، ويقفلوا الباب، ومايفتحوش لحد الفجر.
– طب والبيت ده، إيه تاريخه، مين كان ساكن فيه!
– ماحدش يعرف والله، أوقات بيقولوا إنه كان بيت ساحر فاجر، وأوقات بيقولوا راجل مؤمن عارض الجن فاتسلطوا عليه، كله كلام ماحدش يعرف الحقيقة فين، عشان كده لازم نخرج قبل المغرب من القرية دي.
– حاضر، إن شاء الله.
– أنتِ عارفة البيت اللي رايحة ليه، ولا هنسأل؟
– الصراحة أنا مانزلتش هنا قبل كده، بس معايا أمانة هاوصلها لواحدة ست.
– آه، آه عارف، عم عمران قالي، ولولا إنه عمل خير، وإن عم عمران هو اللي اختارني أروح معاكي، ماكنتش رحت المكان ده.
– معلش، ربنا يجازيك خير انت ممكن تقف بعربيتك قبل القرية بشوية، وأنا أوصل وأخلص مشواري، وأرجعلك.
– ربنا يسهل، أما نوصل بخير بس.
الساعة كانت داخلة على ١ الضهر، الطريق بدأ يضيق، والعربية ماكنش هينفع تدخل أكتر من كده، فقالي….
– هنركن العربية في أي جنب، وننزل نكمل مشي.
– لا، خليك في العربية ألا تتسرق.
– تتسرق مين يا ست الكل، العربية لو بمفتاحها محدش يجرؤ يقرّب منها؛ دي تخص عم عمران وأنا يادوب شغال عليها، عم عمران ده زي ماتقولي كده كبيرنا، راجل محترم فاتح بيوت كتير، والكل بيعملّه حساب.
قدام إصراره ماعرفتش أخلع، فقررت أكمل معاه، نزلنا من العربية وبدأنا نمشي، كان الطريق طويل وضيق جدًا، حتى مستحيل يعدي من عليه توكتوك، كان على جنب الطريق ترعة لون المية اللي فيها كان مايل للون الأحمر.
– يا…. هي لون المية دي ليه كده؟
– ماحدش عارف، من أول ما وعيت على الدنيا وهي كده.
– لسه كتير!
– لا خلاص هانت، هندخل من الطريق اللي جاي شمال، وبعدها ١٠ دقايق على الساعة، تكوني في قلب المكان.
مشينا في الطريق لحد ما بدأت تظهر ملامح لبيوت أعلى ما فيها دورين بطوب عادي، وكان فيه بيوت من طين، دخلنا البلد، وبص ليا وقال….
– جاية لمين عشان نسأل عن بيته؟
مش عايزة أبان مرتبكة، بس أنا ماعرفش حد هنا، حتى اللي بعت الميل عن الحوادث اللي بتحصل هنا كان “فيك نيم”.
عملت إني بادور في شنطتي، وصادفت ورقة مكتوب عليها اسم أم محمد بتاعة الخضار، وكان تحتها رقم تليفونها، ماما كانت سايباهالي أول امبارح؛ عشان وأنا راجعة من الشغل أجيبلها الخضار، وكالعادة نسيت وهي ماسألتش.
اخدت نفس عميق وقفلت الشنطة، وأنا ماسكة الظرف اللي حطيت فيه الفلوس في القطر، وقولتله…..
– اسم الست اللي جيالها أم محمد.
– أم محمد إيه؟ إيه بقية الاسم!
– ماعرفش.
– يارب الصبر، يعني احنا يا ست الكل هنمشي ندوّر على أم محمد في وسط كل دول، هنعرفها منين!
– هي ظروفها وحشة، وأكيد هيبان عليها.
– بصي حواليكي كده، هو فيه حد ظروفه حلوة في المكان، الناس لبسها مبهدل ومقطع، احنا شكلنا سياح بالنسبة ليهم.
– ربنا هيسهل، تعالى نسأل كبير البلد دي.
– مالهاش كبير، عمدتها هجّ وساب البلد والأرض، خد عيلته وهرب.
– هرب! من إيه؟
– من اللعنة، سلامتك يا أستاذة هو انتِ بتنسي.
– لا لا، أنا بس حاسة إني مرهقة.
– تعالي نسأل شيخ الجامع.
– هو فيه هنا جامع، والحوادث دي بتحصل!
– فيه جامع، وفيه ناس بتصلي فيه، بس مابيطلعلوش صوت.
– بيقولوا إن مع كل صوت أذان كانوا اللهم احفظنا بيلبسوا العيال الصغيرة ويصرعوهم، فمنعوا الأذان والصلاة بقت في الجامع على السكت، الناس وقتها من خوفهم على عيالهم سكتوا، وكانوا عايزين يهدّوا الجامع، وكل واحد يصلي في بيته.
– طب يلا بينا نسأل الشيخ.
شوارع واسعة وبيوت بسيطة، أطفال بتلعب العقلة والسيجة في الشوارع، ستات لابسة جلاليب سودة وعيونهم زي عيون الصقر بتراقب الرايح والجاي، وصلنا الجامع، استأذن مني ودخل يشوف الشيخ موجود ولا لا، لفت انتباهي البيت الكبير، كان في نفس الشارع اللي فيه الجامع، لقيت نفسي باتشد ليه، وباقرب غصب عني، بصيت ورايا مالقيتش السواق خرج لسه، فكملت مشي لحد ما وقفت قدام البيت.
طلعت الموبايل وأخدت كام صورة، وقلت لنفسي: هو ده أكيد “البيت الحي”، سبب اللعنة والبلاوي كلها، ده البيت الوحيد اللي متكون من ٣ طوابق وشكله غريب أوي، وقبل ما أشوف الصور حلوة ولا لا جه صوت من ورايا قطع خلفي، حسيت برعشة في جسمي كله، كنت خايفة أبص ورايا.
بس نجدني صوت السواق، وصوت الشيخ وهو بيقولها: خير خير دي تبعنا.
بصيت ورايا لقيت ست كبيرة في السن لابسة أسود في أسود، وعينيها متحددة بالكحل بشكل مرعب، ودقنها مرسوم عليها الوشم الأخضر اللي كنت بشوفه في المسلسلات، ضربتني بخفة بعكازها، وقالت….
– إيه جاب دي هنا، بلوة من بلاوي البحر.
وقبل ما أتكلم وأدافع عن نفسي، الشيخ اتكلم وقالها….
– جاية في خير، ماتحكميش بالمظهر.
– دي كانت واقفة بتبص على البيت!
– غريبة، وانتِ ست العارفين إن البيت بيشد.
بصتلي بقرف، وقالت….
– إيه رماكي علينا عاد؟
– معايا فلوس لواحدة اسمها أم محمد.
– أم محمد مين؟ ومين باعت لها!
– ماعرفش اسمها كامل، اللي باعتلها الست اللي باشتغل عندها.
هنا اتدخل الشيخ، وقالها….
– كنا جايين ليكي تساعدينا عشان نوصلّها.
– هو أنا باوشوش الودع، ولا بافتح الطالع! دي جاية لحد ماتعرفوش، وأنا بطلت الشغلانة دي وتبت من زمان.
– كل اللي أعرفه إن اسمها أم محمد، وظروفها وحشة جدًا.
بصت للشيخ، وطلبت منه تتكلم معاه بعيد…..
يــتــبــع
الجزء ٢
السواق وقف جنبي، وبص في الساعة، وقالي….
– الوقت بيجري، واحتمال مانلحقش نوصلها النهاردة هنرجع زي ماقال عم عمران قبل المغرب، احنا نمشي دلوقتي، ونيجي تاني بكرة.
– مستحيل، أنا النهاردة بالليل لازم أرجع اسكندرية.
– يبقى نسيب الفلوس للشيخ، وهو يوصلهم.
– أنا ماباثقش في حد دي أمانة عندي، لو خايف امشي عشان تلحق ترجع انت.
الشيخ جه فسكتنا وعيوننا اتعلقت بيه، وقف قدامنا وشاور عليها، وقال…..
– ستنا هتشوف حريم البلد، بس محتاجة وقت.
– وقت قد إيه؟ عم عمران مأكّد علينا نرجع قبل المغرب.
– هي والظروف، ماقدرش أقولك يا ابني هتلاقيها في وقت قد إيه، وماتخافش هنضايفكم، مش هنسيبكم في الخلا…
بصلي، فقولتله…..
– كتر خيرك روح انت، وأنا هافضل لحد ما أسلم الست الفلوس وأمشي.
بص في الأرض، وقال للشيخ بقلق….
– طب انت عارف اللي بيحصل بعد المغرب في بلدكم.. هنمشي ازاي لو الليل حل؟
– انت هتيجي معايا دلوقتي، وهي هتروح بيت ستنا لحد ما يلاقوا أم محمد، وبعدين يشيّعوا لنا نروح معاهم يسلموا الأمانة وتمشوا، ولو الليل حل باتوا معانا، هي مع ستنا وانت معايا، ماتخافوش أبوابنا هتحميكم زي مابتحمينا، انتم غرابة ونحموكم برقابنا.
هزيت راسي، ففهم ومشي ورا الشيخ، وأنا فضلت واقفة أبص للست اللي بيقول عليها ستنا، شاورت ليا أمشي وراها، حرفيًا واحدة في سنها مستحيل تكون بالسرعة دي، أنا كنت بانهج، وقلت لنفسي يمكن عشان الطريق هنا تراب، وأنا مش متعودة عليه.
وصلنا لبيت عادي، زقت بابه بعكازها ونادت على “وداد” اللي جريت علينا بسرعة، كانت بنت بضفيرتين ولابسة عباية لونها لبني وعينيها بني، حبّت علي إيد الست، وقالتلها….
– حمد لله على سلامتك يا ستنا.
– دخليها في المندرة، وحطيلها وكل يمكن تكون جعانة.
– مين دي يا ستنا؟
– بلوة من بلاوي البحر، ماعرفاش اسمها!
بصتلي وقالت….
– اسمك إيه عاد؟
– اسمي نور عبدالرحمن.
– مع إن مش باين عليكي النور، ادخلي معاها، وانتِ ياوداد مالكيش حديت مع الغريبة، تحطي الوكل وتهمليها لحالها في المندرة.
دخلت البيت مع وداد ومشت الست، كان شكل البيت هادي أوي فيه كنب عربي قديم، تخاف تيجي جنبه لا يتكسر، وحصيرة في نص المكان وأوضتين جنب بعض، وأوضة تانية في وشهم، مشت وداد قدامي وفتحت الباب اللي في ركن لوحده وطلبت مني أدخل وراها.
فتحت الشباك حاجة بسيطة، وبصت ليا بابتسامة هادية، وقالت…..
– مفيش كهربا هنا.
– إزاي؟ قصدك الكهربا قاطعة!
– لا، مفيش خالص.
– أومال عايشين إزاي؟
– بننام من المغرب وبنصحى الفجر، ولو حد صاحي بالليل بيولع لمبة الجاز.
– لمبة الجاز!
– أستأذنك عشان أروح أحضر لك الوكل.
سابتني ومشيت، كنت عايزة أسألها ع البيت؛ قعدت على الأرض وسندت على المسند وغمضت عينيا، أنا لازم ماافوتش الفرصة دي، لازم أجمع أي معلومة عن البيت قبل ما الست ترجع، حطت قدامي كوباية الشاي، ماحسيتش بيها وهي داخلة فاتخضيت، بصتلي بحزن وقالت….
– وه، آسفة ماكنش قصدي أخضك.
– ولا يهمك، يظهر إنك انتِ والست اللي جابتني هنا مكتوبلكم تخضوني.
– دي ستي، الكل هنا بيقولها ستنا، هي أكبر واحدة في بلدنا، والكل بيعملها الف حساب.
– بس هي تخوّف أوي.
– خوّفتك كيف!
– كنت واقفة قدام بيت شكله غريب، وهي خضتني لما جت من ورايا.
– مااسمهاش خضتك؛ اسمها أنقذتك، انتِ مديونالها دلوقتي.
– أنقذتني من إيه؟
– مفيش حاجة، ماتاخديش في بالك، اشربي شايك ألا يبرد على بال ماحضر الوكل.
– فهميني بس وأنا مش هاقول حاجة، بس أبقى فاهمة هي ليه عاملتني كده ومش طايقاني، وعرفت منين إني من أهل البحر.
– ستنا لو عرفت إني اتحدتت معاكي وحكيتلك هترميني برة البيت.
– ماحدش هيعرف حاجة والله.
– البيت اللي انت وقفتي قصاده ده بيت الجن، البيت ملعون عشان كده فيه كلام كتير على بلدنا إنها “بلد الملاعين”.
– يعني إيه بيت الجن!
– بيقولوا إنه كان بيت ساكن فيه ناس عاديين زينا، والجن قرر يسكنه، وفجأة النهار مسكت في العفش وفي أهل البيت من غير سبب، وبعد ما الحريقة خلصت ماكنش فيه أثر لأهل البيت خالص، وماحدش عرف عنهم حاجة ولا شافهم بعد كده.
– والبيت!
– البيت بقت النار تولع فيه بانتظام كل يوم، وصوت الصريخ والعياط يطلع منه يهز البلد، والصبح رجالة البلد يتجمعوا ويدخلوا، مايلاقوش أي حاجة.
– نعم!
– قالوا الجن بيخوّفنا؛ عشان كده بطلنا نخرج من بيوتنا من بعد المغرب، وبنسيب للجن البلد يربّع فيها.
– انت تعليمك إيه؟
– مادخلتش مدرسة، بس خالي متعلم، هو مش هنا، بس زمان علمني الحروف والأرقام وأنا لسة فاكراهم، ستي كان ليها زمان في السحر؛ بس تابت.
– عشان كده عرفت إني من البحر.
– يعني إيه من البحر؟
– اسكندرانية…
الطبيخ هيشيط أما أقوم ألحقه…..
مشيت ومسكت كوباية الشاي، مع أول رشفة منها حسيت إني أول مرة أشرب شاي حلو كده، بصيت في الموبايل قلت أشوف الصور، بس لقيته فاصل شحن، مش هاعرف أفتحه إلا أما أخرج من البلد دي.
الساعة ٤ الوقت بيجري….
خبط الباب، ودخلت ستنا قعدت على الأرض، ونادت على وداد تحط الأكل.
شاورت لي آكل معاهم فقربت وبدأت آكل، وسألتها في وسط الأكل……
– لقيتي أم محمد يا ستنا!
– الوقت اتأخر، كان لازم أرجع، بكرة من الفجر هدور عليها، وانتِ ضيفتنا الليلة، وداد هتنام حداي، وهتهملّك مطرحها.
أكلنا ودخلوا الأوضة بعد ما وداد دخلتني أوضتها، وسابتلي لمبة جاز والعة عشان لو قلقت.
فجأة سمعت صوت خبط جامد، طلعت من الأوضة لقيت وداد طالعة هي وستنا، وطلبت مني أدخل الأوضة، وماخرجش من البيت لأي سبب….
– فيه صوت خبط جامد؟
– ده بدل الأذان، هي بلدنا كده.
دخلت وقفلت الباب، وقعدت على السرير، لأول مرة في حياتي أخاف من الليل بالشكل ده، حساها هتبقى ليلة طويلة، ومش عارفه هتنتهي وأنا لسة عايشة ولا لا، الست اللي عرفت إني اسكندرانية من بصة واحدة سهل تكشفني، بس لو كشفتني ليه ساكتة لحد دلوقتي!
ليه مافضحتنيش وطردتني!
عينيا كانت بتتقل، وماحسيتش بنفسي إلا لما صحيت، بصيت على التليفون وافتكرت إنه فاصل، فبصيت في ساعتي لقيتها كانت داخلة على ١٠…
اتسحبت وخرجت من الشباك اللي في الأوضة، كنت فاكرة الطريق طشاش….
ضلمة كحل، المكان كله كان عبارة عن كتلة سودة، نور القمر واصله بصعوبة، مشيت كتير لحد ما حسيت إني تهت، بس فجأة سمعت صوت صريخ عالي أوي، قلت لنفسي أكيد ده جاي من البيت إياه، مشيت ورا الصوت اللي كنت كل ما أقرب منه يهدا، زي مايكون بيستدرجني، في البداية كنت مرعوبة، بس لما وصلت ليه ماكنش قدامي اختيار تاني، طلعت السلالم وزقيت الباب اتفتح بهدوء، كانت الدنيا ضلمة، وريحة الدخان طالعة كأن الحريق لسة مطفي، مشيت كذا خطوة بحذر وأنا باتلفت حواليا والمكان عتمة، فجأة باب البيت اللي دخلت منه اتقفل، ونور ضعيف طلع من لمبة جاز، كان فيه بنت شايلة اللمبة في إيدها، وماشية بخفة وفي إيدها التانية جركن ريحته بنزين، آه كنت شامة وشايفة وسامعة، دخلت وراها لقيتها وقفت، وفتحت الجركن اللي في إيدها وكبت منه حوالين السرير وخرجت وهي بتكب لحد الباب، وبعدين دخلت الأوضة اللي جنبها واللي بعدها، لفت على كل أوض البيت وكبت فيها بنزين حوالين السراير بنفس الشكل، حاولت أوقفها وأمنعها بس ماكنتش شايفاني، كان وشها مافيهوش أي ملامح للحياة، زي ماتكون ملبوسة، هو كان فيها حاجة غلط، دي مش طبيعية خالص، وقفت في نص الصالة وجابت قماشة ولعت طرفها من لمبة الجاز ورمتها، والنار بدأت تولع في كل حتة حتى عبايتها، الغبية مارفعتهاش وهي بتكب البنزين، فجأة فاقت وبقت بتصرخ من الألم، حاولت أساعدها وجريت أدوّر على الحمام وجبت مية وبدأت أحدفها عليها، بس فجأة وقفت…
فهمت إن كل ده حصل زمان، الحقيقة بس بتنكشف قدامي دلوقتي، البيت ده مسكون فعلًا بس فجأة باب البيت اتفتح، ودخلت ستنا وواحد معاها، قلت لنفسي واضح إن الحكاية مانتهتش، لسة في حاجات هاشوفها، بس ستنا كانت مختلفة عن دلوقتي، كانت صغيرة في السن شوية..
فضلوا واقفين، هو ركع عند البنت وبدأ يبكي وبص لستنا، وقال….
– مش وعدتيني إنها هتكون ليا!
– هي اللي عقلها فاضي، كل حاجة كانت ماشية تمام لحد ما ولعت.
– أنا غلطان، أنا غلطان.
– هتعاند مشيئة ربنا.
– انتِ تعرفي ربنا؟!
– جيت ليا ليه؟
– عشان تعملي عمل يحببهم فيا، ويخلي أهلها يشوفوني راجل.
– عمرهم ماكانوا هيرضوا بيك، كان لازم يموتوا.
– أنا غلطان إني سمعت كلامك…
– همّلنا من الحديت الماسخ ده، وساعدني نتخلصوا من جثثهم دي قبل أهل البلد مايحسوا.
اختفى وبعد شوية رجع، وبدأ يشيل الجثث المحروقة، يرصهم على عربيه كارو، وأخد جثة البنت اللي كان بيحبها وخرج يحطها فوق الجثث، وبدؤوا يمشوا في طريق غريب، غصب عني مشيت وراهم، وصلوا لترعة بعيدة شوية عن البيوت، وبدأ يلف حبال حوالين الجثث ويربط فيها حجارة، وبعد كده بدأ يرميها جثة جثة بالترتيب، الجثث كانت بتغوص لتحت عشان الحجارة اللي مربوطة فيها، في الآخر مشي هو في طريقه وستنا في طريقها.
لقيتني واقفة في مكان الترعة، جسمي اترعش فجأة وحسيت إني مابقتش قادرة أواصل، فضلت أدور على بيت ستنا لحد ما لقيته، دخلت من الشباك وقفلته، بصيت في الساعة كانت داخلة على ٢ الفجر، ماكنتش قادرة أستوعب اللي شفته، حسيت إني في فيلم رعب، عايزة أرجع مش قادرة أكمل، غمضت عينيا، وقررت أمشي الصبح وأسيب كل حاجة، العيلة دي ماتت ظلم، عمر قرين أي حد فيهم ما هيرتاح، بس مين اللي كان مع “ستنا”، ويا ترى لسه في البلد ولا سابها، ولسه عايش ولا مات…
اللعنه دي مش هتتحل أصلًا، البيت مليان بقرناء غضبانين! كنت مستغربة ليه ماأذونيش، بس لما فكرت كويس حسيت إنهم سابوني أخرج لهدف ما، وإن دوري جاي…
أنا لازم أمشي من هنا، حسيت بالنوم بيغلبني ماقدرتش أقاوم، فنمت وحلمت ببابا وهو بينادي اسمي، كنت في بيت البنت اللي ولعت في أهلها، بس المكان كان ضلمة، صوت بابا كان قريب بس كأنه كان بيعيّط، كان الحزن باين في صوته….
– نور، نور فوقي يا نور.
– بابا، انت فين، أنا خايفة أوي….
– نور، نور، اصحي يا نور..
حسيت بإيد بتمسكني من كتفي، فمسكتها واتحركت من مكاني فجأة، فتحت عينيا كنت في أوضة وداد وماسكة إيدها، اتخضيت فسبتها واعتذرتلها، وقعدت على السرير حاطة راسي بين رجليا، أخدت نفس عميق وقولتلها…..
– أنا هامشي، لازم أرجع ضروري.
– ستنا قالتلي أصحيكي الضهر، هي بصت عليكي الصبح قبل ما تروح تدوّر على أم محمد، بس همّلتك عشان كنتي نايمة.
– الضهر! احنا الضهر! أنا لازم أمشي حالًا.
– استني ستنا.
– مش هينفع.
مسكت شنطتي وخرجت برة الأوضة، وقبل ما أفتح باب البيت كانت هي بتزقه بعكازها واتفتح في وشي، عينيها كانت بتقول كلام كتير يخوّف على عكس إيديها اللي كانت ممدودة، ولسانها اللي بيقول كلام حلو…
– يلا يا بنت البحر، لقيت مرادك، بينا عشان تخلصي وتمشي بدري.
– ممكن تديها انتِ الفلوس؟
– انتِ قولتي امبارح إنها أمانة، وإنك هتسلميها بنفسك.
فضلت واقفة مش عارفة أعمل إيه، يلا مش مشكلة هاروح أدي للست الفلوس، وأمشي من البلد كلها، هابقى كويسة مش هيحصل حاجة، رفعت راسي وقلتلها تمام يلا بينا.
مشينا لوحدنا، ولما سألتها عن الشيخ والسواق قالت إن السواق مشي الصبح بدري والشيخ تعبان.
دخلنا البيت اللي شاورت عليه، وقالت إنه بيت أم محمد، البيت كان من طين وطوب أبيض كبير، خبطت على الباب، واحدة ست فتحت لها ودخلنا أوضة في البيت، وبعدها الست جت وبدأت ترحب بيا، ماسألتنيش مين باعت الفلوس ولا أي حاجة، بس مدت إيدها وطلبتهم، ستنا بصتلي وقالتلي: “اديها الفلوس يلا عشان نمشي”، طلعت الفلوس بمنتهي الهبل ومديت إيدي بيها، ووقفت عشان أمشي، فجأة حسيت بخبطة جامدة علي دماغي، بصيت ورايا لقيت ستنا بتقول: “هو دخول الحمام زي خروجه….”
حسيت بدوخة، الشنطة وقعت مني، وأنا وقعت وراها على الأرض، الست هجمت عليا، كانت عايزة تخنقني، قاومت وفضلت أزقها بعيد لحد ستنا ما نزلت على الارض وثبتت إيديا، وأم محمد لفت إيديها على رقبتي وفضلت تخنق فيا، ماكنتش قادرة آخد نفسي، آخر حاجة فاكراها إني كنت حاسة روحي وهي بتروح، وفجأة صوت غريب كان في الأوضة وحد بعد ستنا، إيديا اتحررت وأم محمد حد زقها بعيد عني!
فتحت عينيا وأنا باحاول أتنفس بالراحة، ماكنتش قادرة آخد نفسي، الشيخ ساعدني أقعد وبدأ يهديني ويقرأ قرآن، ويقولي وحدي الله انتِ كويسة….
رفعت عيني لقيت السواق ماسك أم محمد ومكتّفها، وعم عمران ماسك ستنا….
الشيخ بصلها وقال…..
– ذنبها إيه؟ كنت حاسس من الأول إنك رجعتي عن توبتك، أذتك في إيه، دي كانت جاية لخير!
وبص لأم محمد، وكمل كلامه….
– دي كانت جايبالك فلوس، جاية تساعدك بيها.
نطقت ستنا وقالت….
– دي بنت بحر، وبنات البحر مابيجيش من وراهم خير.
حاولت أتماسك، وبصيت لعم عمران وقلتله….
أنا رحت بيت الجن امبارح، ستنا دي كدابة، هي اللي كانت السبب في موت أهل البيت ده بسحرها، وكان معاها واحد راجل، وبعد أهل البيت ماماتوا رموهم في الرشّاح عشان كده المية لونها أحمر من يومها لحد دلوقتي، اللي في البيت مش جن يا شيخنا ده قرناء العيلة اللي ماتت غدر..
حكيتلهم عن اللي شفته كانوا كلهم مذهولين حتى ستنا! هي كانت متوقعة إني عارفة الحقيقة، بس ماتخيلتش إني أكون وصلت للتفاصيل دي كلها…
الشيخ بص لستنا، وقالها….
– طبعًا ماتقدريش تنكري؛ لأن كلنا عارفين انتِ كنتِ إيه قبل كده، وده اللي ممكن نتوقعه من واحدة زيك، صدقنا توبتك ودخلناكي بيوتنا، وقلنا إنك بقيتي بركة، بس العوج بيفضل عوج.
أم محمد فضلت تعيّط، وتقول….
– أنا كنت عارفة، حكالي قبل ما يموت وهي جت الصبح أكدت، وقالتلي: لازم نقتلوا بنت البحر عشان ماتفضحناش، أبو محمد جوزي كان بيحب واحدة من البيت ده قبل ما يتقدملي، وبعد ما جالي عرفت منه وقتها إنهم همّلوا البلد كلهم وبيتهم سكنه الجن، بس قبل ما يموت قالي إنه راح لستنا تعملوا عمل عشان يرضوا بيه، ولما مانفعش قلبت البت على أهلها وخلّت عفريت يلبسها، وولعت في البيت وأهله، بس ولعت معاهم وحصل اللي حصل، رموهم في الترعة.
الشيخ بعت حد يبلغ المركز اللي في البلد اللي جنبهم، جه أخدهم وبعد التحقيق معاهم ما انتهى مانفعش إني أدلي بشهادتي لأنهم مش هياخدوا بيها، بس ستنا شالت جريمة قتل العيلة كلها؛ لأن محمد مات ومراته خططت لمحاولة قتلي مع ستنا.
عدى يوم كامل فرجعنا بيتنا عند الشيخ، وتالت يوم الصبح قبل ما أمشي وداد طلبت تشوفني، وقالت….
– وصلي السلام لخالي.
– وأنا هاعرفه منين؟ معاكي عنوان أو رقم تليفون!
– خالي مهنّد اليمني.
– مهنّد الصحفي! زميلي؟ عشان كده مارضاش يجي معايا وسابني آجي لوحدي، يادوب جاب العنوان! انتِ اللي بعتي اللي بيحصل في البيت ده! لا مستحيل، هتبعتيه إزاي ده انتم ماعندكمش كهربا.
بصيت لوداد وقلتلها: ماتقوليش إن مهند هو اللي بعت اللي بيحصل كمان! بيستغفلني!
– ماعرفاش بس لما عرفت إنك اسكندرانية حسيت إنك تعرفي خالي.
– حاضر، هاوصله السلام وأقطم رقبته على كل اللي عشته هنا.
سبتها ورجعت لعم عمران والسواق والشيخ كان معانا، ركبت مع السواق، والشيخ وعم عمران ركبوا عربية تانية، وجم ورانا وصلونا المحطة…
وقفت أشكر في عم عمران والسواق الشيخ، وسألته….
– انت جيت إزاي يا عم عمران؟
– لما اتأخرتوا جيت الصبح أشوفكم، شفت محمود السواق وقولت أطمن عليكي، أشوفك عايزة حاجة! رحنا بيت ستنا، قالت وداد إنها أخدتك ومشيت، الشيخ استغرب لأنه طلب منها تاخدهم معاها وهما رايحين لأم محمد، وطلب من وداد توصفلنا الطريق اللي مشيتوا فيه، ومشينا لحد ماوصلنا للبيت ودخلنا لقيناهم هيقتلوكي.
– انتم أنقذتوني، أنا رقبتي ليكم.
هنا الشيخ اتكلم، وقال…
– روحي يا نور، ربنا يجعل في وشك النور دايمًا.
ودعتهم وركبت القطر وبدأ يتحرك، غمضت عينيا وماكنتش مصدقة إن كل حاجة عدت، كان كابوس فظيع، ماكنتش مصدقة إني هاعيش أو أشوف بيتنا وماما تاني….
تمت