منقذي_الزائف
بقلم بتول علي
الفصل السادس
عادت أماني إلى منزلها لتتفاجأ بزوجها يجلس في انتظارها بعدما عاد من عمله ولم يجدها في المنزل.
هتفت أماني بتلجج أصابها بسبب نظراته المريبة المصوبة نحوها والتي جعلتها تشك في أنه قد علم بأمر مقابلتها لهبة والعرض المهين الذي عرضته عليها:
-“حمد الله على السلامة يا رضا، ثواني وهيكون الأكل جاهز”.
كادت أماني تتوجه نحو المطبخ ولكن أوقفها رضا بلهجته الصارمة:
-“أنا مش عايز أتغدى يا أماني لأني مليش نفس للأكل ولكن أنا نفسي أعرف إيه اللي خلاكِ تروحي النهاردة تقابلي هبة وتعرضي عليها أنها تتنازل عن حقها مقابل الفلوس؟”
أغمضت أماني عينيها وأخذت شهيقا وزفيرا في محاولة منها أن تتمالك نفسها وتسيطر على أعصابها حتى لا يظهر غضبها من مالك أمام زوجها الذي سوف يوبخها بشدة إذا قالت أي كلمة سيئة في حقه.
تمنت أماني أن ترى مالك في هذه اللحظة حتى تقوم بصفعه مليون مرة لأنه قام بإخبار رضا بكل ما جرى فهو لم يتغير ولا يزال يحب أن يزرع الفتنة بين المحيطين به مثلما كانت تفعل والدته الراحلة في الماضي.
تقدم رضا نحوها يقبض على ذراعيها يصيح بعنف فهو لا يصدق أن زوجته أقبلت على الفعل الوضيع من أجل إنقاذ ابنهما:
-“انطقي يا أماني وقولي ليه عملتِ كده؟ إزاي أصلا خطر في عقلك أن هبة هتوافق أنها تتنازل وتنسى كل اللي جرالها من تحت رأس أحمد قصاد شوية فلوس عمرها ما هتعوضها عن أمها اللي ماتت؟!”
همست بخفوت وهي تزيح يده القابضة على ساعديها ثم أخذت تبكي بشدة بعدما جلست على الأريكة:
-“عملت كده عشان خاطر أحمد لأني مش عايزة أخسره زي ما خسرت زياد، أنا لحد دلوقتي مش عارفة إزاي هو قدر يعمل كده في هبة اللي كان بيحبها بس مش هقدر أشوفه بيتسجن وأقف أتفرج عليه ومحاولش أساعده أو أنقذه”.
زفر رضا بسأم فهو من جهة لا يريد أن يتأذى أحمد بأي شكل من الأشكال ومن ناحية أخرى لا يستطيع أن يتجاهل حقيقة أن ابنه قد تجرد من إنسانيته وقام بفضح فتاة والتشهير بسمعتها وكل ذلك لأنها أرادت أن تتركه.
جلس رضا بجوار زوجته وردد بحزن نابع من أعماق قلبه الذي يبكي بحسرة على الحال المؤسف الذي وصل إليه ابنه البكر:
-“إحنا السبب يا أماني في كل اللي جرا ولازم نتحمل المسؤولية لأننا سيبنا ابننا يضيع ويدخل في سكة الإدمان اللي وصلته لكل ده”.
تمتمت أماني بحشرجة وهي تحيط وجهها بكفيها فهي تشعر بنيران تنهش في قلبها بلا رحمة وهي تقف عاجزة عن إنقاذ ابنها:
-“والله العظيم أنا عملت كده يا رضا عشان عايزة أحمد يرجع تاني لحضني ومكانش قصدي أني أهين هبة بس أنا في الأخر أم وبحب ابني حتى لو كان فيه كل العِبر اللي موجودة في الدنيا كلها هفضل أحبه وهعمل المستحيل عشان أنقذه”.
منحها رضا نظرات مشفقة على حالها وحاله فهذا هو أقصى ما يمكنه أن يقدمه لها فهو لا يستطيع أن يواسي نفسه حتى يخفف عنها ألمها فكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.
أخذ عمرو يضحك بشدة هاتفا وهو يشاهد البرنامج الكوميدي الذي يتم عرضه على إحدى القنوات التليفزيونية:
-“يا نهار أبيض، البرنامج ده مسخرة الصراحة وهيخليني أفطس من كتر الضحك”.
دلفت مروة إلى الشقة وشاهدت زوجها وهو يقهقه بهذه الطريقة الهيستيرية فسألته بدهشة وهي تجلس أمامه بوجه عابس:
-“خير يا حبيبي إيه اللي بيضحكك أوي كده؟!”
أجاب عمرو من بين ضحكاته وهو ينظر إلى وجهها:
-“البرنامج ده يا ستي بيجيبوا واحد وبيتفقوا معاه يقول لأمه أنه عايز يخطب وهي بتروح معاه وهناك العروسة وأبوها بيحاولوا يعصبوها بأي طريقة وبالنسبة للحلقة اللي أنا بتفرج عليها دلوقتي ففيها العروسة عاملة نفسها حامل من الشاب اللي جايب أمه والأم بكل هدوء بتقول أنها موافقة أنه يتجوزها ويصلح غلطته وهتعتبرها زي بنتها وهتستر عليها حتى بعد ما أبو العروسة قالها أنه مش أول مرة يرجع من السفر ويلاقي بنته حامل من واحد اتعرفت عليه في غيابه”.
توقف عمرو عن الضحك قبل أن يضرب كفيه ويتابع:
-“بصراحة الست دي عندها برود أعصاب غير طبيعي أبدا، نفسي بجد أشوف مين أبو دماغ لاسعة اللي كتب فكرة البرنامج الفظيع ده”.
ضربت مروة ساقيها وهي تردد بغيظ ناظرة إلى عمرو بنظرات حانقة فهي تشعر أنه يوجد بركان ثائر على وشك الانفجار بداخلها على عكس زوجها الذي يجلس مرتاح البال ولا يعلم أي شيء عن المؤامرات الخبيثة التي يتم تدبيرها ضده من قِبل أرملة أخيه:
-“الست دي فعلا أعصابها باردة بس أنا بقى أعصابي شايطة على أخرها وكل ده بسبب الحرباية اللي أنت اتجوزتها عليا”.
اعتدل عمرو في جلسته وأغلق التلفاز بعدما رأى الغضب المرتسم على ملامح زوجته والذي يؤكد له أن آية قد فعلت شيء تخطى جميع الخطوط الحمراء.
انتقل عمرو من مقعده وجلس بجوار زوجته وهو يسألها باهتمام شديد بعدما فشل في تخمين سبب غضبها من آية:
-“اهدي يا حبيبتي وفهميني كده براحة إيه اللي جرى لأن أنتِ المفروض كنتِ طالعة فوق عشان تحطي شوية حاجات في المخزن فإيه بقى اللي حصل وضايقك وخلاكِ تتعصبي أوي كده؟!”
أخبرته مروة بكل ما رأته في المخزن فاتسعت عيني عمرو بدهشة واستنكار شديد وسأل زوجته بشك:
-“أنتِ متأكدة يا مروة أنها كانت بترمي سحر على الأرض؟! يعني مثلا ممكن تكون كانت بترش مية عادية”.
نفت مروة استنتاجه مؤكدة حديثها بقولها:
-“لا يا عمرو، آية كانت بترش سحر مش مية واللي خلاني أتأكد هو أني شوفتها وهي بتخرج وكانت حريصة جدا أنها متخطيش برجليها فوق المية اللي هي رشيتها”.
استطردت مروة بجمود يتعارض مع حالة الثورة التي كانت عليها قبل لحظات:
-“واضح أن آية تقصدني أنا تحديدا من السحر اللي هي عملته وده لأن محدش غيري بيطلع فوق في المخزن”.
سحب عمرو نفسا عميقا يحاول به أن يتمالك نفسه فهو يعرف زوجته حق المعرفة ويدرك تماما أنها لن تتجنى على آية وتتهمها زورا بمثل هذا الأمر الخطير حتى لو كانت تكرهها ولا تريد رؤيتها.
-“خلاص يا مروة متضايقيش نفسك وسيبيلي أنا الموضوع ده وأوعدك أني هجيبلك حقك”.
قالها عمرو بوجوم وهو ينهض ويغادر الشقة فابتسمت مروة بسعادة بعدما أخبرها حدسها أنها سوف ترى قريبا شيء يثير بهجتها.
لم يعد أمام هبة مفر من الحقيقة التي انتبه لها الجميع فهي يجب عليها أن تذهب إلى طبيب نفسي في أسرع وقت ممكن قبل أن تسوء حالتها.
على الرغم من قسوة تلك الحقيقة إلا أنه لا يمكن إنكارها بأي شكل من الأشكال خاصة بعدما انهارت أمام الناس داخل المطعم بعدما سمعت عرض أماني الذي أثار استفزازها.
تذكرت كلمات مالك الذي شجعها وأيدها في هذا القرار بعدما صارحته بهذا الأمر:
-“عين العقل يا هبة وأنا شايف أن دي هتكون خطوة كويسة جدا عشان نفسيتك تتحسن”.
رمقته بنظرات ممتنة ثم ابتسمت بعدما سمعت كلماته الداعمة لموقفها وقالت:
-“شكرا ليك يا مالك، أنا مش عارفة كنت هعمل إيه من غيرك”.
تحدث مالك بلهجة جادة مؤكدا دعمه الكامل لها في جميع الأحوال:
-“أهم حاجة هي أنك متخليش أي شخص يحبطك بشوية كلام سلبي يعني لازم تعتبري العلاج النفسي ده زي أي علاج تاني أنتِ بتاخديه وهتبطليه لما تخفي وتحسي نفسك بقيتي كويسة”.
أومأت هبة برأسها دليلا على موافقتها لحديث مالك الذي أثبت لها كم كانت حمقاء وساذجة عندما أحبت شخص وضيع مثل أحمد ورفضت ابن عمه الذي ساندها في المحنة القاسية التي مرت بها بعدما تخلى عنها أقاربها وتركوها فريسة جريحة أمام ألسنة الناس الحادة التي لا ترحم.
مر أسبوع على معرفة عمرو بأمر السحر الذي قامت به آية ورغم ذلك لم يصدر منه أي تصرف مثلما وعد زوجته وهذا الأمر أجج نيران الغضب في قلب مروة التي كانت تتوقع أن يثور ويجلب لها حقها.
شعرت مروة بالإحباط الشديد بسبب سلبية زوجها وعدم حرصه على سعادتها وتمنت لو كان بإمكانها أن تنفصل عنه فهي كانت سوف تفعل ذلك لولا ظروفها القاسية التي تجعلها مجبرة على الحفاظ على زواجها من عمرو كما أنها تحبه ولا تستطيع أن تتركه.
-“أنا خارج كمان شوية يا مروة، عايزاني أجيبلك معايا حاجة وأنا راجع؟”
قالها عمرو وهو يرتدي حذائه فنظرت له مروة بوجوم قائلة بتهكم:
-“لا شكرا يا حبيبي، ربنا ميحرمنيش منك”.
فهم عمرو من لهجتها أنها غاضبة منه للغاية ولكنه يعلم جيداً أن موقفها سوف يتبدل بعدما تشاهد ما سوف يقوم به فهو لن يمرر لآية هذا الفعل القذر الذي قامت به.
في هذه اللحظة دلفت آية إلى شقة حماتها وأخبرتها أنها ستذهب إلى السوق وسوف تتأخر قليلا فابتسمت فادية مؤكدة أنها ليست معترضة على هذا الأمر.
ابتسمت آية وقبلت رأس فادية قبل أن تغادر تحت نظرات مروة التي كانت تريد أن تجرها من شعرها وتشبعها ضربا.
غادر عمرو هو الأخر منزل العائلة واستقل سيارة أجرة بدلا من سيارته حتى لا تلاحظ آية أنه يقوم بمراقبتها.
وصلت آية إلى منزل الدجال ودلفت إليه وهي غاضبة للغاية فقد مر أسبوع ولم يحدث أي شيء وهذا الأمر يحيرها للغاية.
استقبلها الدجال وسألها عن سبب حضورها فنظرت له وهي تجيب بضيق:
-“جاية أقولك أن العمل بتاعك مش جايب نتيجة ومفيش أي حاجة حصلت”.
شعر الدجال بالارتباك ولكنه قرر أن يتماسك رغم شعوره بالاستغراب الشديد فهو لا يصدق أن ما قام به لم يجدِ نفعا مع مروة:
-“كلامك ده معناه أن مروة ملتزمة ومحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والأذكار وده مخلي الجن اللي أنا سلطه عليها مش قادر يمسها بأي سوء”.
صاحت آية بنفاذ صبر من هذا الحديث الذي أصابها بإحباط شديد:
-“طيب وبعدين هعمل إيه دلوقتي؟”
رمقها الدجال قائلا بنبرة ماكرة:
-“متقلقيش أنا هعرف إزاي أتصرف معاها ولو الجني اللي أنا سلطه مقدرش عليها هسلط عليها جني تاني أقوى منه، اديني بس يومين وكل حاجة هتبقى مظبوطة زي ما أنتِ عايزة”.
انصرفت آية بعدما شعرت بالطمأنينة وتأكدت أنها سوف تنال مرادها هذه المرة ولم تكن تعلم أن عمرو كان يقف بالقرب من منزل الدجال واتصل بالشرطة حتى تأتي وتلقي القبض عليه.
اتصال مفاجئ جاء إلى هبة التي استغربت كثيرا عندما أجابت وسمعت صوت “يحيى” وهو أحد أصدقاء أحمد المقربين.
همست هبة بتأفف فهي لا تريد أن تتحدث مع أي شخص لديه صلة مع أحمد حتى لا يتكرر ما حدث معها قبل أسبوع في المطعم عندما ذهبت لتلتقي بأماني:
-“خير يا يحيى، عايز مني إيه وليه بتتصل بيا؟”
جاءها الجواب الذي أثار دهشتها وجعلها غير مصدقة لما تسمعه:
-“أنا معايا صور ليكِ أحمد كان بعتهالي عشان أعدل عليها بس أنا رفضت وقتها وحاولت أهديه وأعقله وفكرت أنه اقتنع بكلامي بس لما رجعت من السفر عرفت بكل اللي حصل”.
أغمضت عينيها بقوة تمنع الدموع الغزيرة التي تريد أن تخرج من مقلتيها فهي لم تجد شخصا واحدا إلا وأكد لها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أنها أخطأت في حق نفسها عندما وثقت في أحمد.
انتشل هبة من شرودها صوت يحيى الذي قال بجدية:
-“أنا واقف دلوقتي تحت بيتك ومعايا الفلاشة اللي عليها صورك فياريت تنزلي تاخديها مني عشان أنا مستعجل”.
وضعت هبة الحجاب على رأسها قائلة باقتضاب قبل أن تفتح باب الشقة:
-“حاضر، دقيقة وهكون عندك”.
هبطت هبة الدرج بسرعة ووقفت أمام يحيى الذي مد لها يده بالفلاشة وردد بأسف:
-“صدقيني أنا فكرته صرف نظر عن موضوع الفبركة ده بس للأسف اكتشفت أني غلطان وأن أحمد يبقى واحد واطي وحقير وأني فضلت مخدوع فيه فترة طويلة”.
انصرف يحيى تاركا خلفه هبة التي جثت أرضا تبكي بحسرة على قلبها الذي تحطم بقسوة مرددة بحشرجة:
-“حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أحمد، ده أنا محبيتش أي شخص في حياتي زي ما حبيتك”.
قلبها يكتوي بنيران مستعرة وروحها تتعذب وتصرخ فكيف يمكن أن يكون مالك الذي ظنته في الماضي شخصا سيئا حينما حاول أن يحذرها مما هي مقبلة عليه شخص جيد وأحمد الذي ظنته منقذا اتضح أنه هو نفسه الحقير الذي أفسد حياتها حتى يجعلها ملكه حتى لو كان ذلك رغما عنها.
عاد عمرو إلى المنزل بعدما تأكد من أن الشرطة قد ألقت القبض على الدجال وأنه سوف ينال العقاب الذي يستحقه وحان الآن دور آية حتى تنال جزاءها.
أخذ عمرو ينادي على آية بصوت جهوري جعل فادية تشعر بالرعب خاصة بعدما رأت وجهه الغاضب وعلمت أن هناك شيئا سيئا على وشك أن يحدث أمام عينيها.
سمعت مروة صوت زوجها وهو يستدعي غريمتها بهذا الشكل وظهرت ابتسامة عريضة على شفتيها وهي ترى خوف آية وارتجاف أصابعها.
كاد عمرو يتوجه نحو آية حتى يصفعها ولكن أمسكت به فادية وسألته بحدة:
-“هو فيه إيه بالظبط يا عمرو؟”
نفض عمرو كف فادية ثم أمسك بآية من شعرها يجرها منه وألقاها أسفل قدمي والدته قائلا باشمئزاز:
-“الهانم اللي أنتِ خليتيني أتجوزها عشان أهتم بيها وبابنها راحت لدجال عشان تعمل سحر أسود لمراتي”.
تملكت الصدمة من آية واتسعت عينيها بعدما سمعت كلمات عمرو وأسرعت تنفي هذا الاتهام عن نفسها بقولها:
-“الكلام ده كله كدب، أنا معملتش أي حاجة لحد”.
شهقت فادية وضربت صدرها واتخذت صف آية مرددة باستنكار:
-“إيه الكلام الفارغ ده يا عمرو؟! آية مستحيل تعمل كده”.
نهضت آية ولكنها سقطت مرة أخرى بعدما صفعها عمرو للمرة الثانية قائلا بقسوة بعدما منحها نظرة محتقرة وكأنها كائن أجرب لا يجوز أن يقترب منه أي شخص حتى لا تتسخ ملابسه.
-“وكمان ليكِ عين تكدبي يا بجحة!! أنا شايفك بنفسي وأنتِ رايحة للدجال عشان يعملك عمل تاني بعد ما العمل الأولاني فشل وأحب أطمنك أن الشرطة قبضت على الحيوان ده”.
انعقد لسان آية من هول المفاجأة فهي لم تتوقع أبدا أن يعلم عمرو بهذا الأمر الذي لم تخبر به أي أحد.
هطلت دموع آية أمام عيني فادية التي لم تصدق هذا الأمر وشعرت أن مروة لها دخل في كل ما جرى وأنها فعلت هذا الأمر حتى يقع الطلاق بين عمرو وآية.
همست آية بضعف مزيف وهي تنظر إلى فادية ترجوها بعينيها أن تغيثها من هذه المصيبة التي حلت على رأسها:
-“يا ماما أنا روحت للشيخ عشان يديني رقية شرعية أحطها في الأكل بتاعي لأني بقالي فترة تعبانة وحاسة أني مش مظبوطة”.
أشارت فادية بسبابتها نحو مروة هامسة بغيظ فقد انطلت عليها خدعة آية وصدقتها بسهولة:
-“أكيد مروة هي اللي عاملة الحركة دي عشان تخليك تسيب آية وتبعد عنها، مش كفاية عليها أن أنت هتاخدها معاك الغردقة وكمان عايزاك تطلق آية!!”
احتقنت ملامح عمرو وشعر بالنفور من آية التي كان يعتبرها في الماضي بمنزلة شقيقته فهو لم يكن يتوقع أن تكون بمثل هذه الحقارة.
أطلق عمرو تنهيدة بصوت مسموع قبل أن ينطق بالجملة التي جعلت مروة تبتسم بسعادة لأنها نالت أخيرا ما تريده دون أن تبذل أي مجهود أو تتخلى عن مبادئها في سبيل تحقيق مرادها:
-“جوازي منك كان أكبر غلطة عملتها في حياتي وأنا هصلحها دلوقتي، أنتِ طالق يا آية”.
أمسك عمرو بكف مروة وصعد بها إلى شقتهما تاركا فادية تصرخ باستهجان لما قام به أما بالنسبة لآية فقد كانت تشعر بصدمة شديدة فهي لم تتوقع أن ينقلب كل شيء ويصبح ضدها في لحظة خاطفة.
نهاية الفصل