منقذي_الزائف
بقلم بتول علي
الفصل الخامس عشر
تحدثت أماني مع شيماء بشأن الخطة التي وضعتها وطلبت منها المساعدة وأخذت تقنعها أن توافق على هذا الأمر وبالفعل اقتنعت الأخيرة وقررت أن تساهم في الخطة التي ستجعل أحمد يلتقي بهبة.
اتصلت شيماء بابنتها وأخذت تعاتبها على عدم زيارتها لها في الآونة الأخيرة فبدأت مروة تبرر لها مسألة عدم الزيارة ووعدتها أنها سوف تأتي لرؤيتها في الغد بعدما تقنع زوجها بالأمر لأنه لن يكون متواجد داخل المنزل بسبب كثرة الأعمال وثقل المسؤولية التي تقع على عاتقه وبالتالي لن يتمكن من مرافقتها أثناء زيارتها لوالدتها.
استنكرت شيماء هذا الأمر وصاحت باعتراض فهي لم تتخيل أبدا أن يتحكم عمرو في ابنتها ويصل به الأمر إلى منع مروة من زيارة والدتها:
-“وده يبقى اسمه إيه إن شاء الله!! هي حصلت أن البيه جوزك يمنعك من زيارتي!! وديني وما أعبد لهوريه وهاجي عندك النهاردة أديله فوق دماغه”.
تحدثت مروة بسرعة تبرر موقف زوجها حتى لا يتطور الأمر وتحدث أزمة كبيرة بينه وبين والدتها فالعلاقات بينهما متوترة بسبب تصرفات فادية ولا ينقصهم مشكلة جديدة:
-“اهدي بس يا ماما واسمعي كلامي للأخر، عمرو مش مانعني من زيارتك ولا حاجة، كل الحكاية أنه مش عايزني أخرج لوحدي عشان لو تعبت فجأة وبعدين متنسيش أني لسة خارجة من عملية إجهاض”.
ابتسمت شيماء وهي تنظر إلى وجه أماني التي تجلس أمامها فقد جاءت لها الفرصة على طبق من ذهب ولن تضطر لاختلاق عذر تقنع به مروة بضرورة إحضار هبة.
تحدثت شيماء بنبرة ماكرة بعدما تصنعت التفكير في إيجاد حل لهذا العائق:
-“الموضوع بسيط خالص يا حبيبتي، اتصلي بهبة صاحبتك وخليها تيجي معاكِ وكده يبقى جوزك مطمئن عليكِ ومش هيكون فيه داعي أنه يفضل قلقان طول ما أنتِ برة؛ لأنك مش هتكوني لوحدك”.
ابتسمت مروة فقد راقت لها فكرة شيماء وبالفعل أنهت المكالمة مع والدتها ثم اتصلت بهبة وعرضت عليها الأمر وقد وافقت الأخيرة وحددت معها الموعد الذي سترافقها به.
عاد عمرو في المساء وأخبرته مروة أنها ستذهب في الغد لزيارة والدتها برفقة صديقتها فرد عليها بابتسامة:
-“تمام يا حبيبتي مفيش مشكلة، روحي قابليها وسلميلي عليها”.
وكما توقعت فهو لم يعترض على هذا الأمر لأن وجود هبة بجانبها سوف يمنع عنها أي أذى من الممكن أن تتعرض له في الخارج إذا مرضت فجأة أو أصيبت بالدوار.
قبل أن يخلد عمرو للنوم نظر إلى زوجته وقال:
-“أنا هتأخر بكرة؛ لأن ورايا شغل كتير أوي وهياخد مني وقت طويل عشان يخلص”.
ربتت مروة على كتفه قائلة بلطف:
-“ربنا يعينك يا عمرو على شغلك وعلى كل الأزمات اللي بتواجهها الفترة دي”.
وعلى ذكر مروة للأزمات حضر في ذهن عمرو أمر آية التي لم ينسَ ما قامت به وأقسم أن يتفرع لها في أقرب وقت حتى يتصرف معها ولكن عليه أولا أن ينتهي مما يقوم به هذه الفترة وهو السعي لمعرفة كل شيء متعلق بهذا الشاب الغريب الذي وقف أمام قبر ياسين وأخذ يسبه دون أن يحترم حرمة الموتى الراقدين في قبورهم.
اتصل مالك بهبة وعرض عليها أن يخرجا سويا في الغد ولكنها اعتذرت منه فسألها متعجبا من عدم موافقتها فقد ظن أنها سوف ترحب بهذه الفكرة:
-“هو أنتِ وراكِ حاجة مهمة بكرة ولا إيه؟!”
أخبرته هبة أنها لا يمكنها أن تذهب معه لأنها اتفقت مع مروة ووعدتها أنها سوف ترافقها أثناء زيارتها لوالدتها ولا يمكنها أن تعتذر منها.
أنهى مالك المكالمة وأخذ يفكر في أمر مروة التي تثير ضيق شقيقته لدرجة جعلتها تعتذر عن الحضور إلى المنزل والمشاركة في قراءة القرآن مع الشيخ الذي قام بإحضاره لتلاوة القرآن من أجل والدته الراحلة.
حاول مالك أن يفهم من آية سبب غضبها من مروة ولماذا كانت تريد أن تتزوج بعمرو على الرغم من عدم حبها له ولكنها لم تمنحه إجابة شافية.
على كل حال هو لا يهتم كثيرا بمشاكل آية العائلية لأنه ليس مقربا منها للدرجة التي تجعله يسعى لمعرفة كل شيء يخصها فكل ما كان يشغل باله هو والدته والآن صارت هبة هي التي تحتل الحيز الأكبر من تفكيره على عكس آية الأنانية التي لا تهتم سوى بنفسها.
في اليوم التالي جهزت مروة نفسها وانتظرت حضور هبة التي أتت في موعدها ولم تتأخر وذهبت برفقتها إلى كافيتريا مثلما طلبت شيماء التي أصرت على أن يتم اللقاء خارج منزلها متعللة برغبتها في التنزه والتخلص من جو المنزل الذي صارت تراه في الفترة الأخيرة كئيب وغير مريح.
جلست هبة أمام مروة التي كان كرسيها مجاور لكرسي والدتها وأخذن يتبادلن الحديث معا لبعض الوقت إلى أن وضعت شيماء يدها على بطنها وتصنعت التعب قائلة:
-“أنا حاسة أني تعبانة أوي ومش عارفة إيه اللي جرالي، ممكن لو سمحتِ تيجي معايا يا مروة وأنا رايحة الحمام لأني عايزة أغسل وشي لعل وعسى أفوق وأبقى كويسة”.
وافقت مروة وذهبت برفقة والدتها إلى الحمام وبقيت هبة بمفردها جالسة تتطلع أمامها بذهن شارد ولم تلاحظ وجود أحمد الذي اقترب من طاولتها وصار يقف خلفها إلا بعدما سمعت صوته وهو يلقي عليها التحية ويسألها عن حالها.
كذبت هبة أذنيها وظنت أنها تتوهم ولكن اختفى هذا الظن بعدما لفّ أحمد حول طاولتها وجلس أمامها وصار وجهه مقابلا لوجهها قائلا بلطف:
-“وحشتيني أوي يا هبة، عاملة إيه دلوقتي ويا ترى حاسة أنك مبسوطة بعد ما اتخطبتي لمالك؟”
رمشت هبة بعينيها عدة مرات تؤكد لنفسها حقيقة أن عدوها اللدود الذي كانت تعشقه في الماضي يجلس أمامها الآن ويتحدث معها بمنتهى الهدوء وكأنه لم يرتكب جريمة نكراء في حقها!!
ظهر على وجه هبة حالة من البلاهة قد أصابتها بمجرد رؤية أحمد فهي تتمنى الانتقام منه وتدمير حياته مثلما فعل معها ولكنها تمالكت أعصابها وصاحت باستنكار وملامح الذهول تكسوا ملامحها:
-“أنت إيه اللي جابك هنا، وعرفت إزاي أني هكون موجودة في الكافيتريا في التوقيت ده؟!”
كاد أحمد يخبرها بالحقيقة ولكنه تراجع حتى لا يتسبب لشيماء بمشكلة مع مروة التي كانت سترفض أن يتم استغلالها بهذا الشكل وربما يؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على علاقتهما.
وضع أحمد كفه الأيسر أسفل ذقنه وأجاب برزانة:
-“أنا كنت موجود هنا بالصدفة عشان أقابل واحد صاحبي وقبل ما أخرج لمحتك وأنتِ قاعدة هنا لوحدك على الترابيزة وقولت أستغل الفرصة عشان أقدر أتكلم معاكِ شوية”.
أخذ أحمد يلتفت حوله يمينا ويسارا هاتفا بتساؤل في محاولة منه لإزالة الشك من قلب هبة فهي وبكل تأكيد لن تصدق كذبته بسهولة:
-“هو أنت جاية مع حد ولا إيه؟ أصل أنا بصراحة مش شايف أي حد موجود هنا من قرايبك أو أصحابك”.
عقدت هبة ذراعيها وكزت على أسنانها هاتفة بقسوة:
-“أنت عايز مني إيه بالظبط يا أحمد؟ هو لسة في كلام ينفع يتقال بيننا بعد كل العمايل السوداء اللي أنت عملتها فيا؟!”
استطردت حديثها بلهجة غاضبة مصوبة نحوه الكثير من نظرات الكره والحقد وشعور كبير بداخلها يحثها على الانتقام منه مهما كان الثمن:
-“ولا تكون عايز تقابلني وتحاول زي ما أمك عملت قبل كده أنك تقنعني أتنازل عن القضية اللي أنا رفعتها ضدك عشان تخرج براءة وبكده تقدر تعيش حياتك تاني وأنت مش خايف من السجن!!”
كاد أحمد يتحدث ويبرر موقفه ولكن قاطعته هبة بنبرة صارمة كشفت عن مدى الكره الذي صارت تكنه في قلبها له:
-“لو مفكر أنك لما تيجي تعيط قدامي وتحاول تعتذر مني على كل اللي عملته فيا أن قلبي هيحن وهسامحك فياريت تحفظ كرامتك وتقوم تمشي من سُكات ومتحاولش تتكلم معايا مرة تانية وإلا همسح بكرامتك أرض الكافتيريا قدام الناس دي كلها وخليك عارف أن مفيش أي كلام هيتم بيني وبينك غير في المحكمة”.
سأم أحمد من حديث هبة المتلاحق وعدم تركها فرصة له لكي يتحدث ولكنه تماسك ولم يظهر لها غيظه أثناء الحديث حتى لا يزيد الطين بلة:
-“اعقلي يا هبة وبصي حواليكِ كويس وأنتِ هتلاقي أننا موجودين في مكان عام وأكيد أنا مش هحاول أعمل حاجة تأذيكِ وإحنا قاعدين هنا قدام الناس كلها”.
زفرت هبة وكأنها تشعر بالاختناق لأن أحمد يشاركها في الأكسجين الذي تتنفسه:
-“اخلص وقول عايز إيه وبعدها اتفضل وريني عرض كتافك وامشي من قدامي وخلي عندك ذرة كرامة وما تورنيش وشك تاني”.
نظر لها أحمد بحزن فهذه الفتاة التي تجلس أمامه وترميه بنظرات كارهة ليست هي نفسها التي كان يحبها ويريد أن يفعل أي شيء من أجل إسعادها حيث يبدو من هيئتها أن روحها معذبة وقلبها يأبى الحياة ولكنها تحاول أن تستكمل ما تبقى لها من العمر دون أن تُلحق الأذى بنفسها لأنها لا تريد أن تموت كافرة.
حمحم أحمد قليلا قبل أن يبادر بالحديث بعد فترة صمت استمرت بضع ثوانٍ:
-“أولا أحب أقولك البقاء لله، أنا معرفتش حاجة عن وفاة طنط أسماء غير بعد ما فوقت من الغيبوبة”.
تجمعت الدموع في عيني هبة بعدما ذكّرها أحمد برحيل والدتها وتمتمت بنبرة هازئة:
-“ما شاء الله عليك، بني آدم بجح أوي لدرجة أنك قتلت القتيل وجاي دلوقتي تمشي في جنازته”.
هتف بامتغاض من سخريتها فهو قد جاء ليتحدث معها ويحاول إثبات عدم تورطه فيما جرى معها ولكنها تتعمد إهانته والاستهزاء بكل كلمة يقولها والتقليل من شأنه من خلال نظراتها المتهكمة:
-“صدقيني أنا مقدر الغضب اللي أنتِ حاسة بيه بس لازم تفهمي أني مليش علاقة بكل اللي جرى معاكِ، كل اللي حصلك أنا مش مسؤول عنه يا هبة”.
زمت هبة شفتيها قائلة بسخرية لاذعة:
-“تصدق أنا فعلا اقتنعت بكلامك ده وبقيت متأكدة أنك برئ مع أنك أصلا هددتني تعمل كده بسبب العريس اللي أنا كدبت عليك بخصوصه وفهمتك أني وافقت أتجوزه”.
تابعت باستهزاء وهي تضع إصبع السبابة أسفل فمها تتصنع التفكير في كلامه:
-“أقولك على حاجة يا أحمد، ممكن يكون أبويا اللي ميت من كذا سنة هو اللي فبرك صوري ونشرها، أو ممكن تكون والدتي هي اللي عملت كده بعد ما فضلت تقنع فيا كتير عشان أسيبك بس أنا كنت مغفلة”.
اقتربت برأسها وانخفضت نبرتها قليلا وهي تستكمل بتهكم لاذع:
-“أصل بعيد عنك كنت مفكراك راجل بس طلعت في الأخر حتة عيل واطي”.
ضرب أحمد سطح الطاولة هاتفا بغضب مكتوم فهو لم يعد بإمكانه أن يظل صامتا وهو يستمع إلى كل هذه الإهانات التي توجهها له:
-“لمي نفسك يا هبة وبلاش تعصبيني، خلينا نتكلم بهدوء وبطلي شعل التلقيح أحسنلك”.
رفعت هبة حاجبيها وهي تضرب صدرها وشهقت بخوف مصطنع تعمدت من خلاله الاسترسال في الاستهزاء به:
-“إيه ده يا أحمد!! تصدق أنا فعلا خوفت منك أوي وعشان كده هبطل تلقيح!!”
كاد أحمد يشد شعره من فرطِ الغضب ولكنه مارس على أعصابه أقصى درجات ضبط النفس فهو يريد أن تنتهي تلك المقابلة لصالحه مهما كان الثمن.
أمام الحمام، كانت مروة تقف وتنتظر خروج والدتها بفارغ الصبر وهي تشعر بالقلق الشديد عليها لأنها لم تتوقع أن تكون شيماء مريضة إلى هذا الحد خاصة أنه لم يكن بها أي شيء يدل على تعبها عندما حضرت إلى الكافيتريا.
هتفت مروة بقلق بعدما طرقت على الباب:
-“مالك يا ماما، أنتِ كويسة؟”
-“أيوة يا حبيبتي متقلقيش، دقايق وهخرج”.
أما بالداخل فقد كانت شيماء تسير ذهابا وإيابا محاولة منح أحمد أكبر قدر من الوقت ولكنها لم يعد بإمكانها أن تستمر في تعطيل مروة لوقت أطول وذلك حتى لا تثير قلقها بسبب حجة مرضها المزيف.
أخرجت شيماء هاتفها وأرسلت منه رسالة لأحمد تطلب منه الانتهاء بسرعة ومغادرة الكافيتريا.
انتهى عمرو من عمله الذي لم يكن شاقا بل على العكس فقد كان كل شيء يسير بشكل سلس ولكنه أوهم زوجته وعائلته بالعكس حتى لا يكون مضطرا للعودة إلى المنزل مبكرا.
يوجد سبب مهم جدا هو الذي جعله يلجأ للكذب وهو أنه سوف يذهب إلى مكان سيجد به جواب على بعض الأسئلة التي تدور في رأسه.
وصل عمرو إلى منزل أحد أصدقائه وطرق الباب ففتح له محمد الذي يكون صديقه وابن خالة أحمد وصافحه بحرارة سامحا له بالدخول.
دخل عمرو إلى الشقة وجلس على أريكة تقع في زاوية غرفة الصالون متسائلا بفضول:
-“أنت قولتلي يا محمد أن عندك شوية أخبار ومعلومات عن الزفت اللي أنا اديتك صورته وطلبت منك تجيبلي قراره، مش كده برضه؟”
ابتسم محمد وأجاب بسعادة لأنه تمكن من مساعدة صديقه الذي لطالما وقف بجواره في مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى:
-”أيوة يا سيدي، أنا عرفتلك أصل وفصل الجدع اللي اسمه شادي اللي طير النوم من عينيك الفترة اللي فاتت”.
ظهرت الابتسامة على وجه عمرو منتظرا من صديقه أن يكمل حديثه ويخبره بالتفاصيل التي تشوق كثيرا لسماعها منذ علم بأمر شادي من حارس المقبرة.
استلم أحمد رسالة شيماء وأدرك أنه لا يوجد أمامه متسع من الوقت وعليه أن يغادر بسرعة لأنه إذا ظل جالسا وعادت مروة ورأته فسوف تتشاجر معه وهو لا ينقصه هذا الأمر.
أطلق أحمد تنهيدة وهتف باستياء من أسلوب هبة ومقاطعتها له التي تجعله غير قادر على الحديث بشكل متواصل لأكثر من دقيقة:
-“أرجوكِ يا هبة اسكتي شوية واديني فرصة أتكلم لو سمحتِ، أنتِ بتتهميني دلوقتي أني فبركت صورك ونشرتها طيب سؤال معلش، إيه اللي مخليكِ واثقة أوي كده أن أنا اللي عملت كده؟!”
لم تتحدث هبة وتركته يكمل حديثه وبالفعل استكمل أحمد الكلام بصوت يحمل كل معالم الحزن:
-“ليه مثلا مفكرتيش أن فيه شخص استغل تهديدي ليكِ عشان يفبرك الصور ويخلص مني وفي نفس الوقت يعمل نفسه منقذ ويتقرب منك؟!”
أضاف أحمد بنبرة حادة تظهر شدة الغيظ الذي ينهش في قلبه منذ أدرك حقيقة ابن عمه الخائن:
-“ليه مجاش في بالك يا هبة أن ممكن جدا يكون مالك هو اللي عمل كده وخصوصا أنه كان أقرب واحد ليا وعارف عننا كل حاجة؟!”
تجاهلت هبة محاولات أحمد لاتهام مالك وتشويه صورته في عينيها وردت بهدوء يختلف تماما عن نبرة الاستهزاء التي كانت تتحدث بها قبل بضع دقائق مما أثار حيرته واستغرابه من تبدل حالتها بهذه السرعة:
-“أنا كان ممكن أفكر في كل الاحتمالات دي لو مكانش يحيى صاحبك جالي لحد باب بيتي وسلملي مجموعة أدلة تثبت أنك المسؤول عن كل اللي جرالي”.
أصدر هاتف أحمد رنين خافت بعدما استلم من شيماء رسالة أخرى تخبره بها أنه يتوجب عليه المغادرة الآن.
نظرت هبة إلى الهاتف الذي يمسكه أحمد وقالت:
-“واضح كده أنك مشغول أوي وشكلك مستعجل فياريت تروح تشوف اللي وراك بدل ما أنت قاعد قدامي وبتحاول تلوم غيرك على عملتك وزي ما فهمتك مفيش أي كلام هيتم بيننا غير في المحكمة وخليك عارف كويس أني مش هسيب حقي مهما حصل”.
ألقى أحمد عليها نظرة أخيرة قبل أن يغادر وهو يشعر بالنصر لأنه حقق واحد من الأهداف التي كان يسعى إليها وعلم أين يقع طرف الخيط الذي سوف يساعده في إثبات براءته وهذا الطرف هو صديقه الخائن ”يحيى” الذي ساعد مالك في تنفيذ خطته الوضيعة.
-“كلام هبة معناه أن كل اللي حصل ده كان من تخطيطك أنت كمان يا يحيى، اصبر عليا بس واستنى وشوف اللي هعمله فيك يا حقير وميبقاش اسمي أحمد لو خليتك تفلت مني بعد اللي أنت عملته معايا”.
تمتم بها أحمد بغيظ وهو يصعد على متن دراجته النارية بعدما أرسل لشيماء رسالة وأخبرها أنه قد خرج من المطعم.
نهاية الفصل