روايات شيقهرواية الضحية

رواية الضحيه الفصل الخامس

الفصل الخامس
يعلم سياف أن جاسر يحتاج للقليل من الضغط وسيكن شريكاً له في هذا الموقع ليرضى كل منهما شغفه المريض، رفع عينيه ينظر للجالس أمامه والذى أعاد ضبط منظاره الطبى معبراً عن توتره وعينيه تتجول بين جدران المكتب تفضح انبهاره بما يرى.
_ تمام يا بشمهندس
انتفخت اوداجه للقب الذى طالما تمنى سماعه لكنه لم ينل فرصة لذلك فقد منعته الظروف المادية من استكمال دراسته في كلية الهندسة واضطر للعمل تاركا شغفه الأكبر خلفه لكن سرعان ما تعرف على العوالم المظلمة ورغم أن العمل فيها يدر عليه أموالاً لا بأس بها إلا أنه حرمه من متابعة دراسته ليعوض هو شغفه بعيدا عن أسوار الجامعة حتى أصبح ما هو عليه والذى يدفع رجل مثل سياف الزناتى للاستعانة به .
_ لو هتقدر توفر الأجهزة زى ما قولت لحضرتك والمكان انا تمام أسبوع بس والموقع يبقى شغال
تهكمت عينا سياف فأبسط ما يمكن تدبيره هو تلك الأجهزة والمكان الذى سيكون مقرا للعمل.
_ انتظر منى تليفون، مع السلامة
إنهاء المقابلة بهذه الطريقة الفظة لا تشعر رجل مثل يسرى بأي غضب أو انفعال بل ابتسم وتحرك مغادرا فهو يعلم قيمة نفسه جيداً.
انتظر حتى غادر المكتب ليترك لمشاعره العنان فتشتعل عينيه بوميض سعادته ويلتقط هاتفه ليطلب جاسر الذى تأخر قليلا عن إجابته
_ جاسر انت فين؟
_ بعمل مساج
_ إيه!!! طيب مش مهم انا عاوزك ضرورى هتبقى فى البيت امته؟
_ لسه بدرى البرنسس اختك حاجزة ليدى كير قدامها تلت ساعات على الأقل
_ خلاص تعالى على ما تخلص الموضوع مهم جدا.
أنهى المحادثة وهو عازم على المضى قدماً في هذا الأمر وعدم التراجع مرة أخرى فما سيدره عليه من مال سيجعل له سلطة عليا ستقارب سلطة أبيه في وقت قياسي هذا بالإضافة إلى إشباع رغباته الخاصة التى تكلفه الكثير والكثير بالفعل.
…………
ابتسم يامن فليس من المفترض أن تطلب منه بثها الطمأنينة فهى احساس يمنح ومهما حاول فلن تشعر به لأنها خذلت فيمن يفترض بهم بثها ما تبغى، المحاولة ليست إلا جهد مهدر فمثل هذه الحالة يجب أن تطمئن بقوتها الداخلية والتى يتضح له أنهم برعوا فى قمعها
_ انت هتطمنى نفسك لما تحسى انك قادرة تاخدى حقك
_ انا مش عاوزة اعيش الإحساس ده تانى ، نفسه، ريحته ، لمسته كل حاجة بتكسر جوايا ، تعرف القهر.
أومأ بتفهم وقد اختفت ابتسامته لتتابع
_ مش عاوزة اعيش القهر تانى
_ طيب من الليلة اقفلى باب الأوضة دى حاجة تانى حاجة ارفضى الحراسة وحاولى تقربى من والدك شوية انا شايف أن اخوكى بعيد عنك اوى، حاولى علشان نفسك قبل أي حد تانى.
_ سياف بعيد عن الدنيا كلها، ده المفروض يجى يعيش هنا في المصحة
ضحك يامن وهو يتحرك نحو المكتب ليجلس وينظر إلى وجهها مباشرة
_ نارا انت بتاخدى أدوية مسكنة أو مهدئة؟
_ كنت باخد منوم بس جاسر اخده من اوضتى زى ما قولت لك
_ طيب هنحتاج شوية فحوصات كمان
…………
وصل جاسر لمقر الشركة ليتجه إلى مكتب سياف الذى كان ينتظره، دخل ليجلس فورا
_ وصلتنى أخبار الشركة اللى امنتها من يومين، الراجل أعلنوا إفلاسه يا جبار
ضحك سياف بقوة فهذا شأن خاص بهم معروف عن شركتهم لقلة قليلة من العملاء حيث يرشح هذا العميل شركة الحراسات لتأمين من يرغب في مراقبته والتجسس عليه ولم يفشل سياف مرة واحدة في تتبع هؤلاء والايقاع بهم والمقابل مجزى يكفى لإسكات أصوات الضمائر.
_ أحسن واحد يخرب بيوت الناس ويضحك
تتابعت ضحكات سياف وهو يدور بالمقعد حول نفسه فى خيلاء وكأنه يسمع وصلة من الثناء عليه حتى هدأ جنونه لينظر إلى جاسر
_ انا خلاص قدامى أيام وافتح الموقع وانت طبعا معايا
_ انت بتتكلم جد؟
_ طبعا، انا اللى كان موقفنى كنت محتاج جن فى النت ولاقيته خلاص
_ سياف موضوع زى ده ماينفعش يتحط فى ايد أي حد
لم تفلح لهجة جاسر التحذيرية فى إثارة حذر سياف أو تحريك مخاوفه فقد احتاط بالفعل لهذه النقطة واختياره يسرى تم بعد تقصى ومراقبة شديدة كما أنه قادر على إشباع اطماعه لذا يسهل التعامل معه
_ هتحضر معايا أول لايف انا اللى هعمله بنفسى، محتاجين بس ضحية ولازم تكون مثيرة يعنى شاب يكون فى عز شبابه، بنت جميلة أو واحدة حامل
إلتقى حاجبي جاسر وهو ينظر نحو سياف الذى بدى فى هذه اللحظة شيطان مخيف ليشعر جاسر نفسه لوهلة بإختلاج أيسر صدره لكنه لم يلتفت إليه وحافظ على هيئته
_ سيب الموضوع ده عليا بس بلغنى قبلها بيوم واحد.
ما أيسر تلبية جنون سياف فمثل هؤلاء كثر ويمكنه أن يحصل عليهم بشكل يومى دون أن يترك خلفه أثرا واحداً.
…………..
استرخاء تام شعرت به نارا بعد جلسة التدليك، شعرت بتجدد كل طاقتها مع كل ما حصلت عليه من عناية افتقدتها طويلا لتلوم نفسها على سجن روحها لمدة عام كامل، كان حزنها على قاهر يقيد روحها بالفعل لكنها على قيد الحياة ولابد أن تحيا.
وصلت للمنزل برفقة جاسر الذى أصبحت تتهرب من النظر إليه وكان والدها يتناول طعامه حين وصلت كما أخبرتها عواطف لتتجه إلى غرفة الطعام
_Hi dad
رفع أدهم رأسه ليشعر بالراحة فورا لهذه الطاقة التى بدت فوق ملامحها فيشير لها لتجلس بالقرب منه.
_ ايوه كده عاوزك تخرجى وتعيشى سعيدة مش عاوز اشوفك منهارة تانى ولا حابسة نفسك في اوضتك، اللى راح انتهى يا نارا وانت لازم تعيشى
ابتسمت ومع تورد وجهها شعر بالمزيد من الراحة يمكنه إذا أن يرتاح قليلا ويحصل على إجازة قصيرة برفقة حبيبته هلا، لقد وعدها مرارا خلال العام بتلك الرحلة لكن حالة نارا كانت تؤجل رحلته في كل مرة.
أراد أن يمنحها المزيد من السكينة والطمأنينة فأخرج هاتفه ووضعه أمامها
_ علشان تكونى مطمنة انا حاطط كاميرا فى اوضتك يعنى انا معاك طول الوقت
_ كاميرا؟ امته حطيتها؟
_ امبارح بس وطول الليل براقبك وانت نايمة مفيش أي حاجة غريبة
امسكت الهاتف تشاهد نفسها وهى نائمة في غرفتها ليدخل سياف فترسل المقطع إلى رقمها وتعيد الهاتف لأبيها
_ واو إيه التغير ده يا نارا؟ كده احلى وسهل تلاقى شريك جديد
نظرت له بحدة فأفكاره لا تتغير، غادرت الطاولة ثم الغرفة كلها لينظر نحو والده
_ انا عملت ايه دلوقتي؟
_ معلش اديها وقت مادام بدأت تتحسن هتبقى كويسة، المهم انا هسافر كام يوم قريب خلى بالك من الشركة.
والتقط هاتفه ليغادر أيضا فينظر له سياف بحقد فهو مؤكد سيرافق تلك الفتاة التي اتخذها لنفسه، سحب الطعام أمامه ليبدأ فى إلتهامه بشراهة غير طبيعية .
………….
دخلت نارا غرفتها لتبحث عينيها عن موقع الكاميرا لكنها لا تراها، مؤكد أنه أخفاها بشكل جيد لكنها رأت أنها مسلطة على الفراش لذا يمكنها تجنب زاوية التصوير، بالفعل اتجهت للشرفة وهى تفتح ذلك المقطع تشاهده وتتخطى بعض منه ولا تجد أي مما يدل على دخول شخص ما للغرفة طيلة الليل.
فركت جبينها بتوتر ، هل جنت؟
لكنها لم تمنح نفسها فرصة للتخبط بل اتجهت للداخل لتسحب الحاسوب وتعود للشرفة فترسل فوراً رسالة ليامن وتخبره بشأن هذا المقطع الذى يثبت أن كل ما تحياه وهم من نسج جنون عقلها لكنه كان أكثر هدوءا
_ ابعتى لى الفيديو وبلاش توتر عاوزين الكل يشوف انك بتتغيرى لأن ده لوحده هيوتر المتعدى ويخليه يفكر ألف مرة قبل ما يدخل اوضتك تانى
لا تعلم لما لم يذكر اسم جاسر رغم أنها أكدت له تعرفها على شخصيته لكنها لن تستبق الأحداث فهى مصرة على متابعة ما بدأته .
انتبهت أن ذلك الحقير قد يكون يرى ما تصوره تلك الكاميرا أيضاً لذا اتجهت للحمام الملحق بغرفتها لتبديل ملابسها.
حين عادت للغرفة كانت عواطف هناك بملامحها العطوفة الحانية لكن نظرة نارا لها تكاد تتغير ورغم أنها غاضبة منها بشدة لكن هناك جزء داخلها يخبرها أنها لا تتواطأ مع ما يحدث لها.
نظرت نارا لكوب الحليب بتشكك فهو يحضر لها خصيصا لاصابتها بحساسية من أحد عناصره ومنذ كانت طفلة يشترى لها أبيها الحليب المناسب لحالتها لذا فمن المحتمل أن هذا الحليب يحمل ما يتسبب في فقدانها للوعى.
جلست نارا لترى الحزن على ملامح عواطف التى كادت تغادر
_ تعالى يا دادة
عادت عواطف تقف أمامها بقلب حزين اطل فوق ملامحها بلمحة من الحزن لتتساءل نارا
_ انت ليلة ما نمتى معايا هنا ماسبتيش الأوضة خالص؟ اقعدى يا دادة
استجابت عواطف فهى فرصة جيدة لمساعدة نارا على تخطى هواجس عقلها
_ أبدا يا بنتى، ده يومها كمان راحت عليا نومة وماكنتش هلحق الفجر وبردو صليت جمبك هنا.
_ طيب يا دادة انا حاسة انى تعبت النهاردة بقالى كتير ماخرجتش هشرب اللبن وانام مش عاوزة اتعشا الليلة خلينى ارتاح احسن بس الصبح هفطر فى الجنينة تحت
تهللت اسارير عواطف لهذا التغير الذى بدأ مع نارا وتتمنى أن يستمر لتعود حياة تلك الصغيرة لمجراها الطبيعى فهى تستحق أن تتمتع بالحياة .
انتظرت نارا حتى غادرت الغرفة وتحركت نحو الشرفة وهى ترفع الكوب متظاهرة بإرتشاف بعضا منه .
………….
نزع يامن ساقه الصناعية بعد أن استقر فوق الفراش ثم سحب حاسوبه ليتابع مرضاه عبر الانترنت لكن قبل أن يبدأ أرسل المقطع لأحد أصدقاءه ممن يثق بهم متسائلاً
_ هو الفيديو ده ملعوب فيه ؟
لقد فحصه بنفسه ويرى أنها نائمة طيلة الليل ولم يدخل أي كان إلى غرفتها وهذا يتعارض مع نتيجة الفحص النسائى الذى اخضعها له اليوم واكدت له الطبيبة أنها بالفعل تمارس علاقة طبيعية هادئة ولا أثر لأي عنف عليها، لا ينكر أنه شعر بالحيرة لهذا التشخيص خاصة مع نتيجة فحص الدم التى أكدت تعاطيها لعقار مخدر لم يتم التعرف على نوعه بعد.
فهل هى مدمنة وصلت بها هلاوس المخدر لاختلاق تلك القصة ؟
لا تبدو له مدمنة أبدا يمكنه أن يتعرف على المدمن بمجرد النظر إليه
تنهد مقصيا حيرته جانباً وهو يتابع عمله الذى لا يملك غيره فى الحياة.
مر نصف ساعة فقط وأرسل إليه صديقه مجيبا تساؤله
_ لا طبعا ملعوب فيه وواضح جدا أي حد بيفهم فى المونتاج يعرفه علطول
_ فهمنى اكتر
ارسل له مقطع صغير منه واتبعه بقوله
_ من أول هنا لمدة ساعة متكرر تلت مرات ورا بعض يعنى حد متحكم فى الكاميرا وبيعرض ساعة من التصوير لمدة تلت ساعات
_ انت متأكد؟
_ طبعا ده شغلى
شكره يامن فما قاله يوضح الصورة بشكل كامل، أنها تتعرض لهذا الإعتداء بشكل متكرر تحت تأثير المخدر لكن ما لا يفهمه لما لم يزد ذلك الشخص من الجرعة فلا تشعر بما يحدث ؟
هل يتعمد أن يشعرها بما يقوم به ؟
يريد أن يدفعها للجنون؟
لا يبدو له الأمر مجرد اعتداء بل إنها جريمة بدافع الانتقام .
سارع بإرسال لقطة إلى نارا تحمل رد صديقه فهو يريدها واثقة من نفسها لتتمكن من المواجهة وهو نفسه خدعه هذا المقطع ولا يريد لهذا الخداع أن يتحكم فيها ويدفعها للاستسلام.
وكأنها كانت تنتظر رسالته ليؤكد عليها ضرورة الحرص فهى قد تظن أنها تعلم من هو المتعدى لكنها لا تعلم أن ما تخفيه الصدور مفزع للعقول.
…………..
تأكد جاسر أن وضعه تحت السيطرة، لقد أغرقت الخمور سياف فلن يشعر بما يدور فى المنزل، أدهم أيضاً لن يعود الليلة وقد أخبره بنفسه ليتأكد من سلامة نارا فى غيابه كما صرف هو عمار ككل ليلة مدعيا عدم ضرورة وجوده ولأنه يثق بقدرته على السيطرة يعود لمنزله كل ليلة شاكراً له رأفته بأحواله كما يدعى أما طارق فيغط فى نوم عميق بغرفة الحرس وقد تأكد بنفسه من نومه حتى الصباح.
تقدم عبر الرواق المؤدى إلى غرفتها بعد أن تأكد من نوم الخدم واغلق باب الفيلا بنفسه خوفا من عودة مفاجأة لأدهم.
فتح هاتفه يتطلع لها وهى نائمة متوعدا لها بليلة حافلة له بالمتعة ولها بالعذاب فقد غير نوع العقار الذى يستخدمه لتخديرها الليلة وسيحصل على المزيد من وعيها وتحصل هى على المزيد من الشعور بالانتهاك .
أدار مقبض الباب ليلتقى حاجبيه غضبا
إنها تغلق الباب!
أتظن أنها قادرة على الفرار من قبضة يده؟
مهلا
إغلاقها باب الغرفة يعنى له شيئاً واحداً
لقد تعرفت على شخصيته.
#الضحية_قسمةالشبيني

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الضحيه الفصل التاسع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى