المقدمة …
في أحد الأحياء الشعبية القديمة تدخل سيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها و تدعى ماجدة تتلفت حولها تبحث عن منزل معين و تسير معها ابنتها منى فتاة جميلة شقراء ذات الخمس و عشرون عاما تلتصق بوالدتها لخوفها من هيئة المنازل المحيطة بهم ، لتقف ماجدة أمام بقالة صغيرة تسأل عن منزل الشيخ هارون لينظر إليها صاحب البقالة بنظرات متعجبة من هيئتها التي يبدو عليها أنها متعلمة وحالتها المادية جيدة جدا ، ليشير بيده باتجاه منزل قديم جدا متهالك فتشكره وتنصرف مع ابنتها متجهتان للمنزل.
تقفان امام منزل يبدو عليه أن أصحابه قد هجروه منذ أعوام ولم يدخله بشر بعدها ، تفوح منه رائحة كريهة مختلطة برائحة بخور نفاذة ، فيدب الرعب في جسد منى فتحاول جاهدة أن تثني والدتها عن نيتها في دخول ذلك المنزل الذي يقبض القلوب بهيئته قائلة : ماما الله يكرمك خلينا نمشي من هنا أحسن أنا قلبي مقبوض و مش مطمنة خالص للبيت ده.
لتجيبها ماجدة متظاهرة بالثبات أمام ابنتها : يا حبيبتي متخافيش الشيخ هارون منتظرنا دلوقتي و هيخلص طلبي بسرعة يلا بس عشان منتأخرش عليه وكمان خو طلبك يتعرف عليكي و المعاد ده متحدد من أسبوع مش عاوزة أضيعه.
لتقتربا من الباب و تطرقه ماجدة و تدفعه و تدخل الى ممر طويل نوعا ما يفصل بقية المنزل عن بابه ، و تسلك طريقها للداخل فهي على علم بالمكان لمجيئها قبل ذلك ، فتقف عند حجرة ذات باب عليه رسومات و نقوش تشبه الطلاسم و رائحة البخور تنبعث من أسفل باب الحجرة ،وقبل أن تطرق الباب سمعت صوتا جعلها تتجمد في مكانها هي و منى قائلا : ادخلي يا ماجدة انتي و منى انا منتظركم من بدري..
لتنظرا لبعضهما نظرات مرتعبة كأن كل منهما تخبر الأخرى بعينيها قد فات الأوان ولم يعد هناك مجال للتراجع ، ليفتح الباب و تقترب السيدة مع ابنتها بخطوات ثقيلة كأنهما يدخلان لمقبرة ؛ فالغرفة تفوح منها رائحة كالقبور و كأن الموت يحيط بهما من كل اتجاه ، لتقترب من كرسي الشيخ الذي يشبه العرش وقد التفت حوله أفاعي متحجرة و فوقه رأس يشبه وجه الشيطان عينيه حمراء كأنها قطعة من النار.
فأمرهما بالاقتراب أكثر و أشار لمقعدين أمامه فجلستا وكل منهما ممسكة بيد الأخرى .
ليبدأ حديثه بصوت كأنه بعث من الجحيم دون أن يرفع رأسه : مالك يا منى خايفة تدخلي ليه؟؟ معقول بعد ماوصلتي لغاية البيت عاوزة تمشي من غير ما تسلمي ع الشيخ هارون؟
ليتجمد الدم في عروقها خوفا منه و تكاد تقسم أن ضربات قلبها كادت تصم أذنيها من اضطرابهما ، لينظر إليها بعينين كالجمرة ليبتسم بانتصار فقد وصل لمبتغاه من حالتها تلك.
أما ماجدة ف شعرت أنها أقحمت ابنتها في طريق ملعون طريق الهلاك ، لتحاول صرف انتباه هارون عن ابنتها لتسأله : عملتلي ايه يا شيخنا ف موضوع جارتي حسنية و أذيتها لبنتي؟ لتنظر اليها منى بغضب فقد نفذت والدتها ما عزمت عليه مصممة على ارتكاب معصية بمجيئها لهذا المكان النجس ، فأخبرها هارون أن كل شيء على ما يرام ولم يتبق سوى شيء واحد ليهمس بعدة كلمات ناظرا للنار أمامه فتعلو و تعلو تكاد تصل لسقف الغرفة فيقول : هاتي المنديل يا ماجدة لتخرج من حقيبتها منديلا و تعطيه لهارون فيمزقه لنصفين و يلقيهما في قدر النار المشتعلة أمامه و يقول عدة كلمات كالطلاسم ثم يشير بعينيه للنار فتخمد مرة واحدة. كل ذلك تحت انظار منى التي ترتجف من الفزع مما ترى ، فيرفع يديه للهواء قائلا : موضوعك انتهى يا ماجدة خلاص كفينا عنك و عن بنتك أذى جارتك حسنية لتسأله كيف ليصرخ بها : ملكيش دعوة ده شغلي و يلا امشي من هنا .
لتأخذ ابنتها و تخرج راكضة وهي تسحب منى للخارج مرتعدة لاعنة تلك اللحظة التي ساقتها قدميها لهذا المكان ، بينما هارون يضحك و يضحك بصوت كالرعد و جدران الغرفة كأنها تتحرك من صوته ويحدث نفسه قائلا : هو ده المطلوب أخيرا لقيتها هي دي الي هتبأة هديتي للمارد الأعظم مفيش غيرها دي المقصودة ؛ لتلمع عينيه ببريق مخيف و يزيد توهج احمرارها كجمرة مشتعلة .
وصلت ماجدة و ابنتها للمنزل ليجدن تجمع من المارة أمام البناية و سيارة الاسعاف ليحاولن الدخول ، فتصل لمسامعهن بعض كلمات السكان منهم من يقول : يا خسارتك يا ست حسنية ايه الي حصلها دي كانت زي الفل فجأة كده ترمي نفسها من الشباك؟؟ ويقول آخر : ده الجيران شافوا دخان من شقتها و نار قايدة و فجأة سمعوا صوتها بتصرخ وهي بترمي نفسها من البلكونة ولما كسروا باب الشقة يطفوا النار ملقوش أثر لأي حاجة غريبة ، الله يرحمها ويسامحها .
لتركض ماجدة و ابنتها للشقة و تغلقان الباب و تلقي بجسدها على الأريكة و هي جاحظة العينين تسأل نفسها : ازاي ازاي ده حصل؟؟ معقول يكون هو ؟؟ مش ممكن أنا طلبت منه يبعد أذاها عننا يقوم يموتها ؟؟ مستحيل مستحيل..
لتصرخ بها منى بانفعال باكية : حرام عليكي يا ماما ازاي تقعي ف الوحلة دي؟ بأة انتي الست المتعلمة تروحي بنفسك للمكان ده و كمان تاخديني للشيخ زفت ده عشان يتعرف عليا ؟؟ ازاي فين عقلك ؟ لعلمك انتي شريكته في الجريمة دي لازم تبلغي عنه عشان تريحي ضميرك ذنبها ايه الست دي تعملوا فيها كده؟؟ كل ده عشان بتحسد!! ربنا هو الحافظ بس للاسف ايمانك الضعيف هو الي وقعك ف المصيبة دي . يا خسارة يا خسارة.. لتركض لغرفتها باكية بانهيار و حسرة على ماوصل اليه حال والدتها كم تدني فكري ووقوع في إثم تصديق ذلك المشعوذ.
لتنهض ماجدة وهي تبكي و تحدث نفسها بأنها قاتلة مذنبة يجب أن تكفر عن ذنبها و مافعلته في جارتها حسنية ، دخلت لغرفتها و قد نوت أن تذهب صباحا لذلك الرجل لتنتقم منه.
في الصباح الباكر خرجت متوجهة لمنزل هارون ، وصلت لوجهتها ولا تعلم ما الذي بانتظارها ، لتقترب من الباب فتجده يفتح لها دون أن تلمسه لتدلف للداخل و هي تجر قدميها بخوف و قلبها يقرع كطبول الحرب و تقترب من الغرفة لتجدها كدرك في النار و حوائطها عليها نقش بالدماء لم تكن موجودة في المرة السابقة و هارون يقف أمامها و له ظل كمخلوق ضخم ، رائحة الموت منتشرة في الغرفة في كل زاوية كأنها ترى و تسمع استغاثات من عمق سحيق، لتقف أمامه بقوة لا تعرف من أين استمدتها صارخة : حرام عليك يا هارون ليه قتلت حسنية انا مطلبتش منك كده يا مفتري منك لله منك لله ، حرام عليك ذنبها ايه تعمل فيها كل ده ؟
ليضحك بصوت بشع تتزلزل من قوته جدران غرفته المشؤومة مصارحا إياها : انا كنت عارف انك جاية تاني يا ماجدة ، و الي حصل ده كان جر لرجل و ف نفس الوقت حبيت اوريكي اقدر اعمل ايه لو مسمعتيش كلامي .. هو طلب أو اعتبريه امر ، احمد خطيب بنتك عاوزه هنا محتاجه ، وعشان أوفر عليكي الاسئلة الي بتدور ف دماغك لازم تعرفي انك لو مضحتيش بأحمد هيكون التمن بنتك ، اختاري يا ماجدة أقدم مين قربان للمارد الأعظم ؟ أحمد و الا منى؟
لتصرخ به بجنون هاتفة :
الفصل الاول .. الثمن
لتصرخ به بجنون صائحة : انت اتجننت ؟ أضحي بمين؟ عاوزني أدمر بنتي و سعادتها عشان ألاعيبك الملعونة دي ؟؟ مستحيل اعمل كده انت بتحلم مستحيل أغصب ربنا أكتر من كده مش ممكن اسلمك بنتي او خطيبها عشان تقدمهم لشياطينك يا ملعون ، و زي ما غلطت هصلح غلطتي و هخلص الناس من شرك ، لتنقض عليه مخرجة سكينا من حقيبتها و تنقض عليه تغرزها في صدره فيسقط أمامها مضرجا بدمائه صارخا بصوت كالزلزال لتجد المنزل كأنه سيسقط فوقها لتركض بكل قوتها خارج المنزل دون أن تنظر خلفها وهي تحاول الفرار من تلك المنطقة الملعونة ، لتصل لأول الطريق و تستقل سيارة أجرة و تفر بها من ذلك الحي.
بعد مرور نصف ساعة وصلت للمنزل و هرعت للشقة و اغلقت بابها بإحكام عليها و دخلت لغرفة ابنتها و وجدتها مازالت نائمة فقبلتها من جبينها و همست : سامحيني يا منى أنا الي دخلتك المكان القذر ده و كان لازم اتحمل نتيجة غلطي بس الحمدلله خلصت منه عشان أحميكي انتي و أحمد ، مكنش قدامي غير كده .
لتربت على رأسها و تخرج من الغرفة و تتجه للحمام لتغتسل كأنها تنفض عنها تراب و قذارة ذلك المكان بما فيه ، في تلك اللحظة وهي متجهة للحمام لمحت ظلا كبيرا في الغرفة فعادت خطوة للخلف لتجحظ عينيها من هول ما رأته ..
مستحيل !! إنه هو … نعم هو هارون بشحمه و لحمه لكن كيف ؟؟ قد قتلته منذ دقائق في منزله و سقط أمامها غارقا في دمائه ، لتراه واقفا أمامها بكل جبروت و في لمح البصر مع إشارة من إصبعه وجدت نفسها داخل الغرفة و أغلق الباب عليهما ، لتحاول جاهدة الصراخ و الطرق على الباب دون جدوى و كأن صوتها لا يسمعه غيرها ، لتستدير اتجاهه و تصرخ في وجهه : انت عاوز ايه سيبنا ف حالنا إنت ايه مبترحمش ؟ ابعد عننا ابعد عننا ..
ليجيبها بكل برود : انت متخيلة اني ممكن أموت بسهولة يا ماجدة ؟ انتي بتحلمي أنا مستحيل اموت بسهولة يا إنسية يا ضعيفة يا حقيرة ، و الي عملتيه هتدفعي تمنه غالي أوي و عشان تعرفي نتيجة غلطك ده أنا كنت ناوي أحضر كبير عشائر الجان الي لو قولتلك اسمه بس ممكن لحمك ينفصل عن عضمك بس رأفة بيكي كفاية تعرفي أن القربان الي طلبه عشان يباة من خدمتي و يخليني اسيطر ع العالم كله و العشائر كلها تبأة حليفة ليا ، القربان ده كان شابة جميلة شقراء أو حد من دمها مواصفاتها كلها تنطبق على بنتك و دم شاب قريب منها و الحظ خدمني بوجود بنتك معاكي و انها خطوبة لأحمد ، بس بغبائك و جراتك عليا يباة هاخد روحك انتي بدل بنتك لانها بصراحة عجبتني و خسارة ف الموت ، فبدالها هقدمك انتي دلوقتي مؤقتا ..
لتلتصق مكانها من صدمتها بعدما علمت بنواياه الخبيثة و كيف استطاع أن يجذبها و يقنعها لتأتي بمنى ليراها و من المؤكد أنه يعرف مكان أحمد لكن ما الفائدة فهي ستلقى حتفها الآن على يدي هذا المشعوذ.
ليشير بيديه اتجاه ماجدة و يتمتم بعدة طلاسم و عبارات مخيفة و مع ارتفاع نبرة صوته تشتد حرارة الغرفة و تتحول لآتون من اللهب و تختنق ماجدة معها و بإشارة أخرى من يده يعتصر جسدها و يقذف به في زوايا الغرفة كأنها كرة تقذف و ترد اليه مرة أخرى، مع احمرار عينيه كالجمر تخرج روح ماجدة وهو يعتصرها بين أصابعه لترتفع بجسدها لسقف الغرفة ، وبنظرة قاتمة من عينيه يكسر عنقها و تسقط فوق الفراش ليعود كل شيء كأن لم يكن هناك معركة حدثت للتو ويسكن كل شيء.
ليفتح باب الغرفة و يخرج منها طائرا فوق الأرض دون أن تمسها قدماه و يلقي نظرة خاطفة على منى التي مازالت نائمة لا تشعر بشيء مما حدث ثم يتوعدها بينه و بين نفسه هامسا : هييجي يوم و تيجي برجلك يا حلوة وتجيبي خطيبك لغاية عندي ولو طلعتي غبية زي والدتك هقدمك قربان إنتي كمان.. و في طرفة عين اختفى من المكان .
بعد مرور الوقت تستيقظ منى من نومها شعرت بألم قوي في سائر جسدها كأنها أياما كثيرة ، فلم تشعر بشيء حدث حولها من تأثير ذلك الشيطان هارون ، نهضت من مكانها و بحثت عن والدتها لم تجدها ف المطبخ او الصالة دخلت لغرفة نومها وجدتها مستلقية على ظهرها بأمان و كل شيء هادىء ، اقتربت من جسد والدتها توقظها و تناديها لكن ما من مجيب ، أخذت تحرك جسدها عدة مرات وشعرت ببرودة جسد والدتها لتصرخ بأعلى صوتها فقد رحلت والدتها و تركتها وحيدة ، رحلت بعد أن دفعت ثمن خطأ أوقعت نفسها به و ربما ابنتها ستدفع ثمنه أو شخص آخر .
اتصلت مسرعة على أحمد خطيبها ليأتي مسرعا ووالدته بعد أن اخبرته بوفاة والدتها ، وحضرا مسرعين لتحتضنها والدته وهي تبكي و تربت على ظهرها و تواسيها فالمسكينة أصبحت يتيمة الام و الاب لكن أحمد كان بقربها طوال الوقت يوعد لو اخذها في أحضانه ليشعرها بعشقه والأمان الذي تفتقده بوفاة أمها الآن ، انصرف الجيران بعد تعزيتها وبقيت معها والدته فاطمة تحاول تهدئتها طوال الليل و أحمد يشعر بالعجز تمام لحالتها تلك ، اقترب منها محاولا أن يخرجها من تلك الحالة ليقول مجاهدا رسم ابتسامة على وجهه : منى حبيبتي مينفعش كده ادعيلها بالرحمة العياط هيتعبك اكتر، استغفري ربنا و اقري الفاتحة ليها دايما يلا قومي عشان جبتلكم عشا مينفعش تقعدي كل ده من غير أكل ، لترفع رأسها عن صدر والدته و تتحدث بصوت كاد ينقطع من البكاء : مش قادرة يا احمد هتجنن دي كانت بخير امبارح و كويسة اوي و عمرها ما اشتكت من تعب اوي اي حاجة ، الصبح حتى ملحقتش اشوفها كنت نايمة كان بقالي سنة منمتش واول ما صحيت لقيتها ميتة ، ثم أجهشت بالبكاء مرة أخرى ودون أن تشعر ارتمت بأحضانه و تعلقت به لتربت والدته على شعرها و تقول : ربنا يصبر قلبك يا بنتي و يقويكي ده قضاء ربنا محدش فينا له في نفسه حاجة ده أجلها يا بنتي، أحمد يا ابني حاول تهديها لغاية ما اجهز السفرة لازم تاكل حاجة دي من الصبح مبطلتش عياط.
لتنهض و تخرج من الغرفة بينما احمد شدد من احتضان منى كأنه يخشى فقدانها و قبل جبينها هامسا : منى حبيبتي عشان خاطري انتي بتموتيني كده حبيبتي كده غلط على صحتك ، امر ربنا ونفذ خلاص، يلا معايا تاكلي لو حاجة بسيطة تسند قلبك يلا عشان خاطري.
لتنهض معه محاولة التماسك وجلسوا جميعا يتناولون العشاء بينما تلك الجمرتين المتوهجتين تراقبهم بابتسامة خبيثة ، فقد اقترب من تحقيق هدفه باقتراب أحمد منها.
( أحمد همام : مهندس معماري عمره 28 عاما يعمل في شركة للهندسة و المقاولات ، خطيب منى و يعشقها لابعد الحدود )
(فاطمة : والدة احمد تبلغ من العمر ستة و أربعون عاما سيدة طيبة تحب منى كثيرا و تعاملها كابنتها ) .
مرت الأيام ووالدة أحمد تبيت أحيانا مع منى ثم تعود لابنها ترى متطلباته ثم تبقى مع ليلى حتى مر شهران على وفاة والدتها لتفاتحها فاطمة في يوم ما : منى يا حبيبتي انتي عارفة ان احمد نفسه من زمان يتمم جوازكم بسرعة و دلوقتي عشان ظروف وفاة والدتك الله يرحمها ايه رايك لو نكتب الكتاب دلوقتي و بعد السنوية ان شاءالله نفرح بيكم ع الاقل يجيلك براحته ويطمن عليكي عشان محدش يتكلم ولا يقول حاجة ؟ ايه رايك يا بنتي؟
لتشرد قليلا قبل ان تجيبها : موافقة يا ماما الي تشوفيه دي كانت رغبة ماما الله يرحمها و هنفذها ، لتبشر فاطمة أحمد بموافقة منى ليتفق مع الشيخ لعقد القران في اليوم التالي ، كل ذلك تحت سمع و نظر تلك الجمرتين اللتين تراقبان ما يحدث في بيت منى ،
ليأتي اليوم الموعود فيتم عقد قرانهما و تصبح زوجته و يأخذها و يتناولان العشاء في الخارج ليرفه عنها قليلا و بينما هما في المطعم يتناولان طعامهما رأت من الزجاج ذلك الرجل الملعون هارون يقف بابتسامة مخيفة وينظر اليها ، لينصرف بعدها تحت أنظارها المرتعدة منه فيلاحظها احمد ليسالها بقلق : منى حبيبتي فيكي حاجة مالك ؟ لتحاول اخفاء قلقها أمامه مبتسمة : مفيش حبيبي انا بس سرحت شوية ، متقلقش .
ليمسك يدها ويقبلها بحب وهو ينظر لعينيها : لو تعرفي بحبك قد ايه و نفسي اسعدك العمر كله ، لتبتسم بخجل و تهمس : ربنا يخليك ليا و ميحرمنيش منك ابدا . ثم ينتهيا من طعامهما و يوصلها للمنزل و يودعها بقبلة اعلى راسها و يتوجه لمنزله ، بينمل والدته اضطرت للذهاب لشراء بعض مستلزمات المنزل لمنى