قصص

قصه العقربه

كنت واقفة في المطبخ، والضل اللي ورايا رايح جاي، ماكنتش قادرة أبلع ريقي من كتر الخوف، دي مش تهيؤات، لا فيه حاجة غلط بتحصل، فجأة سمعت همس جنب ودني الشمال، حد بينادي باسمي، جسمي كله اترعش وحسيت بتنميل جامد في دراعي الشمال برده، ونفسي مابقتش قادرة آخده، الدنيا كانت بتلف بيا، المجّات كانت بتتهز على الرخامة والسكاكين كمان، افتكرت كلام الشيخ، لا مستحيل مش معقول دي آخر حاجة ممكن أصدقها.
هاحكي ليكم من البداية…..
أنا ملك، متجوزة وعندي بنت واحدة هتكمل تلات سنين كمان كام شهر، جوزي بيشتغل في الأردن، سافر بعد فرحنا ب٢٥ يوم.
الحكاية ابتدت لما “علي” -أخو جوزي- فكّر يكمل نص دينه هو كمان، كان بيدور على عروسة بنت ناس ومحترمة، ساعتها كنا بنحضّر لفرحنا، وأيمن جوزي طلب مني أرشح له واحدة من صاحباتي وتبقى خطوبته مع فرحنا، كان عندي نيرة صاحبتي من ابتدائي ظروفها كويسة جدًٰا، وبنت ناس وواثقة في تربيتها، فرشحتها لأيمن وعلي رحب جدًا ووافق، وبالفعل راحوا اتقدموا لها واتفقوا على كل حاجة، “علي” على أده وأيمن هو اللى وقف جنبه وساعده إنه يكوّن نفسه ويبتدي حياته، وفعلًا بعد سنة من جوازنا ، اتجوز علي ونيرة هما كمان..
كنت فرحانة أوي أوي أخيرًا بقيت أنا ونيرة في بيت واحد، حتى لو الفترة اللي أيمن بيكون فيها هنا قليلة بس مش فارقة، غير كده كنا بنتجمع في المناسبات كزيارات عائلية، طبعاً أيمن ماكنش بيحضر التجمعات دي؛ لأنه على طول مسافر وأجازته بتكون فترة بسيطة جداً..
ربنا كرم نيرة بالحمل بعد سنة من جوازهم، وعرفنا إنها حامل في بنوتة، يومها ضحكت معاها وقلتلها: هي خلفتنا كلها هتبقى بنات، أنا فاكرة مامتها وقتها قالت: :بنت، بنت مش مشكلة، أهو أي حاجة تسد بيها العين”، والموقف عدى وخلاص.
حملها كمل على خير وولدت، وكان واجب عليا إنى أزورها واقوم بدوري كصاحبتها وسلفتها، ودور أيمن اللي مش موجود.
وفعلاً رحتلها المستشفى، وبعد ما روّحت كلمتها في التليفون، واستأذنت منها إنى أروح أزورها في بيت مامتها؛ لأن بعد الولادة راحت على هناك، وقالت لي إنها مستنياني.
رحت لها وقعدت معاها، واطمنت عليها وعلى “ندى”، وفضلنا نرغي شوية، بيت نيرة ده أنا مادخلتوش من أيام فرحها، هما أصلاً من بلد جنبنا، وبعد موت باباها مامتها جت بيها هنا وبقينا جيران، ومن أول يوم مدرسة لحد دلوقت ماتفارقناش.
مامتها أصرت عليا إني أتغدى معاها عشان أفتح نفسها، حاولت أتحجج إن بنتي عند ماما ومش هينفع، بس ماعرفتش أخلع!
واضطريت أستنى فعلاً لحد ما تجهز الأكل، نيرة كانت بتتكلم وأنا سرحانة في دنيا تانية كلها مشاكل وقرف، هزتني بإيدها وقالت لي: “مالك يا بنتي فيكي إيه؟”، ماعرفتش أقولها إيه؟
بصيت لها وعينيا دمعت، ماقدرتش أمسك نفسي ولا أمثل أكتر من كده، أخدتني في حضنها وفضلت تطبطب عليا، وطلبت مني أحكيلها فيه إيه، وهي هتساعدني…..
قلتلها إن أيمن احتمال ينزل الفترة الجاية، وبيضغط عليا عشان أتابع مع دكتور؛ عشان أعمل عملية أول ما ينزل، بصت ليا بخضة وقالت لي: “فيكي إيه وعملية إيه!”
فكملت كلامي وقلت لها: “البيه مش عاجبه خلفة البنات مع إننا ماجبناش غير بنت واحدة، بس أمه شاحناه ع الآخر إن مادام أول خلفتنا بنات هتفضل كده.”
ضحكت نيرة وقالت: “انتِ عارفة لما جت تزورني، قالت لي كده برده إن اللي مش بيجيب البنات في الأول مابيجيبش.
سألتني على اللي ناوياه، فقلت لها: ولا حاجة هحاول آخد أيمن بالهداوة والدلع لحد مايشيل فكرة العملية من دماغه، فقالت لي: هاتي هدوم جديدة، قصي شعرك، روحي الجيم خليه يرجع يلاقي واحدة تانية غير اللي سابها، فضحكت والدموع بتنزل من عيني، وقلت لها إني فكرت التفكير ده فعلاً، وقصيت شعري، وبدأت ألقط حاجات كانت عاجباني.
مامتها دخلت بصينية الأكل، وقعدت معانا فسكتنا، وبعد الأكل أصريت أمشي، واتفقنا نكمل كلامنا على الموبايل..
تاني يوم، اتصلت بنيرة بس مكانتش بترد، اتصلت بحماتي فكّرت إنها روّحت وعرفت منها إن نيرة تعبت جداً امبارح، وإنها سخنت أوي وحرارتها مش راضية تنزل خالص، وبيجيلها تشنجات وبتقوم تصرخ طول الليل، وحالتها النفسية وحشه جدًا.
اتصلت بوالدتها عشان أطمن عليها، الست كانت بتكلمني وهى منهارة من العياط، كانت بتقولي: بنتي بتروح مني، بنتي اللي جرالها ماجراش لحد..
حاولت أهديها وقلت لها إن دى حاجة واردة وبتحصل عادي جداً، وإنها لازم تتعرض على دكتور كويس، أو حتى الدكتور اللي ولدت معاه يتابع معاها حالتها ويشوفها، وعرضت عليها أروح لهم ونوديها سوا، أو يخلوا الطفلة معايا وتروح هي بيها.
لكن اتفاجئت إن والدة نيرة بتقول ليا: دكتور إيه يا ملك، هو الدكتور هيعرف إيه اللى حصل لنيرة، بنتي مش محتاجة دكتور، نيرة اتكبست….
سكت لأني مافهمتش اللي قالته، استنيت إنها تكمل أو تشرح، لكن هي كمان وقفت كلام وسكتت.
فسألتها: يعنى إيه اتكبست؟ حد زعلها يعنى؟
كنت فاكرة اتكبست دي يعني حد كبسها وحرق دمها، فقلت أكيد حماتي هي مفيش غيرها، لكنها قالت:
مش مهم تفهمي، المهم انى لازم اعرف مين اللي عمل كدة، وأشوف حد يفك الكبسة.
أول ماقالتلي كلمة يفك الكبسة دي، حسيت برعشة غريبة في جسمي، فهمت بعدها من ماما على طول إنها حاجة ليها علاقة بالأعمال والخرافات والدجل؛ عشان كدة قررت ألحقها، وكلمت علي بسرعة، وحكيت ليه اللي حصل، ووصيته مايوديهاش لدجالين مهما والدتها أصرت، وفهمته إن دي حمى نفاس محتاجة دكتور.
كان رده هجومي أوي عليا، قالي…. اسكتي انتي إيش عرفك، نيرة محمومة ولبنها قطع والعيل على صرخة وحالهم متشقلب، دي أكيد اتكبست زي ما حماتي بتقول، ومسيرى أعرف مين اللي عمل كدة.
قفلت معاه، هو وحماته مصممين على اللي في دماغهم، قلت خلاص هما أحرار بقى مع نيرة، هي مش صغيرة وسكت.
لكن بعد كام يوم، لقيت والدة نيرة جاية عندي في شقتي، لما شفتها استغربت أوي وقلت: خير يارب، فيه إيه؟
دخلت وقعدت لقيتها بتزعق وبتقولي انتي اللي كبستي نيرة …
بصراحة أنا تنحت، استغربت أوي من اللي بتقوله، يعنى مش كفاية إنها بتؤمن بخرافات، كمان عاوزة تلبسها ليا..
قلتلها إيه اللي بتقوليه دة بس يا طنط؟ نيرة صاحبتي، ومستحيل أتسبب لها في أي أذى!
قالتلي: أيوة انتي السبب، ازاي تيجي لبنتى وهى والدة، وانتي قاصة شعرك في نفس اليوم!
ساعتها افتكرت إن وأنا قاعدة مع نيرة قلتلها فعلاً إني رحت قصيت شعري عشان أغير شكلي شوية، بس فين المشكلة، إيه يعني لو قصيت شعري؟
حاولت أفهمها إن دي خرافات، وكل الكلام ده جهل، لكن هي وقفت وقالت لي: انتِ كبستي بنتي، وبايدك تحلي اللي هي فيه قبل ما توصل للأربعين وأخسرها، وبنتها تتيتم.
هي بتقول إيه، مين يتيتم وأربعين إيه!
حماتي كانت جاية ترحب بيها، وتسألها على نيرة..
ميّلت عليا أول ما شافتها، وقالت لي: هتنفذي اللي هاقول عليه، ولا تحبي أقول لحماتك على اللي ناوية تعمليه في أيمن!
وقتها خفت تقولها اللي حكيته لنيرة، ماهي مادام عرفت إني قصيت شعري، تبقى عرفت كل حاجة، ربنا يسامحك يا نيرة، فقولت ليها: حاضر، هسمع كلامك.
الصراحة كنت باقول كده عشان أعدي الموقف، وبعد ما مشيت اتصلت عليا بالليل، وطلبت مني أروح لهم الصبح بحجة إني رايحة مع نيرة للدكتور.
عديت عليهم في البيت، كانت والدة نيرة هي اللي جاهزة بس، حاولت أشوف نيرة عشان أطمن عليها، بس مامتها ماوافقتش ومنعتني إني أدخل من باب الشقة حتى!
فضلت طول الطريق أسألها رايحين فين، وهي ساكتة مش بترد، حلفت ليها إني ماكنش قصدي أسبب أذى لـ نيرة وإنها زي أختي، بس برده فضلت ساكتة، التاكسي مشى في طريق غريب، وفجأة وقف على جنب ونزلنا، وطلبت مني أحاسب، وقفنا الطريق كان فاضي مفيش فيه بني آدم حرفيًا، أخدت أول نزلة شمال، وفضلنا ماشيين ييجي بتاع ساعة إلا ربع، الشمس كانت حامية والجو حر والطريق مش مرصوف، أول ما وصلنا اتفاجئت إننا قدام بيت قديم مبني من طوب أبيض متاكل، خبطت على الباب، فتح لها ولد صغير بتاع ٧ سنين ومشينا وراه، نزلنا تحت الأرض وأخدنا نفس طريقه، مشينا بتاع ربع ساعة وأما وصلنا للباب بصلنا، وقال: سموا باسم سيدي الكبير، مافهمتش حاجة بس أم نيرة مسكت إيدي، وقالت لي أقول وراها: “بسم الكبير، لا أحد على الأرض خالد سواه، لا ملكوته فاني، ولا عصمة على قواه”.
أنا مافهمتش حاجه حاجة من الكلام اللي قالته، فحقيقي ماقلتش حركت بقي، ومع شوية وشوشة افتكرت إني كررت وراها الكلام والدنيا مشيت تمام.
فتح الباب بإيده، وطلعنا من السرداب لقينا نفسنا في نص المقابر، بس مش مقابر بلدنا، مكان شكله غريب كله مقابر ودم وستات قاعدة شكلها تعبان، أخدنا دور، وقعدت أراقب الستات والبنات، سألتها هي نيرة هتعمل زيهم بما إنها هي اللي مكبوسة، فبصت لي ودورت وشها، كل الموجودين هنا الفقر كان باين عليهم أوي، كنت مستغربة إزاي أنا طاوعتها وجيت هنا برجليا، الجهل ممكن يدمر الإنسان لو اتملك منه، لو أيمن عرف إني في مكان زي ده مش هيتردد إنه يطلقني، لما جه دورنا قعدنا قدام الراجل، وهي حكت له اللي حصل، فبص لي بغضب وقال: كبستيها، ولازم تفضي الكبسة، أنا فهمت معني الكبسة بصعوبة، بس مش عارفة بتنفض إزاي! سألته: مطلوب مني أعمل إيه؟ فنغزتني بكتفها عشان أسكت، كمل كلامه وقال: الكبسة مش سهلة، فيه طقوس كتيرة عشان تتفك، ويمكن تتعبي زي المكبوسة، وتحسي بنفس الأعراض مع إنك سليمة.
قلت له: موافقة، بس تنفك.
طلب مننا نروحله بكرة بعد العصر ومعانا ٤٠٠٠ جنيه، مشينا من عنده زي ما جينا، أول ما خرجنا بصت لي وقالت: طبعاً انتِ اللي هتدفعي الفلوس دي، ما انتِ السبب!
مكانش عندي مانع، بس نخلص من القرف ده، بالليل حسيت إن باب أوضتي بيتفتح والولد بيدخل منه، آه الولد الصغير اللي شفته عند الراجل بس كانت عينه مخلوعة، كان بيبص لي كأنه شايفني، بيقرب من السرير لحد ما وقف جنبه، كنت بابلع ريقي بالعافية ومش قادرة أمسك نفسي من كتر جسمي ما بيترعش من الخوف، بس فجأة ابتسم ونزل من بقه دم ونزل تحت السرير، آه دخل تحت السرير وماكنش عندي الجرأة إني أشوف حصل له إيه، ومع أذان الفجر استعذت بالله، ونطيت من على السرير وخرجت برة الأوضة وقفلت الباب!
أخدت بنتي ونزلت عند حماتي، اتحججت إن فيه فار، أول ما الصبح طلع أخدت بنتي ورحنا بيت ماما، قررت إني مش هارجع الشقة تحت أي ظرف، الصبح والدة نيرة كلمتني تأكد المعاد، وتشوفني اتصرفت في الفلوس ولا لا، فحكيت لها اللي حصل، وهي فكرت إني باتحجج لما لقيت الموضوع فيه فلوس، بس أقسمت لها على اللي حصل، وقالت لي إن مهما عملت مش هتسيبني إلا أما تفك كبسة بنتها.
خفت من تهديدها ليا؛ لأن وصل بيها الأمر انها تهددنى بحاجات كنت باحكيها لنيرة بحكم الصداقة، لكن هي استغلتها ضدي وقالتلي إنها هتخرب بيتي لو مانفذتش كل اللي هتقول عليه، وفضلت تقولي: انتي يعنى هتخسري إيه، انتي بتنقذي صاحبتك اللى اتأذت بسببك، جه الميعاد واضطريت إني أكدب على أمي وأقولها إني هاروح لوحدي شقتي أكمل ترويق؛ لأن جوزي كان قرب ينزل، ولسه ماخلصتهاش، وقلتلها لو اتأخرت هابات هناك، أقنعتها بالعافية إني أروح لوحدي، نزلت وقابلت أم نيرة، كنت بترعش من الخوف، أول ما شافتنى قالتلي: جهزتي المبلغ، مديت إيدي ف شنطتي طلعت ١٥٠٠ جنيه، قلتلها: وحياة بنتي دول اللي أحتكم عليهم، زعقت في وشي، وقالتلي: انتي مش ناوية تجيبيها لبر، وبعدين فضلت تبصلي بطريقة غريبة، وقامت هاجمة بإيديها على رقبتي شدت الدلاية اللي أنا لابساها، صرخت من الألم، قالتلي: اسكتي خالص، احنا هناخد دي نديها للراجل يتصرف فيها بمعرفته، طالما مش عاوزة تجيبي الفلوس جرتني من إيدي وراها، وأنا ماشية منهارة وبالعن حظي اللى خلاني روحت لنيرة أباركلها على الولادة.
وصلنا للمكان اللي كنا فيه قبل كدة، كانت الشمس ابتدت تغيب، مفيش حد في المكان، مش سامعين غير صوت خطواتنا، والراجل اللي شوفته أول مرة كان واقف مع الولد الصغير قدام الباب، زي مايكون حاسس إننا جايين، فجأة شاور بإيده لما قربنا منه، حسيت بحاجة بتمسك في كتفي بتشدني لورا، صرخت والتفت لقيت واحدة ست كبيرة في السن، شكلها غريب جداً لابسة أسود في أسود وعلى وشها مدقوق وشوم غريبة, وسنانها سودة بشكل مرعب، فضلت ماسكة فيا وأنا بتنفض تحت ايديها.
بصت لأم نيرة وقالتلها: جبتي المطلوب؟
أم نيرة قالتلها: أيوة، كل طلباتكم معايا،
الست فضلت ماسكاني وشاورت لأم نيرة تيجي ورانا، كنت ماشية معاها زي المقبوض عليا، حسيت إنهم هياخدوني لموتي، وإني رايحة ومش راجعة تاني.
إحساسك بالخوف ماحدش هيقدر يوصفه زي أنت ما حسيت بيه، كنت بادعي ربنا يكون ده كابوس وأفوق منه، بس للأسف وصلنا لمكان النور فيه ضعيف أوي، سابتني وولعت كام لمبة جاز، وجابت حيوان صغير شكله غريب أوي وصوته أغرب، ومسّكتني السكينة غصب عني وشاورت ليا، إيدي كانت بتترعش بالسكينة، بصيت لوالدة نيرة، كانت مبرقة أوي، وبتشاور لي هي كمان على الحيوان ده، فجأة الست زقتني وقالت لي: خلصي، مش هنفضل طول الليل هنا، مسكت أم نيرة إيدي وشدتني عشان أدبح الحيوان ده، بس كنت زي المتسمرة في الأرض، مهما الاتنين شدوا فيا ماكنتش بتحرك، كنت باقول في سري يا رب انجدني، لحد ما لقيت حد خبطني على راسي من ورا وعينيا غمضت، حاسة بوجع جامد في دماغي، حركت إيدي عشان ألمس مكان الوجع، إيدي جت على حاجة جنبي، فتحت عينيا وياريتني مافتحتها، إيديا كانت محتاسة دم، المكان كله كان غرقان دم، حاولت أقوم واتصدمت لما قعدت واتعدلت، الحيوان اندبح وراسه جنبي، هدومي غرقانة دم، وأم نيرة والست قاعدين بيقطعوا في جسم الحيوان، والراجل الغريب واقف جنبهم، بص ليا وكأنه حاسس إني صحيت، كنت قاعدة مش قادرة أتحرك، الست نطقت أخيرًا وقالتله: العضمة اهي يا سيدنا هلهلال
الولد طلع من وراه، مد إيده وأخدها واختفى في وسط الضلمة، وهلال ده بص لام نيرة والست، وقالهم: هاتوها وهاتوا الدبيحة.
كان جسمي كله سايب مش قادرة أقف ولا أتحرك، جرجروني وراهم لحد ما وصلنا مكان كده مهجور برده، بس فيه مقابر شكلها غريب، زي ماتكون مقابر صغيرة، وقفوني في وسط المقابر دي، وهلال بدأ يدور بالدم على كل قبر شوية، وبعدين عمل بالدم اللي خلط عليه ملح دايرة حواليا، وزقّ راس الحيوان معايا جوه الدايرة، ومد إيده ومسك حاجة صغيرة من جوة بطن الحيوان ده، وبدأ يلف بيها حواليا وهو بيقول كلام غريب، كان جسمي كله بيترعش، في البداية كان هلال بس اللي بيلف حواليا، وفجأة بقيت شايفاه اتنين، لا تلاتة هلال بقى فيه منه كتير ١ – ٣….. ٧، آه كان في ٧ نسخ من هلال بتلف حواليا، كلهم بدءوا يدخلوا في جسمه لما وقف، بص ليهم وقالهم خلوها تخطي ٧ مرات علي راس الدبيحة على ما أخلص شغل، الولد الصغير مد إيده بالعضمة وهلال أخدها وقرب من لمبة الجاز وبدأ يكتب عليها بالدم، كان شكله يخوّف، الست زقتني وقالت لي: ٧ مرات تخطي على الراس دي، أم نيرة قالت لي: يلا خلصينا عشان نمشي..
أول خطوة كانت الست بتقول كلام غريب…. سيدنا الكبير مالك القوة والعظمة، حقق المراد واقبل الهدية.
كانت الخطوة التانية بتقول….. الوحا، مفروض غير مردود، الساعة طشطائيل، يافوث عمير.
حسيت إن دماغي بتتقل وإني هاقع، كملت عشان أخلص، في الخطوة التالتة قالت….. مستصمائيل عاند فوز رتخ اللهو.
في الرابعة، حسيت إني هقع، وكانت إيد الست أقرب ليا من الأرض ومسكتني، عينيها كانت بيضا وبس، حسيت بفزع ماحستهوش في عمري اللي فات كله، جسمي اتنفض من مسكتها، وأم نيرة شدتني من شعري، وقالت لي: خلصينا بقى، ماكانوش ٧ خطوات…
خطيت الخامسة والست بتزوم، كلامها مابقاش مفهوم، خايفة أبص ليها، مرعوبة عايزة أمشي، رجليا مش شايلاني.
في الخطوة السادسة، هلال وقفني وعطاني العضمة قالي شيليها على إيدك وانتِ بتخطي الخطوتين، وبدأت أخطي الخطوة اللي قبل الأخيرة، هلال كان بيقول كلام مش واصل لوداني، بس سامعة منه طراطيش كلام، في السابعة برده نفس اللي حصل، بس فجأة لقيت حاجة سخنة بتتكب عليا، العضمة وقعت من إيدي غصب عني لما شفت اللون الأحمر اللي نازل عليا، بدأت أصرخ وجسمي يتنفض، كنت ببصلهم بفزع، الست وأم نيرة كتفوني، وهلال ضربني بالقلم وقال لي: ضيعتي كل اللي اتعمل، خلوها تخطي تاني، أم نيرة شدتني ليها، قلت لها: أبوس رجلك عايزة أروح بيتي، فقالت لي: اللي اتكب عليكي كان دم من الدبيحة، جهلك هيخلينا نعيد تاني، الست شدتني وعملت نفس الخطوات، كنت حاسة بقرف وأنا عارفة إنهم هيغرقوني بدم الحيوان ده تاني، دماغي كان مشلول، لما جيت أنطق وأقول يا رب، حسيت إن في فيه نار بتكوي في جسمي، كملت ومع آخر خطوة الدم نزل فوق دماغي فقدت الوعي، كنت سامعة أصوات ضعيفة، شباب حواليا وأم نيرة كانت بتقول إني بنتها، وكنا في زار عشان مابخلفش!
مش عارفة كان حلم ولا حقيقة، بس لما فقت لقيت نفسي في بيت نيرة، تحديداً في أوضة مامتها، أول ما فتحت شفت الست اللي عند هلال قدامي، بس فجأة قامت من مكانها وفتحت الدولاب، ودخلت فيه وقفلت واختفت، صرخت فدخلت والدة نيرة وبصت لي بغضب، وقالت لي: “إيه، بتصرخي ليه شفتي عفريت؟”
فضلت أشاور لها ع الدولاب وأنا إيديا بتترعش، ماكنتش قادرة أتكلم ولا أنطق، فتحت الدولاب وبصت لي ماكنش في فيه حاجة غير بطاطين!.
سابتني وطلعت برة الأوضة لثواني، وبعدين رجعت رمت لي الموبايل ع السرير وقالت لي إن أمي وحماتي اتصلوا، وإنها قالت لهم إني كنت مع نيرة طول اليوم..
مسكت الموبايل زي المجنونة وكلمت ماما، كنت فاكرة إنها هتكون زعلانة مني، بس لا خالص دي كانت هادية، وقالت لي إني بنت أصول عشان ماسبتش نيرة ومامتها لوحدهم في ظروف زي دي.
قفلت معاها، وبصيت لها، قالت لي إن حماتي اتصلت وسألت عليا؛ لأن ماما كلمتها لما مردتش عليها، فاضطرت تقولهم إني مع نيرة عشان تعبانة برده، كلمت حماتي وقالت لي أعدي عليها قبل ما أروح، بس ماكنتش قادرة، لقيت والدة نيرة غاسلة هدومي ومنشفاها، لبستها وسألت على نيرة عشان أشوفها قبل ما أمشي، بس مامتها قالت لي إنها عند هلال، استغربت إزاي سايبة بنتها في المكان ده بس قلت مش هسأل، أهم حاجة انفد بجلدي، وأنا خارجة من باب الشقة قالت لي: ٧ أيام وهنروح لهلال تاني ماتنسيش، وقفت وتنحت وقلتلها: إيه، هو احنا مش خلصنا الليلة دي!
قالت لي: هلال اللي يقول خلص ولا لا.
مشيت من عندها وأنا حاسة الأرض بتميل بيا، يا دوب وصلت للبيت بتاكسي وكلمت ماما تنزل تحاسب، وطلعت جري ع الحمام، دخلت وقفلت على نفسي الباب، وخدت حمام طويل، كل ما أفتكر منظر الدم اللي غرقوني بيه، والحيوان اللي اندبح، والقرف اللي شفته اتنفض من جوايا.
خرجت لقيت بنتي أول ما شافتني اتسحبت من الأوضة وسابتني، حاولت أقرب منها وألعب معاها كانت بتصوت، اتوضيت بعد صراع طويل بيني وبين نفسي بس كنت حاسة لأول مرة إن الوضوء حاجة تقيلة أوي عليا، حاجة من جوايا رافضة الصلاة، صوت : ماتصليش، ماتصليش، فردت السجادة وقعدت ع الأرض مش قادرة أقف، مش عارفة أصلي، ناسية كل حاجة، لساني تقيل مش قادرة أقول حتى يا رب..
نمت مكاني من كتر التعب، صحيت على رنة الموبايل، كانت حماتي ورديت عليها، كانت زعلانة مني إني ماعديتش عليها، اعتذرت ليها وقلت لها مسافة السكة، وهكون عندك.
حاولت أتحرك بس دماغي كانت تقيلة أوي، دخلت ماما وأول ما لقت إني صاحية قالت لي: أخيراً صحيتي، نشفتي ريقي.
طلبت منها تشدني عشان أقوم؛ لأني مش قادرة، أول ما ماما مسكت إيدي افتكرت الست اللي عند هلال، وحسيت برعشة غريبة جوايا، ماما استغربت وقالت لي: انتِ بتترعشي كده ليه، حاولت أتوّه في الكلام، وقلت لها: جايز داخل عليا برد ولا حاجة، لبست وخرجت من غير فطار، بنتي كانت قاعدة في أوضة ماما رافضة تطلع منها، نزلت ورحت بيت حماتي، عارفين إحساس إن حد بيراقبكم!
عين مبرّقة فيكم؟
أنا كنت كده، كنت ماشية أتلفت حواليا، حاسة إن حد ورايا ومعايا، بس مش شايفاه.
وصلت البيت وأخدت نفسي ودخلت، كنت خايفه تفاتحني في موضوع العملية، وخصوصاً إن أيمن خلاص قرب ييجي وكلها أيام، لما دخلت أخدتني أوضتها وقفلت الباب، سألتني عن نيرة فقلت لها اللي حصل وإنها تعبانة، وإن حد كبسها من غير أي تفاصيل تخصني، لوت شفايفها وقالت: كبسها دول ملاعين، هو فيه الكلام ده دلوقت، قلت لها: بس علي جوزها مصدقهم، فقالت لي: هو ابني ده يعرف حاجة ده مايل، طبطبت عليا، وقالت لي: يا بنتي أنا جايباكي هنا عشان أقولك كلمتين! تدخلك الجامد مع نيرة ده هيؤذيكي في يوم من الأيام، دي بتؤذي جوزها..
تنحت لكلامها كده، وقلت لها: مش فاهمة، نيرة بتؤذي علي!
قالت لي: آه، أنا مطلعة أحجبة وأعمال من دولاب ابني لما راحت عند مامتها بعد الولادة، أومال أنتِ فاكراه ماشي وراهم، ومطاوعهم كده إزاي؟
افتكرت دفاعه عنهم لما كنت باكلمه، وحطيت وشي في الأرض، قالت لي: أنا هعرف أتصرف معاها، وأربيها هي وأمها بس انتِ حاولي تبعدي عنهم..
هزيت راسي، مدت ليا إيدها بالحجاب شفت إيدها مسلوخة زي الست اللي كانت عند هلال فاتنفضت وصرخت، الحجاب وقع من إيدها وطت جابته، وقالت لي: مالك يا بنتي، بلعت ريقي بصعوبة وبصيت لإيدها تاني كانت سليمة، فقلت لها: مفيش، بعد إذنك يا طنط أنا هروح بقى، طلعت من عندها وأنا مش عارفة أروح فين!
رجلي أخدتني للست اللي كانت بتحفظني قرآن، طلبت منها تقرأ لي، دي الحاجة اللي طول عمرها بتريحني لما أتخنق، كلام ربنا بيهدي النفس، كل ما كانت تقرأ أحس بوش جامد، مش سامعة منها حاجة وجسمي بيتشنج.
المحفّظة بقت مستغربة من اللي بيحصل معايا، طلعت تليفونها وكلمت حد وأخدت منه معاد، وطلبت مني أروح معاها، وصلنا لجامع قريب، كان فيه راجل كبير مستني، وأول ما شافني قالها: معاكي حق، دخليها مصلّى السيدات..
قالت لي: تعالي معايا يا ملك ماتخافيش، مشيت وراها زي الطفل التايه، أول ما دخلت المصلى حسيت بجسمي كله بيترعش، الراجل نفسه دخل بعد شوية المصلى، وطلب من كذا واحدة تفضل، وقال للباقي: درس النهارده خلص، طلب منهم يمسكوني، وهو قرّب مني وحط إيده على راسي وبدأ يقرأ، أنا شايفة بوقه بيتحرك لكن مش سامعاه، كنت بضحك بهيستريا، مش عارفة بضحك ليه زي ماكون شمتانة فيه.
وقف مرة واحدة، وظهر عليه الإجهاد والتعب، ماكنش قادر ياخد نفسه وكان بينهج، شاور لهم يسيبوني وقال لي: احكي لي اللي حصل يا بنتي، ساعديني عشان أقدر أساعدك، استغربت وقلت له: ماحصلش حاجة، فرد بغضب وقال لي: لا حصل، وحصل كتير، احكي عشان أساعدك قبل فوات الأوان، دلوقت انتِ مش شايفاه، بس بعد كده الموضوع هيتطور….
كنت خايفة أتكلم، مش عارفة أعمل إيه! سبتهم ومشيت روحت شقتي، وكلمت ماما وعرفتها إني هناك….
كنت واقفة في المطبخ بروقه، شفت انعكاس لضل ورايا رايح جاي، ماكنتش قادرة أبلع ريقي من كتر الخوف، دي مش تهيؤات، لا فيه حاجة غلط بتحصل، فجأة سمعت همس جنب ودني الشمال، حد بينادي باسمي، جسمي كله اترعش وحسيت بتنميل جامد في دراعي الشمال برده، ونفسي مابقتش قادرة آخده، الدنيا كانت بتلف بيا، المجات كانت بتتهز على الرخامة والسكاكين كمان، افتكرت كلام الشيخ، لا مستحيل مش معقول دي آخر حاجة ممكن أصدقها.
فجأة باب الشقة اتفتح، وحماتي دخلت تنادي عليا، جريت عليها واترميت في حضنها، فضلت أعيّط وهي محتارة مش عارفة أنا بعيّط ليه، أو خايفة من إيه، فضلت تسألني فيه إيه، إيه اللي حصل، بس أنا ماكنتش قادرة أتكلم، بعد شوية جت والدتي بعد ما سابت بنتي مع أختي، لأنها مارضتش تيجي معاها..
الاتنين قعدوني بينهم، وفضلوا يهدوا فيا، ويطمنوني بس جسمي كان بيتنفض، كل ما أحاول أحكي اللي حصل ألاقي جسمي بيترعش وصوتي بيتخنق، وكل ما حد منهم يحاول يقرأ قرآن كنت بدوخ وبقول كلام غريب، أمي خبطت على صدرها وشدتني جامد، قالت لي: فوقي وقولي إيه اللي حصل فيكي….
استجمعت قوتي وبدأت أحكي اللي حصل، كانوا قاعدين مش مستوعبين، ولا عارفين يصدقوا، أمي حطت دماغها بين إيديها، وفضلت تخبط على راسها، وحماتي بقت بتضرب على رجلها وتقولي: مش قلتلك ماتآمنيش ليها، دي أذت جوزها….
ماعرفتش أرد كنت باعيّط وخلاص، كملت وقلت لهم على اللي الشيخ قاله، حماتي أخدت رقم المحفّظة وطلبت منها تجيب الشيخ وتيجي البيت، وفعلاً جه معاها.
قعد قدامي وحكوا ليه اللي حصل، فحط وشه في الأرض، وقال لهم: من غير ماتقولوا حاجة أنا عارف سحر هلال، كفر صعب التوبة فيه، الدبيحة كانت ليهم عشان ملك ماتخلفش تاني، مش حكاية كبسة وحاجة بتتفك بطقوس، انتِ خطيتي الدبيحة كام مرة يا بنتي؟
قلت له بصوت مليان خوف: ٧ مرات يا شيخ، فقال: كده هيحتاج يشوفك تاني بعد سبع أيام، أنا هاجي كل يوم أقرأ لك وِرد، عارف إنه هيبقى صعب وهتتعذبي، بس مع الاستمرار الدنيا هتروق وهتبقى أحسن بإذن الله.
غمض عينه وقالي: ملك أياً كان اللي هتشوفيه أو هتسمعيه وأنا بقرأ عليكي ماتناميش…..
خفت، آه والله خفت، مسك دماغي وبدأ يقرأ، لقيت نفسي في وسط المقابر، والمقابر بتتفتح بيطلع منها حيوانات صغيرة شبه اللي دبحوها بتزحف لعندي، بتقرب مني، الجو بقى برد أوي، فيه حد بيلف حواليا وفيه إيدين مش شايفاها بتحاول تلمسني، فجأة الولد ظهر جنبي ولف بقى ورايا، ثبت رجليا في الأرض، وبعدها ظهرت الست اللي عند هلال برده، وقربت مني بايديها المسلوخة اللي مليانة دم، ومسكت رقبتي وضغطت عليها جامد، كنت حاسة إن روحي بتطلع، كل أملي أنطق الشهادة يا رب، فجأة الولد ساب رجلي وصرخ واختفى، والست اتحرقت بس الحيوانات كانت خلاص لازقة فيا، وشها مخيف أوي ومشوّه، غمضت عينيا، صوت الشيخ سامعاه من بعيد بيقرأ قرآن، المكان بيترج بيا، سمعت صوت أمي بتنادي عليا، بس ماكنتش قادرة أرد ولا أقولها أنا هنا، زي مايكون حد كاتم صوتي ومكتفني، واحدة واحدة بدأت أتحرر وفتحت عينيا، وسمعت الشيخ وهو بيقول: حمدا لله على سلامتك يا ملك، فضلت أعيّط ماكنتش مصدقة إني هخرج من الضلمة دي، أمرهم الشيخ يجيبوا مية، وقرأ عليها وطلب مني أتوضا وأحاول أصلي، حسيت بخمول بس قدرت أقاوم وصليت ركعتين، عيّطت بعد ما سلمت وحمدت ربنا إنه فكني خلاص وقبلني، طلعت للشيخ أشكره لقيت الصالة فاضية والشقة كلها ضلمة وبرد أوي، فضلت أرجع لورا بضهري، وأنا بنده على ماما وحماتي والشيخ، بس ماكنش حد بيرد عليا، وفجأة خبطت في حد ورايا، بصيت بسرعة لقيت هلال، قبل ما أنطق اسمه كان بيمد إيده عشان يسحبني عنده، فجأة حد شدني بعيد عنه، وصوت الشيخ وهو بيقرأ سمعته تاني، وحسيت إني غصب عني بنام، منظر هلال وهو بيولع قدامي مانستهوش، صحيت بعدها مفزوعة لقيت أمي وحماتي جنبي، وبنتي أول ما سمعت صوتي جرت عليا، قالولي بعدها إن هلال عرف إني بقاوم وإن شغله هيبوظ، فبعت خادم بنفس هيئته عشان ياخدني، والشيخ استغل ده وحرق الخادم اللي جه على شكله.
فضل طول الأيام يقرأ عليا كل يوم ساعة، الوضع بقى هادي وتخطيت التجربة أو بمثل إني تخطيتها!
أنا عشت حاجات ماتتنسيش، علي طلّق نيرة وبنتهم اللي لسه مولودة ماتت، نيرة ومامتها سابوا البلد وراحوا بلد تانية مانعرفهاش، هلال ماشفتوش ولا سمعت عنه بعد كده، بس بين فترة والتانيه كنت بشوف الولد الصغير في شقتي ورا الستاير، والست اللي عند هلال كنت بشوفها في الحمام..
لما حكيت للشيخ طلب مني مافصلش القرآن من البيت خالص، ومن بعدها الدنيا هديت، ومابقتش أشوف ولا أسمع حاجة….
تمت
#العقربة
#ليزا_زغلول #نورا_حسين_جاب_الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى