رواية ليست خطيئتى الفصل الثاني 2 الحلقة التانية
……………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ذهب الشيخ حسن بالرضيع أدهم لدار الايتام بعد أن ودعته زوجته بالبكاء على فراق الصغير قائلة …ياريت والله كان فيا صحة اربيك واراعيك ولا العمر كان لسه فيه يا ابنى بس غصب عنى والله .
هتوحشنى يا ادهم .
الحاج حسن …..خلاص يا حاجة النصيب ، وان شاءالله فى الدار هيتربى وهيطلع زى الفل .
الحاجة …..ياريت والله ، ربنا يستر عليه وينبته نباتا حسنا .
ثم ذهب به الشيخ حسن إلى دار الايتام .
وفى دار الايتام ولج الشيخ حسن لمكتب مديرة الدار الاستاذة هدى .
الأستاذة هدى ….اهلا وسهلا .
اتفضل حضرتك ، خير قالوا إنك عايزنى ضرورى .
الشيخ حسن….. ايوه يا استاذة .
الولد ده انا لقيته فى الشارع للاسف ولو كان عندى صحة او لسه صغير كنت ربيته ولكن زى ما حضرتك شايفة حالى فجبته هنا .
عشان تساعدونى فى تربيته وانا هساعد بالفلوس على قد ما اقدر .
الاستاذة هدى… ..لقيته يعنى لقيط مش يتيم متعرفش أبوه وأمه .
يعنى برده ملهوش سجل مدنى او شهادة ميلاد تثبت نسبه للأسف .
الشيخ حسن …. عندك حق ،اه للاسف وحسبنا الله فى اللى كان السبب .
الاستاذة هدى بحزن …..فعلا لان اليتيم أرحم بكتير من اللقيط .
اليتيم بيبقى ليه اب وام توفاهم الله معروفين باسمائهم ولما بيكبر مش بيبقى مكسوف اوى زى اللقيط .
لان اللقيط بيبقى عارف انه اكيد جه عن طريق علاقة غير شرعية فيبقى منبوذ من المجتمع وبيسموه للاسف ابن حرام والكل بيعامله بطريقة سخيفة كأنه هو المسئول عن اللى حصله.
الشيخ حسن بغصة مريرة ….استغفر الله العظيم وطيب يعنى هو ذنبه ايه فى كده ..حرام والله كلام الناس وتصرفاتهم اللى مترضيش ربنا دى .
ده بيجمعوا عليه ابتلائين
الاول… الحرمان من حنان الام وامان الاب .
الثانى… وصمة عار تلازمه طوال حياته عن شىء لم يفعله هو بنفسه بل كان نتيجة له فأى ذنب هذا ؟
الاستاذة هدى ….للاسف مش قادرين نغير تفكير الناس فى الموضوع ده لغاية دلوقتى ومأظنش هيتغير فى يوم من الايام لأن طبيعة المجتمع كده من قديم الازل .
الشيخ حسن ….والعمل يعنى كده ، هيعيش بدون شهادة ميلاد ولا حاجة تثبت حقه فى الدنيا وأنه يعيش زى اى حد عادى .
امال هيدخل مدارس ويتعلم ازاى بس يا ناس ؟
الاستاذة هدى ….لا طبعا هيتعمله شهادة بس الشهادة دى بتبقى معروفة ومخصصة للقطاء بس .
الشيخ حسن ….لاحول ولا قوة الا بالله ..ربنا يحفظه ويحميه من الدنيا وما بها.
انا بس كنت سميته أدهم وياريت تكتبوه بالاسم ده
هدى……..تمام يا حاج هيكون ادهم بإذن الله .
الشيخ حسن …..دلوقتى انا عايز اعرف طريقة المعاملة فى الدار كويسة عشان اقدر اسيبه وانا مستريح.
هدى …..متقلقش يا حا ج كلنا هنا امهات لكل الاطفال وبنعاملهم زى اولادنا بالظبط .
بس حضرتك يعنى لو عايز اهتمام اكتر فأكيد هتراعينا يعنى وتدفع تبرعات للدار.
الشيخ بنظرة حزن وخوف من الكلام والشعور انه ممكن كلامها ميكنش صادق فتكلمت نفسه …
وهو عشان بيدفع هيتعامل كويس .
طيب اللى ملهوش حد يدفعله يا ترى حياته وطريقة معاملته هتبقى عاملة ازاى ؟
رحمتك يارب بإحبابك من الذين لا حول لهم ولا قوة .
الشيخ حسن …..حاضر انا هسيب لحضرتك مبلغ من المال دلوقتى وان شاءالله كل ما اجى هدفع تانى واجيب حجات معايا للاطفال .
هدى…..ربنا يجازيك كل خير يارب .
الشيخ حسن …جزانا واياكم .
ثم ناوله إلى الأستاذة هدى ، لتحمله برفق قائلة …. ماشاء الله ،وشه جميل اوى ، ربنا يحفظه .
الشيخ حسن ….يارب .
وانا همشى دلوقتى ، وهسيبه فى رعايتكم بعد رعاية ربنا طبعا .
الأستاذة هدى …اه طبعا ونعم بالله .
اتفضل حضرتك ومتخفش عليه .
ثم التفت الشيخ حسن ليغادر ولكنه وجد نفسه يلتفت مرة أخرى والدموع فى عينيه قائلا …
طيب ممكن اخده بس احضنه وابوسه قبل ما امشى عشان صعبان عليا اوى وحاسس هيوحشنى كأنه ابنى والله .
الأستاذة هدى ….انت شكلك طيب وحنين اوى يا حاج .
واه طبعا اتفضل .
وبالفعل ضمه الشيخ حسن لصدره وقبله وقال ….استودعك الله يا ادهم يا ابنى .
وانا اوعدك هجيلك كل فترة اطمن عليك .
وتركه الشيخ وذهب واجهش أدهم بالبكاء كأنه يقول لما تركتنى هنا وحدى فقد كنت احتاجك .
هنا عالم موحش اخافه ولا اريده فانا اريد الدفىء والحنان معك .
كاد الشيخ حسن ان يرجع ليضم أدهم بعدما تركه وسمعه يبكى ولكن تراجع فهو لا يريد ان يتعلق بيه اكثر من ذلك وان الدار ستكون افضل له فى الرعاية والاهتمام اكثر منه
وخرج الشيخ بالفعل .
وعندما خرج الشيخ حسن ، توجهت الأستاذة هدى للخارج وقامت بالنداء على المربية عواطف .
يا عواطف تعالى لو سمحتى .
فلبت عواطف النداء على الفور .
ايوه يا استاذة هدى ..جايه اهو .
هدى “”
خدى يا عواطف ….ده ولد جديد ولسه مولود ..
فنبهى على الام المقيمة فى حجرة الرضع انها تهتم بيه وتظبط مواعيد الرضعات ليه .
وانتى تغير له حفاضاته باستمرار وخلى بالك منه كويس .
عواطف حاضر يا استاذة ….هدى .
هو اسمه ايه ؟
هدى ……ادهم وهو لقيط.
عواطف بضحكة خبيثة ….هو ابن استغفر الله العظيم يعنى .
وزى ما تكون قالت فى نفسها كمان …. وده اللى زيه عايز اهتمام ده كان مفروض يدفن احسله ابن ستين فى سبعين ده .
وشلته عواطف وطلعت بيه لحجرة الرضع .
وقالت للام المقيمة بغلظة .. ..خدى المحروس ده كنا ناقصين يعنى لقطه رضيعه مية نار يمكن يموت ونرتاح منه ومن اللى شبهه .
فقالت الام وهى شابة صغيرة لم تتزوج بعد ولكنها بتحب الاطفال واسمها ليلى .
حرام عليكى يا عواطف وايه ذنبه هو !
ده طفل برىء وانتى قلبك قاسى اوى .
عواطف بسخرية …..وانتى اللى قلبك رهيف اوى . جمدى قلبك مش كده .
ده ياما وردنا اللى زيهم وهتشوفى فى الاخر ييطلعوا حرامية او قتلين قتلة عشان ورثين الدم النجس من اهاليهم .
ليلى بخوف ….يا ساتر عليكى فله الله ولا فالك يا ستى .
هاتى الولد وامشى انتى ولما يعوز يغير هناديكى .
عواطف …. طيب يا أم قلب رهيف اشبعى بيه .
خدته..ليلى..وبصتله لقيته جميل اوى وحست براحة حلوة اوى لما ضمته لصدرها وحضرتله الرضعة بتاعته ونام برده فى حضنها .
ولما صحى كان عايز يغير
فنادت على عواطف… ..ايوه جاية .
فخدته عواطف ..فأدهم صرخ زى ميكون حاسس ان الست دى مش هتغيره هتعذبه .
فلما صرخ بين يديها ، فاشفقت عليه ليلى فقالت ….. خلاص هاتيه انا هغيره .
عواطف ….بس انتى ملكيش فى الحجات المؤرفة دى ولا تعرفى تلبسيه البامبرز .
ليلى ……هحاول ملكيش دعوة.
عواطف ….. اشمعنه ده يعنى هتعملى معاه كده ؟
ده حتى ابن ….!
ولسه هتكمل لكن ليلى اوقفتها بقولها …….اوعى تقولى كده تانى .
انتى فاهمة.
اتغاظت عواطف ،وزاد كرهها لادهم اكتر .
نجحت فعلا ليلى انها تغير لادهم ، وحست بحب غريب ناحيته وكل يوم كان بيكبر ..كانت بتتعلق بيه اكتر ..
…………..
الشيخ حسن اوفى بوعده و كان كل فترة يجى يزور أدهم واحيانا يخده معاه البيت عشان الحا جة تشوفه ويبات معاهم يوم ويرجع الدار ومحمل معاه العاب ليه ولزميله فى الدار .
ادهم بدء يكبر حبة بحبه وبدء يتكلم وبيقول ليلى يا ماما .
ولما يجى الشيخ حسن يزوره يقله يا بابا .
…وهنا الخوف لانه كل ميكبر هيبدء يفهم انهم ليسوا والداه الحقيقين وسيصدم بالحقيقة المرة .
عواطف..كانت لا تحب ادهم منذ الصغر وتختلق اشياء لا يقوم بها بالفعل لكى تعاقبه ظلما بالضرب .
فكان ادهم يكرهها ويخاف منها كلما اقتربت منه ويذهب ليختبىء فى حضن الام المربية ليلى والتى تقوم بدورها بتعنيف عواطف حتى لا تمد يدها اليه مرة ثانية.
فتزادد عواطف كرها وغضبا له وتتوعده .
……….
.ادهم وصل لسن المدرسة وكان الشيخ حسن يدفع له المصاريف ويحضر له كل ادواته كأنه ابنه الذى لم ينجبه وكان ادهم يحبه ويتعلق به ويغضب كلما يتأخر عليه بالزيارة بل احيانا يلح عليه ان يعيش معه فى بيته فأنه لا يحب الدار .
ادهم للشيخ حسن بابا ….
انا عايز اعيش معاك ومع ماما الحا جة ومش عايز الدار عواطف بتضربنى كل شوية وبتقول كلام مش فاهمه .
الشيخ حسن ….بتقول ايه يا ابنى؟
ادهم …..بتقول انى لقيط وابن ست وحشة .
يعنى ايه وحشة ..شكلها مش حلو يعنى ؟
بس ليلى شكلها حلو مش هى ماما ؟
انفطر قلب الشيخ .وقال لا حول ولا قوة الا بالله .
كبرت يا أدهم ، وبقيت تسئل وبكرة تفهم .
ادهم…….كمان العيال فى المدرسة لما يجى باص الدار يخدنى يفضلوا يتريقوا عليه وبيسمونى اليتيم ويبعدوا عنى ومحدش عايز يصاحبنى .
محدش بيصاحبنى غير مجدى اللى معايا فى دار الايتام ومعايا فى المدرسة وبرده العيال بيتريقوا عليه وكمان ساعات يضربوه بس انا بدافع عنه واضربهم .
بس اشتكوا للمديرة ..وزعقتلى ..وقالت مفضلش غير انت يا ابن الملاجىء ..تضرب ولاد الناس .
فانا فضلت اعيط…فقلتلى لو ضربت حد تانى انا هطلعلك من المدرسة.
فأنا عايز اعيش معاك ..وعايز اروح مدرسة تانية .
هنا انهمرت الدموع من عين الشيخ حسن
فمسح بكفيه الصغيرين أدهم دموع الشيخ وقال…
ليه يا بابا بتعيط انا بحبك اووى ومش عايزك تعيط ابدا
بص يا أدهم يبنى حان الوقت اللى افهمك فيه الموضوع عشان تفهم اللى بيجرى حواليك ومتصدمش لما تسمع من غيرى .
انتبه أدهم لما سيقوله الشيخ له …
بص يا أدهم انت اسمك ايه ؟
ادهم قال …..أسمى ادهم عبدالله محمد
فقال الشيخ …. وانا اسمى ايه ؟
قال ادهم ….. حسن .
يعنى ان ابوك هو عبدالله ومش انا .
انا بعتبرك يا ادهم ابنى اللى مخلفتهوش وبراعيك وبجبلك كل اللى انت عايزه وبحبك اووى.
هنا صرخ ادهم وقال بانفعال …. يعنى ايه انت مش بابا ؟
امال فين بابا ؟
هرووح اسئل ماما ليلى .
الشيخ حسن ..ليلى يا بنى مش امك الحقيقية دى مربيتك فى الدار.
ادهم بغصة مريرة ….
لا …مش معقول ..انا مش مصدقك .
انت بابا وهى ماما .
الشيخ حسن ..انت كبرت يا أدهم وعايز أشوفك راجل متعيطش وتفهم .
وده ميعيبكش يا ابنى ان ابوك وامك مش موجودين.
ومعرفش هما فين .؟
ممكن يكونوا ماتوا .
.فانت يا ابنى متسمعش لكلام الناس حواليك ..واهتم بنفسك واثبت نفسك بنفسك واهم حاجة دراستك ال هتخلى ليك مكانة وسط الناس .
ومعلش متضربش العيال فى المدرسة عشان متتحرمش منها والتعليم هيبقى سلاحك .
.ادهم ….يعنى انا مليش اب وام ..وانتم مش اهلى .
طيب ليه سبونى _وتخلوا عنى انا عملتلهم ايه .؟؟
واخذ ادهم يبكى …وبكى على بكاؤه الشيخ حسن
واخذه فى حضنه .
وقال ..مش قولتلك تبقى راجل ومتعيطش .
وانا مش هسيبك وهفضل اجيلك ديما لاخر يوم فى عمرى .
ادهم ….طيب لو بتحبنى زى ما بتقول .
خدنى اعيش معاك فى البيت .
الشيخ حسن ….مقدرش يا ابنى على رعايتك والاهتمام بمذكرتك .
لكن هنا بيعرفوا ، وانا هنزل للأستاذة هدى .
اكلمها فى موضوع عواطف دى اللى بضايقك .
عشان متضايقكش تانى .
ادهم …ربنا ياخدها عواطف دى .
الشيخ حسن ….حرام تدعى على حد كده .
وانت اكيد بتتشاقى جامد يا ادهم ، فخليك مؤدب .
عشان ميبقاش ليه حاجة أنها تضربك .
ماشى هتسمع الكلام .
ادهم بحزن ….اه يا بابا .
الشيخ حسن …خلاص انا هسيبك دلوقتى وهروح للمديرة
اكلمها وبعدين اتوكل على الله وامشى .
تعلق ادهم فى رقبته وقال ….هتوحشنى اوى يا بابا ، متغبش عليا وتعال بكرة .
فدمعت عين حسن وحدث نفسه …ربنا يتولاك يا حبيبى .
ثم قال …..إن شاء الله هجيلك فى أقرب وقت .
ثم قبله وذهب إلى الأستاذة هدى .
الأستاذة هدى …اهلا يا حاج نورت .
الشيخ حسن …يا مرحب يا ست الأستاذة .
بس انا ليا عتاب عندك .
الأستاذة هدى…..خير يا حاج ؟
الشيخ حسن ….ادهم مالها وماله عواطف وعاملة نقرها بنقر عيل صغير وديما بتضايقه وبتمد أيدها عليه كمان .
الأستاذة هدى ….صراحة يا حاج ، ادهم كل ما بيكبر بيتشاقى اوى ، وعنيف كمان وبيضرب العيال تصور فى المدرسة ، وبيضايق عواطف وينرفزها لغاية ما تضطر تضربه .
الشيخ حسن …الولد غصبا عنه يا ست هدى .
عمال يسمع من هنا وهنا كلام أنه لقيط وابن ملاجىء ، فنفسيته تعبانة ، فياريت تعذروه .
الأستاذة هدى ….عندك حق ، بس الناس كده .
ربنا يهديهم .
وعلى العموم هنبه على عواطف برده متجيش جمبه عشان متزعلش .
الشيخ حسن …ياريت والله .
وجزاك الله خيرا .
………
مرت الايام وادهم بيكبر اكتر ..لغاية موصل لاعدادى .
وهنا هتتغير حياته خالص ، عشان فيه احداث جديدة هتجد هتغير مجرى الأحداث خالص .
وعواطف هتكون ليها دور كبير فيها .
فما ستفعل تلك القاسية معه ؟
وهل سيستطيع الهرب قبل أن تقضى على حياته ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية ان شاءالله.
بس التفاعل مش عجبنى ياريت اللى تقرء تسيب بصمتها وتقول رئيها .
نختم بدعاء جميل
اللهم أسعدنا وأسعد من نحب وأسعد كل من يحب أن يرانا سعداء
…..
ام فاطمة