روايات شيقهرواية ليست خطيئتي

رواية ليست خطيئتى الفصل 24 و 25

الحلقتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين
الحلقة الرابعة والعشرون
ليست خطيئتى
………………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

فوضع يده على فمها قائلا بخوف …..هش الحيطان ليها ودان ، الكلام ده لما تدخلى جوه .

ولكن شاء القدر أن تراه من العين السحرية ، الجارة التى فى مقابلتهم .

عندما صوت أنوثى عالى وظنت أنها ليلى جارتها ، وعندما أرادت أن تتأكد من العين السحرية أنها هى .
ولكن تفاجئت بسيدة أخرى ، ترتدى ملابس فاضحة ، وتفعل اشياء محرمة مع زوج جارتها ليلى .
فشهقت قائلة …لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
استغفر الله العظيم يارب .
ايه ده ؟ فى عز الضهر كده ،من غير كسوف ولا خشا ولا خوف من ربنا .
حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفيها وفى امثالكم .
شوف الراجل الشايب العايب ، بيعمل ايه من ورا مراته .
وهى نايمة فى العسل على ودنها ولا حاسه بحاجة .
وقال بتشكر فيه قال .
وتقول مفيش زى سالم جوزى فى أدبه واحترامه وحبه ليها .
تيجى تشوف الوكسة السودة بعينيها .
يا عينى عليكى يا ليلى .
لما الحق اتصل بيها ، تيجى تقفشهم مع بعض ، ويتفضحوا وسط الخلق ، عشان يكون عبرة لمن لا يعتبر .
وبالفعل اتصلت تلك الجارة عبير بـ ليلى .
ليلى ….عبير. حبيبتى ، عاملة ايه ؟
عبير……عاملة زعلانة عليكى يا حبيبتى .
هو انتى فين بالصلاة على النبى .
وسايبة جوزك بيلعب بديله من وراكى .
فوضعت ليلى يدها على قلبها مرددة….بتقولى ايه يا عبير !
هو فيه ايه ؟
ماله سالم ؟
عبير…..جوزك يا حبيبتى ، جايب واحدة استغفر الله العظيم يارب ، معاه فى الشقة دلوقتى .
وصوتهم واصل للجيران .
فانفعلت ليلى بقولها ….لا مصدقش ، انتى اكيد بتكدبى .
سالم جوزى ميعملش كده ابدا .
انا عرفاه كويس اوى .
فضحكت عبير بسخرية …مهو واضح يا حبيبتى .
على العموم لو مش مصدقانى ، تعالى شوفى بنفسك .
بس بسرعة قبل ما تمشى اللى ما تسمى .
ليلى بذعر …انا جاية حالا .
لترتدى ملابسها سريعا وتترك ابنها عند والداتها.
والدة ليلى …حصل ايه يا بنتى ؟
ليلى …تصورى عبير جارتى ، بتقول أن سالم جايب واحدة فى الشقة .
بس انا مش مصدقاها ، وهنزل بس عشان اثبت كذبها .
دى اكيد بتغير منى عشان سالم بيحبنى ومهنينى .

فحركت والدتها شفتيها يمينا ويسارا قائلة بسخرية…..صح مراية الحب عامية يا بنتى.
وانا مكنتش برضى اكلم عشان مخربش عليكى .
وانتى كمان مجتيش سئلتىى انا بعمله وحش كده ليه ؟
مهو من عائله السودة وانتى نايمة فى العسل أو عشان بتحبيه مش مصدقة .
ليلى بحزن ….انتى بتقولى ايه يا ماما حتى انتى بتقولى عليه كده .
انا كنت فاكرة بس انك مش بتحبيه .
والدة ليلى …لا يا بنتى ،انا عرفاه سو من يومه .
وكل شوية حد يجى يقولى ، شوفت جوز بنتك قاعد مع وحدة شكلها مش ولابد
فى احسن اماكن .
تقدرى تقوليلى بيجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وهو منشف ريقك ، وكل ما تطلبى حاجة يقولك مفيش .
والمرتب مش بيكفى .
وعلى طول رايحة جاية بالطقمين اللى حيلتك.
حتى ابنك بتلبسيه قديم من هدوم عيال اخواتك .
وكل ده وبتقولى مش مصدقة ،وانه بيحبك .
لتنهار ليلى …بس بس خلاص يا ماما كفاية ، ارجوكى .
وانتى جاية تقولى دلوقتى .
مقولتيش من زمان ليه ؟
ومش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت …يا ترى هو عامل ايه دلوقتى ؟
…………………….
اوصل ادهم سارة بعد أن فطروا معا فى المطعم ، ليتذكروا اول لقاء لهم معا .
ثم عاد هو الى المصنع .
فاستقبله العمال بترحيب حار.
مهنئين له على الزواج مع الدعوات أن يرزقه الله الذرية الصالحة .
سمعت سهام صوت عالى فى المصنع ، فخرجت من غرفة مكتبها لتشاهد ما الأمر .
فرأت العمال متجمعين حول شاب .
فاندهشت وقامت بالنداء على أحد العاملات التى مرت بجانبها متسائلة ….هو مين ده اللى العمال عاملين عليه هيصة وسايبين شغلهم ؟

العاملة …دى ادهم بيه ، اخيرا رجع من السفر هو وعروسته .
والناس فرحانة بيه ، اصلوا صراحة يستاهل ياست سهام .
ده راجل مفيش زيه فى أدبه وأخلاقه وحنيته ، والله يا بختها الست مراته بيه .
ربنا يهنيهم ويسعدهم .
ثم تركتها وغادرت ، لتحدث سهام نفسها .
معقول كل الصفات الحلوة دى فى راجل واحد .
امال حظ ايه النحس اللى انا وقعت فى راجل خايب ، قليل النخوة ،طلقنى ورمانى فى الشارع .
بعد ما زهق منى ، وكنت تسلية بس كام شهر ، وبعدين يشوف غيرى .
الهى يحرقه بجاز .
ثم ولجت سريعا سهام إلى مكتبها ، فأخرجت حقيبتها سريعا وواخرجت مرآتها .
وأخذت تمشط شعرها سريعا ، ثم وضعت مزيدا من أحمر الشفاه .
لتحدث نفسها ….قمر يا بت يا سوسو .
بس للاسف الحظ مايل ،ونفسى يتعدل بقا .
ثم سمعت صوت خطوات تقترب من مكتبها ، فارتجفت قائلة …ومالى مهزوزة كده ليه ؟
انا اثبت وأبين أن مفيش حاجة تهمنى .
ثم وقفت لتجد مجدى مصطحبا ادهم قائلا …واحب اعرفك على سكرتيرة ومحاسبة كمان فى نفس الوقت ماشاءالله .
مدام …سهام .
ليتعلق نظر سهام به ، وتحدق فى عينيه طويلا ، حتى أن ادهم نفسه شعر بالحرج من نظراتها إليه ، فغض بصره سريعا قائلا …اهلا بيكى يا مدام سهام .
نورتى المصنع .
واهلا بأى حد من ريحة الحاج ناجى الله يرحمه .
ثم وجه حديثه إلى مجدى ….تمام يا مجدى يا بينا مكتبنا نتابع الشغل .
وتقولى ايه اخر الاخبار .
مجدى ..تمام يا صاحبى ، يلا بينا .
ليغادروا ويتركوا سهام شاردة محدثة نفسها ….لا مكنتش متخيلاه ، حلو اوى كده وصغير كمان .
كنت بحسبه اكبر عشان سمعته ومكانته فى السوق .
لا كده أن قلبى رفرف بجد من اولها .
بس يا بت يا سهام ، ده لسه عريس .
وزى ما سمعتى كان بيحب مراته اوى قبل الجواز .
ولكنها أجابت نفسها …وماله الراجل المصرى معروف بجبروته .
وقلبه بيشيل من الحبايب الف ، مش هيشلنى انا كمان ولا ايه ؟
وانا راضية زى بعضه اكون زوجة تانية ، ومش هقوله طلقها عشان حرام .
ما انا عارفة مفيش فى طيبة قلبى .
ثم تابعت بقولها …بس دلوقتى ايه العمل عشان ادخل قلبه سيادة ادهم بيه ؟
على العموم مش هغلب وهعرف ….نبتديها بالحنية.
لما اروح اعمله بإيدى فنجان قهوة ، مينسهوش ويطلبه على طول من ايديا .
وبالفعل ذهبت لأحضارها ، ثم ولجت إليه تتغنج بجسدها أمامه ثم انحنت بجذعها لتضع أمامه فنجان القهوة.

سهام بدلال …انا قولت اكيد حضرتك ، هتحتاج فنجان قهوة ، عشان تبدء شغل على رواقة .
تعرق ادهم وشعر بالحرج الشديد لقربها منه على هذا النحو .
ولكنه لم يصمت واراد أن يلقنها درسا لا تنساه حتى لا تكررها مرة أخرى .
فنظر لها بإحتقار شديد قائلا ….اولا انا ما طلبتش قهوة .
ثانيا انا لما بحب اشرب قهوة بطلبه من عم عبده .
فياريت حضرتك تلتزمى بشغلك المأمورة بيه هنا وبس .
مش عايزين من حضرتك اكتر من كده .
وياريت تتفضلى تانى على مكتبك يا مدام .
متجيش الا لما استدعيكى .
فشعرت سهام بالحرج الشديد واحمر وجهها غيظا وتمتمت بغيظ فى نفسها ….بقا كده يا باشا .
ماشى هعدهالك النهاردة ، بس ودينى مش هنسهالك .
وهتشوف منى شغل على أصوله .
يأما مبقاش انا سهام .
ثم أسرعت مغادرة المكان ، وجهها يعلن الحرب .
حتى أنها اصطدمت بـ مجدى على الباب ، ولكنها لم تنتبه له .
فعبس مجدى بوجهه ، ثم ولج الى ادهم قائلا بأستغراب …هو فيه ايه ؟
ملها طالعة متزربنة كده ، بتكلم نفسها ؟
ومش واخدة بالها منى حتة .
ادهم بلامبالاة ….سيبك منها يا مجدى ، استغفر الله العظيم يارب .
لولا أنها من طرف الحاج ناجى كان ليا تصرف تانى معاها .
مجدى بضحك …هى طلعت شوق تانى ولا ايه ؟
فتذكر ادهم شوق قائلا بحزن …..ربنا يرحمها يا مجدى .
مجدى بإندهاش ….انت بتقول ايه يا ادهم !
قصدك ربنا يجحمها فى جهنم ، ست خاينة .
هى وأمثالها كانت السبب فى اللى احنا فيه ، وإهانة الناس لينا طول عمرنا .
ولولا شوية الفلوس اللى عملت لينا قيمة بين الناس .
كان زمانهم داسوا علينا برجليهم يا ادهم .
ولا انت نسيت خلاص اللى حصلنا من ساعة ما كنا فى دار الايتام ، لغاية ما اترميت فى الشارع .
ورفض ابو سارة ليك فى الاول .
فأغرقت عين ادهم بالدموع قائلا …بس ارجوك .
بس لازم تعرف أن ربنا سبحانه وتعالى هو بس اللى بيحكم على الناس مش احنا .
وانا يمكن ساعتها كنت قاسى فعلا مع شوق .
فنظر له مجدى بريبة قائلا ….انت بتقول ايه ؟
انت شكلك مش فى وعيك النهاردة .
ادهم ….متستغربش يا مجدى .
بس أنا معرفتش كده غير لما حبيت سارة ، وعرفت يعنى ايه معنى الحب .
وان احساسك انك ممكن تفقد الإنسان اللى بتحبه ده .
قد ايه بشع وصعب .
وتخيلت كمان لو سارة مكنتش بتحبنى ,والحب ده من طرف واحد بس .
كان زمان كان إحساسى ايه ؟
اكيد كنت هتعذب ، زى ما شوق اتعذبت .
والظروف رمتها فى طريق الريس متولى عشان يتيمة ، ومدهاش حقها من الحب والاهتمام .
وانا طبعا مش بررر الخيانة هى شىء صعب .
بس برده زى ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا تعينوا الشيطان على صاحبكم .
ويمكن هى اخدت جزائها فى الدنيا وربنا يرحمها فى الآخرة .
مجدى ….الله اعلم .
ادهم ….كمان مش الفلوس اللى عملت لينا قيمة يا مجدى .
ما انا روحت لوالد سارة ،وانا ادهم بيه ،وعندى كل حاجة .
وبرده رفضنى .
ووافق امتى ؟
لما اتأكد انى انسان كويس فعلا وجدير ببنته .
فالفاصل أن الإنسان بأخلاقه وتصرفاته فعلا يا مجدى .
ومنكرش أهمية الفلوس طبعا ، بس مش هى المحور الأساسى فى حياة الإنسان .
وطبعا منستش اللى حصلنا وعمرى ما هنساه .
بس الاهم من كده ، أننا نفتكر النعمة اللى احنا فيه دلوقتى .
ومحمد ربنا عليها عشان يدومها.
أما سهام فأكيد لما مش هتلاقى منى وش ، هتبطل حركاتها دى .
ويمكن وحدة وحدة ربنا يهديها وتلتزم بالحجاب .
مجدى …ايوه يا حنين عرفك يا صاحبى .
ادهم بضحك …اه طول عمرى طبعا يا خفيف .
ثم سئله ….وايه اخبار كرمة فى. الحمل ؟
ايه عريس ولا عروسة ولا لسه معرفتوش ؟
مجدى ….الحمد لله طلعت بنوتة ،ومن ساعتها قالبة وش خشب انما ايه فل ؟
فضحك ادهم قائلا …ليه كده ؟
اول مرة اشوف وحدة زعلانة أن ربنا هيرزقها بنت .
ده مفروض الراجل وغلط اصلا هو كمان يعمل كده .
كله رزق من عند ربنا ،محدش ليه فيه حاجة .
مجدى …مهو عشان ،طلعت برده هرمونات الحمل
وقالت انى انا زعلان بس مش مبين .
وان انا عايز ولد بس ساكت ، ولو طلعت خلفتها كلها بنات منها ، هجوز عليها .
فضحك ادهم …ايه حكايتها أن كل شوية هتجوز عليها دى ؟.
مجدى …مش عارف والله يا ادهم .
انا اتجوزت عشان استقر واهدى ،وهى كل شوية تقلب عليا المواجع بنكدها ده .
ربنا ادهم على كتفه بحنو قائلا …معلش يا مجدى .
كرمة اتربت زينا فى دار ايتام ، وحيدة .
وانت بقيت فى لحظة كل حياتها ودنيتها .
واكيد خايفة يحصل حاجة تسبها وحيدة تانى فى الدنيا .
واظن ده بيطلع فى صورة نكد اللى انت بتشوفها دى .
مجدى ….معقول دماغها وصلت لكده ؟
طيب ايه الحل ؟
ادهم …الحل انك تحاول تتطمنها بكلامك ، تديها الامان اللى هى. مفتقداه .
ولو اطمنت انك يستحيل تسبها أو تشوف حد غيرها عليها .
اكيد هتبطل تنكد عليك .
فضحك مجدى قائلا …..لما اشوف بنت النكدية ايه اخرتها ايه معاها .
ثم تابع قائلا …
وانت اظن لسه عريس يا عمنا فمتأخرش كتير فى الشغل .
عشان ترجع لعروستك .
فابتسم ادهم قائلا …ايون .
انت عارف كام مرة رنت عليا من ساعة ما سبتها للان ؟
مجدى ضاحكا ….كام .
ادهم …عشرين مرة فى نص ساعة ،ومش عارف لو كملت لباقى اليوم هيحصل ايه ؟
مش بعيد الاقيها قدامى هنا بتعيط .
مجدى …لا ده انت حالتك صعبة يا ابنى
وانا اللى كنت فاهم انى كرمة بس .
ده شكلوا كلهم دماغهم على قدهم .
ربنا يصبرنى عليهم .
ادهم ….دول احلى حاجة فى الدنيا .
بس عايزين معاملة بالمعروف والصبر طبعا ، هتاخد عقلهم كله .
مجدى ضاحكا ….اه يا حكيم زمانك انت .
طيب خلص ،وارجع للطفلة اللى اتجوزتها .
أنا مش ناقص زن كفاية كرمة عليا .
فضحك ادهم .
ثم غادره مجدى ليتابع عمله .
……………………………….
وللحكاية بقية ؟
يا ترى ما ستفعل سهام مع ادهم ؟
وكيف سيكون تأثير هذا على حياتهم الزوجية ؟
ومازال سالم فى طغيانه ؟
فما ستفعل زوجته ليلى عندما تكتشف خيانته لها ؟
…….
تابعونى احبابى

نختم بدعاء جميل

‏اللهم اجعل لنا في هذا اليوم نصيباً من كل خير تقسمه، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه 🤲

ام فاطمة ❤️

الحلقة الخامسة والعشرون
ليست خطيئتى
…………………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت …يا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟
ولو فعلا سالم طلع بالقذارة دى ، وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده .
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين ؟
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض ، لتضرب رأسها بيديها.
مرددة …معقول يكون اكل مال اليتيم ، وخان الأمانة اللى امنتهاله .
….اه مش معقول ايه ؟ مهو خان عهده مع ربه اول حاجة. مش هيخون الامانة ويخونى انا كمان .
والدة ليلى بحزن …معلش النصيب يا بنتى ، واديكى برده طلعتى بحتة عيل من الدنيا ، الحمد لله.
وبرده الراجل مهما بص برا ، المهم فى الاخر يرجع لبيته ومراته فعدى يا بنتى واصبرى ، عشان بيتك ميتخربش .
ليلى بإنفعال ….يعنى ايه ؟
عادى اعيش مع واحد خاين كل يوم مع وحدة ، ازاى ده ؟
هو انا معنديش دم للدرجاتى .
وليه ديما الست هى اللى مفروض تستحمل كل حاجة .
وكأن هى مش إنسانة زيه من لحم ودم ،عشان بس كلمة البيت ميتخربش .
مهو ازاى هيعمر هو خربان من جوه كده .
ثم أمسكت بحقيبتها وقالت والحزن يملىء قلبها بإنكسار ….انا رايحة اشوف قدرى يا ماما.
شوفى خلى بالك من الولد .
ثم توجهت مسرعة نحو شقتها وفى الطريق أرادت أن تتأكد الاول من حقيقة أموال ادهم .
هل كانت تصل إليه حتى لا تظلمه .
أو اكلها بالباطل .
لذا اتصلت على مديرة الدار .
ليلى …السلام عليكم ازيك يا ماما .
انتى مش فاكر انى اكيد .
مديرة الدار ….لا يا بنتى ، انا عرفتك من صوتك .
انتى ليلى صح !
ليلى …فعلا انا ليلى .
ازى حضرتك ، وحشانى كتير .
مديرة الدار …وانتى كمان يا بنتى وفينك من زمان ؟

محدش سمعلك حس واختفيتى فجأة .

هو الجواز بيخلى الناس ينسوا أحبابه كده .
فتنهدت ليلى وحدثت نفسها ….يارتنى ما كنت اتجوزت ولا هببت.
ثم قالت …الظروف معلش .
وايه اخبار ادهم ، اكيد دلوقتى اتخرج ومن الكلية اللى نفسه كان فيها .
مديرة الدار …كليه ايه يا بنتى .
مهو للأسف انتى اختفيتى بفلوسه ، ومكناش نعرف ليكى طريق .
ومكنش ينفع يدخل ثانوى عام عشان مكلف للدار جدا .
فاضطر يدخل تعليم متوسط ولما خلص طلع واشتغل .
ودلوقتى بسم الله ماشاءالله بقا حاجة تانية خالص .
بقا ادهم بيه .
بس بعد ما مر بظروف صعبة اوى ، بس ربنا كرمه فى الاخر وبقا رجل أعمال واتجوز وحدة بنت حلال وبنت ناس كمان .

ليلى بأنكسار … ماشاء الله ، هو كان طيب ويستاهل كل خير.
مديرة الدار …بس هو زعل منك يا بنتى ومن حقه وانا كمان .
لأن الفلوس اللى كان شيلها الحاج حسن الله يرحمه كانت أمانة فى ايدك .
وهتتحاسبى عليها ليوم الدين .
فليه يا بنتى كده ؟

ده انا معرفش عنك غير كل خير .
ليه تاخدى حقك مش من حقك وضيعتى مستقبل الولد ساعتها .
وهنا بكت ليلى وشعرت بالذنب تجاه ادهم ورددت ….مش بايدى والله .
وحضرتك لسه قايلة اهو تعرفى عنى كل خير .
انا اتجوزت لإنسان انانى ، ميعرفش الا نفسه وبس .
وللاسف ضحك عليا وكان بيوهمنى انا بيروح بيشوفه وبيديله حقوقه ، بعد ما عملت له توكيل .
واتاريه لا بيروح ولاوبيجى .
وكان بيصرفها على الستات فى الحرام .
مديرة الدار ….استغفر الله العظيم يارب .
طيب يا بنتى ،كنت حتى تابعتى الدار .
ووزرتى ادهم واتأكدتى أن الأمانة بتوصله .
عشان تتطمنى .
ليلى بحزن …..عندك حق ، بس هو ضحك عليا .
وقال بغير عليكى منه عشان كبر ،وانتى خلاص بقيتى زوجة وفيه طفل جى فى السكة .
وانا صدقته واتلهيت فى الدنيا للأسف .
وفوقت النهاردة بس على الصدمة .
مديرة الدار ….لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يكون فى عونك يا بنتى .
ويهدهولك .
وهو على العموم ادهم دلوقتى مبقاش محتاج لحاجة .
بس على الاقل خلصى ضميرك من ربنا وروحيله .
عشان يسامحك .
ليلى …اه اكيد ويارب يصدقنى ويسامحنى .
بس قوليله عنوانه .
مديرة الدار ، انا معرفش شقته بس انتى روحيله المصنع وواكيد هتلاقيه موجود .
ثم وصفت لها مكان المصنع .

لتشكرها ليلى ثم إذ بها تصل إلى مكان شقتها .
، وكانت تنظرها جارتها عبير .
التى أخبرت بدورها عدد من السكان بما حدث ، والكل كان فى انتظار ليلى لتشاهد بنفسها الواقعة .
كى تصدق خيانة زوجها لها .
أما سالم فكان يعيش الحب ولا يدرى ما فى انتظاره .
فربما لحظة ندم أورثت ذلا طويلا .
وبينما هو كذلك ، إذ برنين الباب فى رنات متتالية وراء بعضها البعض ، مع دق على الباب افزعه .
فانتفض وقام من الفراش مفزوعا مرددا ..ايه ده كله ؟
لتضحك لولو قائلة بلا مبالاة …ما تشوف يا راجل ، يمكن بتاع المكوة .
سالم ..مكوة ايه بس ، انا مبعتش حاجة !
لولو …طيب روح شوف يمكن حد غلطان فى الشقة .
روح خلينا نخلص ، عشان وقتك قرب يخلص معايا .
سالم …هو انا لحقت يا لولو .
لولو بسخرية …على قد فلوسك يا سالم .
روح بس شوف مين وبلاش ازعاج .
فارتدى سالم ما يستر به نفسه ، ثم ذهب مسرعا ليفتح ، ليتفاجىء بـ ليلى والجيران من ورائها .
سالم بإرتجاف ….ليلى ، ثم نظر لمن ورائها بخوف قائلا …اهلا فيه حاجة يا جماعة .

لتنطق عبير بسخرية …فيه أن فضحتك هتكون بجلاجل يا محترم ..نظرت له ليلى بإنكسار ، قائلة هى فين يا سالم !
سالم بنفى …هى مين دى ؟
ثم اراد ان يغلق الباب تجنبا للفضائح ولكنه لم يستطع حيث هاجموا الشقة .
وولجت ليلى اولا لغرفة النوم ، لتجد لولو على فراشها بملابس فاضحة .
ليلى والغضب قد امتلكها …انتى مين يا قذرة ؟
وازاى تعملى كده ، مع راجل مجوز !.
فضحكت لولو بسخرية قائلة …مهو هو لو كان مجوز من ست صح ،مكنش عمل كده يا دلعدى .

روحى بصى لنفسك فى المراية الاول وبعدين اكلمى.
تأثرت هدى بما قالته تلك البغية ، فهى نعم لم تحظى بقدر من الجمال ولكن الجمال ليس كل شىء ، فيكفى حيائها وجمال روحها وطيبة قلبها .

وهمت أن تبطش بـ لولو وتضربها ، ولكن الأخيرة أمسكت بحجابها وكادت أن تنخنقها فاستغاثت ليلى .
فتجمع الجيران حول لولو ، واوسعوها ضربا حتى سالت الدماء من جميع جسدها .
ثم توجهت ليلى إلى سالم صارخة فى وجهه بإنكسار …ليه تعمل فيا كده يا سالم ؟
انا قصرت معاك فى ايه ؟
ليه تجيبها هنا وعلى سريرى كمان .
مكفكش تقابلهم برا ، كمان بتجبهم هنا .
انت فاجر للدرجاتى يا اخى .
وبتوزع حبك برا وفلوسك للحرام.

وانا مراتك حلالك أحق وحدة بيك ، كانت بتبخل عليا حتى بمشاعرك .
وطول عمرى بقول يا بت استحملى وعيشى عشان ابنك .
ويمكن غصبا عنه عشان على باب الله .
لكن تطلع كمان خاين .
وتقدر تقولى كنت بتجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وانا كنت كل ما اسئلك على فلوس ، تقولى مفيش ، اجبلك منين ؟
سالم بإنكسار وذل …بس كفاية فضايح يا ليلى .
وارجوكى مشى الناس دى .
وخلينا نتفاهم مع بعض .
ثم لمس وجهها فى محاولة منه لإرضائها .
ولكنها نزعت يدع بقوة قائلة …اوعى ايدك عنى ،واياك تلمسنى تانى ، انت فاهم .
وخلاص كده خلصنا ، وكل واحد يروح لحاله .
بس الاول .
تعملى كشف حساب ، عن اللى صرفته من فلوس ادهم فاكره ولا نسيته يا سالم .
سالم بحرج …لا ده كده خلاص خلص فلوسه اوى .
ليلى …والله !
يا كداب يا حرامى .
انت مصرفتش عليه مليم ، وصرفت كله على نفسك وعلى الاشكال القذرة اللى تعرفها .
سالم ….؟؟
فماذا يا ترى سيتصرف سالم فى تلك الفضيحة وهذا الاتهام .؟؟
…………………
عاد ادهم إلى منزله ، ليجد سارة تفترش الأريكة والدموع فى عينيها .
ولكنها سرعان ما رأته ، أسرعت إليه .
وانهارت فى البكاء وضربته على صدره بكل قوتها ….كده يا ادهم ، تسبنى كل ده لوحدى .
ازاى هونت عليك كل ده ؟
ومبقتش كمان تهتم بيه ، ولا تكلمنى .
ويدوبك رديت عليا مرتين بس وباقى المرات تكنسل .
عليا .
هو ايه كده الحب بيروح بعد الجواز بعد ما بيقولوا .
فضحك ادهم حين تذكر حديث مجدى عن كرمة ،فوضع يده على رأسه وحدث نفسه …اظاهر كلهم خامة واحدة .
ربنا يصبرنى .
المهم لازم اخدها على قد عقلها ، يأما مش ضامن تعمل ايه فيا تانى .

سارة بغيظ …يعنى انا بقولك كل الكلام ده ، وبدل ما تقول حقك عليا ولا تقول ازاى طبعا لسه بحبك .
تقوم تضحك .
انا مش عارفة ازاى انت كده .

فأخرج ادهم من جيب بذلته الشيكولاتة المفضلة الى ساره ، ثم قال اتفضلى هدى دى الاول كليها عشان تهدى وبعدين تتفاهم .

فأخذتها سارة ، ولكنها انفعلت مرة أخرى قائلة ….حضرتك فكرنى عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بشيكولاتة .

ثم نظرت إليها قائلة …وكمان جيباهالى من غير مكسرات .
اتسعت عين ادهم قائلا ….اسف والله مخدتش بالى .
هاتيها أبدلها بسرعة.

ففتحتها سارة وقطمت منها قطعة قائلة …لا انا هكلها وانزل هتلى غيرها .

فضحك ادهم وحملها فقالت غاضبة …نزلنى لا انا مخصماك .
ادهم …منا عارف وهصلحلك دلوقتى .

ثم نظر فى عينيها بشوق قائلا …وحشتينى اوى .

سارة …يا سلام ، لو وحشتك مكنتش اتأخرت كده .
وكنت رديت على تلفوناتى .

لكن انت طنشتنى .

ادهم …معلش غصب عنى كان فيه شغل ومش عارف ارد عليكى .

مع انى لما رديت عليكى ، قولتلك معلش هى ساعة وجى.
مكنش لسه لزمة ترنى ٤٠مرة فيهم عشان تتأكدى انى جى .

سارة …يعنى مطمنش عليك ، انا غلطانة يا سى ادهم .
ادهم …لا انتى مش غلطانة ، انتى حبيبة قلبى.
سارة …خلاص متسبنيش فى. البيت تانى ، انا هروح معاك الشغل .

ادهم …تروحى المصنع والعمال ، لا ده لا يمكن أبدا.
أما لو مصممة تشتغلى ، يبقا فى مكتب بابا شريف .
سارة …تؤتؤ …انا عايزة اكون جنبك يا ادهم .
ومفرقكش ولو للحظة واحدة .

فابتسم ادهم قائلا …قد كده بتحبينى يا سارة .

سارة بخجل …اوى اوى يا ادهومتى .
ادهم …طيب تعالى احكيلك جوا حكاية حلوة اوى .
هتعجبك .

فضحكت سارة وحملها إلى غرفة النوم ليقضوا ليلة سعيدة من ليالى الحب .
………….
أما مجدى ..فقد عاد هو الآخر إلى منزله فوجد كرمة تحدث منى عبر الهاتف .

قائلة ….متزعليش يا منى يا حبيبتى ، وهوديه معلش .
ولما يكون غضبان حولى تتجنبيه .

هو والله ايمن طيب بس عيبه أفوش شوية .
بس انتى قولتى بيطلع يطلع وينزل على مفيش .
وبيصلحك معلش يا حبيبتى.

عمليه زى العيل الصغير .
واضحكى عليه بكلمتين ، هما الرجالة كده عقلهم صغير ويضحك عليهم .

كل هذا الحديث ولم تدرى كرمة أن هناك من يقف من ورائها ويستمع لحديثها.

وكان مجدى بضحك على كل كلمة تتحدث بها كرمة .
ولكنه فى النهاية غضب عندما قالت …الرجالة عقلهم صغير .
فوقفت أمامها ووجهه ينذر بالشر .

فصدمت كرمة وأنهت المكالمة مع منى قائلة….مع السلامة دلوقتى يا منى يا حبيبتى ، عشان شكلى هيتعمل منى سلطة .

ثم أغلقت الخط معها .
واسرعت إلى غرفتها .

ليضحك مجدى وقام بالنداء عليها …استنى كرمة وبراحة ، البنت اللى فى بطنك ملهاش ذنب أن أمها على قد عقلها كده .
ثم تابع بقوله ..
وماشاء الله عليكى عاقلة وانتى بتنصحيها …وقال ايه خديه بالهدواة يا منى .
امال منكدة عليا عشتى ليه يا ست كرمة ..ده انا نفسى اشوفك بتضحكى فى وشى يا شيخة .

فبكت كرمة مرددة…مهو انا كل يوم بخاف ، انك تسبنى ، وانا مليش حد فى الدنيا دى غيرك يا مجدى .

يمكن انا غلطانة عشان انت فعلا كويس معايا .

بس صدقنى الخوف مسيطر عليا ومش قادرة اتخلص منه .
ثم رددت ببكاء …انت فعلا ممكن تسبنى يا مجدى .
ارجوك بلاش تعملها ، ده انا ممكن اموت فيها .
انا بحبك اوى يا مجدى .

وهنا تذكر مجدى حديث ادهم له .
وتأكد أنه كان صادقا فيما يقول .
وان ما تفعله كرمة جراء خوفها من أن يتركها .

وان يجب عليه فعلا أن يشعرها بالأمان حتى تتطمئن بوجوده ،وانه لن يتركها .

فأقترب منه وعلى وجهه الابتسامة ، فتراجعت للوراء …فحزن مجدى من أجل ذلك ، أنها تخاف منه لهذه الدرجة وسئل نفسه ، هل حقا معاملته معها هى السبب فى ذلك .

مع أنه كان حريصا أن يتقى الله فيها بقدر المستطاع .
نعم إنه ليس كـ ادهم فى رومانسيته وكلامه المعسول.
ولكنه حقا احبها من قلبه ، وحاول بقدر الإمكان أن يسعدها .
فلما إذا تخشاه لهذه الدرجة.
عليه فعلا أن يشعرها بالأمان .
……
فما سيفعل مجدى معها ؟؟
وما تنوى سهام فعله مع ادهم ؟؟
وكيف سيكون مصير هدى وسالم .
…..
أرجوا أن تكون عجبتكم الحلقة يا قمرات
وللحكاية بقية .
اترككم فى امان الله.

نختم بدعاء جميل ❤️

منطقة معزوله

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى