الجزء الاخير ” رسالة من مجهول “
اللي حصل لي في قبر ابويا بعد ما حطيت الشنطة السودة في الكفن.. وشوفته قام قعد وقالي ( ملعون) خلاني اقع من طولي.. وبعدها اكتشف انه كابوس! جريت من القبر واعصابي كلها بايظة.. لكن لما رجعت للبيت اعصابي باظت اكتر!..
فتحت باب الشقة.. و اول ما دخلت لقيت امي قاعدة على الأرض.. وجنبها اختي مرمية على الارض وايديها بتتصفى دم! نفس المشهد اللي شوفته لكن الاختلاف اني مش انا اللي جنب اختي.. اللي جنبها هي امي!…
” انا نفذت كل اللي قلته.. رحت القبر زي ما قلت.. ليه تعمل كده.. ليه اختي كمان تموت” الكلام ده كنت بنطق بيه بصوت عالي… بصرخ بيه.. وامي جنب اختي منهارة.. ابويا مات من يوم بس.. والنهاردة اختي! انت جتلي منين.. عايز مني ايه!…
اختي خلاص ماتت.. وللاسف حتى لما جريت بيها على المستشفى كانت نزفت دم كتير.. دفناها.. واخدنا عزاها.. كنت زي المجنون.. مش مستوعب اللي بيحصل.. حياتي في يوم وليلة من بعد ما ظهرت رسالة المجهول بقت حياتي كلها سودة! رسالة دمرت لي حياتي كلها… انا بحب اوي القصص والمغامرات لكن عمري ما كنت اتخيل ان انا هبقى واحد من أبطال القصص دي! واهلي هما الضحايا!.. معقول كده مبقاش فاضل غير امي؟ يعني أمي هتموت دلوقتي..
فضلت جوه اوضتي لخمس ايام مابخرجش منها… مش مستوعب اللي حصل معايا.. بفتكر حياتي قبل الرسالة وبعد الرسالة.. لحد ما فقت على اكتر صوت بكرهو! صوت إشعار رسالة الواتس أب! رسالة جايه من نفس رقم المجهول:
– انا من أبرز متابعينك.. وبحب قصصك.. وبصراحة انا كاتب زيك برضه.. بس انا مختلف عنك.. كتاباتي وأفكاري بتتنفذ في الواقع.. انا برسم السيناريو.. وبختار افضل الكتاب عشان تنفذ السيناريو ده… والاختيار وقع عليك.. يلا بقى عايزين نبدأ الفصل التالت أصل متابعينك منتظرين الحلقة الجديدة.. حالا هتدخل لاوضة أمك.. اصلها دلوقتي شربت جرعة زيادة من دواء الضغط بتاعها! وللاسف ده هدخلها في حالة هبوط حاد في ضغط الدم!..
قريت رسالته دي وجريت على اوضة امي.. عشان الاقيها نايمة ف الأرض.. وشها شاحب.. ونبضها بطيء جدا! اعمل ايه؟ اتصرف ازاي! ايه هتروح مني هي كمان! لأ مستحيل! جريت اتصلت بالإسعاف.. وجم بعد نص ساعة.. اخدوها على اقرب مستشفى.. بس للأسف مالحقوهاش!… ماتت هي كمان.. زي ما بابا واختي! ومبقاش غيري انا! وقاعد اهو مستني رسالة من المجهول عشان مبقاش فاضل غيري انا! مش هو قالي قدامك 7 ايام وتموت! في اليوم الأول بابا.. وبعدها اختي.. وبعد خمس ايام امي.. وخلاص النهاردة اليوم السابع!..
خرجت من اوضتي… لاني سامع صوت خلاني مصدوم جاي من بره اوضتي.. خرجت.. وانصدمت.. امي في المطبخ بتحضر الاكل.. ابويا شايفه داخل من الشقة.. واختي اسراء قاعدة بتتفرج ع التلفزيون.. واقف مش مستوعب اللي بيحصل.. امي لما شافتني جت عليا وقالت:
– اخيرا خرجت من اوضتك… ارجوك تبقى كويس بقى عشان احنا تعبنا؟
– أأأنتي عايشه ازاي؟ وانت عايش ازاي! واسراء عايشه ازاي! أنتم موتوا! رسالة الواتس!
– تاني هتقول نفس الكلام.. اقول عليك ايه بس.. دي اخرت قصص الرعب اللي بتكتبها.. بقيت عايشها وعيشتنا فيها!
.
.
محدش مصدقني يا دكتور.. الرسالة دي هي اللي دمرت حياتي كلها… بس انا مش عارف هو جالي ازاي؟ هو انا مجنون يا دكتور زي ما. اهلي بيقولو؟ ارجوك قولي ايه اللي بيحصل معايا…
انت للأسف عيشت نفسك زيادة عن اللزوم في حياة القصص والروايات.. لدرجة انك بقيت تخلط الواقع بالخيال.. وانت الوحيد اللي قادر تخرج نفسك من الخيال.. وتعيش الواقع…
.
.
دي قصتي.. تفتكروا فعلا انا بقيت اخلط الواقع بالخيال؟ يعني كل اللي عيشته ده كانت فكرة قصة جديدة كتبتها.. و عشت احداثها اوي لدرجة اني بقيت واحد من أبطالها.. يعني الشخصية المجهولة دي ملهاش وجود وانا ابلي خليتها تكون ليها وجود في الواقع؟
ارجوكم لو عندكم تفسير للي حصل معايا قولولي وساعدوني أخرج من القصة دي! لانها بتتكرر معايا! ايوه اتكررت معايا كتير اوي.. كل ما تخلص.. الاقيها بتبدأ تاني!..
ثواني في رسالة جتني على الواتس اب هشوفها..
بقلم محمد مهني