رواية عروس رغما عنها الفصل 14 الفصل الرابع عشر(وقاحة)
-ايه مش بنتك ؟!مش بنتك ازاي يا أنس ؟!
قالها معتز بصدمة وهو ينظر إلي أنس البائس …كان أنس ينظر إلي صورة ملك وعينيه لامعة بالدموع مد أصابعه وهو يلمسها …صحيح انها ليست ابنته ولكن الله فقط يعلم أنه أحبها أكثر من حياته …ض*حي بالكثير من أجلها وحارب كثيرا من أجلها …هو مستعد أن يمو*ت أيضا لكي تبقي هي آمنة ..أنه يعشق ملك ويعتبرها ابنته …ماذا لو لم يكن أباها البيولوجي ولكنه هو من رباها …هو من علمها كل شىء …هو من رآها تكبر أمام عينيه …واي خطأ سيتسبب ان ليل سوف تأخذها منه …تلك هي نقطة ضعفه الوحيدة …وهو لا يستطيع خسارة ملك …سوف يمو*ت وقتها …
-ما ترد يا أنس ازاي ملك مش بنتك …أنا من تلات سنين لما اتعاملت معاك قولتلي أنها بنتك …والكل عارف كده واتصدمت وانت بتقول دلوقتي انها مش بنتك ..طيب ازاي ؟!انت متبنيها مثلا ولا حاجة …
هز أنس رأسه بالنفي وقال:
-لا ملك من دمي يا معتز ..من دم عيلة الصاوي …ملك من عيلتنا …
-طيب ازاي مش بنتك ؟!
كان معتز مصدوما …مشوشا ..لا يفهم اي شئ …ماذا يقصد أنس …احس ان صديقه فقد عقله …يقول اشياء غير مرتبطة ببعض …ضغط معتز علي كف انس وقال :
-اتكلم يا أنس وريحني يعني ايه ملك مش بنتك بس من عيلتك. ..يعني ايه ؟! قولي لاني قربت اتج*نن …
تنهد أنس وقال :
-ملك تبقي بنت اخويا انور ….
نظر إليه معتز بصدمة …رمش بعينيه للحظات وهو يحاول استيعاب الأمر …شقيق انس …هل لانس شقيق …
-انا مش فاهم حاجة !!
قالها معتز بصدمة فقال أنس:
-انت متعرفش أنور…معظم اللي اعرفهم ميعرفهوش انور …انور اخويا …انور ربنا جعله سبب عشان يخليني سعيد …انور مكانش اخويا بس لا ده كان توأم روحي …كان اغلي شخص في حياتي كلها …كان اخويا الكبير وابويا كمان …علمني كل حاجة …بعد ما اهلي اتوفوا محستش اني يتيم لانه كان معايا دايما …بيدعمني نفسيا وماديا …مبخلش عليا بحاجة …علمني وهو اللي قام بالشركة لحد ما كبرها …..
اغرورقت عيني أنس بالدموع وقال بصوت مخنوق:
-انور مكانش فيه زيه …حتي لو اتجوز اتجوز ملاك زيه … اتجوز اخت ليل …كانت اسمها نواره وهي اسم علي مسمي جات ونورت البيت …اعتبرتها اختي وهي عاملتي كأني اخوها ورغم اني عمري ما ارتحت لأختها أو أمها الا ان نوارة كان ليها مكانة خاصة في قلبي يا معتز … واكتملت فرحتنا لما نوارة جابت لينا ملاك صغير ..ملك …ملك اللي كله حبها من اول نظره …ملك كانت روحنا كلنا …كلنا كنا متعلقين بيها …بنينا ليها احلام كتيرة أنا وأنور ونوارة …بس للاسف مش كل اللي بنتمناه بيحصل …
انسابت دموع أنس ثم مسحها بسرعة وهو يكمل:
-الحياة فاجئتنا يا معتز …انور ونوارة فجأة عملوا حادثة كبيرة …حادثة كانت بش*عة …لحد دلوقتي بشوف منظر اخويا المت*شوه وبنها*ر …نوارة ما*تت فورا قبل حتي ما تروح المستشفي لكن انور قاوم لدقايق…تعرف قاوم ليه …
ابتلع انس ريقه وقال:
-قاوم عشان يوصيني علي ملك ..لما جيت وصاني أن بنته تكون معايا أنا مش مع حماته أو ليل …طلب مني اني اخلي ملك بنتي واهتم بيها وانا وعدته وبعدين مات بين ايديا…
مسح انس دموعه وقال:
-كانت ملك وقتها عندها سنة وانا حلفت اني عمري ما هحسسها بالي*تم …عمري ما شوفتها انها بنت اخويا …ملك كانت بنتي …لكن طبعا ليل وامها مسكتوش الا لما عملنا الاتفاق ده …فهمت ليه دلوقتي
-يعني ملك متعرفش أن انت مش ابوها
قالها معتز بصدمة ..ليرد انس:
-ملك تعرف اسم ابوها الحقيقي لانه المكتوب في الشهادة بس ملك كبرت وهي شايفاني أنا فحتي لو مخلفتهاش هي بنتي اللي ربتها ومستعد امو*ت عشانها.
………
-مال منظرك مبهد*ل كده ؟!
قالها وائل وهو ينظر إلي مروان ثم أكمل :
-هو انت كل شوية تجيلي البيت متبهد*ل كده .؟!
ابتسم مروان ببرود وقال:
-ايه يا وائل بيه لتكون قلقان عليا ؟!غريبة يعني طلع عندك مشاعر زينا ….
نظر وائل بغضب إلي مروان وقال:
-اتكلم بأدب يا مروان متنساش اني ابوك …
ضحك مروان بسخرية وقال:
-انا فعلا نسيت يا وائل بيه اعذرني …ودلوقتي عن اذنك مش فاضيلك …
ثم كاد أن يذهب من أمامه إلا أن وائل امسكه وهو يصرخ به وقال :
-ما تحترم نفسك وتتكلم عدل …ايه مش فاضيلي ده …انت فاكر نفسك مين أنا ابوك …عارف يعني ايه ابوك …يعني لما اكلمك تحترم نفسك وتقف عدل وتقول مين اللي بهدلك كده …مش ابن وائل السويسي اللي يتبهدل كده …
ضحك مروان بقوة وقد تشبعت عينيه بدموع القهر وقال:
-اه قول كده يا وائل بيه …انت خايف علي سمعتك …يخربيت غبا*ئي أنا في لحظة غبا*ء مني افتكرت انك مهتم بيا …بس طلعت غلطان …انت زعلان عشان ابنك انت بالذات يتض*رب ويتب*هدل …ده بيج*رحك صح …وبيأ*ذي مركزك…كويس والله لقيت حاجة أاذ*يك بيها زي ما انت بتأذ*يني …أنا هتض*رب كل يوم عشان أض*ر بمركزك …هعمل المستحيل عشان اشوف الكسوف في عينيك يا وائل باشا …
اقترب مروان وهي ينظر الي والده بحق*د وقال:
-هعمل المستحيل عشان اخلي عينيك في الأرض يا وائل بيه !!
رفع وائل كفه ثم صف*عه بعن*ف … وقع مروان علي الأرض بتعب وقال ضاحكا:
-شكلي.جيت علي الجر*ح اووي يا وائل بيه …اه سوري نسيت ان أهم حاجة عندك مكانتك مش ابنك …يو*لع ابنك بج*از بس مكانة وائل بيه هي الأهم …صورة وائل بيه هي الأهم وكرامته كمان …وابنه فين من ده كله مفيش …ابنه مش مهم …انت عشان تخلي مسؤوليتك مني بترميلي شوية فلوس وفاكرني كده هفرح ..
نهض مروان وعينيه تلمع بالدموع وقال بنبرة مخنوقة :
-بس لا يا وائل بيه ..أنا مش عايز فلوس …مش عايز عربيات ولا شقق ولا سهرات ولا براندات …أنا عايز اهتمامك …اهتم بيا …حسسني اني ابنك …اسأل عليا …شوف ايه مشاكلي…اتكلم معايا ..متسبنيش كده….انت ليه مش فاهم …ثروتك متهمنيش ….صورتي متهمنيش …أنا عايزك تسمعني …محتاجك في حياتك …
كانت دموع مروان تتساقط علي وجنتيه وهو يتكلم بسرعة وانفعال لدرجة أنه تعثر عدة مرات في الكلام …واختنق صوته بشكل مثير للشفقة …ولكن رغم هذا كان وائل ينظر إليه ببرود ويقول:
-انا مليت من الاسطوانة الحمضانة بتاعتك دي …نفسي تسترجل شوية وتعرف انك من غير الفلوس بتاعتي هتكون ولا حاجة …الحب مش هيأكلك يا استاذ مروان …دي طريقة حبي ليك …عاجبك عاجبك مش عاجبك …اطلع من بيتي …ليه قاعد في بيتي …ليه بتصرف من فلوسي..ليه بتركب العربية اللي أنا اشتريتها بتعبي …ليبيه!!!ما دام أنا وح*ش كده ليه بتسمح اني اصرف عليك رغم انك فا*شل ومفكرتش تشتغل… انطق يا استاذ مروان…
نظر وائل الي مروان وقال:
-انت كده وهتفضل كده …مجرد واحد ضعي*ف …بتتكلم عن الحب وانك مش عايز فلوس …بس لو أنا بطلت أديك فلوس انت هتمو*ت حرفيا …
-انا مستعد اسيب بيتك دلوقتي …
قالها مروان وهو يخفي انك*ساره …حاول تصنع التحدي وقال:
-انا هسيب بيتك وهبعد عنك …ومش محتاجك لا انت ولا فلوسك …خد عربيتك. خد فلوسك وشققك ..أنا مش محتاجك …
اقترب وائل وقال ببرود :
-في ستين داهية ..سيب مفتاح العربية وروح مكان ما انت عايز
……….
كانت ليلي تدور حول نفسها في المنزل …تشعر بالقلق علي ادم …لا تعرف ماذا يفعل الان مع ذلك الشاب الو*قح ..ماذا أن تأ*ذي شقيقها …ليتها لم تخبره ليتها ….
-يا بنتي طمنيني بس ايه اللي حصل ومالك متوترة كده ؟!
قالتها حسناء بتعب وهي تشعر بقلق غريب …حال ليلي لا يوحي أن الأمر علي ما يرام …لا بد أن هناك شيئا ما يجعلها بتلك الحالة الغريبة …
قالت ليلي ونبرتها مرتعشة قليلا:
-لا لا يا امي مفيش حاجة متقلقيش …أنا بس امتحنت النهاردة وقلقانة شوية …
هزت حسناء رأسها وقالت:
-لا يا ليلي أنا مش مصدقاكي …قوليلي يا بنتي فيه ايه …
نهضت بصعوبة ثم اقتربت من ليلي وامسكت كفها وقالت:
-يا بنتي متتعبيش قلبي وقولي فيه ايه ؟!
ابتلعت ليلي ريقها وقلبها يرتعش داخل صدرها …لم تعرف ماذا تقول …وكيف تقول لوالدتها….تخاف أن تتكلم فتصاب والدتها بالقلق علي ادم حينها ادم سوف يغضب منها …لا لا هي لن تتكلم ستحاول الاتصال بآدم اولا ربما يرد عليها…..
اصطنعت ليلي الابتسام وقالت:
-متخافيش يا ست الكل …مفيش حاجة انا …
قاطع كلامها دخول ادم ..
-ابيه …
قالتها ليلي وهي تركض لادم ثم تضمه بقوة وخوف وهي تقول بصوت يرتعش:
-انت كويس يا أبيه كويس…
-ششش يخربيتك امك هتكشفنا …أنا كويس يا اختي …اتاخرت عشان كنت برن التافة مروان علقة هيحلف بيها طول حياته …متخافيش مش هيقربلك تاني..
كان آدم يهمس في اذنها بصوت منخفض كي لا تسمع والدته …تنهدت حسناء وقالت:
-هو فيه ايه بينكم انتوا الاتنين ..
فهموني لاحسن تكونوا عاملين مصي*بة …
-انا اعمل مص*يبة استغفر الله …دي مش أخلاقي ابدا يا امي …
قالتها ليلي وهي تدعي البراءة فضحكت والدتها وقالت:
-مفيش حد بيعمل مشا*كل قدك في البيت يا عفريتة أنتِ
-شايف ماما يا سي ادم …أنا قولت من زمان اني مش بنتكم وانكم لقتوني علي باب جامع …
هز ادم رأسه وقال:
-بصراحة كده يا لولا احنا لقيناكي قدام مقلب زبا*لة وصعبتي علينا عشان كده اخدناكي …
-وبتقولها في وشي كمان …
قالتها ليلي بغضب مصطنع ثم كادت أن تذهب إلا أن ادم جذبها إليه قائلا:
-تعالي يا بسبوستي .
ثم حملها بين ذراعيه وهو يدور بها …كانت حسناء تضحك وهي تري ترابط ادم وليلي القوي …كانت سعيدة وهي تري كم الحب بينهما وكم تمنت أن يكون هذا الحب بين اولادها ..هي تتمني شيئا واحد …أن يظلوا مرتبطين حتي بعد وفاتها …لا تريدهما أن ينفصلوا أن أن يختلفوا يوما …نظرت حسناء الي ادم بحنان وعرفت أن ادم كنز .. هو من لم شمل اسرته…هو من تعب لكي يعيشوا في مستوي جيد …فعل المستحيل من أجل إخوته ..وجاء الوقت كي يفكر بنفسه قليلا !!
…….
-ايه اخبار جوزك يا بنتي واخبارك معاه ؟!
قالتها والده كارما وهي تنظر لكارما الجالسة علي الأريكة تنظر إلي الفراغ بشرود …ابتسمت كارما بسخرية وهي تسمع سؤال والدتها:
-ماشي الحال يا ماما…الحمدلله …
اقتربت مودة من كارما وجلست بجوارها علي الأريكة وقالت وهي تمسك كفها :
-حافظي علي جوزك يا كارما بأي طريقة يا بنتي …اهو ضل راجل ولا ضل حيطة … وبعدين ده أنتِ كنتي هتم*وتي عليه …فأصبري …
نظرت كارما الي والدتها وقالت ببرود:
-متقلقيش يا أمي مش هرجعلك كمطلقة واحطك في موقف محرج قدام جوزك أنا سيبت البيت بسبب معاملته الز*فت ومش هرجع تاني حتي لو انفصلت عن سامر …مفيش داعي للقلق …
صمتت مودة ونظرت الي الأرض وقالت:
-انا بقول كده عشان مصلحتك و …
-مصدقاكي يا ماما واظن اني مشتكتش من سامر أنا جيت ادردش معاكي شوية واتكلم وازورك ولو حابة مجيش تاني متقلقيش مش هاجي…
هزت مودة رأسها وهي تقول:
-لا يا بنتي أنتِ تيجي في اي وقت …أنا بتكلم عشان مصلحتك يا كارما …محدش هيحبك قدي يا بنتي …أنا عارف انك مش مبسوطة باين في لمعة عينيكي اللي اتطفت بس الناس مبترحمش المطلقة في المجتمع معانا …حاولي تكسبيه …
لمعت عيني كارما بالدموع وقد انقشع البرود من وجهها ليظهر مقدار الا*لم الذي تحمله في قلبها …انسكبت دموع كارما وشهقت بالبكاء لتشدها امها بين أحضانها …كانت كارما اخيرا قد انفج*رت …اخيرا أخرجت ما كتمته بسبب معاملة سامر البش*عة …اخيرا أظهرت كم هي تعاني …بل تمو*ت حرفيا !!!
كانت مودة تضم ابنتها بصمت تام …هي تعرف ما تعانيه ابنتها وليتها تمتلك قدرة لكي تخفف عنها …ليتها تستطيع فعل شئ ولكن للأسف هي عاجزة عن فعل أي شئ لها …كارما الان تزوجت ويجب أن تجذب زوجها إليها …يجب أن تفعل المستحيل كي لا يطلقها ويتخلي عنها …هي تعرف كيف ينظر المجتمع للمطلقة ….تعرف أن كونها مطلقة سوف تكون منب*وذة من الجميع ومطمع للذئا*ب البشرية …هي عاصرت تلك الأحداث عندما طلقها والد كارما …حينها رأت وجه المجتمع البشع …المجتمع الذي عذ*بها دون أن يكون لها أي ذنب سوي أنها مطلقة …إلي أن تزوجت من ممدوح …صحيح أن أخلاقه س*يئة …يخو*نها باستمرار ويه*ينها ولكنها عرفت بأق*سي طريقة أن وجودها مع رجل مهما كان سئ افضل من لقب مطلقة …
-انا عارفة أنتِ بتعاني قد ايه يا بنتي …للاسف أنتِ اخدتي مني حظي السئ في الرجالة …بس صدقيني يا بنتي انا امك وعارفة مصلحتك اكتر منك …أنا الوحيدة اللي هكون عايزاكي تكوني احسن مني …انت صغيرة وحلوة وتقدري تجذبي جوزك ليكي …اعرفي ايه اللي بيحبه …اعرفي مفاتيح قلب جوزك يا كارما وهو هيبقي زي الخاتم في صباعك …انتِ اكتر واحدة هتفهمي طباعه يا بنتي …
ابتعدت كارما وهي تمسح الدموع التي أغرقت وجهها وقالت:
-يا ماما ده قلبه مع مرام …مرام وبس …مش شايف غيرها وانا بم*وت من الغيرة . بحس احيانا أن ده ذنبها لاني خن*تها…
أمسكت مودة كفها بقوة وقالت:
-اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب يا بنتي …مرام خلاص اختفت من حياته بس أنتِ موجودة …اعملي اللي تقدري عليه عشان تخليه يحبك …شوفي ايه اللي بيخلي جوزك ينجذب لمرام واعملي زيها متدهوش منفس يبعد عنك …راقبيه دايما …حافظي علي بيتك لانه مملكتك …وجوزك هو امانك ….فاهماني يا كارما …
-يعني اترجاه يحبني يا ماما ؟!
قالتها كارما بقهر لتهز والدتها رأسها وتقول:
-لا يا كارما…بس ادخليله من قلبه …كل قلب وليه مفتاح …اعرفي مفتاح قلب جوزك عشان يبقي زي الخاتم في صباعك !
………….
كانت تبتسم بسعادة وهي تمسك كفه …تشعر أنها قد امتلكت كل الدنيا وهو ينظر إليها بتلك الطريقة …كان قلبها يدق بعنف وهي تنظر إليه …تريد أن تصرخ …أن ترقص أن تعانقه بقوة …تخاف أن يكون كل ما يحدث الآن هو أحد أحلامها الوردية عنه …فمنذ أن عرض عليها الزواج وهو يعاملها بطريقة مذهلة…يهاديها دوما ويخبرها بكلمات العشق التي تذيب قلبها …هي تشعر أنها تطير حقا …
-انا حاسة اني بحلم …
قالتها حياة وهي تنظر إلي احمد وابتسامة جميلة علي شفتيها فضحك احمد وقال:
-ليه يعني ؟!
هزت رأسها وقالت:
-انت اصلا متعرفش انا اتمنيت ده قد ايه …حلمت كتير اني امسك ايديك يا احمد ..حاسة اني اسعد إنسانة في العالم …حاسه العالم كله مش قادر يتسع لفرحتي …أنا مش مصدقة بعد ده كله اكون فرحانة بالشكل ده …شكرا يا احمد علي السعادة اللي ادتهاني …
ابتسم لها وهو يقبل كفها برفق ويقول:
-شكرا ليكي أنتِ عشان ادتيني فرصة تانية اكون جمبك فيها …شكرا اوووي يا يا حياة ..عشان دخلتيني حياتك …
خفق قلبها بحب وهي تسمع كلماته …كلماته كانت هي الأجنحة التي تجعلها تطير ….توقف احمد فجأة وأمسك كفيها وقال:
-لحد دلوقتي مردتيش علي طلبي بالجواز …حياة انا بجد عايز اتجوزك وأنتِ بتماطلي …معقولة مش بتحبيني ؟!
ابتلعت حياة ريقها وقالت:
-بحبك طبعا يا احمد وبحبك اكتر من حياتي والله …بس انا خايفة …أنا مش مصدقة اللي بيحصل ده حاساه حلم …
رفع كفها الي شفتيه وقبله بطلف وهو يقول:
-لا مش حلم ده حقيقة …أنا قدامك وبقولك بحبك وعايز اتجوزك كمان …وأنتِ مجنناني يا ست البنات ومش راضية تديني جواب …اروح اتجوز غيرك يعني …
رفعت كفها وضر*بته بخفة وقالت:
-طيب اعملها عشان اقت*لك!
ضحك بقوة وقال:
-طيب وافقي عليا يا ستي …
-انا مرعوبة …
قالتها بتوتر …الزواج من احمد هو كل ما حلمت به يوما …هي تعشقه بكل جوارحها ولكنها لا تصدق أن حلمها يتحقق بتلك البساطة لا تصدق أنه يقول الكلام التي حلمت أن يقولها …الأمر برمته جنوني …وساوسها كانت لا ترحمها …ولكنها أرادت حقا أن توافق …أرادت أن تتزوجه وتكون ملكه حتي تموت …أرادت أن تصلح جميع اخطائها …تجهم وجهها فجأة وهي تتذكر الشئ الذي فعلته بمهرا ولا تعلم لماذا صدرها ضاق واحست بالاختناق …هي لم تحب مهرا يوما …بالعكس كر*هتها …إذن لماذا الان تفكر بها وهي تختنق …طردت مهرا من تفكيرها وهي تولي اهتمامها بأحمد الذي كان ينظر إليها بهدوء ينتظر ردها عليه …ابتسم احمد ابتسامة ساحرة يعلم أنها تذيب قلبها وقال:
-ايه يا ست البنات أنتِ بتتقلي عليا ولا ايه …
ابتسمت وهي تهز كتفيها وقالت :
-ايه ما استاهلش يا احمد …
-طبعا تستاهلي يا حياة ولو عايزة تفكري تاني أنا معنديش مانع …بس قوليلي هتردي امتي …
تنهدت وقالت:
-احمد انا بحبك وعايزة اكون معاك لحد ما ام*وت انت متعرفش ده حلمي من زمان …حلمي انك تكون ليا واكون ليك …حلمي اني اشوف الحب ده في عينيك …بس مش عارفة حاسة أن فيه حاجة غلط …
-ايه هو اللي غلط مش فاهم …
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-احلامي بتحقق بسهولة ازاي كده …ازاي بين يوم وليلة ابقي مبسوطة بالشكل ده …حاسة أن الموضوع مش طبيعي …
عانق احمد وجهها وقال :
-يمكن ده عوض ربنا ليكي يا حياة بعد كل اللي عشتيه …عموما انا هديكي فرصة تفكري اسبوع كمان اتفقنا ..
هزت راسها وهي تبتسم له فقال:
-يالا دلوقتي عشان اوصلك البيت.
…………..
في المساء ..
ولج أنس الي غرفة ملك …كانت غرفتها غارقة بالظلام …ابتسم وهو يقترب منها واشعل الإضاءة ثم استلقي بجوارها …جذبها إليه وهو يقبل رأسها برفق بينما خا*نته دموعه فتساقطت وهو يقبلها …ملك قطعة منه…هو لا يمكنه التخلي عنها ابدا…كيف يمكنهم أن يبعدوه عنها ..كيف يسلبون منه روحه …ضمها إليه بقوة دون أن يشعر أنه يؤلمها …فجأة استيقظت ملك وهي تقول :
-بابي فيه ايه …
ابتعد انس عنها بسرعة ثم استدار وهو يمسح دموعه لكي لا تراه …
-بابي مالك ؟!
قالتها ملك مرة اخري بقلق ثم اقتربت منه ولمست كتفه لم يتحمل انس واجهش بالبكاء ثم ضمها إليه بقوة ….اتسعت عيني ملك وهي تري والدها بهذا الشكل ….خافت قليلا …لم تري والدها ابدا منه*ار بتلك الطريقة ….بل هو كان دوما مسيطرا علي نفسه …مرح ودائم الضحك معها هي بالذات ….
-بابي مالك قولي …
قالتها ملك وهي تضمه بدورها …وكم شعر أنس بالأمان بين ذراعي تلك الصغيرة …لقد أعطته الامان والسلام الذي كان يحتاج إليه …لا يمكنه أن يتخلي عنها …أن قرر أن يختار بين قلبه وملك فسوف يفضل أن ينك*سر قلبه ولا أن يسلبوا ملك منه …هو يجب أن ينسي مرام …يجب أن ينساها نهائيا ولا يفكر بها مجددا …أن يخرجها من قلبه ومن عقله …هذا صعب ولكن ليس مستحيل …المستحيل أن يعيش بعد أن تبتعد ملك عنه …
كانت ملك تضم والدها دون أن تبتعد عنه …كانت تبتسم بحنان وهي تربت علي كتفه وتقول :
-بابي انت زعلان ليه …مين زعلك قولي …
أبعدها عنه فمسحت دموعه برفق وقد لمعت عينيها بالدموع وقالت:
-بابي أنا كمان هبكي لو شوفتك كده ..أنا مبحبش اشوفك زعلان ابدا …
ابتسم انس وقبل رأسها وقال:
-انا بحب اووي يا لوكا …بحبك اووي ….
ابتسمت له وقالت:
-وانا كمان بحبك ومش حابة اشوفك زعلان …مين ضايقك يا بابا قولي وانا هزعله …
ضحك أنس وهو يمسح باقي دموعه ويقول:
-يا ربي معايا بلط*جية ..محدش زعلني يا نصابة انتِ بس انا متضايق شوية وجيت تهوني عليا ايه ممنوع ؟!
-لا طبعا مش ممنوع يا بابي …انت تيجي وقت ما تحب وانا ههون عليك …انت ملكش غيري اصلا …
امسك كفها الصغير وقبله وهو يقول:
-لو اعرف بتجيبي الكلام الحلو ده من فين يا نصابة انتِ هرتاح …
ثم نام علي ركبتيها الصغيرة وهو يقول :
-احكيلي حدوتة يالا …
جعدت.ملك أنفها وقالت:
-حدوتة ؟!اي حدوتة دي انت صغير يا بابي …
نظر إليها أنس وقال وهو يدعي الحزن:
-كده يا لوكا وانت اللي قولت انك بتحبيني ؟!…
لمعت عيني ملك وقالت:
-خلاص خلاص هحكيلك …
ثم طبعت قبلة علي وجنته وقالت:
-تحب احكيلك حدوتة ايه ؟!
اغمض انس عينيه وقال:
-اي حاجة …المهم اسمع صوتك …
ربتت علي شعره وهي تبدأ القصة بصوتها الطفولي .
-كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
فأخد حتة لحمة …
جه صحاب المطبخ ضر*بوا الكلب ومو*توه …
جه بقى صحاب الكلب …
خدوه ودف*نوه وكتبوا على قب*ره (
كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
فأخد حتة لحمة …
جه صحاب المطبخ ضربوا الكلب وموتوه …
جه بقى صحاب الكلب …
خدوه ودفنوه وكتبوا على قبره
مرة كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
فأخد حتة لحمة …
جه صحاب المطبخ ضربوا الكلب وموتوه …
جه بقى صحاب الكلب …
خدوه ودفنوه وكتبوا على قبره (
مرة كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
فأخد حتة لحمة …
جه صحاب المطبخ ضربوا الكلب وموتوه …
جه بقى صحاب الكلب …
خدوه ودفنوه وكتبوا على قبره (
مرة كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
كان فى مرة كلب ..
دخل المطبخ
فأخد حتة لحمة …
جه صحاب المطبخ ضربوا الكلب وموتوه …
جه بقى صحاب الكلب …
خدوه ودفنوه وكتبوا على قبره (
-بس …بس اسكتي يخربيتك ويخربيت الكلب معاكي ايه يا اختي الحدوتة دي …
-خير حدوتي.مش عاجباك يا بابي …
قالتها ملك وهي تدعي الغضب ليرد هو:
-ايوة وحشة اوووي….
حاولت أبعاده عنها فقالت:
-خلاص روح لحد تاني يحكيلك حدوتة متكلمنيش تاني …
ضحك أنس وهو يحملها ويقول:
-مش هلاقي اغلس منك يحكيلي ثم بدأ بدغدغتها بينما هي تضحك بقوة …تلك اللحظات التي يعيشها مع ابنته تكون كالجنة !
…….
في منتصف الليل …
-ادم …ادم اصحي .
قالتها مهرا وهي تضر*ب علي ذراع ادم برفق …فتح ادم عينيه بتعب وهو يقول:
-فيه ايه ؟!
ابتلعت مهرا ريقها وهي تشعر بالإحراج منه وقالت بتردد:
-انا جعانة …
-نعم يا اختي …
قالها بذهول لترد هي :
-ايه قولت حاجة غلط بقولك جعانة …
نهض جالسا وقال:
-يا مهرا ما أنا وقت العشا كنت هبوس ايديكي عشان تأكلي وأنتِ رفضتي وصممتي وجاية دلوقتي تصحيني عشان جعانة …
-سوري يا آدم بس بجد مش قادرة اتحمل الجوع …أنا كنت وقتها متضايقة ومش عايزة اكل …
زفر بضيق وقال:
-تعالي ورايا المطبخ وانا هشوفلك ايه تأكليه …
هزت مهرا رأسها ونهضت خلفه ..
…..
في المطبخ …
دخل ادم المطبخ ثم نظر إلي مهرا وقال:
-تحبي تأكلي ايه …اعملك مكرونة علي السريع ..
هزت راسها وقالت:
-لا لا بلاش عايزة حاجة خفيفة كده …
نظر إليها بضيق وقال:
-امرك يا ست هانم …تحبي تشربي شاي بلبن واسيحلك جبنة رومي في ساندويتش …ده عشايا المفضل جربيه…
ابتسمت وقد استحسنت الفكرة وقالت:
-اوكي معنديش مانع …هو هياخد وقت اصلي جعانة اوووي يا آدم …
-كان فيها ايه لو اكلتي معانا …
قالها ادم متنهدا …
ابتسمت بإحراج وقالت:
-معلش يا آدم اللي حصل بقا …
هز ادم رأسه دون أن يتكلم ثم أخرج ابريق الشاي ووضعه علي النار …
ثم فتح الثلاجة وأخرج الجبن الرومي وعبوة اللبن …
كان يعمل بمهارة رغم النعاس الذي يسيطر عليه …
-مهرا هاتي سكينة من الدرج …
هزت مهرا رأسها ثم فتحت الدرج وامسكت السكين واعطتها له …أخرج هو الخبر وفتحه ثم وضع به الجبن ووضعها بالفرن الكهربي وقال:
-ربنا يستر وليلي متعملش جناز*ة عشان اخدت من الجبنة الرومي بتاعتها …
قالها ادم ضاحكا …ابتسمت له مهرا وهي تجلس علي الطاولة الصغيرة وتضع يديها علي وجهها وتنظر إليه وهي شاردة…طوال حياتها لم تري شخصا مثله ….هذا الإنسان الج*اهل الذي نعتته من قبل وظنت أن شخص همجي غير متفاهم اثبت انه في غاية الرقي …لقد أصدرت حكم عليه دون أن تتعامل معه وقد عملها هذا الكثير …عرفت ان ادم رغم أنه لم يكمل تعليمه ولكنه افضل من كثيرون دخلوا افضل الجامعات …عرفت أن من يريد أن يتعلم حقا لن يهتم بالمكان ما دام لديه عقل سليم …ادم هو افضل شخص تعاملت معه ….بعيدا عن عصبيته التي تخاف منها ولكنه شخص ذو قلب ذهبي …متزن لا يعاملها بجف*اء كما توقعت …كما أنه يحترمها بشكل غريب …لم يحدث أنه نظر إليها بشكل شائن …لم يسبق أن رأت نظراته تغيرت …بل دوما ينظر إليها بلطف …يعاملها بلطف ويهتم بها ويحميها …ربما لو كانت عرفت ادم منذ زمن لكان تغير الكثير بحياتها …
-الاكل جهز …
قالها ادم وهو يخرجها من شرودها …ابتسمت مهرا بينما هو يقدم لها الطعام ويقول:
-اتفضلي يا هانم اهو اكله بسيطة …
أمسكت مهرا الخبز بالجبن وهي تتذوقه وفجأة أغمضت عينيها وهي تقول :
-واو طعمه حلو اووي اوووي يا آدم بجد …
التقط أيضا ادم الخبز وهو يأكله بينما يشرب كوب الشاي بالحليب بهدوء ويقول:
-اشربيه كمان مع الشاي باللبن فظيع هتحبيه اووي صدقيني …
– أنا بجد حبيته اووي …اعملهولي كل يوم ..
-عيوني يا بسبوسة …
قالها بعفوية وهو يتناول الساندويتش ويشرب الشاي ..ذاب قلبها بسبب اسم التدليل الذي يطلقه عليه …لقد سمعته يطلق هذا الاسم علي مرام وليلي …هذا يعني أنها تحتل مكانة خاصة في قلبه …هل يمكن أنه يعتبرها أحدي شقيقاته …تجهم وجهها لتلك الفكرة …لا تعرف ولكنها لم تحبها ابدا!
…………
في اليوم التالي …
في وقت استراحة الغذاء ….
كانت مرام تجلس في كافتيريا الشركة …تتناول غذاؤها بهدوء ولكن دون أي شهية …هي لا تشعر حتي بمذاق الطعام …ما زال كلام أنس يدور بعقلها وإصرارها علي الذهاب من هنا يزيد …يجب أن تختفي من حياته هي ليست بحاجة لاي تعقيدات بحياتها ولن تتحمل هذا …يكفي ما بها ويكفي ما عانته …لا تريد أن تعاني مجددا …تريد أن ترتاح …أن تعيش حياتها ببساطة دون أي تعقيدات ولكن كانت تدرك أن هذا ليس حقيقي …لقد تعقدت حياتها تماما بإعترافه لها أنه يحبها …زفرت بضيق وهي تترك المعلقة …رباه هل كان ينقصها حقا مشاعر مديرها … الا يكفي الضغط عليها من جميع الجهات ليكون هناك ضغط بالعمل …المنفس الوحيد لها … كما أن ادم إذا عرف لن يكون جيدا علي الاطلاق …لو عرف بما قاله مديرها بالطبع لن يدعها تأتي الي هنا مجددا دون انتظار حتي أن تجد لها عمل وتلك هي فكرتها أيضا …ولكنها لن تترك العمل إلا عندما تجد غيره …لن تبقي عاطلة عن العمل …قد تفقد عقلها فعليا إن حدث هذا …أغمضت مرام عينيها وهي تستحضر ملامح أنس وهو يعترف لها بحبه ….لم تنسي تلك اللحظة ابدا…رغم أنها حاولت محوها من عقلها …حاولت أن تصدر برودها مجددا كي تحتمي به ولكن فشلت …في تلك اللحظة التي اعترف بها …كانت تنظر إليه بذهول …توقفت تماما عن الكلام …لم تستطع قول شئ…وتقبلت قراره بأن ينقلها بهدوء دون أن تفتعل اي مشا*كل …وابتعدت عنه تماما …تنهدت مرام وهي تقرر أن تفعل المستحيل لكي تجد عملا غيره …يجب أن تبتعد من هنا بسرعة …وجودها هنا يخن*قها بقوة وهي لن تتحمل هذا …لن ترتاح بالعمل هنا وهي تعرف أن المدير يحبها ….ما كان يشوش تفكيرها …متي احبها وكيف . .هي حتي لم تتعامل معه كثيرا …رغم أنه مديرها ولكنها حافظت علي مسافة بينهما….تعاملها كان متحفظ زيادة عن اللزوم …بالكاد تتحدث معه وكل كلامهم عن العمل …فكيف احبها كيف…
كادت مرام أن تج*ن حرفيا وتلك الأسئلة تدور في عقلها ….تري هل يمكن أن يأتي الحب هكذا فجأة أم أن انس احب شكلها الخارجي دون أن يعلم كم هي مدمرة من الداخل …كم هي مشو*هة !!!
بالطبع لو عرف الا*لم الذي يقبع في روحها ويش*وهه سيغير رأيه ولن يحبها…انس كسامر سيحب المظهر ولكن سيهرب مع اول اختبار يواجهه …لكنه بدأ حقا يائس وهو يعترف بحبها …لقد بدا يتأ*لم بقوة …ولم تفهم قصده أنه مستحيل يرتبط بها …هل يظن أنها سترفضه أم أن هناك سبب اخر…ربما السبب يتعلق بابنته …لا تعلم …ولا تهتم …هي سوف تذهب من هنا قريبا وسوف تنسي انس وكل ما يتعلق به …
هكذا فكرت وهي تعود وتأكل طعامها ….
…
من بعيد …
كان أنس واقف يراقبها وقلبه يرتجف …لقد اقسم أنه سوف ينساها ولكن كلما يراها قلبه يرتجف بقوة …بقوة حد الال*م …ما هذا الحب الذي يجعله يت*ألم بكل تلك القوة…لا القرب منها مريح ولا البعد عنها…لقد ظن أنه سوف ينساها ولكن يزداد الأمر سوءا يوما بعد يوم…يتعلق هو بها يوما بعد يوم …ويعشقها أكثر يوما بعد يوم …لم يستطع أن يتخلص من عشقها …كلما حاول أن يتخلص من عشقها يتعلق بها أكثر …وكأنه مسحور بها …أو ملع*ون يحاول التخلص من لع*نتها فلا يستطيع …فجأة ارتعش قلبه وهي تنهض وعينيها السوداء الجميلة تمسك بعينيه تراقبها …للحظات بقت تنظر إليه ثم اشتكت بوجهها واطرقت بوجهها ثم غادرت
……….
في اليوم التالي
-انا حابة اتكلم معاك يا آدم …كل اما احاول افاتحك في الموضوع تحصل حاجة وتعطلنا وانا لازم اكلمك ضروري …
قالتها مهرا وهي تقف خلف ادم الذي يسرح شعره …
نظر إليها ادم بحيرة وهو يترك فرشاة الشعر وقال وهو يستدير ويواجهها:
-خير يا مهرا قلقتيني …فيه حاجة …
هزت مهرا رأسها وهي تبتلع ريقها وقالت:
-لا بس كان فيه موضوع مهم لازم تعرفه و ..
-لحد ضايقك من اخواتي …
قالها ادم بتوجس وهو يفكر أن ليلي ربما تكون تساخفت معها …أو مرام عاملتها ببرود ..ولكن مهرا هزت راسها وقالت:
-لا متقلقش ..محدش عاملني وح*ش من عيلتك خالص …الموضوع مش خاص بيهم …
-اومال …
قالها بتساؤل لتبتلع ريقها وتقول وهي تستجمع شجاعتها وتقول:
-ادم أنا مبقتش متحملة الوضع ده …تعبت والله …
نظر إليها ادم بحيرة وقال:
-تعبتي من اي بالضبط …
نظرت إليه وقالت بتردد ؛
-تعبت من العيشة هنا يا آدم ..تعبت …مش حابة اعيش مع أهلك …أنا مش حاسة بأي خصوصية …ايه رايك نكلم جدي يشتري لينا …
-متكمليش…
قالها بنبرة جامدة ولكنها لم تتراجع وقالت:
-اسمعني بس ده …
-قولتلك متكمليش يا مهرا …خلاص مش عايز ازعلك مني …اسكتي خالص اسكتي!!!
ابتلت عينيها بالدموع وقالت:
-لا مش هسكت …أنا متعودتش اعيش كده يا آدم …متعودتش ان أعيش في مكان صغير زي كده ومن غير اي خصوصية ليا …أنا طول حياتي عايشة في اوضة واسعة بحمام خاص …ليا خصوصية ومستوايا احسن من كده …أنا مش قادرة اتعود يا آدم …حاسة اني بمو*ت هنا..
كان آدم ينظر إليها ببرود …عينيه فقط كانت تشت*عل بالنيران وقال:
-والله يا مهرا ده اللي عندي …مش عاجبك روحي لجدك وعيشي معاه لحد ما تنتهي مسرحية جوازنا واطلقك عشان نخلص من الحوار ده وتروحي تعيشي مع جدك وتبعدي عن مستوانا اللي مش حابة تعيشي فيه …
ابتلعت ريقها وقد توترت وقالت :
-ادم أنا مش قاصدة اهي*نك خالص ! بس انا مش متعودة علي العيشة هنا …وحشتني حياتي القديمة …عشان كده بقول ايه رايك نخلي جدي يشتري لينا شقة… مفهاش حاجة يعني ده جدك برضه …
امسك ذراعها بقسوة وقد سقط قناع بروده وتقلصت عضلات وجهه من الغضب وقال:
-قولتلك جابر عزام مش جدي …هو ملوش اي علاقة بيا ولا انا ليا علاقة بيه …أنا بك*ره اسمه اللي ورا اسم ابويا ولو بايدي اغيره…لو بإيدي اغير اسمي كامل عشان اسمه ميلحقش بإسمي…بيني وبين جابر عزام مش هيكون الا الك*ره يا مهرا …مستحيل اطلب اي مساعدة منه ولو حتي هم*وت …وحتي أنتِ طالما علي ذمتي متطلبيش مساعدة بإسمي…لو شوفتيني بموت كده وجابر عزام هو اللي هيساعدني سيبيني امو*ت …المو*ت عندي اهون من اني ابقي مدين للراجل ده …أنتِ فاهمة ؟!!!!!
تراجعت مهرا وقد شعرت بالأ*لم في ذراعها …ابعد ادم ذراعه فقالت مهرا:
-للدرجادي بتك*رهه …ولما انت بتكر*هه كده اتجوزتني ليه …ساعدتني ليه …انطق يا آدم ساعدتني ليه …
دي خطة منك عشان تنت*قم من جابر في حفيدته صح …
ابتسم ادم بسخرية وقال:
-صدقيني مش انا اللي استغل واحدة ست …دي مش أخلاقي ولا تربيتي …أنا ساعدتك لانك مظ*لومة …وعشان خاطر امك المس*كينة …لكن جابر عزام ملوش اي فضل اني اساعدك ولا حتي فكرت اني انت*قم منه …ولا يهمني …عيلتي اهم منه …أنا الحمدلله قدرت اقف علي رجلي ومش محتاجة….
-انت كداب !!
صرخت بها مهرا وهي تدفعه ثم قالت:
-انت اتجوزتني عشان تنت*قم منه ….أنا كنت لعبتك صح …
-فيه ايه يا ولاد …فيه ايه …
قالتها حسناء وهي تلج للغرفة عندما سمعت صراخ مهرا …نظرت مهرا بعصبية الي حسناء وقالت:
-انتِ ازاي تدخلي الاوضة بالشكل ده ومتخبطيش …ايه الأسلوب الهمجي ده !!!!
………
في مطار القاهرة الدولي …
علي أرض الوطن …
كانت ميار تقف وهي تغمض عينيها. ..تتنفس هواء وطنها الذي اشتاقت إليه …تتنفس الهواء الذي يتشاركه معها ادم …كان قلبها يدق بإثارة وهي تعرف انها سوف تراه اليوم …سوف تتأمل ملامحه التي اشتاقت إليها مجددا …حبيبها اليوم سوف يكون أمام عينيها وليس مجرد صورة …تلك الفكرة جعلت قلبها يدق بعن*ف …لا يهم ما ينتظرها ولا يهم ما ستواجهه اليوم ولكن الاهم أنها ستراه …
كان علي يراقبها وهو يغ*لي من الغضب ويم*وت من الحزن …مؤكد أنها تفكر به …حبيبها …ذلك الرجل التي فشلت هي في تجاوزه …الرجل الذي بقي بينهما ..الرجل الذي يكر*هه بقوة لانه ما زال مسيطرا علي قلب المرأة الوحيدة التي أحبها …كان علي حزين …قلبه يؤ*لمه لأن انفصالها عنه قد اتي موعده…هل يوما ستندم علي ما فعلته معه أم أن هذا القرار الذي اتخذه اراحها من زيجة لا تريدها….لا يمكنه أن يلومها هي فقط …بل هو يلوم نفسه أيضا …هو كان يعرف انها تحب غيره …يعرف أن قلبها مشغول بأحد غيره ورغم هذا حبها في قلبه هزمه وتزوجها…تزوجها وداخله ينبض بالأمل …من في لحظة ساذجة منه أنها ستحبه كما يحبها هو …ولكنه كان مخطئ للغاية فهي ما زالت تحب ادم وهو من خسر كرامته وهو يستجدي حبها …
نظرت ميار فجأة الي علي وهي تريد أن تطرح السؤال الذي يدور بعقلها…هل يمكن أن يخبر علي والدها بما فعلته …هل سيفض*حها ام سيستر عليها …في داخلها تعلم أنها لا تستحق أن يتعامل بطيبة معها …هي أذ*ته كثيرا ..ولكنها لم تستطع أن تحبه …حاولت ولكن فشلت …ما زال ادم يحتلها كليا …لا تستطيع نسيانه مهما حاولت …وفي طريقها لتنسي ادم ظل*مت علي ولم تنسي ادم أيضا …
-علي ..
قالتها ميار وقد ظهر التردد في عينيها …نظر علي إليها بنظرات مليئة بالق*رف ولم تعترض هي …
-نعم عايزة ايه ؟!.
ابتلعت ريقها وقالت:
-هو انت هتقول لبابا علي اللي حصل …هتقوله الحقيقة كلها …
ابتسم علي بسخرية وقال:
-ايه مكسوفة ؟!هو أنتِ وش كسوف يعني …خايفة اقول لابوكي أن بنته خ*اينة…بتفكر في واحد تاني وهي مع جوزها …
اطرقت للاسفل ليهز هو رأسه ويقول :
-يالا عشان نروح بيتك. ..أنا بلغت ابوكي أننا رايحين عنده يالا انجزي …
هزت ميار رأسها بطاعة وداخلها يرجف…ليس من الخوف بل من رهبة اللقاء بينها وبين ادم …هل ما زال يحبها ام يح*قد عليها …بالطبع لا …ادم يحبها …لا يمكنه أن يحمل أي ح*قد في قلبه جهتها …بالتأكيد سوف يسامحها فما بينهم ليس هين …بينهم عشق كبير …لقد احبها ادم كما لم يحبها احد.من قبل …كان يحميها دوما …يساعدها ويفعل المستحيل لاسعادها …حب هكذا لا يمكنه أن يزول بسهولة …لا يمكنه …فكرت وهي تتنهد ثم سارت بجوار علي …
……
بعد ساعة ونصف ….
كانت قد وصلا الي الحي التي تسكن به ميار …كان قلبها يخفق بحنين ….هنا حيث ولد حب ادم وميار …نظرت بحب الي منزله المقابل لمنزلها …أرادت الركض لمنزله كي تراه وليذهب كل شىء الي الجح*يم ولكنها كانت أضعف من أن تفعل ذلك …هي خائفة أن يرفضها. ..رغم ثقتها بحبه إلا أنها خائفة أن يج*رحها ادم ….تنهدت وهي تصعد مع زوجها لوالدها وزوجته ….
…
-اهلا اهلا وحشتيني يا ميرو…
قالها عثمان وهو يضم ابنته بقوة واشتياق …رغم قسو*ته عليها في كثير من الأحيان ولكنها لن تنكر أنه يحبها …لولا وجود زوجته التي تش*وه صورتها أمامها كانت معاملته لتتغير معها ….
ابعد عثمان ميار ثم عانق علي بشوق وهو يقول :
-يالا يا جماعة عشان تأكلوا الاكل جاهز اكيد جايين تعبانين …
كاد علي أن يعترض إلا أن عثمان أصر …تنهدت ميار براحة وهي تنظر إلي علي بإمتنان فهو يبدو أنه لم يخبر والده بشئ…. ابتسمت علياء زوجة عثمان وهي تقول :
-والله وحشتيني يا بت يا ميرو…مكنتيش قادرة يختي تيجي بدري شوية عشان تحضري فرح آدم!!
يتبع