المقدمة
عاشت تٌنسج خيوطٌ أحلاَمها الذهبية لبناءِ حياتها العلمية والعمليه بمهارة،،
لم يكن للعشق لديها حسابات،،
عاشت تسابق حٌلمها وحٌلم والدها بأن تٌصبح أستاذة بجامعتها،،
حَلٌمت بأن تكون فريدة حتي بأحلامها ،،
إلي أن صٌوبَ نحو قلبها سهم كيٌوبيد مٌعلناً لها أنه أنَ أوانٌها لكي يتوج قلبها ويأخذ نصيبهٌ من العشقِ والغرام !!
فهل ساتحقق حٌلمها،، أم أن عشقها سايقف عقبه أمامها،،وتنتهي أحلام فريدة وتظل فقط مجرد أحلام
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
دلفت إلي الشركة التي تعملٌ بها تتحركٌ علي عجلْ وتوتر ،،إستمعت إلي رنين هاتفها مٌعلنً عن وصول مكالمة من أحدهم
أخرجتهٌ من داخل حقيبتها سريعً ونظرت بشاشتهِ ،،
ضغطت فوق زر الإجابه وإذ بها تستمع لصوت أحدهم وهو يٌصيح بتوتر٠٠٠٠أيوة يا فريده إنتي فين،،الإجتماع فاضله دقايق ويبدأ !!!
تنفست الصعداء بقلقٍ وأجابتهْ بنبرة مٌطمئنة٠٠٠٠٠خلاص يا هشام أنا وصلت الشركة وبدخل الأسانسير حالاً،، دقيقتين بالظبط وهكون عندك في قاعة الإجتماعات !!!
دلفت سريعً إلي المصعد وضغطت زر الإغلاق وبعدها زر الصعود !!
كل هذا كان يحدث تحت أنظار ذلك الدالف من بواية الشركه بإصطحاب صديقهٌ ومساعدتهِ الخاصة وهو ينظر حوله بترقب ليستكشف المكان !!
وإذ بهِ يفتح عيناهٌ علي مصرعيها بذهول وهو يراها تقف داخل المصعد وتضغط عليه ليٌغلق باب المصعد وتٌحجب عنهٌ ملامحٌها بدون رحمه،، ومن جديد تختفي عن عيناه كالسابق !!
دق قلبهٌ بوتيرة سريعه وأنتفض داخلهٌ،، ضل ناظراً علي أثرها وتسمرَ بوقفتهِ بعيون جاحظه غير مٌصدقه لما رأته للتو !!
حدث حاله،،،،
ماذا دهاكَ يا فتي،،أوصل بك الأمر إلي أن تراها بيقظتك ؟
حقاً هذا ما كانَ ينقٌصكَ،،عٌد إلي رُشدكَ وأتزن !
وأكملً حديثهٌ مع النفس بقلبٍ يصرخ مٌتألماً،،،
رفقاً بقلبيَ المسكينٌ فريدتي
ألم تكتفي بأنكِ إستحوذتي علي أحلامي وجميع حواسي
أتأتِني أيضاً في صحوتي !
☆ الرحمة غَاليتي ☆
☆ الرحمة أميرتي☆
متي يحنٌ زماني ويٌنهي عني عقوبتي
وقف صديقهٌ ينظر عليه بإستغراب ويحدثه بتساؤل٠٠٠٠مالك يا سليم،، فيه حاجه ؟؟
نظر إلي صديقهٌ بتيهه وأجابهٌ بشرود٠٠٠مش عارف يا عَلي،،، بيتهئ لي إني شفت فريده كانت طالعه في الأسانسير من دقيقه !!
تمللَ علي وأجاب صديقه بنبرة مُعاتبة٠٠٠٠٠٠وبعدين معاك يا سليم،، هو أحنا مش هنخلص من موال فريده ده ،،
مش كفايه الخمس سنين إللي عِشناهم في ألمانيا كٌنت بتشوفها في كل الأماكن وفي كل الوشوش
ثم أكملَ بدٌعابه ليخفف بها توتر صديقه الذي أصابه ٠٠٠٠والله أنا خايف ل في مرة تشوفني أنا كمان فريدة،،
ثم وضع يده علي كتِفهْ وتحدث بنبرة جادة٠٠٠٠يلا يا سليم،،، كده هنتأخر علي مِعاد الإجتماع وده غلط في حقنا !!!
هز رأسهُ إلي صديقه بإيماء وتحركا بإتجاه المصعد !!!
أما عند فريده التي صعدت بالمصعد بتوتر لقلقها خوفاً من تأخرها علي الإجتماع !
دلفت سريعً إلي قاعة الإجتماعات وهي تنظر إلي مدير الشركة بعيون مٌعتذرة ٠٠٠٠٠أنا أسفه جداً علي التأخير يا أفندم،،صدقني الطرق كلها كانت واقفه بطريقه مستفزة !!!
أجابها المدير بعمليه وتفهم٠٠٠٠٠حصل خير يا باشمهندسه بس ياريت ما تتكررش تاني،،علي العموم لسه فاضل خمس دقايق علي وصول المهندس الإقليمي للشركه الألمانية
ثم وجه بصرة إلي الجميع وأردفَ بتحذير٠٠٠٠٠ياريت كله يبقي فاهم هو بيقول أيه كويس أوي لأن الباشمهندس جاي يتفقد سير العمل في الشركه ويقرر إذا كانت إمكانيات شركتنا تستاهل تنضم للشركة الألمانيه دي ولا لاء،،
وأكملَ بتوجية ٠٠٠٠يعني مطلوب من كل واحد منكم إنه يخرج أعلي ما عنده من إمكانيات إنهاردة،،لأنه شخص جاد جداً ومعندوش أي تهاون في الشغل ،،
وأكمل بنبرة تحفيزية٠٠٠٠٠٠وبصراحه كده شركتنا هتتنقل في حته تانيه خالص لو الشراكة دي تمت،،،والموضوع هيبقا فيه خير لينا كلنا،،،،مفهوم يا حضرات ؟؟
أماء له الجميع بإيجاب ثم وجهَ حديثةٌ إلي فريدة قائلاً٠٠٠٠٠٠والكلام ده ليكي إنتِ بالأخص يا فريدة،،أنا عاوزك تبذلي أقصي جهدك إنهاردة،،،فهماني يا فريدة ؟؟
نظرت إليه وتحدثت بإيجاب ٠٠٠٠مفهوم يا أفندم !!
همست المهندسه نجوي الجالسة بجانب المهندس إيهاب بغيظٍ ٠٠٠٠٠كل حاجة فريدة فريدة،،،تقولش الشركة كلها ما فيهاش غير فريدة عصرها وأوانها دي كمان !!
همس لها إيهاب بموضوعية٠٠٠٠برغم إني متضايق من إطراء مستر فايز ليها كل شوية ،،إلا إننا لازم نعترف قدام نفسنا إنها بجد عبقرية ومميزة في أدائها وشغلها !!
إكتفت بهز رأسها لهْ بإستنكار وفضلت الصمت !!
أما فريدة التي جلست بجانب ذلك الذي يترقب جلوسها بفارغ الصبر وتحدثت هي ٠٠٠٠٠صباح الخير يا هشام !!!!
أجابها بإقتضاب ٠٠٠٠صباح النور يا فريدة،،،
وأكملَ بنبرة صوت مٌلامة ٠٠٠٠عاجبك تأخير سيادتك ده،،أنا مش فاهم فيها أيه لو أعدي عليكي كل يوم وأجيبك معايا بدل الوقت اللي بتضيعيه وإنتي مستنيه العربيه بتاعت زميل بباكي ده كمان ؟؟
أجابته بضيق وهي تتفحص أوراقها الموضوعه أمامها بمنتهي المهنيه ٠٠٠٠وبعدين معاك يا هشام،،هو أنتَ مابتزهقش من الكلام في الموضوع ده ؟؟
وأكملت بتفسير٠٠٠٠قولت لك بابا مش موافق إني أجي معاك وشايف إنه ما يصحش أركب معاك عربيتك لوحدنا،،وأنا نفسي شايفه إنه ما ينفعش ومقتنعه بكدة !!!
أجابها بضيق ولومٍ بصوتٍ خفيص٠٠٠٠٠وياتري بقا اللي يصح يا باشمهندسه إنك تركبي عربية بالأجرة مع راجل غريب وتسيبي عربية خطيبك ؟؟
تمللت بجلستها ونظرت عليه وأجابته بإقتضاب بصوتٍ هامس٠٠٠٠٠إنتَ حقيقي جاي تناقشني في الموضوع ده دالوقت يا هشام ؟؟
كاد أن يجيبها لولا دلوف السكرتيرة الذي أسكت الجميع وهي تعلن لسيدُها عن وصول العضو المٌنتدب من الشركة الألمانيه
وقفَ فايز بإحترام ليجد أمامهٌ شاب في مقتبل العقد الثالث من عمرهِ،، ذو جاذبيه عالية وجسدٍ ممشوق مما يدل علي إنضباته بحياته وأهتمامه بكل ما يخصه بعنايه !!!
تحركَ سليم بكل ثقه ووقف أمام مدير الشركه ومد يدة له وأردف بنبرة جاده٠٠٠٠مهندس سليم الدمنهوري،، العضو المنتدب والمدير التنفيذي لشركة ****الالمانية !!!
إنتفض داخلٌها وهي تنظر إليه بذهول ،،
لم تصدق عيناها ما تراه أمامها ،،ولا أذٌناها لما أستمعت إليه،،
سرت بداخل جسدها رعشه هزت كيانها بالكامل،،
وحدثت حالها ،،،،،
سليم الدمنهوري
ما الذي أراهٌ بأم أعيٌني
هل هذا واقعً أم أنه فقط من وحيٌ خيالي !
أحقاً أنتْ ؟
ما لتلك الصدفةِ اللعينة التي أتت بك إلي هٌنا !
أيعقل أن يعبث معي قدري بتلك الطريقة المؤلمة !
يا لتعاستي ولحظيَ العثر !!
تحدثَ المدير بإنبهار وهو يرحب به٠٠٠٠٠أهلاً وسهلاً باشمهندس سليم،،الحقيقه لما سمعت عن إنجازاتك الغير مسبوقه في شركة*****كنت متأكد إني هقابل مهندس مخضرم سنه لايقل عن ال 45 سنه علي الأقل،،،لكن ماشاء الله،، ذٌهلت لما شفت حضرتك وتأكدت إنك عقليه فاذة في عالم الإلكترونيات زي ما سمعت عنك بالظبط !!!
أجابه سليم بعمليه٠٠٠٠٠مٌتشكر لإطراء حضرتك يا باشمهندس،، وأتمني الحظ يحالفنا و يكون لنا شغل مع بعض في المستقبل !!
أجابه المدير بتمني٠٠٠٠٠إن شاء الله يا باشمهندس !!!
قدم سليم صديقهٌ للمدير وهو يٌشير بيدة٠٠٠٠٠أحب أعرفك بالباشمهندس علي غلاب،، المدير التسويقي للشركه
ثم أشار إلى فتاة شقراء ذات جاذبيه عاليه٠٠٠٠ودي أستاذة جينا،، المساعدة الخاصه ليا !!
رحب بهما المدير ثم إلتفت إلي الحضور وبدأ بتقديمهم إلي سليم الذي بدورهِ حول بصرةِ ليتفقد الوجوة
وفجأة تسمر حين وجدها أمامهْ وهي تنظر له بكل كبرياء وبرود إصطنعته بكل قوتها لتٌظهر أمامهُ بكل هذا الثبات !
شعر برعشه سرت بجسدهِ بالكامل وتسمرَ بوقفته من هول المفاجأة،،نظر لها كمن وأخيراً وجد ضالتهْ الغاليه التي يبحثٌ عنها مٌنذ الأزل !!!
فاق علي همس صديقهٌ وهو يلكزهُ في يدة بهدوء ويحدثة ليستفيق مما أصابه ٠٠٠٠٠باشمهندس سليم !!
إستوعب علي حاله ،،وبدأ بإستجماعها ونظر إلي عَلي الذي أمدهٌ بنظرات قوة بعدما رأي فريده هو الأخر !!
نظر سليم للمدير بجديه وبدأ بالتعرف علي جميع أعضاء الشركة من مديرين إلي مهندسين ومحاسبي الشركه
حتي وصل إليها وأردف المٌدير تقديمٌها قائلاً بفخر ٠٠٠٠٠دي بقا باشمهندسه فريدة فؤاد،، من أكفيء وأمهر مهندسات جيلها في عالم الإلكترونيات وإن شاء الله شغلها ينال رضا حضرتك !!!
مد يدةٌ لها وهو ينظر داخل عيناها التي إشتاقها حد الجنون،،فكم من المرات حَلٌمْ بها وبإلتقاء عيناهما العاشقة
ولكن ليست بهذةِ الطريقة الباردة ،،فقد وجد منها جفاءً لم يتعهدٌ عليه حتي بأخر لقاء جمعهما حين كانت تبكي غير مٌصدقه لما أستمعتهٌ منهْ !!
تحدث وهو يتلمس راحة يدٌها التي صَعِقت داخِلهْ من لمستها الحنون٠٠٠٠٠أهلاً باشمهندسه فريدة !!
أجابته بقوة وجمود داخل عيناها وهي تسحب يدها بحدة من داخل راحته التي تتلمس يدها بولهْ٠٠٠٠أهلاً بحضرتك يا أفندم !!
ثمَ نظرت بجانبها بترقب لذلك المٌستشاط وهو يري إبتسامة ذلك السليم التي ينظر إلي خطيبتة بتلك النظرات المتفحصة لوجهها !!
إستطاع سليم التحكم بحاله وحول بصرة للذي يلي حوريتهِ المتمردة وهو يٌحمحم
ومد يدة وهو يستمع إلى المٌدير٠٠٠٠ أستاذ هشام نور الدين،، المحاسب المٌختص للشركه !!
أجابهٌ سليم بهدوء٠٠٠٠أهلاً وسهلاً أستاذ هشام !!!
أجابهٌ هشام بإبتسامة مٌجامله يداري بها غضبه٠٠٠٠٠أهلاً بحضرتك يا باشمهندس !!
وقف عَلي أمام فريده بذهول وتحدث بإحترام وود٠٠٠٠أزيك يا باشمهندسه فريده !!
نظرت لهٌ بهدوء وتحدثت بنبرة باردة٠٠٠٠٠٠أهلا باشمهندس عَلي !!
إستغربَ هشام من معرفة ذلك العلي لخطيبته
وأكملَ المدير وهو يشير إلي فتاة قمة في الجمال ترتدي ملابس جريئة تاركة لشعرها العنان بحرية تخالف تعاليم دينها ٠٠٠٠ودي باشمهندسه نجوي رفعت !!
نظرت إلي سليم نظرة جريئة وتحدثت وهي تمد يدها بنعومة٠٠٠٠أتشرفت بمعرفة حضرتك يا أفندم !!
أجابها سليم بعمليه ولا مبالاة وهو يسحب يدهٌ سريعً من بين راحتها ٠٠٠٠أهلا باشمهندسه !!
جلس الجميع بعد التعارف وبدأ المٌدير بالتحدث إلي سليم٠٠٠٠أنا عارف يا أفندم إن الوقت عند حضرتك بحساب ،،علشان كدة هندخل في الموضوع علي طول
وبدأ بشرح إمكانيات شركتهِ وتطورها الهائل في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا الحديثة
ثم توجه إلي فريدة بالحديث قائلاً ٠٠٠٠باشمهندسه فريده،،ياريت تشرحي للباشمهندس عن خط سير عملنا وتظهري له مدي إختلافنا وتميزنا عن باقي الشركات المنافسه !!
هزت له فريده رأسها بإيماء وبدأت بإسترسال شرحها بمهنيه عاليه أذهلت سليم بحد ذاته
نعم كان يتنبأ لها بالذكاء والتميز في مجالها حين كان يٌدرِسٌها،،،ولكن ليس بكل تلك الحرفيه !!
وبعد إنتهائها نظر إليها بإنبهار وتحدث بإطراء٠٠٠٠٠٠يظهر إن هيكون لينا جلسات طويله مع بعض قريب يا باشمهندسه !
إغتاظت نجوي من إطراء سليم ونظراته المٌنبهرة بغريمتها داخل العمل فريدة
حين تهللت أسارير المدير ونظر إلي فريدة بفخر وتحدثَ٠٠٠٠٠باشمهندسه فريدة من أكفيء مهندسات جيلها يا باشمهندس،، وإن شاء الله لو كان لينا الشرف في دمج شركتنا معاكم هتتأكد من ده بنفسك وتعرف إنه مش مجرد كلام !!!
أجابه سليم بعمليه٠٠٠٠ده واضح فعلاً يا أفندم،، وبصراحه هي أقنعتني جدا إني أفكر وبجديه بعرض شركتكم،،وعلشان كدة أنا محتاج من حضرتك تحضرلي مكتب هنا لأني محتاج أباشر سير عمل الشركة بنفسي،،
وبناءً عليه هاخد القرار المناسب اللي إن شاء الله يكون في صالحنا كلنا !!!
إبتسم المٌدير بأمل وأجابه بإحترام٠٠٠٠تشريف سعادتك معانا هنا في الشركه شئ يسعدنا جميعاً يا أفندم ،،من بكرة إن شاء الله مكتب حضرتك هيكون جاهز وتقدر تشرفنا فيه !!
إنفض الإجتماع وخرج سليم لكنهٌ توقفَ خارجاً وتحدث إلي جينا بعمليه ٠٠٠٠٠جينا ،،تقدري تتفضلي إنتي بعربية الشركه وأنا هاروح مع الباشمهندس عَلي بعربيتة !!
أمائت له بإيجاب وأردفت بإحترام ٠٠٠٠٠٠تحت أمرك يا باشمهندش ،،بعد إذنكم !!
وذهبت ،،،
وتحدث هو بلهفه ظهرت علي ملامحه٠٠٠٠٠شٌفت يا عَلي وأتأكدت إني ماكنش بيتهئ لي لما قولت لك إني شفتها داخله الأسانسير !
أجابه عَلي بتهدئة٠٠٠٠٠إهدي يا سليم مش كده،،الأول شوف هتتكلم معاها إزاي لأن واضح إنها لسه ماسامحتكش علي إللي فات ولا نسيته ،،بدليل نظرتها ومعاملتها الجافه ليك وليا أنا كمان !
وفي تلك الأثناء وجدها تخرج من مكتب المدير مٌمسكه ببعض الأوراق ويجاورها هشام ،،إبتلعت لعابها حين وجدته يقف مع صديقه ويبدو أنهما ينتظراها
نظرت إلي هشام بتوتر حين أوقفها سليم وهي تتحرك من جانبه بتجاهل تام له٠٠٠٠٠باشمهندسه فريده تسمحي لي ؟؟
وقفت وهي تلعن داخلها الذي مازال ينتفض حين يستمع لصوته حتي بعدما حدث منه في الماضي !
نظرت له بجمود وأردفت قائلة بنبرة جادة ٠٠٠٠٠أفندم حضرتك !
أجابها بنبرة جادة وعمليه ٠٠٠٠كٌنت محتاج رقم تليفونك علشان عاوز أسألك عن مجموعة نقاط محتاج أفهمها هنا في الشركه !
نظر له هشام بإستغراب ورد بصوتٍ رخيم ٠٠٠٠وحضرتك محتاج رقم تليفونها في أيه ؟؟
هو مش سيادتك هيكون لك مكتب هنا من بكرة،،يعني تقدر وقتها تسألها في اللي حضرتك محتاجه هنا في الشركة !
نظر له سليم بتعالي مٌضيقً عيناه بإستغراب وأجابه بنبرة ساخرة٠٠٠٠هو أنا كٌنت سألت حضرتك ولا وجهت لك أي سؤال مباشر،،،،يبقا بأي صفه بترد عليا ؟؟
وقف هشام بوجهه وأجابه بقوة وأعتزاز مما يدل علي عشقه لتلك الفريدة٠٠٠٠٠برد بصفتي إني خطيبها يا أفندم !
نزلت الكلمة علي سليم كالصاعقه التي دمرت ماتبقي من حُطام قلبهِ النابضْ بإسمها
نظر لها وهو يحدث حاله بقلبٍ ينزف،، أحقاً ما يقولهٌ هذا الأبلهْ،،، تحدثي فريدة وأنفي ما قاله ذلك المتهور
قولي لي أن ما تفوة به ذلك الفتي ماهو إلا هراء وتٌرهات لا وجود لها من الصحه،،
قولي لي مازلت علي عهدك وأنتظرك،،
مازلت أحبك كالسابق وأعلم أن ما حدث ليس إلا كابوساً ومضي !
نظر لها بعيون مٌتسائله أجابته عيونها بالتصديق علي ما أستمعه للتو !
فاستجمعَ حالهٌ ووجه حديثه بقوة إلي ذلك ال هشام ساخراً منه ٠٠٠٠٠خطيبها دي حضرتك في البيت عندها وأنتَ قاعد علي الكنبة جنب طنط و بتاخد الشاي مع قطعة الجاتوة ،،
لكن هنا شغل يعني إلتزام بتعليمات وأوامر في مصلحة الشغل وبس !
حدثته هي بنبرة جاده مٌعترضة ٠٠٠٠٠مع إحترامي الكامل لحضرتك،،لكن أستاذ هشام بيتكلم في إطار الشغل وصميم تقاليد العمل ،،
وأكملت بنبرة مٌستفزة لهْ ٠٠٠٠٠أنا تحت أمر حضرتك طول ما أحنا هنا في الشركه ،،لكن أول ما أخرج من باب الشركه مش مطلوب مني أتكلم مع أي حد في أي حاجه خاصة بالشغل !
أجابها بقوة ساخراً منها٠٠٠٠٠٠علشان كده بلادنا ما بتتقدمش بما فيه الكفايه يا أستاذة،،طول ما التفكير الروتيني ده موجود عمرنا ما هاناخد خطوة ل قدام !
وتحدث بقوة وحدة أمراً إياها ٠٠٠٠٠رقم تليفونك يا باشمهندسه وأعتبري كلامي أمر نافذ ممنوع النقاش فيه !
إنتفض داخل هشام وكاد أن يرد لكنها أمسكت كف يدهِ في محاولة منها لتهدئتهْ تحت أعين سليم الذي صرخ قلبهٌ مٌطالباً إياها بالرحمه ولكنه تحامل علي حالةِ ورسم الجمود فوق ملامحه،،،
فهذا هو سليم الدمنهوري
مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت بطاقة مطبوعً عليهِ إسمٌها برقمي هاتفيها وأعتطهُ إياها بإبتسامه سمجه وأردفت بنبرة ساخرة٠٠٠٠إتفضل يا أفندم،، وأتمني بعد ما حضرتك أخدت رقم تليفوني إن بلادنا تتقدم وتبقي رائدة وعظيمة في مجال الإلكترونيات !
ثم نظرت بملامح مٌكتظه إلي ذلك ال عَلي وهو يكتم ضحكاته من سخريتها علي صديقه وأردفت بضيق ٠٠٠٠٠٠بعد إذنكم !
ألقي هشام نظرة حارقه علي سليم وتحرك بجانبها متجهان إلي مكتبها
نظر عَلي إلي سليم وجدهٌ شاردً ينظر علي أثرها،، تحدث ليخرجه من حالته٠٠٠يلا بينا يا سليم،،، وقوفنا هنا مالوش أي معني وشكلنا كدة بقا وحش جداً !
أخرج نظارتهِ الشمسيه وأرتداها وتحرك بخطوات واثقه بجانب صديقهٌ !
——————-
داخل مكتب فريده يقف هشام يٌطالعها بتساؤل وهي تتحرك وتجلس خلف مكتبها ٠٠٠٠٠فريدة،،إنتي تعرفي اللي إسمه علي ده منين ؟
زفرت بضيق وأجابته بملامح مٌكتظه ٠٠٠٠سليم الدمنهوري كان معيدي وبيدرس لي في الكليه ،،،وبعدها أختارني علشان أروح أتدرب معاه في الشركه إللي كان بيشتغل فيها ،،،وهناك قابلت الباشمهندس علي وقضيت فترة تدريبي كلها تحت أديهم !
تنهد هشام براحه وجلس بمقابلها وتحدث٠٠٠٠٠غريبه أوي،، بس إزاي اللي إسمه سليم ده أتعامل معاكي علي أساس إنه مايعرفكيش ؟
تنهدت وأجابته بقوة ٠٠٠٠سليم الدمنهوري أشبه ب أله إلكترونيه يا هشام،،شخص مجرد من أي مشاعر إنسانية لأي حد،،ويمكن ده يكون سبب نجاحه وإستمراريته ف بلاد الغرب،،لأنه ببساطة شبهم في البرود،،ده إذا ما كانش يتفوق عليهم !
أجابها هو بعيون حنونه٠٠٠٠٠سيبك يا حبيبتي من الكلام ده كله،،إنتِ بجد وحشتيني أوي ونفسي أخرج معاكي نتكلم شويه !
إبتسمت له بحنان وأردفت قائلة٠٠٠٠والله أنتَ رايق أوي يا هشام،،الشركه كلها مقلوبه رأسً علي عقب ومطلوب مننا شغل كتير جدا لازم يخلص إنهاردة قبل سيادة العضو التنفيذي مايشرف بكرة ،،
وحضرتك سايب كل ده وقاعد تحب فيا ؟
إبتسم لها بحنان وعيون عاشقه وأردفَ قائلاً٠٠٠٠٠طب هو فيه أحلا من حبك يا فريدة !
وقفت بإبتسامة حنون وهي تفتح باب مكتبها وتشير إليه بالخروج٠٠٠٠٠٠إتفضل يا حضرة المحاسب علي مكتبك،، روح ظبط وخلص أوراقك المطلوبه منك قبل المدير ما يعرف إن سيادتك سايب شغلك ومقضيها حب هنا،، وساعتها هايستغني عننا إحنا الإتنين ،،وكده بقا لا هنعرف نجيب شقه ولا هنفرشها زي ما بنخطط !
إبتسمَ لها وهو يتجه ناحية الباب وأردفَ٠٠٠٠٠لا وعلي أيه ،،الطيب أحسن يا باشمهندسه ،،،
وأكملَ بعيون عاشقه٠٠٠٠بحبك ♡
قالها وخرج سريعً تنهدت هي وأغلقت باب المكتب وأتجهت ناحية مكتبها وأرتمت علي مقعدها بإهمال
وحدثت حالها بتألم ،،لما الأن سليم،،لما تظهر لي الأن بعدما أستقرت حالتي النفسيه وبدأت بلملمة شتاتي وأستقراري،،،، لما ؟؟
______________
أما عند سليم فقد إستقل سيارة علي وتحدث بشرود وهو يجلس بجانبهِ مٌشتت الذهن٠٠٠٠٠يعني أيه حسام يقول لي إن فريدة سافرت مع أهلها وسابوا القاهرة خالص وهي موجودة في شركة كبيرة ومعروفه زي دي؟؟
وأكملَ بتشكيك ٠٠٠٠يعني لو حتي موجوده في شركة صغيرة ومغمورة كنت قولت ماعرفش يوصل لها فعلاً،،لكن دي شركة مشهورة جداً في مجالنا وأكيد أتعامل معاها من خلال شغله !
وأسترسلَ حديثهٌ ناظراً إلي علي ٠٠٠٠٠ما ترد عليا يا علي،، إنتَ ساكت ليه ؟
تنهد علي وهو مازال ينظر أمامه يتابع القياده٠٠٠٠للأسف ماعنديش أي إجابهْ أرد عليك بيها يا سليم،،،الوحيد إللي ممكن يجاوبك علي أسألتك دي هو حٌسام نفسه !
تنهد سليم وأرجع رأسه للخلف مٌستنداً علي مقعدهِ بالسيارة مغمضً عيناه بإستسلام مرير !
>>>>>>>>>>>>>>¤<<<<<<<<<<<<<<
إنقضي اليوم بالنسبة إلي فريده ،،عادت إلي شقتها التي توجد بإحدي الأماكن المتوسطة الحال،، شقة تدل علي أن أصحابها من أخر الطبقة المعلقه التي تفصل بين طبقه محدودي الدخل وبين الطبقه المتوسطه
كان قلبها مٌحملً بأثقال ما حدث داخل الشركه ليٌذكرها بأسوء تجربه عايشتها وكسرتها وحطمت كبريائٌها !
وفي تلكَ الأثناء خرجت والدتها من المطبخ وجدتها بوجهها ،نظرت لها وتحدثت بإبتسامة حنون٠٠٠٠حمدالله علي السلامة يا باشمهندسه !
إبتسمت لوالدتها وأقتربت منها ووضعت قٌبلة فوق جبينها وأردفت بحب ٠٠٠٠الله يسلمك يا ماما !
تحدثت والدتها وهي تدلف إلي المطبخ من جديد٠٠٠٠يلا يا حبيبتي غيري هدومك وصلي علي ما أجهز السفرة وأندة لبابا من أوضته !
أمائت لها بموافقه ودلفت غرفتها أخذت ثيابً بيتيه مٌريحه وخرجت مجدداً إلي المرحاض لتستحِم،، عَلها تٌزيل عنها حزنها الذي أصابها من رؤية ماضيها الحزين مٌجسداً أمامها من جديد !
توضأت وتوجهت من جديد إلي غرفتها وشرعت في أداء فرضها وجلست تتضرع إلي الله وتدعوهٌ أن ييسر أمرها للصلاح ويبعد عنها أذي ذلكَ السليم !
بعد قليل كانت مُجتمعه هي وأسرتها حول طاولة الطعام ولكن بوجهٍ شارد حزين باتت تٌقلب بصٌحنها دون أكتراث
حتي لاحظ والدها شروها ولكنه تركها وشأنها ليترك لها بعض الخصوصيه
أردفَ أسامة موجهً حديثهٌ إلي والده٠٠٠٠٠بابا ،،كنت عاوز 700جنيه لحجز درس الفيزيا علشان رايح السنتر بالليل أحجز مع أصحابي !
أجابهٌ والده بهدوء٠٠٠٠أصبر يومين يا أسامة لما أقبض المرتب وأديهم لك !
تزمرَ أسامه وأجاب بإعتراض٠٠٠٠يا بابا السنتر بعيد وأصحابي كلهم رايحين إنهاردة،،،وكمان المدرس ده مشهور جداً وبيكتفي بالعدد بسرعه وبيقفل الحجز !
ثم وجهَ بصرةِ إلي فريدة مٌردفً٠٠٠٠خلاص أخدهم من الباشمهندسه ولما حضرتك تقبض إبقا أديهم لها براحتك !!
كاد فؤاد أن يعترض إلا أن قاطعتهْ عايدة بهدوء٠٠٠٠٠خلاص يا فؤاد مش هيحصل حاجه لما ياخدهم من أخته علي ما القبض يوصل ،،بدل ما المدرس يكتفي بالعدد والفرصه تروح عليه !
تنهد فؤاد بإستسلام وضيق وتحدث أسامة بسعادة٠٠٠أيدك علي الفلوس يا باشمهندسه !
لم تنتبه إليه ولا لحديثهم من الأساس،،فقد كانت بعالمها الخاص ،،عالم الذكريات !!
فأعاد أسامة عليها السؤال مرةً أخري وأخيراً إنتبهت ،،فاأجابتهٌ بتيههْ وشرود ٠٠٠٠٠بتقول حاجه يا أسامه ؟
ضحكت نهله شقيقتها الصغري وتحدثت ٠٠٠٠ إللي واخد عقلك يا فريده،،،هو أنتي مش سامعه المفاوضات دي كلها ؟
تحدث أسامة سريعً٠٠٠٠٠عاوز منك 700 جنيه أحجز بيهم درس الفيزيا قبل ما المدرس يكتفي بالعدد !
هزت رأسها بإيجاب ٠٠٠٠تمام يا حبيبي هجبهم لك من جوه لما أدخل أوضتي !
تحدثت إليها عايدة مٌفسرتً٠٠٠٠أول ما بابا يقبض إن شاء الله هيديهم لك !!
تحدثت فريدة بإعتراض٠٠٠٠٠كلام أيه اللي حضرتك بتقوليه ده بس يا ماما،،أنا وفلوسي كلها ملك ل بابا ولحضرتك !
أجابها فؤاد بهدوء وعزة نفس ٠٠٠٠٠تسلمي يا بنتي،،بس أنا شارط عليكي من أول ما أشتغلتي إن مرتبك لنفسك وممنوع حتي تجيبي أي حاجه للبيت وأنتي راجعة من شغلك،،
وأكملَ برضا٠٠٠٠٠أنا كفيل بيكم وبمصاريف البيت،، وزي ما ربيتك وعلمتك لحد ما وصلتي للي إنتي فيه ده،،هعلم أخواتك وهوصلهم إن شاء الله لبر الأمان زي ما وصلتك !
إبتسمت له بحنو وأردفت قائلة بنبرة فخورة٠٠٠٠ربنا يبارك لنا فيك يا بابا ،،الحقيقه حضرتك عملت معانا اللي مافيش أب في الدنيا كلها عمله،، كفاية حنية حضرتك علينا وتوجيهك لينا للصح بطريقه لينه وحافظه لكرامتنا !
وجه إليها حديثهٌ بإهتمام بعدما لاحظ نبرة صوتها ووجهها المهموم٠٠٠٠مالك يا باشمهندسه،،الهم ظاهر في عيونك وأنتِ بتتكلمي كدة ليه ؟
أجابته بإبتسامه كاذبه لطمئنته٠٠٠٠٠سلامتك يا حبيبي،،مجرد إرهاق من الشغل مش أكتر !
ردت عليها عايدة بحنان٠٠٠٠٠كملي أكلك وأدخلي أوضتك نامي لك ساعتين يفوقوكي ويضيعولك تعب اليوم !
هزت رأسها بإيماء وطاعة
_________________
وبالفعل بعد قليل دلفت إلي غرفتها المشتركه مع شقيقتها كالعادة لتأخذ غفوة تريح بها جسدها المٌنهك في العمل منذ صباح الباكر،،
لكن هيهات،،،فمن أين يأتي النوم بعدما حدث بالشركة اليوم !
دلفت نهله وهي تتحرك علي أطراف أصابعها بهدوء ظناً منها أن شقيقتها غافيه لكنها صدمت لما رأته !
وجدت فريدة تجلس القرفصاء وتضم حالها بإحتواء ودموعها تنهمر فوق وجنتها كشلالاتٍ عنيفة
ذهبت إليها نهله وجلست بجانبها ممسكه بيد شقيقتها وأردفت بنبرة قلقه٠٠٠٠مالك يا فريدة،،،أيه حالتك ودموعك دي،،أيه اللي حصل يا حبيبتي،، إحكي لي ؟
أرتمت فريدة داخل أحضان شقيقتها وتمسكت بها وكأنها كانت تحتاجٌ لحض أحدهٌم كي يٌشعرها بالأمان ،،وبعد مدة من أستكانتها وهدهدة نهله لها
إبتعدت فريدة ونظرت لشقيقتها وتحدثت٠٠٠٠٠تخيلي العضو المنتدب اللي كلمتك عنه إمبارح وقولت لك إن الشركة كلها مقلوبه علشانه طلع مين ؟
نظرت لها نهلة بتمعن في إنتظار ما هو أت أكملت فريدة بدموع٠٠٠٠سليم قاسم الدمنهوري !
شهقت نهلة ووضعت يدها علي فمها بذهول !
>>>>>>>>>>>>¤<<<<<<<<<<<<<<
صعدَ سليم إلي شقة عائلته بقلبٍ يتألم ولكنه مٌتماسك للوثوق بحالة وبأن لديه القدرة لإرجاعها لحياتهٌ من جديد حتي ولو كانت مٌرتبطة لذلك الذي يٌدعي بهشام !
كانت شقة عائلته فاخرة للغاية،،حيت تتواجد في إحدي الأحياء الراقيه مما يدل علي إرتفاع المٌستوي المادي والمعيشي لساكنيها !
وجد والدته تجلس بالبهو وتضع ساقً فوق الأخري بكبرياءٍ ويٌجاورها باشمهندس حٌسام إبن شقيقها وبالوقت نفسه خطيب إبنتها ريم !
حولت أمال بصرها علي سليم وتهللت أساريرها بسعادة قائله ٠٠٠٠أهلاً يا حبيبي
مال عليها سليم مٌقبلاً رأسها بحنان وأردفَ٠٠٠٠٠أزيك يا حبيبتي !
وجلس بجانبها وهو ينظر إلي حٌسام بنظرات غامضه !
إبتسم لهٌ حٌسام وتحدثَ بدٌعابه٠٠٠٠جري أيه يا هندسه،، هو أنا كٌنت بايت في حضنك ولا أيه،،ده أنا حتي ماشفتكش من وقت ما جبتك من المطار من يومين !
نظر عليه سليم وتحدث ببرود٠٠٠٠أزيك يا حٌسام !
وجهت أمال حديثها إلي سليم قائلة٠٠٠٠هخلي رقية تجهز الغدا يا حبيبي ،،أوك ؟؟
هز لها سليم رأسهٌ بإيجاب ثم أردف قائلاً بتساؤل ٠٠٠٠هو بابا فين ؟
أجابته وهي تقف٠٠٠٠٠بابا في المكتب هقوم أنده له وبالمرة أبلغ رقية تجهز السفرة !
وتحركت هي ودلفت غرفة المكتب الخاص بزوجها بعدما أبلغت من بالمطبخ بتجهيزهم وجبة الغداء
رمقَ سليم حٌسام بنظرة مٌبهمة وتحدثَ بنبرة حادة٠٠٠٠٠عارف أنا كنت فين إنهاردة يا حٌسام ؟
نظر لهٌ حٌسام مٌضيقً عيناه مٌنتظراً باقي حديثه،،
وأكمل سليم٠٠٠٠كنت في شركة *******
إرتبك حسام بجلسته وأبتلع لٌعابهْ بتوتر
وأكملَ سليم بنظرة ملامه بعدما تأكد من تواطئ حٌسام ٠٠٠٠طب ليه يا حٌسام ؟
ده أنتَ أكتر واحد عارف أنا أد أيه حبيتها وأد أيه ألمني بٌعدها عني،، وعارف إني كنت بموت حرفياً من فكرة إني مش قادر أوصل لها !
وأكمل بألم ظهر بصوته٠٠٠٠يبقي ليه يا صاحبي ،،يا أخويا ،،يا أبن خالي ويا عشرة عمري ؟
تنهد حٌسام بأسي ثم نظر لهْ وأجابهْ ٠٠٠٠٠كان غصب عني يا سليم،،صدقني كان غصب عني !
صاح سليم بصوتٍ غاضب٠٠٠٠٠وأيه اللي كان غاصبك علي إنك تكذب عليا وتغشني بعد ما أمنت لك يا محترم ؟
كاد أن يتحدث إلي أن إستمع لصوتها من خلفه وهي تتحدث بنبرة قويه٠٠٠٠٠أنا يا سليم إللي أجبرته علي إنه يقول لك كده !!
وقف وأستدار لوالدتهْ وهو يتطلع عليها بإستغراب وتحدث بتيهه وتعجب٠٠٠٠وحضرتك تعرفي الموضوع ده منين ،،وأيه دخل حضرتك بحاجه زي دي أصلاً ؟
خرجت شقيقته ريم من غرفتها علي أصواتهم المرتفعه،،وأتجهت إلي سليم وتحدثت وهي تفرك يداها ببعضهما بتوتر وخجل٠٠٠٠٠أنا إللي قولت ل ماما يا سليم،،حٌسام وقتها حكي لي لما أنتَ إتكلمت معاه،،وقٌلت له إنك حاولت توصل ل فريدة عن طريق التليفون وهي ماردتش عليك علشان ماتعرفش رقمك الدولي،،
أنا جيت وحكيت ل ماما بعفوية ،،وقتها ماما طلبت من حٌسام إنه يهكر رقم تليفونها وجميع صفحاتها علي التواصل الإجتماعي علشان ماتعرفش توصل لها،،،
وفعلاً ده اللي حصل !
جحظت عيناه بصدمه من هول ما أستمع وتناقل نظراته المذهوله ما بين والدته وريم و حُسام
ثم تحدث٠٠٠٠إنتم عاوزين تفهموني إنكم كلكم كده إجتمعتم و إتفقتم وكنتم السبب في بٌعد فريدة عني طول المدة اللي فاتت دي كلها،،،طب ليه ؟
أجابته أمال بكبرياء ورأسٍ مٌرتفع٠٠٠٠٠علشان مش هي دي إللي تليق بالباشمهندس سليم الدمنهوري وتظهر معاه في الوسط بتاعه !
نظر لها بذهول وتحدث بإعتراض٠٠٠٠وحضرتك تعرفيها منين علشان تحكمي عليها بكدة ؟
وأكملَ بإعتزاز وتفاخر ٠٠٠٠فريدة باشمهندسه ناجحه في مجالها وقدرت تثبت حالها وتبني نفسها بنفسها،،مش زي البنات اللي عاجبين حضرتك اللي كل أهتمامتهم بالمظاهر الكذابه !
نظرت لهٌ والدته باستهجان وأردفت قائلة بكبرياء٠٠٠٠٠٠ وهي علشان بقت مهندسه تبقا خلاص كده بقت قد المقام يا سليم ؟؟
ده حتي المثل بيقول على الأصل دور
وأكملت بتسائل وكبرياء٠٠٠٠تقدر تقول لي مين دي وساكنه فين ولا أصلها ايه ؟؟
بلاش دي،،،، تقدر تقول لي لما تحب تقدمها للناس هتقول لهم دي من عيله مين ؟
نظر سليم الى والدته باستغراب وتحدثَ٠٠٠٠٠هو حضرتك بتتكلمي جد يا ماما ؟؟
هو لسه فيه ناس بتفكر بالعقليه دي،،، وبعدين على فكره بقى،، الفرق المادي والإجتماعي بينا وبين فريده مش كبير قوي زي ما حضرتك شايفاه ،،،،حضرتك ليه محسساني ان إحنا من الطبقه الثريه في البلد،، إحنا يمكن بقينا في أعلي شريحه من الطبقه المتوسطه ،،،بس ده من قريب يا ماما لو تفتكري،، وفريدة من نفس الطبقه دي علي فكرة،، يعني مالهاش لازمة النفخة الكذابة بتاعتنا دي !
تدخل والدهٌ في الحديث وهو يخرج من باب مكتبهِ مردفً بتساؤل٠٠٠٠٠فيه أيه يا جماعة، ،أصواتكم عاليه ليه ؟
صاحت أمال موجةً حديثها لزوجها بنبرة مٌلامه٠٠٠٠٠تعالي يا قاسم بية شوف الباشمهندس سليم وتفكيرة،،،إبنك بدل ما يروح يجب لك بنت وزير ولا بنت رئيس شركة محترمه من اللي يعرفهم ويقول لك عاوز أتجوزها ويشرفنا قدام الناس،،رايح يجيب لك بنت حتة موظف كحيان في الشهر العقاري !
زفر سليم وتحدث بقوة٠٠٠٠٠٠علي فكرة يا ماما،، دي حياتي أنا،، وأنا الوحيد إللي ليا الحق إني أقرر وأختار مين هي إللي هتكون شريكة حياتي
ثم نظر إلي والدة وتحدث بجديه غاضبة٠٠٠٠٠ما هو مش معقول يا بابا أبقي العضو المنتدب لشركة *******والشركة مسلمناني زمام أمورها في الشرق الأوسط كله،،، وأجي في الأخر وماما تختارلي البنت إللي هعيش معاها باقية حياتي ؟
تنهد أباه وتحدث بهدوء٠٠٠٠٠إهدي يا سليم وخلينا نتكلم بالعقل،،إنتَ عارف إني طول عمري بقف معاك وبنصرك في قراراتك،،،لكن المرة دي بصراحه مامتك عندها حق !
نظر له سليم بإستغراب فأكملَ قاسم ٠٠٠٠٠يا أبني الدنيا كلها بقت مبنيه علي المظاهر،، يعني مش معقول موظف كبير زيي في السلك الدبلوماسي هيروح يقعد قدام موظف بسيط في الشهر العقاري وأطلب منه إنه يتنازل ويوافق إنه يجوز بنته لأبني الباشمهندس الكبير !
ثم نظر داخل عيناه وتحدث مٌدغدغً مشاعرة٠٠٠٠٠إنتَ ترضاها عليا يا باشمهندس ؟
هز سليم رأسهٌ بإستنكار وتحدث بشرود٠٠٠٠٠٠بصراحه أنا مستغرب تفكيركم اللي لسه لابس طربوش الخمسينات لحد دالوقت وبيفكر بيه،،
يا بابا إحنا داخلين علي الألفيه التالتة ،،، الناس برة طلعت القمر وبيحاولوا يشوفوا كواكب تانيه علشان يطلعوا يعيشوا عليها وإحنا هنا لسه بنفكر في ده أبن مين ومن عيلة أيه ؟
ثم نظر إلي أباه وتحدثَ بقوة٠٠٠٠ليس الفتي من قال كان أبى،، ولكن الفتي من قال ها أنا ذا
وأكملَ بلوم٠٠٠٠٠مش ده كلام حضرتك بردوا يا قاسم بيه،،ولا أحنا بنحط المقولات في المواقف إللي تعجبنا وننتزعها من المواضيع والمواقف إللي مش علي هوانا ؟؟
تحدثت أمال ناهية الجدال ٠٠٠٠٠هو إحنا ليه واقفين نتناقش ونتجادل في موضوع منتهي أساساً
ثم نظرت إلي سليم وتحدثت بقوة٠٠٠٠البنت وخلاص أتخطبت لواحد من وسطها ويليق لها،، ولعلمك يا سليم،،، البنت بتحب خطيبها جداً ومن المستحيل إنها تسيبه علشان ترجع لواحد رفض وجودها في حياته قبل كده وأتخلي عنها وأهانها قدام أصحابه !
رمقَ حٌسام بنظرة إحتقار بعدما تأكد من أنه قص لوالدتهِ كل تفاصيل قصته مع فريده !
ثم نظرَ إلي والدتهِ بتحدي وأردفَ بقوة عاشق٠٠٠٠٠وسليم الدمنهوري لاغي كلمة مستحيل من قاموس حياته !
وتحدث وهو يتحرك إلي غرفته ٠٠٠أنا رايح أي فندق أقعدلي فيه كام يوم علي ما أعصابنا كلنا تهدي !
ودلف للداخل وأمسكَ حقيبته وبدأ بلملمة أشيائهْ علي عجل ،،
دلف إليه حٌسام وتحدثَ بتباجح ٠٠٠٠إهدي يا سليم وفكر بعقلك،،معقول هتسيب بيت أهلك علشان إختلفتم في الرأي علي حاجة منتهية ؟
حدق به بنظرات يملئٌها الغضب وهدر به٠٠٠٠٠٠إنت بالذات مش عاوز أسمع صوتك نهائي ،،،يا خسارة يا صديق العمر يا أبن خالي،،هي دي الأمانه إللي أمنتهالك ؟
بقا طعنة الغدر يوم ما تجيلي ماتجيليش غير منك أنتَ ؟؟
ونظر إليه بإشمئزاز وأكملَ٠٠٠٠٠بس الحق مش عليك،،،أنا اللي ماعرفتش أختار الراجل الصح إللي أئتمنة علي سري !
زفر حٌسام وتحدث بضيق ٠٠٠٠٠ماتعيش في الدور أوي كده يا سليم،،الشويتين بتوعك دول تعملهم علي أي حد إلا أنا يا حبيبي ،،،،
وأكمل ليذكرهُ ٠٠٠٠٠مش هي دي بردوا فريدة اللي بعد ما علقتها بيك وخلتها تحبك وتدوب فيك،،ولما ما ٠٠٠٠٠٠٠٠
كاد أن يٌكمل لولا دلوف والدة سليم التي تحدثت بتعالي وهي تنظر إلي ولدها وهو يٌجمع أشيائه بتعجل ٠٠٠٠٠أعقل يا سليم وسيب حاجتك زي ما هي وتعالي الغدا جهز وبابا بره في أنتظارنا !
لم ينظر لها وحمل حقيبته وخرج من الغرفه متجةً إلي الخارج
أوقفهٌ صوت والده الهادئ ٠٠٠٠٠سايب البيت ورايح فين يا سليم ؟؟
تنفس الصعداء ليٌهدأ من روعه قبل أن ينظر خلفهٌ إلي والده
ثم تحدث وهو يكتم غيظه كي يٌحافظ علي هدوئه ٠٠٠٠٠بعد إذن حضرتك يا بابا،، أنا رايح أقعد كام يوم في أي أوتيل لحد ما أعصابي تهدى شويه،، مش هقدر أضغط علي أعصابي وأقعد هنا وأنا غضبان بالشكل ده،،،
وأكملَ كي لا يٌحزن والدهُ٠٠٠٠و إن شاء الله لما أعصابي تهدي هبقي أرجع تاني !!!!
تحدث والدة بحنان ٠٠٠٠٠طب تعالي يا أبني إتغدا قبل ما تنزل !
أجابه بإقتضاب٠٠٠٠٠ماليش نفس يا بابا ،،أرجوك سيبني علي راحتي !
تنهد قاسم وأجابهٌ بإستسلام٠٠٠٠خلاص يا باشمهندس،، أعمل إللي يريحك !
هز له رأسه بشكر وتحرك بإتجاه الباب مع إعتراض أمال الذي أسكتها حديث قاسم الحاد ٠٠٠٠٠خلاص يا أمال خِلصنا،،،ودالوقت أتفضلوا علي السفرة إذا كٌنا هنتغدا إنهاردة !
تحركوا إلي سفرة الطعام وجلسوا جميعهم دون شهيه !
————————
مساء ذات اليوم !
داخل غرفة سليم الموجودة بالأوتيل
تملل داخل فراشه بعد أن غفي عدة ساعات لا يعلمٌ عددها،،جلس وهو ينظر حوله بتيهه ليستكشف المكان من حوله حتي تذكر ما حدث !
زفر بضيق وأرجع شعر رأسهِ للخلف ثم تحركَ إلي المرحاض الموجود داخل الغرفه توضأ وخرج بعد قليل أدي فريضتهٌ بخشوع وتضرع إلي الله وسألهٌ صلاح الحال !
ثم أمسكَ هاتفهُ ونظر به وتفحص رقمها الذي أودعه علي الفور حين أخذ منها بطاقة تعريفٌها ،،،وقرر الإتصال بها ليتواجها بعد غياب دامَ خمسْ سنوات قضاها كلاهما في عذابٍ وألم الإشتياق يمزق داخلهما !
إنتهي البارت
تُري ما ستكون ردة فعل فريدة علي إتصال سليم ؟؟
وما الذي فعله سليم بفريدة في الماضي جعلها تغضب منه لتلك الدرجة ؟
كل هذا سنتعرف عليه في البارت القادم